لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-07-11, 02:35 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7 - غابة بدون أشجار!
لدى عودتهما الى ادنبره، حاولت سو اعتبار الحادثة كمجرد خدعة لعبها الليل على مشاعرها الحساسة جدا . فميريك فيندلى ليس من النوع الذى ينغمس فى مغامرات عابرة كهذه ، وشخصيته تعزز هذه التبرئة .ولكن حياة مطلق رجل لا تخلو من بعض لحظات التهور. لقد كان متعبا مثلها على الارجح، والذى حصل لم يحدث عن تعمد او تنفيذا لخطة مرسومة. هذا التحليل برغم دنيويته اراحها مؤقتا، فتعلقت به تعلق الغريق بخشبة وصلا مطار تيرنهاوس قبيل الغروب، واصر ميريك على ان يتناولا الشاى قبل مواصلة السفر الى غلينرودن، وشرح السبب بقوله :- انها مسافة بعيدة وانا لا احب التوقف على الطريق .
استرقت اليه النظر وهما يدخلان ادنبره ولم تعلق . لقد استمتعت بالرحلة الجوية اكثر من المرة الماضية . فكارلوت لم ترجع معهما، وميريك جلس الى جوارها ، يعرفها الى المعالم المختلفة التى لم تستطع معرفة اسماءها فى المرة السابقة . اجاب على كل اسئلتها بمهارة المسافر الخبير .
ومع انها لم تر ميريك كثيرا فى لندن الا ان اشرافه الدقيق على شؤونها كان واضحا . فتنظيمه الصارم واصراره على توضيب كل غرض يتعلق بحياتها السكنية فى كنغستون ومن ثم الشحن والبيع والتصريف كل ذلك تم فى وقت قصير وكأنما بقيادة محرك لاسلكى . لم يخطر لها مطلقا ان تعارض سلطته او تناقشه لكونه تخطى صلاحياته واتخذ عنها معظم القرارات. كانت تحافظ دائما على استقلاليتها ولذا احست بشئ من القلق بشعور مسبق بانه يسيطر عليها اكثر اذا لم تاخذ الاحتياط الكافى فى المستقبل.
تنهدت وغمغمت بتأثر :- ما احلى العودة الى الوطن. اسكتلندا حققت كل احلامى بها . ماغبت عنها يومين حتى افتقدتها.
استدار اليها قليلا وقال :- الاحلام خطرة احيانا .
ما به؟ هل تعرقلت اعماله فى لندن ؟ وسألته :- هل ساءك ان اعود معك هكذا ؟.
- ولماذا استاء ؟ لك مطلق الحق فى العودة والدك يحتاج اليك .
وودت لو تضيف :- لكنك لا تحتاجنى. تذكرت فى اسى مواقفهما العاطفية وانتقلت الى صداقته لكارلوت. هل يعقل انه يلهو بهما معا ولبينما يتضح له من منهما سترث غلينرودن؟ هل سيجد صعوبة فى الاختيار ؟ قد يعيش جون لسنوات طويلة وربما لا يعيش . اخافتها افكارها فحاولت الا تغوص فى المستقبل انها لم تحب امها ابدا فى عمق ومع ذلك تفتقدها احيانا ،وابوها كذلك تخاف ان تفقده بعدما عثرت عليه. ما نفع ان نحب الناس اذا كان القدر سيختطفهم فجأة مخلفين وراءهم فراغا مؤلما ؟
حتى اهتمامها المتزايد بميريك فيندلى قد يكون دعوة الى العذاب . ادارت بصرها وحدقت الى المتاجر وجموع الناس على الارصفة . لماذا تسمح للحظات عناق قصيرة ولخفقات قلبها المجنونة ان تسبب لها كل هذا التمزق ؟ ميريك يجب ان يبحث عن التسلية فى مكان اخر وهى يجب ان تتعلم كيف تقسى قلبها .
اوقف ميريك السيارة امام احد الفنادق وقال وهما يهبطان منها:- للعاصمة مظهر دراماتيكى مؤثر الا تعتقدين هذا ؟
التفت اليها ولم يبد عليه اى انزعاج من صمتها المفاجئ.
تطلعت الى فوق فوقع بصرها على خيال القلعة الصخرية المشيدة منذ الف عام وعلى ظلال ادنبره القديمة الواقعة خلف حدائق برنسيس ستريت . كان مشهدا ر ائعا يسحر النظر .
وقال ميريك :- عندما نستغنى عنك ليومين يمكنك ان تقضيهما هنا لتتعرفى جيدا الى ادنبره
ابتسم قليلا وقادها عبر الشارع نحو الفندق ويده تحتضن خصرها وقال :- خسارة اننا لن نبقى هنا وقت اطول انما من الافضل ان نتابع السفر.
العودة الى البيت لم تستغرق وقتا طويلا او هكذا خيل الى سو لما تذكرت سفرتها الاولى الموحشة فى اغسطس/ اب. معظم الطريق بدا ميريك منشغلا بافكاره فوجدت نفسها تغفو بين حين واخر . وقبيل وصولهم نفضت عنها ذيول التعب والنعاس لتسأله عن موعد عودة كارلوت. فاجابها فى اختصار :- نسيت ان اسألها وهى لم تخبرنى, انك ستعيشين بدونها لبضعة ايام فلا تخافى .
- لا داعى لتهكمك . حسبتك ستتساءل لماذا لم اسألك .
- لم اتساءل وهى لا تتغيب عادة لوقت طويل .
هز كتفيه بحركة لا مبالية واختلس اليها النظر من طرف عينه كلاهما كان شاعرا بوجود الاخر انما لم يرغب فى الكلام. هذا التوتر احزن سو وحيرها فاستدارت تتأمل القفار عبر النافذه وبقايا المطر تغمرها بالرطوبة والوجوم. احست بوحدة الطبيعة تلمسها وتشعرها بالراحة وسط اسوداد الغروب.لاجدوى من الافكار بأن ميريك لا يريدها وكذلك كارلوت لكن غلينرودن اصبحت بيتها ووطنها ولن تغادرها مهما واجهت من منافسة .
الان وقد قصرت النهارات قررت السيدة لينوكس ان تنام ايضا فى البيت طيلة فصل الشتاء. الدكتور ماكروبرتس لم يكن مطمئنا الى صحة جون الذى كان يهزل يوما بعد يوم ، فعرضت الممرضة ان تقدم مزيدا من المساعدة فضلا عن ان الطريق بين غلينرودن والقرية كانت تنقطع احيانا فى الشتاء لدى فيضان النهر ، فخشيت السيدة لينوكس ان تحتجز فى القرية لايام متتالية بسبب ذلك .
شعرت سو بالامتنان لهذا الترتيب الجديد انما كان على الممرضة ان تنظم امورها فى القرية استعدادا للبقاء فى غلينرودن فساهمت سو فى اعمال اضافية فى البيت كذلك استمرت تساعد اباها فى الكتاب وعلقت السيدة لينوكس على ذلك بقولها :- احيانا اتساءل يا عزيزتى من الذى يؤلف الكتاب هو ام انت فلولاك ما استطاع ان يكتبه ابدا .
- هذا العمل يشغل ذهنى ويبعده عن التفكير فى امور اخرى .
اجابتها سو بابتسامة غامضة . وبالرغم من نظرة المرأة المتسائلة لم توضح ان الاشياء الاخرى تعنى بمعظمها ميريك فيندلى .
فعلى الرغم من وجهة نظرها الخاصة بانه مغامر جرئ يسعى الى تأمين مصالحه المستقبلية ، استمر ميريك يعذب قلبها. والى جانب شعور الاحتقار. كان يثير فيها احاسيس اخرى هى فى غنى عنها. كانت كلما راته تتذكر فى خجل مذنب انها حين قابلت المحامى فى لندن، كانت على وشك ان تأخذ رايه فى اجراء تحر قانونى عن اوضاع ميريك وبطريقة لا تثير الشكوك. لكنها لسبب ما وجدت نفسها عاجزة عن عرض شكوكها ومخاوفها امام المنطق القانونى الصارم. بل ان مجرد فتح الموضوع بدا لها تصرفا وقحا انذاك .
اما الان وبعد ان عادت الى غلينرودن فقد انبت نفسها على غبائها لان الفرصة قد لا تسنح ثانية . من جهة اخرى لم تكن لديها اية فكرة عن مغبات اجراء كهذا وخافت من النتائج التى قد تثبت خطأ ظنونها . لم تكن لتبرئ ميريك من كل شئ الى جانب سعيه الطبيعى الى تأمين مستقبله ماديا ، لكنه قد يرحل عن غلينرودن اذا اقدمت على شئ بلا مبرر منطقى وطعنته فى الصميم .
ومرت الايام واستمر ميريك يشرف على رحلات الصيد لكن متنزه العربات كان سيقفل ابوابه مع انتهاء الموسم فى اواخر اكتوبر / تشرين الاول ، او هكذا اخبرتها كارلوت لما عادت من لندن. قالت :- قررنا للعام المقبل ان نستصلح بضعة دونمات اخرى قرب الخليج بموجب رخصة بالطبع. واذا حصلنا عليها فقد اقضى الصيف المقبل فى غلينرودن. فميريك على ما يبدو لا يمكنه الاستغناء عن خدماتى . لن تكونى هنا على الارجح لكن احسبك تودين معرفة ذلك .
كان فى وسع سو ان تجيب بانها لا تود ان تعرف وبأنها لم تستسغ مذاق الخبز انما كان من المحتمل جدا ان تترك غلينرودن على الرغم من كل ما قد يحدث لذا بقيت صامته تستمع فى تهذيب الى ثرثرة كارلوت محاولة ان تعطى الانطباع بانها لا تكترث اطلاقا لما سيحدث فى السنة المقبلة فى هذا الجزء من العالم !
اخبرتها كارلوت كذلك ان ميريك دعاها للعشاء خارجا مما زاد من مرارة سو لكونه لم يفكر مرة بدعوتها بل تعمد الابتعاد عن طريقها وفى الاخير ذكرت كارلوت ان مدرسة قرب بيتها قد تطلب معلمة شابة للعمل عندها بعد عيد الميلاد فتشبثت سو بالفكرة وطلبت الى الفتاة ان تتأكد من الامر وتعلمها به فورا .
وفى احد الايام قرب نهاية الشهر اصطحبها ميريك فى الجولة الموعودة . فقد فاجأها فى احدى الامسيات بتجديد دعوته وقبلتها فى سرور برغم انها كانت عازمة تقريبا على رفضها.
كان صباحا صافيا برغم هبوب الريح وكان ميريك قد نبهها الى وجوب ارتداء ثياب دافئة بقوله :-الدروب وعرة والطقس متقلب فلا تتمسكى بالموضة وتلبسى تنورة وبلوزة رقيقة. اذا فعلت ذلك سأعيدك الى غرفتك لترتدى المطلوب.
كان فى نبرته تهديد خفيف جعلها تهرع الى خزانتها وتختار سروالا سميكا وقميصا دافئا وكنزة وقبعة صوفيتين .
السيدة لينوكس شاركت بدورها فى العمل على انجاح الرحلة فهيأت ساندويشات وضعتها فى حقيبة ظهر خفيفة اعتطها لسو متمنية لها رحلة ممتعة .
ابتسمت سو وهى ترقض الى حيث كان ميريك يجلس فى سيارته وحالما صعدت الى جانبة ادار المحرك بفروغ صبر وانطلقا.
نظر اليها وقال باسما:- تبدين متألقة هذا الصباح .
- لقد نفذت تعليماتك بحذافيرها كما ترى . انا مستعدة لكل شئ تطبيقا لكلماتك .
- ربما ما طلبت هذا بالضبط لكن طالما نحن ذاهبان فى مطاردة فالثياب الثقيلة انسب .
فقفز بصرها الى وجهه الاسمر وسألت فى لهفة :- مطاردة؟ اتقصد اننا سنطارد الغزلان الاوائل ؟.
- جمع ايل هو ايائل يا بلهاء وليس اوائل .
فبادلته الضحك وردت فى جرأة :- الشاطر حسن ! هكذا كنا نسمى التلاميذ اللامعين فى المدرسة .
فبادلها مزاحها بأقسى منه :- عرفت نساء كن يطلقن على اسماء الطف . انا اسمى ميريك ولم اسمعه من فمك سوى مرة او اثنتين .
اشاحت بصرها صوب الجبال البعيدة واخذت نفسا عميقا ثم قالت فى جدية :- عندما تتصرف وديا تكون لطيفا جدا لكن هناك اوقاتا تليق فقط بمناداتك (السيد فيندلى ).
- بالنسبة الى خطاياى يسرنى ان اعرف بانى اثير ردود فعل ايجابية فى بعض الاحيان. الا توافقينى رايى يا حلوتى سو بناء على تجاربنا السابقة؟
- لنحصر حديثنا فى موضوع الغزلان .
- اوه، الغزلان .
ثم ابتسم ساخرا واضاف :- منذ ايام حواء والمرأة استاذه فى فن المراوغة . لكنك فى يوم ما ستتعلمين شيئا واحدا يا سو وهو انك لن تستطيعى الهرب الى الابد لكن فى الوقت الحاضر لنتكلم فقط عن الغزلان كما طلبت .
ازدادت توردا وخفق قلبها وهى تقول :- حدثنى عنها اذن .
فاجابها فى ليونة وهوينعطف بالسيارة الى الطريق العام:- اود ان اريك ايلا او اكثر وقد ترين بعضا من اناثها .
- هل سنراهم على اراضى غلينرودن ؟.
وهنا تنبهت واضافت فى حذر :- اقصد انى لا اعرف الكثير عن غلينرودن هل هى املاك واسعة ؟.
تشبثت بحافة المقعد فى عصبية وقد تعرقت يداها من الخوف. انها تكره الاقرار بجهلها ومع ذلك لا تجد غضاضة فى قهر كبريائها لتعرف المزيد عن هذا المكان الذى بدأت تحبه .
لكن ميريك لم يستغرب سؤالها ورد قائلا :-الجواب نعم على كلا السؤالين. فغلينرودن شاسعة تبعا لبعض المقاييس. انما لا تخلطى بين الحجم والانتاج المادى . انها تضم غابة غزلان، مستنقعات تعيش فيها طيور القطا، والخليج الذى رايته اما فى الاودية فلدينا تلال ترعى فيها الاغنام وبعض حقول الحبوب والخضار والدرنية (كالبطاطا والفجل الخ ) .
هذه الحقول هزيلة بعض الشئ ونعتنى بتحسينها عاما بعد عام بيد ان الارض ما تزال صخرية .
لم تقتنع تماما فقطبت حاجبيها وتساءلت :- تقول ان الارباح ليست كبيرة فلماذا مادامت الاملاك واسعة وكثيرة ؟.
- لان هذا النوع من الاراضى لا يتيح المجال لربح وفير. اعطيك مثلا اذا كانت لديك غابة غزلان، فهى تحتاج الى عناية مستمرة لكنها تكلف مالا كثيرا ... غابتنا نحن بدأت تدر ربحا بعد ان تعاقدنا نع الفندق على استئجاره فى موسم الصيد احيانا يتم الصيد وفقا للاصول واحيانا يكون الموسم كارثة وذلك حين لا يعرف الصيادون اى نوع من الغزلان يقتلون. فى هذه الحالة الجأ مع مسؤول الغابة الى الاشراف على كل شئ فى ضوء خبرتنا ومعرفتنا بواقع الحال .
- اتقصد انك تدع الناس يقتلون الغزلان ؟.
- ليس قبل ان نقوم بعملية الفرز .
- يعنى انكم تقتلون قسما منها! هذه قسوة !
- يجب ان نقتل عددا معينا من الغزلان كل سنة كى نضع حدا لتكاثر القطيع .
استغربت هذا المنطق المغاير للواقع فحولهما اراض هائلة اميال واميال من التلال والوهاد الممتدة حتى حدود البصر وليس فيها من مخلوق انها تتسع حتما لمئات الغزلان !
تململت فى مقعدها وسألت :- لماذا تمنعون تكاثر القطيع ؟.
- لان الغذاء محدود غابتنا جبلية برية وهذا يعنى ان القطيع يجب حصره فى اعداد معينة والا ماتت الغزلان جوعا لبينما يعود العشب الى النمو فى الربيع .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 18-07-11, 03:41 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- فهمت .
فكرت فى قحل المرتفعات فبدا كلامه منطقيا وهى لم يخطر لها ان تتساءل عن طعام تلك الحيوانات البرية .
كانا قد وصلا مقطع النهر على الطريق وحيث يتابع جريانة صوب الخليج وبعد عبور المخاض اتجه ميريك بالسيارة يمينا وراح يصعد دربا ضيقا مجانبا للنهر ومتابعا مجراه الصخرى عبر غابة من اشجار البتولا .
- تمسكى جيدا !
هتف ميريك حين تمايلت السيارة اثر نزلة سيئة جعلت سو تميل بدورها وتصطدم بكتفه. ابتسم واسندها بذراعيه حتى استعادة توازنها ثم قبض على المقود بكلتا يديه ليضبط الدواليب الدائرة على نفسها .
انكمشت سو فى الزاوية تحاول ابعاد مشاعرها عن ملمس عضلاته وصلابة قبضته ففضلت ان تركز افكارها على موضوع الغزلان . ثم سألته :- الا يمكنكم اطعامها اغذية اصطناعية كما يفعل المزارعون مع البقر ؟.
ارجأ الجواب حتى استقام الدرب امامهما فاسترخت يداه على المقود وقال :- لنيتعرض المشكلة من البداية . غابة الغزلان قد تبدو كبيرة على الخارطة انما فى الواقع هناك اماكن معينة فقط تصلح للمرعى وبالتالى لتغذية عدد معين من الغزلان هذا العدد نعرفه واحدا واحدا ونعرف انه يأخذ كفايته من الزاد .
- الا تحتاجون الى اطعامها شيئا اخر ؟.
- اجل نطعمها فاصوليا وبطاطا وملحا يابسا الا اننا لا نفعل ذلك الا فى شتاء قارس جدا لانه يكلف مالا ونحتاج الى مردود سنوى لنستطيع تزويدها بهذا الطعام سنويا . لكن الغزلان تعلف نفسها عادة بشكل جيد .
- لماذا قلت عادة ؟
- لانه ليس دائما يكون الشتاء قاسيا ومثيرا للمشاكل وحيث يتجمع الثلج عميقا فى الجوفيات العشبية التى تؤمن الغذاء للايائل . وحين يتعمق الثلج يستغرق ذوبانه وقتا طويلا وهنا تكمن فترة الخطر ... فى مرة كهذه وجدنا الغزلان تموت من الجوع. كانت لشدة ضعفها لا تستطيع الهرب من درب العقبان اذا هاجمتها . كان جون معى انذاك .
- وماذا فعلتما ؟.
- اضطررنا الى قتلها بالرصاص لنريحها نهائيا من عذابها .
اطبقت عينيها لئلا ترى المشهد حتى فى الخيال وهمست :- يا للحيوانات المسكينة ! لماذا لا تطعمونها دائما ؟.
- قلت سابقا ان التكاليف ستكون باهظة كذلك اذا زودناها بالطعام باستمرار تصبح اليفة وبالتالى لا تعود هناك مطاردة وتمسى الغابة مكتظة بها.
- وما ضر لو اصبحت اليفة ؟.
- استعملى خيالك وفكرى بالنتائج ففى هذه الحالة ستهبط من التلال وتأكل غلال المزارعين وسيسارع المزارعون الى قتلها . لذلك لا مناص لنا من قتل بعضها بأنفسنا وبطريقتنا الاقل تعذيبا، وحيث الرصاصة الصغيرة من يد صياد ماهر ارحم لها من الموت جوعا او من الموت البطئ اذا قتلت بحزق .
صوته بدأ يعكس نفاد صبره قليلا لكن عينيه ظلتا عطوفتين مما شجعها على القول بصمت متعب :- ما احسبنى ارغب فى قتل ايل حتى لو كنت صيادة بارعة .
- لك الحق ان تشعرى هكذا ولكن بامكانك ان تستمتعى بالمطاردة من غير ان تستعملى البندقية او تعرفى الكثير عن فنون الصيد .
تنهدت ولاذت بصمت مؤقت وراحت تراقب ارتفاع الشمس عاليا فوق الجبال. فيما كانت اشعتها تزحف نزولا على جوانب التلال الى الوادى . الطقس سيكون جميلا هذا اليوم . عادت تنظر اليه وهى تشعر بقربه داخل السيارة ، وقالت مشيرة الى البرارى حولهما :- أأستطيع حقا ان استمتع بالمطاردة برغم قلة خبرتى ؟.
- لا تحورى كلامى يا سو .لا يجب ان تتجولى بمفردك اذا كان هذا ما تقصدين . يجب ان يرافقك شخص خبير يعرف كيف يتصرف فى الظرف المناسب .
- هل تحذرنى ؟.
ابتسم بالتواء وقال :- قد يكون تحذيرا لانى استشف فيك نزعة عنيدة ومغامرة تحت قناعك . لذا اسمعى جيدا ما اقول! اذا ضبطك هنا تتجولين على هواك سأضربك ضربا مبرحا يجعلك تعجزين عن الجلوس لمدة اسبوع !
لا تستبعد ان ينفذ تهديده! احمر وجهها ليس بدافع الغضب بل لان فكرة عقاب كهذا اشعرتها باثارة غريبة بدلا من الغضب. كان فى علاقتهما شئ غامض لا تستطيع فهمه فهو يميل الى قول اشياء عنها لا تنطبق على طبيعتها الحقيقية .
انها فتاة عاقلة متزنة هذا ما قاله تيم مرارا وقلما تصرفت بلا تفكير . ابتعدت عن ميريك قليلا وقالت بجدية :- لا ادرى ما الذى يحملك على اصدار قرار نهائى وخطير كهذا ولا على اية اسس تقفز الى استنتاجات مستهجنة لشخصيتى !
- قد لا يروقك تحذيرى لكن النصيحة السديدة لا تخيب ابدا بل قد تنقذ حياتك فى لحظة ما .
فأضفت الى صوتها نبرة متعالية لتضعه فى مكانه :- اعتقد انك تبالغ وان زبائن الفندق قد ارهقوا صبرك لكن عليك ان تتحمل لان هذا جزء من مسؤولياتك .
قالت هذا وشمخت بذقنها متحدية فاتقدت عيناه واسود مزاجه فادركت للحال بانها اخطأت فى التكلم بهذه الطريقه.لم تكن المرة الاولى التى تتعمد فيها اثارة غضبه . ولتجعله يدرك بانها الوريثة الشرعية لاملاك يشتهيها لنفسه.انما اليوم كان يبذل اقصى جهده ليؤمن لها الراحة والاستمتاع ولذا يجب ان تلجم لسانها وتكف عن اغاظته لتبادله حسن معاملته لها .
وقبل ان تقول شيئا ملطفا تحركت يده فى سرعة البرق وقبضت على حفنه شعر عند اسفل رأسها ناخعا عنقها بايلام ومشددا قبضته كلما حاولت التملص منه وحين صرخت متوجعة غمغم قائلا :- انظرى حولك يا انسة ... فريزر انظرى الى البرارى الموحشة وحاذرى اثارة غضبى الى حد لا تحمد عقباه واذا كنت لا تصدقينى سلى العمال عم مدى هياجى عندما اثور !.
ثم اطلق شعرها ودفعها عنه بخشونه فتكورت قربه ترتجف وتحدق كالخرساء الى الطريق. تمنت لو تتبخر او تكتسب بطريقة سحرية جسما ضخما كيلا تحس كل هذا القزم والعجز امام ضخامته وقوته.
لم يلتفت اليها وحاولت هى ان تتمالك اعصابها لم تجد جوابا ذكيا لعبارته الخشنة ومرت الدقائق صامته لبينما استطاع ذهنها المعذب ان يستعيد طاقته الفتية .
كانت البرية على الجانبين تزداد توحشا وكانت شجيرات الخلنج تكاد تلتهم الدرب الضيقة امامها بدت لها الطريق طويلة جدا فسألته وهى تغطى ارتباكها بطبقة من الهدوء :- هل ما تزال المسافة طويلة ؟.
فاجابها بصوت املس وكأنه احس ارتباكها واراد برغم ذلك ان يعاقبها قليلا :- ليس كثيرا انما ارجو ان تكونى قد استعدت عافيتك تماما لتتمكنى من السير والتسلق. انا لست مستعدا لحملك حتى لو امرتنى بذلك .
نظرت الى اصابعها كيلا يرى وجهها وقالت :- انى استحق جوابا كهذا .
- وانا ما نويت ان اسامحك بهذه السهولة لكننا سنقضى بقية اليوم معا ولست بارعا فى لغة الاشارات .
مزاحة البسيط كسر حده التوتر وجعلها تضحك من قلبها ثم تقول مازحه :- بما انك تكيل الصاع صاعين فان مناداتك لى بالانسة فريزر احدثت التأثير المقصود من جانبك .
جوابه المتوقع ضاع فى اللحظة التى توقفت فيها السيارة فجأة داخل مراب طبيعى منحوت فى جوف الصخور فهتفت سو متسعة الحدقتين :- يا الهى ! ما اروع هذا المكان !
- هنا ينتهى الدرب وتترك جميع السيارات .\
تطلع فى عينيها يبحث فيهما عن امارات ذعر فوجدهما تتألقان بالاهتمام اومأ باستحسان وقال :- من الان فصاعدا سنستعمل اقدامنا والطريق وعرة

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 18-07-11, 05:08 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

فعلا الطريق وعرة جدا لكن سو فضلت الموت على التذمر بالرغم من شعورها بالاستمتاع سبقها ميريك قليلا حاملا شنطة الطعام على ظهره وكان بين حين واخر يتوقف حتى تلحق به كان الضباب ما يزال يلف جوانب التلال ومع ذلك مضى ميريك قدما لمعرفته الجيدة بالطريق .
عندما صعدا اكثر فاكثر بدا المشهد رائعا جبال ، صخور ، اودية خضراء وجداول مترقرقة فاصغت سو الى الخرير وكأنه موسيقى يبثها الهواء. ثم سرعان ما انقشع الضباب وهب نسيم عليل فيما انتصبت التلال ورسمت على زرقة السماء قمما جريئة محززة .
بعد ساعة من الصعود خرجا من حقول الخليج الى جانب التل العالى كان حارا بلا ظلال مما ازعج سو لكنها انتعشت حين وصلا كتف التل واحست الريح تلفح وجهها . وكم شعرت بالامتنان عندما توقف ميريك وسمح لها بان تشرب ماء عذبا باردا من احد الجداول.
نظر اليها متأملا فلاحظ لطخة سوداء انطبعت على جبينها حين ازاحت عنه خصلة شعر بأصابع ملطخة بشحوار الصخور . مد يده ونفض بعض التراب الرملى وقال باسما:- عطشت كثيرا يا سو؟ ربما انت فى حاجة الى الاغتسال ايضا!
انعشها الماء العذب فبادلته النظر والابتسام وقد انستها بهجة الصعود عداءها السابق تجاهه . كانت فى قمة الحيوية يغمرها افتتان كلى بروعة البرية فقالت :- الهواء رائع انه يجعلنى اتسلق التلال لساعات بدون ان اتعب.
- عظيم لكن امامنا مسافة طويلة وانت لا تملكين المتانة او الخشونة اللازمتين لهذا النوع من التسلق فلا تهنئى نفسك قبل الاوان .
كم يحب تهبيط العزائم ! قالت غاضبة :- هل تفضل رفقة امرأة مسترجلة ؟
اتقدت عيناها وحاولت جاهدة ان تبقى موضوعية انه على الارجح يقصد النساء اجمالا وليس فقط انثى عديمة البخبرة مثلها ومن واجبها ان تثبت له خطأه.
- امراة مسترجلة .
رددت بفروغ صبر وراحت تنتظر جوابه
- انا شخصيا لا افضلها كنت اتكلم عن وعورة الارض وليس عنى .
شقا طريقهما على كتف الجبل صاعدين بين صخور ومتدحرجين بين حجارة . الريح التى تهب على وجهيهما صارت الان تترنح خلفهما فتصفر من خلال الشقوق الضيقة بنواح غريب ارتجفت سو وقالت من خلف ميريك :- صوت الريح مخيف.
- انه مكان موحش لكن الهواء رائع كما قلت .
لم تستطع سو ان ترى شجرة واحدة حولهما او فوقهما فسالت متضايقة:- اين هى الغابة ! اقصد غابة الغزلان ؟.
فضحك ميريك وهو يعدل بندقيته على كتفه وقال :- ما اخبرك احد يا سو ان لا اشجار فى غابة الغزلان ؟.
عضت شفتها وتابعت سيرها خجله يبدو انها لن تفوز عليه فهى تشعر فوق هذه التلال بانها جاهله كليا ولا عجب ان يضحك منها ويهزأ .
اسند كوعها بكفه وقال لما لاحظ وجهها الخائب :- لا عليك كثيرون يقعون فى الغلطة ذاتها لكن لا تسألينى لماذا يسمونها غابة والشجر قلما ينبت فيها .
ازالت كلماته اللطيفة كربها وتابعت السير خلفه. كان الدرب شديد الانحدار وحجريا لكنه سرعان ما انعطف حول منكشف صخرى وانتهى عند حاجز حجرى ضخم وصلت الى حيث توقف ميريك ووجدته يتفحص التلال من خلال منظارة .
- انظرى يا سو الى اعلى هناك ايل . انظرى كذلك الى بن كراون انه يقف على مدخل الوهدة العشبية اذا حالفنا الحظ سنرى الايل من مكان اقرب خذى المنظار لتريه بنفسك .
اربكتها لمسه ذراعه فتناولت النظار بيدين مرتجفتين قليلا وركزته على البرارى بحسب تعليماته ولم تلبث ان لمحت شيئا بنيا يتحرك .
وسألت بلهفة وهى تنعم النظر اكثر :- اهذا ايل ؟
- اجل انه ايل كبير نحن ابعد من ان نرى قرونه لكنه ضخم.
- الا يمكننا الاقتراب قليلا ؟ز
- الاقتراب صعب .
ثم اضاف بصوت خافت :- الريح فى صالحنا لانا عادت تهب صوبنا وفى هذه الحالة لا يتمكن الايل من التقاط رائحتنا . فالغزلان لعلمك لديها حاسة شم حادة والى درجة تشم فيها الانسان من مسافات بعيدة جدا . ولكننا سنحاول الاقتراب .
ازاح ذراعه عنها وابتعد قليلا فأدركت سو بخيبة ان بادرته تلك كانت لا شعورية محضة فقد كان مستغرقا فى مراقبة الايل وغير شاعر بوجودها. سارعت الى كبت رغبة مفاجئة فى البقاء تحت خيمة ذراعه وهى تهبط خلفه باحتراس المنحدر المخيف .
كان الاقتراب صعبا بالفعل فاقل ارتطام بحجر قد تجعل هذا الحجر يتدحرج ويدحرج معه كومه من الحجارة ينبه الايل الى وجودهما ولذا وجدت صعوبة بالغة فى الهبوط الصامت على السطح الوعر .
لكنها اخذت تراقب دعسات ميريك الخبيرة وتقلدها وسرعان ما اتقنت الصنعة فشعرت بالاعتزاز . ميريك بدا معجبا بها ايضا اذ كان يهديها ابتسامة سريعة كلما استدار اليها ليراقب تقدمها . وصلا نهاية المنحدر وقطعا الرقعة المستنقعية ثم اخذا يصعدان جانب الجبل .
اختفى الايل لفترة عن نظريهما لكن ميريك طمأنها بانه حدد البقعة حيث كان يرعى. كان كل شئ ساكنا جدا حتى ولا ورقة عشب تتحرك! صمت جديد بالنسبة الى سو المعتادة على عجقة الشوارع الكبرى . ثم اصبحا يزحفان ببطء على ايديهما وركبهما حتى وصلا حافة ربوة صخرية تطل على واد ضيق كان فى منتصفه جدول ينساب بين الحجارة انما لا اثر لوجود الايل .
همس ميريك فى اذنها :- انا اكيد من انه انتقل الى الجزء الاعلى من الوادى انى اعرف مراعيه جيدا وعشبها لذيذ تسعى اليه الغزلان .
- أأنت متأكد تماما ؟.
تقدمت الى حيث يقف ورمقته بنظرة جانبية متلهفة بدا قويا ومنتظم الانفاس بعد كل ذلك الصعود الشاق فيما كان جبينها حارا متعرقا فشعرت بالحسد .
استمر يحدق الى المنحدر ثم اجابها :- اجل متأكد هناك ممربين الجدول وجانب الجبل ومتى قطعنا الجدول نصل حاجزا صخريا يسد الممر لكن بامكاننا تسلقه لنشاهد الايل من على حافته. لن تكون الزاوية مناسبة لاصطياده. غير انى لا افكر اليوم بذلك.
واصلا هبوطهما الى حيث الجدول وبعد عدة دقائق استطاعت سو ان ترى الممر بين الجدول وسفح الجبل. اجتاحتها اثارة غريبة كانت مزيجا من المشاعر المكبوتة والتلهفة فى ان واحد لا تخلو من علاقة قوية بالرجل الواقف معها هكذا اعترفت لنفسها .
- الان نصعد سفح الجبل :
قال لها ميريك بليونة وهو يشير اليها بأن تتبعه عن كثب.
كانت الشمس تدفئ الصخر والفجوات مغطاة بالعشب وببرك صغيرة من الماء . بعض الاماكن كان لزجا فرحبت سو بيد ميريك التى امتدت تساعدها وتعلقت بها فى قوة وهى تنهض واقفة من كبوتها .
حمدت الله عندما بلغا القمة اذ كانت مقطوعة الانفاس ومتعرقة وشعرها مبعثرا على وجهها ولما نظرت الى تحت رأت قبعتها الصوفية معلقة على غصن شجرة يابسة .
قربها ميريك منه وافسح لها مكانا قربه ومن مكانهما عند منتصف الجبل تمكنا من رؤية قمة الوادى . كانت صغيرة المساحة ومكتظة بصخور سقطت على الارجح من صخور اعلى .
بدا العشب نديا اخضروغريبا بالنسبة الى هذا الوقت من السنة . وسرعان ما انجذب بصرها الى الحيوان الذى كان يقضم العشب وهو غافل تماما عن الغريبين المحدقين اليه. كان ايلا جميلا بنى اللون وذا قرن متشعب .
نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 18-07-11, 11:43 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

8 - هل انت بلهاء ؟
فى غمره لهفتها تشبثت بذراع ميريك لكنها تذكرت وجوب الكلام همسا:- ما اجمل هذا الحيوان !
شهقت فى خفوت وعيناها تتسعان اعجابا! لأول مرة فى حياتها تشاهد ايلا خارج الافلام والصور، ولذا راحت تراقبه مسحورة من مكمنهما العالى على الصخرة.
كان يبعد عنهما مسافة مئة ياردة ويرعى متقدما فى بطء صوبهما فاستطاعت ان تحصى عشرة فروع فى قرنه. ولما استفسرت ميريك عن صحة احصائها وافقها عليه واضاف:- انه ليس من الايائل الملكية فهؤلاء تتسعب قرونهم فى اثنى عشر فرعا ولكنه رائع واقدر عمره بتسع سنوات . لن ترى واحدا افضل منه .
ولكنه يتيح لها مشاهدة افضل فرد ساقيه ووضع بندقيته على سطح الصخرة . جلست سو قربه حولها صمت عميق مكنها من سماع حوافر الايل وهو يركل الحجارة . كان يتقدم نحوهما فى بطء شديد وفى غفلة تامة عن وجودهما .
- قد يكون هناك اكثر من واحد.
همس ميريك وهو يعدل جلسته فى الحيز الضيق . كان قريبا منها حتى لتكاد ترى وجهها منعكسا فى عينيه السوداوين. وخشيت لبرهة ان تتحرك او تتكلم او تفعل اى شئ من شأنه ان يعكر احساسها باللا حقيقة فساقه الطويلة القوية العضلات تكاد تلاصق ساقها وانفاسه تلفح خدها بدفء عندما يتكلم . كان قربه لاهبا يصرف ذهنها عن الحيوان الراعى قبالتهما.
تنفست بعمق وقالت بسرعة :- يخيل الى ان الايائل تتشابه كما الخراف .
- لا تقولى هذا الكلام امام المسؤول الاول عن القطيع فهو يعرف معظم الايائل من مجرد النظر اليها . اننا نجمع قرونها احيانا لنحدد تطورها وهى تستبدل قرونها كل سنة بقرون جديدة .
وفى احدى المرات استطعت انا ودونالد ان نجمع ثلاثة قرون على مدى ثلاث سنوات متتالية للايل نفسه. كان فى الثامنة من عمره والقرون تلك اظهرت تحسنا ملحوظا بالرغم من ان عدد الفروع لم يتغير .
سرها ان ميريك يهتم بتطور الحيوانات الحياتى كاهتمامه باصطيادها ومع ذلك سألته بنبرة لوم خفيفة :- كيف تختارون الايائل الواجب قتلها ؟.
- نختار عادة ذوات القرون المشوهه لانها لا تصلح للتناسل الاصيل بصورة عامة . ثم هناك النوع الذى ليس له قرون على الاطلاق بل كتل عظمية قاسية بدل القرون .
- كنت احسب ان الناس يفضلون اصطياد الايل الملكى على سواه.
- ليس دائما لاننا لانصطاد الكثير من هؤلاء ولكن قبل ايام حظى احد الصيادين بواحد رائع من ذوى الاثنى عشر فرعا، يصلح تماما للامتطاء ارسلناه الى محنط حيوانات فى مدينة دندى لكن لاتحسبى ان جميع نزلاء الفندق يرغبون دائما فى الاصطياد فكثيرون منهم يطلبون فقط ان يشاهدو ويتعلموا مثلما تفعلين انت الان.
اشاحت عنه وقالت ناظرة الى الايل :- لم اعرف بأنك ستتيح لى هذه الفرصة الا بعد خروجنا يا سيد فيندلى .
فأجابها فى سخرية ناعمة :- هذا جزء من الخدمة .
اغاظتها نبرة صوته فاستدارت بحدة وسببت فى تدحرج حجر صغير بالكاد تقدر الاذن البشرية ان تسمع صوت سقوطه لكن الايل توقف فجأة ورفع رأسه منصتا ثم امال بدنه البراق جانبا وراح يتنشق الهواء. وقبل ان يتحرك احدهما من مكانه ركض الى الجدول بقفزة واحدة وقطعه بوثبة اخرى ليختفى فى ثوان فى اسفل الوادى . سرعته اللامعقولة اذهلت سو فشهقت ثم خيم صمت ثقيل قطعه ميريك حين نهض برشاقة وقال :-عساك فهمت الان لماذا يبتعد الناس دائما عنهم .
فنهضت بدورها وقالت فى وجوم :- اعتقد انى كنت اوفر حظا من سواى.
- اجل كنت محظوظة ويجب ان تكونى ممتنة لوجودك مع مطارد غزلان قدير .
- ما حسبتك من عشاق الامتنان يا سيد فيندلى .
- اذا خاطبتنى بالسيد فيندلى مرة اخرى فلن تعرفى ما الذى دهاك الا بعد ان تفيقى من الاغماء!.
رقصت على شفتيها ابتسامة لامبالية وقالت :- انك تفيض اليوم بالتهديدات المخيفة! معظمها فارغ على الارجح لكنى لا استسلم للخوف بسهولة .
لم يكلف نفسه عناء الرد اكت
فى بهزه كتف واستدار يتابع هبوطه تاركا اياها تتدبر امرها . القت نظرة حزينة على مكان الايل الخالى ولحقت بميريك متعثرة ، فاذا بها تنزلق على الصخور وتسقط فى كومه مخجلة عند قدميه .
لم يبد اية محاولة لمساعدتها بل قوس حاجبيه وغمغم هازئا :- هذه طريقه جيدة من طرق السقوط .
شخصت اليه فى احتقار وهى تلملم نفسها وتنهض . كانت يداها مخدوشتين حيث حاولت التشبث بصخرة كذلك احست الما فى احدى ساقيها . لكن كل هذا لم يحرك فيه عرقا ! من العبث ان تقذفه باية عبارة لاذعة لانها سترتد كما الكرة من على جدار غرورة القاسى ! حتى الان هى تنفض الغبار عن ثيابها وهو يلتقط معطفه وينظر الى ساعته ...
قال :- لنتناول الطعام وبعد ذلك نتهيأ للعودة . الساعة تقارب الثانية وامامنا مسافة طويلة .
سار على الدرب الحجرى بخطوات عريضة ثم توقف قائلا :- فى اعلى الطريق يوجد مكان جيد زرته من قبل انه اكثر راحة منالجلوس على الصخور .
مشت وراءه بمحاذاة الجدول صعودا ولما توغلا فى الوادى الصغير احست باثارة العزلة وكأنهما رائدان يستكشفان بقعة سحيقة من العالم ويرتحلان على ارض بكر .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 19-07-11, 03:50 AM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

انا زعلانه كتيير ما فى ردود على الرواية
معرفتش اذا اعجبتكم ام لا

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية