كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-هل هناك شئ أخر تريده؟أى شئ يمكننى أن أفعله لتشعر بالراحة
دهشت من نبرة صوتها المترددة المتقطعة أنها لا تكاد تعرف ذلك
الرجل بحق السماء !مع ذلك يبدو أنه أثر عليها تاثيراً رهيباً
خصوصاً على توازنها .
أطلق (جيمس) زفرة ثقيلة:
-حسنا الأن ...لست أدرى لماذا أشعر فجأة بالتعب والضعف
لدرجة غير عادية
-لكنى ظننت أنك تشعر بتحسن الأن
-لقد كنت كذلك الى لحظات مضت..أنى حقاً فى حاجة لبعض
الحنان والعطف فلم لا تقتربين وتمنحينى الراحة بيدك الرطبة
فوق جبهتى؟
مرت لحظات صمت طويلة و(بولى)تنظر اليه بأستغراب
وقد تأكدت ظنونها عندما لمحت نظرة الراحة فى عينيه.
قالت له بحده ورزانه
-بعيداً عن أغراء أن القى بقربة الثلج فوق جبهتك التى تدعى
أنها محمومة فان لدى شعوراً غريزياً أنك تحاول خداغى
هز رأسه نفياً:
-أنسى الفكرة..أنك ترين أمامك رجلاً مسكيناً رجلاً يحس
أنه أنتزع من وسطه وحملته أنثى غريبه من كل أرتباطاته
وصلاته الغاليه
-أوهـ يا (جيمس)أنت تعلم لماذا فعلت ذلك ثم أننى قلت بالفعل
أننى أسفة
أكمل حديثه:
-....ووجد نفسه وحيداً بين غرباء وهو مريض بدرحة خطيرة
فى عقله وبدنه ويتطلع الى من ينقذه وكل ما يحتاج اليه هو
بعض الحنان الذى يريحه ويطمئنه فى ساعة الحاجه.بعض الدفء
الأنسانى قبل أن ينتقل أخيراً الى الرفيق الأعلى ويدفن فى قبر
بارد مظلم وماذا تقدم له هذه المرأة قاسية القلب؟..لاشئ سوى
الثلج!
قهقهت (بولى):
-حسنا....لقد وصلتنى الرسالةأذا ماذا تريد حقاً؟فى حدود المعقول
دون شك
قال بصوت مغرد قبل أن يفسد تمثيله بالأبتسام:
-بالتأكيد كله فى حدود المعقول خصوصاً عندما يدق قلبان
وكأنهما قلب واحد
ضحكت وهى تحس فجأة بشعور من الأرتياح والسعادة:
-أنت لست مريض وأنما مجنون حالم بالمناسبه أرجو
ألاتفكر جدياً فى أمتهان التمثيل لأنى أستطيع أن أعدك بأنك
ستقدم أسوأ عرض يمكن رؤيته
مر على وجهه تعبير غريب لحظات وقال:
-أوهـ !هل أنا سيئ فى التمثيل الى هذا الحد؟
ردت عليه بأبتسامة :
-فى منتهى السوء وهذا يذكرنى..ماذا تود أن تأكل فى العشاء
لوى شفتيه فى سرور :
-(بولى)أننى لاأحب أن أشكو ولكنى أظن أن لدينا مشكلة خفيفه
فى هذا السيناريو..ليس من المفترض أن تتحدثى عن الطعام
وأنا أغازلك
أتسعت عيناها الخضراوان فى سخرية:
-أوهـ أيها العزيز (جيمس) أهـ..أهـ لو كنت فقط أعرف
ولكنى ظننت أنك تعانى الألم فى معدتك!
ضحك وهو يرفع يديه مستسلماً
-حسنا....لقد فزتى فى المباراة
-حسنا لست أعرف شيئاً عن الفوز ولكنى مازلت فى أنتظار
أن أسمع ماذاتريد أن تأكل أذا منت تستطيع أن تركز فى هذا
الموضوع الدنيوى كالطعام
أنفجر ضاحكاً وأستلقى على ظهره وهو يفكر فى الأمر
-بمنتهى الصراحة يا (بولى) أننى أشعر بالجوع ومع ذلك
فانى أود الأتصال هاتفياً كى أخبر أحد أصدقائى أين أنا
كما أنى أقدر لك أن تحضرى لى شراباً من عصير الفاكهة
-أعتقد أنك لست مستعداً صحياً للشراب
-أنى على أستعداد للمغامرة
ظلت تنظر اليه فى شك لحظات ثم هزت كتفيها
-حسنأ على رأسك تدور الدوائر .اما بالنسبه للهاتف فهناك
وصلة فى حجرة نومى وأذا لم ترتدى روبى القديم فانى سأنزل
الى الطابق السفلى لأحضر لك الشراب بينما تسيرعارياً بمفردك
فى الدهليز وحجرتى توجد عند الباب الثانى المجاور على اليمين
وأذا رغبت فى حلق ذقنك فستجد موسى فى الدولاب فوق البانيو
فى حمامى .. هل أنت واثق بأنك تستطيع المشى بمفردك؟
فال لها معترفاً:
-لا يا حلوتى
قررت (بولى) أن تمنح (جيمس) الوقت الكافى كى يحلق ذقنه
وأستغرقت وقتاً طويلاً فى أعداد الشراب وخلطه قبل أن تبدأ
الصعود الى الدور العلوى.عندما وصلت عتبة الدرجوجدت
(جيمساً جالسآ على مقعد خارج غرفتها وقد لف نصف جسده
الأسفل بالبشكير سألته وهى تضع الكوب فى يده الممدودة:
-هل أنت بخير؟ هل تمكنت من أجراء مكالمتك؟
-نعم لقد تمكنت من ذلك بلا متاعب وكما ترين فقد قررت أن أرتدى
التوجا بطريقة اليابانين بدلاً من ردائك الملون... أن هذا الشراب رائع
-لم أكن أظن أنه كان عليك أن....
-يا حلوتى أن سبب جلوسى هنا مثل (يوليوس قيصر) فى يوم سيئ
هو أن قدمى لا تزالان شبه مشلولتين وأننى فى حاجة الى من
يساعدنى للعودة لحجرة نومى
أنبته (بولى) وهى تنظر اليه بأهتمام وقلق:
-كان من الواجب عليك أن تدعنى أقوم عنك بالمكالمة
بدا شاحب الوجه رغم لونه الداكن.ولم تكن قد لاحظت تلك الخطوط
المتوتره أسفل فمه وحوله من قبل
قال بمراره:
-أننى أكرهـ أن أبدو عاجزاً وأشعر بأننى أبله
قالت برقة:
-ستشعر أنك أفضل غداً .هيا ساساعدك عندما عاونته ليقف على
قدميه أدركت كم هو طويل القامة ووجدنفسها تحملق الى عينيه
الزرقاوين اللتين أحست بأنهما ترتفعان عنها بثلاثين سنتيمتر
ورغم تعب جيمس الواضح الا أن ابتسامة بدت عند ركن فمه .
سالها وهو يضع ذراعه فوق كتفها
-ها أنت واثقة بان بأستطاعتك تحمل ثقلى؟
-بالتأكيد أستطيع .وبحق السماء كف عن التأوه وركز على أن
تستقيم فى مشيتك
أحست فجأة بالأرتباك والتشتت من أقترابهما وبدت وكأنها ستفقد
سيطرتها على نفسها عندما وضع ذراعه حول وسطها واخذ قلبها
يدق بعنف عندما لأمس وجهها صدره العارى أنها لم تتعود تلك
الألفه والخصوصية والأحساس بدفء بشرته فوق جلدها مما
جعلها تشعر شعوراً غريباً لم تشعره من قبل..شعور دفين
غير معروف لاتستطيع التأقلم عليه ضحك (جيمس) ضحكة قصيرة
وجافة وساخرة وهى تساعده على الأتجاه نحو غرفته :
-خبرينى يا(بولى)...هل أنت دائما زعيمة هكذا أم أنى
أضطررتك لأن تظهرى أسوأ ما فيكى؟
أندفعت الدماء الحارة الى وجهها بسبب كلماته القاسية
الساخره وهما يتقدمان نحو حجرة النوم جر طرف البشكير
خلفه فوق الأرض فى أثناء سيرهما قالت متلعثمة:
-أننى لم أقصد .أعنى أن أكون مسيطرة وزعيمة كل ما
هناك أننى قلقه من أن تسقط ولا أستطيع أن أعيدك الى قدميك ثانية
زفر وهو يرفع يده ليمررها بين خصلات شعرها:
-أنا أسف يا حلوتى ..أعتقد أنى مريض شنيعاً
-حسنا دعنا نحاول ان ننتهى من هذا المشهد
سارا حتى نهاية الدهليز ومنه الى حجرة نومه وقد أزدات
صعوبه تقدمهما وجدا من الصعوبة أن يفعلا شيئا حتى لايتعثرا
ويقعا فوق أغطيه السرير و قد تشابكت أيديهما وأرجلهما .
ضحك (جيمس):
-لقد مررت ببعض المواقف المجنونه أحيانا فى حياتى
ولكن لم يحدث مثل هذا لى من قبل
وجدت بولى نفسها تقهقه بلا حول ولا قوه عندما أوقعا المائده
الصغيره بعد أن اصطدما بها .ومنها سقطا فوق السرير ذى
الأعمده الأربعة
-أنى لم أفكر كثيراً فى البشكير الذى أرتديته بطريقة(التوجا)
اليابانيه . لقد كان من الواجب أن تبتلع كبريائك وترتدى
روبى ..أحذر
أرتعدت عندما رأته يتعثر ويسقط فوق الأرضيه الصلبة
وحاولت أن تمسك به فى جنون ولكنها سقطت فوقه
منتديات ليلاس
(أحلى صحبه &أطيب ناس)
|