كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
قال"جيمس" وهو يضع الهاتف وهما يدخلان حجرتهما فى صباح
أحد الأيام :
-حسنا شكراً يا"مارتى" سأتصل بك من سنغافورة
سألته وهى تشعر بعدم الأرتياح
-سنغافورة؟!
-يبدو أن منتجى الفيلم والممولين فى نيويورك يحاولون التهام
جزء من عقدى وأنا متأكد من أننى لن أخضع لهذا الهراء
أذن عليكى أن تبدئى بحزم أمتعتك...ليس أمامنا سوى ساعة
للحاق بالطائرة
-ولكن أذا كانت هناك مشكلة فلم لا تمكث هنا؟ ولماذا نضطر
للذهاب الى سنغافورة؟
كانت تولول وهى تغرق فى الحزن عندما بدأ يلقى بملابسة
فى حقيبة الملابس قال لها بغيظ:
-لأن هناك تقع أحداث الفيلم وبحق السماء أسرعى فليس لدينا
وقت كافى .
بعد الهدوء والسكينة فى شرق ماليزيا كانت سنغافورة مختلفة
جداًً.أذا كان"جيمس" يبحث عن الأثارة والحركة فأن تلك المدينة
الحديثة هى المكان المناسب هى المكان المناسب أخذت"بولى"
تسرح بخيالها وهما فى طريقهما من مطار"شانحى"الفاخر نحو
الشوارع المزدحمة بنطاحات السحاب التى تشبه مثيلتها فى منهاتن
والساحات المفتوحة حيث يطهى الطعام فى الهواء الطلق ويباع
للمارة .
عندما وصلا أخيرا الى فندق "رافلز" أستاءت "بولى" للنهاية
المفاجئة لشهر العسل إلا أن الأستقبال الحار الذى أستقبلا به
خفف ذلك الشعور وشعرت بالسعادة من الجو الذى ساد بناء
الفندق الذى يعيد ذكرى المستعمر البريطانى للبلد
عندما أستقرا فى الجناح الملحق به مكتب سجل عليه أسماء
المشهورين من الكتاب والنجومالذين نزلوا به من أمثال
"رود بارد كيلنج" و"سومرست موم"و"نويل كوارد"أخذت
هى و"جيمس" يستكشفان الفندق وعندما جلسا أخيراللعشاء
فى قاعة النخيل وجدت "بولى" صعوبة فى أن تحتفظ بهدوء
وجهها وصاحت فى أثارة وأبتسامة عريضة:
-بصراحة هذا المكان يشبة الجنة أنى أشعر أن الزمن قد عاد
بنا للوراء خمسين سنة
-بالتأكيد هذا هو التغير....
قطعت كلمات "جيمس" مجموعة من ثلاثة عازفين صينين
على الكمان فى الركن البعيد وهم يعزفون مقطوعة"عندما أناديك"
عندها أنفجرت "بولى" فى الضحك
عندما فكرت "بولى" تلك الحادثة بعد ذلك أدركت أنها كانت
عملياً أخر فترة تتاح لها فرصة للضحكأو حتى تجد السرور
فى أى شئ خلال الأسابيع الثلاثة التالية ولما لم تكن تعرف
ما يخبئه لها القدر فقد رفعت عينيها لأعلى نحو رجل طويل
يقترب منهما صاح الرجل وهو يضرب"جيمس"على ظهره
ويسحب مقعدا ليجلس عليه:
-"جيمس" أيه اللعين لقد كنا جميعن نتسأل متى ستظهر؟أن
"شاك"و"بن"والأخرين موجودون بالخارج يحاولون التمتع
بجمال الفتيات فى ملهى "تروبيكانا"ولكنى لا ألومك بأن تتمتع
بصبحة هذه السيدة الجميلة
غمز بعينه نحو "بولى" ولكز"جيمس"فى جانبه
أبتسم"جيمس"أبتسامة ماكرة لـ"بولى"وقال لها:
-هذا زميل ممثل ويخجلنى أن أقدمة لك هو"رود ستيفانر"
وللعلم أود أن أخبرك مباشرة بأن السيدة الجميلة هى زوجتى
ضحك الرجل الضخم بصوت عالى :
-واو!هل تمزح أن هذا الأمر يدعو دون شك الى الأحتفال
لوح بيده الى أحد السقاة الذين يحومون حولهم
-أحضر شرابا أيها الرجل...أنى مجنون بهذا المكان وأحب
فعلاً هذا النظام البريطانى
-أوافقك على أن الجو هنا شديد الجمال
-أوهـ أستطيع أن أقول من لهجتك أنك بريطانية يا له من أمر
رائع وخرافى أستمر"رود" فى الحديث حول قاعة النخيل
-حسنا حسنا من كان يظن أن العجوز"لنك جيمسون" الساحر
العاطفى سارق قلوب ملايين النساء يغرق أخيرا فى الزواج
وقيوده الرهيبة.
هل عرفت"ميلودى" أنك تزوجت
كانت عيناه تدوران وهو يضحك بصوت عالى بينما توترت
شفتا "جيمس" فى شكل قاسى ورد عليه ببرود:
-إن زواجى لايهم أحدا سوى "بولى" وأنا
رفع "رود" يديه فى حركة أستسلام :
-حسنا حسنا لقد فهمت الرسالة أذن أخبرنى ماذا جرى؟
أننا هنا جميعاً بالأضافة الى طاقم التصوير ولكنى لم أسمع
ألا أن التأخير فى التصوير بسبب مشاكل مالية فى نيويورك
هل تعرف شيئا؟
هز "جيمس" رأسه نفياً:
-لقد طرنا الى هنا فقط اليوم وأنت أول شخص أتحدث اليه
عن زواجى
كانت "بولى" توشك أن تفتح فمها لتذكره بمكالمته مع"مارتى"
عندما لمحت التحذير فى عينى "جيمس" الزرقاوين فأغلقت
فمها ثانية.
تسألت ماذا وراءه؟وماذا يسعى اليه؟ أنه لم يكذب فى الحقيقة
على ذلك المدعو"رود" ولكنه لم يقل الحقيقة أيضاً ومع ذلك
فأنها لم تتح لها الفرصة لسؤال"جيمس" وهما بمفردهما حول
تهربه من الأجابة الذى بدأ بالنسبة لها غريبا لأن الساقى وصل
ومعه الشراب وتبعه مجموعة من الرجال يشكون بصوت عال
نقص ةالبهجة فى الملهى الليلى الذى زاروه.
كان يوماً طويلاً متعباً وعندما حان وقت تقديم زوجة"جيمس"
الجديدة الذى أحدث المزيد من التهانى وطلبات الشراب وجدت
"بولى" نفسها تحس بأنها تنكمش على نفسها .لم تحس بالتشويش
بسبب الجمهور الغفير الذى كان يتكلم بصوت عالى ولكن ما
أزعجهاهو أنهم بدأوا يتحدثون بلغة غريبة .رأت رجلاً طويلاً
ضخماً يلوح بيديه فى وحشيه ويقول:
-ولذلك قلت له أن الأضاءة أصبحت صفراء أكثر من اللازم
ولن تناسب المنظر أبدا
بينما أنهمك "رود"مع رجل كان يناديه"شاك"فى مناقشة فنية
طويلة حول اللقطات الرئيسية وما شابهها من تعبيرات فنية
خاصة بالسينما كانت توشك أن تشير لـ"جيمس" أنها متعبة
وتود العودة الى جناحهما عندما أدركت فجأة أن الضجة
خفتت وأنتهت.
|