كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
السير (والتر بريستون)صحبت زوجة أبيها الأرمله الشابه الى مزرعة
عائلتها فى الجنوب الغربى من أنجلترا .وعندما وقعت زوجة ابيها
(اليسيا) بسرعه فى حب (جيل راتكليف) وتزوجته وهو رجل محترم
يمتلك معظم أراضى القريه كانت(بولى) نفسها قد وقعت فى حب
مزرعة (ونترفلودز)نفسها وعندما أدركت أنها لا تعرف شيئاً عن
علوم الزراعة وأدارة المزارع التحقت بدراسه أكاديميه مدة ثلاث سنين
فى كلية الزراعة وبعدها أستطاعت بفضل الثروة الطائله التى خلفها لها
والدها أن تقنع (جيل) أن يبيع لها المزرعة وكان قراراً لم تندم عليه أبداً
ووجدت سروراً بالغاً عندما عرفت أنها خلال السنوات القليله الماضيه
قد حققت نجاحاً باهراً وأنها تدير مشروعاً مالياً ناجحاً
أضافت (بولى) بحزم
-لو كنت أنحف الأن عما كنت من قبل فأن ذلك يرجع الى المران العملى
الذى بذلته فى المزرعة وخلصنى من الوزن الزائد غير المرغوب فيه
مطت (الزى) شفتيها وعقدت ذراعيها فوق صدرها الضخم
-قولى ما شئت يا فتاة ولكن هناك فى الحياه ما هو أهم من الزراعه .
أن ما تحتاجين اليه هو رجل ينظم حياتك .
كان من الواجب أن تكونى متزوجه ولديكى حفنه من الأطفال تعتنين بهم
بدلاً من ضياع أيامك تتسكعين حول تلك الأبقار وصناعة الجبن
أنى لا أقول أنك غير ناجحه لانى أعرف أنك كذلك
ولكن هناك اموراً أكثر أهميه من جبن (مشروير)الذى أبتكرته
وهذا ما أعرفه تماماً
أن ذلك الطبيب الشاب(مارتن) يهواك وأنك على أستعداد للوقوع
فى أسوأ منه فلماذا التردد أذن ؟وما الخطأ فيه؟أنه رجل بارز مرموق
-لا يوجد خطأ فيه ولكن كل ما هناك أننى لا أريد أن أتزوجه.
لذا أرجو أن تشطبيه من قائمة المرشحين للزواج والتى تظلين
تلوحين بها أمام أنفى
-أذن أرجو ألا تغامرى بفرصتك مع ذلك الرجل الموجود بالطابق
العلوى يا فتاتى .لقد القيت عليه نظره سريعه هذا الصباح
أنه بعيد عن الوسامه لمصلحتك ومصلحته الخاصه.
و أتطلع الى أنك ستسحبينه فى الحال الى دار رعاية أو ما شبه
ذلك بأسرع ما يمكنك
ضحكت(بولى) وهى تصب لنفسها قدحاً من القهوة
-لا تكونى بلهاء ...من الواضح أنه يشعر بالمرض الشديد
حتى لا يفكر فى أغتصابى أو يفعل أى فكره كريهه التصقت بعقلك العتيق
المخرف
أبتسمت نحو مدبرة المنزل القصيره البدينه التى كانت تفحص (بولى)
بعينين غاضبتين أحمر خدا (الزى) من الشعور بالمهانه
-أنى لم أفكر فى مثل ذلك أبداً ولا أعترف بذلك .
أذا كان يهمك حتى لو كنت أفكر فى ذلك فعلا هل سيتحسن الرجل؟
ثم بعدها ماذا سيحدث؟ أود أن أعرف
قالت بولى بضجر وهى تنهض من أمام المائدة
-وقتها سيعود من حيث جاء .لقد قدم الدكتور (مارتن) عوناً كبيراً
الليله الماضيه وقد زارنا أيضاً فى الصباح المبكر وهو فى طريقه
الى عيادته
من الواضح أن زائرنا الغريب قد التقط بعض حشرات البق
التى أمتصت دمه فى سفره .وقال الدكتور أنه يحتاج الى المحافظه
على دفئه فى الفراش وتناول الكثير من السوائل
أستدارت (الزى) كى تذهب الى الحوض حيث بدأت غسل
بعض الأوانى فى وحشيه وهى تهمهم
زفرت( بولى) وذهبت اليها حيث وضعت ذراعها حول كتف
مدبرة المنزل
-هيا يا (الزى) لا تكونى عجوزاً بائسه
أننى لا أعرف أى شئ عن الرجل ماعدا أنه أمريكى
وأنه أخبر الطبيب أن أسمه هو السيد (لنكلتر)
ولكن يجب عليكى أن تفهمى هذا حيث من الواضح أنه غريب عن البلاد
وليس أمامنا سوى الأهتمام به الى أن يتحسن
-حسنا
قالت (بولى) بسرعه:
-أعلم أنك ستفهمين ,بالمناسبة لقد أهتممت بأن أسال عن أبنة
السيده(رينشو)..كيف حالها ؟أنها تتوقع وصول مولودها فى أى
لحظه
-أوه الم أخبرك بالأنباء؟ ان( ليلى) تتوقع ولادة توءم
-يا ألهى....أن هذا سيجعلها مشغوله
-نعم أعتقد ذلك
كانت المرأه سعيده بالنبأ لأنها وهى أرمله ليس لديها أبناء كانت
دائماً واحة أمان بالنسبه لأبنة أختها الوحيده التى تعمل
مدبرة منزل فى ( أيستديل هول) وكانت (بولى) تعرف ذلك عنها
عندما غيرت الموضوع عن قصد أستمرت (الزى)
-أن أختى فى حالة قلق شديد وهى تريد أن تذهب لرعاية (ليلى)
والطفلين عندما ياتيان للوجود ولكنها لم تستطيع أن تترك المزرعة خالية
ليس فى أثناء وجود زوجة أبيك والسيد(أيستديل) فى أستراليا
وهى مرعوبة أن يقتحم اللصوص البيت
-حسنا أذا كانت السيده(رينشو) لا تسطتيع ترك (الهول)
فلماذا لا تحصلى على بضعة أسابيع أجازه لتساعدى (ليلى)؟
نظرت (بولى) فى ساعة يدها وصاحت
-أوه يا ألهى ! لقد مر الوقت ويجب أن أذهب لمقابلة (جيم)بشأن درجة
حرارة حجرة الجبن
كان (جيم موكسون)صانع الأجبان لديها عبارة عن رجل دقيق
لدرجة قاتلة وعلى الرغم من أن التعامل معه أحيانا مضجراً
فأنها كانت تعلم أنها محظوظه بأستخدام رجل له مثل خبرته قالت:
-والى جانب ذلك فأن الطبيب البيطرى سيكون هنا بين لحظه
وأخرى لفحص أحدى البقرات لذا أرجو أن تكونى لطيفه ومحبوبه
وأن تعتنى بالسيد (لنكلتر)وتتأكدى من حصوله على كفايته
من المشروبات هل هذا ممكن؟
-نعم بالتأكيد. سأفعل...ولكن مازلت أقول أن هذه ليست
بالترتيبات الصحيحه خصوصاً بالنسبه لفتاة شابة تعيش وحدها
هربت بولى فى أثناء صياح المرأه عبر الباب الذى يؤدى الى
فناء المزرعه
أنشغلت(بولى) أولآ مع الطبيب البيطرى ثم فحصت بعد ذلك اللبن
ومزارع الجبن ألى أن ركبت سيارتها اللأندروفر وبدأت تقودها
الى نهاية المراعى كى ترى كيف يعمل عمال المزرعه فى أزالة
الأعشاب الضاره وطوال ذلك الوقت لم تجد وقتاً تفكر فى أحداث
الليلة الماضية
أه لو أنها فقط لم تخضع لأغراء الذهاب ألى العشاء فى لندن الليله الماضيه
بصراحه بدأ الأمر لها الأن أنها أرتكبت غلطه شنيعه.
فى فبراير الماضى عندما تبعت رجال التليفزيون فى مكان
ما بالقرب من المزرعة
كيف كان يتسنى لها أن تعرف النتيجة كما سجلتها فى
كتاب ذكرياتها الذى أسمته (وسط الشتاء الكئيب)
عن حياتها على حدود المنطقة الجليدية فى مزرعة بعيدة فى(شروبشاير)
فى أثناء أيام الشباب .يمكن أن تصبح خبطة صاعقة أمام الجمهور؟
ببساطه لم يخطر ببالها ان الفليم يمكن أن يرشح لجائزة
الأنتاج وأنها مرشحه لحضور حفل تسليم الجائزة شخصياًقالت لنفسها وهى
متجهمه أنه لو حدث وعلمت كل المشاكل
التى وقعت الليلة الماضية لما سمحت للفيلم ان يخرج
من بوابات المزرعة. اما وقد وقع ما وقع فأن كل وسائل الأعلام
تركتها فى حاله بارده تماماً .
لم تكن تمتلك بولى تلفزيون فأنها لم تتعرف على أى من نجوم
التلفزيون المشهورين سواء على المسرح أو السنيما
كانت تشك فى وجود أى شئ مشترك بينها وبين مجموعة
الأشخاص الجالسين معها ألى المائدة .وبعد دقائق من محدثات متفرقة
مع مشاركيها فى العشاء الذى كانت تسجله كاميرات التلفزيون
وأكتشفت أنهم أكثر أهتماماً بألأبتسام أمام العديد من الكاميرات
عن الحديث معها قد أكدت لها أسوأ مخاوفها
كانت أحاديث الأعلان عن الجوائز والتهانى لا نهاية لها
وبدت مستمره ألى ما لانهاية وظل الأمر كذلك ألى أن
صعد منتج فيلمها ألى المنصه كى يتسلم جائزته عن الفيلم
(أحسن فيلم وثائقى ) وأضئ ركن العشاء الذى كانت تجلس
وسطه بالكاشافات الساطعة وعندما أنتبهت ألى الرجل الجالس
على المنضدة المجاورة
أخذت (بولى) تحملق ألى الجسد القوى عريض المنكبين
وانتبهت ألى نتيجة أنه دون شك أكثر الناس وسامه رأته فى حياتها
.وكان من الواضح أنها ليست الوحيدة التى تظن ذلك
تكورت شفتاها فى أبتسامه عندما رأت الفتاتين الشقراوتين الجميلتين
الملفوفتى القوام الجالستين ألى جانبيه وكانت كل منهما تنافس الأخرى
فى جذب أنتباهه .وبدأ أنهما لم تحققا نجاحاً اذا أن الرجل أسترخى
فى مقعده وقد بدأ عليه التبرم الشديد وقد بلغ به الضيق حداً لا يطاق
تماماً مثلها
مرت لحظات قبل أن تدرك بولى أن الرجل أدارا وجهه البرونزى
الذى لوحته الشمس و عينيه الناعستين فى أتجاها وضبطها وهى
تبتسم للمنظر الغريب وأستجاب لها بسرور جاف قبل أن يرفع أحد
حاجبيه فيما يمكن أن يوصف بأنه غمزه تأمريه.
أحمر وجهها من الضيق لأنه ضبطها وهى لا تعتنى
بشؤونها الخاصه وأستدارت بوجها سريعآ كى تشترك مع الباقين
فى التصفيق للمنتج عندما عاد الى مائدته
أدركت بصوره باهته أن دورها فى أجراءات الجائزه
قد انتهى وأن بأستطاعتها أخيرآ أن تنسل بعيداً بضمير مرتاح .
فشلت (بولى) فى أن تلاحظ أن الرجل الوسيم بالمائدة كان يتبعها
خارج الحجره.
وظلت هكذا ألى أن وصلت الباب الأمامى للفندق
وفتحت باب سيارتها (الفيرارى) وعندما أحست بأن ذراعها قبض عليها
بيد عريضه وسمعت صوتآ أمريكيآ عميقآ يقول:
-أذا قررت أن تقطعى الحفل أيضآ أيتها الفتاه الأنيقه...
ما رأيك أن تقلينى الى فندقى؟
عندما فكرت بولى فى الأمر بعد ذلك قررت أنها لابد قد
فوجئت بظهور الغريب الغير متوقع وفقدت توازنها.
بالتأكيد لايمكن أن تفكر فى أى شرح أخر يفسر سبب قبولها
دون تردد أن تفعل ما طلبه منها
وعندما حان الوقت الذى تمالكت فيه نفسها وتعيد التفكير
فى حكمة ما فعلته كان الوقت فات.
همس وهو يجلس باسترخاء فى المقعد المجاور لعجلة القيادة
وهو يضبطه ليناسب حجمه الطويل:
-انها سياره عظيمة ولدى واحدة مثلها فى بلدى بالولايات المتحده
الأمريكيه.. أنا أسف ان أختطفك بهذه الطريقه يا منية القلب
ولكنى أحس بدوار وتعب حتى الموت.
فكونى طيبة ودعينا نتخلص من هذا الضجيج بالابتعاد فى الطريق
كانت سرعة توالى الأحداث قد سيطرت على مشاعر(بولى)
يالصداغة هذا الرجل وصفاقته!
يبرز من أى مكان ويتوقع منها أن تتصرف وكأنها سائق سيارة أجرة
أنها تشعر بالمهانه ومع ذلك فليس من الصالح أن تحاول
أن تطرده الأن .ولذلك زفرت زفرة حاره من جنونها
وأدارت محرك السيارة وأندفعت بها فى الشارع
على الرغم من أنها عاشت يومآ مافى لندن ألا أنها لم تكن متأكده
من طريقها حول (ماى فير) وأستغرق الأمر منها بعض الوقت
لتستعيد ذاكرتها وهى تقود السياره خلال الشوارع الصغيرة
وعندما وجدت نفسها تقود السياره الى نهايه (بارك لين)
خطر ببالها أنها لم تسأل الرجل الغريب عن المكان
الذى يرغب فى الذهاب اليه
ودعت الله ألا يكون بعيدآ فى مكان منعزل
وسألته وهى ترفع قدمها عن بدال السرعة وتبطئ لتأخذ
جانب الطريق:
-ما أسم فندقك؟
عندما لم يرد ضغطت على أسنانها فى ضيق ليست فكرتها
عن المزاح.. لكزته بكوعها
وكانت النتيجه الوحيده التى حصلت عليها هى صوت كالخنزير
من الرجل الجالس بجوارها وأحست بدفعه من الغضب
تسرى فى جسدها وأذا ظن هذا الرجل أنها ستستسلم
مع هذا الهراء فأنها بالتأكيد ستفكر فى حل أخر
دارت بالسياره نصف دوره سريعه وغير قانونيه ووقفت بجوار
بعض السيارات التى تنتظر خارج فندق(دور ستر)
وصاحت فيه وهى تستدير لتواجهه:
-هنا يجب أن تنزل الأن ..لا يهمنى أذا لم يكن هذا فندقك
ولكنه يصلح لأيوائك .لان كل ما يهمنى.....
وأنقطع صوتها عندما حملقت الى وجهه ووجدته مغلق العينين
ورأسه ملقى للخلف على المسند .أخذت تولول وهى تهزه بوحشيه
-أوه..لا..أننى لن أسمح لك بأن تنام عندى
هاى ..هيا أستيقظ أيها الرجل الأبله ...أستيقظ فى الحال !
بعد لحظات عادت بولى لتجلس فى سيارتها وهى تلتقط نفسآ
عميقآ وتحاول أن تهدئ نفسها وتفكر فى الوضع الذى وجدت
نفسها فيه الأن
قبل كل شئ ليس هناك ما يمكن أن يوقظ ذلك الراكب الغريب الغامض
حتى بعدأن لجأت الى صفع وجهه بقسوة
فكرت فى أنه جميل الطلعه لدرجه مذهله عندما
يسقط شعاع أنوار الشارع فأضاء وجهه وشعره الأسود
الذى نزل على حاجبيه.
وكان وجهه مربعآ بعظام قويه فى الفكين وبشرته لوحتها الشمس
بقوه لم يسبق لها
ان رات رجلآ له تقاطيعه الكلاسكيه الوسيمه.
كزت على أسنانها فى ضيق من نفسها لأنها سمحت لنفسها أن
تخدع وكأنها مراهقه فأبعدت عينيها بقوة عن الغريب جميل الطلعه
وأخذت تنظر من خلال الزجاج الأمامى للسيارة
منتديات ليلاس
(أحلى صحبة&أطيب ناس)
|