كان صمت الشقة يكاد يصم اذنيه...فتش عن القطين فوجدهما نائمين ليلاس تحت احد المقاعد اتجه الى غرفته انها الغرفة الوحيدة التي لم تمسها شخصيا فجاة ادرك انه يكره اشد الكره ديكورها ربما لدى اليس افكار جيدة لتغير مظهرها....
اعلنت ساعة غرفة الجلوس انها السادسة ...ولم يكن قد مر على خروج اليس الا خمس دقائق وضع ماكس كاس الغصير من يديه ثم ترك غرفته وراح يشغل نفسه بالمطبخ قليلا فاخرج قطعة لحم من البراد ثم اعادها فكر بتسخين ما تبقى من الغداء لكنه عاد وقرر ان ذلك سيكون جهدا عليه....اخرج دليل الهاتف وجلس قرب الهاتف على طاولة المطبخ يفتش عن ارقام المطاعم التي توصل الطعام الى البيوت ولكنه لم يشعر برغبة في البتزا او طعام الصني او.....صفق دفتر الدليل ورماه بعيدا ونظر الى ساعته انها السادسة والربع الن ينتهي هذا المساء؟
كان الوقت متاخرا عندمكا نوقف التاكسي امام الشقة بعد الرابعة صباحا ....ترجلت اليس ثم لوح لها اصدقاؤها مودعين قبل ان تنطلق السيارة مجددا وبدات ترتقي الدرج الامامي بحذر .
فتحت باب السقة ثم اقفلته وراءها لتدخل المطبخ تاركة وراءها حقيبتها ومعطفها وحداءها اضاءت المصباح ثم توقفت لحظات تفكر لماذا ىذخلت الى المطبخ ثم تقدمت الى البراد فاذا فيه قصعة من" الجلوا" ولكنها قررت الا تتناولها كانت تمد يدها الى طبق مغطى مثير للاهتمام حين كلمها صوت بهدوء يندر بشر"تاخرت قليلا في العودة الى المنزل ....اليس كذلك؟"
سحبت راسها من البراد والطبق في يدها ...رفعت طرف الغطاء عن الطبق وقالت"اتحب قليل من بقايا ه البطاطا؟"
طافت عيناه الزرقاوان على قدها المياس ثم عادتا تانية الى وجهها"الم تسرفي في التبرج لمجرد قضاء امسية مع اصدقاء؟"
ردت بترفع"كانت امسية احتفلوا بها بعيد ملاد عشاء فاخر مختار
وطال وقته كذلك ...لقد مضى على خروجك اكثر من عشر ساعات عبست قبل ان تعيد الصحن الى البراد ذهبنا الى ملهى بعد ذلك ماذا عندك لاتناوله؟اه عظيم ايس كريم "
فتحت الدرج الخزانة تفتش عن ملعقة فقال ماكس بحدة"الم تفكري في انني قد اقلق عليك؟فقد يصيبك مكروه"
نظرت بحدة "مكروه"
هل انت بكامل وعيك اليس؟
بكل تاكيدليلاس
ادركت لتوها ما يرتديه 0...كان يرتي روبا اسود قصيرا مرخى حزامه بحيث اظهر صدره البرونزي واكملت بحدة"عليك الا ترتدي ملابس كهذه ليس عدلا"
لماذا؟
منتديات ليلاس
لان ما تراه يفعل باحاسيسها الافاعيل احست بنفسها تقترب من حدود محرمة سالته بادب "هل ايقظتك؟"
اجل
اه حسنا انا اسفة لماذا لا تعود الى النوم؟
ابتسم "اتمانعين ان اصطحبتك معي؟"
لا اعني ....بلى فانا لست متعبة بل جاءئعة
وانا كذالك
مدت له الايس كريم "اترغب في تناول شيئا منه؟"
رفعت العلبة الى انفها ثم قالت "انه بالشوكولا"
دفع ماكس نفسه عن الباب واجتاز المسافة الفاصلة بينهما بسرعة "انت جائعة حقا؟"
وجدت اليس انه الان قريب جدا منها فارتدت اربع خطوات الى الوراء ولكنها اصطدمت بطاولة المطبخ...صاحت متالمة قبل ان تسحب كرسيا وتجلس.
كنت احتفل
تحتفلين بعيد ملاد صديقك اعرف.
لم يكن عيد ملاد صديقي بل عيد ملادي انا عيدي الحادي والعشرين....
انضم اليها على الطاولة وقال ببطء"اسف اليس لم اكن اعرف"
ارتفع دقنها "هذا لان ذاكرتك عفنة"
كان التاريخ مدونا على تراخيص الزواج ....اليس كذالك ؟....بالله عليك اليس هل توقعت مني ان اتذكر تفصيلا صغيرا كهذا؟لم اكد انظر الى الورقة اللعينة
ردت بغضب"لم اتوقع ذلك ولكن لو كنت رجلا محترما لتذكرت"
وقف ماكس فجاة بفتح خزانة المطبخ ويخرج ابريق لتسخين الماء ووضعه على رف المغسلة ثم وقف يحدق اليه وقال بهدوء"كان يجب ان تخبريني....اليس."
عبست تتسال اذ كانت قد جرحت مشاعره وفتشت في ذهنها عما كان يدور بينهما من احاديث مؤخرا وقفت بارتباك ودنت منه "ماكسيم انا اسفة لانك لم ترافقني الى الحفلة"
التفت اليها فرات عبر الضباب ناعس حدة عينيه الزرقاوين .. ارتفعت يده تداعب خدها
كل ما ساقدمه اليك هو قبلة تهنئة بالعيد.
وضع يده على ظهرها وجدب جسمها اليه ببطء فتمتمت"ماكسيم"
عناقه كان كافيا لينطلق قلبها في خفقان عنيف تسمرت بلا حراك فقلبهامجددا بخفة احست انها تتعدب فتمسكت باطراف روبه وذابت بين ذراعيه في عناق دافىء اخترق دفئه روحها حررت يديها عن صدره ورفعتهما الى عنقه لتعقد دراعيها حوله بشدة وبشوق يماثل شوقه كان جزء من كيانها مصدوما بردة فعلها الجياشة ولكن ما تبقى منها كان يتوسل الى المزيد من المشاعر التي ثارت فيب كيانها كله واخدت تهدد بخطر الافلات من سيطرتها .
شهقت فجاة "ماكسيم"
صمتت امام همسه المتودد ثم اعادت الكرة"ماكسيم لا اظن ان من الصواب ان تفعل هذا"
لماذا لا؟
لانني متعبة ولست متاكدة مما افعل
همس في اذنها "انت تضعين الافكار في راسي ليس الا"
انزلت يديها عن كتفيه الى ذراعيه "هذا لايكفي على الاقل ليس الليلة فتفكري مشوش"
لكنه شدها اليه فاستسلمت الى عناقه بارادتها غير قادرة على منع نفسها ولم تكن الخبرة هي ما تدفعها اليه بل مجرد غريزة بدائية وعرفت ان الحرارة التي تشتعل في كيانها هي نار متقدة في كيانه .
اليس انت زوجتي.
كانت كلماته في اذنها اندار لها فانتزعت نفسها من بين ذراعيه وارتدت حتى البراد تحدق اليه بارتباك.
تمتم غاضبا وكانه يكره نفسه "انا وفمي الكبير ....لكن جمالك اغواني اعظم اغواء"
لاتشتم هكذا ...كلامك ليس لطيفا.
ولا اشعر انني لطيف الان لقد رميت منذ برهة بزواجنا العذري الى لظى الجحيم.
ما كان عليك ان تعانقني.
بل ماكان علي ان اتزوجك.
رفعت يدها الى جبينها وقالت بحزن"لا اشعر انني بخير"
اصعدي واستحمي بالمياه الباردة وساحدو انا حدوك
في مثل هذا الوقت؟
ابتسم ساخرا"اتفضلين ان اصحبك معي؟"
لا.لا.لااظن هذا .
لكنك لست واثقة؟
اغمضت عينيها لتمنع صورته عنها وهمست"انت لست عادلا بتلاعبك بي ماكسيم"
فهم ما تعني بدون عناء فاجاب"وما انت بعادلة ايضا فهذا الفستان كان يصرخ لاانتزعه عنك .
اشتريته اليوم.
انه جميل جدا .
فتحت عينيها فوجدته لا يبعد عنها سوى بضع انشات ووجدت ان غضبه تلاشى عن وجهه مد يده ببطء الى كتفها فترنحت باتجاهه فلاقاها في منتصف الطريق وعانقها بلطف خال من التطلب كان عناقه دافئا محببا وفي هذه المرة كان هو من تراجع علما انها تمسكت به وكانها لا تريد ان تتركه ابدا
في الغد اليس ...
في الغد؟
سنتكلم غدا ....اما الان فتصبيحين على خير .
تصبح على خير.
لكنها لم تتحرك وشدها ثانية اليه فعانقها بسرعة ثم دفعها نحوى الباب مقاوما اغراءها قائلا "اوي الى فراشك اليس قبل ان اغير رايي واحملك الى غرفتي"
نظرت اليه نظرة اخيرة سارت الى الردهة الواسعة وما ان اصبحت في غرفتها حتى خلعت ملابسها حالمة وتسللت الى ما تحت الاغطية وما هي الا ثواني حتى تلاشى كل شيء وغرقت في سبات عميق .