كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
دخلت جودى إلى المنزل بكل ثقة وعبرت البهو المبلط بالرخام
اللأمع فى كل مرة تعود فيها إلى هذا المكان كانت تأخذ نفس
الأنطباع كان لديها شعور غريب بأن الزمن توقف لم يحدث أى تغير
فى هذا المكان والمثير للدهشه أن ذلك يشعرها بالأطمئنان كان يوجد
على المنضدة زهرية مليئة بالأزهار ذوات رائحةعطرةتحت المربع
الذهبى للمرآة وعلى أحد الحوائط توجد صورة لماركوس كلاين زوج
والدتها ووجهه تعلوه إبتسامة.عندما كانت جودى تعيش فى هذا المكان
كانت ترى والدتها دائماً تقف أمام صورة زوجها الأخيرة.
وضع السائق الأمتعة على الأرض وأعطى السيدة ورقة وقعتها
ولكنها عقدت حاجبيها عندما وجدت يدها ترتجف.فى نفس اللحظة
سمعت من الخلف صوت خطوات ثقيلة تهبط درجات السلم فأعادت
الورقة إلى السائق وهى تهز رأسها ثن إستدارت لتواجه تيد.
منذو اللحظة الأولى لرؤيته أجتاحت جودى مجموعة من المشاعر
كان هذا الرجل وحده يحدثها لديها.كان كبيرذا قوام فارع وكان أنيق
بطبيعته لدرجة تثير الدهشة وكان هادئاً وجاداً.وعلى الرغم من ذلك
تذكرت جودى مرحلة كان يستطيع أن ينفجر فيها بسبب نفاد صبره
وحدة طبعه وعنفه
أما الأن فإن تحركاته المحكمة والمتسمة بالعقلانية كانت لشخص
معتاد القيادة وممارسة سلطة على الأخرين
أما بالنسبة لكتفيه العريضتين والمعتدلتين فكانت تدل على قدرة
كبيرة شئ واحد لم يتغيروهو أن كل سنتيمتر مربع فى جلده وكل
خلية من جسده كانت توحى بأحاسيس قوية جياشة وقف أمامها
وعيناه البنيتن تتفحصانها
-صباح الخير يا جودى , لا نستطيع أن نجزم أنك فى حالتك
الطبيعية ,فجلدك شاحب إلى درجة أنه شفاف تقريباً ويوجد
حول عينيك هالات زرقاء
ضمت الفتاة قبضتها وحاولت أن تجيب بإبتسامة مرحة:
-صباح الخير يا تيد أنك لطيف كعادتك كما أرى
فى الحقيقة كان يستطيع أن يظهر مع غيرها فى غاية العذوبة
سكت لحظة:
-أهو تغير نظام الوقت؟
أجابت:
-نعم هو تغير نظام الوقت .
أوم برأسه قائلاً:
-بغض النظر عن كم الأزمة الوقتية الت تعبرينها كل عام إلا أنى
مندهش أن أسلوبك لم يصبح أكثر أشمئزازاً
قالت وفى صوتها رنة سخرية:
-أحترس.هذا الكلام مجاملة غير ظاهرة .تكاد تظهر أكثر رقة
فضحك بهدوء ونظر إلى حقائبها الكثيرة المكدسة:
-أن ذلك يوحى بأنك عائدة لتقيمى هنا.
-سأبقى فترة
-حقاً أن ذلك على غير المعتاد
لا تقلق بهذا الشأن,فالقرار ليس مؤكداً
عقد حاجبيه قائلاً:
-أن ذلك لم يداعب عقلى ,فانت تكرهين كثيراً البقاء فى مكان واحد
خاصة هنا
-هل أمى هنا؟
-أنها فى حجرة الطعام فى أنتظارك
دون أن ترغب فى ذلك ألقت جودى نظرة حولها وقالت:
-نعم أتخيل ذلك
-هل تعرفين والدتك؟
تنهدت ثم قالت:
-نعم أعرغها جيداً وأنا ذاهبة إليها الأن
ترددت قليلاً فلقد كان لديها الكثير لتقوله لتيد ولكنها فضلت أن
تنتظر حتى تستريح قليلاًًً
-هل لديك النيه لأن تكون موجود على العشاء؟
أجابها بسخرية:
لماذا تسألينى هذا السؤال؟
شعرت بقدمها تهتز وأنه كان لزاماً عليها أن تبذل جهداً كبيراً حتى
لا تبين ضعفها
-لماذا لا تجيبيننى؟
-أستعد للدفاع دائماً كما أرى ,سوف أجيبك كنت فقط أسعى لمعرفة
أسباب سؤالك هذا,لأنى حقاً لم أفهم طريقتك فى التعامل معى يجب
أن أعترف أننا لم نمكث معاً فترة طويلة ,وهلة بسيطة,أحست أنه
سيغشى عليها من سخرية تيد ومن تهكمه الواضح ومن وجودة
كلياً ولكنها تداركت نفسها وخطت خطوة فى أتجاه الباب الذى يقود إلى غرفة الطعام وعندما مرت أمام تيد أختل توازنها فساعدها على
النهوض وأطمان عليها وصرح لها بأنه سوف يتناول العشاء معها
إلا إذا كانت هى ترغب فى غير ذلك
أجابيه:
-لاتكن غبياً فأنت هنا فى منزلك
-وأنت كذلك
لقد مروقت طويل لم تمكث فى هذا المنزل لكنها وبفضول شديد
كانت تعتبرهذا المنزل منزلها تماماً
-إلى اللقاء فى المساء يا تيد
-إلى اللقاء مساءاً
ظهر بارتون عند هذه الكلمات وناول تيد حقيبته وبعد أن شكره
تيد بإيماءة من راسه وبعد أن القى نظرة أخيرة على جودى
أنصرف ظلت جودى تنظر إلى الباب الذى أختفى خلفه تيد ومهما
طالت المسافة التى تفصلهما فإنها لا تستطيع التخلص من تأثيره
|