لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-11, 07:35 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سقطت جمرة فى الموقد فانتبهت الى صمته المنتظر جوابها. تناولت صينية الشاى بسرعة وهبت واقفة . وبدل ان تحاول اكمال عبارتها المقطوعة بدأت واحدة جديدة قائلة :- ربما انا مدينة لك بأعتذار يا سيد فيندلى . اذا كنت عازما بالفعل على اصطحابى فى جولة تعريفية فلك شكرى وامتنانى ، لكن الوقت داهمنى فأنا اطهو طعام العشاء عادة ويجب الاسراع به . ساكون على أتم الاستعداد لمرافقتك فى يوم اخر .
لكن اليوم الاخر لم يحن بسرعة ، وبدا ميريك فيندلى وكانه نسى كل شئ عنه، فيما ترددت سو فى تذكيره به برغم شوقها الى زيارة الاملاك ومعرفة حدودها بدقة. ربما ميريك بصفته مديرا للاملاك، كان يتردد فى المبادرة ولكن عجزها هى عن المبادرة لسبب غامض ما ، أوقعها فى ورطة .
انشغلت فى مساعدة السيدة لينوكس فى أعمال البيت لكن هذا الانشغال لم يكن كافيا وبرغم ان جون كان ينتكس احيانا فيحتاج اليهما معا. وحتى فى تلك الظروف كانت السيدة لينوكس تضطلع بمسؤولية التمريض، ولذا قررت سو ان تبحث عن عمل تعليمى حالما تتحسن صحة جون . لابد ان مؤسسة ما فى الجوار تحتاج معلمة للصغار. ومن الافضل ان تستعلم عن ذلك، فمنطقة بيرتشاير تبعا لخريطتها مليئة بالقرى الصغيرة .
بدأت الاستعلام من السيدة لينوكس التى اجابتها :- لا أعرف شيئا عن القرى الاخرى يا عزيزتى لكن المدرسة فى قريتنا لديها معلمتان توظفتا منذ سنوات طويلة وكلتاهما لم تصل بعد سن التقاعد .
- قد اضطر للبحث فى مكان أبعد .
- ربما .
ترددت المرأة قليلا حين لحظت التعبير الجدى على وجه سو وأضافت :-ليتك تنتظرين لحين يتعافى والدك تماما، فهو يظهر قلقا عندما تغيبين عن بصره، وقد ينزعج كثيرا اذا عملت خارج البيت .
- معك حق .
اجابتها سو بتكلف . كيف يمكنها افهام السيدة لينوكس بأنها لا تمانع فى البقاء الى الابد لو تشعر فقط بأنها كانت تشكل بالفعل جزءا من غلينرودن ؟ أبوها يتعلق بها بدافع ابتهاجه الشديد بعثوره على ابنة لم يحلم بوجودها وكان فى شوق لأن يعرفها الى اصدقائه حين تتحسن صحته . لكنها تريد ان تكون أكثر من قطعة للعرض . تريد الانتماء! ترى هل سيفتقدها احد هنا اذا رحلت ؟
فقالت وأفكارها تتحول الى مجرى اخر :- اذا عملت ، فقد يسر السيد فيندلى ان يرتاح منى لبعض الوقت لانه بدأ يتضايق ةلاشك من وجودى المستمر حوله .
كان اسلوبا ماكرا للاطمئنان على قضية معينة لكنها شعرت فجأة بأهمية الاطمئنان.
اتسعت عينا السيدة لينوكس بدهشة حقيقية وأجابت :- ثقى انك مخطئة يا عزيزتى ، فالسيد فيندلى قليلا ما يلاحظ وجودك .
فالتمعت عيناها بلهو ساخر حسنا . انه ليس الجواب الذى تأملت ان تسمعه لكنها تستحقه حتما . فهى التى جلبت الدب الى كرمها ! وبرغم ذلك ثابرت عليه فى اتجاه اخر حين اضافت :- كارلوت لم تزرنا مؤخرا وأعتقد انها ماتزال فى مخيم العربات . سألت والدى عن مكان سكنها فقال انه بالقرب من بيرث. انها لمسافة بعيدة تقطعها ذهابا وايابا الى مكان العمل .
أومأت السيدة لينوكس بشرود وهى تباشر تحضير الغداء، وأجابت :- أبوها متوفى . كان ابن عم والدك اللزم ، وهى تعيش مع أمرأة مسنة من قريبات امها . اعتقد انها كانت قريبة ابيك الوحيدة حتى جئت انت .
- يبدو ان السيد فيندلى يودها.
- اعتقد انه يفعل فهى تأتى كثيرا الى غلينرودن ودائما كانا على انسجام .
السيدة لينوكس تتعمد الكتمان وهى تفعل ذلك عندما تريد . هذا ما ارتابت به سو عندما خرجت المرأة تلبى نداء الجرس فى غرفة جون. انها لن تستطيع استخلاص شئ منها! حياتها فى غلينرودن كما العيش فى فراغ ... الماضى والمستقبل لن يتوضحا تماما قبل ان يستعيد جون عافيته بكاملها، وفى خلال ذلك ستظل نزيلة سجن صنعته بنفسها. واذا كانت تشعر بأن الجزء الاكبر من قلقها الغريب يتأصل من مصدر اخر ، فأنها ترفض الاقرار بهذا الشعور فميريك فيندلى ليس له أى مكان فى خططها المستقبلية على الاطلاق !
فى احدى الامسيات قررت بعد العشاء النزول الى الكوخ. السيدة لينوكس كانت ستنام عندهم فوجدت فى ذلك فرصة مثالية . كانت تقضى وقتها مؤخرا فى مساعدة ابيها على كتابة ابحاثه، وفى اليومين الاخيرين أكبا على كتابة الفصل المتعلق بثورة اليعقوبيين (حزب سياسى بريطانى) كان جون قد عالج معركة كالودين (موقع اسكتلندى) بثلاثة أساليب مختلفة على أقل تقدير، وانتقل الان الى جيش هانوفر فى ابان الاحتلال ( هانوفر كان مجلسا حاكما فى بريطانيا ) . شكر سو على مساعدتها القيمة فى جمع الملاحظات المطلوبة، وقال انه عندما يتحسن سيجد فيها كل ما يحتاجه لاكمال أطروحته. مسودته الاولى كانت ماتزال فى الكوخ، فطلب الى سو ان تأتيه بها ، اضافة الى مجلدين يحويان معلومات اضافية يود الاستعانة بها كان المساء دافئا فلم تحتج الى معطفها ، واخذت معها سلة لتضع فيها الكتب ثم خرجت فى هدوء من الباب الجانبى .
كان من السهل الوصول الى الكوخ وذلك باتباع درب عشبى يمر عبر الاشجار. أسرعت الخطى لان الغروب كان بدأ يخيم برغم الشمس الغاربة التى كانت تعزز جمال التل والوادى، والتى جعلتها تخفف سيرها بالرغم منها . أعجبتها رائحة الاحراج الخريفية ، عبير العشب المتيبس، النضوج المنعكس فى احمرار الاجاص وارجوانية التوت وذهب البندق.
فتحت القفل بسرعة ودخلت الكوخ المعتم وهى تؤنب نفسها على تلكؤها لكنها شعرت بالارتياح حين وجدت ان الكهرباء لم تقطع فى خلال غياب جون. كبست زر الردهة فغمر النور المكان لكنها عادت وأطفأتها فضوء الغروب يكفيها وهى وعدت نفسها بجولة هادئة وخشيت اذا اضاءت النور ان يراها احد فياتى ليتحرى السبب.
جالت فى البيت حذرة ووجدت كل شئ كما وصفة ميريك فيندلى فى الليلة الاولى . أصيبت بشئ من خيبة الامل فعادت الى غرفة الجلوس ووضعت السلة على حافة الطاولة . لقد سألت جون عدة مرات عن رايه فى العودة الى الكوخ للسكن فيه، لكنه فى كل مرة كان يهزرأسه ويجيب :- ظننتك مرتاحة هنا يا عزيزتى . انا لم استعمل الكوخ الا للكتابة من حين اصابتى بمرض القلب ، وميريك لا يريدنى ان أعيش هناك بمفردى .
- لكننى الان معك وسأبقى معك حيثما تكون . كانت تجادل بلا طائل. انما فى اعماق نفسها، كانت بدأت تحب البيت الكبير، كما يسميه الجميع، لكن ميريك فيندلى كان يقلقها واحست بغريزة ما تنذرها بوجوب الانتقال قبل فوات الوقت .
بيد ان والدها تشبث بموقفه العنيد ، وقال لها مرة :- انك لا تعين ما سيسببه الانتقال من مشقات يا سوزان . فكرى فى كل التجديدات التى سيتوجب علينا اجراؤها والتى لن تستطيعى مواجهتها بمفردك. من الافضل جدا ان نبقى هنا .
كانت تلك وجهه نظره لكنها الان ، وبعد ان تحققت من وضع الكوخ بنفسها أدركت انه على حق. فالغرف العليا، برغم بنائها السليم، كانت فى منتهى الفوضى، وقد بدأ سقفها يتقبع وكذلك ورق الجدران فضلا عن اكتظاظها بالاغراض القديمة وقطع الاثاث، وهيهات ان تنقل فى اقل من اسبوع. الغرفة الاخرى فى الطابق الارضى كانت تستعمل كغرفة نوم ولكنها مشوشة ايضا وفيها روائح عفن. وتساءلت سو عما حدا بوالدها لان يأتى ويعيش هنا من الاساس.
حاولت مرتين ان تستوضحه السبب فكان يغمغم الرد وكأنه يجد صعوبة فى الخوض معها فى اى موضوع باستثناء الحديث عن كتابه. ايضا، كان وعدها بأن يوقف ارسال النفقة الى مصرف لندن، وبعد ذلك تحاشى ذكر الامر فاضطرت فى النهاية لان تكتب الى المحامى بنفسها شارحة له بعض التفاصيل، ووعدته بأن تظل على اتصال مما ذكرها بوعدها لتيم بأن تكتب له. كانت بعثت له برسالة قصيرة بعيد وصولها كفيلة فقط بتطمينه، ولا بد انه ينتظر الان رسالة اطول تتضمن مزيدا من التفاصيل والاخبار. انه يستاهل رسالة كهذه لانه ما تصرف معها الا بمحبة واخلاص وقررت ان تؤدى هذا الواجب فورا .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 15-07-11, 10:26 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Feb 2011
العضوية: 218282
المشاركات: 651
الجنس أنثى
معدل التقييم: ليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداعليتني اعود طفلة عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 469

االدولة
البلدJordan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ليتني اعود طفلة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

من المقدمة مبين عليها روعة
بقراها لما انهي الرواية اللي بنزلها ان شا الله

 
 

 

عرض البوم صور ليتني اعود طفلة   رد مع اقتباس
قديم 16-07-11, 03:11 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا حبيبتى وان شاء الله تعجبك

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-07-11, 03:13 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سارت الى المكتب الرازح تحت الاوراق والكتب وبحثت فى عناية بين الاكوام حتى وجدت ورقا وقلما فحملتهما الى حيث الطاولة وجلست اليها تفكر فى ما يجب ان تقول . التقطت القلم بتردد فأوعز اليها ضميرها بأن تباشر الكتابة بلا تردد، لكنها فى الاسبوعين الاخيرين قلما فكرت فى تيم او تذكرته، ولذا لم تعرف كيف تبدأ. وفى الاخير كتبت .
- عزيزى تيم قد يدهشك ان تعلم بأن والدى صاحب املاك واسعة ...
كلا ! لم يعجبها ما كتبت فتوقفت وراحت تقضم طرف القلم. عبارتها بدت متفاخرة. قطبت ومدت يدها لتنزع الصفحة حين جعلها صوت خارج الباب تقفز داخل جلدها. هناك شخص ما . أتراها السيدة لينوكس جاءت تستدعيها؟ هل حصل شئ؟ هبت واقفة وأركضها الذعر الى الباب لتجده ينفتح فى وجهها ولترى ميريك فيندلى يقف على العتبة.
اطلقت شهقة نصفها ارتياح، وقالت :- سمعت شيئا فظننته شبحا.
- لو كان شبحا لما جعلك تشحبين الى هذا الحد.
قال فى جفاف وهو يطبق الباب خلفه، ثم أمسك بذراعها وقادها الى اقرب مقعد. بعد ذلك انحنى على المدفأة واشعلها قائلا:- الغرف المهجورة يعشش فيها البرد. قليل من الدفء وتشعرين حالا بالتحسن.
وخطر لسو ان تقول بأنها تفضل الاستدفاء بقلقه عليها لانه اكثر حرارة من النار لكنها طردت الفكرة وقالت تعترض بضعف :-لا أشكو من شئ . كل ما فى الامر انى لم أتوقع رؤيتك.
فرمقها بطرف عينه وأجاب :-انك لا تتوقعين رؤيتى ابدا ، اليس كذلك يا سو ؟ قد يرضى غرورى كثيرا اذا اعتقدت للحظة ، بأنى كنت السبب فى تصرفاتك المحمومة هذه!
رفرفت أهدابها وهى تحاول الصمود أمام تحديقه الساخر فيما زحف الاحمرار كوردة برية الى وجهها . انكمشت قليلا وأسندت رأسها الى ظهر المقعد وقد شعرت بالعجز عن محاربة رجولته القاسية . حاولت التركيز على عبارته الاخيرة ، ثم قالت :-تصورت ان السيدة لينوكس جاءتنى بنبأ سيئ. أعتقد ان ذلك كان غباء منى .
- كان غباء كبيرا .
لم يتظاهر بأنه أساء فهم كلامها وفجأة بدت عيناه أكثر عطفا وهو يتابع :-فى الواقع لم أجدك هنا عرضا. جون أعلمنى بمكانك فقررت المجئ والعودة معك الى البيت . فعما قليل يحل الظلام وقد تضيعين فى العتمة بالاضافة الى شئ أردت استفسارك عنه.
كانت تعيره نصف سمعها وهى تحدق الى النار وتفكر فى المشاعر المتضاربة والمضطرمة فى داخلها. بالكاد احست به حين استدار وجلس فى المقعد المقابل، ما الذى يريد الاستفسار عنه ؟ لاشئ مهما بالتأكيد. وفى لحظة ذعر عصبى، قالت فجأة :- انى أساعد والدى فى ابحاثه جئت هنا لغرض يتعلق بها لأجلب له كتبا لعله أخبرك ذلك .
- ألا يشعرك هذا العمل بالملل ؟.
- ولماذا يضجرنى؟
استوت جالسة فسقط شعرها كقوس أشقر على خدها المتورد. وأضافت قائلة :- اعترف بأنى لم أكن واثقة فى البداية من ميلى اليه لكنه سرعان ما جذبنى اكثر مع مرور الايام .
- هل تستمتعين بتاريخ اسكتلندا بحد ذاته أم بالطريقة التى يحارب بها جون كل معركة وكأنه كان هناك شخصيا؟.
عاد البريق الى عينيه وكأنه يغيظها ، فردت بخفة :- استراتيجيته تبدو جيدة فلو انه حارب انذاك لكان الامير تشارلز انتصر ومات ميتة كريمة. أما بخصوص اهتمامى فاسكتلندا وطنى مع انى اكتشفت هذا مؤخرا .
- أنا ايضا لم يمض وقت طويل على وجودى هنا لكننى عدت الى موطنى .
- عدت؟ تقصد انك كنت هنا قبلا فى اجازة ؟.
ليس تماما . لا اعتقد ان جون وجد الوقت ليخبرك. رحلت مع أبوى حين كنت فى السادسة . كان أبى مقامرا الى حد ما، وليس عسكريا كوالدك.
- كان مقامرا ؟
- المقامرة متعددة الانواع يا سو . ابى قامر بكل ما لديه، وانتفع ماديا لكنه خسر حياته.
- ماذا كان يعمل ؟.
- فى استخراج الذهب . ولم يزد حرفا .
- آه . فهمت .
- لا. لم تفهمى . لكن لنقفل الموضوع . يكفى القول انى رجعت
فأصرت سو على الاسترسال وقالت :- أغلب الظن انك عشت طويلا فى جنوب افريقيا . اما حزنت لفراقها ؟.
- لو انى حزنت لما تركتها . كنت المسؤول الوحيد عن نفسى. ربما شعرت بوطنى يشدنى اليه.لكن ماذا عنك أنت ؟.
مد ساقية بكسل فى اتجاه النار وقال ليلهيها عن الاهتمام بشؤونه الخاصة :- لقد عشت فى لندن طوال حياتك، انما فهمت من كلامك انك لا تفتقدينها كثيرا .
- ليس كثيرا .
توقفت محتارة هذه فرصة لتأخذ رأيه فى مشكلة شقتها، ولا مفر لها فى النهاية الا ان تسأل احدا. وميريك فيندلى ، برغم تعليقاته المهينة على رحيلها كان أنسب الجميع، فهو عايش أباها لسنوات طويلة ، وبالتالى يعرف جون أكثر مما تعرفه. عزمت على سؤاله فقالت بسرعة قبل ان تغير رأيها :- الامر يتعلق بشقتى فأنا لا أعرف ماذا أفعل بها . اذا تركتها فقد لا أجد شقة أخرى فى اعتدال ايجارها وأخشى الا أجد أخرى مناسبة على الاطلاق .
- ها نحن نعود الى الاسطوانه ذاتها . تريدين العودة الى لندن.
كان يقرر واقعا فى ضوء استنتاج توصل اليه بمفرده. انتابها الغضب وانعكس فى عينيها وهما تلتقيان عينيه القائمتين وتقول :- انك تتعمد اساءة فهمى وتستمتع بالحكم على بدون ان تعرف شيئا من الحقائق! من البديهى انى كنت أسكن فى مكان ما قبل مجيئى هنا. كنت وأمى نعيش فى شقة رخيصة الايجار نسبيا وهو مدفوع مقدما لفترة اخرى من الوقت. لكن ليس هذا المهم. لقد تركتها مؤقتا لأوصل رسالة معينة وكنت أزمع العودة اليها والبحث عن وظيفة تعليمية فى لندن .
- هذه أيضا ليست مشكلة تقدرين بسهولة ان تجدى عملا كهذا فى الجوار .
- هذا ليس بيت القصيد !
هتفت ثائرة وهى تود لو تنتف شعرها . لكنه ضحك بحرارة ثم قال :- حاولى ان تشرحى لى بالضبط لماذا تريدين فسخ عقد ايجارها ولا تجرؤين على التخلى عنها فى الوقت نفسه .
- أوه ... لا تكن سخيفا.
- لم أقل شيئا سخيفا لكن اذا استمريت ترفضين الايضاح الكامل فأجوبتى ستستمر ايضا فى اثارة غضبك .
- كنت أمهد للتوضيح !.
عبقت وجنتاها وأسقطت بصرها لتشخص الى النار مجددا . سقط شعرها على خدها فازاحته فى صبر نافد . هل يتوقع منها ان تجمع كل مخاوفها وتطرحها عند قدميه؟ لقد سألته فقط عن الشقة ولم تطلب منه استجوابا قاسيا !
أربكها أكثر حين انحنى صوبها وقبض فجأة على رسغها وقال :- لاأريدك ان ترهقى تحايلك المبدع يا آنسه فريزر. خذى كل الوقت الذى تريدين. ولبينما تصلين الى نتيجة ، سأتسلى بتحضير القهوة لكلينا .
هز كتفيه العريضتين وأطلق يدها ثم وقف يقول :- قد نصل الى بعض التفاهم قبل منتصف الليل وهذا يتوقف عليك أما انا فلست مستعجلا على شئ.

نهاية الفصل الرابع
اتمنى لكل الليلاسين والليلاسيات قرأة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-07-11, 06:11 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

5

-تعالى معى
نهضت سو وتبعته الى المطبخ، ورسغها ما يزال منملا من ضغط اصابعه ، وسرعان ما امتد الخدر الى ذراعها. كل غريزة فيها اهابت بها الا تشاركه شرب القهوة فى هذا الكوخ العتيق، حيث يتولد بسهولة جو من الحميمية تود ان تتجنبه. كانت تدرك احتمال الخطر من جراء احساسها القوى بوجود ميريك فيندلى ، لكنها استبعدت جدا ان يكون لديه اى اهتمام شخصى فيها .
فاتها ان ترى المطبخ خلال جولتها الاستطلاعية ، ووجدته الان صغير الحجم كالذى فى شقتها ، بالكاد يتسع لشخصين يتحركان فيه براحة . حدقت حولها تتظاهر بالتفرج، وهى لا تشعر الا بالرجل الواقف قربها، وفى عمق عينيه وميض هازئ يتحداها ان تتراجع . بقيت مكانها بل لم تجرؤ على الاعتذار عن القهوة كى تعطى مبررا لبقائها . ولشدة ارتباكها راحت تبرر وجودها بطريقة اخرى فتقول :- استشرت ابى فى مسألة رجوعنا للسكن هنا فلم يظهر رغبة فى ذلك . لا اقدر ان افهمه كما يجب .
فأدار ميريك بصره الى الابريق الذى ملأه لتوه ، واشعل الغاز ثم ركز الابريق على اللهب العارى ، وقال بلطف :- هل يعنى هذا انك لا تريدين العيش معى تحت سقف واحد؟.
تطلعت اليه مستغربة تفسيره وغير واثقة من موافقته عليه . لكنها رفضت ان تزوده بمبرر واحد للشك. وردت بحماسة بالغة :- انك مخطئ تماما ، فنحن بالكاد نراك ولا ادرى ما الذى ادخل هذه الفكرة الى رأسك !.
- الا تعتبرين نفسك مسؤولة عن اى شئ؟.
هل يلمح الى غيابه المتكرر ام الى الجزء الاخير من عبارتها؟ رفضت الوقوع فى الشرك واعتبرت تعليقه تافها. فقالت تتابع كلامها السابق :-انا شخصيا احب السكن هنا لكنه يرفض بحث الموضوع كليا .
- اخبرتك سابقا انه يحتاج الى وقت .
- لبينما يتعافى ؟.
- اقصد انه يعجز فى الوقت الحاضر عن الارتباط بالماضى اذا انتقل الى الكوخ فيما اذا بقى معى فى البيت الكبير فلن يشعر باضطرار للارتباط بأى شئ.
- عندما يكون مرتاحا، يصطحبنى الى غرفة الجلوس ليتأمل لوجة جدتى وكأنه اذا قارن بيننا يقنع نفسه بأنى ابنته فعلا .
فتح خزانة وتناول منها فنجانين وضعهما على الطاولة :- أتقصدين القول بأنه لا يشعر بأبوته الحقيقية تجاهك ؟.
- اجل اذا اردت ان تضعه فى هذا القالب اعلم انه لا يحبنى لكنه يودنى ويشعر نحوى بنوع من القربى العاطفية، ولا شئ غير ذلك .
- وانت تتوقعين مشاعر اقوى وروابط امتن ؟.
- انا لا أتوقع شيئا . كانت لى آمال معينة فى السابق، والان لا أستطيع تفسير مشاعرى .
قطب حاجبيه فتغضن جبينه بشكل جذاب اقلق سو، فيما رف جانب فمه باستسلام ، فعبرت الحركة عن ضيق صدره الواسع . قال:- اسمعى يا سو قد يكون من الافضل لك ان تنظرى الى الموضوع من هذه الزاوية، افترضى نفسك يتيمة او ابنة بالحضانة سبق ونصحتك بهذا واكتفى بأن تطورى علاقتكما بالتدريج . اذا كان بينكما ود مشترك فهو اساس جيد تبنيان عليه العلاقة ولكن تخلصى بحق السماء من كل ما لديك من عقد نقص ومشاعر ذنب .
- المشكلة انى لم اعد طفلة كما ان الاطفال بصورة عامة يتقبلون الاوضاع على علاتها ولا يمكننى ان افعل هذا .
- فهمت تريدين الاطلاع على اشياء معينة . هيا اطرحى اسئلتك،انما لا تمتعضى اذا عجزت عن اجابة بعضها.
- شكرا ، لم اكتب قائمة بالاسئلة لدى فقط واحد يحيرنى . اريد ان اعرف ابى على حقيقته، فى العمق لتسهل على امور كثيرة ربما.
- لماذا ؟.
ترددت وهى تعى غطرسة وجهه الصخرية اكثر من اى وقت اخر . ما اصعب الكلام وتلك النظرة المفزعة تتسلط عليها! تعثرت وهى تحاول صياغة افكارها المكتومة فى كلمات :- امى ... لم تؤمن ابدا بضرورة اظهار عواطفها. لا اذكر انها احتضنتنى مرة او احاطتنى بعطف. لم تكن تعطف على مطلق انسان. احيانا كنت اسرح فى تحليلى ، فاعتقد انها متجمدة جزئيا وعاجزة عن الدفء والانفتاح، وعن كل الاشياء الطبيعية العادية التى يجب ان تتوفر فى الامهات. لكن يبدو انى عاجزة عن التفاهم العاطفى مع والدى ايضا .
- وانت ترفضين هذا الوضع فلا تتوقفين عن الغوص والحفر والتشريح، وتتساءلين الان عما اذا كنت ورثت ربما خصائص مضادة عن كليهما؟ عليك اذن ان تقنعى رأسك الجميل بأن التجارب القاسية كالتى عاناها والداك ، من شأنها دائما ان تترك جروحا بدون ان تؤثر بالضرورة على اولادهما. فما الذى يحملك على الاعتقاد بانك باردة وعاجزة عن كل التجاوبات الطبيعية ؟.
- انك تتجنى على بدل ان تساعدنى كنت اشير فحسب الى احتمال معين .
- وانا كنت اشير فقط الى انك تبدين قادرة على التوافق معى وبالتالى انت انسانة طبيعية . لكن اذا اصريت على متابعة الاستقصاء فهناك اسئلة يجب ان تطرحيها على نفسك... مثلا كيف تتجاوبين عندما يعانقك رجل ما؟ هذا السؤال قد استطيع اجابتك عليه.
طغت السخرية على صوته وألهبت صراحته وجنتيها.
- لا أفهم ما ترمى اليه؟.
غمغمت وهى مدركة تماما لقصدة انما عاجزة عن الاعتراف له بانها ما احست يوما اية اثارة فى موقف كهذا. اترى البرودة هى السبب ؟.
تأملها بخبث وقال :-يمكننى تبيان ذلك ان شئت لكن اساليبى قد لا تعجبك.
- اوه!
هتفت سو ومحياها يزداد اشتعالا وقد تأكدت من نواياه تماما. ثم اشاحت عنه وقالت :-اعتقد اننا نتحدث عن شيئين مختلفين كل الاختلاف.
- لكن كليهما ملتصق بالاخر يا صغيرتى الجبانة .
منذ دقيقة وصفها بالجمال فارتجفت، والان يسميها جبانة! تراجعت قليلا وركزت عليه بصرا مليئا بالاستياء وقالت :-انا لا اشاطرك هذا الرأى . ولو ان مشكلاتى تنحصر فى وحدى لما تطرقتمطلقا الى الموضوع. لا ابغى الاساءه الى احد .
عاد يتفحص وجهها وضاق بهما المطبخ فجأة. احست حرارة تعبر جسمها، فارتفعت يدها لا شعوريا الى ياقة قميصها تفك الزر الاعلى فيلتمع اسفل عنقها ناعما بضا. كان لديها شعور مخيف بانها تختنق. ما كان يجب ان تتوقع منه نصيحة منطقية، ولا يوجد مساعدة حقيقية فى ذينك الحاجبين المقوسين بوقاحة، ولا فى تينك العينين الساخرتين!
وقف يسد مدخل الباب وكأنه حزر رغبتها فى الهرب وقال بصوت متكاسل :- لا اعتقد انك تشبهين امك فى اى شئ. فهى برغم سيئاتها، كانت ولا ريب امرأة واثقة لا تخشى اتخاذ القرارات وهذا غير موجود فيك، اذ تطلبين من الغير دائما ان يقرروا شؤونك بالنيابةعنك. حسنا لنبدأ بالشقة التى يمكنك اخلاؤها فورا واذا اردت ايجاد اخرى سأجدها لك. ثانيا ، لا تفكرى فى ايجاد اى عمل فى الوقت الحاضر، ولا فى الانتقال من البيت الكبير للسكن هنا. هذا النوع من القرارات لا يستعصى على ذكائى لكن لا تطمعى كثيرا بكرمى لانه محدود فضلا عن وجود اشياء لاحقه يجب ان تقرريها بنفسك.
- مثلا؟.
خرج السؤال كشهقة غاضبة من غرورة المتناهى بدل ان تشعر نحوه بالامتنان.
اخذت تبتعد عنه فقبض على خصرها وقهقه عاليا ثم قال :-مثلا عندما تلتقين الرجل المناسب يا عزيزتى سو وحيث انك لم تتأكدى انه كذلك فلا اريدك ان تهرعى الى تطلبين النصيحة .
غامت عيناها الرماديتان بغضب عاجزة وهى تحاول الافلات من اصابعه القاسية والرد عليه بضحك مماثل فاخفقت وقالت تثرثر:- لا احسبنى سأزعجك عندما يحصل هذا فانا قادرة تماما على اختيار اصدقائى.
- اشك فى هذا فضلا عن ان اختيار الصديق يختلف عن اختيار الحبيب.
كان صوته وقحا كقبضه على خصرها. توقفت عن المقاومة اذ شعرت بضعفها امام قوته الخارقة، الى جانب شعورها بأنه كان مستلذا بحرقصتها، ربما لانه ينوى معاقبتها قليلا على مضايقته بمشكلاتها ولديه ما يكفيه من مشكلاته الخاصة.
انسكب صوته فى اذنها خافتا متهكما وهى لا تستطيع حراكا:- اذا اتحت الفرصة لتجاوباتك العاطفية ستجدينها سليمة على ما أظن لا يمكنك ان تخفيها فى ثلاجة الى الابد .
استدارت كما العاصفة تحاول الدفاع عن هشاشتها، وعيناها تشتعلان بالعداء. هتفت بانفعال طائش :- ليس من شأنك ان تحلل تركيبتى العاطفية. انت لست وصيا على!.
- انا تحت تصرفك فى اى شئ لكن بثمن معين .
- قد تكون مديرا لوالدى انما لا تتوقع ان تديرنى انا !
- اهذا رأيك اذن ؟
شمخ بتهديد واضح وهو يحدق الى بشرتها الناعمة ولمعان شعرها الاشقر الكث، واضاف :- اذا كنت اخطأت احيانا فى فهم الناس فأنا اكيد بانى لم اخطئ فهمك يبدو ان الكلام لا يكفى لاقناعك وهناك طرق اخرى قد تعجبك اكثر .
نقل يديه الى كتفيها بتمهل وكأنه يبغى حبس النفس فى حلقها . كان يسجنها بين الحائط وبينه، فاعتراها ارتجاف ارخى مفاصلها. غليت الماء فى الابريق فأطفأ الغاز باحدى يديه وهو ما يزال يحبسها قال وعيناه تفترسان محياها الشاحب:- لقد نجحت فى اثارة فضولى وغضبى معا وهذا لعمرى مزيج خطر اليس كذلك ؟.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:49 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية