كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
-أوهـ أنى لا أرى أية مشكلة أن الصحافة مهتمة بك أنت وليس
أناعلى الرغم من أنه بفضل خبرتى أفهم كم هو رهيب أن تصبح
معروفا فى كل مكان تذهب اليه
أبتسم وهز كتفيه :
-أعتقد أننا متفقان على أن الأمر ليس نزهة ولهذا كانت تلك
الأسابيع التى قضيتها هنا فى المزرعة دون أن يتعرف أحد
على هويتى من أفضل أوقات حياتى
أبتسم لها أبتسامة مهتزة
-أننى سعيدة أن أسمع ذلك لأنى كنت قد بدأت أتسال عما أذا
كنت قد بدأت تحس بالملل أم لا؟
قال مؤكداص:
-على الأطلاق ! وبعيداً عن علاقتنا معا فأن "ونترفلودز"
أصبحت جزءاً مهما فى حياتى لا أنت ولا أحد هنا يعرف
أى شئ عنى وتقبلتينى على ما أنا عليه وفيما يتعلق بى فأن
هذا المكان هوجنة الهدوء والسكينة وهو أمر لم أتعود عليه
لسوء الحظ
-هل أنت واثق بأنك لن تهتم أذا أنا...حسنا أنه يبدو على أننى
تعرفت على نجم شهير عندما رأيتك؟
قالت فى نفسها أنه لو كان فعلاً مشهورا كما يقول وانها لم
تتعرف عليه لأول وهلة فلا شك فى أنه ظن أنها بلهاء تماما
نهض ودار حول المائدة نحوها:
-أعرف ما تفكرين فيه ويمكنك أن تكفى عن ذلك الأن وفورا
أريدك أن تفهمى وأن تتذكرى دائما أنه من المهم بالنسبة لى أنك
لم تتعرفى على .لقد أخذتينى يا عزيزتى"بولى" منزلك والى داخل
قلبك بسهولةلأنك أردت ذلك ليس لأى غرض أخر أنك لم تهتمى
بشهرتى ولا مالى ولا بأى سبب من عشرات الأسباب التى تدفع
الناس للأهتمام بتلك الوجوه المشهورة أنك لم تهتمى أبدا بمن أكون
ولهذا أحببتك
-هل هذا هو السبب ؟هل بسبب أنى لم أعرفك أنك تريد أن تتزوجنى؟
أخذ "جيمس" يسب من بين أسنانه
-أحيانا يا حبيبة القلب ما تكونين حمقاء بلهاء!وأتمنى لو أعرف
لماذا فتاة قوية الأعصاب باردة الطباع متحكمة فى نفسها ليست
واثقة بنفسها عاطفيا هناك مئات الأسباب تجعلنى أحبك وقد
يستغرق الأمر النهار بطواة كى أعددها لك سأذكر لك بعضها
مثل أنك فكاهيه للغاية تجعلينى أضحك.أنك تبدين خشنة على
السطح ولكنك حلوة ورقيقة بالداخل وأنا مجنون بذوات الشعر
وأحس بأنك جذابة للغاية حتى أنه من الصعب على أن أبعد
يداى عنك...هل يكفيك هذا؟
-أوهـ..أعتقد أنى نسيت واحدا من أهم الأسباب أنى أحتاج منك
أن تحبينى مثلما أحبك...بدونك...وبدون دفء حبك وحنانك
أعرف أن حياتى ستكون هباء وخواء و موحشة
فهمست وهى تضغط شفتيها على خده
-اوهـ يا حبيبى
أحست بالرعدة تسرى فى جسدها وطرقات كالمطرقة فى رأسها
فقدت الأحساس بالوقت والمكان وأحست بغمامة تحيط بتفكيرها
بعد مدة وسط النهار أخذا يتجولان يدا بيد فوق الأرض المغطاة
بالحشائش والطريق المؤدى الى النهر أدركت "بولى" أن لديها
عدة أسئلة تود أن تعرف أجابتها وأن لم تعرف حقا من أين تبدا
أحمرا خداها عندما ضحك فى مكر وسألته
-نحن نعرف القليل عن بعضنا البعض ماعدا ذلك المظهر الخاص
بعلاقتنا فأنى لا أعرف أبسط الأمور عنك مثل مقاس حذائك
ونوع الموسيقا التى تحبها أو تاريخ ميلادك
لف ذراعيه حول كتفيها وعيناه تطرفان فى تكاسل
-مقاس حذائى عشرة وتاريخ ميلادى فى السابع عشر من سبتمبر
-أوهـ أنت من برج العقرب ومواليده من المفترض أنهم ....
أبتسم :
-من الصعب الحياة معهم لا يهمك يا عزيزتى أننى واثق بأن
بأستطاعتك التغلب على وأحدى يديك مربوطة وراء ظهرك
همهمت "بولى" وهى غير واثقة بأن بأستطاعتهاأن تفعل ما قاله
كانت توشك أن تقول شيئاما وحمدت الله أنها لم تقوله مثل
عاطفى وشهوانى
أحست بتقلص معدتها عندما أحست بأن تلك الصفات تنطبق
عليه فعلا عندما تذكرت كل ما دار بينهما منذ عاد الى وعيه
سالته بأنفاس متقطعة عندما وصلا النهر وجلسا على جزء
الشجرة الملقى على الشاطئ
-خبرنى بالمزيد عن نفسك
-حسنا دعينى أتذكر ..أنى أحب رائحة الأرض بعد المطر
وقيادة السيارة بسرعة والسيارات الرياضية الغالية والنساء
ذوات الشعر الأحمر بالتأكيد كما أنى مهوس بالجياد أما بالنسبة
لما أكرهه فأنا لا أحب الكاستارد الأنجليزى وموسيقى الجاز
ودفع الكثير من ضريبة الدخل وأكثر ما أكرهه المخرجون الذين
لا يؤمنون بأن الممثلين يستطيعون التمثيل ويصرون على أخبارهم
فى كل ثانية بما يجب عليهم أن يفعلوه
-ما الذى جعلك تقرر العمل فى الأفلام؟
أبتسم:
-بالتأكيد لم يكن قرارا وانا فى كامل وعيى
فى الحقيقة كن تقد تعلمت مع والدى اللذين كانا يعملان فى
تربية خيول السباق تعلمت ركوب الخيل قبل أن أتعلم المشى
وتمنيت أن أعمل جوكى ولسوء الحظ كان طولى أكبر من
مترين عندما بلغت السادسة عشر ومهما تحملت من جوع كان
من المستحيل ان أخفض وزنى الى القدر المطلوب
لم أكن قررت بعد ما أريد أن أفعله بحياتى عندما قتل والداى
فى حادثة طريق ولم يتركا سوى كومة من الديون وأعتقد أنهما
لو ظلا على قيد الحياة لربما ذهبت للكلية ولكن لما لم يعد هناك
نقود بعد أن سةيت كل الديون البارزة والملحة قررت أن أجوب
البلد لأبنى ثروتى
-لقد كنت أذن صغيرا لدرجة موخيفة كى تتجول حول أمريكا
بمفردك أليس كذلك؟ ألم يكن لك أى أقارب يمكنك الذهاب اليهم
والبقاء معهم؟
هز "جيمس" رأسه نفيا
-لا لقد كنت وحيد والداى اللذين كانا بدورهما وحيدى والديهما
ولا أتذكر أننى سمعت أشارة الى جدتى أو جدى.على أية حال
لقد تسكعت فى الولايات المتحدة وقمت تقريبا بكل المهن الممكنة
تحت الشمس ثم التقيت مصادفة بأحد أصدقائى بالمدرسة كانا
والداه قد أنتقلا الى "كاليفورنيا"كنا نحن الأثنين مفلسين تماما
وقتها وأقترح على أنه بأمكاننا ربح بعض الدولارات عن
طريق الغناء فى أحد الأفلام الخاصة بالغرب الأمريكى
كان يجرى تصويره فى الموقع وكانت هذه بحق خبطة
الحظ وهذا كل ما هناك قالت محتجة
-هيا أكمل أنك وصلت الى النقطة المهمة والمثيرة
-أنك حقاً تريدين أن تسمعى...
قالت بحسم :
-بالتأكيد أريد أن أسمع
أطلق زفرة
-حسنا ولكنى أحذرك بأن القصة مملة للغاية أساس ما
حدث هو أن المخرج لمحنى ولاحظ قدرتى مع الخيل
وظن أنى أبدو صالحا لأداء جزء بسيط أضافة الكاتب
لدور السيدة الأولى فى الفيلم لم أكن أعرف كثيرا عن
التمثيل وقتها بالتأكيد ولكنى أديت دورا ممتازا فى هذا
الفيلم حتى أنهم أختارونى لفيلم أخر مع دور أكبر قليلاً
ودارت العجلة بعدها
-لقد لاحظت قليلا عن السيدة الأولى ...هل أنت دائماً
ضحك "جيمس" ساخرا وقال:
-أعلم أنى سأندم على هذا الحديث
جلس بجوارها وهو يحيطها بذراعيه وقال :
-يا عزيزتى لقد كنت فقط فى الثانية وعشرون من
عمرى عندما نلت أول فرصتى فى السينما وأنا الأن فى
الرابعة والثلاثين وأكون كاذبا لو قلت أنه لم يكن لى العديد
من الحبيبات فى أثناء السنوات الأثنتى عشرة الماضية
بعضهن أقمت علاقات صحيحة معهن ولابد أن تكونى
صادقة وتعترفى بأنك لا يمكن أن تحبى فتى لم يدخل
ملعب النساء ثم كيف كان بأمكانى أن أعرف أنك الفتاة التى
أختارها قلبى بصفة مؤكدة؟
همهمت "بولى"
-أتا أسفة لأن أظن أن بأمكانى القلق على أمور حدثت فى الماضى
قال بحسم:
-نعم الأمر كذلك وأنى لا أريد بكل حزم أن أعرف أى شئ عن
أحبائك السابقين وأذا تحدثنا بصفة مهنية فقدأتخذت قاعدة لا أحيد
عنها وهى ألا أتورط عاطفيا مع أى بطلات أفلامى لأن تلك
القصص العاطفية من الممكن أن تسبب الفوضى والأرتباك على
سير العمل فى الفيلم
رفع يده وأدار وجهها نحوه وقد حملقت عيناه اللامعتان بأمعان
الى عينيها:
-أنى أحبك يا حبيبة القلب "بولى" ويمكننى أن أعدك ألا أسبب
لك أى شك فى حبى لا الأن ولا فى المستقبل
عندما رفع رأسها أخيراً كانت تتنفس بصعوبة وقد تخدرت
حواسها من سحر عينيه كما بدأ أن "جيمس" يعانى التنفس
بعض ابشئ أيضاً ومر وقت طويل قبل أن يستطيع الكلام
أخيراً قال:
-حسنا علينا أن نتوقف عن تلك النظرات الولهانة عند هذا
الحدلأن أمامنا أمور ضخمة وترتيبات كبرى علينا القيام
بها والوقت قصير جداً للأنتهاء منها
سالته فى همس:
-أهى أمور مثل الحصول على وثيقة الزواج الخاصة؟
-أوهـ لقد صارعت الشياطين لأحصل على قطعة الورق
هذه رغم أن "مارتى" قام بمعظم المهمة فى أثناء وجودى
فى روما ولكنها تساوى كل المتاعب لأن ذلك يمكننا من
الزواج خلال ثلاثة أيام
صاحت وهى تضحك غير مصدقة:
-"جيمس" أنى لا أستطيع النجاح فى ذلك
-بالتأكيد تستطيعين فقد أتصلت بالفعل بالقس المحلى التابعة
له لأنى أحتجت الى خطاب منه للحصول على الوثيقة وقد
تم تحديد المراسم فى الحاديه عشر من صباح الجمعة
-أوهـ حقـــــــاً...؟
كانت تتكلم بصوت ممطوط وقد تصلب ظهرها عندما
جلست منتصبة وهى تبتعد عن ذراعيهالتى وضعها حول
وسطها بطريقة عارضة أذا كان هناك ما تكرهه فهو أن
يصدر اليها الأوامر وأن يقال لها ما تفعله أو لا تفعله
وعلى رأس كل هذا الطريقة التى يتولى بها السيطرة على
حياتها:
-أنا أسفة لأنك لم تستشرنى قبل تنفيذ خططك ولسوء الحظ
أن لدى أمراً أخر فى ذلك اليوم
قال بصوت بلا تعبير وهو يمسك بيدها ويديرها نحوه:
-لا ليس لديك شئ أعلم أننا سنصل لمثل هذا الصدام أن
عاجلاً أو أجلاً لذلك أعتقد أن الوقت قد حان الأن لنضع
النقط فوق الحروف يا "بولى" ففى الوقت الذى لا أنوى
فيه التدخل بأى طريقة فى أدارتك مزرعتك وهى عملك
وأنت تقومين به بأمتياز ألا أنى أريد منك أن تدركى أن لدى
كل النيه فى أن أصبح سيد بيتى
شهقت:
-ماذا تعنى ببيتك؟أنه بيتى ومزرعتى فلا تنسى ذلك
رد عليها بصوت قاسى:
- ولما لا تهدئين وتستخدمين عقلك...دعينا نبدا من البداية
أترغبين فى ترك "ونترفلودز"؟
-لا بالتأكيد لا أرغب
-هذا بالضبط ما توقعته لذلك أذا كنا سنتزوج فأنه يتبع ذلك
أن أحضر وأعيش معك هنا فى المزرعة ....أتفقنا؟
فتحت "بولى" فمها ثم أغلقته ثانية وحاولت أن تفكر فى وضوح
وتركز على ما يقوله.لقد توالت الأحداث بسرعة مذهله حتى أنه
لم يتح لها الفرصة ولا الوقت للتفكير فى عقبات زواجهما وهل
تهتم؟ أن يأتى ويعيش هنا فى المزرعة؟لاأعتقد أن هذه الطريقة
العادية لسير الأمور
قال بحزم
-أسترخى وأهدئى لا أعتراض لدى على الأنتقال والمعيشة هنا
فى الحقيقة لقد كنت أبحث عن زوجة ثرية من وقت طويل وها
أنا أصبح رجل يعنى به
-أنك حقاًلا تعنى ذلك أم هل تعنى ذلك فعلا؟
أبتسم ومال عليها وهو يقول:
-لا لقد كنت أمزح أعرف أنك فتاة ثرية ولكنى أتفوق عليكى
بالثروة بعدة ملايين وعلى أية حال أخشى أننا نحيد عن الموضوع
-ياإلهى هل أنت جاد فيما يتعلق بالرجل السيد؟
أنى جاد جداً
-ولكن هذا أمرمثيرللسخرية أننا نعيش فى القرن العشرين الم تسمع
عن المساواة بين الجنسين؟
أبتسم بفتور:
-بالتأكيد سمعت وأنا موافق عليها كلية ولكن سيكون لى الكلمة
الأخيرة والحاسمة فى شؤوننا الشخصية ويمكنك أن تديرى عملك
الخاص وبقية حياتك بالطريقة التى تريدنها ما رأيك فى هذه المساواة؟
-أنك لست خنزير ديكتاتوراً متعصباً فحسب وأنما أنت سافل قاسى القلب
قال بصوت ممطوط وقد لوى شفتيه فى سرور وهو ينظر بقوة فى
عينيها :
-أوهـ أنظروا من تتكلم!أنت أمرأة قاسية جداً وصعبة المراس
يا "بولى" ولو أتاحت لك نصف الفرصة لمشيتى على جسدك بقدميك
العاريتين يا حبيبتى أن أحب أستقلاليتك وقوة شخصيتك واكن ليس
معنى هذا أنى مستعد لأن أجعلك يدفعين بى الى الظل ومن الأفضل
أن تواجهى الحقيقة أنى سأصبح السيد..هل فهمتى الرسالة؟
-بوضوح شديد
|