لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-07-11, 12:32 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيج العافيه

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 12-07-11, 02:43 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

شكرا حبيبتى ويعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 12-07-11, 02:44 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

2- لقاء المارد
اطل الصباح التالى ضبابيا رماديا مع انسكاب مطر ، فبلل المعنويات والثياب معا. لكن سو شعرت ازاءه بامتنان غريب اذ رحبت بأية تغطية يمكن ان يزودها الفضاء الغائم بكثافة.
(طقس آبى اغسطسى نموذجى) علقت موظفة الاستقبال وهى تبتسم بالتواء لكن سو لم تعر التعليق كثير انتباه وهى تسارع فى دفع الحساب قبل ان تلتقط سيارتها من المرآب .لم تر الا القليل من ادنبره وهى تغادرها، حتى القلعة كانت بالكاد مرئية تحت خيمة الغيوم التى تلفها، فقط تمثال سكوت (الشاعر والروائى الاسكتلندى) بدا واضحا خلال عبورها برنسس ستريت. وهنا وعدت نفسها مجددا، كما فعلت فى يورك بأن تقضى فيهما وقتا أطول لدى عودتها كى ترتاد معالمهما جيدا. تنهدت وهى تضغط فى ندم على دواسة الوقود فهى على ما يبدو تقوم بالاشياء بالمقلوب.
حثها شعور مؤلم على العجلة فخرجت من المدينة فى سرعة عبر جسرالشارع الرابع الى تلال فايف،ركزت كليا على الطريق المبللة الزلقة،وعلى المطر المنهمر على زجاج السيارة الامامى. كان عليها ان تفكر بأى شئ ينسيها الليلة الماضية الحادثه المقلقة فى الفندق. فهى ما تزال ترتعش لدى التفكير فيها. لم تكن تتصور ان تلتقى ميريك فيندلى مرة أخرى، ولا هى ترغب فى ذلك، هكذا طمأنت نفسها انما، وبسبب صدفة غريبة، ما انفك قلبها يخفق كلما فكرت فيه، وماتزال تحس رفة ندم غريبة تتصارع مع رغبتها فى النسيان.
من الواضح ان ميريك فيندلى كان ايضا عرضة لتندمات من نوع اخر ، فهى لم تر له أثر حين تناولت فطور الصباح.تناولته فى عجلة لخشيتها من احتمال لقائه، لكن قلقها كان فى غير محله. فالطاولة التى احتلها فى الليلة السابقة كانت خالية ، وكارلوت لم يظهر لها اثر هى الاخرى.
لذا لم يسع سو الا ان تقرر جازمة بان استنتاجاتها كانت صائبة. كان ميريك يستعملها ككماشة صغيرة لينتزع بعض الغيرة من صديقته الجميلة. الناس لا يتورعون عن فعل اغرب الاشياء من اجل حماية عواطفهم... لكن استحالة اقدام ميريك على تصرف كهذا استمر يعذب آمالها واضطرت لبذل مجهود قوى كى تحول افكارها الى اتجاهات اخرى، ولتطرد من ذهنها وجهه الجذاب الى حد الخطر. لايجب ان تسمح لاى شخص ولأى شئ ان يشغلاها عن ايجاد غلنرودن والسيد فريزر الغامض.
كانت الرؤية محددة بسبب المطر والضباب، ولما انقشع الجو اخيرا واشرقت الشمس حمدت سو ربها. هنا، ادهشها ان ترى الريف قليل الوعورة. كانت اراضيه متدحرجة ذات حقول شاسعة وبيوت زراعية كبيرة.
لكن بعد اجتيازها بيرث تغيرت طبيعة الارض فاصبحت جبلية برية ، وبعد دانكلد واجتيازها الطريق العام، احست بوحشة الغابات تكتنفها وتضغط عليها. استعانت بخريطتها لتحاشى اتباع المنعطفات الخاطئة. وبعد ان قطعت عدة اميال ووصلت قرية هناك قررت ان تتوقف وتستعلم عن الطريق . فلابد انها اصبحت قريبة من المكان ، والاستفسار عن الوجهة الصحيحة يوفر عليها اميالا طويلة . هذا ما قالته فى نفسها وهى توقف السيارة امام حانوت القرية .
- غلنرودن؟.
هتفت المرأة الكهلة عبر الفاصل الخشبى جوابا على سؤال سو المتلهف، وقد استغربت امتلاء الحانوت بالناس بالمقارنة مع وحشة الريف المحيط بالقرية. شعرت بخديها يتوردان قليلا حين استدارت اليها عدة وجوه ترمقها فى فضول.
- لاشك انك تريدين جون فريزر.
تابعت المرأة فيما اومأت سو برأسها مرتبكة وقالت :- أو ربما تستطيعين ...
فقاطعتها امرأة اخرى بلهفة :- اعتقد ان السيد فريزر يشكو التواء فى كاحله. هكذا اخبرتنى جارتى هذا الصباح. لقد لواه فى حقل الخليج (نبات منخفض فى الجزر البريطانية ) ولذا ستجدينه فى البيت حتما.
لم تجب سو بل وقفت صامتة تتلقى الارشادات من المرأتين معا. قالت احداهما:- تقدمى مسافة ميلين فى خط مستقيم، خذى يمينك مرتين ثم يسارك مرتين. لن تضيعى المكان .
وقالت صاحبة الحانوت:- هناك بيتان، واحد كبير واخر اصغر منه . جون فريزر يقطن الاصغر.
ثم نظرت الى سو مقطبة واضافت بدون ان تتوقف عن تلبية الزبائن:- يبدو لى انى رأيتك من قبل فى مكان ما .
- لا أعتقد ذلك.
اجابت سو فى شبه ابتسامة وشكرتت المرأتين على مساعدتتهما، ثم اردفت وهى تتراجع فى عصبية صوب الباب:- لم ازر هذا المكان من قبل لذا استبعد ما تقولين .
خرجت الى سيارتها مهرولة وصدمة قارصة تسرى فى كيانها. لقد جاءت لتبحث عن هذا الرجل المدعو فريزر ولكن عثورها عليه سحق فيها املا واهيا بأن لا يكون موجودا . حاولت بقنوط مقاومة رغبة فى العودة الى لندن، وهى تدرك فى الوقت نفسه بانها لا تحب ان تنقاد لميولها الجبانة هذه. اجفلت كسائر فى نومه يوقظه احدهم بقسوة، وادركت انها امام خيار واحد فقط. لان اى تصرف اخر كفيل بأن يحرمها راحة البال فى المستقبل.
ادارت محرك السيارة بحركة آلية فاعادها الهدير المفاجئ بعنف الى الواقع. ما اغباها تجلس هنا وترتجف كورقة. كل ما عليها فعله ان تتقدم الى غلنرودن فتوصل الرسالة ثم تعود. هذه العملية قد تستغرق اقل من ساعة، اذن لا موجب لكل هذا الاضطراب وليس ثمة ما يبرر شعورها الطاغى بالتعاسة. استوت فى جلستها بحزم ثم ازاحت شعرها الاشقر بأصابعها المستمرة الارتعاش ومضت بسيارتها قدما .
وجدت غلينرودن فى سهولة وبخلاف ما توقعت. الصعوبة الوحيدة كانت فى الطريق الملتوية ذات المنعطفات المجنونة التى كادت تصيبها بدوار. فى احد الاماكن اضطرت لان تعبر مقطع نهر حيث المياه تغمر الطريق، وحين اندفعت بقوة تهاجم دواليب السيارة احست سو للحظة بالخوف، اذ تصورت فيضانا كاملا يغمر هذه البقعة من الطريق وما يمكن ان يشكله من خطر على الوافدين الغرباء، وتنفست الصعداء حين خرجت منه بسلامة.
كان النهر يصب فى خليج بدا فى الجو الغائم كثيفا رماديا، ما لبث ان حجبه امتداد من الصنوبريات فلم تعد تراه. اخذت المنعطف اليسارى الاخير وتبعت النهر خلف الوادى، وبعد نصف ساعة وجدت البيتين المنشودين، مختفين تقريبا فى غابة من الصنوبر.
داست بسرعة على مكابح السيارة اذ كادت تتخطى نهاية الطريق بلا انتباه. غيرت جهاز التبديل بضجيجوبدون براعتها المعهودة، اذ كانت تركز على ما كان يظهر من البيتين من خلال الشجر. توقفت السيارة من تلقاء نفسها واستقرت بانحناء على الحافة المشجرة .
- اللعنة!.
هتفت سو باستسلاموهى تريح ذراعيها قليلا على حضنها. وانقضت بضع ثوان قبل ان تنتبه للرجل الواقف على مطل صخرى، على مسافة غير بعيدة عنها. شهقت وهى ترى المشهد، بدا الرجل وكأنه (تيرنر) عصرى (رسام بريطانى) يرسم مشهدا معقدا من الدراما المتناهية.
لم تستطع ان تميز تقاطيع الرجل الا انها احسته ينظر اليها من مكانه العالى . لاشك انه سمع صوت المحرك فوقف يدينها بسوء القيادة من على برجه الشامخ! اشاحت عنه بسرعة وتساءلت لماذا يعلق اهمية على تصرفها والغرباء لا يفدون بكثرة الى هذه المناطق؟ لكن اذا لم يكن لديه ما يفعله فهى لديها مهمة عاجلة ... ارجعت سيارتها عن العشب وتابعت القيادة بدون ان تنظر مرة اخرى فى اتجاه الصخرة .
ومن لحظة توقفها امام البيت الصغير احست بأن كل شئ سيكون بخلاف ما تصورت. لم تستطع تفسير السبب ، وانتابها شعور غريب جدا مابين الكوخ والمدخل. انه كوخ اكثر منه بيتا، قالت لنفسها وهى تقترب منه متفحصة اياه فى تمعن. البيت الاخر يبعد عن هذا مسافة مئة ياردة تقريبا ويبدو مهيبا وسط الاشجار. لم تقدر ان تراه بوضوح لكنه بدا اكبر حجما من الاول .
كان باب الكوخ منفرجا مما اكد لسو وجود السيد فريزر فيه. طرقته فى ترقب وارتعشت فى ارتباك حين لم تسمع جوابا. حاولت مرة اخرى بلا نتيجة. احتارت فى امرها، ثم دفعت الباب بلطف وعناية ودلفت الى الداخل.
وجدت نفسها فى ردهة مربعة، متوسطة الحجم انما مكسوة بألواح دافئة وداكنة من خشب السنديان. وعدا سجادة عجمية مستطيلة لم يكن هناك اى اثاث باستثناء سلم خشبى ضيق يبدأ من زاوية بعيدة . الباب الى يمينها كان مغلقا، اما اليسارى فكان نصف مفتوح. وفيما هى تحدق اليه وتتردد فى طرقه ، رأت رجلا يكمل فتحه ويقف على عتبته.
لاشك انه جون فريزر. هبط بصرها الى قدمه، كان يقف على ساق واحدة متكئا على عصا. وفجأة اطلقت شهقة صغيرة حين نظرت الى وجهه مدفوعة بحس خارج عن ارادتها، ويقين داخلى بأنها يجب ان تعرف هذا الرجل الذى لاتعرفه ولا تتذكر انها رأته مرة من قبل .
كانت عيناه الرماديتان مسمرتين كعينيها . وقبل ان تقول شيئا سألها بفظاظة :- من انت؟
اعادها سؤاله بقوة الى الواقع ، لكن ردود فعلها الخاصة استمرت تحيرها. انها تواجه رجلا طويل القامة ذا شعر غزا معظمه الشيب... شعر اشقر كشعرها وعيناه رماديتان كعينيها، بل هو نسخة طبق الاصل عنها! رجرجت الفكرة ذهنها فى عناد وهى تنظر اليه.
- من أنت ؟.
كرر السؤال وهو لايقل عنها ارتباكا انما كان مصمما ايضا على اكتشاف اسمها . فأجابت بتلعثم لم تدر له سببا:- آسفة ... كان يجب ان اخبرك .اسمى سوزان غرينجر ومعظم اصدقائى يسموننى سو.
لم تكن مستعدة للوقع الجارح الذى احدثه تصريحها. فقد شحب وجهه وتهدل شكله العسكرى فجأة برغم ان بصره لم يفارق محياها.
وظنت للحظة انه سيقع لكن حين سارعت اليه ابعدها عنه وتمتم فى خشونة:- انى بخير . لقد اذيت كاحلى فحسب، ضرر بسيط لا يستحق الشوشرة. ارجوك ان تتفضلى.
استدار فتبعته الى قاعة الجلوس كانت ، بخلاف الردهة ، مكتظة وتشوشها كتب وصحف مبعثرة فى كل مكان. لكنها لم تحفل بذلك. توقفت معه قرب النافذة المفتوحة حيث استمر يتفحصها عن كثب.
قالت وهى تتململ متضايقة من نظرته الثاقبة:- انى ابحث عن السيد فريزر . جون فريزر.
ظل صامتا فتابعت فى عصبية :- لدى رساله له من امى . هل تعرف هذا الرجل ؟.
أومأ بالايجاب ، وذعرت سو لما اكتسى وجهه من صدمة وذهول. وسألها بصوت غريب:- ما أسم أمك. هل هو هيلين غرينجر ؟
- اجل كانت تدعى هكذا.
- كانت ؟ هل تقصدين ما اظن انك تقصدينه؟.
اومأت برأسها كيلا تتلفظ بالجواب ، ولم تندهش كثيرا حين قال فى جمود :- كانت زوجتى ايضا.
لم يصفعها الوعى الكامل للحقيقة الا حين سمعته ينطقها. اغرقتها الصدمة. فراحت تشخص اليه والعذاب يغمق عينيها ويشحب وجنتيها. هل هذا الرجل والدها؟ شبهها قد يكون عرضيا. فبأى طريقة تتأكد من الحقيقة؟.
كان مثلها مرتجا. بدأ يقول شيئا ثم عدل عنه... امسك ذراعها بلطف وقادها الى حيث الموقد . تمالك نفسه وقال بهدوء:- من الافضل ان تجلسى يا عزيزتى . وقبل ان نخوض الموضوع يستحسن ان تعطينى الرسالة. اعرف انك ابنتى قبل قراءتى لمضمونها فشكلك يؤكد لى ذلك .
اكتنفتها الحيرة وهى تجلس قبالته فى حذر. لم تجرؤ على النظر المباشر اليه. تناولت الرسالة من حقيبتها وسلمتها اليه وقد ازمعت جزئيا على ان تبقيها معه . ورجوعا الى الماضى القريب عاد اليها تحذير تيم عاليا وواضحا. ولكن كيف كان لها ان تعرف بأن جون فريزر قد يكون اباها! الان ادركت كما ادرك جون بدون مطلق شك ، وقبل ان تقرأ الاثبات الاضافى على الورق، بانه ابوها! استرقت اليه النظر وهو يقرأ الرسالة . كان طويلا ونحيلا، او بالاحرى واهيا، لكن بمجموعة كان حسنا، من نوعية الرجال ذاتها التى طالما تصورت اباها ينتمى اليها. لماذا ، لماذا تساءلت فى قنوط لماذا لم تخبرها امها الحقيقة ابدا؟ هل يعقل ان يستطيع احد الاقدام على خداع قاس كهذا؟ ثم كيف استطاعت امها ان تحفظ سرا كهذا طوال الوقت!
بالنسبة الى دور ابيها فى التمثيلية فلا يسعها ان تحزر. هناك أشياء كثيرة لا تفهمها وقد يكون من الافضل الا يحاول . ربما يحاول أبوها ان يفسرها بعد انتهائه من القراءة.
وكأنما تكهن بأفكارها رفع جون رأسه ثم طوى الرسالة وناولها اياها قائلا:- لا أدرى اذا كان يحق لى بأن ادعك تقرأينها يا سوزان، لكنها قد تفسر لك بضعة أشياء لا بد ان تعرفيها . فكلانا ، انا وأمك ، لم نفلح كثيرا فى واجباتنا تجاهك.
كان صوته واهنا بعيدا، وكأن مضمون الرسالة هزه كثيرا شعرت بأنها كانت تشهد عذابا شخصيا لايمكنها المشاركة فيه، فأشاحت بصرها عنه وحدقت الى الاوراق بين يديها، وانخرطت تقرأ التالى:-
شعور يخامرنى منذ مدة طويلة ، يا جون بأن هناك شيئا على وشك الحصول. فاذا كان حدسى صائبا ، وهو لم يخذلنى ابدا. فسوزان ستبقى وحيدة بلا معين. لهذا السبب أرسل اليك أبنتك. اذا ساورك اى شك فى أبوتك لها ، فما عليك الا ان تتأمل رسوم العائلة، تلك المجموعة المضحكة فى حوزتك، لتتأكد من الحقيقة. تركتك يا جون لأنى لم احبك يوما ، مع انى حاولت كثيرا كما تعلم. وحين تأكدت من حملى بسوزان، شعرت بضرورة الهرب. ولو لم اتركك انذاك لما سمحت لى بهجرك وأنا حامل بطفلة او ربمابطفل. كان قرارا مصيريا بالنسبة الى ، لكنى لم أندم عليه ابدا.
لن احتاج النفقة بعد اليوم يا جون لانه اذا قدر لك ان تقرأ هذا فسأكون فى عداد الاموات، انما هناك سوزان التى أرجو ان ترعاها نيابة عنى، وان تسكنها معك اذا اقتضى الامر، اعتقد انى ما ستطعت ابدا ان ازودها بالحنان كما يجب، فلعلك تفعل ذلك ايضا...
كان هناك المزيد ولا شئ فيه ينير الطريق. الرسالة بحاجة الى تشريح لاستخراج الاستنتاجات والمعلومات المطلوبة، لكنها شعرت ان تشوشها الذهنى يحول دون ذلك. سقطت الاوراق من أصابعها الرخوة فيما اخذت عواطفها تتكور وتتمدد فى داخلها. لم تتوقع مطلقا ان تعلم بوجوب أب لها هنا، مايزال حيا يرزق وليس كما جعلتها امها تعتقد . لقد كابدت الكثير ويصعب عليها هضم هذا النبأ الجديد فورا. حتى حزن والدها ، لم تقدر لغاية الان ان تسبر عمقه، فاكتشافه لوجودها قد يقلب دنياه رأسا على عقب.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 12-07-11, 05:58 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وقال جون فريزر وكأنه شعر بحاجتها الى التطمين:- سوزان قد يكون أسهل اذا بدأنا من البداية. أريدك ان تفهمى ان دهشتى تماثل دهشتك، والفرق الوحيد هو انى أكبر منك سنا وبالتالى اكثر قدرة على تحمل الصدمات، الا انى اقر بأن النبأ رنحنى نوعا.
فرمقته بشئ من القنوط وقالت :- سأذهب ان شئت . انك لن ترعب حتما فى بقائى بعد كل هذه السنين.
ثم أضافت برفة غضب مفاجئة:- انا نفسى لست متأكدة من رغبتى فى البقاء.
فأجابها وهو يبتسم قليلا:- لنؤجل هذا الحديث الى وقت اخر.
ثم تابع بصوت أمتن فيه خيط رفيع من السلطة الابوية، وعيناه لا تفارقان محياها المضطرب:- ما رأيك لو استعرضنا الامر بأيجاز. الوقائع المطلوبة فقط ، ثم نعود الى التفصيل فى وقت أخر.
شعرت ببوادر النفوذ فى كلامه فانكمشت فى مقعدها، وانتظرت فى خضوع. كان يبحث فى مشقة عن الكلمات المناسبة فتعمق التقطيب فى جبينه المجعد. ولأول مرة منذ وصولها، نسيت همومها الخاصة لتفكر قليلا بضخامة همومه، فاذا بقلبها يرق فجأة لمرأى الاعياء التناهى يجلل وجهه. مديرا ظهره للنار وقال:- تزوجت أمك عندما كنت فى الجيش يا سوزان. كنت الابن الثانى لأبوى، والخدمة العسكرية كانت مهنتى . امك أحبت تلك الحياة المرتحلة من مكان الى آخر، ومعظم اجازاتى كنا نقضيها فى لندن، او خارج الوطن اذا صدف وجودنا هناك . فى تلك الفترة لم تأت امك الى غلينرودن سوى مرة واحدة ، حين كانت جدتك على قيد الحياة. لم تنسجم فى غلينرودن ولا مع امى. فهل حدثتك بشئ عن ذلك؟.
هزت سو رأسها سلبا. كانت مستغرقة فى الاصغاء ومتلهفة الى سماع المزيد . فتابع :- كان يجب ان اتحسب لكنى لم استطع التكهن بأن اخى سيرحل قبلى . كان لا مناص لى من العودة الى مسقط رأسى لادارة الاملاك.
صمت قليلا فتجرأت سو على السؤال:- ألم ترافقك امى الى هنا؟.
- أجل لكنها تركتنى بعد فترة قصيرة وذهبت لتعيش مع أمها. عادت بعد وفاة أمها، لا أدرى لماذا رجعت بعدما عجزت من قبل عن اقناعها بالعودة. على اى حال قررنا ان نحاول ثانية لكن المحاولة فشلت . وفى آخر مره لحقت بها لأرجعها، تشاحنا بعنف وبعد ذلك ألقيت سلاحى. استطعت بالطبع ان أدفع لها نفقة شهرية منتظمة، لكن فى اخر مرة حا ولت الاتصال بها بواسطة عنوانها القديم فاتضح لى انها باعت البيت وانتقلت الى مكان اخر ولم تطلعنى بعد ذلك ابدا على مكان اقامتها الجديد .
- ألم تفكر مرة فى الطلاق؟.
- كلا عرضته عليها فى لقائنا الاخير ذاك. لكنها بدت بعيدة التفكير عنه او ربما هى رفضته بسببك أنت. فكما قالت فى رسالتها هذه لو انى عرفت بحملها بك لكانت الامور اختلفت تماما.
غزت المرارة صوته فخرج قاسيا وهويضيف:- ما كان يجب أن اسهى عن امكانية الحمل. الان فات الاوان عشرينسنة ونيف.
- عمرى فى حدود ذلك.
همست وهو يتفحص تقاسيمها الشابة فى وجوم. واضافت:- قد لا يجدر بى أن أقول هذا ، لكنى اعتقد ان أمى ما احبتنى كثيرا فى الحقيقة، وهذا يزيدنى حيرة فى كلامك.
- أمك كانت تجنح الى حب الذات والتملك يا سوزان. كلنا هكذا الى حد ما . لا أريد ضربها الان بحجر وبخاصة بعد موتها. ربما لم تحبك فى العمق بسبب شبهك الشديد لعائلتى، فأنت فى الواقع تكادين تكونين نسخة طبق الاصل عن أمى ، وبالتالى كانت تراها فيك كلما نظرت اليك، ولا يجب ان نلومها كثيرا اذا استنكرت ذلك.
وفى شرود طارت أفكارها الى تيم فتذكرت تعليقاته التهكمية القاسية . ولكى تطمس الذكرى سارعت الى السؤال:- ألم تفكر مرة فى بيع الاملاك؟.
رأته يجفل وانتابها الفضول حين تورد خداه الشاحبان وبرز تحفظ مفاجئ فى عمق عينيه.
قال:- الاراضى لا تباع بهذه السهولة يا سوزان. هذه الاملاك يحصر ارثها، ولكن كانت هناك مشكلات استغرق حلها سنوات كان ذلك قبل موت أخى ثم جاءت مصاريف الوفاة وأكلت قسما منها .
كان صوته ثابتا وقد زال التوتر من وجهها. لم تقصد سو ان تتحشر فى أملاكه وقد يصعب عليها اخباره بأنها ترغب فى طى موضوع امها . ربما تخبره ذلك فى وقت اخر ، عندما يتعرفان الى بعضهما اكثر، وحيث عليه ان يؤكد للمصرف بنفسه ان ذلك التأمين الغامض كان نفقة أمها فى الواقع. التفاصيل المطلوبة يجب ان ترسل الى لندن ، انما ليس الان . يكفى انها هنا، وهذا الرجل مستعد لتقبل بنوتها تقبلا مطلقا. عاطفة جديدة ومحيرة فى حدتها غمرت قلب سو . لقد بدأت فى لاوعيها تعتبر غلينرودن وطنها الاصلى.
وكأنه تابع مسلسل افكارها وحبذه، فقد اضاءت فمه الصارم ولول مرة ابتسامة دافئة، واستقرت عيناه على وجهها المتوتر وقبل ان تحاول شرح مشاعرها قال فى رقة:- لنعالج الموضوع خطوة خطوة يا سوزان. كلانا شاء أم أبى، يواجه وضعا غير عادى، وقد يكون من الافضل ان نتعرف الى بعضنا تدريجيا ، فكلانا يدرك وجود العناصر الاساسية الكفيلة بانجاح هذه العلاقة . انه شعور رائع بالطبع ان اعرف بان لى ابنة ، وبوسعى ان اصفح عن أشياء كثيرة مقابل امتياز كهذا. امل فقط يا عزيزتى الا تحذى حذو امك من حيث كرهها لبرارى اسكتلندا، فأنا أتوقع بالطبع ان ترسى جذورك ههنا.
أومأت برأسها صامتة وأثرت فيها كلماته بغرابة حين لمست فيها خيطا من الحساسية المدركة كانت تفتقدها تماما فى طبيعة أمها. تنفست بعمق وقالت بعد ان أشاحت بصرها عن وجهه المتعب :- قد استطيع مساعدتك فى ادارة الاملاك.
- الاملاك...
وهنا تصلب صوته وعاد اليه التوتر، ثم فجأة شاب اعياءه تهكم غريب حين تابع:- لدى شريك يا عزيزتى رجل كفوء للغاية ولا اعتقد انه سيرحب بمساعدتك. انه يعتنى بكل شئ هذه الايام، يوفر على كثير من الوقت والازعاج فأنصرف الى اهتماماتى الخاصة.
- ولكن هناك أعمال اخرى كثيرة بالطبع ... أقصد . احتارت فى ايجاد الكلمات المناسبة ثم تابعت:- ألست انت الذى يشرف على كل شئ؟.
- فى الواقع أنا مشغول بكتابة اطروحة عن المناورات العسكرية ابتداء من العام 1745. انها تحتاج ابحاثا كثيرة تشغلنى باستمرار، لكنها لا تمنعنى من زيارة الاملاك بين حين واخر .
غشت الحيرة عينيها الدخانيتين وبرغم ان التعقل حذرها من مغبة الاسترسال فى الموضوع الا ان شيئا عنيدا فى داخلها تغلب على التحذير فقالت وهى تحدق الى ما حولها فيما الانطباعات والافكار تتراكم وتغوص فى ذهنها المرهق:- أعتقد انك لم تعش فى هذا البيت دائما، بل كنت تقطن البيت الاخر الذى رأيته من خلال الاشجار.
- لم لا تطلب اليها ان تلتزم شؤونها الخاصة يا جون، بدل ان تقف امامها مسلوب الارادة ؟.
قفزت سو فى مقعدها وتوحشت عيناها لدى سماعها ذلك الصوت الذى كان يرعد فى تهديد مكشوف قائلا لها بمنتهى الوضوح انه عدوها . كم من الوقت كان يفق هناك ؟ توقفت نبضاتها ثم أرتجفت. لم تكن فى حاجة لان تنظر اليه لترى انه الرجل الذى كان فى الفندق ، وعلى الصخرة. كان ميريك فيندلى!

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 12-07-11, 05:59 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

- لا عليك يا ميريك ...
كلمات جون أكدت ظنونها مع انها بدت عاجزة عن سماع أى شئ عبر ضجيج قلبها. صفعتها قوته حين هاجمها بعينيه المليئتين بازدراء لا يفسر... من الواضح انه يعتبرها عدوا وهذا اسوأ من تصرفه المحير فى اليلة السابقة، وحيث لم يكن عداؤه واضحا الى هذا الحد .
نقل جون فريزر بصره بين الاثنين ، ثم رأته سو يعود ويجلس على مقعده، وعلى وجهه تساؤل وحيرة . جمعت شتات نفسها فى صعوبة وقالت فى برود :- اعتقد ان السيد فيندلى مخطئ فى استنتاجاته ، بل اعتقد ايضا انه مدين لى باعتذار، الا اذا استطاع تقديم تبرير منطقى!
فقاطعها ابوها بدهشة واضحة :- لحظة يا سو! انا الذى يحتاج ايضاحا. انكما تعرفان بعضكما على ما يبدو لكن يؤسفنى ان اراكما تتخاصمان.
فقال ميريك فيندلى بشراسة :- لم ألتق هذه الفتاة الا مساء أمس يا جون بيد انى عرفت فورا من تكون .
أجاب جون وعيناه ترمشان فى ارتباك متزايد:- انها ابنتى ولم يكن بوسعك ان تعرف ذلك.
فرد ميريك متجاهلا وجه سو الثائر :- لم تعرفنى بنفسها يا جون وما أزال أجهل اسمها لكنى أدركت من شكلها انها تمت بقرابة الى العائلة . كنت واثقا من انها ستأتى اليوم الى هنا ولقد رأيتها بأم عينى قادمة وكان يجب ان اكون هنا لأمنعها من الدخول.
فقاطعه جون باصرار هادئ:- أما سمعتنى أقول انها ابنتى يا ميريك؟.
- لا يهمنى ما تدعيه هى ما دمت أنت لا تصدق زعمها الا باثبات . دائما كنت طيب القلب يا جون وما تزال. اجمع ما تشاء من أنواع الاقرباء لكن لا تقل يوما بأنى لم أحذرك منهم .
غلى الدم فى عروق سو واتقدت عيناها بغضب عاجز. هذا الرجل يعتبرها مخادعة ، وحتى لو كان مصيبا فى افتراضه، فلا يحق له مطلقا ان يكون وقحا الى هذا الحد. تصرفه دل على اكثر من سوء خلق. كان يتقصد الايذاء وكأنه مصمم على تحطيم علاقة ما تزال هشة ليسقطها تحت حوافر هجومه المدروس. والوميض فى عينيه ان دل على شئ فعلى استمتاعه التام بحملته التحطيمية هذه!
واجهته بنظرة مباشرة وردت فى حرارة برغم الرجفة الخفيفة فى صوتها :- ثق يا سيد فيندلى بأنى ما زرت هذا المكان الا بدافع رسمى وبأنى فوجئت بأبوة جون فريزر لى ، مثلما فوجئت أنت تماما . أما بالنسبة الى بقائى أو رحيلى فهو ليس من شأنك على الاطلاق !.
خيم صمت تام بعدما انهت كلامها . عبر ميريك الغرفة وارتكز على حافة الطاولة بدون ان يسلخ بصره البارق عنها، فكادت تحس جسديا بوقع شخصيته الصلبة. كانت وكأنها ذبابة يستعد لسحقها حين احتواها بنظرة شاملة مزدرية وباردة ، ا لاقامة وقال :- لكنك صممت على البقاء يا آنسة . ايه ، هل أقول فريزر؟.
فتدخل جون بجرأة يقول :- بالطبع ستبقى يا ميريك . لو انك تهدأ قليلا لأفسر ...
- بالطبع ستبقى. ردد ميريك ساخرا، وعيناه تعودان الى جون وكأن سو غير موجودة وتابع:-ستبقى حتى تتأكد من اعجابها بالمكان، وان لم يعجبها تقفل عائدة الى لندن !.
- لن أفعل ذلك ابدا!.
هتفت سو ثائرة وصدرها يغلى كالبركان. انها تستطيع على الاقل ان تواجه اعداءها، واذا كانت ستبقى فلتبدأ معركتها الان وقبل ان يسيطر عليها السيد فيندلى ! وقفت قربه فرأت نفسها منعكسه فى عينيه الساخرتين وشعرت بضألة حجمها أمام ضخامته . لكنها ستريه ان عنفوانها كفيل بتعويض هذا الفارق كان واضحا انه يسيطر على جون فريزر ! التفتت الى جون وضايقها ارتباكه، فقالت والشرر يتطاير من عينيها الثائرتين:- هل تسمح لمديرك دائما بأن يسيطر عليك بهذا الشكل؟.
- سوزان!.
هتف والدها ثم صمت مكهرب. توردت وهمدت ثورتها فجأة يبدو انها اقترفت خطيئة كبرى ويجب ان تعتذر. لكن أباها تابع ووجهه يشحب فى غرابة:- سوزان، سبق وأفهمتك ان ميريك شريكى.
فأجابته وهى تطرف حائرة :- لكنه شريك مسيطر اليس كذلك؟ انى اعتذر عن وقاحتى وخاصة انى جديدة هنا. ولكن السيد فيندلى لم يكن دمثا بدوره.
فقال ميريك فى برود:- قد تكون سوزان مصيبة يا جون. وبدلا من التعارك السوقى أفضل ان اتفق واياها على هدنة ، ولا شك اننا سنجد وقتا وفيرا للتفاهم فى ما بعد. انى أعلم انك متزوج يا جون، وبالتالى ، من المحتمل جدا ان تكون لك ابنة . لنقفل الموضوع الان ولنبحث الترتيبات بشأن المنامة .
فقالت سو فى جمود:- لم افكر فى مكان النوم، وحتما سأجد غرفة فى القرية.
فقال جون فريزر :- لن تذهبى الى القرية يا سو ، فهذا بيتك ومن اليوم فصاعدا تعيشين معى لا أريد ان اخسرك وانا بالكاد وجدتك.
بدا تعبا واهنا فتملكها ندم ثقيل. فالنبأ الذى أتت به ازعجه ولا شك برغم انه لم ير أمها منذ سنوات طويلة . انتابتها رغبة مفاجئة فى البقاء كى تعتنى به. وهو يحتاج بالطبع الى من يرعاه لكونه يعيش وحيدا فى هذا البيت. وتمنت فقط لو يختفى ميريك فيندلى بدل ان يقف كالمارد فوقهما وبذلك التعبير المتعالى على وجهه، كى يتمكنا من التفاهم فى ما بينهما .
خاب املها وهى ترى ميريك يتمخطر صوب النافذة ثم يقف عندها والافق الغارب خلفه. ظنت للحظة انه على وشك الاستئذان ثم الرحيل ، لكنه تأمل الفضاء قليلا واستدار اليهما قائلا:-تعلم يا جون ان لا مكان هنا لاقامة سوزان، لكن هناك غرفا كثيرة فى البيت الاخر . غرفتك ماتزال ... منذ الاسبوع الماضى، واذا انتقلنا فورا فقد نجد السيدة لينوكس ما تزال هناك لتهيئ العشاء لسوزان.
- أرجوك.
قالت فى ارتباك لكن وجهه الوسيم ظل قاسيا. أدركت غريزيا انه كان معتادا على السيطرة، فما عليه الا ان يعطى الاوامر كى يسارع الناس الى تنفيذها. حسنا ، سيجد الان نفسه امام شخص لا ينفذ ! أشاحت بصرها عن عينيه القاتمتين المتحديتين وليس بدافع الخوف، فهى مستعدة جدا لمقارعته اذا شاء المقارعة ولن يجد فيهاى شيئا من خنوع ابيها .
قالت :- اذا كان هذا الكوخ صالحا لاقامة ابى فهو يصلح لى ايضا. لن أعجز عن ايجاد مكان أنام فيه وبدون ان نزعج السيدة لينوكس هذه .
استدار ميريك حانقا الى شريكه وقال فى نفاد صبر:- جون! هل لك ان تفهم هذه الفتاة بأن كيلى طفح بدون ان تضيف اليه هدرها لوقتى؟ أخبرها ان الغرف العليا نستعملها كمخازن لمختلف الاشياء القديمة البالية، وأن غرفة النوم الارضية الوحيدة ليست فى حالة أفضل. قد نحتاج شهرا لافراغ الغرف وليس لدى وقت أضيعه الان فى الجدل.
ضايق سو ان يوافق ابوها تماما على كلامه حين قال:- ميريك على حق يا عزيزتى الاقامة هنا غير مريحة. فأنا استعمل هذا البيت كمكان هادئ للكتابة، عندما أكتب، ولم أهتم بترتيبه كما يجب . انى كما ترين أعتمد على ميريك أكثر من اللزوم.
هذا واضح جدا.. قالت فى نفسها غاضبة ولكن هل من الضرورة ان يكون أبوها خاضعا الى حد الخنوع؟ أما يجب ان يصدر هو الاوامر بصفته صاحب الاملاك ؟ ربما كان من واجبها ولو لفترة على الاقل ان تبقى وتساعده على استعادة ثقته التى سلبه اياها هذا الطاغية . وربما فى البيت الاخر تصبح فى مركز افضل يمكنها من وضع السيد فيندلى عند حده !
توردت وجنتاها بلون دفاعى وهى ترمق ميريك وتقول بصوت حريرى :-سأفعل باقتراحك اذا كان ذلك يسر أبى على ان نعود للاقامة هنا بعد فترة معقولة، فأنا لا أرغب فى البقاء تحت بصرك لمدة طويلة يا سيد فيندلى .
نهاية الفصل الثانى

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية