أجابت بسرعة :
" أنه , بالتأكيد أقصر دور في تاريخ المسرح , كلا شكرا , لكن الدور لا يثير أهتمامي".
" كما ترغبين , سنعود أذن الى بوغوتا في الصباح".
" في أمكانك التوجه الى هناك حينما تريد لكنني سأذهب الى ديابلو , لوحدي أذا أقتضت الضرورة".
" أوه , كلا , لن تكوني لوحدك فترة طويلة , أذ قد تعثرين على كارلوس في طريقك وأنا متأكد بأنه على أستعداد للأتفاق معك من جديد".
" أيها النذل".
أرتجف صوتها بغضب ومرارة في آن واحد.
" رائع يا سوزان , لقد نطقت بمشاعر حقيقية , ولكن أذا ظننت أنك بهذا تستطيعين أقناعي بمرافقتك الى ديابلو بلا دفع , فأنت مخطئة , لقد أوضحت لك شروطي والأختيار متروك لك الآن".
" أنك مجنون , مجنون لأنك لست في حاجة الى أمرأة , فأنت جواب , أنت متجول طوال عمرك".
" شكرا يا سنيوريتا".
أحنى دي ميندوزا رأسه أمامها.
" في أستطاعتك نيل اي أمرأة تريدها , فلم ترغب أن تغير خططك معي ؟ كل ما ستحصل عليه , أذا أجبرتني , هو أن أكرهك الى الأبد".
قال دي ميندوزا:
" أنني لا أجبرك , أين هي القوة التي أستخدمتها حتى الآن معك , أنني حتى لم ألمسك , أنك تتخيلين أشياء غريبة بضمنها الكراهية , ولكن حين يأتي الوقت الملائم , سأعلمك ألا تكرهينني , أعدك بذلك".
" ربما كانت كلمة الكراهية كبيرة , أن ما أحس به أتجاهك هو اللامبالاة ولا أظن أنك ستقضي حياتك مع أمرأة لا تستجيب لك بأي شكل من الأشكال؟".
" هل تتحدينني ؟ أذا كان الأمر كذلك فأنا أقبله , وشنضع الجليد الأنكليزي في مواجه النار الأسبانية , فهل ستخمد النار أم سيذوب الجليد؟".
" لقد أعطيتك الجواب".
ثم سحبت نفسا عميقا قبل أن تواصل حديثها:
" حسنا يا سنيور , أنني أقبل شروطك , خذني أذن الى ديابلو لأجد أخي".
" حسنا أذن , لا تأملي بأنتصار الجانب الطيب في شخصيتي أو بأختفائك قبل أن تسددي الحساب , أنه أمر لن يحدث ولن أدعه يحدث".
منتديات ليلاس
نظرت سوزان الى الجهة الأخرى تحاشيا لنظراته , أصغت الى دقات قلبها البطيئة كأنها على وشك الأختناق , هل قدّر لها الألتقاء برجال يرغبون بجسدها فقط؟ ألن تلتقي بأنسان يحبها لذاتها ويفكر بها كأنسانة أكثر من مجرد جسد؟
رغم الألم االذي سبّبه الناقد ( لي ) وما كتبه عنها وعن برودتها فأنها أملت أن تلتقي ذات يوم برجل يهتم بأكتشاف حقيقتها الخافية خلف المظهر , ولكي تتخلص من أفكارها هذه , تحركت من مكانها قليلا , فكرت سوزان , أي علاقة بين شروط دي ميندوزا والحب المنشود؟
لا بد أن حلمه الوحيد هو أرضاء رغباته ولا وجود لما يدل على أهتمامه بالحب وأذا كان يظن , للحظة واحدة , بأنها سترضخ لمطالبه بعد وصولها الى ديابلو ولقاء أخيها , فأنه لن يكون مغرورا فحسب , بل أحمق وسوف يستحق الصفعة التي تحلم بمنحه إياها.
قال ميندوزا:
" حان وقت الذهاب للنوم حيث سننهض مبكرا في الغد".
نظرت اليه مندهشة , أذ أختفت , من صوته السخرية وعاد يتحدث ببرودة , وفي شكل عملي , أملت أن يتصرف هكذا لحين وصولهم الى ضالتهم المنشودة , قررت أن لا تقلق بعد الآن وحتى ذلك الحين.
فجأة قال دي ميندوزا:
" تبدين مندهشة".
نهض من مكانه بتثاقل ودار حول النار ليقف في مواجهتها , وقال:
" هل توقعت أنني سأطالب بجزء من أجرتي الآن؟".
" كلا , بالطبع كلا".
أجابت سوزان وهي تدير وجهها نحو الجانب الآخر .
ضحك وأمسك بذراعها قائلا:
" أنك تثقين بالآخرين بسرعة , ألم تعلمك تجربتك الأخيرة غير ذلك ؟ ولكن لا تقلقي الآن , فحين يحين الوقت الملائم سأرغب أن تهتمي بي بشكل كامل , بلا خوف".
قالت سوزان:
" لنحسم أمرا واحدا وهو أنني لست مستعدة للأهتمام بك , والأن أذا سمحت وتركتني قليلا فأنني أرغب في جلب شيء من جيب سرجي"." ماذا تحتاجين ؟ مسدس؟ ربما لتدافعي به عن نفسك أو لتقتليني به".
" قد أكون ممثلة يا سنيور , إلا أنني لا أحب الميلودراما , أنا في حاجة الى شيء أكثر ضرورة الآن , بحاجة الى قميص أستبدل به قميصي الممزق".
منتديات ليلاس
قد يشعر بعض الرجال أن ما فعلته أغراء , ألا أنها أدركت أن الأمر مختلف مع دي ميندوزا حيث سيفهم أن ما قامت به هو دليل على عدم مبالاتها به وتمنت أن يجرح سلوكها كبرياءه.
قالت سوزان:
" أخبرني حين تكتفي بما تراه سنيور , أو ربما تفضّل ألا تدعني أغيّر القميص , ربما يكون من الأفضل لك أن تأخذني الى ديابلو وملابسي نصف ممزقة؟".
رفعت سوزان عينيها الى وجهه بتساؤل بريء , ورأت لللحظة واحدة ما جعلها ترتاح تماما , رأت في عينيه غضبا أستطاع أخفاءه بسرعة , رغم أن أصابعه ضغطت بقوة أكبر على ذراعها.
" أنها دعوة مغريى , أعترف بذلك , ولكنك أخطأت في فهم شخصيتي ".
ثم أمعن النظر في وجهها المحمر وتساءل:
" ألا توافقينني الرأي؟".
" لا أعرف ذلك".