كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
أخذت تفكر وهى تتجول فى أحد المتاجر الكبرى فى نهاية
النهار فقد كانت هناك عدة نقاط مزعجة أثارها فى عقلها
حديث"رود"وأحست بعدم الأرتياح لدرجة لا تستطيع معها
البقاء بمفردها فى الفندق على سبيل المثال لم يكن من
الصعب أن تدرك ما الذى يسعى اليه"جيمس"؟ومن الواضح
أنه كان يستغل وجودها فى الفندق لكى يضغط على كل من
المخرج والأستوديو ولم يفتها التلميح بمعرفة"ميلودى"بالضبط
لما يخطط له"جيمس".أن "رود"يظن أنها غبية مادام "جيمس"
تركها لا تعلم شئ عن خططه...لماذا بحق السماء لم يثق بها؟
كانت "بولى"غاضبة ومشدودة من "جيمس" حتى أنها لما
رأت صورته ضمن أعلان السينما معلنا بحروف كبيرة
"لنك جيمسون" &"ميلودى جرانت"
فى "صيف هندى" مغامرة مثيرة وقصة عاطفية عارمة
كانت شبه حالمة وهى تعبر الشارع الواسع المزدحم
وتقترب من مبنى السينما المكيفة الهواء .يبدوأن الجميع
يعرفون كل شئ عن زوجها ولذلك لابد أن تحاول أن تعرف
هى الأخرةأكبر قدر عنه.
أشترت تذكرة ودخلت القاعة المظلمة .
عندما غادرت السينما بعد ساعتين كانت تحس بالدوار حتى
أنها تناولت عدة أقداح من القهوة فى مقهى قريب قبل أن
تشعر بأنها قادرة على نداء سيارة أجرة والعودة للفندق
أستلقت بمفردها فوق سريرهما المزدوج الفسيح فى ساعة
متأخرة من الليل وهى لاتزال تحاول ترتيب الفوضى التى
سادت عقلها بدأ لها الأمر وكانها تزوجت بشخصين مختلفين
الرجل العامالشهير"لنك جيمسون"والرجل الخاص"جيمس لنكلتر"
وكل منهما شخصية مستقلة لقد رأت فى الفيلم مجرد"لنك"الذى
لعب دور جندى من أقصى الجنوب تبنته إحدى القبائل من
هنود الشمال ويقع فى حب فتاة هندية جميلة"ميلودى"ويقود القبيلة
بحثاً عن أرض ومراعى جديدة قبل أن يقتل فى دفاعاً عن العدل
والحق والحرية .
لم تكن القصة مثيرة ولكن "لنك"أو"جيمس"قد أدى دوره ببراعة
على قدر معرفتها.لقد ظلت بعض الأحيان منهمكة فى أحداث
الفيلم حتى أنها نسيت أن زوجها هو المعروض أمامها على
الشاشة الفضية ثم بعدها وبحركة عفوية تتذكر أنه ليس مجرد
ممثل يؤدى دوراً عاطفياً حاراً مع"ميلودى"وأنما هو الرجل
الذى تزوجته من أسبوعين فقط.أستغرقت فى النوم قبل أن
يصل "جيمس"حجريتهما فى تلك الليلة وأستيقظت فى الصباح
التالى لتجده يتحدث فى التليفون الى وكيله قال بعد أن وضع
السماعة :
-لقد سارت الأمور السير المطلوب وقد خضع الأستوديو
أخيراً وسنطيرجميعاً الى الموقع بعد ظهراليوم وقد نظم
"مارتى"رحلة عودتك الى أنجلترا ردت عليه بحدة وغضب
-يمكن لـ"مارتى"أن يقفز من النافذة وكذلك أنا...أنا زوجتك
فى حالة ما كنت نسيت ذلك ومع ذلك فقد عوملت كأننى
عمياء وخرساء وصماء أو كأننى بلهاء تماماً لماذا لم تخبرنى
بما يجرى؟لماذا لم تثق بى؟
قال لها محاولاً تهدئتها:
-أهدئى يا حبيبتى فلا داعى لأن تثورى لهذه الدرجة .
ربما كان من وأجبى أن أخبرك ولكن الأمر كان لعبة دقيقة
للغاية ولم أستطيع أن أخاطر بأن يهدم أى شخص كل ما رتبته
أخذت تلوح بيديها فى يأس:
-ولكن ألا تستطع أن تفهم أنى لست أى شخص أنا زوجتك
همس وهو مشغول بوضع الخطابات والأوراق فى حقيبة
أوراقه ودون أن يهتم حقيقة بما تقوله:
-بالتأكيد أنت على حق
صاحت بأقصى صوتها وعندما أستطاعت أن تثيرأهتمامه
ودهشته حاولت أن تشرح له التشويش العميق الذى سادها
بعد حضورها الفيلم بالأمس والشعور الكامل بالمهانة الذى
أحسته عندما أستسلمت للتعليقات الشخصية التى أطلقتها بطلة
أفلامه والتى بدأ أنها كانت عشيقته السابقة وأنها أحست بالخيانة
مما رأته منه من عدم وضعه ثقته بها
قالت أخيراً:
-وأنا لست عائدة الى"ونترفلودز"لأنى متزوجة بك ومكانى
بجوارك
رد عليها بحدة وغيظ:
-ليس فى الموقع...لست أفهم ببساطة أى كلمة من الهراء
الذى ظللت ترددينه حول شخصيتى العامة وشخصيتى الخاصة
عندما فتحت فمها لتحتج قال لها:
-ولا أريد أيضاًأى سخافات أخرى حول"ميلودى"لقد أخبرتك
ونحن فى المزرعة بأننى لا أتطورة مع بطلات أفلامى
-هـا!ربما قال لها بعضهم هذه الأنباء المهمة؟
من الواضح أن الوقت قد حان لتعودا الى بعضكما البعض
وتتعلما من جديد كيف تغنيان نفس الأغنية
-أوهـ بحق السماء!
صاحت وهى ترتجف من الغضب الجامح:
-وما رأيك فى فيلم"مازال اللحن يتردد"؟
أخذ "جيمس"يحملق أليها وهو شاحب الوجه ومتوتر ثم بدأ
يهز كتفته ضحك ضحكة غريبة وهو يرفع وجهها نحوه:
-أوهـ يا حبيبتى يالك من فتاة مجنونة قد يكون هناك أسباب
قوية لأن يحدث بيننا شجار على الطريقة التقليدية القديمة
ولكنى أرفض أن أتعارك معك بسبب ساحرة شريرة مثل
"ميلودى جرانت" لذا أرجو أن تهدئى ....أتفقنا؟
-ولكنها قالت....
-اللعنه على ما قالته أننا فقط الذين نهتم بإرساء قواعد
الثقة بزواجنا فما رأيك أن تثقى فى على سبيل التغير؟وفيما
يتعلق بى فقد قلت لك الحقيقة وأذا لم تصدقينى فإن هذاأمر
سيئ فعلا
أصبحت "بولى"مشتتة وحائرة من أول معركة حقيقية بعد
زواجهما وأخذت تحملق الى عينيه لقد كان على حق.لا فائدة
من الجدال حول علاقته ببطلة أفلامه وقد أرادت وأحتاجت أن
تصدقه همست أخيراً:
-أنا أسفة
قضيل بقية الصباح يعانيان الأثار الجانبية لمعركتهما
وحاول كل منهماأن يكون حريصاًفى كل ما يقوله للأخر
وكأنهما يسيران على قشر بيض وبدأ أنه لا توجد وسيلة
لإزالةأسباب الخلاف الأساسية بينهم قال لها بحزم:
-لن أصحبك معى الى موقع التصوير وهذا قرار نهائى
ولو قرات السيناريو لعرفت أنى سأكون مشغولاً حتى
رقبتى وساقضى وقتى ونصفى الأسفل فى الطين وسيكون
الأمر رهيب فى رحلة السيارات والعربات بسبب الحشرات
والبعوض وغيرها ويعلم الله كم سأكون مرهقاً فى نهاية
اليوم حيى لاأستطيع أن أحييكى لذلك أرجو أن تعودى
الى"ونترفلودز"وسألحق بك بأسرع ما يمكن
ردت عليه فى عناد:
-أننى لن أرحل وأذا لم تدعنى فسأمكث هنا فى سنغافورة
الى أن تنتهى من التصوير ثم أنى سمعت بعض أفراد الطاقم
يقولون أنهم يحصلون على أجازات أيام الأحاد ويمكنك دائماً
أن تطير الى هنا لقضاء تلك الأيام ألاتستطيع ذلك؟
-أوهـ يا إلهى!أننى لم أعرف فى حياتى امرأة عنيدة مثلك
حسنا..أنى أستسلم ولكنى أحذرك بأنه نظراً لأننا تأخرنا
عن المواعيد المحددة فقد لا تتاح لى حتى فرصة قضاء
يوم معك
كان على حق تماماً فيما قاله وأخذت "بولى"تفكر فى ذلك وهى
مصممة على موقفها وأن أحست بالكابة
لم تسمع عنه ولم تراه منذو ثلاث أسابيع رهيبة
ربما كانت تعانى نوعاً من المرض العقلى ولكنها لم تستطيع
أن تقاوم الرغبة والشوق لـ"جيمس"فى الأسبوع الرابع
خصوصاً وأن أفلامه كانت تعرض فى مختلف دور السينما
بالبلد وقد نتج عن ذلك أن شعرت بالتعاسة أكثر كيف يمكنها
أن تشرح لأى شخص وبالذات"جيمس"كيف تشعر وهى ترى
زوجها يعرض حبه العارم لمجموعة من النساء الجميلات ؟
ولأنه ممثل جيد ومقنع جداً فى أدواره المختلفة فإن ذلك يجعل
الأمر أكثر صعوبة وسوءاً أن الفكرة الأساسية أن زوجها نجم
سينمائى وبالتالى ملكية عامة.
عندما فتحت صحيفة "التايمز"نظرت وهى فى شبه أحتضار
فى صفحة المرأة وقرات خطاباً مرسلاً من ربة منزل كتبت
تقول:
-أنها كانت سعيدة فى حياتها الزوجية ولكنها بدأت تحس بالملل
القاتل من رتابة حياتها العاطفية.
أتسعت عينا "بولى"عندما قرأت الرد على المشكلة
أذن لماذا لا تتخيلين أنك تتبادلين الحب مع "لنك جيمسون"؟
كزت عل أسنانها ومزقت الصحيفة وأحست بعدم الأرتياح
بعد أن زاد شعورها الأمان
أن كبرياءها فقط هى التى أبقتها فى فندق"رافلز"فى مواجهة
صمت"جيمس"المستمر والأن وقد أكتشفت أنها حامل تحتاج
فى يأس الى تأكيد حبه ودفئه لم يعد امامها ألا أن تعود الى
منزلها فى"ونترفلودز"وه تجر أذيال الخيبة
ذهلت "بولى"عندما سمعت
-هاللو هل السيدة"لنك جيمسون"موجودة ؟
رفعت رأسها لترى رجلاً طويلاً ونحيفاً يقف بجوار المائدة
كان مرتدياً جينزاً قديماً وجاكتاً من الجلد الطبيعى وبدأ أنه
لا يناسب نزلاء الفندق سألته:
-نعم؟
قال وهو يناولها خطاب
لدىٌ خطاب من زوجك
أبتسمت للرجل
-أوهـ شكراً كيف حصلت عليه أعنى كيف حال زوجى؟
هل هو بخير؟
أوهـ بالتأكيد نعم أنهم جميعاً متعبون بعض الشئ ولكنهم
فى حالة طيبة ولما كنت أطير يومياً الى سنغافورة فقد
طلب منى زوجك أن أعطيك هذا الخطاب أعتقد أن على
أن أرحل
أستدار ليرحل عندما صاحت "بولى"وهى جالسة
-لحظة من فضلك أتقول أنك تسافر ذهاباً وأياباً ما بين
الموقع وسنغافورة؟
-نعم هل تريدين إرسال خطاب رداً على زوجك؟
أخذت نفساً عميقاً وأبتسمت له إبتسامة عريضة
-لا ليس بالضبط لماذا لا تنضم الى لتناول قدح قهوة
يا سيد...؟
-"ماك جريجور"..."ستيفان ماك جريجور"
قالت "بولى"وهى تسترخى وتعطى طلبها للساقى:
-حسنا...يا سيد"جريجور"سأعرض عليك عرضاً لا يمكن أن ترفضه.[/
|