شعرت بأن شخص ما قام بشد خصلات شعري بقوة بينما أنا جالسة على كرسي و مقيدة اليدان و لا أستطيع الحراك و .. و لكني لا أرى شيء إطلاقا , و بعد دقيقة تقريبا مد رجل يداه و نزع الغمامة عن عيناي و بعد لحظات رأيت رجل بدين و في فمه سيغار كوبي يجلس خلف مكتب عريض و حوليه رجلان حراسة و خلفي رجل آخر من الحراسة , ثم قال لي الرجل البدين بصوت أجش و أرعبني بصوته : " ما هو اسمك ؟ "
نظرت إليه بخوف و لكن استقرت حالتي و قلت له بثقة : " و من انتم ؟ "
لم اشعر إلا بصفعة على وجهي كدت أبكي منها و لكني تمالكت نفسي بعد لحظات ثم نظرت إليه مرة أخرى : " أنا ميراندا والكير "
فأشار بيده إلى الرجل الذي صفعني فرمى صورة على ساقي فرأيت صورة رجل غريب الشكل و لكن واضح عليه الثراء الفاحش . .
فقلت له : " من هذا "
رد بسرعة : " هذا جورجي فيليب زوج مدام نانسي فونيكس "
أصابتني الدهشة على الفور لأني كنت اعرفها منذ أن كانت جارتنا منذ خمس أعوام و لكني لم ابدي لهم حتى اعرف نوايهم . .
ثم قال لي بعصبية : " ها اين هناك اين ذهبتي "
فقلت : " لا لا و ماذا تريد مني "
رد قائلا : " أريد قتل هذا الرجل "
أفزعت على الفور و قلت بصوت عالي :
" لا لا ماذا تقول انا لست قاتلة و لن أنفذ لك ما طلبت "
- " هدئي من روعك لن تقتلي أحدا و لكن سوف تسهلي لي هذا الأمر "
- " و كيف ... "
سمعت منه ضحكة تملاها السخرية و أردف : " انا الذي سوف اقول لك... , على العموم القصة بسيطة جدا .. فأنتي سوف تستدرجيه في غرفتك كعادتك و عندما يسلم نفسه لكي سوف يأتي احدهم و يقتله و لا تخافي , سوف ادفع لكي عشرة آلاف دولار ماذا قلتي "
نظرت إليه و قلت : " من انت "
ضحك و قال : " هذا لن يهمك . . . ماذا قلتي "
- " لا "
توقعت ان يقوم أحدا بصفعي مرة أخرى و لكن هذه المرة قام هذا الرجل من كرسيه و بان لي حجمه الذي يزن أكثر من مئة و خمسون كيلو جراما و في يده السيغار و اقترب مني و امسكني من رقبتي و كاد ان يخنقني و انا اسعل و اسعل و اقترب من آذااني و قال في غضب : " ليس لدي وقت كي أضيعه مع ***** مثلك , اسمعي جيدا هذا ليس عرض بل أمر إما ان تقبلي و اما ان تسامحني على ما سوف افعله بأولادك "
فصرخت في وجه : " لا ........من فضلك ....... "
فابتعد عني و لكنه قذف الرعب في قلبي ثم عاد إلى كرسيه مرة أخرى ثم قال : " اذهبي الآن مع شون الى الغرفة التي سوف تستقبلي بها جورجي , و عندما يحدث بينكم ما ينبغي فعله سوف يدخل احدهم و يقتله بمسدسه و سوف يخفي الجثة و بعدها اخرجي أنتي "
لمحت في كلامه نبرة استهزاء و لكني قلت له : " اين أولادي ؟ "
رد بثقة : " لا أعلم .. لم اصل إليهم بعد و لكن ... "
قلت له بسرعة : " حسنا حسنا .. و لكن هل الذي سيقتله سوف يسلم نفسه للشرطة ؟ ام .. "
ضحك و قال : " لا تقلقي بشأنه يا صغيرتي و لكني أريدك ان تسافري الى أي مدينة أخرى فور خروجك من الفندق , هل سمعتي اذهبي وخذي أولادك و اذهبي الى لوس انجلوس الى نيوجرسي الى نيويورك أين ما تريدي "
- " حسنا "
قام شون بوضع غمامة على عيناي مرة آخر و أخذني معه الى سيارة فركبنا بها و انطلقت بنا على الفور . . . . . .
نعم نسيت ان أعرفكم بنفسي انا ميراندا والكير عمري خمسة و ثلاثين عاما تزوجت من ضابط في الجيش الأمريكي و أنجبت منه طفلين و بعد ثلاث أعوام من زواجنا وصل إليه استدعاء الى حرب ضد العراق في بغداد و كان ذلك في ابريل 2003 و لكن انقطعت أخباره عنا و بعد ثلاث اشهر عرفت بأنه قتل في بغداد . . .
حزنت كثيرة على فقدان زوجي مني بهذه السرعة فقد كان زوجي و أبي و أخي لم اكن اعرف احد سواه , ومع ذلك هذا الذي يسمي نفسه جورج بوش أعلن الحرب عليهم - أقصد العراقيين - كي يسلب و ينهب خيرات هذه البلاد و لكن في المقابل ضحى الكثير من شبابنا و رجالنا و منهم زوجي لمجرد أنه لبى النداء . .
وقتها كنا نعيش في سان فرانسيسكو في حي صغير في الجنوب و لحسن حظي كان يسكن في بيتنا سيدة شقراء تبلغ الأربعين من عمرها تدعى نانسي فونيكس زوجة جورجي فيليب . . نعم هو المطلوب ميتا , بالرغم ان طوال مدة أقامتهم بالقرب منا إلا أني لم أرى زوجها ولا مرة اظن بأنه رآني مسبقا . . رأيت فقط ابنتها جين فقد كانت لديها فتاة شابة عمرها يتراوح ما بين اثنى عشر او خمسة عشر و عاما و لكنها كانت كثيرة السفر فكبرت في بلاد أوروبا كما قالت أمها , فكانت مدام نانسي تمدني بالمال دائما لان زوجها نائب في الدائرة المحلية و كان يملك أموال طائلة فكانت زوجته تعطيني ما أريد , لم تكن حاجتي الى المال من أجلي و لكن من اجل أولادي , احدهم مريض و الآخر التحق في المدرسة فكان علي أن أأمن لهم حياتهم و لكن حدث أمر ما بين نانسي و زوجها فتركها و سافر خارج سان فرانسيسكو , و كنت عندما اطلب منها مالا و لو كان قليل دائما ما تقول ان زوجي مسافر و لم يترك لي شي و اما و اما ... فعلمت انها لا تريد مساعدتي الآن فطلبت منها عملا في أي مصحة فقد كنت ادرس مهنة التمريض و لكنها قالت لي : " كم سوف يدفعوا لكي , مئة دولار في الشهر هل تكفيكي ؟ ؟ "
فسألتها : " ماذا افعل هل أجلس على الأرصفة و أسال الناس كي يقدموا لي المعونة "
فقالت لي على الفكرة الشيطانية . . . .
السيدة نانسي فونيكس تمتلك بيتا كبيرا في ستوكتون لممارسة الرذيلة به تحت موافقة القانون , فطلبت مني مشاركة النساء اللاتي يبيعون أجسادهن لمن يرغب بالمتعة المحرمة , و بالطبع كان المقابل كبير جدا و لكني رفضت لأني لست كذلك لم من أكن من النساء اللاتي يبيعان شرفهم من أجل المال مهما كانت الظروف و مهما كان الدافع , لأني تربيت من صغري على هذه العادات و لم أخالفها يوما , مع ذلك القدر يعاندني , فقالت لي : " أنتي إمراة جميلة و سوف يدفعون الآلاف من أجلك و عندما تريدين أن تتوقفي عن العمل فلك هذا "
وافقت و لكني كنت غير راضية , و لكن عندما أتخيل بأن رجل لا اعرفه ولا هو يعرفني سوف يختلِ بي كنت أتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعني و لكن كنت اصبر من اجل أولادي . .
كنت غير راضية عما يحدث لي , و في آخر مرة لي في هذا المنزل المشئوم جاء إلي رجل في الثلاثين من عمره جلس أمامي و أنا ممددة على السرير في ملابسي كاملة فنظر إلي و قال : " هل تريدي ان انزع ملابسك أم تنزعيهم أنتي ؟ " فانتصب أمامي و هّم أن ينزع ملابسه و لكن شي ما كان يعطي صوتا غريبا يهتز قاطعه فمد يداه في جيبه فرأيت حول خصريه مسدس و اخرج من جيبه هاتفه فأجبه قائلا : " أهلا سيدي .. . . حسنا " علمت بأن هناك أمر ما , ثم نظر إلي و هو يتحدث معه : " نعم نعم إليك ما طلبت سيدة جميلة حسنا سوف نكون عندك بعد ساعة "
عندما سمعت هذه العبارات أدركت أن هناك خطأ فحاولت ان ابتعد عن هذا الرجل بالقدر الكافي لي فأغلق هاتفه و قال لي : " سيدي يريدك في مكتبه حالا " نعم هذا هو شون الذي كان خلفي في مكتب الرجل البدين والذي صفعني على وجهي , فقلت له : " و ماذا يريد مني "
رد قائلا : " لا تقلق خدمة بسيطة منك و سوف يكافئك عليها " صحيح كان يتحدث بهدوء تام و لكنه يتكلم و في نبرته نوعا من الترهيب . .
على كل حال ذهبت معه في سيارته و انتم تعرفون الباقي . . . . . .
عندما أمر الرجل البدين الذي لم اعرف اسمه الى الآن ان نذهب الى الغرفة الذي سوف يأتي الرجل المطلوب إليها نزلنا سويا و ركبنا السيارة و انطلقت بنا على الفور , فنزع الغمامة من على عيناي و قال : " مرحبا بك مرة أخرى "
وجدت شخص يقود السيارة و بجانبه الرجل الذي يدعى شون و أنا جالسة في المقاعد الخلفية
ثم اضاف بسخرية : " لقد أعطيت لسيدتك خمسون دولارا إما إن تعطيني المال و إما تكملي ما طلبته منك ؟ "
دارت أفكار في خاطري هل اهرب ام انتظر , لم اصل الى قرار سريع و لكني قلت في نفسي لن يحدث لي أكثر مما حدث لي مسبقا فنظرت إليه بحدة و قلت : " سوف أعطيك الـخمسون دولار خاصتك بعد ان تعطيني العشرة آلاف من سيدك "
فضحك ضحكة بصوت عالي و قال : " أريد خمس آلاف إذا "
أريد النجاة بحياتي و بأطفالي و لا أريد مالا
- " حسنا خذ ما تريد و لكن دعني اهرب الآن "
نظر شون الى السائق و قال : " ما رأيك نأخذ المال كله و نقتله بمعرفتنا "
السائق رجل غريب الشكل واضح عليه الذكاء الخارق لكنه غبي يتحدث بأسلوب غريب لا تفهم منه شي إلا بعد إنهاء جملته و أسنانه جميعها خارجه من فمه
فقال له السائق : " انت غبي أليس كذلك "
- " لماذا "
اقترب السائق منه و اخبره شيئا في آذانه كي لا اسمع . . .
فرجع السائق الى مقعده
فنظر شون إلي : " نعم الحق معك "
لا اعلم بماذا اخبره , و لكن بالتأكيد الأمر يحتاج مجني عليه و ***** قتلته . . .
فنظر شون إلي و قال محدثا السائق : " جراز ما رأيك ان تدخل الى الصحراء قليل كي نراه ما تملكه هذه السيدة ... "
حرك السائق رأسه بطريقة تنم عن الرفض
صرخ شون في وجهي حتى شممت رائحة السيغار المحلي : " لماذا "
- " الساعة الآن حوالي الثامنة مساءا و الاجتماع الساعة العاشرة مساءا و يجب ان يقتل فيليب عند التاسعة و نصف . . .
ابتسم شون و قال : " حسنا سوف افعلها هنا " و هّم ان يقفز الى المقاعد الخلفية فأمسكه السائق و قال له : " اجلس "
فجلس و قال : " ما امرك "
رد السائق : " انت ما أمرك , عندما ننهي هذه المهمة افعل ما تريد , لا أريد احد ان يعبث في سيارتي هل فهمت .. "
عندما تأكدت انه شون أصبح هادي التفت حولي و رأيت طرق صحراوية فسألت السائق بكل أدب : " هل لي أن أسألك سؤال "
رد بنفس طريقته : " نعم "
- " اين نحن الآن , اقصد الى أين ذاهبين "
- " الى سكرمنتو "
سكرمنتو تبعد تقريبا 80 ميلا عن ستوكتون
بعد نصف ساعة تقريبا توقفت السيارة بجانب فندق كبير فنزل السائق و شون سويا فتوجه شون و قام بفتح الباب فساعدني على النزول دون ان يتحرش بي لأني كنت مقيدة من الخلف فنظر شون الى السائق : " هيا اركب انت "
فركب السائق السيارة بينما شون يفك قيدي و عندما انتهى قال لي : " هيا اذهبي أنتي الى الغرفة رقم 660 سوف تجدي ملابس ارتديها و أطفئي الأنوار و استلقي على سريرك , خذي هذا مفتاح الغرفة " و مد يداه و أعطاني مفتاح الغرفة
ثم قال : " هيا اصعدي و لا تنظري خلفك حسنا و عندما يقـُتل اهربي الى الغرفة التي بجوارك رقمها 661 سوف تجدي من يحميكي فيها إلى أن تهدئ الأحوال "
رددت بكل خوف : " حسنا "
رد بسخرية : " ليلة سعيدة "
فكرت في ان ابصق في وجه و لكن سيعتبر ذلك محبة , على كل الأحوال دخلت الفندق فوجدت موظف الاستقبال فهو واضح انه فندق خمس نجوم فسألني : " هل أستطيع مساعدتك ؟ "
قلت : " نعم اريد ان اذهب الى الغرفة رقم 660 "
رد بسرعة : " هل لي ان أرى تحقيق الشخصية "
ارتبكت في بادئ الأمر فقلت : " و هل هذا ضروري "
- " مجرد إجراء روتيني يا مدام لجميع النزلاء "
مددت يدي في حقيبتي و أخرجت له البطاقة قام بتسجيل البيانات لديه و تركها عنده
و قال لي : " هل لديكي حقائب في الخارج ؟ "
رددت بسرعة : " لا لا "
فأشار الى الخادم و قال له : " خذها الى الغرفة رقم 660 "
نظر الي الخادم و هو شاب قصير يرتدي الزى الرسمي للفندق و قال لي : " تفضلي
سيدتي "
كنت جامدة أتأمل المكان و كأني تذكرت ذهبت مرة أخرى لموظف الاستقبال و قلت له : " هل لي ان استعمل الهاتف "
رد بدبلوماسية : " لا مانع كم الرقم "
فقمت بإعطائه الرقم بسرعة فقام الموظف و طلب الرقم و السماعة على أذنيه و عندما سمع استجابة أعطاني السماعة على الفور فقلت بصوت منخفض : " سو مرحبا بك " سو هي الخادمة التي تعتني بالأولاد " أريد ان اكلم مايك و كروز أين هما ... نائمين حسنا ... هل تعرض لكم احد ... لا لا شي ... لا اعلم و لكن ربما غدا عند الصباح سوف اصل مع السلامة "
تأكدت بأن الأولاد بخير و لم يمسهم الضّر . . .
صعدت مع الخادم و تأكدت ان بجواري غرفة رقم 661 التي سوف اختبئ بها فاقتربت من غرفتي فدخلت بالمفتاح الذي كان في حوزتي و بالطبع كان الخادم ينتظر مني الإكرامية لكني لا أتذكر بأن لدي مال فحاولت ان أتجنب الحوار معه فدخلت و أغلقت الباب ورائي على الفور . .
بدأت أتأمل شكل الغرفة التي تملأها الرومانسية فظلت أتأمل و أتأمل حتى أدركت السرير فوجدت ما وعدوني به , الملابس التي سوف أريديها لكن شيئا ما منعني من ذلك لا اعرفه فقمت بإنارة إضاءة الغرفة بأكملها و ظلت انتظر و كأني انتظر تنفيذ حكم الإعدام , بعد دقائق و انا في حالة سكون سمعت صوت ضجيج خارج الغرفة فاقتربت و نظرت من العين الخفية فرأيت شابا , أصابني الاستغراب من هذا ؟؟ الأفضل أن لا أقدم على أي خطوة فعندما هممت أن ابتعد رأيت شي ضخم يمنعني من الرؤية , فكرت قليلا و بعدها قررت ان افتح له الباب و بالفعل فتحت الباب له فوجدت رجل بدين ثملا أصلع لا يشبه الصورة التي رأيتها و
خلفه شابا تقريبا من حراسته
فابتسم و قال لي و هو ثملا : " لقد .. رأيتك .. من .. قبل .. أليس .. كذلك ؟ "
ضحك ضحكا شديد و دخل الغرفة لم ألاحظ إلا بهذا الشاب أوصد الباب من خلفي فأصابني الذعر
نظر إلي هذا الرجل و قال : " ما هذه الملابس التي ترتديها هل انتي كنتي .... "
لم يكمل جملته فسقط الرجل البدين على السرير و فقد الوعي ,
احترت ماذا افعل , جاء في مخيلتي بأن اهرب و أدع هؤلاء الرجال يتفاهمون مع بعضهم البعض و لكن قلت بتأكيد ينتظروني في الخارج . .. ماذا افعل ؟؟؟
و في هذه الحالة سمعت صوت كسر زجاج فرأيت خلفي رجل أجنبي ليس امريكي يرتدي ملابس سوداء و يحمل مسدسا به كاتم للصوت فأطلق الرصاص على الرجل البدين فأصابني الفزع فابتعدت عنه بالقدر الكافي ثم نظر إلي و صوب المسدس نحوي و اقترب مني و ضربني بالمسدس على رأسي فسقطت على الأرض , كنت أرى أشياء غريبة لم أكن أستطيع ان أتوازن و لكن شعرت بسخونة عالية في يدأي و هي من تأثير جسم صلب و لكن ما هو ؟ ....
بعد دقائق نهضت و وجدت في يدأي مسدس ... يا إلهي من اين لي هذا المسدس
فعندما تمالكت نفسي أدركت بأن القضية بأكملها سوف تـُصب فوق رأسي انا فقط ..
فرميت المسدس بعيدا و حاولت ان اخرج و لكن الردهة التي خارج الباب كنت مشغولة بالزوار فقررت ان اخرج , فخرجت فلم ألاحظ شي غريبا فتوجهت نحو الغرفة 661 فوقفت أمام الباب و حاولت ان ادخل و لكنه كان مؤصد , فجأة فتـَح الباب فرأيت رجل غريب قلت في قرارة نفسي هل هذا هو الذي صوب المسدس نحوي لم أتذكر فقال لي : " ماذا تريدي "
تردت ان اخبره عن الأمر و لكن قلت له : " آسفة , لقد أخطأت في الغرفة "
فأغلق الباب في وجهي فأدركت بأن ليس لديه يد في هذه الجريمة لذلك قررت ان اهرب فنزلت عبر السلالم فوجدت رجل من الشرطة واقفا يحدث مع موظف الاستقبال , كنت انتظر في منتصف السلالم الى ان ينتهي من الحوار معه كي أستطيع ان اخرج , و لكن لم ينتهي فظلت انتظر و انتظر حتى جاء رجل من خلفي و قال : " هل أستطيع ان أساعدك يا سيدتي "
و لكن هذا الغبي كان صوته مرتفع مما أثار سمع موظف الاستقبال و ضابط الشرطة فنظر إلي موظف الاستقبال و أشار إلي كي يعّرفني الى هذا الضابط , فأدركت ان هناك مشكلة فقلت للرجل الذي كان خلفي " لا أشكرك " فسرعان ما ركضت الى الأعلى و لكن سمعت صوت من خلفي " لا تدعها تلفت منك "
فمررت من الغرف غرفة تلو الأخرى و غرفة تلو الأخرى فإذا وجدت باب أحد الغرف مفتوح و توجد أمامه إمراة شابة لا تتعدى 23 من عمرها ترتدي نظارة جميلة فعندما مررت من أمامها جذبتني على الفور نحوها و أغلقت الباب ووضعت يدها على فمي كي لا أصدر أصوات بينما أذانها على الباب تتحسس الحركات و بعد دقيقة ابتعدت يدها رويدا رويدا و قالت لي : " تعالي معي "
و دخلنا الى منتصف الغرفة فقالت :
" اجلسي من فضلك "
فجلست على مقعدي و هي كذلك ..
قلت لها : " أشكرك جدا "
قامت بإشعال سيغار و قالت لي : " كيف سوف تخرجي من هنا "
- " لا أعلم و لا أعلم أي مشكلة وضعت نفسي بها "
- " لا تقلقي سوف تخرجي منها اذا أنصتي إلي جيدا "
- " و انا على استعداد ان أنفذ لكي ما تأمريني به "
- " ماذا حدث بينك و بين فيليب "
- " المعذرة "
- " ماذا حدث بينك و بين فيليب "
أي إمراة هذه ؟؟ هل تعلم شي حول هذه الجريمة ؟؟
- " من أنتي "
- " إن ذاكرتك ضعيفة جدا يا ميرندا , الحق معكي ما رأيته خلال هذه السنوات يشفع لكِ"
شعرت بأن كأني اغرق في بحور لا نهاية لها , لا اعلم ما هذه الحوادث التي تقع على رأسي
وقفت كي اهّم على الخروج و لكن لمحت على طاولتها مفتاح الغرفة و لكنه يحمل رقم 661 ..
نظرت إليها و قلت : " من فضلك على ان اخرج "
فذهبت إلى باب الغرفة و لكنها أمسكت بي دون ان تتحرك من مقعدها قائلة : " الى أين ستذهبين , إنهم في انتظارك و اذا عثروا عليكي سوف يقتلوك او يسجنوك "
جلست مرة أخرى و قالت لي : " انتظري هنا و انا سوف أخرجك خارج كاليفورنيا كلها "
نظرت إليها باستغراب : " ماذا "
- " كما قلت لكي "
- " لكن من مَن اهرب , انا لا ذنب لي "
- " الكثير منا القدر يوقعه في مالا يريد و بلا ذنب له "
- " من أنتي "
- " هذا غير مناسب الآن اذهبي الآن استريحي و لا تنيري الأنوار و لا تفتحي الباب لأحد و انا سوف اخرج كي أجهز لكي طريقة لخروجك من هنا "
- " و أولادي لن أسافر بدونهم "
ظلت تفكر و كأنها ليس لديها حل
- " لا أعلم , أين أولادك الآن "
- " في سان فرانسيسكو "
نهضت و ارتدت معطفها و قالت : " اكتبي لي العنوان بالتفصيل و رقم الهاتف و انا سوف اجلبهم لكي "
- " و لكن الخادمة سو لن تسمح لكي بأخذ الأولاد هكذا "
- " حسنا خذي هذا الهاتف و اتصلي بها و اخبريها "
و أعطتني هاتفها و لكني ترددت قليلا , ربما هذه حيلة من هذه العصابة كي تخطف أولادي مني , و لكن لا يوجد حل سواه , اتصلت بسو و أخبرتها بما طلبت
فأخذت هاتفها و العنوان و همّت للخروج فسألتها : " لن تخبريني باسمك "
- " أطفئي الأنوار و استلقي على السرير حتى أصل "
فخرجت و أغلقت باب الغرفة , و قمت بإطفاء الأنوار و خلعت معطفي و استلقيت على السرير لم أستطيع النوم فكنت كل خمس دقائق استيقظ من نومي أحلام غريبة تراودني , استيقظت على صوت انغلاق الباب فنهضت فجأة فوجدت هذا الشابة الغريبة
ابتسمت و جلست على المقعد و قالت : " لا تخافي , حان موعد الرحيل "
أخذت معطفي معي و قمت استعدادا للذهاب فقالت لي : " هل معك جواز مرور ؟ "
" نعم معي " و أخرجته لها , فأخذته مني و أخذت تتأمل في محتوياته
ثم أردفت : " هل معكي مالا ؟ "
- " لا و لكن من المفترض أن يعطيني هذا الرجل عشرة الآلف دولار و لكنه اخلف وعده "
- " حسنا " فقامت بفتح حقيبتها و أخرجت ملابس غريبة الشكل و شعرا مستعارا ...
و قالت : " ارتدي هذه الملابس هيا "
فنظرت إليها باستغراب فقالت بضحكة : " هل تخجلين مني , حسنا اذهبي الى دورة المياة
وغيري ملابسك و انا أنتظرك هنا "
أخذت الملابس الغريبة الشكل و ذهبت بها الى دورة المياة فغيرت ملابسي في غصون دقيقة واحدة و ارتديت الشعر المستعار و خرجت فقالت لي : " أصبحتي مختلفة , و أجمل , خذي ارتدي هذه النظارة لا تخافي فلن تعكر رؤيتك "
و أعطتني نظارتها الجميلة و بالفعل لم تعكر صفو رؤيتي فقالت لي : " هيا بنا "
فخرجنا سويا فخطونا أولى سلالم الفندق فقالت لي : " لا تنظري لأحد , هل سمعتي "
فنزلنا من السلالم و مررنا من بوابة الفندق فتركتني و ذهبت هي الى موظف الاستقبال بينما أنا أقف بالجوار منها , فسمعتها تقول له : " ما الأمر ما الذي حدث "
- " يقال بأن رجل سياسي قتل على يدا إحدى البغايا و لكن يقال بأنها هربت "
- " خذ مفتاح غرفتي سوف أعود عند الصباح "
فخرجنا من الفندق و عندها شعرت أنني بأمان
فظلنا نمشي و نمشي في الظلام و لكنها صامتة و نتحرك و نمشي فدخلنا في إحدى الزقاق فخرجنا منه على شارع عمومي فرأيت سيارة صغيرة فركبت هي السيارة و قالت " هيا اركبي يا ميرندا ... "
فنظرت داخل السيارة فلم أجد احد فتراجعت و قلت : "لا لن اركب "
فخرجت من السيارة و قالت : " لماذا "
- " انا لا أعرفك و مع ذلك جئت معك , و و .. أين أولادي "
فضربت بيدها على سيارتها بقوة و قالت : " هل هذا جزائي ؟؟ لقد أنقذت حياتك و الآن تخوّنيني "
فقالت : " أولادك في انتظارك في محطة القطار هيا بنا كي لا نتأخر عليكم "
فركبنا جميعا السيارة , فأدارتها و انطلقت بسرعة
و بعد دقائق قلت لها : " الى اين سوف اذهب "
و عيناها الى الأمام : " لقد حجزت لكي الى منطقة ما بعيدة عن سكرمنتو "
- " اذا لن أسافر عبر الطائرة "
- " اسمك منَع من السفر و لن تستطيع السفر إلا عبر الحافلات و القطارات "
- " يا إلهي أي مصيبة هذه "
- " سوف يقلك القطار الى لينكون و بعدها سوف تستقلي إحدى الحافلات الذاهبة الى نيفادا و هكذا أنتي بأمان "
نظرت إليها بيأس : " في كاليفورنيا , هل تظني ذلك "
ثم قلت : " هل أستطيع ان أسافر الى لوس انجلوس "
- " بالطائرة بالقطع لا , و لكن و أنتي هناك اذا استطعتي السفر عن طريق البحر هذا اضمن لكِ "
ثم قلت : " هل سوف تأتي معي "
- " لا لا "
صمتت لفترة و قلت : " ألن تخبريني من أنتي "
- " لقد وصلنا الى .... "
لم تكمل جملتها إذا بسيارة صدمتنا بقوة من جهة السائقة فانقلبت السيارة ثلاث او أربع مرات متتالية فشعرت باني جرحت جرحا طفيفا , فنظرت السيدة إلي و قالت بتقطع : " هيا .. اذهبي الى المحطة ... سوف تجدي أولادك ينتظراكي في مقاعدهم رقم القطار 11 سوف تجدي التذاكر في حقيبتك " فرأيت رجل يحمل مسدسا يتجه نحونا فقالت لي بسرعة : " اهربي بسرعة "
فسرعان ما قمت بفتح باب السيارة و هربت نحو المحطة فسمعت صوت إطلاق نار فعلمت بأنه قتلها , فرأيت القطار يتحرك و يتحرك ببطء و بداء يسرع و انا اركض و اركض حتى بلغته فحاول الرجل إطلاق النار علي و لكنه لم يصيبني , فرأيت فجأة رجل من خلفي يقول :
" هل لي ان ارى تذكرتك "
الحقيقة لقد أرعبني بأسلوبه هذا فقلت : " حسنا "
و أخرجت من حقيبتي التذكرة و أعطيته إياها
فنظر إليها و قال : " إنها درجة أولى و أنتي هنا في الدرجة ثانية " تعالي معي يا مدام "
فمشيت من خلفه و في قلبي رعب بألا أجد أولادي فمررنا بعربات القطار واحدة تلو الأخرى حتى وصلت إلي عربتي و قال لي : " مقعدك هناك " و أشار إليه بيده و لكن جميع المقاعد مشغولة و لم أجد مقعدا واحدة فارغا فنظرت إليه و قلت : " هل أنت متأكد "
- " نعم سيدتي ها هو " ثم أعاد النظر في التذكرة و كأنه محرج فقال : " أسف سيدتي و لكن قطارك رقم 11 و هذا 13 انا متأسف لم أتحرى بشأن رقم القطار "
سمعت هذه الجملة منه فحاولت ان افتعل شجار معه و لكني مذنبة و الشرطة تبحث عني فقلت له بلهجة سريعة : " أريد ان أغادر هذا القطار هيا "
- " ممنوع يا سيدتي القطار يتحرك بسرعة انتظري حتى المحطة التالية و تستطيعي الذهاب الى حيث تريدين "
تراجعت الى عربة السبنسة الوسطى لأني محرجة بين هؤلاء الركاب , فنظرت من خلال الشباك فرأيت الشمس تشرق رويدا رويدا و أرى آخر لحظات هذه البلاد و قد لا أستطيع ان أرى أولادي مرة أخرى , فجلست على الأرضية و ظهري للباب فأبكي و أبكي حتى كاد ان يغشى علي . . .
لم يمضي ثواني جاء هذا الرجل و قال لي : " أفيقي يا سيدتي و تعالي كي أجلسك في مقعدا مريح " فمد يداه لي كي يساعدني , و بالفعل ذهبت معه و جلست على مقعدا مريح بينما هو واقف أمامي , كنت أخاف بأنه يريد مالا و أنا لا أملك شيئا فقال : " إلى أين كنتي تريدين الذهاب "
نظرت إليه : " لينكون "
ثم قال بيأس : " اوكلاند بعيدة جدا عن لينكون "
أصابني الجنون , أي مصيبة هذه .. . . اوكلاند تبعد عن لينكون تقريبا 90 ميلا و الميزة في لينكون أنها هادئة وسط الجبال . .
ثم أضاف : " لا تقلقي , تستطيع السفر من اوكلاند الى سكرمنتو بنفس هذا القطار , لان هذا القطار سريع لا يقف إلا في اوكلاند "
- " أشكرك جزيلا فأنت لا تعلم شيئا "
وغادر هذا الرجل العربة , فنظرت الى الشباك فأحس أني ابتعد و ابتعد عن أطفالي و لا سبيل للنجاة , لولا هذا الرجل الذي كاد ان يقتلني لكنت استقللت القطار الصحيح . ..
ثم نظرت مرة أخرى فوجدت القطار يمر من فوق بحيرة كبيرة فخطرت لي فكرة , فسرعان ما ركضت نحو السبنسة الوسطى و حاولت ان افتح الباب و لكنه محكم جيدا فنظرت حولي فوجدت مطفئة للحريق فتناولتها و كسرت بها زجاج الباب فجاء الي ذاك الرجل و قال بصوت عالي : " انتظري يا سيدتي هذا خطر " لم أعيره انتباهي و بالفعل قفزت من بين الزجاج نحو البحيرة و لكني خدشت قليلا من ساقي , فشعرت اني أستطيع إصلاح ما أفسدته , فرأيت صيدان يحاولان إنقاذي و بالفعل , و شكرتهم على ذلك و مضيت طريقي نحو لا هدف ,
كنت امشي في أماكن ريفية و كانت ملابسي مبللة بالكامل ,
و بدأت الشمس تشرق بقوة فظلت أمشي حتى جفت ملابسي فوصلت بعدها الى المدينة حيث الشوارع و المباني الضخمة و الزحام , و لكني متأكدة بأني لم ابتعد عن سكرمنتو فظلت أمشي و أمشي حتى علمت بأنها مدنية دافيس
فحاولت ان ابحث عن طريقة للعودة الى سكرمنتو سواء بالقطار او حافلة كي الحق بأولادي بينما انا مارة في إحدى الشوارع وجدت عند بائع الصحف إعلان كبير يقول " مقتل سياسي كاليفورنيا جورجي فيليب على يد ***** " و للأسف وجدت صورة لي فركضت بسرعة دون ان يشعر بي بائع الصحف. لاني تركت بطاقة تحقيق الشخصية لدى موظف استقبال الفندق , ما هذه السرعة في نشر الفضائح . . . فسألت احد المارة عن طريقة للذهاب الى سكرمنتو فعلمت انه يستحيل بالقطار إما سيارة أجرة او سيرا على الأقدام , و انا لا أملك مالا و بالفعل توجهت نحو سكرمنتو سيرا على الأقدام فكنت كل ساعتان أستريح ساعة او ساعتان و ربما ثلاث و لكن عندما حل الظلام و لم أستطيع إكمال مسيرتي ففكرت بالبقاء في فندق ما حتى صباح فذهبت الى فندق صغير و طلبت منه الإقامة حتى الصباح فقال لي : " حسنا سيدتي هل لي ان ارى تحقيق الشخصية "
ترددت قليلا و قلت : " انا أسفة لقد فقدتها في .. "
رد بروتين ممل : " انا أسف سيدتي و لكن هذا نظام الفندق يجب ان أرى تحقيق شخصيتك "
فخرجت و دخلت فندق آخر و قال لي نفس الجملة ْ حتى صادفت و دخلت فندق كبير فوجدت بأن الأمن و الشرطة يحيطون بالفندق فسألني احد الرجال و قال لي : " الى أين يا سيدتي " فقلت له " أريد حجز غرفة " فقال لي " اذهبي الى الاستقبال من هناك "
و تحدثت مع موظف الاستقبال و قال لي نفس الجملة فحاولت ان أترجاه لان الوقت قد تأخر و كنت أريد أنام لساعات طويلة فقال لي : " أسف يا سيدتي " فجاء رجل من الخلف يقول :
" ما الأمر ؟ "
نظرت إليه فرأيت رجل أسمر في عقد الرابع له شارب خفيف , حجمه في المتوسط و أصلع الشعر . . .
فقال له الموظف : " يا سيدي هذه السيدة تقول أنها تريد حجز غرفة و ليس لديها ما يثبت شخصيتها "
نظر الي هذا الرجل الغريب و لكن ملامحه ليست أمريكية فهو بالطبع إما أسباني او إيطالي
فقال لي بأمريكية ركيكة : " ما قصتك يا ابنتي ؟ "
- " يا سيدي .. كنت اريد السفر من سكرمنتو الى لينكون و لكني أخطأت بالقطار فضاعت أموالي و كذلك بطاقة تحقيق شخصيتي و أريد ان أنام حتى الصباح فقط "
صدر منه صوت همما و قال : " هذا نظام الفنادق هنا , تعالي معي "
فذهبت معه و خرجنا خارج الفندق و كنا عندما نمر من أمام الرجال الشرطة كانو يبادلونه التحية فعلمت بأنه شرطي , جاء في مخيلتي بأنه عرف ما أمر مقتل فيليب و أني هاوية لا محالة , فظلنا نمشي و نمشي حتى صادفنا سيارة فقال لي : " اركبي "
فقلت له : " ماذا " أعاد جملته ببطء : " اركبي السيارة "
- " لماذا "
- " أريد مساعدتك ليس إلا , لدي بيت في وسط المدينة سوف أأخذك إلى هناك كي تقضي ليلتك و عند الصباح تستطيعي ان تغادري "
- " حسنا " فركب هذا الرجل في المقعد الأمامي و انا ركبت في المقعد الخلفي فهناك سائق خاص يقود السيارة
فقال له : " انطلق الى بيتي "
في وسط الطريق سألني : " ما اسمك "
و كأني كنت نائمة : " ماذا قلت "
- " سألتك ما اسمك ؟ "
ترددت قليلا فقلت له : " أنا سوزان "
ضحك و قال : " هل هذا اسمك الحقيقي "
احمر وجهي و قلت : " نعم و لماذا تسأل "
يتحدث معي دون ان ينظر إلي: " لا و لكن انا اعرف مدينة سكرمنتو كلها , على مدى 50 عاما لم يسبق لأحد ان أطلق تسمية سوزان على ابنته "
ثم أضاف : " حسنا , و من أي عائلة أنتي "
- " هل انت تحقق معي "
- " لا بالطبع و لكن قد أعرفك او اعرف عائلتك "
- " نحن من سان فرانسيسكو "
- "حسنا لقد وصلنا " و توقفت السيارة على الفور ثم ادر وجه الي و قال :
" هذا مفتاح البيت " و أعطاني مفتاح صغير
ثم اضاف : " الشقة في الطابق الخامس شقة رقم 510 "
ثم قلت له : " أشكرك " و نزلت من السيارة و انطلقت على الفور . . .
هذا الرجل جاء لي نجدة من السماء
دخلت البيت فرأيت رجل الأمن فقلت له أريد الذهاب الى الطابق الخامس
فقال لي : " ها هو المصعد " فصعدت الى الطابق المراد و من ثم الشقة المطلوبة , فدخلت الشقة فرأيت بيت مرتب و أنيق و رأيت سيدة كبيرة في العمر جالسة على الأريكة أمام التلفاز
صدمت عندما رأيتها و لكن هدئتني عندما قالت : " ابني أخبرني بأنك قادمة يا سوزان , أهذا اسمكِ أليس كذلك "
حركت رأسي و كأني أقول لها نعم
ثم قالت : " تعالي تفضلي اجلسي هنا "
جلست بجوارها و قالت : " لا بد و انكِ جائعة "
لم أستطيع ان أبادلها الرد لأني محرجة من هذا الموقف
فقالت : " لقد أعددت لك الحمام أدخلي استحمي و ستجدي العشاء جاهز "
بسرعة : " لا لا أريد ان ... "
- " لا بأس يا ابنتي تفضلي "
- " حسنا "
استحممت و بعدها تناولنا العشاء فقلت لها : " من أين انتم "
فقالت : " من ميلان , و لكن أبني يعمل في مجال التحقيقات و جاء هنا من اجل حراسة إحدى الفنادق , و أنتي "
- " انا من سان فرانسيسكو "
- " ليس لديكي أحد هنا "
- " لا "
- " حسنا اذهبي إلى مخدعك "
*****************
بعد عناء هذه الليلة المريرة استيقظت عند الصباح لأول مرة اشعر بالأمان , لكن ماذا حدث لأولادي , و هل سو برفقتهم لا لا اعلم , فلاحظت شخص ما يفتح باب الغرفة فوجدت السيدة المسنة تقولي لي " تعالي يا ابنتي الإفطار أصبح جاهزا " فقلت لها : " سأوافيك على الفور "
قمت من مخدعي و مررت بجوار السيد الذي أنقذني بالأمس فقال لي : " صباح الخير " فبادلته التحية و اتجهت الى دورة المياة ثم جلست و تناولت الإفطار معهم فدار الحديث بيننا فقال لي هذا الرجل : " الن تقولي لي أسمك الحقيقي " نظرت إليه بينما كنت أتناول الإفطار , فقلت له : " لقد قلت لك سوزان " , فأشار بيده " أكملي سوزان ماذا " فسمعت صوت جرس المنزل فقام هذا الرجل كي يفتح الباب اذ هو بائع الجرائد فجلس على مقعده و هو يقلب بالصحيفة فنهضت و قلت " بعد ازنكم " فقال " انتظري "
نظر إلي : " لم تكملي إفطارك بعد "
- " لا شكرا سوف أغادر فورا و شكرا على مساعدتكم لي "
قمت بتجهيز نفسي للمغادرة فقال لي الرجل : " الي اين سوف تذهبين "
- " سوف اذهب الى سكرمنتو "
- " كيف سيرا على الأقدام ؟ "
- " نعم لاني لا أملك مالا "
ثم نظر الى الصحيفة و يقلب في صفحاتها و قال :
" الشرطة تبحث عنك , ولا فائدة من الهرب "
نظرت إليه بسرعة : " ماذا "
فنظر إلي و قال : " الشرطة تبحث عنكي يا ميرندا و لا فائدة من الهرب "
بكيت و قلت : " و لكن لم اقتله "
- " اذاً من ؟ "
- " رجل بدين لا اعرف اسمه "
- " تعالي و أسردي لي قصتك , أنا هنا كي احمي بعض ممتلكات شخصية هامة و ليس كي أمارس القانون هنا , لذلك لا تخافي مني , ثم .. ثم أنتي بريئة لماذا تهربي "
- " انا الوحيدة المدانة في هذه القضية " و سردت له قصتي كاملة و عندما اقتنع بأني بريئة قال : " حسنا ابقى انتي هنا "
- " لا من فضلك دعني اذهب , اولادي في لينكون او نيفادا .. لا اعلم اين هم ... و قلبي متوهج
اريد سماع أي أخبار عنهم "
- " انتظري هنا و انا سوف اذهب كي اجد لكي طريقة ما للخروج من هنا "
فقلت له : " ما اسمك "
نظر إلي : " انا ايفن .... ايفن كابيتشي "
فخرج كابيتشي من باب المنزل فقالت لي أمه : " لا تقلقي اذا كنتي بريئة فسوف تظهر براءتك قريبا . . . . "
ذهبت الى غرفتي فدارت في مخيلتي فكرة فقمت بالاتصال بدليل كاليفورنيا و سألتهم عن رقم هاتف الفندق و بعدها قمت بالاتصال بالفندق فرد علي موظف الاستقبال : " هل أستطيع ان أساعدك "
- " نعم من فضلك اريد الحديث من غرفة 661 "
فرد قائلا : " آنسة جين جورجي ؟ "
فقلت له : " نعم ها هي " فرد قائلا : " انها لم تعود الى غرفتها منذ آخر مرة خرجت لقد أصيبت بطلق ناري فهي في المستشفى "
- " هل تستطيع ان تعطيني رقم المستشفى "
- " حسنا سيدتي رجاء الانتظار "
فأخذت الرقم منه و شكرته .
فعلمت ان الفتاة التي ساعدتني على هرب هي ابنة جورجي فيليب و لكن ما مصلحتها في مقتل أبيها . . . . .
فقمت بالاتصال بالرقم الذي أخذته منه و قلت : " مرحبا سيدي هل لديك مريضة تدعى جين فيليب "
قال لي : " لحظة من فضلك ... نعم سيدتي "
- " هل لي أن أتحدث معها "
- " لحظة واحدة " و انتظرت تقريبا دقيقتان ثم قال " يا سيدتي أنها متعبة جدا و لا تستطيع ان تتحدث مع احد "
- " حسنا أشكرك "
و بعد ساعة تقريبا جاء كابيتشي و قال لي : " يجب ان تذهبي خارج هذه البلاد , ما رأيك بأن تأتي معي إيطاليا "
- " لن أتحرك من هنا حتى أرى أولادي "
- " لينكون مدينة صغيرة جدا و أي خطوة هناك تسُجل "
- " لقد عرفت من هي الفتاة التي أنقذتني "
- " من هي ؟ "
- " أنها ابنة فيليب و كانت على علم بالجريمة "
- " ابنته ؟؟ "
- " لقد اتصلت بالفندق و اخبروني أنها في المستشفى لأنها مصابة , لم تمت "
- " ما اسم هذه المستشفى ؟ "
- " لا اعلم و لكن ها هو رقمها "
- " قد يكون اعترفت لهم بمخططها لهروبك الى لينكون مع أطفالك , من الممكن انه وجدوهم , أنتي هنا بأمان "
- " من فضلك أريد السفر الى لينكون "
- " لا لا انتظري السفر عبر الطائرة مستحيل لكي , فأنتي مطلوبة للعادلة بتهمة القتل "
أصابني اليأس مرة أخرى فقلت له : " سوف اهرب منهم "
- " ماذا , هذا أشبه بالانتحار ... "
بقوة : " و ما الفرق , هكذا انتحار و هكذا انتحار "
- " قلت لكي اصبري "
- " لا .. بعد إذنك أريد مغادرة هذا البيت "
- " الى اين سوف تذهبين ؟ "
- " لا اعلم سوف أتابع سيري حتى اصل الى سكرمنتو و منها سوف أتتدبر أموري و اذهب الى لينكون "
- " حسنا , و لكن سوف اذهب معكي , انا لدي سيارة "
فخرجنا سويا و ركبنا السيارة و انطلقت بنا الى سكرمنتو فبعد نصف ساعة تقريبا وصلنا الى المدينة فقال لي : " ماذا تريدي ان تفعلي ؟ "
- " أريد ان أرى ابنة القتيل , لأن حياتي بيدها "
فاستطاع كابيتشي الوصول الى المستشفى و في كل محاولة مثل هذه احمد ربي كثيرا لأني عثرت عليه , فذهبنا الى المستشفى المرادة , فعندما وصلنا أخذني و ابتعدنا بالقدر الكافي و قال لي : " انتظريني حتى أأتي سوف ادخل المستشفى و سأتدبر ماذا افعل "
و فعلا دخل المستشفى و بعد ربع ساعة رأيت من بعيد السيد كابيتشي يخرج من المستشفى فأقترب مني و قال : " الآنسة جين فقدت النطق و لم أستطيع ان أأخذ منها كلمة واحدة "
ياإلهي ما هذه المصيبة
- " هل انت متأكد , أي لن تقول الحقيقة أبدا و سأبقى في عداد الموتى "
- " تعالي معي تعالي "
و ذهبنا نحو مقهى سياحي صغير فقال لي : " صدقيني سوف اثبت لك براءتك و وراء هذه الفتاة سر "
باستغراب : " سر ! "
- " لا اعلم حتى الآن و لكن لم أستطيع أن أتكلم معها على انفراد و من الممكن - و لست متأكد - ان تكون في حالة جيدة و ادعت أنها فقدت النطق كي تحمي نفسها "
ظهر على وجهي الابتسامة و قلت : " أتمنى ذلك و لكن هذا محتمل الحدوث أليس كذلك "
- " نعم "
ثم جاء النادل و قال : " مرحبا يا سيدي "
رد عليه السيد : " من فضلك نريد كأسان من الليمون "
بكل أدب : " حسنا سيدي " و غادر على الفور . . .
قلت له : " هل لدينا أمل "
- " لا تقلقي , الأمر بسيط إذا استطعت ان أتحدث مع جين "
ثم أضاف : " الغريبة ان لم يحقق معها أحدا بسبب الحادث و هذه مشكلة للمستشفى "
- " و هل هذا قانوني "
- " بالطبع لا ... "
جاء النادل و هو يحمل الصينية فقدم لنا كأسان من الليمون و قال : " هل هناك طلب آخر "
- " لا أشكرك " و ذهب النادل فورا . .
و عندما فرغنا من الليمون قال لي " هيا بنا "
- " الى أين "
- " سوف نذهب الى لينكون "
- " و لكن لماذا "
- " سوف نبحث عن أولادك لا تقلقي "
فطلب الفاتورة من النادل فدفعها و خرجت معه خارج المقهى فوجدنا سيارة سوداء تنتظرنا فقال لي : " اركبي "
فركبنا و انطلقت السيارة بسرعة نحو لينكون لم يمضي سوا ساعة تقريبا حتى وصلنا محطة قطار لينكون فقال لي : " انتظري هنا " و ذهب بعيدا عني فنظرت الى ساعة يدي كانت الرابعة عصرا . . . . فبعد دقائق جاء ايفن و ركب السيارة و التفت نحوي و قال : " لقد سألت أحدى موظفو المحطة و قال : " بأنهم لم يروا أي طفلان بمفردهم "
- " قد تكون سو معهم "
أومأ برأسه : " نعم قلت لهم بأن محتمل ان يكون في رفقتهم خادمة في منتصف عمرها و لكن رده كان بسلب "
ظهر على وجهي الاستياء حتى قال : " قال لي الموظف بأن في آخر هذه الشارع فندق صغير من المحتمل بأنهم أوه إليه "
ببهجة : " حقا "
- " سوف نذهب الآن "
ثم أمر السائق بالذهاب نحو الفندق لم يمضِ سوا دقيقتان حتى وصلنا فنزل ايفن إلى موظف الاستقبال و بعد دقيقتان عاد إلي و قال للسائق : " ابتعد عن الفندق اربع اميال "
و عندما ابتعد نظر إالي و قال : " أولادك هنا "
فنظرت إليه بشدة : " حقاااا "
- " نعم و لكن قال لي بأن هناك رجل برفقتهم "
- " رجل و من هو "
- " من المؤكد بأنه من رجاله "
أصابني اليأس : " و الحل "
نظر الى السائق : " أريدك ان تراقب هذا الفندق من الآن حتى اتصل بمن سوف يساعدني "
ظهر على وجهي الاهتمام : " من هو "
- " رجل من المباحث الفيدرالية "
- " ماذا تقول "
- " لا تقلقي فهو يثق بي و لن ادعه يلمسك .. "
فنزل من السيارة و وقف بجوارها و اتصل بهاتفه اللاسلكي و قال : " سيد جاب مرحبا بك , اين أنت الآن ... , حسنا انا انتظرك في بالقرب من المحطة لا تتأخر معي لك مفاجأة ... تعال و أنت ستعرف "
اغلق هاتفه و اقترب من السائق و قال له : " ابقى أنت هنا و راقب الفندق كما قلت لك "
فقال لي " تعالي يا ميرندا " , فذهبنا الى مطعم صغير كي نتناول الغذاء
فجلسنا و طلب ايفن الغذاء من النادل
فقلت له باستغراب : " بماذا تفكر ؟ "
نظر إلي : " لقد اتصلت بشرطي من المباحث الفيدرالية اعرفه معرفة جيدة و سوف يساعدنا في قضيتك "
بسرعة : " و لكن اخاف ان .... "
- " لا تخافي , سوف يقف بجانبنا "
جاء النادل و هو يحمل معه الطعام , و بعد دقائق رن هاتفه , فمد يداه في جيبه و اخرج هاتفه و اجاب : " جاب ... أين انت ...... حسنا نحن في مطعم جالديور ... في انتظارك "
و بعد مرور خمس دقائق رأيت رجل غريب قادم نحوي و لكني كنت أرى في وجه حبل المشنقة بالرغم انه شاب وسيم , فجاء و عدل كرسيه و جلس بهيبة فاضحة و نظر إلي و قال بقوة :
" انتي ميراندا والكيراذا , المباحث الفيدرالية بأكملها تبحث عنك "
أدركت بأني في ورطة حقيقة فخطرت لي فكرة بالهرب
فقال له ايفن : " اسمعني جيدا هذه السيدة بريئة من تهمة قتل فيليب , و دليل براءتها مع فتاة في مستشفى في سكرمنتو , و هي بين الحياة و الموت و اذا لم نصل في الوقت المناسب سوف نضع هذه السيدة البريئة في سجن مدى الحياة "
فنظر إلي مرة آخرى و قال : " اسردي لي قصتك .. "
فسردت له القصة كاملة و كان يستمع لي بإمعان شديد , و عندما انتهيت
قال بقوة : " أنتي هنا في مأزق و هذه الفتاة ربما لن نستطيع ان نصل إليها بسبب الحراسة و .... "
رد ايفن قاطعه : " لم يحقق معهم احد بسبب الحادث اطلاق النار "
جاب : " اسمع يا ايفن امامنا الآن طريقة يجب استغلالها , سوف اذهب الى المستشفى و استجوب هذه الفتاة و أعلمك بالتفاصيل كلها "
رد ايفن مسرعا : " نعم نسيت هذه الفتاة فقدت النطق "
- " اوووو هنا مشكلة "
- " لكن جاءني إحساس بأنها اختلقت هذه الفكرة , لا تنسى انها معها دليل براءة أمرآة آخرى و اذا تفوهت بكلمة سوف يقتلونها لذلك ادعت انها فقدت النطق "
قام جاب : " حسنا هيا بنا "
نظر ايفن إليه : " إلى أين "
- " اذا كانت قد ادعت بأنها فقدت النطق سوف اعرف كيف اخرج منها الكلام "
قمنا معه و ذهبنا نحو سكرمنتو مسرعا فقال جاب يحدث ايفن : " سوف اذهب انا و انت الى المستشفى و نطلب بالتحقيق و لكن كي لا يعترضنا احد سوف احصل على أمر من شرطة سكرمنتو أولا , ما رأيك "
رد ايفن : " حسنا و انتي يا ميرندا ابقي انتي هنا "
و اقتربت السيارة من قسم شرطة و نزل جاب و قال لنا : " انتظراني هنا سأعود على الفور "
و دخل جاب قسم الشرطة , فنظر الي ايفن : " اتمنى ان يحدث ما اريده , اذا كانت الفتاة ادعت بأنها فقدت النطق سوف نستجوبها و نظهر براءتك " قال ذلك و ابتسم
لم يمض عشر دقائق حتى عاد جاب و ركب السيارة و قال : " لقد حصلت على اذن بالتحقيق معها هيا بنا " و ادار السيارة و ذهب الى المستشفى و بعد دقائق وقفت السيارة في المكان المخصص لها و نظر الى ايفن : " هيا بنا و انتي يا ميرندا ابقي هنا "
نزلا ايفن و جاب من السيارة و بعد دقائق عادا الى و على وجههم علامة اليأس فركبا السيارة فقلت لهم بإهتمام : " ما الأمر "
نظر ايفن إلي : " لقد خرجت من المستشفى "
- " الى أين "
- " لا اعلم و لكن تعافت و خرجت برفقة امها "
بعد دقيقة و مازلنا في مكاننا قلت : " يا سيد جاب اذهب الى فندق فور سيزون سكرومنتو ستجدها هناك "
نظر جاب إلي : " ما الذي أكد لكي "
- " مجرد حدس , من فضلك أسرع "
و بالفعل أدار سيارته و انطلق الى الفندق الذي حدث الجريمة فيه , بدأت الشمس تغرب قليلا , فوقفت السيارة على بعد ميل من الفندق
قلت لايفن : " الغرفة رقمها 661 و اسمها جين فيليب "
و نظر جاب إلي : " انتظري هنا "
نزلا جاب و ايفن و دخل هذا الفندق المشئوم , فظلت انتظر و انتظر حتى مر تقريبا ساعة و ربما أكثر , فنزلت من السيارة و وقفت بجوارها فظلت انظر الى الفندق من بعيد حتى سمعت صوت غريب من خلفي يقول لي : " هل لي ان ارى تحقيق شخصيتك يا سيدتي "
فنظرت خلفي فوجدت رجل من رجال المباحث , ماذا افعل فظلت انظر حولي قد أجد احدهم
فأعاد طلب : " هل لي ان ارى تحقيق شخصيتك يا سيدتي "
فقلت له : " انا أسف و لكني أضعتها "
فقال لي : " انتي رهن الاعتقال , من فضلك تعالي معي "
صمت ثم قلت : " الى أين "
فجاء جاب يهرول محدثا هذا الرجل : " ما الأمر "
نظر الرجل الى جاب : " من أنت "
اخرج شارته و الى رجل فخّر مفزعا : " انا أسف سيدي , و لكن كنت أقوم بعملي "
رد جاب بهدوء : " حسنا حسنا , هذا السيدة في عهُدتي "
فأنصرف الرجل فشعرت بالأمان فنظرت إليه : " انا اسفة و لكن .. "
رد مسرعا : " لا بأس "
نظرت حولي و لم اجد ايفن : " اين السيد ايفن "
- " انه هناك "
فقلت له : " ماذا حدث "
قال بتردد : " يجب ان تسلمي نفسك او يقبض عليكي "
فقلت بإبتهاج : " ماذا تقول "
- " نعم هذا الحل الوحيد و عندها سوف تطلبي شهادة الفتاة جين و وقتها سوف يتم الإفراج عنك "
- " ما امر جين "
- " كما توقع ايفن لقد تحدثنا معها عبر الورق على إنفراد "
- " اين ايفن اذن "
- " في غرفتها و يجب ان تسلمي نفسك صدقيني و عندها اطلبي شهادة جين "
- " لا لا انه جنون "
- " لا أستطيع إحضارها الى قسم شرطة بدون القبض على المتهم , لماذا لا تريدي ان تصدقيني "
ماذا افعل أنني محتارة هل اسلم نفسي للشرطة و لكن قد يحدث خطأ و القضية كلها تصب فوق رأسي , .... فنظرت إليه بثقة : " هل تضمن لي النتيجة "
رد بتردد : " نعم ... نعم اضمنها "
مرة آخرى بتأكيد : " هل تضمن لي النتيجة " فرد بثقة : " نعم "
- " انا موافقة , و أولادي "
- " ايفن اخبرني اين هم و سوف اطلب قوة لمحاصرة الفندق "
ركبنا السيارة و انطلقت بنا الى قسم شرطة سكرمنتو و هناك أبلغناهم بأني أريد تسليم نفسي للشرطة و لكني اريد طلب شهادة ابنة القتيل , جين جورجي فيليب
و صدر امر بسرعة بإحضار الفتاة الى قسم الشرطة و عندها شعرت بأن الكابوس على وشك إنهاءه و عند حلول الليل جاءت الفتاة و معها رجلان من الشرطة و كذلك السيد ايفن ,. .. . .
جلس رجل النائب العام أمام مكتب عريض و كذلك الفتاة جين و لكن حالتها لم تعجبني و كذلك ايفن و جاب
قال هذا الرجل لي : " ميراندا جون والكير , اليس كذلك "
بكل تواضع : " نعم سيدي "
- " هل تخبريني بما تعرفينه "
اقتربت منه و قلت : " يا سيدي انا ليس لي ذنب في كل هذه القصة كل ما حدث انا ليلة وقوع الجريمة جاء إلي رجل يدعى شون في مكان عملي و قال لي ان رئيسيه يريدني فذهبت إليه و عرض علي انا أساعده بقتل جورجي فيليب .... "
قاطعني قائلا : " ماذا تعملين "
- " يا سيدي , زوجة فيليب كانت لديها منزل لممارسة الرزيلة و للأسف بعد موت زوجي في العراق اضطررت ان اعمل معها فقط من اجل أولادي ليس إلا "
- " حسنا أكملي "
- " طلب مني أن أساعد في قتل هذا الرجل و المقابل عشرة ألاف دولار , بالطبع رفضت لكنه هددني بقتل أولادي .. و عندما ذهبت الى الفندق المشئوم جاء فيليب إلي و لكنه كان ثملا فسقط على الأرض دون ان المسه او يلمسني فدخل رجل لا اعلم من أين فقتله و كاد ان يقتلني و لكنه ضربني بالمسدس و فقدت الوعي تمام و عندما أفقت خرجت من غرفتي و كدت اهرب خارج الفندق لكن استقبلتني جين هذه " و أشرت إليها
ثم قال : " هل تستطيع ان تصفيه لي "
- " فيليب اما الذي اتفق معي "
نظر باستياء : " الثاني "
- " انا لا اعلم ما اسمه و لكنه بدين جدا و ووجه غريب ليس كسائر البشر , و كان بيده سيغار كوبي و يرتدي بذلة سوداء ... هذا ما أتذكره "
ثم نظر الرجل إليها و قال : " هل هذا صحيح "
اقتربت جين قائلة بصعوبة : " ان ... ميرندا لا يد لها في قتل أبي , انما هناك رجل آخر هو المسئول و كل ما قالته لك هو صحيح . . . "
ثم نظر الي هذا الرجل ثم نظر إليها و قال : " و من هو هذا الرجل "
نظرت إليه و قالت : " هل ميرندا بريئة ؟ "
بعدم اهتمام : " يجب اعرف من الجاني أولا "
اقتربت منه خائفة قالت له : " انه . . انه ... " بينما انا كنت اشعر بأني حياتي بكلماتها
و لكنها لم تكمل فلم نشعر إلا بإطلاق نار جاء من جهة النافذة نحو الفتاة فسقطت ميتة . .
قام بسرعة رجل النائب العام وتفحص النافذة و خرج من الباب للحظات بينما انا سقطت فاقدة للوعي فحاول ايفن إيقاظي بصعوبة و بعدها شعرت بقدوم النائب العام و معه رجلان فقاما بحمل الفتاة و خرجا .. . و شعرت بأن حياتي خرجت معها . .
نهض النائب العام و ظبط سترته و قال لي : " انا أسف يا مدام و لكنك سوف تبقي معنا حتى الصباح "
نظرت الى ايفن و كأني اسأله ما العمل , تقدم جاب إليه و قال : " يا سيدي ان هذه الفتاة بريئة و لا يحق لنا حجز حرية إنسان برئي "
قال : " يا سيادة المحقق جاب لدي جريمة قتل و لدينا مجني عليه و سلاح و بصمات و متهم فالجريمة أطرافها كاملة . . . و انا أسف لا أستطيع أقدم شيء آخر "
لقد علمت بأن الجريمة كلها ستصب فوق رأسي و لا سبيل للنجاة , فلم اشعر إلا برجل امسكني من يدأي و يقول لي " من فضلك تعالي معي "
فذهبت معه و عياني تنظر الى ايفن و جاب و كأني أودعهم . . .
فدخلت الى غرفة صغيرة و جلست بمفردي على مقعد أكثر من خمس ساعات دون ان أغفى دقيقة واحدة . . .
حتى دخل علي رجل من الشرطة قائلا : " السيد النائب العام يريدك في مكتبه "
ماذا يريد مني , ذهبت معه الى المكتب و لكن لم أصادف ايفن او جاب فأصابني الاستغراب , ربما تركوني عندما أوقعاني في المصيدة . . .
دخلت المكتب فوجدت نفس الرجل الذي كان يحقق معي و بجواره رجل يسجل الجلسة
فقال لي النائب العام بكل هدوء : " تعالي يا ميرندا اجلسي هنا " فجلست أمامه و انصرف المعاون على الفور
نظر إلي : " هلا بكي تعترفي و تريحي نفسك من هذا العذاب "
نظرت إليه بكل إعياء و قلت له : " يا سيدي اعترف بماذا .. انا لن ارتكب شيئا "
ثم سكتت و قلت بعدها : " لا اعرف سوا الرجل البدين و شون و جين فقط "
رد بهدوء : " ما دليلك على ان الرجل البدين اتفق معكي و انه هو من قتله "
حاولت أتذكر و لكني لم اهتدي : " لا سيدي "
ثم صرخ و قال : " يا حضرة المعاون "
دخل الرجل ذاته و لكني صرخت : " نعم ... نعم تذكرت شيئا "
بإهتمام : " و ما هو ... "
نظرت الى المعاون فوجدته ينظر إلي بحدة
فقال النائب العام للمعاون : " انتظر في خارج حتى أناديك " فخرج المعاون و اقتربت من النائب العام و قلت : " شون .. شون عندما جاء للحصول على المتعة المحرمة في ذالك البيت المشئوم .. السيدة التي أخذت منه المال بتأكيد على علم به او تعرف طريقة للوصول إليه .. "
عندما سمع هذه الكلمات مني انتصبت و قال بشدة : " الآن حتى تذكرتي "
وتركني و خرج خارج المكتب و اغلق الباب وراء , فجلست على المقعد حتى يأتي
و بعد دقائق جاء و معه رجلان غريبان , فقال لي : " اكتبي لي عنوان هذه البيت و اسم السيدة التي تدير هذا البيت "
تناولت القلم منه و دونت ما أراد مني , فأعطا الورقة الى احدهم و قال له : " اذهبا الى هذه العنوان و احضرا السيدة المطلوبة حالا مهما حدث لا تعودا من غيرها "
رد احدهم بصوت أجش : " حسنا سيدي " و انصرفا على الفور
فجلس مرة أخرى و قال : " اذا كنتي على صواب فسوف تظهر براءتك "
فقلت له : " الخطأ خطئي منذ البداية , ما كان علي ان اتجه الى ذالك البيت "
ثم قلت : " اين المفتش ايفن و السيد جاب "
رد بعدم اهتمام : " وجه إليهم تهمة تسّـتر على قاتل مطلوب للعادلة "
فدفنت وجهي في يداي و قلت : " يا إلهي لقد ... "
فسمعت صوت فجأة منه : " اذا كان كلامك صحيح فسوف يتم اطلاق سراحههم "
مرت ساعة تقريبا بعد ذلك دون ان يتحدث او يهمس او ينظر حتى إلي
حتى جاء المعاون يقول : " سيدي السيدة مدام إليزا تنتظر في الخارج "
ظل النائب العام يفكر قليلا ثم قال له : " دعها تدخل "
ثم نظر إلي و قال بهدوء : " لا تتفوهي بكلمة دون ان اعطيكي الإذن "
دخلت السيدة الي تدير المنزل و تدعى إليزا جي كيه من كاليفورنيا كبيرة في السن
و لكنه رشيقة و أنيقة و تحافظ على جمالها .
دخلت بكل هدوء و تواضع فنظرت إلي و قالت : " ميرندا ماذا حدث ... اجيبيني "
فطرح النائب العام على المكتب و صرخ : " مرحبا "
نظرت السيدة إليه و قالت : " ما الأمر يا سيدي ... ماذا حدث "
رد عليها : " اجلسي أولا "
ثم اضاف : " هل تعرفي هذه السيدة ؟ "
ردت : " نعم انها ميراندا ... اعرفها "
فرد قائلا : " ممم .. حسنا .. ميراندا تقول ان يوم الخامس و العشرون جاء شاب يدعى شون كي يحصل على المتعة المحرمة في بيتك على هذا صحيح "
بكل استغراب : " شون ... و ما دخل شون في الأمر برمته ... "
رد عليها بهدوء : " مدام إليزا ... انا هنا الذي اطرح الأسئلة .. أجيبيني من فضلك "
بكل ثقة : " نعم هذا صحيح جاء إلي شون و طلب مني فتاة جديدة لأنه تقريبا لم يترك فتاة في البيت بأكلمة إلا ومارس الحب معها "
فقلت في نفسي لقد اختار المراة الخاطئة
فرد عليها النائب العام : " أي انه زبونك الدائم "
ردت بكل جراءة : " نعم و و ما التهمة في ذلك "
بعدم مبالاة : " لا لا شي فقط من فضلك اكتبي لي عنوانه و اسمه الثلاثي في هذه الورقة "
نهضت و قالت : " ماذا تقول .. لا بد ان اعرف ما الأمر أولا "
- " السيد شون يا سيدتي متهم في جريمة قتل و اذا لم تساعدينا سأعتبرك شريكا له "
- " و ما أمر ميراندا "
- " من فضلك اتركي ميراندا و شأنها "
- " حسنا " فتقدمت اليزا و كتبت ما اراد منها
فقال لها النائب العام : " ماذا تعرفي عنه "
جلست و قالت : " ليس الكثير , اعلم انه يعمل لدي شخصية هامة في كاليفورنيا "
باهتمام : " و ما اسمه "
- " لا لا اعلم "
- " هل بدا عليه شي حينما كان معها "
- " لا ادري و لكنه عندما دخل الغرفة خرج بعدها بـعشر دقائق فقط و ايضا كانت ميرندا بصحبته لم أستطيع الحديث معه لأني رأيتهم عن بعد فركبت السيارة و انطلقت فظننت انه لم يعجبه المكان هنا او ما شابه "
- : " حسنا سيدتي من فضلك وقعي هنا و انصرفي "
وقعّت و خرجت من الغرفة و هي تنظر إلي حتى أغلقت الباب
فنظر النائب العام إلي و قال : " شون هذه طرف , سوف أقوم بإستعداءه الآن "
فقلت بيأس : " أخشى ان يكونوا قد قتلوا "
فطلب بإحضار شون من العنوان المذكور و لم يمضي سوا ساعة حتى مثل أمام النائب العام
فطلب منه ذكر اسمه و عمره و عمله
فقال بكل أدب : " انا شون برايت عمري 35 عاما و ليس لدي عملا حاليا "
فصرخت في وجه و قلت : " ماذا "
سمعت صوت من خلفي " اشششش " من النائب العام
ثم نظر إليه و قال : " هل تعرف هذه السيدة " و أشار إلي
نظر شون بكل كبرياء , نعم كنت على وشك ان نمارس الحب سويا و لكن اتصلت بي زوجتي و أخبرتني بأنها تريدني لأمر هام "
نظر إليه و قال بتهديد : " هل أنت متأكد "
بتردد : " نــ .. نعم "
- " و ما هو هذا الأمر الهام "
و كأنه غير راضي لأنه يتدخل في أموره العائلة فقال : " كنت قد نسيت موعدها من الطبيب الذي يتابع حالتها لأنها حبلى - و ابتسم - فهو يتابع حالتها باستمرار "
بإشمئزاز : " زوجتك حبلى إذا "
- " نعم سيدي "
صاحبة البيت مدام ليزا قالت بأنك خرجت من الغرفة التي دخلتها بعد عشر دقائق لا أكثر , ليس ذلك فحسب بل اصطحبت معك السيدة ميرندا هل هذا صحيح ؟ "
نظر إلي و صرخ في وجهي و قال : " أنتي خرجتي معي هذه الليلة "
ابتعدت خطوات للخلف خوفا منه
فقال له النائب العام بعصبية : " ليس لك شأنا بها أبقى معي , هل خرجت معها ام لا "
- " لا و ليزا كاذبة "
- " قالت بأنك تعمل لدى شخصية مهمة فمن هي "
أصابني الرعب قليلا خفت يحدث ما حدث لجين يحدث معه و لكن الغرفة محكمة بالكامل ..
بهدوء : " لا اعمل يا سيدي "
- " حسنا " ثم صرخ و قال : " يا حضرة المعاون "
فدخل المعاون فقال له النائب العام : " زج بهذا الرجل السجن "
فهّم المعاون ان يمسكه من يداه فصرخ شون و قال : " يا سيدي انا لم افعل شيء "
بينما المعاون يحاول ان يخرجه من المكتب , فقال شون : " حسنا حسنا " فتركه المعاون
فأضاف شون : " ماذا تريد ان تعرف "
- " ماذا تعمل "
- " اعمل احد رجال السيد جرين ميشيل "
ظهرت على وجهي الإبتسامة
فقال النائب العام و علامات الدهشة : " جرين ميشيل رجل سكرمنتتو "
- " نعم "
أصابني القلق ... ربما أصابه الرهبة من الإسم فهو سياسي معروف ...
- " و من الذي قتل جورجي فيليب ذات الليلة "
- " المفترض انه تشيكوف انه روسي يعمل في الخفاء معه "
نظر إلي و قال : " هل تستطيع ان تصفيه لي "
- " نعم سيدي فهو ملامحه ليست أمريكية بالطبع هو روسي "
نظر النائب العام إليه : " و ما دور ميراندا "
- " ليس فقط إلا أنها تستدرجه في غرفتها ليس إلا "
- " حسنا وقعّ هنا ... و انتظر في الخارج "
نظرت إليه و كأني ابحث عن جواب فقال لي : " يا ميراندا أنتي متواطئة في هذه الجريمة لانك قبلتي هذا منذ البداية "
بسرعة : " خوفا على أولادي "
سكت لفترة ثم صرخ : " يا حضرة المعاون "
فدخل على الفور فطلب منه ان يحتجزنا في مكتب المحقق فيدوف و ان يبقى شخص ما في الغرفة لعدم حدوث مشاجرة او حديث بيننا "
و بالفعل احتجزنا في غرفة واسعة , لو يدر بيننا أي حديث او حوار و لكنه كان ينظر إلي نظرة اشمئزاز و لكني لم اعره اهتمام .
و بعد ساعات قليلة دخل المعاون و قال لي :
" يا سيدتي النائب العام يريدك و كذلك أنت - يا شون - "
فذهبنا نحو مكتب النائب العام فوجدت الرجل البدين جالس أمامه فأصابني الرعب من حجمه
فنظر النائب العام إلي : " تعالي يا ميرندا اجلسي هنا "
فجلست أمام هذا الرجل فنظرت الى الرجل البدين - جرين مشيل - بدون ان أعطه ردا نافعا
و كذلك تقدم شون من خلفي فقال له النائب العام : " تعال و اجلس هناك "
فقال النائب العام لجرين مشيل : " يا سيدي هل شون يعمل يديك "
قال بصوت أجشي : " نعم و ما في ذلك "
ثم أشار بيده إلي : " هل تعرف هذه السيدة "
فنظر الرجل البدين إلي بكبرياء ثم نظر إلى النائب العام و قال : " لا .. هل هناك شي آخر "
- " شون يقول بأنه جلب لك هذه السيدة في اليوم الخامس و العشرون "
ثم نظر الى شون ثم نظر الى النائب العام : " لا لم يجلب لي احدا .. و لا اعرف هذه السيدة "
قام شون و قال : " لا يا سيدي هو المسئول عن ذلك و لدي إثبات على ذلك "
قال النائب العام : " و ما هو "
- " جراز السائق الذي أوصلنا الى الفندق يستطيع ان يؤيد كلامي "
و بهذا انتهت هذه المغامرة حيث جاء السائق الذي تحدثت عنه و اعترف بما حدث و بعدها أطلق النائب العام سراحي و كذلك ايفن و جاب
فخرجت فوجدت السيد جاب و السيد ايفن و هنآني على البراءة ثم أضاف جاب :
" لدي مفاجأة من أجلك "
ثم أضاف باهتمام : " أولادك في انتظارك في السيارة "
فسرعان ما ركضت نحوهم و قبلتهم بحرارة شديدة و حمدت الله على رجعوهم إلي بالسلامة .
فشكرت السيد ايفن على ما فعله معي و كذلك السيد جاب , و بهذا بدأت حياة جديدة بكل ما تحمل الكلمة من معنى , قلت ربما حدث معي ما حدث لأني اتجهت الى طريق خاطئ من البداية و ها قد تلقيت درسا . . . .
حقا لقد كنت باغية في ضواحي ستوكتون و الآن أصبحت بريئة بحكم من النائب العام , . . .
ميرندا والكير 19/11/2010
كتبت بواسطة محمود غسان
تمت بعون الله