لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-07-11, 11:34 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
Flowers

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 مشاهدة المشاركة
   أكيد هتعجبنى طالما أنها من أختيارك وأنا عرفه ذوقك كويس علشان أنا قريت كل رواياتك اللى نزلتيها فى أحلام وأكيد هستمتع بالرواية علشان ملخصها روعة زيك يا قمر‎
‎موفقة حبيبتى

شكرا حبيبتى انتى اللى قمر علشان شيفانى كدة وانا هتابع روايتك واكيد هتكون جميلة مثلك وربنا يعطيك العافية

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 11:42 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana مشاهدة المشاركة
   اهلين ياحلوة ..
ماشاء الله عليك ..الله وفقك يارب في الكتابة والتنزيل

وهذا احلى تثبيت

اهلين بيكى حبيبتى وانا بتعلم من الاستاذة واتمنى اكون مثلك والله يعطيك العافية حبيبتى

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 09-07-11, 11:45 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فداني الكون0 مشاهدة المشاركة
  
شكوره حبيبتي شكل الروايه ممتعه
يعطيج العافيه

شكرا يا عسل واتمنى تعجبك مع حبى

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 04:26 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

1- آنسة خارجة من التاريخ
كان ظهرا حارا من ايام آب (اغسطس) وأشعة الشمس الحادة تتراقص فى أرجاء المطعم وعلى طاولاته المفروشة بأغطية بيضاء . لاحقتها سوزان غرينجر بعينيها الرماديتين، ولما سمعت أحد الزبائن يتذمر من وهج الشمس، لاحظت ان صاحب المطعم الشاب سارع الى اسدال الستائر فانحجب الوهج .
كانت الستائر قطنية ذات خلفية بنية مزينة بنقوش هندسية بيضاء . بدت جذابة وجديدة بالنسبة الى سو ،فاستحوذت على اهتمامها وغرقت فى تأملها الى حد جعلها تنسى الرجل الذى يشاركها طعام الغداء .
- سوزان !
هتف تيم ماسون اسمها بنفاد صبر . لكنها استمرت فى تأملها ولم تفق الا حين خاطبها ثانية، فعاد بصرها المسافر يتركز بتعاسة على وجهه .
- آسفة .
غمغمت وهى تنكمش ليلا أمام نظرته الجافة . لكن وصول المضيفة بقهوتهما أنقذ موقفها فشعرت نحوها بالامتنان .
كان من الخطأ ان ترافق تيم الى المطعم برغم الحاحه الشديد، فهى لا تتوقع منه ان يتفهم استرسالها فى العجز عن التركيز. حادثة أمها ، موتها المفاجئ وأمور أخرى صدمتها بقوة وأوصلتها الى ما هى عليه. ذلك الزبون المتذمر ... أليس غريبا ان يهبها تصرفه العادى البسيط شعورا طبيعيا مريحا عجزت عن اعطائها اياه كل تشجيعات تيم الصارمة وعطفه الفياض :-آسفة .
كررت الاعتذار فيما راح يحرك قهوته بغضب وقال :- لا بأس يا حبيبتى لكن فرصة الغداء محددة، وويلكوكس العجوز سيصاب بنوبة اذا تأخرت خمس دقائق. باستطاعتك على الاقل ان تصغى الى ما أقول . كنت أسألك عن تلك الرسالة . لقد أتيح لك الوقت الكافى للتفكير . فهل مازلت تأخذينها على محمل الجد؟.
أشاحت وجهها عنه ونظرت بحيرة الى يديها ثم سألت بتحد :- وماذا اذا أخذتها على محمل الجد؟.
- أولا ، تفهمت موقفك المبلبل بعد الحادثة، لكن الوقت حان لان تعودى الى التفكير المنطقى .
- لقد أعطيت وعدا. أنه الوعد الاخير الذى سأعطيه .
- أعتقد انك تبالغين فى الدراماتيكية. ثم قرب رأسه عبر الطاولة وقال بجدية مفاجئة :- بامكانك ان تطلبى منى عدم التدخل فى شؤونك اذا شئت . لكنك أوقفت حياتك على أمك وهى تمكنت من تقييدك وحرمانك من الحرية الحقيقية.
حاولت الاعتراض فأسكتها بحركه من يده وتابع :- لقد طلبت منك ايصال هذه الرسالة حين كانت فى حالة مرضية شديدة أعاقتها عن استيعاب هذا الطلب. الا ترين يا سو ، ان الامر قد يعنى مزيدا من القيود ولديك منها ما يكفى ؟ انك لم تسمعى بهذا الشخص الذى ستحملين له الرسالة ، وقد يكون قريبا عجوزا ، انه عجوز بلا شك ، اذا كانت امك كتبت الرسالة منذ أمد بعيد. ومهما يكن هذا الشخص، سيحتاج على الارجح الى رعاية واهتمام، وأنت لن ترفضى هذه المساعدة لمعرفتى بك!
تقلت يداها بعصبية تحت الطاولة .لا يحق لتيم ان يكلمها هكذا ! انها لاتخصه بأى شكل ولا تريد ان تخصه. لكن هل تراه خاطبها بهذا الاسلوب لآنه قلق عليها ؟
أجابت بتلعثم :- قد تكون مخطئا يا تيم ، لقد أخبرتك سابقا ان أمى كتبت الرسالة قبل بضعة أسابيع . لم تكن مفرطة الحساسية انما كانت عرضة لهذه التكهنات المسبقة .
تحاشت الرد على تعليقاته الاخرى لعجزها عن نفى ما تحتويه من حقائق .
لم يتأثر بجوابها وهى ما توقعت ان يفعل . اجابها بجفاف وبنظرة شك من عينيه البنيتين:- سوزان باستطاعة كل منا ان يتخيل اصابته بحادث. انه نوع من الواقع الفيزيولوجى، والحوادث تحصل كل يوم . لكن أمك كانت صارمة وعنيدة الى حد منعها من الاستعانة ببعض التعقل .
- ليس الامر كذلك يا تيم .
كان صوته يمزق أعصابها بقسوة ، وأسلوبه الاستخفافى يثير فى اسنانها صريرا . أرادت ان تنهض وتتركه ، لكن نزعة عنيدة فى طبيعتها أرغمتها على البقاء . أردفت تقول :- يجب ان تفهم ان هذه مهمة يتوجب على القيام بها بغض النظر عن رغبتى تجاهها. فأنا لا أرغب شخصيا فى ملاحقة شخص مجهول ف اسكتلندا فى الوقت الحاضر . لكنى وعدت !
- كنت حينها مضطربة بطبيعة الحال! ليتك تفكرين بعناية يا حبيبتى ... فالوعود ...
ولأول مرة تردد واحتار خوفا من ايلامها ، فأكملت عبارته بجمود :- تقصد الوعود التى تقطع على فراش الموت .
- أعتقد انى أقصد ذلك، لكنى ما نويت ان أقوله بهذه الفجاجة. أعلم ان كثرة من الناس تستصعب رفض الطلبات فى وقت كهذا.
أضاف سكرا الى قهوته معطيا لنفسه وقتا للتفكير. ثم سألها:- أتسمحين لى بالصراحة يا سوزان؟.
أومأت وبشئ من الحذر ، فتابع وبصره يجول بلطف فى محياها الناعم الجميل :- أدرك شعورك تجاه أهمية هذه الرسالة . ولكن فيما يتعلق بك، لم أكن أثق بأمك فى حياتها ، واخشى انى لا أثق بها حتى الان .
- أرجوك ...
لكنه لم يسمح لشهقتها المعترضة بأن توقفه عن الكلام :-
- اسمعينى الى النهاية لأنى لا أقصد سوى مصلحتك . كنت أشعر احيانا ان أمك لا تحبك كثيرا، واستغرب هذا بأعتبارك ابنتها الوحيدة. فلطالما رأيتها تنظر اليك نظرات غريبة وكأنها لا تأبه كثيرا لما ترى . كأنك تذكرينها بشخص لا تحبه. فضلا عن انك لا تشبهينها البتة. لكن من ناحية أخرى.كانت معظم الوقت تتشبث بك بتملك، وأحيانا ترفض ان تدعك تغيبين عن بصرها. تذكرى كيف أصرت على أن تجدى عملا فى الجوار بعد تركك الجامعة ، أرادتك دائما قريبة منها ، وهذا ليس اثباتا لمدى حبها لك. قد يكون السبب افتقارها الى الامومة الحقة، فلم العجب الان اذا أبديت شكوكى فى طلبها الاخير؟.
آلمتها منطقية كلامه فجفت شفتاها وشحب وجهها . لم تدرك انه كان واعيا لهذا المقدار من الحقائق! لم تشك كثيرا فى أن اهتمامه كان بدافع ذاتى . لكن انى له ان يدرك كم يتألم المرء حين تخضع مخاوفه وظنونه الخاصة لتحليل قاس كهذا ! ان علاقتها المشتركة مع أمها كانت شيئا لم تشأ ابدا ان تبحثه مع أحد، ولا مع تيم بالذات، ذى النظرة الموضوعية للامور.
لهذا أجابت اخير ببرود:- أفضل عدم بحث الموضوع.
عاد صبره ينفد وهو يراقب عينيها تتسعان تحت أهدابها الداكنة بنظرة دفاعية، وتمتم غاضبا:- أعتقد أحيانا انى لا أفهمك بالمرة يا سو .
وكادت ان تجيبه: (انا ايضا لا أفهمك معظم الوقت ). لكنها ابتلعت الجواب . فهو برغم كل شئ، كان عطوفا وساعدها كثيرا فى الايام الاخيرة، وبدا انه الصديق المقرب والوحيد فى حياتها . كان ايضا الرجل الوحيد فى دائرة معارفهما الصغيرة التى تقبلتها امها بلا أعتراض . نظرت اليه بكآبه وقالت :- حاول ان تفهم وتتحمل يا تيم، فالحادثة ما تزال جديدة.
- انى أحاول يا سو .
سمعته يتنهد ، ثم بدل تكتيكه فجأة فتوسلها بلطف محيرا اياها كما كان يفعل لدى انقلاباته هذه. غطى يديها بكفه المتقلص وقال :- حبيبتى لماذا لا نتزوج لأستطيع الاعتناء بكل شئ عنك. انى واثق من ان أمك كانت ستوافق اذا تزوجنا سأضطلع بكل شؤونك ، واذا أصريت، سأرافقك لتسليم تلك الرسالة الغامضة ربما فى عطلتى المقبلة أو فى نهاية اسبوع طويلة .
- أواه يا تيم !.
تجمع الدمع فى مقلتيها وتمنت لو تتمالك أعصابها...لفتة عطف واحدة ما تزال تبكيها ! منعت دموعها من السقوط وقبل ان يتنبه تيم لتأثرها . انها لم تبلغ العشرين بدون ان تقيم صداقات مع الجنس الاخر . كلنت صبية معافاة وتحب الاستمتاع والمرح، لكنها لم تستمتع فى الحقيقة بمعظم تلك الصداقات لأن امها كانت تبذل أقصى جهدها لاغاظة هؤلاء الشبان، ولم تتمكن ابدا من الاحتفاظ بهم بعيدا عن امها التى كانت تجد فى كل منهم سيئة ما تظهرها بوضوح فتتلف صداقة مرحة انما قابلة بسهولة للتحطيم .
تذكرت سوزان هذا وتساءلت لماذا كانت تستسلم لامها بسرعة . كان يضايقها احيانا انها وصلت هذه السن من دون ان تعرف الحب. هل هى مثل أمها تخلو من اية طاقة حقيقه على الاحساس بمشاعر أعمق ؟ أو ربما العواطف التى حلمت بها كانت غير واقعية كليا، والاحاسيس الدافئة المجنحة مجرد أسطورة؟ كانت مولعة بتيم معظم الوقت فهل كان هذا كافيا يا ترى؟ لكنها نبذت فكرة الزواج منه حالما طرقت ذهنها. لايمكنها ان توافق. ليس الان. ليس قبل ان تتأكد تماما .
ارتجف
صوتها قليلا وهى تحاول اخفاء ترددها وقالت :-آسفة يا تيم لايمكننى الزواج من أى كان فى الوقت الحاضر.
نظر الى وجهها الشاحب والمتورد قليلا ، واعتقد أنه فهم السبب . لقد استعجل عليها ولم يمض وقت طويل على فجيعتها. ضغط يدها مطمئنا وقال :
- لاتقلقى يا حبيبتى سأكرر طلبى فى مرة أخرى ، انما فكرى فى الموضوع .
ثم نظر الى ساعته بقلق وأضاف :- لكن عدينى الا تتصرفى فى الموضوع الاخر قبل أن تعلمينى .
تمنت لو أنه يتوقف عن مناداتها حبيبتى ، فقد يترك ذلك أنطباعا سيئا لدى الناس . شعرت ايضا بفيض من الارتياح لكونه جمد فكرة الزواج ،لكنها لم تشأ ان تعده بأى شئ ، ولا حتى باطلاعه على تفاصيل عابرة عن تحركاتها، فقد يفيدها الابتعاد عنه لفترة ، ومن الافضل الا تصارحه بهذا تحاشيا لايلامه. هزت كتفيها وقالت بعد ان نظرت اليه بسرعة:-لست متأكدة مما سأفعله.
حملت حقيبتها استعدادا للخروج وأشار هو الى المضيفة طالبا الحساب. وهنا أضافت:- لن أتاكد قبل ان أقابل محامى والدتى . لدى موعد معه اليوم بعد الظهر .
واجهتها ريح صيفية جافة حين افترقت عنه خارج المطعم، فشقت طريقها نحو موقف الباص. خسارة فى هذا الطقس المشرق ان لا تذهب مشيا. لكن الريح كانت مزعجة تطيح بالنفايات الصفيرة وتنثر الغبار الناعم حول قدميها. كان هناك تلميذ بادى الضجر ، يمرغ أصابع قدميه فى الغبار فقاومت رغبة فى الحذو حذوة. شدت قامتها وقالت لنفسها بحزم ان لندن، حتى فى شهر آب اغسطس، لاتخلو من الملاحة، وانها اذا لم تكن تحب العيش فى مدينة كبرى فهناك ألوف يحبون ذلك. أمها أحبت لندن ووجدت فى شوارعها المكتظة ما كانت تصبو اليه من مجهول .
تنهدت بضيق وقفزت الى الباص حين وصل، مختارة الجلوس فى طبقته العليا، وراحت تحدق عبر النافذة الى صفوف البيوت والحوانيتالتى كانت تعترض بصرها ثم تذوب وتتحول الى بقع تافهة . وسرعان مااجتاحها احساس واضح بالحرية ، احساس بأنها تستطيع لاول مرة فى حياتها ان تختار ما يسرها من أمكنة السكن والعمل. هناك بالطبع مشكلة الشقة لكن اخلاءها سهل، كذلك عملها الحالى فى مكتبة الحى يمكنها لرحتفاظ به ريثما تجد عملا تدريسيا ثابتا. فبعد رحيل امها لا يوجد من يضطرها الى البقاء هنا . تيم سيتقبل فى النهاية رفضها الزواج منه، واذا شاء برغم ذلك ان يظل على اتصال بها فلن تمانع .
لم يدعها المحامى تنتظر طويلا. كان رجلا شابا، ذا عقل كمبيوترى واسلوب أشبة بجهاز النقل فى تعامله مع الزبائن. دعاها فورا الى الجلوس وعزاها بصوت رسمى رفيع النبرات. وبرغم ذلك سرتها ضيافته الجدية ووجدت فيها تغييرا مريحا لعطف تيم الخانق فى معظم الاحيان . جلست على المقعد الذى اختاره لها وواجهته بوقار . قال لها وعيناه الرماديتان تحتويانها بلا ابتذال:- كنت خارج لندن ولذا تأخرت فى الاتصال بك. أملاك امك لاتشكل اية معضلة، أنما هناك شئ غامض بالنسبة الى .
انتظرت بصبر حين توقف عن الكلام وأخذ يبحث عن ورقة على مكتبه. لم تلتق هذا الرجل من قبل مع ان امها استشارته مرتين حول قضايا بسيط. انها لم تسمع بوجود أملاك. لعله يقصد بعض الباوندات التى قد تكون امها تركتها فى المصرف. وعندما تذكرت سو مال التأمين
فقالت للمحامى:- اعتقد ان والدى ترك تأمينا . فبعد موته، كانت امى تتلقى مبلغا شهريا منتظما. لم تذكر لى قيمته، ولا أعتقد انه سيساوى كثيرا بعد التضخم. أى توفى والدى قبل أن أولد وهذا المال ساعدنا كثيرا. أظن انه من واجبى الان ابلاغ الشركة بوفاتها. كانت سخافة منى ان أنسى هذا الواجب.
اتعسها عرضها المشوش للحقائق والالم الذى أحدثه ، فقلصت يديها فى حضنها.
وجد المحامى ما كان يبحث عنه وحين نظر اليها بأمعان لاحظ الضيق فى عينيها الغائمتين فقال بهدوء:- لا تقلقى لهذا التأخير يا انسه غرينجر، لكننى أردت فى الواقع ان أحدثك بشأنه، فأمك ذكرت قضية التأمين منذ وقت بعيد، انما حين استفسرت عنه فى المصرف اتضح ان لا تأمين هناك. بالطبع كان يضاف مبلغ الى حسابها كل شهر لكنى لم أتوصل الى مصدره. فهل لديك معلومات توضح المسألة؟.
فاجأها الخبر فأحست خواء فى داخلها. اذا لم يكن هناك تأمين ولا سبب يدعوها الى تكذيب المحامى فمن اين كان المال يأتى ؟ سألته:- أأنت متأكد من عدم وجود غلطة ما؟
- الغلط ليس واردا بالتاكيد.
تقبلت جزمه بانهزام وراح ذهنها يبحث عن تفسير معقول. لم تتوصل الى نتيجة فدب فيها الخوف.
- انا لا أملك الا الرسالة.
قالت العبارة همسا وشعرت فورا بالذنب. ولكن ما عساها أن تفعل غير هذا؟.
- رسالة ؟ هل يمكننى الاطلاع عليها؟ ومد يده منتظرا.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 10-07-11, 06:49 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أجفلت داخليا وهى تخرج الرسالة من حقيبتها وقالت :- أسفة. لقد وعدت أمى بأن اسلمها لصاحبها بدون ان افتحها. لكن اذا كان العنوان يساعدك فلا بأس ان تطلع عليه.
تناولها من أصابعها الباردة بدون ان يعلق على عبارتها الغريبة وقرأ العنوان بامعان. ثم قال:- انها معنونة الى السيد جون فريزر فى غلنرودن، بيرتشاير وبخط أمك ان لم أكن مخطئا.
تناول احدى الاوراق وقارن الخطين ثم أومأ قائلا:- الخط واحد فلدى هنا توقيع امك . لكن اليس لديك فكرة عن مضمون الرسالة؟.
- كلا. لكنى مزمعة على زيارة اسكوتلاندا فى أسرع وقت فلعلى اكتشف مضمون الرسالة؟.
- ربما . هل حدث وسمعت شيئا عن السيد فريزر هذا ؟
هزت رأسها سلبا وقالت :- كل ما أعلمه ان والدتى لم تذهب ابدا الى اسكوتلاندا ، كذلك لم تبارح لندن. كانت تقول ان اسكوتلاندا مكان مقفر بارد.
- وهل صدقتها؟.
- ليس تماما. أعتقد انها كانت ستغير رأيها فى حال أقنعها أحد بزيارتها. انى أحاول فقط ان أفسر استغرابى لهذه الرسالة ولا أعرف مطلقا من يكون هذا الرجل.
- وحتما لن تفكرى بفتح الرسالة؟ ان الاطلاع عليها قد يوفر ... متاعب كثيرة على المدى البعيد.
- كلا لايمكننى بحال أن أفتحها.
لماذا تردد قبل أن يقول متاعب ؟ ثم الا يدرك بأنه يطلب المستحيل؟ ربما هو كما تيم يظنها بالغة الدراماتيكية. أثقلتها الحيرة فاشاحت عن المحامى.. لقد وعدت امها ، والوعد وعد مهما تكن الظروف .
قال :- فهمت .
لم يعلق بكلمة اخرى أحسته يتفرس فيها متفحصا، وأخيرا تابع:- اذن سننتظر نتيجة زيارتك لبيرتشاير لنتصرف فى ضوئها. رحلتك قد تكون مفيدة من عدة نواح واذا لم تكن لن تؤثر عليها خسارة اسبوع او اثنين.
كانت لاتزال تفكر فى تعليقاته الغامضة حين أقتربت بعد اسبوع من ادنبرة قبيل الغروب.
- ظلى على اتصال بى واعلمينى بكل ما يحدث معك.
قال لها لما اخبرته لتودعه. لقد أظهر ذعرا ، كما فعل تيم، حين أصرت على الذهاب بمفردها. بيد انها لم تخبر أيا منهما بان أمها توسلت اليها الا تصطحب احدا . تيم حاول أقناعها بان قرارها خال من المنطق تماما، واستاء للغاية حين رفضت الاصغاء اليه. ان مجيئها بمفردها أفضل بكثير ففى حال كانت الرسالة تتضمن اخبارا سيئة فلن يكون معها احد يشهد ذلها. ومن عادة تيم ان يجهر تعليقاته الشامتة حين تظهر الاحداث انه لم يكن مخطئا .
وبرغم الجدل حول مهمتها وبرغم تخوفاتها الخاصة، تلفتت سو حولها بلهفة وسيارتها الصغيرة تنهب الاميال بلا أى خلل أو ابطاء. كانت تخص أمها التى ابتاعتها رخيصة بمال ربحته فى احدى المسابقات. لقد أصرت على ان تتعلم سو القيادة كى تتمكنا من التنزة معا فى نهايات الاسابيع . ضريبة السيارة كانت مدفوعة حتى نهاية السنة ولكن بعد عودتها الى لندن لابد لسو من التخلى عنها توفيرا للمصاريف.
تنهدت ثم أخذت تفكر فى رحلتها لتحول أفكارها الى قناة أبهج .كانت رحلة جيدة لغاية الان. لقد ودت ان تقضى وقتا أطول فى يورك حيث الكاتدرائية الساحرة ، لكن الطقس كلن رائعا ومشجعا على متابعة السفر توفيرا للوقت . شمالا، وبعد اجتيازها منطقة تاين وتيز الصناعية الخانقة رحبت بالتلال والجبال. توقفت قليلا فى بلدة ألنويك التاريخية الحدودية لتناول الغداء ثم تابعت السفر بلا توقف. الان شعرت بالتعب وتثاءبت وهى تقود سيارتها على طريق دالكيث. ربما كان من الغباء ان تقطع هذه المسافة فى وقت قصير كهذا
انما كان فى داخلها شئ يحثها على التقدم، فضول عميق للتعرف الى هذا الرجل المدعو فريزر، الى هويته وشكله فضول ممزوج فى غرابة بمشاعرها الغاضبة تجاه امها لانها لم تأت على ذكره الا بعد ان فات الاوان علىأى تفسير.
لاشك انه كان شخصا مهما بالنسبة اليها فى احدى مراحل حياتها، تيم محق على الارجح ففى مكان ما قد يكون هناك خال أو جد هجرته امها يوما. هذا الشخص موجود حتما والا لماذا شعرت امها بعذاب الضمير؟
ادنبرة عاصمة الشمال الرمادية ، هى حقا مدينه جميلة وبهية. لدى وصولها اليها أخذت سو انطباعات خاطفة عن النباتات الرائعة والشوارع الفسيحة المحددة بعمارات سكنية عالية وأزقة ضيقة. القديم والجديد جنبا الى جنب! تقدمت ببطء وبلا تذمر عبر حركة سير مسائية متكاثفة . اهتمام مثير بدأ يمحو تكاسلها السابق ، وازدادت حماسة وهى تتأمل ما حولها لدى تباطؤ السير. على جسر ويفرلى ودخولا فى برنسس ستريت أحست ألقا أيجابيا يعود اليها.
لكن الالق خبا قليلا لدى بحثها عن مكان تنام فيه. طرقت عدة فنادق بلا جدوى ، فى النهاية استعانت بمركز الاستعلامات فأمن لها غرفة مرتفعة الاجر . كل الفنادق مكتظة بسبب المهرجان السنوى الذى يؤمه الناس من كل صوب. هكذا اخبرتها موظفة الاستقبال فى الفندق.
ولما استتبت فى غرفتها احتارت أى ثوب ترتدى للعشاء ، لكونها لم تحضر معها ثيابا رسمية سوى تنورة طويلة سوداء لم تتوقع ان ترتديها. وحين استعرضت الاثاث الفاخر حولها قررت ان تلبسها مع بلوزة بيضاء طويلة الكمين.
كانت جائعة فاستحمت ولبست بسرعة وهبطت الى المطعم. ولأول مرة منذ غادرت لندن قرصتها الوحشة اذ وجدت نفسها وحيدة وسط الازواج وأفراد العائلات الضاحكين حولها. انه وقت المهرجان والجميع يلهو ويستمتع . هزت كتفيها وذكرت نفسها بأنها لم تأت بقصد الاستمتاع.
طلبت طاولة هادئة. فقادها رئيس الخدم الى واحدةوهويرمقها باستحسان. تبعته غير شاعرة بأنها فى ثوبها الرسمى وشعرها الاملس المسحوب الى خلف بشريطة مخملية تبدو كأنسة فكتورية انفلتت من التاريخ.
كانت تتناول طبق السمك حين دخل الرجل صاحب التنورة. لقد قيل لها انها لن ترى اليوم فى اسكتلندا رجالا يرتدون هذه التنانير، وان السياح الذين يتوقعون هكذا مشهد يصابون بخيبة، لكن هذا الرجل يرتدى واحدة ! رداء رائع من التارتان( قماش صوفى مربع متعدد الالوان) يأسر النظر او بالاحرى الشخص الذى يلبسه! رجل جبلى وسيم، فارع القامة مديدها! انحبس النفس ضيقا فى حلقها. كان طويلا اسمر. تبدو الثقة واضحة فى كل خطوط جسمه المتين وفى شموخ رأسه . ولحظت سو قبل ان يجلس كيف تطوحت التنورة برشاقة حول ردفيه. وبجهد ازاحت بصرها عنه لئلا يراها تحدق اليه. كانت معه رفيقة فتاة تكبرها سنا انما اصغر من الرجل فى أواخر عشريناتها ربما.
كانت انيقة ترتدى التارتان ايضا مع وشاح داكن على كتفيها. كانا كأخوين تقريبا فتقاسيمهما تبدو مجبولة بالاعتداد الشديد نفسه.
ركزت سو على طعامها وهى ترفض صبغ مشاعرها العاطفية بطابع الجد، وتعزو تشتت ذهنها الى فجيعتها الاخيرة والمسؤولة بالتاكيد عن تصرفها الانف وكأنها تلميذة مراهقة سريعة الانفعال!
وفجأة، احست بنظرة مباشرة تسلط عليها وتجذب بصرها كما المغنطيس. رفعت عينيها بالرغم منها لترى صاحب التنورة يحدق اليها كما حدقت اليه من قبل. كانت عيناه تستقران على وجهها بدون طرفة جفن وبتركيز حاد وكأنه يرى شبحا.
وبصعوبه اشاحت بصرها عنه. سرت فيها رعدة غريبة وضايقها ان يتمكن هذا الغريب من التأثير عليها بعينيه فقط. هل ان امعانها السابق به جذب اهتمامه بها؟ اخجلتها الفكرة ألهبت الدم تحت جلدها . امتعضت لتصرفها الجبان، ولخوفها من انفعالات مخجلة لاحقة، تناولت حقيبتها وغادرت المكان بسرعة.
وفى احدى قاعات الاستقبال الفسيحة غرقت فى مقعد وثير مرغمة نفسها على الاسترخاء . ان الرجل بالكاد لاحظها ، وهى تصع من الحبة قبة . ثم لماذا يهتم بفتاة غريبة مثلها، وبرفقته فتاة ساحرة أخاذة؟ فى أى حال طمأنت نفسها لن تراه مرة اخرى فهنا ستضيع وسط الرواد الكثروخليط الطاولات والمقاعد الوثيرة، وستتمكن من الاسترخاء قبل العودة الى غرفتها . الوقت متأخر وعليها ان ترحل باكرا .
احتست قهوتها باطمئنان وتركت رأسها يرتاح على طراوة المقعد. الجلبة خفت حولها وأدركها التعب ، فأغمضت عينيها وكادت تنام.
صوته المفاجئ أجفلها بقوة وجعلها تنتصب جالسة بذعر وتتورد مرتبكة. قال :- مساء الخير . أعتقد انى مدين لك باعتذار.
كان صوته عميقا كامل الرجولة ككل شئ فيه . قربه منها فارعا ومتألقا فى ردائه الفولكلورى كان له وقع اسوأ من الوقع السابق . شعرت وكأنه يمد يده ويلمسها، فاكتنفعا الذعر حين تشابكت نظراتهما.
- عفوا.
كلمة خاوية لفظتها بصعوبة وهى تتشبث بذراعى المقعد. لم تجد شيئا آخر تقوله. لماذا يتصور انه مدين لها باعتذار؟ الا اذا !
- أظن انى اخفتك فى قاعة الطعام.
تابع يقول وكأنها لم تتكلم، وهو يتحرك حولها ويزيح فنجان القهوة الذى لامس تنورته. تسمرت فى مكانها ولاحظت توهج الخاتم الماسى حول اصبعه. وطوال الوقت كان يحيطها بنظرته الثابتة، معريا اياها من ثقتها الذاتية. تمعن فى محياها البيضاوى الناعم شعرها الاشقر عينيها الدخانيتين، اهدابها الداكنة وقال:- لدى شعور بأنى رأيتك قبلا فى مكان ما . كنت أحاول التوصل الى هويتك لكنك غادرت فجأة وبدون ان تنهى طعامك. وفورا احسست بالذنب.
- أحسست بالذنب؟.
رمشت بحيرة ورمقته بارتباك وشك فرأته يبتسم ويمعن فى جرأته انها حتما أقدم لعب الاصطياد فى العالم ! لقد أثارت اهتمامه فأراد التعرف اليها والا لماذا يهبط رجل مثله الى مستوى منحرف كهذا؟ وللحظة قصيرة تملكها الغضب لكنها سرعان ما أخمدته بشئ من التعقل. فرجال فى مستواه لا يلتقطون الفتياتبهذا الشكل كما لا يجب على الفتيات مثيلاتها ان يفكرن بهذا الاسلوب الرخيص. اذن لماذا تقرب منها هكذا ؟ الانه شعر غريزيا بانجذابها اليه ؟ قالت فى برود :- أخشى أنك اخطأت الظن فانا واثقة من اننا لم نلتق أبدا من قبل . ربما أنت تعرف فتاة تشبهنى. والان استأذن...
لم يحاول نفى تأكيدها ولم يتزحزح بل استمر يعلو عليها ويرمقها عن كثب متفرسا فيها بغرابة. لذا لم ينتبة كلاهما لوصول الفتاة الاحين تكلمت وسألته:- ماذا تراك تفعل هنا يا حبيبى؟ فهمت منك انك ستنتظرنى عند مكتب الاستعلامات؟.
ثم شخصت الى وجه سو المتوتر واضافت بحدة:- لم أعلم انك تعرف احدا هنا.
توقفت سو عن تناول حقيبتها وأدارت رأسها تتأمل الفتاة عن قرب. لم تكن مراهقة بأى حال انما جميلة . لكن وجهها كان يتميز بقسوة معينة تتعارض مع الرقة الذائبة فى نظراتها الى الرجل. من هنا تأكدت سو انها ليست شقيقته. فليس هناك أخت تنظر الى أخيها هكذا.
وقبل ان تتكلم قال الرجل باقتضاب وكأنه لم يرحب بوصول رفيقته المؤقت:- انك تطيلين الوقت عادة فى اصلاح زينتك يا كارلوت . كنت فقط أكلم هذه السيدة الشابة لتصورى انى رأيتها قبلا فى مكان ما ، لكن يبدو انى كنت مخطئا على اى حال انها تبدو وحيدة ولعلها تقبل دعوتنا الى فنجان شاى.
اقتراحه أخل فجأة بأنفاس سو. رمقت الفتاة بارتباك فرأتها تحدق بالرجل بعبوس وتعجب واستياء وفى عينيها ادانه واضحة لتقربه من سو وسمعتها تعترض بصوت جليدى :- لكنها لا تعرفنا البتة.
- سنعالج ذلك بسهولة .
عاد ينظر الى سو ومد يده بتهذيب قائلا:- أنا ميريك فيندلى وهذه الانسة كارلوت كريغ.
لم تتعجب سو كثيرا لعدم اهتمام كارلوت بالتعريف . تجاهلته تماما وأخذت تحدق الى ميريك فيندلى وكأنه فقد عقله، وارتفع صوتها الى نبرةشبة هستيرية:- لقد نسيت يا ميريك ان امى تنتظرنا . لقد تأخرنا بما فيه الكفاية.
فأجابها:- لن يضيرها ان تنتظر دقائق أخرى.
وعاد ينظر الى سو المرتبكة ويسجن نظراتها بعينين مهددتين كأنهما بركتا ظلام.
أحست سو وكأنها ذبابة تسقط فى شرك فيما العنكبو يترصدها ويلاحقها بقسوة . كان محياه الداكن يحوم فوقها بتعبيرات مبهمة فتوقف قلبها للحظة عن الخفقان. فقدت كل ارادتها وأحست ارتخاء غريبا فى مفاصلها. أذعرها الشعور ومرة اخرى برقت شفتاه بابتسامة خفيفة وكأنه أحس بعجزها عن الحركة.
وفجأة لفح الغضب ذهنها وجسمها المخدرين اذ خطر لها انه تصرف معها هكذا ليثير غريزة رفيقته او ليغيظها بشكل ما . انه احتمال مرجح ولطالما علقت امها على الوسائل الملتوية لبعض الرجال!
التهبت خداها ونهضت بسرعة متجاهلة يده الممدودة: واستدارت الى كارلوت تقول بعذوبة:- اعتذر ان كنت قد اخرتكما عن موعدكما بدون قصد. لا تجعلانى أؤخركما أكثر وانا أكيدة بان السيد فيندلى لم يدعنى الا من باب التهذيب.
عضت شفتها بخيبة واعتبرت الحادثة منتهية بالنسبة اليها. انحنت لتتناول شالها فرأت اليد التى تجاهلتها تلتقطه بالنيابة عنها وقبل ان تستطع الاعتراض فرشه على كتفيها فأرعشها ملمس أصابعة عبر قماش بلوزتها الرقيق. خفق قلبها متسارعا فجمدت مسلوبة الاعصاب تشاركه النظر بعينين متسعتين. وخلال الصمت اللاحق قالت:-تصبح على خير .ثم هربت قبل ان يستطيع الكلام.
شرارة انتصار واحدة أنارت طريقها وهى تعود مهرولةالى غرفتها. لقد استعانت ببعض التعقل فلم تذكر اسمها لميريك فيندلى!
نهاية الفصل الاول

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:15 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية