كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت "بولى"فى مخزن الحبوب الكبير تراجع مخزون
العلف الشتوى والدريس عندما رأت من خلال الباب
الواسع المفتوح سيارة جيب بيضاء تدخل الفناء .كانت
تتوقع ذلك بالتأكيد منذو هبطت عليها "الزى"أمس بصورة
غير متوقعة وضبطتها وسط نوبة من المرض الشديد و
عرفت أنها لن تصبح قادرة على إخفاء حملها أكثر من ذلك
على الرغم من أنها جعلت ربة البيت العجوز تقسم على إبقاء
الأمر سراًأدركت أنها تضيع وقتها .ومهما حاولت فأن"الزى"
لن تستطيع أن تخفى هذا النوع من المعلومات وأن أول شخص
ستخبره بذلك لابد أن أختها السيدة"رينشو"مدبرة منزل ضيعة
"إيستديل هول". أطلقت "بولى"زفرة حارة ووضعت دفتر
مذكراتها فى جيب فستانها الفضفاض وسارت الى الفناء
كى تحيى زوجة والدها الراحل أبتسمت"اليسيا"فى سعادة
وهى تخرج من سيارتها الجيب مرتديه أخر صيحة من
الموضة وسارت نحو"بولى"لتضع يدها فوق جسد "بولى"
-يا عزيزتى!لماذا لم تخبرينى؟لقد كنت مثارة وفرحة عندما
سمعت الخبر من"الزى"حتى أنى بسرور وجدت من
الضرورى أن أحضر الى هنا مباشرة اليس الأمر رائعاً؟
أن تحصل كلانا على طفل فى نفس الوقت؟
-أنه رائع فعلاً
كانت تردد كلام زوجة ابيها كصدى صوت وهى تحملق
فى المرأة ببلاهة والتى كانت أكبر منها بأربع سنوات فقط
كانت "اليسيا"محبة وقد بدا البريق بشكل واضح فى عينيها
الزرقاوين وبشرتها بلون الكريم المحاطة بسحابة من الشعر
الأشقر الممشط على شكل ضفيرة فوق عنقها
كانت "بولى" تحب زوجة أبيها كثيراً وكانت تعلم أن تقطيعها
الرقيقة التى تشع جمالاًتظهر ضخامة تقطيعها هى الضخمة
زفرت وقالت:
-أتحبين قدحاً منة الشاى؟
همهمت "اليسيا" وهما تدخلان المنزل:
-رائع ...ولكن لماذا بحق السماء لم تخبرينى؟لقد عدت الى
"ونترفلودز"من ثلاثة أسابيع ومع ذلك لم تقولى كلمة واحدة
ما رأى"جيمس"؟لابد أنه فى منتهى الفرحة.بالتأكيد لم أتوقع أنه
يريد ولدا .أن "جيل" تسيطر هليع الفرحة فكرة أن يكون له ولد
يرثه لقد أستسلمت ولم أعد أوضح له أن لدى فرصة أيضاً فى
الحصول على بنت
-أتحبين تناول لبن وسكر مع الشاى؟
نظرت"اليسيا" إلى بطنها وقالت :
-لا أريد سكر لأنى أحافظ على وزنى وبصراحة أنى فى
الشهر الخامس ومع ذلك لم يبدو على الأنتفاخ لذا خبرينى
متى يحين موعد ولادتك؟
جلست على مقعد فى المطبخ تحتسى الشاى قالت "بولى":
-لست أدرى أنى لم أقابل الطبيب بعد
-ولكن يا عزيزتى لابد أن تذهبى الى أحدهم فى الحال
وفى أسرع وقت ممكن .من المهم جداً الحصول على رعاية
قبل الولادة
أخذت تنظر اليها فى قلق بينما بدت"بولى"غير مهتمة
بحقيقة أنها حامل
قالت لها:
-أنى لا أريد أن أضايقك ولكنى واثقة بأنه لو كان
"جيمس"هنا لأتفق معى
ساد صمت طويل و"بولى"تنظر الى أسفل فى قدحها
ثم قالت أخيراً:
-إن...إن الأمر كله معقد بعض الشئ أن الحقيقة الواقعة
أن"جيمس"لا يعرف أننى حامل ولا أعرفأن كنت مازلت
متزوجة به أم لا ؟
شهقت"اليسيا":
-ماذا؟!لا تقصدين...أنك تقولى أن هناك خطأ ما فى مراسم
الزفاف؟ حسنا...إنى لايمكن أن أصدق أن القس يمكن أن ...
ضحكت"بولى" ضحكة خشنة وقالت متجهمة:
-لقد فهمت الأمر خطأ ...لا يوجد خطأ مراسم الزواج
ليس سوى أنى أظن أن زوجى هجرنى أو هجرته وهو
أمر لايهمنى بقدر ما يهمنى الطلاق
نظرت اليها "اليسيا"غير مصدقة
-لا لا بالتأكيد لا لقد أخبرتنى"الزى"أنكما كنتما فى حالة
حب شديد على ما أظن. وعندما عدت من ماليزيا ظننت
أن"جيمس" سيلحق بك عندما ينتهى من تصوير فيلمه
مباشرة
هزت "بولى" كتفيها فى تعاسة
-لقد كنت مضطرة لأن أقول أشياء وأن لم أكن فخورة
بذلك.إننى ببساطة لم أستطع أن أواجه أعترافى بالحقيقة
لأى شخص
كان صوتها متحشرجاً وهى تنهض من مقعدها وتذهب
لتحملق
-أعتقد أنى مازلت أأمل وأصلى أن يكون لا يزال....
أنقطع صوتها بسبب الغصة فى حلقها
صاحت"اليسيا"وهى تقفز واقفة وتذهب اليها وتضع
ذراعيها حول جسد الفتاة المرتجف
-أوهـ يا"بولى"! سيصبح الأمر على مايرام يا عزيزتى
أنا هنا الأن معك وسأعتنى بك
كان صوتها دافئاً بينما أسندت"بولى"إلى كتفها وأخذت
"اليسيا"تربت بحنان على أبنة زوجها.أخيراً همست
"بولى"عندما خفت عاصفة البكاء:
-أنا أسفة أنى أكره الناس الذين يولولون
أخذت تتأوه وهى تبحث عن منديل
قالت لها "اليسيا" متعاطفة :
-أظن أن البكاء الطويل هو خير علاج لكى .
والأن دعينا نجلس ونتناول قدحاً أخر من الشاى وبعدها
تستطيعن أن تقصى عليا الأمر .أنا وأثقة أن مشكلتك
نصف ما تظنين لقد أخبرونى بأن الحمل يجعل بعض
النساء يشعرون بالأثارة الزائدة فى بعض المواقف التى
غالباً لا تثيرهن
-أتمنى فقط لو أنى أشعر بالأثارة الزائدة
|