لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-11, 05:12 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 224176
المشاركات: 32
الجنس أنثى
معدل التقييم: faiza531 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSudan
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
faiza531 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

بالجد روايه روعه الله سريييييييييييييييع كملوها عسل

 
 

 

عرض البوم صور faiza531   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:30 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

7- الغضب البارد






حين تأملت موروينا نفسها في المرآة , لم يكن هناك أي أثر في وجهها بسبب عاصفة البكاء القوية , صحيح , أنها كانت شاحبة بعض الشيء , وأن عينيها بدتا أكثر أتساعا عن المألوف , غير أن ذلك ربما كان بسبب الماكياج الذي أستعملته, جمعت خصلات شعرها في عقدة كبيرة فوق رأسها , تاركة بعض الخصلات الناعمة تتدلى فوق أذنيها وعلى مؤخرة رقبتها , وأرتدت ثوبا أسود اللون مطرزا بخطوط ذهبية ,ولبست حول رقبتها الناعمة قلادة ذهبية رقيقة , كانت أنيقة وجميلة حقا.
أطلّت من فوق السلالم على الصالة , فرأت أن قاعة الجلوس كانت مفتوحة الباب , وسمعت أصوات الضيوف وضحكاتهم , أذن فقد وصل ضيوف المساء , نزلت السلالم ببطء وهي تفكر بأنها لا تدري أي نوع من الحقد ستواجه به.
كانوا جميعا مجتمعين هنا , وأذ وقفت في الباب أدركت أنها آخر من وصل , دخلت الى القاعة بهدوء وقالت بصوت ناعم :
" مساء الخير".
خيّم الصمت على القاعة التي كانت تضج بالحديث والضحكات , لكن سرعان ما هتف نيكولا سعيدا وهو يبتسم:
" يا صغيرتي العزيزة , تفضلي , كم تبدين فاتنة! هيا , ليقدم لها أحد كأسا من العصير".
كان مارك من جلب العصير لها , وهمس وهو يقدم لها الكأس :
" يا ألهي كم أنت جميلة!".
ضحكت بنعومة وهي تخفي نظراتها عنه , ثم قادها الى المقعد حيث كانت تجلس باربارة أنجلس وكارين , وأمرأة أخرى قدموها لها وتدعى ( ليدي فان تود) , ثم سرعان ما أستؤنف الحديث الذي أنقطع بدخولها.
كانوا يتحدثون عن العطلات , وأخذت كارين تتحدث بحماس عن شواطىء كاليفورنيا حيث مكثت هناك عاما , وتقارنها بالشواطىء الأنكليزية , أحست موروينا بالملل من الحديث , فنظرت الى نيكولا الذي كان جالسا قرب النار , وهو يتأمل الحاضرين بنظرات مبهمة.
لم تكن موروينا وحدها صامتة , كانت باربارة أيضا قد توقفت عن الكلام وبدت ساهمة بعض الشيء , تأملتها موروينا وأحست بنوع من الشفقة نحوها , كانت أمها لاورا كيرسلاك محبوبة ومدللة من الجميع , وكان هذا يعوضها عما خسرت وعما لاقت من أهل تريفينون , أما هذه المرأة المتوترة الجالسة الى جانبها , فهي لم تكسب أي شيء من فعلتها الحقودة تلك , والسعادة التي كانت تتوقعها نتيجة تلك النكاية بلاورا كيرسلاك , تلاشت قبل أن تلمحها.
أرادت أن تقبض على ذراعها فجأة , وأن تهتف بها , أنهم جميعا يعرفون ما فعلت , ويسكتون عنك لمجرد النفاق , وأرادت أن تضع حدا لهذا الموضوع والى الأبد , ولكن ليس لها هذا الحق , فهي طارئة على هذه الأجواء , نيكولا وحده له الحق في أثارة الموضوع.
أرتشفت شيئا من عصيرها , وأحست بألم خفيف بدأ ينبض في صدغها , أرادت أن تضغط بأصبعيها على موضع الألم , لكنها توقفت عن فعل ذلك حين لمحت دومنيك يحدّق فيها.
كان العشاء لذيذا , وقد أضيئت قاعة الطعام بالشموع , مما زاد من لمعان مائدة الطعام , الأواني الفضية ذات الطراز القديم .
منتديات ليلاس
تظاهرت موروينا بالأكل , بينما الحقيقة أنها لم تستطع أن تأكل شيئا , فقد أحست بأن بلعومها قد ضاق فجأة بدون أن تجد تفسيرا لذلك.
أما نيكولا فقد كان يحاول دائما جرّ باربارة الى الحديث , وكسر حاجز الصمت الذي أقامته حول نفسها , كان يحدثها عن الذكريات , ويسألها عن أحداث مضت , وبدت هي شيئا فشيئا تتخلى عن صمتها وجمودها , وتعود اليها أبتسامتها وحيويتها.
عادوا الى قاعة الجلوس بعد أن أنتهوا من العشاء , وجلبت أنيز القهوة , فنهضت كارين وتناولت الصينية منها , وبدأت هي تديرها في الأكواب وتوزعها , وكأنها هي المضيفة, ثم أخذت كوب دومنيك اليه , وهمست له شيئا وهي تناوله الكوب , فضحكا معا , وعادت أخيرا وأخذت كوبها وجلست , بينما ظل كوب موروينا فارغا في الصيتنية , فأدركت موروينا أن ذلك كان تعمدا منها , غير أنها سكتت , والحقيقة أنها كانت غير راغبة في شرب القهوة في أية حال بسبب صداعها , لكنها بذلت جهدها للسيطرة على نفسها من ترك القاعة فورا , أذ كانت واثقة من أن كارين تريد ذلك , وأنها تحاول أشعار موروينا بأنها غريبة وسط أفراد ينتمون لعائلة واحدة.
" كارين , أظن أنك نسيت واحدا , لم تقدمي قهوة لموروينا ".
قال نيكولا بصوت خشن.
ألتفت الجميع اليها , فأحست موروينا بالدم يتصاعد الى وجهها وبالخجل يغمرها , وقالت بصوت مرتعش:
" لا بأس , حقا أنني لا أرغب فيها".
" أوه , أنني آسفة".
هتفت كارين لصوت مسرف في العاطفة , ثم أردفت:
" يا لها من غلطة فظيعة ! شاهدت كوبا زائدا وظننت أن أنيز قد أخطأت في العدد".
ثم أطلقت ضحكة خفيفة وأضافت:
" لقد حسبت أن المجتمعين هنا هم أفراد العائلة فقط".
تكهرب الجو فجأة بعد كلماتها , ولم يبق هنالك شك بأنها قصدت أهانة موروينا , أما موروينا فشعرت بأنها صفعت على وجهها علانية.
منتديات ليلاس
سبق دومنيك الآخرين في النهوض , أتجه نحو الصينية وملأ الكوب بالقهوة وقدمه الى موروينا , شكرته بكلمات غير واضحة, وأختطفت نظرة الى وجهه , كان هادئا لا أثر للغضب فيه , لم يكن راضيا عن سلوك كارين بدون شك , غير أنه لم يبد أي أحتجاج على كلماتها الجارحة , ربما كانت تلك الكلمات تعبّر عن أحساسه هو أتجاهها , أما كلمات نيكولا فقد كانت غاضبة بحيث أربكت موروينا في مكانها , حين قال :
" ما هذا الكلام يا عزيزت كارين , يجب أن تعلمي أن موروينا واحدة من هذه العائلة مثل أي واحد في هذه الغرفة ".
أدركت كارين بأنها أرتكبت خطأ شنيعا , غير أنها لم تعرف كيف تتجاوزه , قالت وهي تبسط يدها أمامها:
" بالطبع , لقد أسأت التعبير , فهمت أن الآنسة كيرسلاك تعمل هنا كسكرتيرة , ولم يخطر ببالي أبدا.......".
" أذن أفهمي جيدا الآن.........".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:32 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال نيكولا وقد غطت وجهه مسحة غضب , ولم يكن أبدا فظا كالآن , ثم أضاف قائلا بالأنفعال نفسه:
" لم أعتبرها في يوم من الأيام كسكرتيرة لي , أنها أعز من أبنتي , أنها عزيزة مثلما كانت أمها هنا من قبل".
" نيكولا!".
هتفت موروينا , وهي تعصر وجهها الملتهب براحتيها , لكنه أستمر قائلا بلهجته القاسية :
" لا أريد أن يبقى في شك , حول مدى تقديري وحبي لهذه الصغيرة".
ثم نهض فجأة مستندا الى عصاه , هرع دومنيك اليه ومسكه من ذراعه قائلا له بلهج محذرة :
" أهدأ ".
لكن نيكولا حرر ذراعه منه بعنف وهو يصيح:
" دعني , أنني بخير , تعالي هنا يا موروينا , أعطني ذراعك , عندي مفاجأة لك , لم أهيئها لهذه اللحظة , لكن الأحداث تباغتني".
وبينما هما يتجهان الى الباب , قالت له بصوت هامس:
" نيكولا , ما هذا الذي تفعله؟".
" لا تقلقي , أنا بخير , سيكون الأمر حسنا , صدقيني".
كان يرتعش من الغضب , أما هي فكانت مرتعبة من أن تصيبه نوبة ثانية نتيجة أنفعاله , وتبعهما الآخرون بذهول , وكان وجه باربارة شاحبا مثل وجوه الموتر.
في نهاية السلم أتجها الى اليمين, وكان نيكولا يلهث من التعب , لكنه واصل سيره بحزم حتى وصلا الى باب في نهاية الممر , وتركها , وأخذ يبحث في جيبه , قال دومنيك بصوت بارد:
" نيكولا , لا داعي لكل هذه المأساة أكراما لي".
لكن عمه لم يجبه , أخرج من جيبه حزمة مفاتيح , وأدخل واحدا منها في قفل الباب وفتحه , لم ترد هي أن تدخل الغرفة , لكنه سحبها معه , كانت غرفة والدتها , التي ظلت مغلقة منذ أن رحلت هي من هنا , لم تعرف ماذا خبأ نيكولا لها من مفاجأة , لكنه ظل ممسكا بذراعها , وهي تحدّق فيما حولها.
كانت غرفة نوم جميلة ونظيفة , ذات ستائر طويلة خضراء على النوافذ , وفراش أنيق , أما الأثاث فكان من الخشب الثمين ومن الطراز القديم , وكان هنالك حطب في المدفأة , ومناشف مرتبة في زاوية , كل شيء ينبىء أن من كان يسكن في هذه الغرفة في سفر , وأنه يتوقع وصوله في أية لحظة , لأنها ظلت مغلقة أكثر من عشرين عاما.
" ستكون هذه غرفتك يا صغيرتي".
قال نيكولا بحدة وكأنه يتحدى أي واحد يعترض , كانت موروينا ترتعش , وحين ألتفتت الى دومنيك لمحت على وجهه غضبا باردا أرتعبت منه , أنتابها شعور بأن ترمي نفسه عليه وتقول له : ( أنني آسفة , آسفة على كل ما حدث) لكنها ضبطت نفسها , وأدركت أنه لن يصدقها , فهو يظن أن كل هذا قد تم التخطيط له مسبقا بينها وبين نيكولا.
كانت تتأمل الفراش الكبي المزدوج , وتفكر أن هذا الفراش لزوجين , ألتفتت الى نيكولا لتسأله , لكنه أدرك ما يجول في ذهنها , فقال:
" نعم , أن والدتك رتبت هذه الغرفة , وكنت آمل أن تكون غرفتنا".
قالت باربارة أنجلس , التي كانت تقف جامدة كالصخرة , شاحبة الوجه , وقد أمتلأت عيناها بالدموع :
" غرفة لاورا , يا ألهي , يجب أن تذكروا الشرف الذي حصلتم عليه , بالسماح لكم بالدخول اليها بعد كل هذه السنين , ضريح لاورا!".
أظلقت ضحكة ساخرة وتركت الغرفة , وتبعتها كارين , ثم خرج مارك هو الآخر بأشارة من دومنيك , بقي ثلاثتهم يواجهون بعضهم . قال دومنيك متوترا:
" أتمنى أن تكون هذه القسوة التي لا مبرر لها قد أراحتك".
هز نيكولا رأسه بضجر وردّ:
" ما كان قصدي أن يحدث هذا , كانت خططي مختلفة عن هذا تماما , لقد فقدت أعصابي , هذا كل ما في الأمر , ولكن الأمر سيكون على ما يرام".
" أنت من يقول هذا ؟ كيف تتحدث عن المستقبل , أذا كنت ما تزال متعلقا بالماضي بهذا الشكل؟".قال دومنيك بصوت مزيج من السخرية والغضب.
" كفى بالله عليكما , لنترك هذا الموضوع".
قالت موروينا وهي على وشك البكاء.
" لماذا ؟ أتفكرين في وقت ومكان مناسبين أكثر من هذا؟".
قال دومنيك وعيناه متوهجتان من الغضب , ثم أستمر موجها كلامه لعمه بنبرة ساخرة:
" يبدو أنك كنت حريصا عل الأعتناء بهذه الغرفة طيلة هذه السنين , أنها تبدة نظيفة جدا".
" ولماذا لا ؟ كانت أنيز تنظفها بأمر مني كل هذه السنين".
وقفت موروينا بينهما , وهي تريد أن تردعهما عن هذا الحديث المحزن , وقالت بتوسل :
" رجاء , يكفي الحديث في هذا الموضوع , أنني أفضل البقاء في غرفتي , لا أريد هذه الغرفة".
ترك دومنيك الغرفة , بعد أن أغلق الباب وراءه بعنف , وتهالك نيكولا على كرسي صغير بجانبه , وهو منهك تماما فسألته موروينا بحزن:
" لماذا فعلت كل هذا؟".
" لقد فقدت أعصابي , كان ذلك خطأ , أنني آسف".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:33 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

وضعت موروينا يدها على ركبته قائلة وهي تبتسم من خلال دموعها:
" لا تأسف , ستكون الأمور على ما يرام".
ظلا صامتين بعض الوقت , كانت موروينا خلاله تحدّق فيه بحنان , وقد بدا لها أنه كبر عشرات السنين فجأة , ثم نهض من مقعده قائلا:
" من الأفضل أن أعود الى الطابق الأسفل لأرى ما حدث , هل ستأتين معي؟".
" كلا , أظن من الأفضل أن أذهب الى غرفتي".
" هذه هي غرفتك , أنني أعني ما أقوله , ستبقين في هذه الغرفة طيلة وجودك في تريفينون".
" لكنني لا أستطيع النوم هنا هذه الليل , أن جميع حاجياتي في الغرفة الأخرى".
" لا بأس , سينقل زاك حاجياتك غدا , لن تحتاجي لشيء هذه الليلة , فهناك بعض ملابس والدتك في الأدراج , ثياب النوم , وبعض أدوات الزينة , تستطيعين أستعمالها , أنها جميعا لك".
ثم ترك الغرفة , وظلت موروينا وحدها , وهي تشعر بالبرودة تسري في كيانها , تأملت مت في الغرفة من أشياء وأحست بالدموع تتجمع في عينيها ثانية , وفكرت لماذا لا تهرب من هذا البيت وتنقذ نفسها من كل هذه الآلآم والمحن . ثم كيف ستواجه كارين بعد اليوم؟ وتمنت أن لا تكون هنا حين يتزوج دومنيك من كارين , فذلك شيء لا يمكن تحمله أطلاقا.
منتديات ليلاس
ثم تركت الغرفة ومشت على رؤوس أصابعها , حتى وقفت في نهاية السلم , وهي تنصت لما يجري من حديث في الطابق الأسفل , كانت الأصوات جميعها رجالية لذا عرفت أن كارين وعمتها قد غادرتا البيت, وقد دهشت لذلك , ثم سارت الى غرفتها , ورغم أن بقاءها في هذه الغرفة أنما هو وقتي , فقد شعرت أنها في بيتها الحقيقي , دخلت في الفراش وأحست بالدفء , لكن الأفكار بدأت تتزاحم في رأسها , وجاهدت كي تطردها لكن بدون جدوى.
أستيقظت في الصباح متعبة من الأحلام المزعجة التي رأتها في الليلة الماضية , ولمحت من النافذة أن الصباح مشرق والجو صاف , والشمس تغمر المكان , فأحبت أن تستمتع بهذا الصباح الجميل لوحدها , وقبل أن تدب الحركة في البيت وتبدأ المشاكل ثانية , تركت فراشها وأخذت حماما سريعا , ثم أرتدت ملابسها , ونزلت الى الطابق الأسفل , أكتشفت أن الباب الرئيسي مفتوح , وهذا يعني أنها ليست وحدها المستيقظة باكرا , فهناك من سبقها , غادرت البيت وواصلت سيرها بأتجاه البحر , ولم تكن قد أبتعدت طويلا حين سمعت صوت محرك سيارة خلفها , أستدارت فشاهدت سييارة دومنيك واقفة أمام البيت , ثم نزل هو , قررت موروينا أن تتجاهله , وأن لا تتحدث معه , فواصلت سيرها , لكنها سمعته يناديها :
" موروينا , أنتظري لحظة".
لم تشأ أن تلتقي به , فأستمرت بدون أن تلتفت اليه , لكنها سمعته قادما من ورائها , وكانت خطواته سريعة , فأنتابها الذعر , فأسرعت في خطواتها , غير أنها أدركت أنه هو الآخر يسرع في مشيته , وأخيرا وجدت نفسها تركض , ولكن الى أين ؟ ولماذا تهرب؟ أنها ستواجهه حين تعود الى البيت, فلماذا الهرب منه الآن؟
وأبطأت في سيرها الى أن حاذاها , وقال بصوت بارد:
" لا تتظاهري بأنك لم تسمعيني وأنا أناديك , ثم لماذا تهربين مني؟".
" لقد سمعتك , أما لماذا أهرب منك , فأظن أن السبب واضح".
" ما أريده هو أن أتحدث اليك".
" لا أظن أن هناك شيئا تقوله لي , أحب سماعه".
أطلق ضحكة قصيرة , ثم قال :
" أوافقك على ذلك , لكن هناك أشياء يجب أن تقال , وفي مقدمتها أنني مدين لك بكلمة أعتذار , لقد كنت فظا في الليلة الماضية , والحقيقة أنني فقدت أعصابي".
" في أية حال , ليس للأمر أهمية ".
" بل أنه مهم بالنسبة الي".
قال هذا ومدّ يده الى ذقنها محاولا رفع وجهها اليه , لكن موروينا تراجعت خطوة الى الوراء مبتعدة عنه , ثم أضاف قائلا :
" أنك غفرت لنيكولا أنفعاله , فلماذا يا ترى لا تعاملينني مثله؟".
" بالطبع لا أعاملك مثله , فأنا أحبه جدا".
" ولا تحبيني , أليس كذلك يا موروينا؟".
" هل حقا تتوقع مني ذلك , وأنت تعاملني بهذا الأسلوب منذ وصولي في أول يوم؟".
ثم أستدارت وواصلت سيرها أتجاه البحر , ورفعت رأسها أتجاه الريح , فأحست ببرودتها تخفف من حرارة وجهها , وظل السؤال يعاودها بأستمرار : ( ترى ماذا يريد مني ؟ لماذا يلاحقني بأستمرار؟ أذا كان يكرهني فلماذا لا يتركني وشأني؟).
منتديات ليلاس
تجولت طويلا فوق الصخور العالية , وهي تتأمل البحر وتكسّر الأمواج على صخور الساحل , والزبد الأبيض المتطاير منها , والطيور التي تحوم على الشاطىء , والأشجار وأكواخ عمال المناجم المهجورة , وتمنت لو أنها جلبت معها عدة الرسم , أذن لكانت رسمت هذه المناطر البديعة , ولأحتفظت بها كذكريات لهذه الأيام المليئة بالأحزان , ثم عادت أدراجها الى البيت.
" ها أنت أخيرا !".
قالت أنيز حين رأتها , وكانت قلقة بسبب تأخرها, ثم أضافت :
" لقد قلق السيد نيكولا عليك , أين كنت كل هذا الوقت؟".
" ذهبت في نزهة , ويبدو أنني تأخرت".
" هيا الآن , الفطور جاهز , وسيصعد زاك الى غرفتك لنقل حاجياتك الى الغرفة الجديدة , أنني سعيدة لأن السيد نيكولا قد فتحها بعد كل هذه السنين".
" أنها غرفة جميلة , لكنها كبيرة عليّ , أفضل البقاء في غرفتي".
" كلا , أنها أفضل من الغرفة السابقة , ثم ربما لن تبقي وحدك فيها , ربما ستجدين من يشاركك فيها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 05:34 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


قالت أنيز وذهبت الى المطبخ , تاركة موروينا في حيرة , وفكرت ما الذي تقصده من كلامها هذا , هل رأتها حين كانت واقفة مع دومنيك هذا الصباح , وهل تظن أنهما على علاقة؟
دفعت موروينا باب قاعة الطعام بعد تردد , ودخلت , كان مارك وحده جالسا هناك .
" مرحبا موروينا , كيف أنت هذا الصباح؟".
" كالعادة , وأنت ؟".
" أظن أن ما حدث الليلة الماضية ,لم يكن له أي مبرر ".
" من الأفضل أن تسأل نيكولا , هو الذي أثار كل تلك الضجة".
" صحيح , رأيتك متأثرة أكثر من الآخرين , لقد أسفت على باربارة , كانت صدمة كبيرة لها , وأهانة شديدة , كارين أخذتها بالسيارة , لم تكن قادرة على القيادة , ثم أنني لم أشاهدها وهي تبكي مثل البارحة".
" أنني آسفة".
" لا أحد يلومك , ما ذنبك أنت؟".
قال مارك , ثم أضاف وهو يبتسم:
" ما رأيك أن نتعشى معا في الخارج؟".
" معك؟".
" أهو أمر غريب يستوجب كل هذه الدهشة ؟ لقد خابرت بيدي مساء أمس ودعتك للعشاء , ولم أشأ أن أناديك على الهاتف لأنك كنت في غرفتك بعد الذي حدث , فطلبت مني أن أبلغك , ثم دعتني أيضا".
" أعتقد أن هذا ليس السبب الوحيد ".
" ربما , أذا وافقت على المجيء , من الأفضل أن لا تذكري ذلك لأحد".
" وماذا نفعل ؟ هل نسرق أنفسنا من الآخرين , ونتسلل من البيت تحت جنح الظلام؟".
" كلا , سأقول لهم أنني آخذك الى بورت فينور".
" تقصد بالآخرين أخاك , أليس كذلك ؟ حسنا هذا لا يهمني , أذا كنت مهتما بأن لا تجرح مشاعره , فدعني وشأني لأذهب وحدي الى سانتا أينا هذا المساء".
صب مارك المزيد من القهوة لنفسه , وهو لا يرفع عينيه اليها , ثم قال :
" الأمر ليس بهذه البساطة , أنت تعرفين أنني وبيدي كنا على علاقة , سابقا".
" نعم , أعرف ذلك هي التي أخبرتني".
" لا أدري ماذا قالت لك بعد , لا أريد أن أعرف الحقيقة".
" لم يرض أخوك عن تلك العلاقة , وطلب أنهاءها".
" نعم , ربما تستغربين ضعفي , وكيف رضخت لطلبه , الحقيقة أنني فعلت ذلك ظاهريا , وحاولت أن أقنع دومنيك مع الأيام , لكنني حين ذهبت لرؤية بيدي بعد أنقطاع , رفضت الأصغاء وطردتني".
" ولماذا لم تشرح الأمر لها منذ البداية؟".
" حدث كل شيء بشكل مفاجىء , والواقع أن شخصا ما أثار دومنيك ضدنا".
" كارين أنجلس مثلا".
" نعم , لا أدري متاذا قالت له , لكنها نجحت في تسميم مشاعره أتجاه بيدي".
حين أنتهت موروينا من فطورها , صعدت لكي تجمع حاجياتها حتى ينقلها زاك الى غرفتها الجديدة , جمعت كل حاجياتها في حقيبتيها , وذهبت الى الغرفة الأخرى , ومكثت هناك تنتظر , حتى جلب زاك الحقيبتين , مع رزمة كبيرة.
" آسفة لأزعاجك يا سيد زاك , ولكن ما هذه الرزمة؟".
" أنها رسومك التي جلبتها معك , لقد تم وضع أطارات لها في بنزاس , سأثبتها على الجدران هنا".
فكت موروينا خيوط الرزمة بأصابع مرتعشة , ثم فتحتها , كانت رسوم والدتها وقد أحيط كل منها بأطار ثمين من الطراز القديم , لقد كانت تتساءل دائما : ترى ماذا فعل نيكولا بالرسوم ؟ ربما تركها جانبا ولا يود رؤيتها لأنها تسبب بعض الشجن له , لكن ها هو أذن قد بعثها الى بنزاس لتأطيرها , أحست بالدموع تتجمع في مآقيها , وكانت راغبة في البكاء بشدة , علّق زاك الرسوم على جدار مواجه للنوافذ , بأرشاد منها , حتى يقع الضوء عليها وتراها واضحة أول ما تفتح عينيها في الصباح , حدّقت فيها طويلا حين ظلت وحدها في الغرفة , وفكرت , ترى ماذا كانت ستقول والدتها لو عرفت أن رسومها قد أنتهت الى غرفتها في تريفينون ؟ ثم ماذا تريد هي أكثر من هذا ؟ أما كان قصدها من المجيء الى هنا هو هذا ؟ أن يحافظ أهل تريفينون على الشيء الوحيد الذي تملكه؟ ها هي أمنيتها قد تحققت.
أحست بالباب وقد أنفتح بهدوء , بينما ما تزال هي تتأمل الرسوم , وأن شخصا ما دخل الى الغرفة , ظنت أنه نيكولا , جاء ليرى مدى تأثير هديته عليها , فقالت بدون أن تلتفت اليه:
" نيكولا أنك عطوف عليّ جدا , لا أدري كيف أجازيك ".
لكن حين ألتفتت اليه , ماتت الكلمات بين شفتيها وشحب لونها , كان الواقف هو دومنيك , تقدم خطوة أخرى منها , وقال بأنزعاج :
" ما هذا , لماذا تغيّر لونك هكذا , هل أزعجتك بدخولي؟".
" كلا , بالعكس , أنني حزينة لأنني رأيت ثياب أمي وخولتمها , والآن هذه الرسوم وقد علّقت في غرفتها , أحس وكأنها معي الآن , بالطبع لا أتوقع منك أن تفهم مشاعري".
" كلا , لا يهمني ذلك , جئت لأتحدث معك في موضوع ما , لكن يبدو أن الوقت غير مناسب الآن".
" ليس هناك ما نتحدث به , دعني لوحدي بسلام أرجوك".
قالت موروينا متوسلة وقد أغمضت عينيها , ووضعت وجهها بين راحتيها , لم يقل دومنيك أي شيء , بينما ظلت هي في وضعها للحظات , وحين فتحت عينيها وجدت نفسها وحيدة في الغرفة , فهتفت بصوت مخنوق :
" أوه دومنيك , يا حبيبي".
لكن لم يكن هناك أحد ليسمعها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنبوذة, high tide at midnight, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير القديمة المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 11:28 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية