كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
ظنت أنه ربما يرغب فى تغير مناظر فأقترحت عليه أن يخرجا
فى احدى الليالى الى مطعم محلى ولكنها أكتشفت أنه غير مبالى
بأستكشاف الأمكنة المحلية ولكن ربما بدا يحس بالملل على أية
حال .وربما كان ذلك هو السبب فى أنه أصبح أكثر صمتاً
ومتباعداً أحياناً سالته:
-أتحب أن نتمشى حتى نهاية النهر؟
استدار "جيمس" ونظر اليها بلا تعبير قبل أن ينظر حوله وهو
يبتسم والغسق قد بداأ يظهر:
-أعتقد أن الظلام يزداد اليس كذلك؟ ثم أننى أريد أن أنهى
قراءة قصة "الحرب والسلام"
-لقد قرأتها وأنا فى المدرسة وأتذكر أننى وقعت مجنونة
فى حب الأمير "اندريا"
-أن ذلك الفتى كان فوضى كبرى وحية رقطاء
أحتجت وهى تتقدمه الى المطبخ:
-أنه ليس كذلك ولا تحاول أن تلقى ظلال الشك على بطلى
وأنا مراهقة وألا لن أطهو لك العشاء الليله
حاول "جيمس" أن يغيظها:
-هل هذا تهديد أم وعد؟
أوهـ هيا! أن طهوى ليس سيئ الى هذا الحد
-أنى لا أمزح من تظنين أنك تخدعين أنه رهيب ولولا
أنى أنقذت فى هذه الأيام الأخيرة لمت من سوء التغذية
-ربما كنت على حق أن هذا المكان لا شئ بدون "الزى"
أدركت كم أشتقت للمرأة العجوز .
كانت "الزى" قد غادرت المزرعة من أيام لتساعد أبنة
أختها والتؤمتين اللتين ولدتهما قبل موعدهما
أبتسم "جيمس":
-لقد أغرمت بالمرأة العجوز قبل رحيلها خصوصاً بعد ان
تناولت بعض وجباتك بعدها أصبت بحالة:عودى للمنزل
فقد سأمحناك
-شكراً لك
ضحكت "بولى" ومر وقت طويل قبل أن تدرك أنه بدلا
من المواجهة الغاضبة التى كانت تخشاها فقد أصبح
"جيمس" و"الزى" على علاقة طيبة لدرجة أدهشتها
كان قد مر حوالى يومين كى تقبل المراة وجوده
ولكن بمرور الوقت أضطرت للرحيل للعناية بأبنة أختها
بعد أن أستقرت "الزى" على قبول وجوده فى حجرة
الضيوف كانت قد قالت قبل أن ترحل للعناية بأبنة
أختها والتوءمتين:
-أنى مازلت أعارض وجود غرباء بالمنزل ولكنى تحدثت
معه وأكتشفت أموراً أرضتنى فقد وعدنى أن يتصرف
كرجل مهذب
أطلقت "بولى" زفرة عميقة وقد أشتعل وجهها حرجاً
-أوهـ لا لماذا لا تهتمى بأمورك الخاصة؟
ردت عليها المرأة العجوز بحدة:
-أنت أمورى الخاصة بشحمك ولحمك ودون أى خطا
فى الفهم ودعينى أخبرك بأن لدى "جيمس" سحراًفى
أصبعة الأصغر أكثر من السحرالموجود فى كل جسدى
ومن الخطر على الفتيات الصغيرات مثلك أن يوجد رجل
وسيم مثله بجوارك هذا ما أعرفه
-حسنا ؟ماذا؟
طرفت بعينيها وهى تنظر الى "جيمس"الذى قال:
-أستيقظى من الأحلام يا "بولى" أنى مازلت فى أنتظار
طهو العشاء أم هل تنوين أن تقدمى لنا وجبة من الأسفلت
المسموم؟
-أيها الوضيع!على أية حال لا مانع فى أن تحل محلى
وأود أن أراك وأنت مرتدى مريول المطبخ.
-خذى حذرك ربما كان طعامى غير رفيع المستوى ولكنى
أتمتع بمزاج رائع ...أتفهمين؟
قهقهت :
-لقد فهمت أن طهوك أفضل من طريقة حديثك عن الطعام
بلهجه فرنسية حسنا حسنا أنى لا أرغب فى الجدال مع كبير
الطهاه تقدمها مهدداً الى دأخل المطبخ وهو يقول:
-هذا ما أريده ولا تبتسمى شامته بسرعة هكذا يا حبيبة
القلب .لقد سمعت كل شئ عن اللحم المشوى الأنجليزى
الشيطانى وحساء يوركشاير ولذلك سأعد لك كل الأدوات
وأسمح لك بالتمتع بأعداد وجبة غداء يوم الأحد
هزت "بولى" رأسها وهى تبتعد عن جسده الفارع:
-أوهـ أتمنى لو كنت أستطيع ذلك ولكن لسوء الحظ
أنى قررت بالفعل القيام بنزهة الى حافة "وتلوك"
-هكذا ؟!ومتى بالضبط أتخذت هذا القرار؟
أخذ يتقدم نحوها عن عمد ضحكت
-من خمس ثوان
أحست بظهرها يصطدم بالجدارفخبت الأبتسامة عن
وجهها وهى تنظر الى الرجل الذى يعلوها بمسافة طويلة
بينما بدأ الوقت وكأنه توقف بينهما والعالم يضيق حولها
وعيناه تحملقان الى عينيها وقفت ساكنة وكان كل جسدها
تصلب من قوة نظراته ولم تحاول الحركة عندما رفع يده
ومرر أصابعة برقة على وجهها ثم رفع الخصلة التى نزلت
على جبهتها .أحست بقلبها ينبض بشدة
فجأة جاء رنين جرس الهاتف المعلق على جدار المطبخ
فقطع كل الكلمات والنظرات وقفزت "بولى"فجأة كى
تخرج نفسها من حالة الجنون التى سقطت فيها وعادت
الى الواقع القاسى همس "جيمس"
-تجاهليه
لكنها كانت قد أمسكت بالسماعة وسمعت:
-هاللو؟هل هذا أنت ياأنسة"بولى"؟
-هاللو! -يا الهى لقد كانت"الزى" تنفست "بولى"بصعوبة:
-أوهـ نعم أنا
حاولت فى عصبيه ، تهز رأسها وتفهم ما تقوله المرأة
العجوز وهى تتجاهل الرجل الواقف أمامها صاح:
-من المتكلم؟
وضعت يدها المرتجفة على السماعة وهمست:
-أنها "الزى"
همس فى تبرم:
-قولى للعجوز الشمطاء أن تذهب الى الشيطان
ولولت "بولى" :
-لاأستطيع أنى حتى لاأستطيع مقاطعتها لأنها مستمرة
فى ثرثرتها دون توقف
أعادت السماعة الى أذنها ثانية عندما أمسك بها"جيمس"
وقال لها:
-أنا أستطيع التعامل معها ..هالو"الزى"ماالمشكلة؟
أبتعد عن جسد "بولى"المرتجف وأدار ظهره لها وهو
يستند الى الجدار.
أصيبت "بولى"بشلل وقتى ومرت لحظات قبل أن تجمع
شتاتها وعندما وجدت أن "جيمس" لا يزال فى المحادثة
التليفونية دارت بسرعة على عاقبيها وهربت من المطبخ
وأندفعت الى أعلى الى حجرة نومها بأقصى ما أستطاعته
ساقاها المرتجفتان وبعد أن أغلقت الباب بسرعة بالرتاج
القت بنفسها فوق مقعد فوق مقعد أسفل النافذة أخذت تستنشق
بصورة متقطعة وهى تحاول السيطرة على رئتيها ودقات
قلبها الشديدة فى قفصها الصدرى.
كم كانت بلهاء ولماذا كانت عمياء لم تستطع أن تدرك
بالضبط لماذا كانت متوترة موخراً وقد أهلكها توترها
العصبى خلال النهار وأحست بعدم الأرتياح وبالأزعاج
حتى أنها لم تستطيع أن تنام فى الحال ماذا بها من خطا
لقد بدا ... سألت نفسها بقسوة هيا... ماذا تظنين نفسك
تخدعين ؟أخذت تمرر أصابعها فى خصلات شعرها
وهى تحملق خارج النافذة الى الغسق لا يوجد أى شروط
فى الأمر أو أحتمال أن الحقيقة الواضحة والدامغة كانت
ظاهرة تماماً لقد سقطت فى شباك حب "جيمس لينكلتر"
بالتأكيد قد تكون أسيرة بعض الأفتتان المجنون الذى يمكن
بعد وقت أن تنتهى ولكن ينتابها شعور رهيب بأنها لن تكون
محظوظة الى هذا الحد ومع ذلك فأنها متأكدة تماماً من انها
خلال عمرها الذى يربو الى ستة وعشرون عام لم تحس بأى
شعور ولا قريب من الشعور الذى تعانيه مع "جيمس" وحتى
مجرد التفكير فى ذلك الأن يذكرها بما جاشت به جوانها
من عواطف رهيبه هزتها هزاً وكان هذا لسوء الحظ هوقلب
المشكلة.كان عليها أن تفكر فى الطرق والوسائل الكفيلة
لأنتزاعها من هذا الموقف الغريب ولكن بدا أنها فقدت
بصفة مؤقتة سيطرتها على عقلها .وكانت فقط تحس
بالشعورالوحشى الذى أثارته قبلة "جيمس" ورغبة عارمة فى
أن يضمها بين ذراعيه مرة أخرى .قفزت من فوق مقعدها
وبدأت تذرع الحجرة فى ثورة قبل أن تجلس مرة ثانية على
المقعد أمام التسريحة
قالت لنفسها فى صمت :أن عليها أن تتمالك نفسها وهى
ترى صورتها منعكسة على المرأة ولسوء حظها بدا
الوجه الذى طالعها فى المرأة وكأنه لم يتسلم الرسالة أو
يفهمها فقد أخذت شفتاها ترتجفان بين خدها المشتعلين
والتمعت عيناها بلون الزمرد الأخضر وكل ذلك دليل
على ظهور عواطفها واضحة على وجهها وأنها
لا تستطيع السيطرة عليها .
التهب خدا "بولى" يجب أن تخجل من نفسها لتشوقها
الى هذا الرجل بهذه الدرجة وهى بالفعل كذلك ولكن
تأنيبها لنفسها على جنونها بدا وكأنه لا أثر له على
دوامة العواطف التى تعتمل داخلها وفى عقلها .
بينما تقلصت معدتها فى ألم من الموقف الملتهب
الذى تواجهه . فكرت بالجزء الباقى من عقلها أنه
من الجنون التام أن تفكر فى "جيمس" على أساس
قيام قيام علاقة صداقة بريئه فقط بينهما.من أسبوعين
فقط كان غريباً تماماً عنها وأنه فى أى يوم من الأن
يمكن أن يعود الى عالمها وحياتها فى مزرعة"شروبشاير"
حسنا لقد قلبها مرة أو مرتين أذن ماذا بعد؟قالت لنفسها
بحسم الأ... أن الأمر ليس بمشكلة كبرى أنه على أية حال
رجل وسيم لدرجة لا تصدق وبقدر علمها وتفكيرها لابد
أنه تعود على تقبيل الفتيات فى كل وقت..ولاشك أنها ساذجة لو
بنت أحلاماً عاطفية وردية على مجرد قبلتين مر وقت
طويل قبل أن تحقق بعض الهدوء . ولما لم يظهر "جيمس"
أية نية أن يتبعها وهو ما يدل على أنة كان غير جاد
ومهذاراً ... قررت ان تأخذ حماماً طويلاً دافئاً
فى البانيو وهى تفكر فيما ستفعله .
بعد ساعة لم تجد حلاً لمشكلتها فأينما نظرت وجدت الحل
الذى لا مفر منه هو أن تطلب من"جيمس" أن يغادر
المزرعة بأسرع ما يمكن أنها لن تستطيع أن تستمر فى
صداقتها المشوبة بالحذر خصوصاً وقد أدركت الأن
أنها وقعت فى حبه وعليها اللعنة أنها تسبح فى القمر
مع رجل لا يهتم بها .
ان الأمر سيكون قاسياً بالتأكيد ولكنه الحل الوحيد
والطريقة الوحيدة لحفظ ذاتها
خرجت من البانيو وأرتدت ملابسها وقد امتلأت
بالثقة بأنها أتخذت القرار الصحيح على الرغم من أنها
بدأت تنسحب فور تفكيرها فيما ستقوله.لقد فكرت فى أن
تقول له :لقد سعدت بمعرفتك وودعاًًَ ولكنها وجدت فى ذلك
قسوة وفجائية .ولكنها ما أن بدأت تفكرفى بعض التفسيرات
الطويله عن السبب فى أن تطلب منه الرحيل تأكدت أنها
ستزيد الطين بله خصوصاً وهى تشعر بالمرض والتعاسة
حتى أنها لاتستطيع أن تفكر فى عذر مقبول أو حتى نصف
مقبول لما تفعله.
عندما أجبرت نفسها -لامحالة-على أن تهبط للدورالأرضى
وهى عصبية ومتوترة مثل ياى مضغوط وصل بها
الأضطراب مداه عندما لم تعثر على "جيمس" فى أى
مكان لم تستطيع أن تواجه أى موقف أو أحتمال فعادت
تجر ساقيها صاعدة الدرج المتسع الى الدور العلوى
ببطء ألا أنها لمحت حزمة من الضوء تخرج من الباب
المؤدى الى غرفة الضيوف قالت لنفسها وهى واجمة
أنه الأن الوقت المناسب لأنهاء كل المشكلة.عقدت
ذراعيها على صدرها وأخذت نفساً عميقاً ...أجبرت
"بولى" نفسها على صعود الدرجات القليلة الباقية وسارت
بسرعة نحو غرفة نوم "جيمس"قبل أن تفقد عزمها وتنهار كلياً
|