كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-أنت تعرف كل شئ تماما
زفر فى تبرم
-أنى أفقد صبرى بسرعة يا "بولى" لماذا أسال سؤالاً أعرف
أجابته؟
أنفجرت فى غضب:
-حسنا لابد أنك تعرف ...أن ترحل هكذا دون كلمة وأن تترك
مذكرة تافهة .أن الأمور الجيدة لابد لها نهاية وأنك مرتبط تماماً
بعقد...حسنا...كان على أن أخمن أنك رجل متزوج ولكن لماذا
لم تجد الجرأة لتخبرنى بذلك فى وجهى؟
نظر اليها فى دهشة ثم...أنفجر فى الضحك:
-أوهـ "بولى" أنك لا مثيل لكى !أن معنى أننى مرتبط بعقد
لايعنى أننى مرتبط بعقد زواج وأنما بعقد عمل وأستطيع أن
أعطيكى كلمة شرف أنى لست متزوجاً بأحد ولم لأتزوج أبداً
....حسنا؟
لا ليس حسنا..لماذا هربت دون حتى كلمة وداع؟أنك لم تلق
أى أهتمام بمشاعرى أيها القاتل البارد ولديك من الصفاقة
التامة لتعود مرة أخرى
-بحق السماء كفى عن التلويح بتلك البندقية نحوى
صاحت وهى ترتجف من الثورة والغضب:
-أنا أفعل ما أشاء فى منزلى لا تظن أن بأمكانك أن تتسلل
عائداً للبيت ولى أيها الفأر القذر وعندما أنتهى منك فأننى...
لا أذهب أخذت تشهق عندما بدأ ييسير نحوها.قال بحزم وهو
يمسك بالسلاح من يديها المرتجفتين ويضعه بعناية قبل أن يمسك
بوجهها الباكى بين يديه:
أن أمامنا حديث طويلاً نتبادله
صاحت وقد دفنت وجهها فى صدره العريض:
أنى أكرهك
همهم وهو يقودها عائدين الى المطبخ:
-لا أنك لا تكرهينى والأن ىسأعد لك قدحاً من الشاى الساخن
ثم سأخبرك بكل شئ موافقة؟
كانت لا تزالة تهتز من شهقاتها ولم تستطيع سوى أن تهز رأسها
بنعم وهى تقبل منديله الأبيض العريض كى تمسح سيل دموعها
عن خديها
عندما خفت عاصفة بكائها وأحست بالدفء بعد تناول قدحين
من الشاى الساخن أحست"بولى"أن بأستطاعتها أن تتواءم مع
الحياة قالت وهى تشهق:
-أننى مازلت لا أفهم ماذا تصنع هنا...لقد ظننت أن المذكرة
التى تركتها هنا كانت تخبرنى بالوداع.
تنهد "جيمس"وهو يمرر يده خلال شعره الكثيف:
-أن الأمربسيط حقاً ولكن يبدو أن هناك عطلاً خطير فى
وسائل الأتصال بيننا
فى الحقيقة يا حبيبتى أننى عندما وصلت أنجلترا كنت قد
رتبت بالفعل مع شريكى فى الأعمال "مارتى " أن أحصل
على بضعة أسابيع أجازة من العمل لذلك فأن حضورى للمزرعة
هنا لم يشكل أى مشكلة ثم أكتشفت أننى وقعت فى الحب بجنون
لامرأة حمراء الشعر
أبتسمت له أبتسامة مرطبة وقالت:
-أوهـ يا "جيمس"
-كان كل شئ يسير على خير ما يرام الى قبل عشرة أيام عندما
تلقيت مكالمة من "مارتى" يخبرنى بأننى مطلوب بألحاح فى
روما وأنه أرسل بالفعل سيارة مستأجرة لتقلنى للندن
فى الحقيقة ما أن وضعت سماعة الهاتف حتى وصلت السيارة
ولم أعرف ماذا أفعل لقد كنتى فى أحد المراعى البعيدة ولم أجد
أحداً فى المنزل أسلمه الرسالة ولذلك أضطررت لتسطير هذه
المذكرة المقتضبة قبل أن أركب السيارة التى أقلتنى الى لندن
أنى حقا ًأسف يا حبيبة القلب لأنى لم أشرح نفسى بوضوح
-نعم أننى ...أعتقد أننى فهمت ما حدث
تريثت لحظات قبل أن ترفع رأسها لتنظر اليه
-ماذا كنت نفعل فى روما؟لقد سمعت كل شئ عن الحياة
الحلوة الماجنة هناك كما تعلم
ضحك ضحكة جافة وماكرة
-ربما تعرفين كل شئ عنها ولكنى بالتأكيد لا أعرف!لقد
كنت أعمل ليل نهار حتى أستطيع العودة الى هنا فى أسرع
وقت
-لكن لماذا لم تتصل بى هاتفياً؟
-لقد فعلت وبأستمرار ولكن كنت غير قادر على الحديث
بالأيطالية مما تعذرمعه الأتصال بك.وصدقينى أنك لو
حاولت اجراء مكالمة دولية من أيطاليا فان أحسن نصيحة
هى ألا تحاولى لقد أستسلمت أمام الكفاح الذى لا طائل من
وراءه وقررت الأنهماك فى العمل والطيران عائداً الى أنجلترا
بأسرع مايمكن .هل لديك أسئلة أخرى حبيبتى؟
هزت رأسها نفياً وهى تدفن وجهها فى كتفه
-أذن أظن ألا تظنين أن بأمكانك تغير وتقررين أنك لم تعودى
حقاً تكرهينى بعد كل ذلك؟
همهمت وهى تحس فجأة بالخجل لدرجة غير طبيعية وعدم
قدرتها على النظر فى عينيه.فقال:
-حسنا دعينا نأخذ راحة
سالها بصوت أبح
ألازلت تحبينى؟
همست وهى تلف ذراعيها حول عنقه
-أوهـ نعم
رفع رأسه ونظر فى عينيها وهمس بصوت أجش وهو ينهض:
-لقد كانت أطول عشرة أيام مرت فى حياتى وبالنسبة الى فقد
كانت كالدهر صحبها الى غرفته وعندما جلست قال لها :
-الأن لاتتحركى من مكانك وسأعود اليك ثانية سارع الى
الدور الأرضى ليعود بعد لحظة وليس معه أمتعته كما توقعت
وأنما يحمل حقيبة أوراق سوداء جلديةأخرج منها وضعها على
المائدة المستديرة وفتحها ثم أخرج منها ورقة مقواة.قال وهو
يناولها الورقة المطوية:
-هاك ربما تحبين أن تقرئيها بينما أبدل ملابسى على الرغم
من أن توجيهك البندقية لى خفض حماسى
|