كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
سألته "بولى"وهى تنتقى كلماتها بعناية:
-وهل هذه فكرة حسنة؟
-حسنا...أنها عظيمة بالنسبة لـ"ميلودى"لانها تضمن
ظهورها فى كل أفلام زوجها القادمة ولكن فى ما يخص
"دونالد"فإنى أظن أن المسكين لايعرف ماذا أصابه
رغم أنى أحس أنه سيندم على ذلك
قالت "بولى"ببطء:
-لقد فكرت فى الأمر كثيراً ولا أعتقد أنك تفهم حقاً
لماذا أنا أحس بالغيرة من هذه المرأة الرهيبة لقد تعودت
العمل مع أجمل الفتيات فى العالم ولاشك فى أنك أحسست
بالفخر لكونك محاطاً بهؤلاء النساء الرائعات الجمال ولكن
بالنسبة لى وأنا لا أعرف شيئا عن السينما لا أستطيع حقاً
أن أفهم كيف تستطيع أن تبعد يدك عن "ميلودى"!أعنى
أنها ربما تكون شخصاً مزعجاً ولكن لم أر فى حياتى
امرأة فى منتهى الأغراء مثلها.
همهم"جيمس":
بل الأدق أن تقولى أكثر أثارة للملل أو الضجر
زفرت "بولى"بأسف وهمهمت قبل أن تبعد "ميلودى جرانت"
عن بالها نهائياً:
-أتمنى لو كنت مملة مثلها ....فى الحقيقة أفلامك هى التى
أزعجتنى وسببت لى المتاعب ...لقد تحدثت مع "اليسيا"....
قاطعها "جيمس"بحماس:
-الأن ها هى امرأة جميلة فعلاً وأبتسم ليغيظها ومحبوبة جداً
ردت عليه"بولى"بحدة قبل أن تغلق فمها ندماً:
-وهى أيضا امرأة سعيدة فى زواجها وزوجها له عينان
حادتان أنى أرفض أن أغار من من كانت زوجة أبى
ثم أنى أستحوذت عليك تماماً...أليس كذلك؟
أبتسم "جيمس":
-نعم أكيد يا حبيبتى
قالت برزانة:
-يمكنك أن تكف الأن لأن لدى ما يكفى من متاعب
فى محاولة تعود على الشاشة الفضية ثم إنى لا أستطيع
أن أشرح المشكلة التى أواجهها ولكنى سألت "اليسيا"ماذا
تحس لو ذهبت إلى السينما ووجدت زوجها على الشاشة
الكبيرة وأنها أضطرت لمشاهدته فى مشاهد الحب الساخنة
مع تلك المرأة الخرافية؟ولم أكن الوحيدة فى رد فعلى لأن
"اليسيا"شحب وجهها شحوباً واضحاً لمجرد الفكرة لذا
أرجوك أن تحاول أن تفهمنى إذا ما وجدتنى متوترة بعض
الشئ أمام هذا الموقف...أليس كذلك؟
همس وهو يضمها بقوة الى صدره ويسمع دقات قلبها العالية:
-بالتأكيد سأفعل يا حبيبة القلب ...ما الذى تتحدثين عنه أم أن
أساس المشكلة يقع بيننا بالنسبة لى فأن العمل فى السينما هو
مجرد عمل وأنظر اليه كوظيفة لا أكثر ولا أقل أنى أحصل
على مبالغ طائلة ولكن هذا كل ما فى الأمر ولابد أن أتحمل
الدعاية ومشاكلها لإنها بقدر ما تعطينا تأخذ منا ولكن ما
أريده حقيقة هو بيت ثابت فى بيئة مستقرة إنى أحس بالرعب
مما يسمى بالوجود المبهر الذى يعيشه بعض أصدقائى
وأطفالهم يبدون مدللين فاسدين وفيما يمنى أنى لا أستطيع
أن أتصور أن هناك ماهو أكثر إرضاء لى من أن أعيش
حياة فى الريف بسيطة مع زوجتى وأطفالى.لقد تزوجنا
بسرعة كبيرة ربما لأنى كنت أود التأكد منك كلما أتيحت
لى الفرصة.ولم تتح لى فى الحقيقة الفرصة لأشرح لكى
كيف أتصور حياتنا الزوجية كما أتمناها معاً.أترين إنى أريد
أن أعيش معك هنا فى"ونترفلودز"وأنت تدرين المزرعة
كما تعودت أن تفعلى وأنا أذهب من وقت لأخر للعمل ثم
أعود كل مرة إلى بيتى الهادئ الملئ بالسلام كالجنة .
إنى أود أن أحفظ حبى وحياتى بعيداً عن عالم السينما
المضطرب المتأجج وأعدك بذلك فى المستقبل وأنى لن
أغيب أكثر من شهرأو ستة أسابيع على أقصى حد....
ما رأيك فى ذلك؟
تنهدت "بولى" فى سعادة
-أفضل ألا تزيد مدة عن شهر ولكن لا بأس
-والأن أعرف أن لديك شئ تودين أن تخبرينى به وأعتقد
أنى كنت صبوراً لدرجة ملحوظة نظراً للظروف..أذن
ألا تظنين أن الوقت قد حان لتخبيرنى شئ عن الطفل
صاحت وهى تنزع نفسها من بين ذراعيه وتنظراليه فى
رزانة:
-بالتأكيد كنت سأقول لك ولكن نظراً للأثارة....ثم أنتظر
كيف عرفت بأمر الطفل؟
قال بحزم :
-أهدائى!لقد كنت قد رتبت أمر رحيلى عائداً لأنجلترا بالفعل
وحجزت التذكرة من أسابيع وعندما قابلت طبيب الشركة
فى المشرب المحلى فى الليلة السابقة لسفرى عائداً لمالزيا
عرفت وقتها بأمر الطفل .أتذكرين كل تلك الفحوص التى
أجريت لكى لمعرفة أن كنت صالحة للطيران أم لا؟خسنا
لقد كانت الأختبارات قد ذهبت مع أختبارات أخرى لمختلف
الممثلين إلى المعامل فى سنغافورة لأن سياسة الشركة هى
مراقبة الممثلات لأن الحمل يمكن أن يسبب متاعب فى جدول
التصوير وحيث أنك امرأة فقد تم أختبارك مع الأخريات وهو
أمر عادل لأن الطبيب أعلن الأنباء السارة وأنك لن تحصلى
على دور البطلة فى الفيلم
تأوهت:
لا تذكرينى !
ضحك"جيمس":
-يا عزيزتى المسكينة أنى أشعر بالخجل الشديدلأنى كنت
كريهاً وقاسياً معك بعد التجربة القاسية التى مررت بها
قالت وهى تحاول أن تبعد نظرها عنه وأن لم تنجح:
-يجب أن تشعر بالخجل...هل سررت بالطفل؟
-أن السرور كلمة غير كافية لتصف الشئ الرائع الذى
حدث لى بخلاف وقوعى فى حبك بالتأكيد .فى الحقيقة
ظننت أنى سأشترى له مهراً وأعلمه ركوب الخيل فى الحال
ضحكت"بولى"وسألته:
-وماذا لوكانت بنت؟
أبتسم وهز كتفيه بلا أهتمام:
-لا يهم طالما كان الطفل متمتعاً بالصحة .أنى حقاً لا أهتم
بالجنس وكل ما هناك أنى فى عنان السماء أمام فكرة أنى
سأصبح أب ومن يدرى فقد يكونا توءمين عندئذ سيكون
الأمر رائع
-أنى لست واثقة بذلك وماذا سيكون شعورى عندما يصبح
الحمل ثقيلاً وأتخبط مثل البالونه على وشك الأنفجار
ضحك :
-يالها من فكرة حمقاء بالتأكيد أتمنى أن يكون لدينا عدد
كبير من الأطفال...ولكن هذا لن يقلل من مقدار حبى لك
رفت عيناه الزرقاوان بحنان دافئ وهو يحملق إلى زوجته
الحبيبة عندما أستغرقت فى النوم لم يكن قرر بعد إن كان
سيخبرها بمكالمته الهاتفية مع "جيل راتكليف"هذا الصباح
عندما قال له "جيمس":
-أنى أريد أستعادة زوجتى
كان يود أن يسأله عن أفضل طريقة للمصالحة وبعد أن
شرح"جيل"بوضوح أنه سيشنقه لو تسبب فى أغضاب
"بولى"مرة ثانية ونصحة بما يلى
-ربما من الأفضل أن تلتقى بأشخاص من الشركة.ولكن
نظراً لأنى أعرف"بولى"جيدا فأنها إما ستلكمك على وجهك
أوستركلك فى بطنك ومن المحتمل أن تفعل الأثنين
لذا أقترح أن أفضل فكرة هى أن تنضم إلى حفل عشاء
الليلة وبالمناسبة لن أخبر زوجتى وأقترح ألا تخبرها بهذا
الترتيب لأن"اليسيا"و"بولى"لا تستطيع إحداهما أخفاء سرعن
الأخرى .وأعتقد أكثر أنه لاداعى لأخراج الجن من القمقم الأن
لقد كان"جيل راتكليف"حقاً فتى رائع كان "جيمس"يفكر فى ذلك
وهو يمرر أصابعه برقة فوق حاجبى زوجته النائمة.ثم إن
زوجته "اليسيا"هى الأخرى بدا أنها امرأة عطوفة وجميلة
الوجه جداًوأن لم تكن فى جمال حبيبته "بولى"بالتأكيد
أبتسم "جيمس"إبتسامة رضا لا تصدر إلا عن رجل غارق
لأذنية فى حب زوجته ثم أستغرق فى نعاس طويل
|