كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الأول
كان هناك مصباح واحد ينير الغرفة الكبيرة المليئة بالكتب وكان
يلقى بضوءه على المكتب الذى يميل لونه إلى الأحمرار وكان ضوء
هذا المصباح يضئ كذلك الفاكس الذى تلقاه تيد منذو بضع دقائق كان
الشاب ينظر بثبات إلى الكلمات المتراصة وهو يحاول أن يفهم لماذا
تسبب له هذه الكلمات كل هذا الأضطراب؟
-أنا عائدة الى المنزل....جودى
سمع ساعة جده تدق أثنتى عشر دقة , تناول فنجان الشاى ورشف
منه عدة رشفات
على مدار السنين كانت جودى معتادة إرسال تلغرافات أو فاكسات
لتعلن عن عودتها وفى كل مرة كانت تحدد موعد الوصول والسفر
كما أنها كانت تحدد أيضاً إذا كانت تنوى الأقامة فى المدينة أو إذا
كانت ستقيم فى المنزل الذى تملكه والدتها إلا أن هذا الفاكس لم يكن
يحمل أيا من هذه المعلومات
قال تيد لنفسه وهو مايزال ينظر الى الفاكس
-أنه من الأفضل أن يذهب الى الفراش
ولكنه لم يقدر على الحركة
"أنا عائدة إلى المنزل"كانت هذه العبارة لا تعبر عن جودى ولا
تشبهها.وعلى الرغم من أن معرفته بها كانت قليلة كان من الصعب
منتديات ليلاس
عليه أن يصدق أن جودى تعتبر هذا المنزل منزلها .لقد كانت تعيش
هنا بالتأكيد .فى هذا الفندق الخاص الذى يطل على "الهودسون"
ولكنه كان بعيداً جداً.كانت تبلغ الثالثة عشرة من عمرها عندما
تزوجت أمها والد تيد ومنذو أن كبرت كانت تأتى قليلاً.
كانت جودى عادة عند وصولها لا تمكث أكثر من يوم أو يومين
وكانت تزور والدتها وتتجنب قدر أستطاعتها مقابلة تيد.بينما كان
يمسك كوب الشاى كان يتأمل الفاكسمن جديد كانت جودى قد بعثته
من مومباى فى الهند فهى تسافر كثيراً إلى بلاد بعيدة "أنا عائدة
إلى المنزل"
ما الذى تريد أن تقوله؟وما قصدها؟ألقى تيد براسه إلى الخلف
على مسند المقعد المصنوع من الجلد وأغلق عينيه فتراءت له
جودى فى خياله بعينيها الزرقاوين وجمالها البارد كانت تكره
تيد وتتعامل معه على لأنه عدوها اللدود ثم تكونت فى مخيلته
صورة أخرى لها ولكنها أقدم من هذه الصورة الأخيرة عندما
كانت جودى وديعة ولطيفة وحنونة لدرجة كادت تصيب تيد
بالجنون
فتح تيد عينيه فجأة وضرب على المكتب بقبضته كل ما فى الأمر
أنها كتبت هذه الرسالة دون تفكير لم يكن لديها أى نيه للعودة.على
كل حال كان تيد يتمنى ذلك أن الوقت لم يكن مناسباً
|