لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-11, 08:37 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

كان يتكلم والخيبة تجتاح سوزان فتقلص اعصابها وتسرق اللون من خديها. لا جدوى من القول ان هناك خطأ ما، او ان الزائر قد يكون شخصا اخر فى حين كانت تدرك غريزيا انه هو ولا احد سواه . لكن لماذا قطع كل تلك المسافة ليأتى الى غلينرودن ؟ لماذا ؟ انها لا ترغب فى رؤيته على الاطلاق. ليس الان على الاقل . انتبهت للصمت الثقيل الجاثم حولهم فرطبت شفتيها الجافتين وسألت السيدة لينوكس بقولها :- هل ذكر سبب مجيئة؟ هل يريد شيئا ؟.
اسئلة سخيفة وغير لائقة ما كان يجب ان تنطقها وكانت ستسترسل لولا شئ رأته فى وجه ميريك وهو يرمقها واجما فجعلها تتوقف .
وقبل ان ترد الممرضة غمغم ميريك فى سخرية :-لا تطرحى اسئلة سخيفة يا سو . من الواضح ان الرجل لم يستطع الانتظار فجاء واكرر ترحيبنا به لبضعة ايام اذا شاء وفى الواقع قد نستمتع بوجوده اذا احسن التصرف .
كان نبرته عنجهية لسعتها وحسستها بأنه شخص غريب وليس ميريك الذى احاطها بذراعيه فى البرارى ، واوجد لديها انطباعا فى طريق عودتهما بأن علاقتهما كانت ترتفع بحذق الى مستوى اخر ! لم يسعها اللحظة الا ان تشخص اليه بقلب مثقل وهى تحاول لا شعوريا ان تبرر تصرف تيم :- ارجح انه اخذ اجازه وفكر ان يقضيها هنا ليفاجئنى . لم يخطر له ان زيارته قد تكون فى غير محلها .
فقاطعتها السيدة لينوكس وهى تجيل بصرها بينهما :- ليس فى زيارته اى ازعاج يا سوزان فلا تدعى ذلك يقلقك . اذا كان السيد فيندلى لا يعارض فسأتعاون واياك على عمل البيت الاضافى .
- الامر لا يعود الى السيد فيندلى !
ما قصدت ان تقول هذا لكن الكلمات انزلقت منها فى رعونة .
- سو !.
صفعتها صرخته القصيرة فارتبكت، واستدارت تبتعد عنه ، ثم عادت تنظر اليه لتفاجأ بشحوب وجهه الشديد . لم تكن تدرى انه لولا وجود الممرضة. لكان فقد اعصابه. لكنه اندفع من امامها فى احتقار حتى وصل نهاية البهو وقال بصوت متوتر وظهره اليها :- اذا احببت دعوة ضيوف فى مرة مقبلة فارجوك ان تعلمينا مسبقا بقدومهم من اجل راحة والدك على الاقل .
لكن زيارة تي
م لغلينرودن لم تحدث تأثيرا سيئا بالنسبة الى جون الذى بدا مستمتعا برفقته وحيث كان الاثنان يمضيان فترات طويلة يتحدثان معا ، مما اشعر سو ان صداقتهما كانت تتطور فى سهولة مذهلة بعكس صداقتها مع جون التى كانت تتسم بمحاولات مفتعلة لترسيخها وبجهود مضنية لجعلها علاقة عميقة ثابتة ، وكل هذه المبادرات كانت تضنى سو لدى احتكاكها اليوم مع ابيها.
متعتهما المشتركة الوحيدة انحصرت فى اعداد الكتاب وعدا ذلك لم يطرأ اى تغيير مهم كفيل بتعزيز علاقتهما. كانت تسمعهما يتحدثان ويضحكان فى انسجام ، فيبدو لها ان ذلك يثبت شكوكها بأن هوة السنوات التى فصلتهما عن بعض كانت اوسع من ان يستطيعا تقريبها كما يجب. وبأنه ان لم يحدث تغيير ما فلن تقدر ان تشعر شعور الابنة الحقيقية لهذا البيت ، او تقبل بأخذ اى حصة من غلينرودن فى حال وفاة جون .
تيم من جهته لم تساوره ظنون كهذه... بدا كأبيها دائم الاستغراب لشبهها الشديد بعائلة فريزر ولم يفوت اى فرصة ليجهر باستغرابه هذا . كان يوقفها باستمرار امام لوحات العائلة لوحة اثر لوحة ويتصفح معها الالبومات السميكة المتضمنة صور العائلة الفوتوغرافية ليؤكد شبهها لهم بوجهها وقوامها معا .
فى صباح اليوم الثالث على وصوله كانت واياه فى غرفة الجلوس وقد حال المطر والريح دون خروجهما فهتف تيم ضاربا على الوتر اياه :- ما عاد لدى اى شك يا سوزان فى انك ابنة فريزر. كم كنت حكيما عندما سمحت لك بالمجئ الى غلينرودن . فى اى حال اخبرنى جون ان محاميه درس التفاصيل وتأكد من بنوتك لجون تماما . يكفى ان تنظرى الى لوحة جدتك لتأخذى الجواب الصحيح .
استرسل فى ثرثرته فاستمعت اليه مرغمة وهى تجيب بهزة كتف وايماءة رأس بين حين واخر . لماذا احست بلسعة خيبة لما سارع تيم الى مخاطبة ابيها باسمه الاول بمنتهى السهولة ؟ صحيح ان والدها يكره المجاملات واستعمال الالقاب انما يجدر بتيم ان يتمهل قليلا فى رفع الكلفة . ساءها كذلك ان يكسب ثقة جون بسهولة مماثلة فبعد يومين فقط على وصوله صار يعرف عن غلينرودن اكثر بكثير مما حاولت هى ان تعرفه على مدى اسابيع طويلة ... وايضا صار عند جون شبه انطباع بأنها وتيم سيتزوجان وكلما حاولت افهام جون عكس ذلك كان يعزو اعتراضها الى خجل الفتيات الطبيعى حيال موضوع الزواج .
عيل صبرها من ثرثرة تيم فقالت اخيرا :-اعرف انك على صواب يا تيم لكن ارجوك ان تكف عن هذا الحديث الذى نخرت به اذاننا حتى كاد يرهقنا . انك تصر عليه وكأنك تحاول جاهدا ان تقنع شخصيا معينا بهذه الحقيقة .
تغير وجهه وقال :- اى شخص ؟ ذلك المدير مثلا ؟ انه يحتاج الى من يضعه فى مكانه وقد افعل هذا اذا طالت اقامتى هنا.
- لكنك لن تمكث اكثر من اسبوعين ... اليس هذا ما قلته انت ؟ على كل لست متأكدة تماما من مركز ميريك الصحيح ...\
- اذن قد حان الوقت للتأكد !
كان صوته يحمل تهديدا غريبا فتعثر النفس فى حلقها واحست برعشة خوف لم تفهم لها سببا ، حين رأت فى وجهه تصميما عنيدا .
- ارجوك .
همست وهى تحدق اليه وتحاول تنظيم افكارها تصرفه هذا يغمرها بتخوف متزايد ويحملها على الاقرار بانها ما عرفت الاسترخاء من حين مجيئه فعادت تتمنى للمرة العاشرة ربما لو انه لم يأت اطلاقا. تبا لهذه الاجازة غير المنتظرة والممتعة بالنسبة اليه والتى بدأت تتحول خيبة ذريعة بالنسبة اليها .
جاء بقصد ان يفاجئها كما حزرت من قبل ولم يلاحظ ابدا استقبالها الفاتر له . كان مشغولا باكتساب ود جون والسيدة لينوكس اما ميريك فكان يعامله ببرود وبتهذيب ارتجالى كالذى يبدر من زائر مهم تجاه خادم فى المرتبة السفلى فتشعر احيانا بانكماش عاجز امام نبرة صوته.
- لماذا تترجيننى ؟.
- كنت سأطلب منك الا تحاول التدخل يا تيم لان ميريك فيندلى لا يستغنى عنه فى عدة مجالات انك لم تقض الوقت الكافى للتأكد من ذلك بنفسك، لكن حاول ان تتذكره فى المستقبل . كما ان والدى سيستاء اذا فعلت شيئا من شأنه ان يزعجه .
- هكذا اذن ...
قال تيم وعيناه تتركزان فى ارتياب على محياها العابق فيما لاحظت سو انه بدا غير مكترث بالسبب الذى جعلها تدافع عن ميريك . وتابع بنظرة ثاقبة :- بدأت اتساءل عمن سيكون الاكثر انزعاجا من سواه ! لكن لا تحمرى او تقلقى يا سو فانا لا ابغى الا المحافظة على مصالحك .
فأجابت فى تحد وغضب :- ليست لدى ايه مصالح تحتاج الى رعاية يا تيم لذا ارجوك ان لا ...
- ان لا ماذا ؟ الا ازعج ميريك فيندلى العظيم ؟ هل تخافين منه يا سوزان ؟ يبدو لى انك تتحرقين بكل قواك للوقوف فى صفه ِ!
فاجابت فى اصرار :- ادافع عنه لاننا لا نستطيع ادارة الاملاك بدونه. اما قولك بأنى اخاف منه فهذه فكرة مضحكة لا ادرى من اين اتيت بها يا تيم . انى نادرا ما اراه .
لم تبعد كثيرا عن الحقيقة فميريك بالكاد اقترب صوبها الا فى اوقات الطعام التى صار يواظب على مواعيدها . وعدا ذلك كان يتجاهلها ويقصر كلامه على التحيات العابرة هذا الوضع بينهما كان نتيجة الحادثة على الجبل اكثر مما نتج عن مجئ تيم وحيث تزامنه كان فقط من باب الحفاظ على المعاملة المهذبة التى مازال ميريك يمارسها تجاهها .
وراحت تراقب تيم وهو يروح ويجئ مفكرا فى ارجاء الغرفة متفحصا اللوحات الرائعة والتحف الثمينة فى خزائن الاثريات والمنسقة بشكل تزيينى على رف الموقد الجميل .
وقال فجأة :- هناك رجال آخرون لديهم القدرة على ادارة الاملاك بنجاح . عندما نتزوج يا سوزان سأبحث عن شخص اقدر من ميريك .
فاجابت ثائرة :- انا اكيدة بانك ستفعل !
استدارت على عقبيها لتخرج ثم سمعت حركة عند الباب فخنقت شهقة فزع حين رأت كارلوت كريغ تقف على العتبة وتحدق اليهما .
نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 20-07-11, 02:52 AM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

9 - رقصة وحيدة
كم من الوقت مر على وقوفها هناك؟ قالت سو لنفسها وهى ترفع يدها الى وجهها فى محاولة فاشلة لاخفاء الارتباك الذى صبغ خديها بحمرة قانية اما مارلوت فكانت تبتسم بمرح ، ولم تعط اى دليل على انها سمعت شيئا ولكن ما اصعب التأكد من تصرفات كارلوت !
- الا تنوين ان تعرفينى الى صديقك ؟.
طرحت السؤال بلهجة استغراب وارسلت بصرها داخل الغرفة ليستقر بفضول على وجه تيم الناظر اليها بفضول مماثل . تمالكت سو نفسها ، وقامت بمهمة التعريف برصانة ، بيد ان افكارها كانت تتلاطم وهى ترقب تيم يصافح كارلوت ووجهه يفيض بالود والبشاشة.
تذكرت ما قاله لها لحظة وصول كارلوت فاجتاحها الغضب . كيف تجرأ على احراجها بهذا الشكل حين افترض بانها تتلهف للزواج منه؟ لماذا اواه... لماذا لم تفهمه رفضها القاطع يوم سألها الزواج فى لندن بدل ان تماطل فى الجواب لعدم اقتناعها انذاك بجدية طلبه ؟ يجب ان تضع النقاط على الحروف فى اسرع وقت لكن من الصعب ان تفعل ذلك فى حضور شخص ثالث .
عادت الى الواقع لتجد كارلوت تجس نبض تيم باصرار على كشف وضعه الحقيقى انما كانت تخفى تصميمها تحت ابتسامة متألقة :- انت صديق سوزان من لندن ، اهذا ما كانت تحاول سوزان ان تقوله ؟
فاجاب تيم على الفور :- يمكنك ان تسمينى صديقا والواقع لدى امل فى ان اكون اكثر من صديق لكن ليس بيننا ارتباط رسمى فى الوقت الحاضر . هل تفهمين ما اعنى ؟
- بالطبع .
ردت كارلوت بنعومة ووسعت ابتسامتها وكأن النبأ لقى صدى طيبا فى نفسها واضافت تقول بتقطيبة ساحرة :- لقد عدت لتوى من لندن واعترف بأنى احس بعض الكآبة لكن هذا الخبر الرومانسى انعشنى كثيرا! هل تعرفان بعضكما منذ مدة طويلة ؟.
فاجاب تيم بحماس :- اجل منذ وقت طويل كنت اهتم بشؤون سوزان وامها بحكم جيرتى لهما. وكانت امها ترحب دائما بآرائى وتوجيهاتى .
حين تستفرد كارلوت بتيم قالت سو لنفسها ستطرح عليه كل الاسئلة التى تريد ولكن كيف يمكنها ان تفعل اى شئ يحول دون هذا اللقاء وليس هناك شئ معين تريد اخفاءه؟ ان تيم انسان متسرع وقد يكون خطأه الوحيد انه اوجد وضعا بعيدا عن الحقيقة نتيجة لهذا التسرع وليس لانه لئيم بطبعه.
بل هو انسان كريم النفس فى اعماقة . انها تشاركه الذنب على الارجح لكونها اخطأت الاعتقاد بأن غيابها عنه سيجعله ينساها تلقائيا . اما الان وقد جاء فعلا فكيف يمكنها ان تطلب اليه الرحيل ؟
ازاحت خصلة شعر عن جبينها والحيرة تعذبها . كانت كارلوت ماتزال تبتسم وتبدو راضية تماما عن نفسها . وبالرغم من تصرفها الودى خامر سو شك غريزى فى صدق تلك الابتسامة وازدادت ارتيابا حين قالت كارلوت فى رقة :- يجب ان نذهب جميعا لنسهر فى الفندق . ميريك يعرف مواعيد سهراته الراقصة ولحين نذهب قد يكون لدينا شئ رسمى نحتفل به والله اعلم !
ماذا تقصد؟ رمشت سو واتسعت عيناها حين احست خيبة تغمر قلبها . هل كانت كارلوت تلمح الى وجود علاقة معينة بينها وبين ميريك، وليس الى علاقتها هى وتيم؟
اجابتها فى حذر:- سأفكر فى الامر لانه يتوقف على صحة جون بالدرجة الاولى !
فأومأت كارلوت موافقة وقالت :-ذكرتنى بجون فانا جئت فى الاساس لاراه . كيف حاله ؟.
انتقال الحديث الى موضوع جون اشعر سو الامان ، فطمأنتها الى صحته واردفت بلا تفكير:- كان يتحدث الى ميريك منذ قليل .
سرها الخبر فتألقت شفتاها الحمروان بابتسامة شامته وقالت وهى تستعد للخروج :- تواعدت وميريك على الذهاب الى بيرث هذا الصباح حيث سيحضر مزادا علنيا للماشية . سأعود معه مساء للعشاء هنا فالى اللقاء .
لوحت بيدها مودعة فنظرا اليها بصمت وهى تخرج وقال تيم فى اعجاب حين سمعاها تفتح باب جون وتغلقه:- انها تفكر بعقلها على الاقل وتعرف من اين تؤكل الكتف ام تراها بدأت بالفعل تأكل كتفا ما؟.
- لا اريدك ان تتكلم هكذا يا تيم انا اكيدة من ان كارلوت لا تخفى دوافع مريية وانها تزورنا من باب المودة فحسب. وفى الصيف هى تساعدنا فى ادارة مخيم العربات ولذا نراها كثيرا .
-مخيم العربات ؟ من يملك هذا المخيم اذا جاز لى السؤال ؟.
- يجوز لك ان تسأل لكن ليس بهذه النبرة ! انه يقع ضمن الاملاك وبالتالى اعتقد انه يخصنا. لكنه قانونى مئة بالمئة وله مكتب متكامل الشروط ويقدم تسهيلات عديدة . لذا لا موجب لان تشك فى شرعيته .
فقاطعها محتدا وبشئ من الدفاع عن الكرامة :- اسكتى يا سو . انا لم المح الى شئ من هذا بل اردت فقط ان الفتك الى قيمة هذا المخيم كعقار وكمورد للربح المادى اذا ادير بطريقة صحيحة ، وات تقولين ان ادارته متقنة ومنظمة .
- فى مكان مثل غلينرودن ، تتوازن المداخيل مع بعضها البعض. فمخيم العربات اضافه الى مشاريع اخرى كمطارة الغزلان مثلا يجب ان يعوض ماديا عن انعدام الربح من اقسام الارض الاخرى .
- يستثمرون الغزلان ايضا؟ اذن بوسعك ان ترثى املاكا قيمة يا سوزان . هل زرت الاملاك كلها؟ الديك فكرة عن مساحتها ؟.
هزت رأسها صامتة وتمنت لو تجد الجرأة على مطالبة تيم بعدم التدخل فى شؤون الاخرين! من الغباء ان تسمح له بأقلاقها حتى العمق انما كيف توقفه عند حده من دون ان تجرح كرامته؟ ربما كان من الحكمة ان تلجأ الى بعض الدبلوماسية ...
قالت :- اتذكر انى كنت مع ميريك فى الخارج يوم وصولك ؟ وقتها شاركت فى مطاردة الغزلان .
- اليس غريبا ان تكون تلك اول زيارة لك للاملاك ، وقد مضى شهران على وجودك هنا؟
- ليس تماما .
- اذا كان ثمة تقصير من جانبى فسببه خوفى على ابى يا تيم . انه معتل الصحة ولم أشأ ان افعل اى شئ يضايقه او يضايق ميريك فيندلى .
فقال بقسوة ونزق :- انى اتفهم جيدا مراعاتك لصحة ابيك الذى احببته كثيرا انما بالنسبة للسيد فيندلى فالمفروض منك ان تثبتى شخصيتك امامه والا داس على مصالحك وطيرها كما الغبار !
شهقت معترضة فتجاهل ذلك واردف :- ألم تقل ابنة عمك كارلوت انها ستذهب اليوم مع العزيز فيندلى الى بيرث؟ اذن ما رأيك ان نستغل فترة غيابهما ونلقى نظرة على المكان؟ احصلى فقط على خريطة، ولابد ان جون لديه واحدة فى مكان ما وانا سأتكفل بالباقى . باستطاعتنا التوصل الى الاعاجيب اذا استعنا بخريطة واضحة وبشئ من الدهاء .
لم تعجبها نبرة صوته فالتفتت اليه قائلة :- لكنى.. لا احب ان افعل كل هذا خفية عن والدى .
- اننا لا نقصد اى ضرر ولا موجب لان يعلم احد بالامر اذا كان الكتمان يريحك اكثر. من ناحية اخرى لماذا لا تستمتعين انت ايضا بالخروج مثلما سيفعلان .
ادركت انه كان يقصد تحريضها على مجاراته لكنها وافقت اخيرا على اقتراحه. فعلت ذلك بدافع الافكار المستحوذة على ذهن تيم احست فى لحظة صدق مع نفسها، بأنها لن تحتمل تخيلاتها الغيورة اذا امضت الوقت هنا فى الانتظار عودتهما. من ناحية اخرى ليس هناك ثمة ضرر من زيادة الاملاك وتيم كان مصيبا على الارجح من الوجهة المنطقية.
لكن حين دخلت غرفة جون وجدت المهمة اصعب مما تصورت وبخاصة اضطرارها للمراوغة بدل استعمال الصراحة . قالت :- اود ان اعرف تيم الى المنطقة . ولكى يسهل علينا التجوال جئت اسألك اذا كانت لديك خريطة لها تبين حدود غلينرودن وتقسيماتها.
فلاح تعبير غريب على وجهه المتعب وبرر مزاجه المعكر بأن كارلوت ارهقته بثرثرتها وبدا رافضا لمزيد من الكلام . راعت سو وضعه فلم تلح فى السؤال وقررت ان تخرج مع تيم لفترة قصيرة ليستريح جون خلالها . لكن كان واضحا انه تضايق من طلبها للخريطة ولما عرضت ان تبقى معه عاكس هذه الفكرة وقال بصوت مشاكس :- كان من الافضل لك لو ذهبت مع كارلوت الى بيرث حيث كنت ستجدين اشياء جديرة باهتمامك اكثر مما ستجدين هنا. اعتقد ان ميريك يحتفظ بمعظم الخرائط فى مكتبه. لكن ابحثى فى الخزانة تلك فلعلك تجدين واحدة صغيرة .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 20-07-11, 07:38 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وجدت الخريطة ونظرت اليها بخيبة ، اذ كانت باهتة وشبه مهترئه لن تستفيد منها كثيرا .
قالت :- اعتقد فى امكانى اخذ واحدة من المكتب .
ففاجأها جون برده الحاد :- لا، لا تفعلى ذلك ! اياك ان تذهبى الى هناك يا سوزان. اقصد ليس بدون ان تستأذنى ميريك. لا اريدك ان تبعثرى الاوراق وتعذبيه بترتيبها فيما بعد .
- اعدك بالا اقترب من المكتب . لكن هل لك ان توضح لى الحدود على هذه الخريطة .
- اذهبى حيثما تريدين انما اتركينى الان يا سوزان. ارجوك ! هناك اماكن كثيرة يمكنك ارتيادها من دون ان تضيعى طريقك فيها . ميريك اخذك الى الجبل، لكنى لا انصحك بالذهاب اليه اليوم لانك اذا تهت فيه ستجدين ان تيم ماسون ليس ميريك فيندلى .
احست سو ببعض المهانة وانصرفت على عجل. لماذا يتردد ابوها دائما فى شرح اى شئ عن غلينرودن؟ لا تذكر انها اثقلت عليه مرة بفضولها، واذا كانت الاملاك مرهونة كلها او كان هناك اى شئ خطير من هذا النوع فما عليه الا ان يخبرها وينتهى الامر، فهناك املاك كثيرة تمر فى مصاعب وليس فى ذلك ما يخجل . ليته يخبرها الحقيقة لتتأكد على الاقل من ان كتمانه ليس له علاقة بميريك. اجتاحتها موجة حزن وصعدت لتأتى بمعطفها.
ناولت الخريطة لتيم وقالت بعدما خرجا من البيت :- سنأخذ سيارتى ... مازلت احتفظ بها لانى افكر فى ايجاد عمل وسلأحتاجها اذ ذاك .
لن تخبره انها فى حاجة ماسة الى عمل لتحصل على شئ من المال لانه سيحسبها تمزح ويضحك للنكتة!
لكن تيم كان لحسن الحظ مشغولا بتفحص الخريطة فلم يلق بالا الى ما كانت تقول ، او بالاحرى لم يسمعها بتاتا ، بل كان يبتسم راضيا مسرورا وقد استطاع على ما يبدو ان يتفاهم مع الخريطة برغم اهترائها وعمرها العتيق! وهتف وهو يدق الخطوط الباهتة باصبعه:- يجدر بك ان تهتمى بهذه الاراضى بدل ان تبحثى عن عمل ! فأبوك يملك مساحات شاسعة بموجب هذه الخريطة ولا عجب اذن ان يحجب السيد فيندلى هذه المعلومات عنك .
- تيم ارجوك!.
- حسنا اهدأى .
لم يعتذر ولم يبد عليه اى ندم . بل قال رافعا حاجبيه:- تعلمين ان امك اعتمدت على فى رعاية مصالحك، وانا احاول فقط ان الفتك الى امر او اثنين. ان اباك فى حالة صحية سيئة ، وليس مستحيلا او مستغربا ان يستغل الاخرون وضع رجل فى مثل حالته.
التزمت الصمت المطبق فيكفيها عذابا ان تفكر فى الحقائق ذاتها ودونما حاجة لان تصوغها فى كلمات... كانا يعبران مخاضة النهر فى طريقهما الى الخليج حين اصر تيم على زيارة مخيم العربات .
قال متجاهلا وجهها المتجهم وهو يبتسم بعذوبة :-سألقى عليه نظرة سريعة فحسب من يدرى لعلنى اقصده يوما لاقضى فيه اجازتى.
توقفت وراقبته يهبط من السيارة ويتقدم متجولا بين العربات . ثم شرد بصرها الى الخليج حيث كانت ريح خفيفة تموج سطح الماء وحيث شجر الشربين والصنوبر يحاذى الشاطئ الرملى الزاهى تحت السماء الصافية ... الان وقد توقف المطر سيرسل الفضاء صقيعا كنكهة اولى للشتاء. وتساءلت كيف سيكون الشتاء فى جبال اسكتلندا ؟
فتخيلت الامسيات الطويلة المظلمة والمواقد الحميمة والعزلة التى لابد ان تكون جزءا من هذا الشتاء. قد يظل وضعها غير محدد فى غلينرودن غير ان الصورة التى تخيلتها ستعوضها كل مشاعر النقص تلك . الشتاء هنا يعنى ميريك وجون والسيدة لينوكس تيم سيكون قد رحل اما كارلوت فرفضت التفكير فيها .
عاد تيم بمعنويات عالية من جولته فى المخيم وبقى منشرحا طوال اليوم ولدهشتها اثبت انه قارئ خرائط من الطراز الاول واستطاع القيام بدور الدليل فى اوعر الاماكن، بكفاءة عظيمة. لولا ذلك القلق المبهم فى خلفية ذهنها لاستطاعت ان تستمتع كليا .
فى احد الاماكن اصبحت الطريق مجرد درب وعر، يمر صعودا فى مضيق صخرى وعلى حافة هوة عميقة .
انبهرت سو وحبست انفاسها، فعلق تيم على شرودها فى جفاف :- ركزى بصرك على الطريق امامك. سنصل القمة قريبا انما لا اريد ان اسقط فى القعر .
كان المشهد من على القمة يستحق عناء الرحلة الخطرة . فخلف الخليج والصخور واجهتهما الجبال وكانت رائعة على صدر الافق. تمعنت فيها سو من بعيد وخيل اليها انها استطاعت تمييز الجبل الذى صعدته مع ميريك بحثا عن الايل ! حدثت تيم عن رحلتهما الرائعة تلك وتساءلت لماذا حدجها بنظرة هازئة .
سارا عائدين الى السيارة وقال تيم وهويضع ذراعه على كتفها فى مودة:- سنتقدم قليلا ثم ننزل الى الطريق العام ومنه الى غلينرودن . هل استمتعت بنهارك ؟.
- اذا كنت تقصد الجولة فقد استمتعت بها ولولا وجودك معى لضيعت الطريق .
- هذا ما كنت احاول افهامك اياه اعرف اننا لا نتفق على امور كثيرة ولكن دعينى على الاقل ارشدك الى بعضها فانا لا اريدك ان تصابى بضرر.
- اصاب بضرر؟
صفق باب السيارة وكأن صبره قد عيل من عنادها وعدم تعاونها وقال:-اتساءل احيانا يا سوزان عما اذا كنت تتعمدين الكتمان . لن يفيدك ابدا ان تضعى ثقتك الكاملة فى الشخص غير الجدير بالثقة .
- حسنا هذا ما يقضى به العقل ولدى منه ما يكفى !
كانت تحاول ابقاء الحديث فى مجرى عام لكنها احست بفشلها حين سأل فجأة :- هل اصيب جون بالمرض منذ زمن طويل ؟.
- نعم انه مريض منذ بضع سنوات على ما اعتقد هكذا اخبرنى الدكتور ماكروبرتس... عندما وصلت كان تعرض الى التواء فى كاحله وفى الليلة ذاتها اصيب بنوبة قلبية حادة ومن حينها لم يستعد عافيته كما يجب. وقال الدكتور ان التواء كاحله وظهورى المفاجئ قد يكونان ساهما فى زيادة مرضه.
- الدكتور ماكروبرتس هذا لايعرف اللف والدوران !
- صحيح يا تيم لكنى طرحت عليه السؤال بنفسى فأعطانى جوابا صادقا. فى كل حال لم يكن هناك فائدة من تجاهل الحقيقة واحس بأنى كنت مسؤولة جزئيا عن مرضه. لهذا لا يجب ان اسبب له مزيدا من القلق وهذه النقطة تهمنى جدا .
- فهمت كنت دائما تضعين اللوم على نفسك فى كل شئ! غير انى توقعت فى ضوء الظروف الحاضرة ان تجدى سهولة فى الاستقرار اذا حددت الامور ووضحتها .
- كيف افعل ذلك ؟
- لو كنت مكانك لقمت بمحاولة محددة لتنظيم الوضع بدون ان ازعج جون . فلا بد ان هناك عقد عمل يختص بميريك فيندلى قد تجدينه فى مكتبه واذا استطعت ايجاده فقد تعرفين منه حقيقة الاوضاع. هذه املاك ضخمة ويجدر بك ان تتحسسى بعض المسؤولية ما دام ابوك مريضا الى هذا الحد.
كان ميريك قد خابر البيت فى غيابهما واعلم السيدة لينوكس انه سيبقى مع كارلوت فى بيرث لتناول العشاء مع بعض الاصدقاء وان هؤلاء سيوصلونه الى البيت فى سيارتهم ليوفروا على كارلوت مشقة ايصاله بنفسها.
واضافت السيدة لينوكس الى اخبارها قولها :- لم اكن لحسن الحظ قد باشرت تحضير عشاء كبير لكن السيد فيندلى يراعى دائما مشاعر الاخرين ويخفف عنهم التعب ما امكن .
ليس دائما هو هكذا غمغمت سو وهى تصعد لتنام فبعد عشاء خفيف قررت النوم باكرا وتركت تيم يستمع الى الراديو اذ لا يوجد تلفزيون فى غلينرودن. وعادت تفكر فى ميريك الذى كان يغدق عليها الحب ساعة ثم يتجنب التحدث اليها لايام وايام .
كان يثير مشاعرها الى حد القلق ثم يتوقع منها ان تستمر هكذا وكأن شيئا لم يكن ! ربما بالنسبة اليه لم يحدث شئ على الاطلاق! هكذا الرجال دائما ! هزت كتفيها بلا اكتراث فيما قلبها يتوجع. كم كانت غبية حين تخيلت انها تستطيع قضاء الشتاء هنا ... انها حتما ستموت فى خلاله! يجب ان تسأل كارلوت عن الوظيفة الشاغرة التى ذكرتها لها فقد تجد من الضرورى ان تتغيب عن البيت لترتاح قليلا من عذابها .
بعد بضعة ايام فاجأها ميريك بالقول انه حجز طاولة لاربعة اشخاص لليلة التالية واضاف موضحا :- هناك فندق قرب بلدة بتلوخرى ارجو ان يعجبك فهو يقيم كل سهرة سبت حفلة منوعات بهيجة .
فأشرق وجه تيم ووافق بصوت متواضع هذه المرة :- سيكون ذلك تغييرا للروتين ويسعدنا انا وسوزان ان نذهب.
وبالرغم من ان ميريك وجه الكلام اليها الا ان تيم سلم جدلا بان الدعوة تشمله ايضا. ضايقتها الطريقة التى حشر بها اسمها فى جوابه ومع ذلك ما استطاعت كتم ابتسامتها وهى ترقبه يلتهم البيض المقلى بلذة ، وقد زالت وجومه بهجة السهرة المنتظرة . انه لم يدرك بعد ان مسيرة الحياة فى غلينرودن كانت بطيئة جدا بالنسبة اليه فمع الوقت سيضجره الهدوء الى حد كبير لانه بخلافها لا ينسجم الا مع حياة المدينة الصاخبة .
فى الليلة الموعودة وصلت كارلوت متأخرة فغادروا البيت بعد السادسة . كان الغروب الخريفى بدأ ينتشر ومع ذلك تمتعت سو بالمشاهد الرائعة على الطريق .
استغربت ان يصلوا بسرعة الى بتلوخرى التى يرتادها السياح صيفا والواقعة فى وادى تاميل المزين بالغابات البديعة . الى الشرق كانت الجبال التى بدت كظلال بعيدة فى عتمة الغروب وفى وسط البلدة كان يوجد سد كلونى الشهير الذى يشكل قسما من المشروع الكهربائى المائى المتضمن غرفة مراقبة وقنوات للاسماك .
وقال ميريك مخاطبا سو وهم يتقدمون فى شوارع البلدة:- يجب ان تأتى بتيم للتفرج عل بتلوخرى قبل ان يعود الى لندن ، فهنا ستجدان اشياء مثيرة للاهتمام اكثر من تلك التى اريتماها فى جولتكما فى غلينرودن.
كيف عرف؟ حدقت بخيبة الى شعره الاسود وتساءلت... لا هى ولا تيم ذكرا الامر لاحد كذلك لم يشاهدا احدا خلال جولتهما ليخبره ذلك وحين اعادت الخريطة الى جون لم يكلمها بتاتا ولا يسألها حتى كيف قضيا نهارهما... عبق وجهها وهى تحاول ان تتصور كيفية وصوله الى الخبر .هل هناك اى شئ يجرى فى غلينرودن ولا يعرف بحدوثه فى نهاية المطاف ؟
ضحكت كارلوت كاسرة الصمت الا انها زادت الطين بلة بقولها :- هل ستزورنا ثانية فى عيد الميلاد يا سيد ماسون؟ انك ستتمتع كثيرا بالزيارة وانا اكيدة من ان سوزان ستستوحش جدا فى غيابك.
وقبل ان يجيب تيم انعطف ميريك بالسيارة فجأة وعبر بوابة حديدية عالية ثم توقف امام فندق ضخم وقال وكأنه توقع سؤال سو :- انه يفتح على مدار السنه انما يعتمد فى الشتاء على الزبائن المحليين .
نزلوا من السيارة وتبعوه الى الداخل حيث توجهت سو وكارلوت لتسليم معطفيهما فى غرفة السيدات وعادتا الى حيث كان الرجلان فى قاعة الاستراحة.
كان ميريك رائعا كالعادة فى تنورته، اما طوله وعرض كتفيه فقد جعلا سائر الرجال فى الغرفة يبدون تافهين وتيم من الجملة .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 20-07-11, 09:12 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

توجهوا الى قاعة الطعام واخذوا اماكنهم وراحت سو تتأمل جمال القاعة وبخاصة سجادة التارتان الكبيرة والنوافذ العريضة التى تطل فى النهارات وفى اشهر الصيف على مشاهد رائعة من الريف الاسكتلندى.
كانت تجلس بين تيم وميريك، وطوال فترة تناول الطعام كانت تحس وجوده بكل جزء من كيانها... ومرارا انجذبت عيناها الى محياه الوسيم واستقرتا لا اراديا . كانت تلبس التنورة السوداء نفسها ، اما هذه المرة مع بلوزة من الحرير الاسود ذات كمين طويلين وياقة مستديرة تظهر عنقها البض وكتفيها . اما شعرها الكثيف فقد سرحته بحيث بدا كغيمة شقراء تموج حول وجهها وكتفيها وتنسكب خصلات منه على وجنتيها .
جاذبيتها لم تغب عن ميريك، وانعكس اعجابه فى تألق عينيه حين استقرتا على قوامها الاهيف، انما لم يعبر عنه بأى كلام وتمنت فى حرقه لو يفعل! تيم من جهته، اطرى جاذبيتها علنا لكن كلماته لم تبلسم قلبها المجروح .
توجهوا بعد العشاء الى قاعة الرقص وتناولوا القهوة الى احدى الموائد الصغيرة المحيطة بحلبة الرقص. بدا العرض بوصلة من موسيقى القرب اداها ارتجالا رجل يرتدى الثياب الفولكلورية وتبعها رقص على ايقاع فرقة موسيقية جبلية . وبعد ذلك وجدت سو نفسها تدور راقصه بين ذراعي ميريك الذى غمغم قائلا :- اشكرك على قبولك الرقص معى يا انسة فريزر واعجب لانك لا تخشين على اصابع قدميك .
فردت مبتسمة وضاربة على الوتر ذاته :- لا داعى للاعتذار يا سيد فيندلى واذا دست على اصابعى سأجد طريقة لارد عليك بالمثل .
- الا تفعلين ذلك دائما ؟ الا يمثل السيد ماسون طريقتك الاخيرة فى ردك على بالمثل ؟.
فتعثرت قدماها وكادت تسقط على صدره وهى تجيب :- تيم ؟ كيف يعقل ذلك ؟.
- لانه لا يرهق نفسه فى سبيل ارضائى .
شدد قبضته على خصرها وهو يطوحها معه وتابع بصوت بارد :- قد اتحمل الوضع حتى نهاية الاسبوع انما لا اضمن ضبط اعصابى الى ابعد من ذلك شعرت بمزيج من الخيبة والكدر فعبق وجهها واجابت فى جمود :- اجازته انتهت ومن المفروض ان يرحل يوم الاثنين او الثلاثاء.
- شرط ان لايمدد زيارته او تطلبى اليه ان يعود ثانية .
- انت لم تجهد نفسك ايضا فى الترحيب به. اين ذهبت ضيافتكم الجبلية المعروفة عنكم ؟.
- انها تميز بين ضيوف وضيوف فلا تستقبل الجميع بالاحضان .
- لكنك لا تقدر ان تقطع اعناق الناس هذه الايام لمجرد انك لا تحبهم !.
- صحيح لم يبق لدينا الا سلاح الكلمات لكن من المعروف عنا حتى فى هذا العصر اننا نستعمل شيئا اقوى منها .
ارتعشت قليلا تحت سيف بصره... هل تراه يلمح الى رحلتهما الجبلية لمطاردة الغزلان؟ ذكريات ذلك اليوم عادت اليها حية، فصبغت جوابها بمسحة يأس غير مقصودة :- لا اخال ان تيم سيرغب فى العودة حتى لو طلبت انت اليه ذلك!
- لا تخافى فلن ادعوه .
ثم قست عيناه فتأكد لها ان اخذ كلامها على محمل اخر . وتابع يقول :- انه لا يناسبك يا سو ويختلف عنك كثيرا بعدم صراحته واخلاصه لذا تقتضى مصلحتك ان تسارعى الى نسيان امره .
- يا لك من ...
استبد بها الغضب فحاولت الافلات من بين ذراعيه ... لاتنكر انها هى نفسها ما اكترثت كثيرا لتيم، فمن حين زار امها لاول مرة وكان وقتها شابا دمثا من مكتب الضرائب ثم صار يتردد عليهما بحكم العمل اصبح ما يشبه العادة فى حياتها. ولكنها برغم كل شئ مدينة له ببعض الولاء ويجب ان تدافع عن صداقاتها ...
قالت بصوت لاهث:- لى ملء الحق فى ان ادعوه هو او ايا من اصدقائى الى غلينرودن ساعة أشاء وليس لك ان تمنعنى !
- ما عليك الا ان تحاولى لترى النتائج !
ابتسم هازئا بعنفوانها ثم شدها اليه واخمد مقاومتها حين خفتت الاضواء مع اقتراب رقصة الفالس على النهاية . احست نفسها تتهدل على صدره وتجردت من كل سلاح لما همس فى اذنها وانفاسه تتسارع :- كم يلذ لى ان اتشاجر معك يا حلوتى سو واعرف من منا سينتصر.
انتهى الفالس وعادت الاضواء فتركته ولجأت كالعمياء الى مقعدها فيما احسته يسير وراءها متمهلا . وجدت تيم مستغرقا فى الحديث مع كارلوت وهى تلقى يدها على ذراعه وتصغى اليه بكل حواسها .
تذكرت سو بقلق انها خشيت مرة من امكانية استفراد كارلوت بتيم ، واستطاعت الان ان تتصور نوع الاسئلة التى تطرحها عليه كارلوت وحيث لا حدود لفضولها وللهفتها الى جمع المعلومات عن سو .
لدى وصولها نهضت كارلوت واقفة وسألت بشئ من السخرية وهى تنقل بصرها بين وجه سو المتورد وحيث توقف ميريك ليتكلم مع رجل اخر:- الم تستمتعى بالرقص؟ يبدو انك تهربين من شئ ما .
فردت باختصار :- ما هربت من اى شئ .
ثم تنفست سو بعمق وتابعت تتحداها بصوت بليد:- انك تحبين اعطاء الانطباعات المغايرة للحقيقة .
فقالت كارلوت :- انت التى اعطيت هذا الانطباع حين عدت راكضة وكأن حيوانا مفترسا يلاحقك !.
ثم غيرت الموضوع وقالت فى هدوء تام :- تبادلت وتيم حديثا ممتعا وقد اخبرنى شيئا عن حياتك الماضية . فى اعتقاده انك جئت الى غلينرودن لغاية معينة . يجب ان اروى لميريك بعض هذا الحديث.
ثم سارت الى حيث ميريك لتشاركه الرقصة التالية . فنظرت اليها سو بحيرة وذهول ... انها عدوة لدودة تحت قناعها . وكان من الغباء ان تنخدع بها وتطلب مساعدتها على ايجاد عمل لها !
استمرت السهرة تتخللها رقصات جبلية حتى حان وقت الانصراف. لم يشارك تيم فى اية رقصة ، بعكس ميريك الذى رقص كثيرا والى حد ادهش سو. لم يدعها ثانية الى الحلبة لكنها انضمت الى مجموعة اخرى كانت ترقص جماعيا ولم تحس اى تصور او ارتباك لانها كانت تلقت دروسا مسائية فى الرقص الاسكتلندى الفولكلورى ، كجزء من منهج التدريب على اللياقة البدنية فى الكلية ، ولذا اتقنت التعلم وساعدها على ذلك خفة حركاتها . انضمت الى المجموعة فى حماسة .ورقصت فى اتقان ورشاقة محاولة اخفاء حنينها الى ذلك الجبلى الوسيم الذى بقى بعيدا عنها طوال الوقت !
لدى عودتهم الى غلينرودن كانت هى وكارلوت متعبتين فصعدتا فورا الى غرفتيهما . كارلوت قررت النوم عندهم بسبب تأخر الوقت وتسألت سو عما اذا كان ميريك قد تعمد ابقائها لغرض عاطفى فى نفسه ، بيد انه صعد الى غرفته بعدهما بقليل وسمعته سو يمر امام بابها المغلق ثم خيم الصمت الا من الريح التى كانت تهب فى الوادى .
ما كانت الريح تؤرقها من قبل بل تهزج لها لتنام اما الليلة فافكارها القلقة تسهدها ومعظمها تركز على ميريك والتصق به كما الحمى. لم يعد هناك اى مجال للشك فى انها تحبه مع انها تدرك جيدا عذاب الحب من طرف واحد . كانت بعض تصرفاته تزرع فيها امالا بسيطة ، لكن هذه الامال هوت الى الارض هذه الليلة حين تجاهل وجودها معظم السهرة . ارتعشت ورفعت رأسها على الوسادة ، معرضة وجهها للهواء البارد الاتى من النافذة . ظلت تتقلب على فراشها حتى تعبت فكفت عن الحركة وحاولت ان تتذكر كل كلمة قالها لها خلال رقصتهما الوحيدة معا ...
لقد وعظها بالنسبة الى تيم وحدد لها صلاحيتها فى دعوة اصدقائها الى غلينرودن . كان يتكلم وكأنه يملك المكان ! وفجأة انعطفت افكارها الى اتجاه اخر فاستوت جالسة فى فراشها .
قطبت وسط الظلام وتذكرت ان تيم اقترح عليها ان تفتش مكتب ميريك بحثا عن اوراق تحدد مركزه الحقيقى . رفضت وقتها الموافقة على عمل كهذا، ولم يأت تيم على ذكره مرة اخرى . انما الان وفى هذه اللحظة بالذات وجدت الفكرة مغرية ليس من وجهة نظر تيم المرتزقة بل بالنسبة الى علاقتها بميريك . فمن الناحية العاطفية لن يكون هناك فرق سواء كان مدير الاملاك ام لم يكن ، انما من المحتمل ان يكون شريك ابيها فعلا ، او اسوأ من ذلك ، ان يكون مالكا لنصف غلينرودن او اكثر من نصفها ! هذه النقطة لم تخطر لها قبلا واحست فجأة بضرورة اطلاعها على الحقيقة .
ازاحت الغطاء وقفزت من الفراش بحركة رشيقة . لم تتوقف لتلبس روبها ، وسارت حافية القدمين وفتحت بابها بلطف. لم تجرؤ على اشعال النور لئلا تصطدم بشئ فتحدث صوتا .
لكن البيت الكبير كان ساكنا . وبرغم ذلك احست العرق ينز من كفيها وهى تنتظر قليلا لتتأكد من ان الجميع نيام . طمأنها استمرار السكون فعبرت الى الممر واغلقت الباب باحتراس ثم هبطت الدرج ركضا الى الردهة .
كانت غرفة المكتبة التى حولها ميريك مكتبا تقع فى الممر الكائن خلف الدرج فانسلت فى اتجاهه، تستدل اليه بالغريزة والذاكرة فيما الظلام يلف طريقها عدا ضوء قمرى باهت يتسلل من زجاج النافذة فى اعلى الجدار ولا صوت غير ضربات قلبها التى كانت ترن فى اذنيها عالية .
توقفت عند باب المكتبة حين احست فى داخلها شيئا يتراجع لكنها استجمعت شجاعتها ودفعت الباب. عبرته وكادت تتعثر فوقفت حائرة وندمت لكونها نسيت الاتيان بمصباح يدوى . كان فى المطبخ واحد. الا انها خشيت البحث عنه فى الظلام لئلا تسقط غرضا من الاغراض فتحدث دويا . اضاءت الزر الكهربائى وانصتت متخوفة ثم تشجعت وقررت المباشرة فى البحث لتنتهى بسرعة .
ارتعشت وهى تحدق فى الغرفة حولها . لقد زارتها مرة او مرتين من قبل ، الاولى عندما جاءت لتأخذ كلب ميريك فى نزهة ، كارلوت كانت معه انذاك ، والثانية حين حملت رسالة الى ميريك من احد الزوار . تذكرت طاولة المكتب اكثر من سواها ، وطفقت تتأمل رفوف الكتب العالية والمقاعد المريحة حول الموقد، ثم ارجعت بصرها الى الطاولة الكبيرة المغطاة بالجلد. وعلى حين غرة راح قلبها يخفق بسرعة وثقل واتسعت عيناها فى حيرة . كان شيئا مخيفا ان تفقد رغبتها فى البحث
بل وتجد نفسها عاجزة عنه! كانت فكرة متسرعة ولدت فى لحظة ضغط، وادركت سو ان المكتب مهما كان فيه من اسرار فيجب ان تتركها حيث هى ,صحيح ان والدها يملك هذا المكتب لكن التفتيش التجسسى ليس من طبيعتها . ليتها تعقلت وادركت هذا من قبل ! وفكرت يائسة اذا قصدت ميريك هنا بعد ان يسافر تيم واستوضحته الحقيقة فى صراحة فلربما اخبرها بنفسه كل ما تود ان تعرفه .
نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 20-07-11, 10:32 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

10 - حبيبى الى الابد
فى تلك اللحظة من التجلى والمفروض فيها ان تزود سو بالراحة والاطمئنان احست نفسها فجأة تتجمد بلا حراك، وادركت غريزيا ان هناك احدا يقف خارج الباب. وحين انفتح فى بطء محدثا صريرا خفيفا لدى ادارة المقبض دوى ذلك الصرير كانفجار فى اذنها.
وللحظة احست نفسها معلقة فى فضاء شفاف فاستدارت واضاء تقاسيمها ذهول صاعق حين وقع بصرها على ميريك ... قلصها اليأس فنظرت اليه كالخرساء وهى تتساءل عما اذا كان ينوى خنقها... شحب وجهها حتى البياض لما سمعته يتمتم بشراسة، وكأن مرآها واقفة قرب الطاولة افلت فيه عقال الغضب .
ولأول مرة منذ عرفته رأته يعجز عن الكلام لشدة غضبه ، ولكونها لم تستطع احتمال الموقف اكثر من ذلك قالت بكلمات غبية متلعثمة وقلبها الخائف يدوى كالطبل :- اسفة ... لم اقصد ازعاج احد... لا ادرى كيف عرفت انى هنا .
- كنت انوى الاطمئنان على جون ولما رأيت شيئا يتحرك تبعته على الدرج فى الظلام لانى لم اشأ ايضا ان اشغل النور ولم اعرف هوية اللص المتسلل كالقطة حتى فتحت هذا الباب . حسبته صديقك السيد ماسون ، يتحرى فى الظلام .
- هل اصاب والدى شئ؟.
فأجابها فى خشونة :- انك تغيرين الموضوع يا سو . والدك ساءت حالته فى الايام الاخيرة وأنت تعرفين ذلك .
- كان يجب ان اطمئن عليه بنفسى فور عودتنا لكننى كنت شبه اكيدة بأنه نائم . ثم انى لم اغير الموضوع .
- حقا؟.
كلمة واحدة قالها الا انها عوضت عن مجلدات . تقدم خطوة واستمر يرقبها. خيم على الغرفة صمت ثقيل فخشيت ان يسمع خفقات قلبها المهووسة .
- لم تخبرينى ماذا تفعلين فى مكتبى ؟.
- لم امس مكتبك .
كان ميريك مايزال يتفحص وجهها وعاد يلح فى قسوة :- تقولين انك لم تأتى هنا لتفتشى مكتبى اذن ماذا تفعلين بالضبط ؟ انى اطالبك بتفسير مقنع والا!.
تذكرت سو انه اتهمها مرة بالكذب . كان وقتها يمزح لكنها لا تريد ان تتيح له الفرصة لان يتهمها جديا هذه المرة . انما ماذا فى وسعها ان تقول؟ تراجعت خطوة الى الوراء وبعيدا عن تلك النظرة الفاتكة بالاعصاب . كيف لها ان تتخلص من هذه الورطة وهى لا تملك الشجاعة على الاعتراف بالحقيقة ؟.
امهلها عشر ثوان ثم فقد صبره. وصلها بخطوة واحدة وطرح يديه على كتفيها ثم شدد قبضته من خلال القماش الرقيق قائلا :- ماسون هوالذى حرضك على هذا اليس كذلك؟ انك تحاولين التستر عليه !.
اوجعها سؤاله مثلما أوجعتها يداه ... تألمت لانه اصاب الحقيقة الى حد ما. لكن كيف تستطيع افهامه بأن تورطها لم يكن له اى علاقة باقتراح تيم؟ كان من المستحيل ان تورط تيم لانها لم تكن تنوى اطلاعه على اى شئ من هذا فلن يصدق اطلاقا بانها قررت فى اللحظة الاخيرة ان تعدل عن التفتيش. الوضع لا منطقى الى حد سيبدو فيه التفسير بعيدا جدا عن الحقيقة .
هزت رأسها فى عجز وقالت وهى تحاول التملص من قبضته :- اقسم لك ان تيم لا يعرف شيئا عن مجيئى الليلة الى مكتبك.
- هذا التبرير لا يجيبنى على سؤالى . انه مراوغة!.
غرز اصابعه فى كتفيها غير ابه لمقاومتها الركيكة فهتفت تقول بارتباك مجنون :- كان من السخف ان آتى هنا ... ربما كنت اسير فى نومى لكنى لم احدث اى ضرر وما لامست مكتبك او سرقت منه شيئا وانت تتهمنى زورا!
- انت تضيعين الوقت بهذه الثرثرة فأنا اكيد من انك لم تكونى تسيرين فى نومك مع ان لباسك يناسب هذه الفكرة !
- انى اكرهك !.
فأمعن فى حرقصتها بقوله :- سو هل ستخبريننى الحقيقة ام ستجبريننى على سحبها منك عنوة ؟
كان وجهه شاحبا كوجهها وعيناه كالجليد لكن مشاعرها المكبوتة واعصابها المتوترة اعمت بصيرتها عن اشارات الخطر ! اطبقت فمها بتحد والتزمت الصمت ناظرة اليه فى تمرد .
فقال بصوت قاس وكأن الغضب يسحق الكلمات بين اسنانه:- يبدو انك تتلذذين بممارسة الوقاحة ! لقد افهمتك قبل ساعات وافهمك الان مرة اخرى ان مصلحتك تقضى بأن تتخلصى من تيم ماسون والا تخلصت منه ، بعون الله ، بالنيابة عنك! وتذكرى فى هذه الحالة انه سيتعرض لاهانة اكبر!
ادركت ابعاد هذا التهديد فشهقت وقالت :- اياك ان تؤذى تيم بكلمة واحدة أتسمعنى ؟ اياك ان تفعل والا رحلت انا قبلة .
- هل انت تهدديننى يا انسة فريزر ؟.
تقلصت اصابعه على كتفيها متوعدة ثم هبطت الى ذراعيها تقبض عليهما بشدة وتغمره بموجة رعب .
كيف تقدر ان تجيبه ؟ كيف تقدر ان تقول :- يجب ان اعرف بالتحديد ما هو مركزك فى غلينرودن لانى سأجن ان لم اعرف ؟ لكن مركز ابيها يجب ان يؤخذ ايضا بعين الاعتبار . وفيما استعدت شفاها للادلاء باعتراف متهور اهتدت فجأة الى المنطلق السليم . ان جون هو الذى يجب ان يوضح لها كل شئ، وليس هذا الرجل الذى اعتقلها بوحشية لانها رفضت اعطاءه التفسير الذى طلبه ... ما الذى اعماها عن رؤية هذا المنطلق قبل اليوم ؟
تلالات على جبينها حبيبات عرق حين قفزت افكارها عائدة الى تيم !يجب ان تنقذه من ثورة ميريك مهما كان الثمن ... فقالت متعثرة :- لا احب الحاق الاذى بالناس وخاصة تيم .
- تبدين مصممة على حماية السيد ماسون فلماذا لا يأتى هذا الفارس ليحميك الان من الوغد الذى يدير املاك غلينرودن ؟ هل تراه جالسا على سريره فى انتظار ان تأتيه بالحقائق المطلوبة ؟.
- انت رهيب ! رهيب للغاية !
الهبت الثورة وجهها .وشعرت بأنها تختنق تحت ضغط الغضب فأرخى يديه عنها بفجائية كادت توقعها ارضا ، وقال فى عنف:- اذن انا رجل بلا اخلاق فى نظرك ؟.
- شئ من هذا القبيل !
ردت بجرأة لتصيبه فى الصميم وهى تتراجع من امامه . ابتلعت ريقها وكأنها تبتلع بحصة، وتراجعت اكثر حين ازدادت عيناه ظلمة . اخذ جسمها يرتجف فادركت انها لن تنسى هذه اللحظة طوال حياتها . كان هناك توتر غريب فى الهواء السارى بينهما ثم انعدام الهواء وحل مكانه احساس متصلب بحلول كارثة حين تقدم ميريك وبسط ذراعيه ليس ليطلب اليها تفسيرا هذه المرة .
حاولت جاهدة ان تقاوم ان تهرب لكنه اخمد محاولاتها باستهزاء وبقوة وحشية . قبض على عنقها ورفع ذقنها عاليا وغاص بصره فى عينيها . احست الدم يدوى فى عروقها ويسرى كما اللهب . لم يكن الموقف مطابقا لتلك المرة فى الكوخ او لتلك الاخرى على الجبل . فالان لم يكن يداعبها ولا كان ايضا يحبها حين عانقها بقسوة لم يخطر لها ابدا انه قارد عليها وحاولت بضعف هذه المرة ان تدفعه عنها وان تتعلق بقشة اخيرة من التعقل الا انه لجم تحركاتها بقوة ذراعيه والصقها به ، حتى استكانت اخيرا على صدره . ثم راحت تمرر اصابعها على وجهه وقد انجرفت كليا فى عنف المشاعر التى اجتاحتها .
تأمل مليا بشرتها الناعمة وازاح الخصلات الحريرية عن عنقها وخديها.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت باغيتر, المفاجأة المذهلة, margaret pargeter, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, رواية, the kilted stranger, عبير القديمة
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 05:23 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية