لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-07-11, 10:53 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- كان على أن أعرف أنه لا يمكن الوثوق بك.
نظرت آنا الى أوليفر بلهو صريح، وقالت مستنكرة:- عم تتكلم؟ ماذا فعلت الان فى تقديرك؟.
وعلمت من النظرة التى علت وجهه أنه لابد قد اندفع بحاجة ماسة وملحة جدا.
- أنا أتكلم عن ارث العائلة.
لم يشح أوليفر بعينيه عن آنا للحظة واحدة. وأضاف :- الألماس والزمرد والياقوت التى كانت ملكا لجدتى، وساعة والد جدى الذهبية.
- وما علاقتى أنا بكل تلك الاشياء؟ سألته بسخط والنقمة تسيطر على نبرتها وقد شعرت برعشة اشمئزاز تنسل ببطء من أعلى ظهرها.
صاح بها والاحمرار يعلو وجهه الغاضب :- وهل تجرؤين على السؤال؟ فى حين أنك الشخص الوحيد الذى ترك لوحده فى هذا المنزل منذ وفاة والدى؟
أجابت آنا محافظة على هدوئها وبرودة أعصابها:- أنت تقترح أنى أخذتها ؟.
- من عساه يكون سواك؟
- ربما تود تفتيش غرفتى ؟.
صعب عليها تصديق ما تسمعه. أوليفر يتهمها بالسرقة، منذ برهة أراد اصطحابها الى سريره، وها هو الان يبدو راغبا فى خنقها بيديه.
قد يكون ذلك
- سببا اضافيا وراء انتهاء زواجهما وفشله. فهذا الجانب من شخصيته لم تره من قبل، أو على الاقل، ليس الى هذا الحد. كان غاضبا بشأن المال،لكنه هذه المرة أخذ يستشيط غيظا وهو يتراقص على قدميه وعيناه تقدحان الشرر.
- كأن ذلك سيؤدى الى شئ ما .كلانا يعلم ما حدث للاغراض تلك، اليس كذلك ؟ لم تكن قصتك الملفقة عن ذهابك لرؤية أخيك مرة أخرى سوي حجة وتغطية لفعلتك. حسنا، دعينى أقول لك ، يا سيدتى، انك تماديت جدا هذه المرة. كنت تملكين عذرا منطقيا فى ما يتعلق بالمال، لكن ليس الان .
حاولت آنا جاهدة الحفاظ على كبريائها وهدوئها لأنها علمت أن الصراخ فى وجهه لن يؤدى بها الى أى مكان. لكن الأمر كان شاقا وهى تواجه بهذا الاتهام الظالم الشرس والفظ المهين.
- أوليفر . . .
- لا تفعلى !
- أفعل ماذا ؟
قطبت آنا جبينها ممنية الا تفقد السيطرة على أعصابها. فهى ليست بحاجة الان الى ما قد يضعفها.
- لا حاولى التملص مما فعلت.
- أنت تتسرع فى حكمك وأستنتاجاتك.
- أتمنى لو كان ذلك صحيحا.
- لم أقترب قط من مجوهرات والدك الثمينة. لم أكن أعرف حتى بوجودها.
- ويفترض بى أن أصدق ما تدعين. أليس كذلك؟
- انها الحقيقة.
- أين هى اذن بحق الجحيم؟
- لا أعلم. ان كنت ترفض أن تصدقنى، هذا من حقك. لكنى لم أرها، ولم آخذها، ولم أعطها لتونى.
بدا لبرهة وكأنه يريد أن يصدقها، لكن ملامحه عادت لتقسو من جديد وازداد غضبه :- أعطنى عنوان تونى ... من فضلك.
تردد قليلا قبل أن يقول من فضلك، لكن كان بامكانه أن يجثو أمامها على ركبتيه ويرجوها من دون أن يصل الى أى نتيجة، لأن آنا لم تكن تعرف مكان تونى أو عنوانه. فلم يجر أى اتصال بينهما منذ أن فسخ خطوبتهما.
- لا أعرف عنوانه.
- كاذبة !
ازداد غضب آنا بشكل لا يطاق، فلم سطع معه صبرا:- لم أكذب عليك يوما، أوليفر. وأنا لا أكذب الان، لا أعرف أين هى مجوهراتك اللعينة. لعل والدك تخلص منها . هل رأيتها منذ توفى؟ أين كان يحفظ بها؟
- فى الخزنة الحديدية ... ونعم ، لقد رأيتها.
أشارت آنا الى نفسها بيديها الاثنتين وأجابته:- وأنى لى أنا أن آخذها أذن ؟
منتديات ليلاس
- لأن مفاتيح الخزنة كانت معلقة مع مفاتيح المنزل الاخرى. وقد كتب عليها القبو، والسبب كما يبدو هو خداع أى سارق محتمل. لكنك كنت تملكين الوقت الكافى لتجربى كل المفاتيح قبل أن ترحلى فى سيارة الجيب.
- هل أنت متأكد من أن الخزنة لا تحتوى على أرقام سرية لفتحها، أرقام يفترض أنى عرفتها بأعجوبة؟ هذا سخيف، أوليفر. لن أستمع الى المزيد من أتهاماتك المهينة.
فقدت آنا تفكيرها السوى الى حد كانت قادرة معه على صفعه. هل تدهورت علاقهما الى هذا الدرك المشين بحيث استطاع أوليفر أن يظنها قادرة على ارتكاب السرقة ؟
مرت بجانبة بسرعة خاطفة مبعدة ذراعه عنها بعنف وهو يحاول الامساك بها ، وهرولت مسرعة الى الطابق السفلى وعصف خارجة من المنزل الكبير .
ما أن وصلت الى المنزل الاخر حتى طلبت سيارة أجرة على الهاتف، ثم ركضت مسرعة الى غرفتها واختطفت حقيبتها من أعلى الخزانة ورمت بثيابها فى داخلها، وحين انتهت ، وأخذت كل حاجاتها، وصلت سيارة الاجرة .
كانت آنا لا تزال تستشيط غيظا وهى تمر خلف المنزل الذى عرفت فيه يوما طعم السعادة. وما أحزنها حقا هو أن أوليفر لم يحاول أن يلحق بها.
انتظرت طويلا فى المطار، فقدومها الى هنا من دون شراء تذكرة الطائرة ومن دون أن تعرف موعد اقلاع الطائرة التالية الى دبلن لم يكن تصرفا حكيما. لكن ذلك سمح لها بمزيد من الوقت للتفكير.
وبعدأن جالت بأفكارها واستعادت كل الاحداث الاخيرة، علمت أنها تقوم الان بالعمل الصائب . فمحاولتها اعادة بناء الجسور التى هدمت وأعادة وصل ما انقطع بينهما لم يجد نفعا قط.
لقد جرحها أوليفر وأساء الطن بها مرتين متتاليتين، ولن تقدم له بعد الان الفرصة لتكرار ذلك ثانية. شعرت بمرارة وأسى بالغين بعد أن جرحت فى العمق. كيف يظنها قادرة على سرقة ارث العائلة؟
قدم لها ذلك برهانا قاطعا على أنه لم يحبها قط فى الواقع. بل كان الجسد ورغباته هما الرابط الوحيد الذى جمعهما يوما، كما ظنت منذ البدء.
لو أنه أحبها، لوثق بها تلقائيا، ولما اعتبرها للحظة واحدة مسؤولة عن اختفاء مجوهراته. لقد تخلصت منه الى الابد.
عندما وصلت آنا الى الكوخ، كان الظلام يخيم على المكان . كانت تشعر بالبرد والتعب والضياع التام. أشعلت النار فى غرفة الجلوس وملأت ابريق الماء ووضعته على النار ليغلى، ثم صعمل دت الى الطابق العلوى وأدارت المدفأة الكهربائية.
رمت حقيبتها بلا مبالاة على السرير الاخر محدثة نفسها بأنها سترتب أغراضها فى الصباح الباكر. أخرجت ثياب النوم وعباءة دافئة ونزلت لتبدل ثيابها أمام النار فى الطابق السفلى ،ثم أعدت لنفسها فنجانا من الشوكولاته الساخنة وأكلت بعضا من قطع البسكويت بعدما شعرت بجوع مفاجئ، وذهبت لتندس فى فراشها.
استغرقت فى نوم عميق لعشر ساعات متواصلة، وعندما فتحت عينيها، لم تذكر أين هى . لكنها لم تستغرق وقتا طويلا لتستعيد ذاكرتها صور الاحداث المؤسفة.
هل كان أوليفر سعيدا بالتخلص منها؟ أخذت آنا تتساءل بحزن وأسى عميقين. أم لعله سيأى سعيا وراءها ليعرف ماذا فعلت بالمجوهرات؟ لن يلقى سوى خيبة الامل ان هو فعل ذلك ، لأنها كانت تجهل تماما ماذا حل بها.
أما ما باتت تعرفه حق المعرفة فهو أن زواجها بأوليفر قد أنتهى هذه المرة وولى الى غير رجعة، وأصبح جزءا منسيا من حياتها وفصلا من فصولها المطوية. وهى اليوم ستباشر فى بداية جديدة.
قفزت من السرير واستحمت وارتدت ثيابها ، ثم نزلت لتعد فطورها وقهوتها. وأمضت الساعة التالية تفكر وتخطط لمستقبلها.
فى الوقت الحاضر ، ستبقى هنا وستسعى للحصول على وظيفة مؤقتة. وما أن تستعيد نشاطها وحيويتها ، حتى تعود الى لندن لتواصل حياتها القديمة .
لقد أرتكبت خطأ جسيما بزواجها بأوليفر، انه بلا ريب أكبر خطأ فى حياتها. فالحب من النظرة الاولى ، والزواج المبنى على الحدس فقط نادرا ما ينجحان.
أمضت آنا اليوم فى توضيب حاجياتها والخروج لشراء الطعام، وكل ما يلزم لراحتها وشعورها بالاستقرار. وفى اليوم التالى ستذهب بحثا عن عمل.
لم يصدق أوليفر أنه أتهم آنا بالسرقة . فآنا التى تزوجها يستحيل أن تقدم على فعل أمر كهذا، ليس بعد مليون سنة . كان المال الذى أخذته أمرا مختلفا بمجمله. فقد اعتبرته يخصها وملكا لها. وما كان عليه أن يحكم عليها الان بالاستناد على ما فعلته سابقا.
لكن ، ماذا عساه يصدق ؟ أين اختفت المجوهرات؟ من أخذها؟ فبالنظر الى المسألة منطقيا، كانت آنا الوحيدة التى تملك مفاتيح المنزل الكبير، والفرصة للقيام بذلك.
كان أوليفر قد رأى المجوهرات فى الخزنة فى الايام التى تلت الجنازة ، وها هى الان قد أختفت. كما أن آنا قامت بزيارة أخيها الغامض مرة أخرى! كل شئ يشير اليها ، لكن أوليفر كان يعلم فى قرارة نفسه أنها ليست مذنبة . ما كان يجب قط أن يتهمها ، يا له من أحمق غبى طائش.
فى الواقع ، كانت آنا تكاد تفقده صوابه فى الاسابيع الاخيرة. فى كل مرة كانت تنظر اليه ، كان يشعر بالنار تلتهم جسده كله وتتركه حطاما.
كانت تبقيه مستيقظا طوال الليل وتجعله يعانى طيلة النهار ، بحيث بات موشكا على الانفجار لعدم قدرته على احتواء مشاعرة أكثر من ذلك. كان هذا هو السبب وراء غضبه وثورته واتهامه لها بتسرع. والان ، ها قد فات الاوان!
أراد أوليفر أن يوقف آنا فى ذلك اليوم المشؤوم ، أراد أن يلحق بها ، وأن يعترف لها بخطئه، ويقول لها ان اتهامه نابع من ثورته وانفعاله ومبنى على مغالطات ليس أكثر ، وأنه يدرك تماما أنه مخطئ .
إلا أنه أراد أن يمنحها بعض الوقت لتستعيد هدوءها. لذا ، تريث ساعة أو أكثر قبل أن يلحق بها الى المنزل .. ليواجه صدمة حياته عندما أكتشف أنها اختفت وأخذت كل أغراضها وحاجياتها.
ظن أنها كانت تعنى أنها لن تبقى فى المنزل الكبير، وليس أنها سترحل عنه كليا . اللعنة ! ماذا عساه يفعل الان ؟ هل تبقى أمامهما أى فرصة أخرى ، أم تراه قام لتوه بهدم كل الامال والتوقعات المستقبلية؟
كان اتهام آنا بالسرقة تصرفا مجنونا . لقد قتل غضبه الاعمى حبها له واغتاله فى مهده، وقضى عليه الى غير رجعه... جلس وحيدا لما تبقى من اليوم يحاول اقناع نفسه بأنه سيكون أحسن حالا من دون آنا .
مع بزوغ الفجر راودته أفكارا معاكسة، فأخذ راسه بالدوران فى فلك حقيقة واحدة الا وهى ضرورة ايجاد آنا . أنه يحبها الى حد يرفض معه التخلى عنها بسهوله. أدرك أن عليه استرجاعها ولو اقتضى منه الامر الدخول فى معارك طاحنة.
كان متأكدا من انها ذهبت الى الكوخ لأخذ سيارتها المتوقفة أمامه، وان حالفه الحظ ، ستبقى هناك بضعة أيام كافية ليتمكن من اللحاق بها.
هم بالتقاط سماعة الهاتف لكى يسرع فى حجز مقعد له على أول طائرة ، واذا بميلانى تتصل به ، لكنه قاطعها بسرعة لأنه لم يردها فى الجوار بعد الان.فقد أدى واجبه نحوها على أتم وجه، وعاملها بلطف أثناء حزنها على رحيل ادوارد. الا أن ذلك يعد كافيا جدا.
وحين رن جرس الهاتف مباشرة بعد أقفاله الخط مع ميلانى ، التقط السماعة بحدة وقال غاضبا :- ميلانى ، أعتقد أنى قلت لك...
- لا أعلم من تكون ميلانى هذه ، ولكنها حتما ليست أنا.
باغتت المفاجأة أوليفر للحظات وهو يسمع صوت الرجل المتهكم، فقال :- أنا آسف ، من المتكلم؟.
- أدعى كريس بايج ، شقيق آنا . هل هى هنا ؟إنه شقيق آنا! الاخ الغامض الذى لم تسمح له بمقابلته قط.
أجابه بحدة لم يتعمدها ، لكن هذه المخابرات زادت من توتره فى هذه اللحظة تحديدا:- لا، ليست هنا .
- متى ستعود الى المنزل ؟ فأنا أرغب حقا فى التحدث اليها.
أغمض أوليفر عينيه وأسند ظهره على الكرسى بانهاك قائلا :- لن تعود أبدا.
هل تفوه حقا بتلك الكلمات ، أم انها ترددت فى ذهنه فقط؟
- ماذا تعنى بأبدا ؟
يا ألهى ، لقد تفوه بها بالفعل . عليه أن يقول الحقيقة الان:- لقد هجرتنى .
ساد الصمت للحظات وجيزة قبل أن يتكلم كريس ببطء شديد :- بسبب المال الذى أقرضتنى اياه؟ هل كنت تضايقها لهذا السبب حتى الان؟.
اذن ، فقد أعطت آنا المال لأخيها فى النهاية، ولابد أنها أخبرت كريس بردة فعله. أى نوع من الرجال الخبثاء جعلته يبدو أملم شقيقها؟
وبينما كان أوليفر يفكر فى أجابة معقولة على سؤال كريس ، تكلم هذا الأخير مجددا:- هل قالت لك يوما عن السبب الحقيقى الذى حملها على اعطائى ذلك المبلغ ؟.
أقر أوليفر بهدوء وهو يفرك جبينه المتعب براحة يده :- لا .
- السبب هو أنى جعلتها تعدنى بألا تخبرك الحقيقة . وقد حررتها من وعدها مؤخرا لكنها كانت غلطتى أنا منذ البدء فى عدم اطلاعك على الامر برمته. تعده؟ عم تراه يتكلم هذا الرجل؟
- كنت بحاجة الى المال ، كانت أعمالى تمر بوقت عصيب جدا. علمت أن الامر سيكون مؤقتا ومرحليا فقط ، لكن ..
قاطعه أوليفر بنفاذ صبر :- وجعلت آنا تعدك بألا تخبرنى ؟ بحق السماء ، كنت لأقرضك المال بنفسى لو علمت بالامر ، لو أخبرتنى آنا ..
لكن ، عندما أكمل كريس كلامه وشرحه للموقف ، اضطر أوليفر للاعتراف بأن شركة لانغفورد ما كانت لتعطيه الصفقة لو أنها علمت بمشاكله المالية.
- اذن ، ما الذى ستفعله بشأن أختى ؟
- سألحق بها . رغم أن قبولها بى أو رفضها لى هى قصة أخرى سيكون على التعاطى معها بحكمة هذه المرة . فقد قلت لها أشياء فظيعة للغاية .
- أعتقد أن أمامك العديد من الجبال الوعرة لتقطعها وصولا اليها . فشقيقتى تتمتع بدرجة من الكبرياء لا يمكنك تصورها ، لكن الامر يستحق العناء، فأنا أظن أنها لاتزال مغرمة بك . أتمنى لك حظا سعيدا.
بعد أن أعاد أوليفر سماعه الهاتف الى مكانها ، أدرك أنه سيحتاج الى كل الحظ الذى يمكن الحصول عليه. لم يكن كريس يعلم القصة بأكملها، والا لما اقترح عليه اللحاق بها ومحاولة مصالحتها. ولكان قال لأوليفر ان عليه الابتعاد عن أخته تماما، هو وأتهاماته السخيفة غير المبنية على أى أسس واضحة ومتينة.
************************
نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 05-07-11, 06:35 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

7 - لن أغفر لك
ظلت آنا تتوقع زيارة أوليفر منذ أن اتصل كريس به، حتى أنها راحت تقف عند النافذة معظم ساعات النهار تراقب وتنتظر. فكرت فى البدء بالهروب الى مكان ما، الى لندن ربما ، أو أى مكان لا يمكنه فيه ايجادها.
لكنها قررت لاحقا أن المواجهة أمر لابد منه لاتخاذ القرارات النهائية. لاشك فى أن الطلاق هو خيارها الوحيد. فمن غير المنطقى أن تبقى متزوجة برجل لايثق بها، ولن يثق بها قط .
حاول كريس اقناعها بمنحه فرصة أخرى. لكن آنا كانت تعلم أنها لن تجرؤ على ذلك ولن تستطيع التحمل ولن تقبل بالمزيد من الاهانات.
فقالت له بحدة :- لن أمنحة فرصة أخرى لايذائى مجددا
سقطت توقعاتها مع قدوم المساء حين أسدل الظلام وشاحة الاسود على المكان ... لن يأتى . ليس اليوم على أى حال. الحمد لله على ذلك . لقد ذهب التوتر الذى عانت منه طيلة النهار سدى .
كانت فى المطبخ تعد لنفسها عشاء خفيفا عندما دق أوليفر الباب، أخافها هذا الصوت المفاجئ، لكنها علمت على الفور أنه هو .
شعرت بأثقال تثبت قدميها على الارض وتمنعها من السير، وهى تشق طريقها نحو الباب الامامى . بدا الوقت الذى تطلبه وصولها الى هناك أزليا.
فتحت الباب ولم تتنح جانبا لتسمح لأوليفر بالدخول ، بل وقفت هناك لتسمع ما سيقول بعد أن أضاءت النور الخارجى لكى تراه بوضوح.
بدا مخيفا وفى حالة يرثى لها. كانت عيناه الذهبيتان غارقتين فى جيبين محاطين بهالات سوداء، وقد هزلت وجنتاه ، فأسعدها أن تراه يعانى هو أيضا. لم عليها هى وحدها أن تعيش فى جحيم لا يطاق ؟
أومأ لها برأسه وقال بنبرة متسائلة :- آنا ؟
لن يقوم أذن بالخطوة الاولى ، بل ترك لها ذلك . فقالت بنبرة تعمدت جعلها باردة وموضوعية جدا:- من المؤسف أنك لم تتصل قبل مجيئك، لوفرت عليك عناء الرحلة .
أجاب بعد أن تسمرت عيناه على وجهها الشاحب:- أفهم أنك لا ترحبين بى ، لكنك بلا شك لن تجعلينى أعود أدراجى الان على الفور؟.
- هل هناك أى سبب يمنعنى من ذلك ؟ ألم أقل لك بوضوح ان كل شئ انتهى بيننا ؟
- يجب أن نتكلم .
- لماذا؟ لأنك اكتشفت أمر الوعد الذى قطعته لكريس؟ وعلمت أن لدى أخا حقا ؟ هذا يحدث فرقا كبيرا، أليس كذلك ؟
كانت توشك على الانفجار . ان كان يظن أنه بمجرد قدومه الى هنا وتقديم اعتذاراته التافهة، سيسوى الامور بينهما مجددا ، فهو بلا ريب مخطئ جدا.
- هذا لا يحدث أى فرق حتما . كنت مخطئا فى ما فعلت وأنا أعترف بذلك . والان هل يمكننى الدخول من فضلك.
عرفت آنا أنها لن تستطيع ابقاءه واقفا بالباب طيلة الوقت الذى يتطلبه حديثهما ، فتنحت جانبا على مضض وسمحت له مكرهة بالدخول ، وقد بدا ذلك جليا على ملامحها :- أنت تهدر وقتك الثمين . لن تقول شيئا بامكانه تغيير ما أشعر به.
ما من رجل على وجه البسيطة مغرم حقا بزوجته ويقوم باتهامها بسرقة مجوهرات العائلة ، بل يناقش الامر فى البدء قبل أن يرميها باتهامات مجحفة. لكن ، ليس أوليفر من يفعل هذا. آه ، لا ، فهو ينفعل اولا ثم يفكر لاحقا. والان ، بعد أن أدرك خطأه الجسيم ، يبدو أنه يحاول اصلاح الامور مجددا بمجرد كلمة اعتذار.
أغلقت آنا الباب خلف أوليفر ولحقت به الى غر فة الجلوس . كانت غرفة صغيرة ، لاتشبه فى شئ غرفة الجلوس البالغة الاناقة فى منزل أوليفر.
ملأت رجولته المكان وعبقت فى الاجواء رائحة عطره الاخاذ، بحيث أن وجودة بذاته بات يمثل تهديدا لمناعتها. فقالت بنبرة قاسية وهى تحاول عبثا الا تنظر اليه:- والان ، قل ما جئت لأجله ، ومن ثم أرحل من هنا .
من الصعب تجاهل أوليفر لانغفورد ! كان يرتدى سترته الجلدية السوداء التى كان يرتديها عندما التقيا للمرة الاولى ، وقميصا أسود وبنطالا من الكتان الاسود كذلك. فبدا مثيرا الى حد لا يمكن احتماله.
بقى واقفا على ما يبدو بانتظار أن تجلس هى قبل أن يختار كرسيا لنفسه . كانت آنا عازمة بعناد على البقاء واقفة لعدم تشجيعه على تمضية الكثير من الوقت هنا ، لكنها شعرت بقدميها واهنتين وعاجزتين عن حملها لوقت طويل. صلت لكى لا يطيل البقاء، وهى تجلس ببطء على أقرب كرسى منها.
جلس أوليفر بدوره وهو يقول :- لقد اقترفت خطأ فادحا.
- لن أجادلك فى هذا . ألهذا السبب أنت هنا الان ؟ لكى تعتذر؟
- شئ من هذا القبيل . هل أنت بخير يا آنا ؟ تبدين شاحبة جدا .هل تأكلين كما يجب ؟
آه ، ياألهى ، تمنت الا يكون عازما على الاستفسار عن صحتها. فهناك أمور تفضل ألا يعرفها :- بالطبع أنا آكل جيدا . فى الواقع ، كنت أهم بتحضير عشاء خفيف لى .
- ليكن اذا عشاء لاثنين . فأنا أتضور جوعا .
تذمرت آنا . هل عليه أن يزيد من عذاباتها والامها ؟
- انها فقط شطيرة من سمك التونا
- أنا احب سمك التونا.
- ... وبعض السلطة .
نهض عن كرسية قائلا :- هذا جيد. سأتى لأساعدك، هل تسمحين ؟ .
المساعدة أم الاعاقة ؟ لم تكن بحاجة الى كلا الامرين :- المطبخ لا يتسع لشخصين ، كما تعلم جيدا . بامكانى تدبر الامر وحدى . ابق أنت هنا ، وسأحضر الطعام على صينية.
- أذكر جيدا أننا كنا نشكل فريقا ممتازا فى المطبخ فى ما مضى . كان ذلك تدبيرا حميما جدا .
وسطعت عيناه فجأة ببريق ذهبى مثير . لكن ذلك كان فى الماضى ، وهما الان فى الحاضر ، ولم ترد آنا ما يذكرها بما مضى .
خاطبته بلهجة آمرة وهادئة :- التدابير الحميمة لم تعد متوفرة لك الان . من الافضل أن تتذكر هذا جيدا . أنا أفضل أن تبقى هنا .
هز كتفيه استسلاما :- أنت الامرة هنا . كما تشائين .
ثم جلس ثانية . عندما بلغت آنا المطبخ ، وقفت مسندة ظهرها الى الحائط وأخذت نفسين عميقين . فبرغم أنها كانت تتوقع زيارة أوليفر، ورغم أنها حضرت مسبقا ما ستقوله له ، الا أنها لم تهيئ نفسها لهذه الحرارة المتصاعدة من عينيه التى ألهبت جسدها كله .
ظنت أن مشاعرها قد دمرت ، ليحل مكانها شعور من نوع آخر ، أى الكراهية . كيف تفسر اذن ماجرى لها بمجرد النظر فى عينيه ؟
أم تراها تخطئ ثانية فى فهم أحاسيسها وفى قراءة الاشارات المنبعثة منها ؟ هل أن النفور منه هو الذى ينبض فى عروقها وليس التوق اليه ؟ كيف لها أن تتأكد ؟ لكنها علمت رغم ذلك ، أنها ، لم تسرع فى أعداد الشطيرتين، فسيأتى بحثا عنها .
دفعتها هذه الفكرة الى العمل بنشاط فأنهت اعداد الطعام فى عشر دقائق . كان أوليفر قد وضع طاولة القهوة بين الكرسيين ، حيث وضعت آنا الصينية ، وهى تهنئ نفسها على هذا القدر من الهدوء ورباطة الجأش اللذين تظهرهما.
لم يكثرا الكلام أثناء العشاء ، رغم أن آنا علمت أن أوليفر لن يلبث أن يبدأ الحديث الذى أتى الى هنا من أجله . هل فى نيته الاعتذار؟ أم تراه جاء يرجوها الغفران ؟ هل أتى ليقول لها أنه أخطأ فى الحكم عليها بشكل فظيع ؟أو لينهى معها الاتفاق على ترتيبات الطلاق؟
- ما الذى تفكرين فيه ؟
نظرت آنا اليه . لقد توقف عن تناول الطعام وجعل يحدق فيها بتينك العينين الذهبيتين المهلكتين. وأضاف :- كنت غارقة فى بحر من الافكار. الافكار المضطربة كما يبدو ، هل تتعلق أى منها بى .
رأت آنا أنه من الغباء انكار الحقيقة ، فقالت :- بالطبع .
- لدينا الكثير لنناقشه .
- نعم .
- ارتكبت خطأ فظيعا حين اتهمتك بسرقة ذلك الارث العائلى.
- يسرنى أنك أدركت ذلك .
- كان على أن أعرف أنه يستحيل أن تقدمى على عمل كهذا .
- نعم ، كان عليك معرفة ذلك .
- كان على أيضا أن أعرف أن لديك عذرا كافيا لتصرفك بمبلغ الثلاثين ألف باوند . ما كان على أن أضعك فى الخانه نفسها مع روزمارى وميلانى .
- أتراك تشعر بحال أفضل الان بعد أن اعترفت بكل ذلك ؟
أطبقت يدا أوليفر على ذراعى الكرسى الى أن ازرقت مفاصله، فهو لم يتوقع هذا القدر من الخصومه والعداء . لكن صوته ظل هادئا وهو يضيف :- أنا أطلب منك الغفران والسماح.
هزت آنا رأسها بقوة وثبات :- لا، هذا ليس صحيحا . ما تحاول فعله هو تقديم تعويض أو ترضية عما فعلته . لكن ذلك لن يجدى نفعا.فقد آذيتنى الى حد يتخطى كل الحدود. بامكانك أن تجثو على ركبتيك راجيا . لكن ذلك لن يحدث أى فرق.
- آنا ...
- لا تضيف شيئا . لقد انتهى ما بيننا ، مات ودفن . أنا فى الواقع أشك فى أن تكون قد أحببنا بعضنا حقا. فلو فعلنا ، لما واجهنا كل تلك المشاكل ، لوثقت بى ، أو سمحت لى بايضاح الأمور لك على الاقل . لم يجمعنا سوى الجاذب الجسدى ، هذا كل ما فى الامر. كان والدك محقا فى الاعتراض على زواجنا ورفضه. كان الشخص الوحيد الذى يتمتع بشئ من المنطق والحكمة .
فرك أوليفر جبينه بأصابعة :- لقد تغيرت يا آنا. لم تكونى قط بهذه القسوة من قبل . كنت دائما ..
قاطعته وهى تحدق فيه بعينيها الخضراوين الواسعتين :- هل هو أمر عجيب أن أتغير ؟ بعد الطريقة التى عاملتنى بها؟ أريدك خارج حياتى ، أوليفر ان أتيت الى هنا لكى تتذلل وترجونى أن أعود اليك ، فيستحسن بك أن تنسى الامر ، لأنى لن أفعل . بل افضل فى الواقع أن ترحل الان.
رجت الله أن يساعدها على القيام بما هو صواب .
- فى هذه الساعة من الليل ؟
- نعم ، فى هذه الساعة من الليل . فقد أخطأت فى مجيئك فى ساعة متأخرة .
- لم أستطع حجز مقعد على طائرة أخرى .
- كان عليك اذن الانتظار حتى يوم غد .
- كنت آمل فى أن تسمحى لى بالبقاء؟
تذمرت آنا ، فهذا آخر شئ قد ترغب فى حدوثه :- لا أظن ذلك .
- حتى وان وعدتك بعدم التسبب لك بأى ازعاج، وبأن أكون صبيا عاقلا ومطيعا ؟
رسم على وجهه علامات البؤس والشقاء . فقالت :- بشرط أن ترحل مع خيوط الفجر الاولى . لا أريدك هنا ، يا أوليفر . لقد انتهى كل شئ بيننا وكلما أسرعت فى تقبل الامر ، كلما كان أفضل لكلينا.
اعتصر قلبه جراء كلماتها القاسية ، لكنه قال بهدوء :- لابد من طريقة تمكننى من جعلك تغيرين رأيك .
- ليس هناك من طريقة البتة . ان كنت تريد الخلود الفراش الان ، فأنت تعلم أين تقع غرفة الضيوف، سأتولى أنا تنظيف الاوانى هنا .
قفز واقفا :- لا، أرجوك . دعينى أساعدك .
- فى هذه الحال ، ستقوم أنت بالعمل كله ، وسأذهب أنا لأنام . ليلة سعيدة أوليفر.
لم يبد مسرورا لكنها لم تأبه لذلك . بل صعدت الى غرفتها واندست تحت الاغطية عندما سمعته يصعد السلالم . كانت قد أنهت غسل أسنانها ووجهها فى وقت قياسى لتأوى الى الفراش سريعا وتتجنب الالتقاء به مجددا. لكنها عجزت عن الاسترخاء والنوم وألفت نفسها تنصت وتنتظر.
التفت أصابع قدميها وتصلب جسدها كله عندما بلغ باب غرفتها، واصدر قلبها خفقة مدوية ، الا أن أوليفر مر من أمام الباب نحو الغرفة الاخرى من دون أن يتريث قليلا أو تتردد خطواته.
دخل الى الحمام الذى يفصل بين الغرفتين، ثم دخل الى غرفة النوم ، وساد الصمت المطبق على المكان كله ، لكنها ظلت عاجزة عن الاسترخاء، ومر وقت طويل جدا قبل أن يغلبها النعاس.
فى الصباح التالى ، استيقظت وهى تأمل أن يكون أوليفر قد التزم بكلامها حرفيا ورحل عن الكوخ قبل أن تنزل الى الطابق السفلى . لكن الحظ لم يكن حليفها ، حتى أنه حضر طعام الفطور. كانت رائحة اللحم المقلى التى تصاعدت الى أنفها وهى تدخل المطبخ كانت أقوى بكثير مما تحتمله معدتها المضطربة .
عادت مسرعة الى الحمام ، أمله الا يكون أوليفر قد سمعها . عندما عادت للانضمام اليه مجددا ، كان طعام الفطور قد أزيل كليا ، ولم تجد على الطاولة سوى فنجانا من القهوة نظر اليها بقلق وقال :- أعلم أنك تعانين من خطب ما ، يا أنا . لم لا تقولين لى ما هو ؟
أجابته بخفة :- لابد أنى التقطت جرثومة ما أظن أنى سأتناول القليل من الخبز المحمص.
شعرت بالحاجة الى الحركة ، الى القيام بأى عمل يمنعها من النظر الى أوليفر . فتابع مستفهما :- ويفترض بى أن أصدق هذا ، اليس كذلك؟ هل زرت الطبيب ؟ هل هو من قال لك انها جرثومة ؟
- ليس بعد ، لم أفعل . هيا لا داعى للقلق، أوليفر سأكون بخير.
الا أنها شعرت بعينيه تخترقان ظهرها وتلسعان بشرتها وضعت الخبز فى المحمصة ولم تشأ الانتظار ، فوضعت ابريق الماء على النار ليغلى : -أرغب فى فنجان من الشاى بدل القهوة ، هل أعد لك فنجانا؟
- لا شكرا لك .
رغبت فى الالتفات والنظر اليه، لكنها لم تجرؤ، وراح قلبها يخفق بعنف شديد. ثم حدثت نفسها بأنها سخيفة فى ما تفكر فيه ، فأنى له أن يتكهن بحقيقة الامر ؟ عندما انتهت من تحضير فطورها ، أخذه أوليفر من يدها وحمله الى غرفة الجلوس.
فى ما مضى من الايام الاسطورية التى عرفاها عندما تقابلا للمرة الاولى ، اعتادا أن يجلسا لتناول طعامهما الى الطاولة بالقرب من النافذة حيث يستطيعان مراقبة الطيور فى الحديقة وتفتح براعم الربيع فيها ، والتمتع بالطقس المنعش فى هذا المكان الرائع . لذا ، لم يكن أمرا غريبا أن يحمل أوليفر فطورها الى هناك.
لكن مشاعر غريبة راودت آنا ، فخطر لها أن الشعور بالذنب هو الذى يدفعه للتصرف على هذا النحو . جلست والتقطت قطعة من الخبز ... أم لعلها هى من يشعر بالذنب لأنها تعمدت اخفاء حالتها عنه ؟
قضمت جزءا صغيرا دون أن تلتفت اليه . جلس أوليفر فى الجهة المقابلة وقد وضع فنجان القهوة على الطاولة أمامه . وقال بهدوء:- أعتقد أنها أكثر من مجرد جرثومة . الا تظنين أن عليك اطلاعى على الأمر ؟.
قطبت آنا جبينها ، وعادت معدتها لتضطرب ثانية ، لسبب مختلف تماما هذه المرة .
- لا أعلم عم تتكلم .
- آه ، بل أعتقد أنك تعلمين جيدا. انظرى الى ، يا آنا . قولى لى بصدق ما خطبك.
لم تتمكن من النظر اليه ، لكنها أصرت على موقفها :- ما من خطب البتة .
- حسنا . لقد ألقيت نظرة على خزانتك فى الحمام هذا الصباح بحثا عن فرشاة أسنان اضافية .
دقت نواقيس الخطر فى رأسها ... نواقيس مدوية .
- واحزرى ماذا رأيت يا آنا ؟
لزمت الصمت المطبق .
- جهاز لأختبار الحمل .
ارادت أن تنزلق تحت الطاولة ، أرادت أن تختفى فى حفرة فى باطن الارض ، بامكانها أن تواجهه قائلة :- وأن يكن ؟ بإمكانها القول إنها استخدمته وكانت النتيجة سلبية . بإمكانها أن تقول أشياء كثيرة ... لكنه سيكتشف الحقيقة عاجلا أم آجلا .
لم يكن غبيا وبإمكانه أن يلاحظ حالتها ، فالغثيان الذى شعرت به فى الصباح جاء مبكرا ولم تستطع اخفاءه . لو أنها لم تتوقف عن تناول حبوب منع الحمل عندما افترقا للمرة الاولى . كانت تلك الحبوب تسبب لها عوارض مزعجة فأرادت أن تجرب نوعا آخر . فى هذه الاثناء، قررت أن تمنح جسدها بعض الراحة .
ولغبائها ، لم تتنبه لذلك عندما حملها أوليفر الى غرفة نومه فى ذلك اليوم . انه خطأ مصيرى جسيم ، واحد من أخطاء عديدة ارتكبتها كلما كان الامر يتعلق بهذا الرجل .
حدقت فيه بشجاعة وقالت :- وهل تعلم ، يا أوليفر ؟ كانت النتيجة ايجابية . لكن ذلك لن يحدث فرقا كبيرا بالنسبة اليك ، لأن هذا الطفل هو لى أنا .
إنه قرار اتخذته عندما علمت بأمر حملها . لم ترده أن يكون أبا لهذا الطفل ، فقد سبق أن تخلى عن هذا الحق بامتياز. أضافت :- لن أعود اليك قط من الطبيعى أن أدعك ....
- ماذا تقصدين بحق الجحيم ؟
علت نبرة صوته فجأة وتطايرت شرارات الغضب من عينيه، لكنه أدرك أن هذه الطريقة لن توصله الى ما يسعى اليه ، فانخفض صوته مجددا :- هذا الطفل هو أبنى أنا ايضا بقدر ما هو ابنك أنت ، آنا ... أعتقد أنه ابنى أنا ، اليس كذلك ؟
كان سؤاله الاخير يهدف الى التأكيد على الامر وليس التشكيك به ، فأجابته :- بالطبع .
- لذا ، اريد أن أكون جزءا من الامر برمته . أريد أن أكون الى جانبك لمساندتك ومساعدتك فى هذه المرحلة الصعبة ، يجب أن تزورى الطبيب. من الافضل أن تأتى الى المنزل معى ليراك طبيب العائلة ، سأقوم بكل الاجراءات ، وسأ...
تكلمت آنا بنبرة واثقة حادة :- أوليفر ، لن أعود الى رجل يظن أنى سرقت مجوهرات عائلته .
سرها أن يبدو احمرار الخجل على سحنته ، لكنه أجابها بحزم : - لن أترك لك الخيار ، يا آنا . الحقيقة أنى أتهمتك قبل أن أفكر فى الامر . لكنى أدركت على الفور أنك لايمكن أن تقومى بأمر كهذا . فأنت صادقة جدا ونزيهة جدا ومستقيمة الى أبعد الحدود .
لوى شفتيه وهو يضيف هذه الكلمات الاخيرة :- أنت أفضل منى بكثير . أعلم أنى لن أتمكن من أصلاح الضرر الذى تسببت لك به ، لكن من أجل طفلنا .. أرجوك أن تعطينى فرصة واحدة أخيرة . أعدك بألا أتهمك بالسرقة ، أو بالزواج بى من أجل المال .
- أنت محق فى أنك لن تفعل ذلك مجددا ، لأنك لن تنال الفرصة لتكراره.
لن يجديه نفعا اطلاق الوعود الآن من يرتكب الخطأ نفسه مرتين متتاليتين ، ما الذى يضمن ألا يقع فيه مرة ثالثة ؟ رفضت أن تقبل المخاطرة .
قطب جبينه بقسوة :- أتعنين حقا أنك لن تعودى الى المنزل ، يا آنا ؟.
كانت آنا قد فكرت فى الامر مطولا أثناء الليل وقررت أنها تقوم بالخطوة الصحيحة .
- كلا سأدعك تراه بالطبع ، فأنا لن أكون من القسوة بحيث أحرمك من ذلك لكن ..
- حبا بالله يا أمرأة ، ماذا عسانى أفعل ؟ أأجثو على ركبتى وأرجوك؟
- قد أرغب فى رؤية ذلك ، الا أنه لن يكون كافيا ، لاشئ سيكفينى فى الواقع. ليس لديك أى فكرة عن الالام التى تسببت بها والجراح التى حفرتها عميقا فى روحى ، جراح لن تندمل مادمت حية . لن أسامحك قط وأنا على قيد الحياة . لذا ، لا أرى سببا يدفعنا الى العيش معا . سيضعنا ذلك فى وضع مستحيل يصعب أحتماله .
***************************
نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 06-07-11, 01:40 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

8 - تقاوم . . . تقاوم !
عجز أوليفر عن وصف ما تعج به نفسه من مشاعر عندما رأى جهاز اخبار الحمل . كانت الصدمة فى البدء شديدة، صدمة كبيرة وتامة . أخذ يحدق فيه لدقائق عديدة وقلبه يخفق بعنف بين أضلاعه، قبل أن يخطر له أنه ربما أحد الأشياء التى خلفتها شقيقة آنا وراءها.
لكنه قد يكون مخطئا .لعل آنا هى من استعمله!
أخذت تداعب ذهنه فكرة آنا وهى تحمل طفلا فى أحشائها ، طفله هو فأسبغت عليه دفئا أبويا خاصا وسعادة لم يختبرها من قبل.
ما ان نزلت آنا السلالم الى الطابق السفلى ، ونظر فى وجهها وفى علامات الانهاك والمرض البادية على خطوطه، حتى علم أنها حامل . بدا الشحوب جلياعلى وجهها فى الليلة السابقة ، لكنه عزا ذلك الى التعب حينها ، لكن الامر مختلف تماما الان .
كان قد لحق بها بهدوء الى الحمام وسمع غثيانها ، فنزل حينها الى المطبخ وتخلص من أى شئ قد تسبب لها رائحته الغثيان .
ان كان هناك من شئ قادر على إعادة إحياء زواجهما وعلى جمعهما سويا، فهو هذا بالتأكيد. الا أنه لم يكن مستعدا لمواجهة رفضها العودة معه الى المنزل .
قالت ان ذلك سيضعهما فى وضع مستحيل يصعب احتماله، وهو يتفهم طريقة تفكيرها. لكن عليه الان العثور على طريقة ما أو أى شئ يقنعها بالعودة معه . وما إن يصل بها الى المنزل حتى يباشر العمل على التقرب منها مجددا، وأقناعها بأنه لن يخذلها مرة ثانية ، وبأن ما فعله هو أكبر خطأ ارتكبه فى حياته، وبأن حملها هو أجمل ما قد يحدث لهما قط .
قد تكون المهمة طويلة وشاقة ، الا أنه مغرم بآنا من رأسه حتى أخمص قدميه ، وهو مستعد لبذل أى جهد من أجل انقاذ زواجهما.
- لا يمكنك البقاء هنا وحدك ، يا آنا. ليس فى حالتك هذه.
برقت عيناها بلون أخاذ خلاب :- لن يستمر الشعور بالغثيان طويلا، فلم لا يمكننى البقاء ؟.
كانت تشع جمالا وتنضح حيوية ، وبدت شهية جدا بحيث راح يتساءل عن مدى غبائه عندما عرض زواجهما للخطر باتهامها بارتكاب جرائم كان يعلم مسبقا أنها غير قادرة على ارتكابها .
- أريدك فى المنزل لأنك زوجتى . أريد أن أرعاك وأهتم بك وأساعدك فى كل شئ .
- أهو أهتمام متأخر يا أوليفر ؟ هل نسيت أنك أنت من زاد الأمور صعوبة لى ؟
- تظنين أنى لا أعلم ذلك ؟ تظنين أنى سأتمكن من تخطى الامر لما تبقى من حياتى ؟
أدرك أوليفر أن الالم الذى يعتصر قلبه ظهر جليا فى صوته . أرادها أن تسمعه وأن تعرف أنه آسف ونادم حقا على ما فعله :- آنا ، أريد أن أعوضك عما فات ، يجب أن تمنحينى هذه الفرصة .
رأى الطريقة التى نظرت بها اليه ، بريق النقمة يسطع فى عينيها ليتحول الى تردد واضح عندما التقت عيناهما. لكنها عادت وأخفت ترددها سريعا مخافة أن يلاحظه أوليفر .
اجتاح مشاعره نبض الامل ، فهى ليست منيعة أمامه كما تحاول أن تفهمه. لم يكن ما رأه سوى شرارة واهنة خافتة، الا أنها ملأى بالامل. لم تمت رغبتها الحارقة ، لم يقتلها بعد ، وان كان سيمضى حياته كلها فى تغذيتها واعادتها الى الحياة مجددا ، فانه لن يتردد مثقال ذرة .
حاول الضغط على نقاط ضعفها :- آنا أعدك بألا أتسببلك بالاذى مجددا . أنه طفلنا الذى تحملين بحق السماء، وقد خلق بفعل الحب . هل سيسمح لك ضميرك فى أن تنكرى على الطفل والده وتحرميه منه ؟
أراد أن يتابع كلامه ويعدها بتوفير كل ما يلزم لراحتها هى وطفلها، الا أنه تدارك الامر مخافة أن يجره ذلك الى التطرق الى موضوع المال مجددا، وهذا ما يريد تجنبه بأى شكل كأنه الطاعون .
- لاشأن لضميرى فى الامر ، يا أوليفر . فأنت من جعلنى أشعرعلى هذا النحو. لا يمكنك أن ترمى الاتهامات بطريقة اعتباطية، ومن ثم تتوقع منى أن أرتمى بين ذراعيك فى اللحظة التالية كما لو أن شيئا لم يحدث.
- أعلم ذلك . لكن ، الا تظنين أنى نلت عقابى ؟ لست الوحيد الذى يحتاج اليك، هناك طفلنا أيضا.
تحدثا مرات عديدة فى الماضى عن أنشاء عائلة ، رغم أنهما لم يخططا للبدء بهذه السرعة . كما اتفقا على أن الطفل يحتاج كلا الوالدين، وقالا انهما فى حال وقوع المحظور وانهار زواجهما، سيبقيان سويا لصالح أولادهما وخيرهم ،أتراها نسيت ذلك؟
أخذت آنا نفسا عميقا وأغمضت عينيها لثوان عديدة طويلة . بدت وكأنها تفكر فى كلامه، فأضاء بريق الامل فى نفسه ، لكنها تكلمت، ولم يكن ذلك ما أراد سماعه :- أنا آسفة يا أوليفر، لن ينجح الامر بيننا .
- بإمكاننا انجاحه لا أستطيع مواجهة الحياة أو تصورها من دونك أنا لا أستخدم الطفل لأبتزك ولأحقق من خلاله غرضى ... حسنا ، ربما بعض الشئ ... لكنى بحاجة اليك ايضا . فأنت تمثلين العالم كله بالنسبة الى . لقد مر اليومان الأخيران بسواد وظلمة لم أشهدهما من قبل فى حياتى .
- أوليفر لقد سبق لى أن فكرت بالامر مليا مرات عديدة . لا أعرف كيف سأتمكن من العيش مع رجل لا يثق بى ، بل يشكك بى دائما . لن ينجح ذلك . سأظل دائما بانتظار المرة المقبلة .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 06-07-11, 01:42 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- لن يكون هناك أى مرة مقبلة .
كان يعدها بصدق والثقة بادية فى صوته . وقد آلمه جدا أن تفكر فيه بهذا الشكل ألم تكن اعتذاراته كافية ؟ ألم تصدقه؟ ما عساه يقول أكثر من ذلك؟
هزت آنا رأسها :- من السهل عليك قول ذلك يا أوليفر لقد اكتشفت جانبا من شخصيتك ، لم أعرف قط بوجوده ، وهو جانب لا أحبه البتة . هل أنت حقا لا تعلم كيف أشعر ؟ لم أسرق فى حياتى كلها فلسا واحدا لقد جرحتنى واهنتنى وجعلتنى أشعربنفسى حقيرة ووضيعة ورغم ذلك تتوقع منى الان أن أعود اليك وأشاركك المنزل والحياة ، وأعرض نفسى لمواقف مذلة مشابهة ، لأنى أحمل طفلك وحسب . ليس الامر صحيحا، يا أوليفر لن أقوم بذلك .
انطفأت شرارة الامل الواهنة . لم يسبق له أن رأى آنا بهذا القدر من التصميم والعناد ، وهذا القدر من الجمال الأخاذ الفاتن الذى يمنحها اياه غضبها .
منتديات ليلاس
أراد أن يحملها الى غرفة النوم ويعبر لها بشكل ملموس لا لبس فيه عن مدى حبه ورغبته فيها ، كما كان يفعل فى أيام زواجهما الأولى . هل سيساعده ذلك ؟ أتراها توافق على ما يطلبه وهما ملتصقان أحدهما بالاخر بنهم وشغف ؟
لكنه كان يعرف أن الابتزاز العاطفى ليس الجواب الشافى أو الدواء الناجع يجب أن تعود آنا الى المنزل وهى مقتنعة بأن ما تفعله هو الأفضل ، وهو لخيرها هى والطفل .
صب لنفسه فنجانا أخر من القهوة وهويفكر فى ما سيقوله تاليا ولاحظ أن آنا لم تلمس بعد قطع الخبز المحمص أو الشاى الذى أعدته أيضا.
- كيف لى أن أثبت لك أنى لن أكرر ما فعلته قط فى حياتى ، ان لم تمنحينى الفرصة؟
كان مستعدا للركوع على ركبتيه أمامها ليرجوها أن توافق، ان عرف أن ذلك سيساعده . لم يسبق له أن وضع فى مثل هذا الموقف من قبل ، فهو قادر على أيجاد الحلول لمشاكله أيا تكن ، لكن الامر يختلف مع آنا الشديدة العناد ..
- ربما كان يجدر بك أن تفكر فى ذلك قبل أن تتفوه بادعاءاتك واتهاماتك.
- كأنى لم أفعل هذا آلاف المرات ، آنا ..
مال الى الامام بسرعة والتقط يدها ثم أضاف :- ... لاأريدك أن تمرى بهذه المرحلة وحدك . أريدك أن أظل الى جانبك وأن أشاركك هذه اللحظات . أنت بحاجة الى . لا تقولى لى انك تتوقين الى البقاء وحيدة خلال هذه الاوقات التى يفترض بها أن تكون الاكثر اثارة والاشد متعة فى حياتك ؟
أغمضت عينيها لتقصيه عن ناظريها وتمنعه من رؤية ما تفكر فيه . لكنه كان متاكدا من نجاحه فى التأثير عليها . فهى على الاقل لم تنتزع يديها بعيدا عن يديه .
- ماذا سيحدث ان ألم بك المرض والوهن وأنت تعيشين وحدك؟ مع هذا الغثيان الذى أصابك هذا الصباح، أنت بحاجة الى من يلازمك ويمد لك يد المساعدة . آنا أرجوك أن تعودى معى ... وان يكن ذلك مؤقتا فقط الى أن يولد الطفل . على الاقل أعط نفسك واعطنى فرصة لأثبت لك أنى أحبك بصدق وأنى لن أتسبب لك بالاذى مرة ثانية .
فتحت عينيها ببطء ، فظن وهو يحدق فيها أنه رأى شيئا من التردد يسبح فى غورهما . تابع :- بعد أن يولد الطفل ... اذا قررت أنك لا تحتملين العيش معى تحت سقف واحد سأدعك تذهبين .
رغم أنه كان يأمل فى الا تضطره للتفوه بتلك الكلمات. لكن أمله الحقيقى هو فى أن يسمح له الوقت بأن يثبت لها حسن نواياه . فكيف يمكنه أن يتخلى بسهوله عن المرأة التى يحبها أكثر من الحياة نفسها ؟
سيقوم بكل ما يلزم ليبرهن لها بكل الوسائل الممكنة أن حبه لها مخلص وصادق، وأنه يثق بنواياها الحسنة فى كل شئ.
- إن أنا أتيت معك .. وأقون ان ، فسيكون ذلك بشرط واحد .
بدا له أنه يستمع الى موسيقى أطربت أذنيه بنغماتها العذبة :- سمه لى . كان واثقا من نفسه ، فما من شئ فى هذه الدنيا أسوأ من عدم مجيئها معه.
- أن نستمر فى النوم فى غرفتين منفصلتين. سيكون زواجا بالاسم فقط، من أجل الطفل .
لم يكن هذا هو الجواب الذى أراد سماعه، لكنه أفضل من لاشئ آلمه جدا الا تكون راغبة فى مشاركته غرفة نومه وسريره. لكن مع قليل من الامل ستغير رايها وموقفها ما أن تدرك مدى عمق مشاعره نحوها وصدقها.
أومأ برأسه ببطء قائلا :- أذا كان هذا ما تريدينه حقا .
- أنه كذلك .
علمت آنا أنها لابد فقدت عقلها بقبولها طلب أوليفر. لكنها لم تستسغ فكرة المرور بتجربة الحمل وحدها . وقد علم أوليفر هذه الحقيقة ... كان الحمل يخيفها . لعل كل الامهات الحديثات يشعرن مثلها .
بالرغم من انهيار الثقة بجميع أشكالها ودرجاتها بينهما ،الا انها ولدهشتها ، لاتزال تحبه. لن تدعه يدرك هذه الحقيقة رغم الصعوبة التى ستعانيها لأخفائها عنه .
وصلا الى المنزل فى ساعة متقدمة من الليل. لم تشأ آنا الاعتراف بذلك، الا أنها شعرت بالفعل بأنها فى بيتها عندما دخلت الى المنزل .
لقد أمضيا هنا ستة أشهر مفعمة بالسعادة ، فكان الجو عابقا بطيب الحب الذى خيم فيه فى يوم من الايام .انه لمن المؤسف حقا أن يهدم أوليفر كل ما بنياه سويا .
وضع أوليفر حقائبها فى الغرفة التى كانت تشغلها عندما سكنت هنا فى المرة الاخيرة . وسألها باهتمام ظاهر :- أهذا ما تريدين؟ ليس عليك أن تنامى هنا ، تعلمين ذلك أنا افضل أن ...
فقاطعته بثقة بالغة :- هذا ما اريده .
- هل أساعدك فى توضيب أغراضك ؟
- لا شكرا . استطيع القيام بذلك بمفردى .
- اذن ، سأطلب من السيدة غرين أن تحضر لنا كوبين من العصير الطازج وشطيرتين.
هزت آنا رأسها :- لا تزعج نفسك من أجلى ، فانا متعبة جدا . سآوى الى الفراش على الفور .
قطب أوليفر جبينه وتجهم وجهه :- هل أنت بخير ، يا آنا ؟ كان يوما طويلا وشاقا ، أعلم ذلك . هل أنت متأكدة من ...؟
بدا الانزعاج واضحا فى عينيها :- أوليفر .. أنا متأكدة جدا . كل ما أريده الان هو الخلود الى النوم
كانت الليلة السابقة ليلة شاقة خيم عليها جو من التوتر المشحون منعها من النوم طوال الليل ، فظلت تحدق فى الظلام وهى تتوقع أن يدخل أوليفر الى غرفتها فى أى لحظة . والحقيقة أنها ما كانت لتستطيع ابعاده عنها . فمهما يملى عليها عقلها من تحليل منطقى ، الا أن قلبها كان يدفعها الى عكس ذلك .
أما أوليفر ، فقد عانى هو ايضا من الارق طوال الليل . وقد سمعته آنا ينزل السلالم الى الطابق السفلى بعد الثانية من منتصف الليل ، وكادت أن تلحق به ، امله فى أن يساعدها على النوم فنجان من الحليب الساخن .الا أنها قررت فى النهاية ألا تفعل ، فالمجازفة كبيرة جدا.
كانت مشاعرها كلها متلهفة اليه بحيث ستنتهى بين ذراعيه. وبم سيفيدها ذلك؟ لعله سيظن أنها سامحته ، فى حين أنها لم تفعل . وهى تشك فى أن تقدر على ذلك يوما.
لكن ، أتراها تنام الليلة بالرغم من التعب الذى تعانى منه ؟
طبع أوليفر قبلة رقيقة على جبينها المنهك وقال:- سأتمنى لك ليلة هانئة ونوما عميقا ، ياآنا . أن احتجت لأى شئ ليس عليك سوى ...
- أرجوك اذهب ، يا أوليفر . انا بخير حقا ، متعبة قليلا فقط . كف عن ازعاجى .
ابتعد عنها رغما عنه ، فأرتمت آنا على السرير بكامل ثيابها. هل ارتكبت خطأ جسيما حين سمحت له باقناعها بالعودة الى هنا ؟ هل سيقوم برعايتها والسهر على راحتها كالام الحنون ؟
أغمضت عينيها ليس هذا ما ارادته ، ارادت أن تبقى بمفردها ، ارادت أن تتصرف حسب طريقتها هى من دون أن تسمح له بالتدخل والازعاج . فقد أضاع كل حق له بأن يكون زوجا لها ، ستوضح له غدا هذا الامر بشكل نهائى .
استغرقت آنا مباشرة فى نوم هانئ عميق، استيقظت خلاله بضع مرات وهى تشعر بحاجة ملحة للدخول الى المرحاض. وشكرت السماء على وجود مرحاض داخل غرفتها ، فلو كان عليها السير فى الممر فى كل مرة ، لخرج أوليفر لملاقاتها على الفور .
ارتجفت من البرد وهى ترمى بثيابها جانبا وترتدى ثياب النوم . لكنها ما ان عادت واندست تحت الغطاء الدافئ حتى غطت فى نوم عميق .
فى الصباح التالى ، ايقظتها السيدة غرين وهى تحمل لها الشاى وبعض قطع البسكويت :- كلى هذه يا عزيزتى ، ومن ثم استلقى مجددا لنصف ساعة أخرى . لن تشعرى حينها بالغثيان ، كانت هذه الطريقة تفيدنى فى كل مرة .
جلست آنا فى السرير بصعوبة وبدا على وجهها الارتباك :- هل أخبرك أوليفر ؟.
- بالطبع أخبرنى . انا سعيدة جدا لكما أنتما الاثنين . أنا سعيدة حقا.
- لقد عدت اليه.
فأشارت مدبرة المنزل بدهاء :- لكن ليس الى السرير نفسه . لا أرى ذلك مؤشرا جيدا . ليست لدى اى فكرة عما حدث بينكما ، لكنك ستتمكنين وأوليفر من اصلاح الامور . أعلم أن أوليفر يأمل فى ذلك الى حد بعيد ، كان مزاجه لا يطاق عندما رحلت . لقد خلقتما انتما الاثنان لتعيشا سويا . لا تتخليا عن حبكما بسهولة .
عندما نزلت آنا اخيرا من غرفتها ، كان أوليفر فى انتظارها . أملت أن تجده قد ذهب الى العمل ، فلم ترده أن يغير أيا من عاداته اليومية من أجلها ، وتمنت الا يتكرر الامر بشكل تلقائى .
- ماذا تفعل هنا ؟
طرحت السؤال بلا مبالاة وهى تسير نحو غرفة الطعام لتناول الفطور . لكن حتى مشاعرها كانت فى الوقت نفسه تتحسس وجوده بشغف ولهفه، حتى كادت تدفعها الى حضنه.
قال أوليفر :- أخذت لك موعدا من الطبيب.
امتعضت آنا وبدا الانزعاج على ملامحها من الطريقة التى بدا يتحكم فيها بكل شئ ، وفرحت لأنها لم تستجب لنداء أحاسيسها الملح .
أجابته :- انا قادرة على القيام بذلك بنفسى ، شكرا لك.
- نعم أعلم ذلك . لكنى لم أكن واثقا من السرعة التى ستقومين فيها بذلك ، وخطر لى أنه من المهم أن ...
- لا أحتاج لأن تفكر عنى .
ثم شعرت انها تبالغ بالقسوة عليه ، فهو يبدو وكأنه لم يعرف طعم النوم منذ أكثر من شهر ، رغم أنه استحم هذا الصباح وحلق ذقنه للتو، وارتدى قميصا أزرقا وبنطالا من الكتان الرقيق. فاستطردت قائلة :- أنا آسفة فانت معنى بالطبع . متى هو الموعد ؟
- فى العاشرة والنصف . لدينا متسع من الوقت . هل يمكنك تناول طعام الفطور الان؟
- قد أتناول قشطعة من الخبز المحمص.
- هذا ليس بالكثير .
- هذا كل ما اريده . فأنا أذكر أن أختى قالت لى ذات يوم ان الوجبات الخفيفة كانت تريحها أكثر من الوجبات الثقيلة الدسمة.
أكد لهما الطبيب أنها حامل بالفعل . وصافح أوليفر وآنا وتمنى لهما أن ينجبا طفلا يتمتع بصحة جيدة :- من المؤسف أن والدك لن يتمتع برؤية حفيده .
أومأ له أوليفر برأسه وخرجا من العيادة . وبعدما لمحت آنا تعابير وجهه ، قالت له بلطف :- كان ذلك فظا بعض الشئ أن يذكر والدك هكذا.
- أنت لا تعرفين شيئا ، فوالدى ما كان ليريد أن يرى حفيده أو يتعرف اليه .
صدمتها الحقيقة القاسية :- هل هذا صحيح ؟ هل أنا السبب فى ذلك؟ لأنه لم يحبنى قط ؟
بحق السماء! هل بلغت قسوة ادوارد وتعجرفه هذا الحد ؟
أجابها أوليفر بنفاذ صبر :- بالطبع لا ، بل لأنه لم يحبنى أنا . اصعدى الى السيارة وسنكمل حديثنا فى المنزل ، ان كان الامر يهمك حقا .
لم يكن ادوارد يحب ابنه ؟ كان ذلك خبرا مفاجئا لآنا ، فراحت تبحث عن شروحات له بينما كان أوليفر يقود السيارة فى طريق العودة . لم تتنبه لذلك البتة ، فلم يظهر أى شئ يؤكد ذلك ، على ادوارد وابنه .
عندما وصلا الى المنزل ، قالت له :- أخبرنى عن والدك . لم يسبق لك أن ذكرت لى وجود أى مشكلة من أى نوع بينكما.
أخذ أوليفر نفسا عميقا وأخرجه ببطء شديد ليخفف من حده توتره وهما يجلسان :- هذا لأننا تمكنا من التوصل الى صيغة للتعايش بيننا كنت أحترمه جدا ، فهذا أمر اعتدت عليه منذ نشأتى الاولى ، كما دربنى على اطاعة أوامره منذ نعومه اظافرى . لهذا السبب كنت أعيش هنا ولم انتقل بعيدا على الفور.
كان بحاجة الى ، رغم أنه لم يعترف بذلك قط. لكن ذلك لا يعنى أنى لم أكن مشمئزا من الاسلوب الذى كان يعاملنى به .
- لم يعجبه أن يضطر للاهتمام بتربيتك! هل هذا ما تريد قوله ؟
- شئ من هذا القبيل . دخلت عالم الاعمال معه لكى أثبت له أنى لست ذاك المغفل الذى كان ينعتنى به . حتى بعد تقاعده من العمل ، لم يستطع الاعتراف بأنى أقوم بالعمل جيدا عوضا عنه ، وكنا نتجادل كثيرا.
خطر لآنا أن احدى هذه المجادلات أدت الى موته . لعلها لم تحب ادوارد ، والان باتت لا تحبه أكثر بعدما علمت كيف كان يعامل أوليفر . لكن هذا لا يعنى أنها لم تشعر بنوع من التعاطف معه .
سألته :- أعتقد أن هذا يفسر الطريقة التى عاملنى أنا بها .
- لا على الاطلاق. لقد تزوج بروزمارى على عجلة ، من دون أن يتسنى له الوقت لمعرفتها أكثر، فظن أنه متيقن من النهاية التى سنصل اليها. كان سيقبلك مع الوقت .
- لا، لم يكن ليفعل، فى الواقع عرض على والدك المال لكى لا أتزوجك .
انتفض أوليفر واقفا وعيناه تسطعان من الدهشة :- ماذا فعل ؟ لماذا لم تخبرينى؟.
شرحت له الامر بهدوء :- لأنى تدبرت الامر وحدى . مزقت الشيك وأخبرته أنى أحبك ، وان ذلك لن يتغير مثقال ذرة لو كنت مفلسا .
تحول بريق عينيه الى نور يشع بالاعجاب ةالاكبار:- أراهن أن ذلك لم يعجبه البتة .
- لا، لا أعتقد ذلك .
صمتت آنا قليلا لا تدرى ان كان عليها أن تخبره بالقصة كاملة . فقال لها مقاطعا :- هناك المزيد، اليس كذلك؟
كانت قد نسيت السهولة التى يستطيع بها أوليفر أن يقرأ أفكارها فافتر ثغرها عن ابتسامة هادئة رقيقة :- أنت تعرفنى جيدا .
- اذن اخبرينى بكل شئ. على أن اعرف الحقيقة كاملة دفعة واحدة .
ابتلعت آنا ريقها بصعوبة ، وتابعت :- لقد طردنى ، رمانى خارجا ، قال لى ان هذا المنزل ملك له وأعطانى أسبوع واحد لأنتقل منه .
أصاب أوليفر الذهول ، واخذ الدم يغلى فى عروقه ، فعلا الاحمرار وجهه، احمرار الغضب والسخط، وصاح بها :- ورحلت ...رحلت من دون أن تاتى لرؤيتى ؟ من دون أن تخبرينى بما حدث ؟.
ثم انتبه لعظم ما فعله والده، فقفز واقفا وهو يصيح :- يا له من عجوز كاذب شرير! ربما كان من الافضل الا تخبرينى ، لانى كنت سارتكب شيئا قد اندم عليه لاحقا ... آنا ... آه آنا ، لم لم تخبرينى ؟.
أجابته بهدوء :- ظننت أنك لن تبالى . فأنت لم تأت مرة واحدة الى المنزل لتحاول مناقشة الموضوع ، وأنا ما كنت لأقصد البيت الكبير ووالدك يسكن فيه . كانت كبريائى تمنعنى من ذلك .
- اذن، لو أن والدى لم يمت ، لما كنا عدنا الى بعضنا . هل هذا ما تقولين ؟
- هذا ممكن. فقد كنت أتألم جدا الى حد بت معه غير مستعدة للمواجهة ظن وانت حسمت أمرك واتخذت قرارك ، وهكذا كان .
ـغمض أوليفر عينيه ليدين نفسه بما اقترفت يداه :- لا أدرى ان كنت ألعن والدى أم لا ، لأنى كنت أنا نفسى جدير بذلك أكثر منه .
- بامكانك تكرار ذلك مجددا ، فأنا أوافقك الرأى .
لكن بالرغم من كل ما انهار بينهما ، كانت آنا لا تزال تشعر نحوه بالحب .لم تستطع يوما تفسير ذلك . الا أنه شعور أقوى من أى شئ أخر ، وأقوى منها هى بالتأكيد . لكنها تفضل الاحجام عن الاقتراب منه ، لأن الجاذب الجسدى ليس كافيا لوحده لبناء زواج ناجح . عليها أن تتذكر هذا دوما ، عليها أن تتأكد من حبه لها . فهذا الخطأ كان منذ البداية السبب الذى أوصلهما الى هذه النهاية المحزنة .
سألته :- لماذا لم تقل لى ان هذا المنزل ملك لادوارد؟.
هذ كتفيه :- لم أفكر فى هذا قط . لكنى أظن أن علينا بيع كل شئ قريبا . واعتقد أن علينا الاستقرار فى منزلنا الجديد قبل ولادة الطفل .
منزلنا ! منزلنا؟ هل كانت هذه خطوة حكيمة ؟ عليها أن تتوصل الى مسامحته على أخطاء عديدة قبل أن يجمعها به أى أرتباط ، وان المنزل الجديد يعنى الارتباط . هذا يعنى أنه يتوقع منها ان تمضى ما تبقى من حياتها معه.
- لا تبدين واثقة من هذه الخطوة ، يا آنا
لم تدرك أنه يراقبها ، أو ان تعابير وجهها كانت واضحة ومقروءة الى هذا الحد . فهزت كتفيها :- قلت لى أننا سننتظر ونتريث الى أن يولد طفلنا ، وان لم نتوصل فى هذه الفترة الى اصلاح الامور ، فسأكون حرة فى الذهاب والابتعاد عن هنا . لذا . لاافهم لم علينا الانتقال قبل أن نتأكد من ...
سطع بريق عينية بحدة وهو يقف بانفعال قائلا :- قد تكونين غير متأكدة يا آنا . لكن فى ما يتعلق بى ، فأنا واثق ومتأكد تماما . نحن زوج وزوجة ، وهكذا أريدنا أن نبقى .
*************************
نهاية الفصل الثامن
اتمنى للجميع قرأة ممتعة

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 06-07-11, 02:07 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

انا زعلانه لانه ما فى ردوود على الرواية
ماعرفت اذا كانت عجباكم ام لا
على العموم اتمنى تعجبكم

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مارغريت مايو, أشياء لا تباع, احلام, دار الفراشة, margaret mayo, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, the wife seduction
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 12:51 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية