كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
الفصل الثانى
تريثت (بولى)لحظات على عتبة الباب ورفعت كتفيها وسارت فوق
الأرضيه نحو الرجل الملقى فوق السرير ذى الأعمده الأربعه.حملق
اليها بعينين زرقاوين فاتحتين لم تر مثلهما من قبل وكان الغريب
الوسيم على الرغم من ضعفه الشديد وحالته المتدهوره يشع قوة
جسديه رجوليه
وقد زاد من عزمه وتصميمه قوة فكيه المشدودين .قالت أخيراً:
-أسمى (بولى بريستون)وأنت موجود فى مزرعة(ونترفلودز)فى
مقاطعة (شوبشاير).
عندما أستمر يحملق اليها بتعبير باهت أضافة:
-أذا نظرت الى الخريطه فسترى أننا فى حوالى منتصف الطريق
فى الجانب الغربى من أنجلترا وعلى بعد حوالى ثلاثمائة كيلو متر
من لندن....اذا كان هذا يساعدك؟
هز رأسه وأطلق ضحكه تشبه النباح الغريب لابد أنه ظن أن
الأنجليز مخلوقات مجنونة ولابد أنه الأن متأكد من ذلك على
المرء أن يتصور محاولة أخبار شخص من الولايات المتحدة بهذه
المعلومات المجنونة
مثل (استدر لليمن نحو واشنطون ثم سر لليسارالى سانستاتى!)
لابد أن رجال مستشفى المجانين سيهرعون بمعاطفهم البيضاء
لحملك للمستشفى.ومع ذلك عندما دقق الرجل النظر الى الفتاة
أعترف بأنها تبدو طبيعية بدرجة كافية ولابد أنها دون شك
الأنسة(بولى)التى أشار اليها ذلك الطبيب الرهيب الذى كان
بحجرته من قبل.
عندما مالت على السرير بطريقة عارضة وهى مرتدية جينزاً
ضيقاً وتى شيرت يبرز أستدارت جسدها تساءل :من يمكن أن
يعتنى بمثل هذه الفتاة المتملكة لأعصابها؟ورغم خصلات شعرها
الحمراءفوق عينين خضراوين لامعتين وأنفها المرفوع والمغطى
بالنمش فأن هذه الفتاة لاتشبه أطلاقاً أية فتاة جيران؛وأنما سيدة
ناضجه تماماً.
أبتسم لها أبتسامة ساخره
-أود أن أقول المعلومات التى قدمتها لى حالاًساعدتنى كثيراً
فى معرفة أين أنا . ولكن لكى أكون صريحاً لابد أن أعترف
أنها غير واضحه وضوح الطين.لذا ما رايك فى أن تبدئى
من البداية وتخبرينى ماذا أصنع هنا بحق السماء؟
ترددت (بولى)لحظه:
-أوهـ.. نعم.. أعتقد أنى أختطفتك وأعلم أنه لم يكن من
الواجب على أن أفعل ذلك ولكن وقتها لم أكن أستطيع التفكير
فى أى شئ أخر.
يا الهى! لابد أنه يعرف أنه معرض دائما للأختطاف ولكن
دون شل لم يخطر بباله أن يحدث ذلك فعلاً.وأذا فكر
بالأمر فلا غرور أنه يشعر بالضعف والأرهاق..لابد أنه يظن
أنهم أعطوه جرعة كبيرة من المخدر ليبقوه ساكناً.
بذل جهداً جباراً كى يجبر نفسه على الهدوء ولم تكن
لديه القوة كى يفعل أى شئ للخروج من المكان. ليس على
الأقل فى هذه اللحظة ولذلك كان أفضل ما يمكن ان يفعله
هو أن يجعل تلك الفتاة تواصل الكلام وبهذه الطريقه فقط
قد يتمكن من فهم ما يجرى حوله.
-حسنا !كم من المال تطلبين؟
-كم؟!!
تجهمت (بولى) دهشه وأستغراباً.لابد من أن شيئا رهيباً
يجرى وسط هذه المحادثة .كانت تتوقع منه أن يغضب
بسبب وجوده على بعد مئات الكيلومترات من فندقه فى لندن
ولتعرضه فى نفس الوقت لوجهات نظر(الزى) المجنونة
عن الأمريكيين .ولكن لم يخطر فى بالها أبدا أن يكون رد
فعله بهذا الغضب العارم
كانت عيناه الزرقاوان تحملقان اليها ببرودة الثلج بينما توتر
الجسد الأبيض تحت الأغطيه وأصبح مشدوداً وكأنه سوسته
قال:
-الفدية بالتأكيد؟ كم تطلبين؟
أتسعت عينا (بولى)
-الفدية ؟هل أنت مجنون ..أعلم أنك كنت مريضاً ولكنى أستطيع
ان أؤكد لك أننى لا أفهم ما تقول
-لقد قلت حالاً أنك قد أختطفتنى....
ضحكت (بولى)
-أوهـ بحق السماء لقد كان هذا ...حسنا ...مجرد صورة بلاغيه
بالتأكيدلم أختطفك..يا لها من فكرة غير عادية!
بدأ الأحساس بالتوتر يزول ببطء ويحل محله الأرتياح
-ألا يوجد أختطاف؟
-بالتأكيد لا!لماذا بحق السماء يرغب أحد فى أن يختطفك على
أية حال؟
نظرت اليه فى فضول فهز كتفيه بلا أكتراث:
-أنه يحدث كثيراً فى البلاد التى جئت منها.
-حقآ؟! أننى أستطيع أن أعدك بأنك حالما تسترد عافيتك يمكنك
العودة الى لندن أو أى مكان . أخر أتفقنا؟
قال بأبتسامة مقطبة قبل أن يسترخى فوق الوسائد:
-سالزمك بهذا الوعد ..أذا ما رأيك فى أن تقصى على فصلاً
من الرواية عن كيفية وصولى الى هنا فى منتصف الطريق
فى الجانب الغربى من أنجلترا؟
قهقهت (بولى) :
-انه نوع من الوصف المجنون..اليس كذلك؟
-يمكنك أن تقولى ذلك مرة أخرى ...توقفى لحظة!
قبل لأن تستمرى ما رأيك فى أن تجلسى على طرف السرير؟
أننى أحس ألاماً شديدة فى رقبتى وأنا أحملق اليك بهذه الطريقة
ترددت لحظه ثم أحست بأغرب أحساس فجأة وهى تنظر فى
عينيه الزرقاوين من أعلى هزت رأسها ثم تحركت لتجلس
على طرف السريربجواره وهى سعيدة لأنها أرحت ساقيها
الضعيفتين المهتزتين
-حسنا ...من أين أبدا؟
قال بحزم :
-من البداية والى النهاية
-حسنا لقد كنا نحن الأثنان نحضر عشاء فى لندن هل تذكر
هذه الواقعة؟
هز رأسه:
- ببطء نعم ..رغم أنى أساساً لاأذكر أى شئ على الأطلاق وأذكر
فقط أننى طرت من أفريقيا قبل أن يبدأ المهرجان بساعات قليلة.
ماذا حدث بعد ذلك أذن؟
بينما أستمرت فى ربط الأحداث التى أدت الى وجوده فى
المزرعة بهتت أبتسامته وأخذ يغمغم ويشكو بصوت أجش
وهى تشرح أن عدم وجود ما يثبت شخصيته هو الذى أدى
الى كل هذه التعقيدات.
-بدون هوية وعدم وجود أية فكرة عن أسم الفندق الذى تقيم
فيه لم أستطيع أن أقرر أى شئ أخر أفعله سوى أحضارك
معى الى هنا ويجب أن أعترف بأنه لم يكن قراراً عاقلاً على
الأطلاق.وعلى أية حال ربما كان حسنا ما فعلت لأن الطبيب
يقول أن حشرة ما لدغتك وزاد من وطاة الأصابة سفرك
بالطائرة النفاثة
قال وهو يمسك بأحدى يديها :
-أنا أسف يا (بولى)أن ما حدث هوأننى خرجت من الطائرة
متعباً ومرهقاً لدرجة الغباء ..وقابلنى (مارتى)
-(مارتى)؟
تردد:
-(مارتى جولدمان)..حسنآ دعينا نقل فقط أحد شركائى فى
الأعمال .على أية حال قابلنى ومعه سيارة مستأجرة ثم القى
بى فى فندق (ريتز)حيث نمت هناك بضع ساعات ثم عرض
على أيضا أن يحول كل نقودى السائلة الى عملة أنجلترا .
لذلك أعطيته حافظة نقودى التى تحتوى أيضا على جواز
سفرى لقد قال أنه لديه بعض الأمور ليرتبها فلابد أنه كلف
سيارة بأن تنقلنى للحفل على أن يلتقى بى فيما بعد فى الفندق
مع النقود المستبدله ..أنا أسف جداً لأنه أغمى على ولم أعد
قادراً على أخبارك بمكان أقامتى..أعتقد أنى كنت مشكلة لك
-لا...لاعلى الأطلاق
أدركت فجأة أنه لا يزال ممسكاً بيدها بقوة.كان من المثيرللسخريه
ما تحس به الأن..حسناذلك الأحساس الغريب من لمسة أصابعه
الدافئة وحركة راحة يده وهى تدلك رسغها وفى كل مرة يسلط
|