لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-11, 01:17 PM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

6 - حجر في الماء




كان الجميع صامتين أثناء الغداء , وبدا نيكولا مشغول البال , أما موروينا فقد أجبرت نفسها على تناول القليل من الطعام , وكانت منشغلة الذهن هي الأخرى , تستعيد ما حدث لها في الصباح مع دومنيك في تلك الغرفة المظلمة , وشعرت أنها بحاجة شديدة لأن تفكر أكثر فيما حدث , وفي الشعور الذي أنتابها نحوه , أختطفت نظرة إلى نيكولا , كان متعبا ومنهك القوى , وبدا أكبر مما كانت تراه دائما , وكأنه شاخ فجأة , ربما أنبأه الطبيب أن نتائج الفحوصات غير مشجعة , لذا فأنها ذهلت حين أعلن بشكل مفاجىء عن نيته االقيام بجولة بعد الظهر , فسألته مندهشة :
" جولة! أين؟".
" بورت فينور".
لكن أنيز تدخلت قائلة :
" لنر ما سيقول دومنيك , أظن أن صحتك لم تتحسن بعد , حتى تبدأ في الركض ".

صرب نيكولا الأرض بعصاه , وصاح بها:
" عليك اللعنة أيتها المرأة , من قال أنني سأركض ؟ هل تعتقدين أنني سأبقى حبيس هذا البيت حتى الموت؟".
ثم سكت وقد بدا عليه الأعياء التام , وأردف قائلا بعد لحظات:
" لم أتخل بعد عن حوض الزوارق , ولم أتنازل عنه.....".
هدّأته أنيز قائلة , وهي تغادر قاعة الطعام حاملة الأطباق إلى المطبخ:
" لا أقصد ذلك , ما أعنيه هو أن تأخذ الأمور على مهل".
قالت له موروينا , وقد أصبحا وحدهما:
" أنها على حق".
" لتذهب إلى الجحيم , لا بد أن أذهب إلى الحوض , هناك شيء أريد جلبه".
" ألا يقدر أحد أبناء أخيك أن يجلبه لك؟".
" يقدرون بالطبع , أذا ما طلبته منهم , لكنني أريد جلبه بنفسي لأسباب عديدة".
ثم تأمل موروينا بعض الوقت , وقال لها:
" تستطيعين أنت جلبه لي , أنه ملف أخضر يحمل رقم ب . و|23في خرانة الملفات في مكتب دةمنيك".
أجابته موروينا بدهشة :
" لا أستطيع , أفرض أن أحدا رآني وأنا أبحث في خزانة الملفات؟".
" تخبرينه بالحقيقة , أنك تأخذين الملف بأمر مني".
أنتظر جوابها بعض الوقت , وحين ظلت صامنة قال:
" أذا لم تذهبي , فلا خيار لي سوى الذهاب بنفسي".
" كلا , لن تتحمل الذهاب إلى هناك , سأذهب أنا".
قالت موروينا وهي تضع يدها على يده , محدقة فيه بحنان , ثم سألته:
" كيف سأصل إلى بورت فينور؟".
" سيأخذك مارك , فهو يذهب إلى هناك , عادة في الساعة الثانية بعد ظهر كل يوم , قولي له أنك ذاهبة لشراء بعض الحاجيات".
تناولت سترتها وحقيبتها من غرفتها , ونزلت الى الصالة , كان مارك واقفا أمام الباب يتحدث مع زاك ويقدم له بعض الأرشادات , وحين لمحها سألها بدهشة:
" مرحبا موروينا , الى أين؟".
" الى بورت فينور , لشراء بعض الحاجيات , عرفت أنك ذاهب الى هناك , هل تأخذني معك؟".
" بالتأكيد سآخذك".
قال لها مارك في السيارة:
" لماذا لم تخبريني منذ الصباح ؟ لو فعلت لكنا تناولنا الغداء معا هناك".
ابتسمت موروينا , وتأملته طويلا , كان وسيما ونشطا وعلى قدر كبير من المرح والحيوية , وقالت لنفسها : ( لو كنت في وضع آخر لعشت معه قصة حب رومانسية ممتعة).
" الآن فقط قررت الذهاب الى هناك".
أستمتعت كثيرا بأحاديثه ومزاحه , حتى وصلا الى حوض الزوارق , فأوقف السيارة وقال لها:
" الكثير من المحلات مقفلة الآن , في هذا الموسم من السنة , لكن هناك محل مفتوح لبيع الصحف والمجلات , وآخر صيدلية , ثم مهى جميل يبيعون فيه أيضا التحف والهدايا , وحين تنتهين من شراء حاجياتك , تعالي الى حوض الزوارق".
منتديات ليلاس
شكرته موروينا , وراقبته وهو يبتعد بسيارته , ثم سارت في خطوات بطيئة وهي تتأمل واجهات المحلات , حتى ينقضي بعض الوقت قبل أن تعود الى حوض الزوارق , وفكرت أنه كان بأمكانها أن تخبر مارك ببساطة حول الملف , وأنها جاءت لتأخذه بناء على طلب نيكولا , لكن نيكولا أراد أن يتم الأمر سرا لسبب ما , وعليها أن تنفذ رغبة الرجل المريض.
عثرت على المقهى الذي تحدث عنه مارك , ودخلت اليه , كان صغيرا , ليس فيه سوى بضع موائد ولم يكن فيه رواد , فجلست الى احدى الموائد تنتظر مجيء الخادم , ومن خلف الستارة التي كانت تحجب غرفة داخلية , خمنت موروينا أنها المطبخ , تناهت اليها أصوات نساء وأطباق تغسل , ولم يطل أنتظارها , وبينما هي تتأمل قائمة الطعام , أنزاحت الستارة , وظهرت فتاة في رداء طويل , عرفتها موروينا حالا:
"مرحبا.......".
قالت بيدي بأبتسامة عريضة , وهي تحمل سلة فيها مجموعة من الخزفيات.
وأردفت:
" جئت بهذه الخزفيات علّني أبيع منها شيئا للمقهى ".
" أوه , أنا سعيدة برؤيتك يا بيدي , أتشربين القهوة معي؟".
" بالطبع أكون سعيدة".
قالت بيدي , ووضعت السلة جانبا , وجلست على المقعد المقابل , ثم أضافت:
" أخبرت أخي عنك , وكنا نتساءل هل ما زلت في تريفينون؟".
" ما زلت , والحقيقة أنني أشتغل هناك".
" تشتغلين ؟ لدومنيك تريفينون؟".
" مع عمه , فهو يكتب تاريخ العائلة , وأنا أساعده".
" رائع , وكيف هو مارك تريفينون؟".
" جيد , أنت تعرفينه؟".
" كنت أعرفه , لكن ذلك أنتهى منذ زمن , لم يرض أخوه الكبير عن علاقتنا , أعتبرني غير ملائمة لعائلة تريفينون".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:20 PM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

سكتت بيدي وظلت تحدق في قائمة الطعام ثم أضافت :
" هنالك فتاة أخرى الآن , تبدو ملائمة لهم".
" ماذا تقصدين؟".
" تقولين أنك في تريفينون منذ أسبوع , ألم تشاهديها بعد؟".
" الفتاة الطويلة ذات الشعر الأسود؟".
" بالضبط , أنها كارين أنجلس".
" أجل , لقد شاهدتها , سيتزوجها؟".
" ربما سيتزوجها أحد الأخوين , خاصة أنها ثرية , وعمتها ترغب في ذلك , بعد أن فشلت هي في الزواج من نيكولا؟".
" وكيف عرفت ذلك؟".
" مارك أخبرني".
" هكذا أذن.......".
قالت موروينا , وسادت فترة صمت بينهما , أخذتا خلالها ترتفشان قهوتهما , ثم قالت بيدي:
" سأكون سعيدة لو جئت للغداء معنا يوما ما في سانت أينا".
" سأكون سعيدة أيضا".
" أذن سنكون على أتصال ".
قالت بيدي , وجرعت ما تبقى من قهوتها , ثم نهضت وحملت سلتها , وودّعت موروينا.
" أتريدين أن أبلغ مارك أية رسالة؟".
" كلا , لا أرغب في ذلك في الوقت الحاضر".
أجابتها بيدي مبتسمة , ثم غادرت المقهى.
أنتهت موروينا من قهوتها , نهضت وحملت حقيبتها , وتركت المقهى , أشترت خارطة للمنطقة من المكتبة الصغيرة , ثم ذهبت الى الصيدلية وأشترت علبة صابون وزجاجة عطر.
حين وصلت الى حوض الزوارق , لمحت سهما يشير بأتجاه المكاتب , فسارت في ذلك الأتجاه على ممر ضيق ومرصوف بشكل جيد , كانت هنالك زوارق وقوارب صيد عديدة ومختلفة , وقفت أمام الباب الأول , وكان عليه عبارة ( الأستعلامات ) , ترددت في الدخول للحظات , ثم دفعت الباب , كانت عبارة عن غرفة ضيقة فيها فتاتان تطبعان على الآلة الكاتبة .
" أنني أبحث عن السيد مارك تريفينون".
نهضت أحدى الفتاتين وتقدمت منها قائلة:
" الجميع في أجتماع الآن , أهو ينتظرك ؟ أتودين أن تنتظري ؟".
ترددت موروينا في الجواب بعض الشيء , ثم أومأت بالأيجاب.
" حسنا , أذن تفضلي".
قالت الفتاة , وقادتها الى مكتب مارك.
لاحظت موروينا أن كلتا الفتاتين تتأملانها بفضول , ربما تحسبانها عشيقة جديدة لمارك , ومن جانبها تساءلت: ( هل يا ترى أستطاع مارك الوسيم والمرح أن يقاوم أغراء هاتين السكرتيرتين الفاتنتين ؟).
كان مكتب مارك صغيرا جدا , ليس فيه غير طاولة للكتابة وبضعة مقاعد , جلست على أحد المقاعد وبدأت تستعيد أنافسها , وتتذكر في الوقت نفسه أرشادات نيكولا , وحين تأكدت من أن السكرتيرة عادت الى مكتبها , فكرت أن هذا هو الوقت الأنسب لأخذ الملف , خاصة أن الجميع في الأجتماع الآن , نهضت بهدوء وفتحت الباب , وسارت وهي تتطلع الى أبواب الغرف , حتى لاحظت عبارة ( مكتب دومنيك تريفينون ) , فتحت الباب ودخلت , وثلما أخبرها نيكولا , كانت هنالك خزانة واحدة للملفات , فتحت الدرج الأول , وكانت فيه مجموعة من الملفات الخضراء , غير أن أيا منها لم يكن يحمل العنوان الذي ذكره تيكولا , ثم بحثت في الدرج الثاني , ولم تعثر عليه أيضا , وفتحت الدرج الثالث , وهي جاثية على ركبتيها , حين سمعته يقول من الخلف:
" هل تبحثين شيء ما؟".
لم تصادفها في حياتها لحظة كتلك , تمنت فيها لو أنها تموت حالا , أو أن تنشق الأرض وتبتلعها في اللحظة نفسها , نهضت من مكانها , وألتفتت الى الباب , كان هو هناك , يقف أمام الباب , واضعا يديه في جيبيه , يتطلع اليها بهدوء.
أجابت موروينا بأرتباك بدون أن تتجرأ على النظر في وجهه :
" نعم , لكنني لم أجده".
" ربما أستطيع مساعدتك".
قال دومنيك وهو ما يزال يحدق فيها بوجه عابس.
ثم سار الى الخزانة وأخرج مجموعة مفاتيح من جيبه , وفتح درجا سفليا , وسحب منه ملفا أخضر اللون , قدمه اليها قائلا ونبرة غضب في صوته.
" تفضلي هذا ما تبحثين عنه".
أرادت موروينا أن توضح الأمر له وتبرر سلوكها هذا , فقالت :
" أظن أنك أسأت تفسير سلوكي هذا".
أجابها ساخرا:
" بالعكس , يا ليدي موروينا , الحقيقة أنني كنت منذ مجيئك الى تريفينون".
خطت خطوتين الى الأمام , وأخذت الملف من يده ودسته في حقيبتها بيد مرتجفة.
" حسنا , أظن أن من الأفضل أن تتركي هذا المكان , قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:21 PM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

قال دومنيك غاضبا وهو يؤشر لها بالخروج , وبينما هو يتكلم جاء صوت أنفتاح أحد الأبواب مختلطا بوقع أقدام آتية وأناس يتحدثون , فأستدار بأتجاه الممر وسد الباب بجسده وكأنه يحاول أخفاء وجود موروينا عن الآخرين.
سمعت موروينا صوت مارك في الممر وهو يسأل :
" هل شاهدت موروينا يا دوم ؟ أخبرتني السكرتيرة أنها هنا , لكنها أختفت".
" أنها هنا في الغرفة".
دخل مارك الى الغرفة , وهتف حالما شاهدها.
" مرحبا موروينا , هل تأخرت عليك ".
" أبدا , هل نغادر ؟ لا أستطيع أن أتأخر كثيرا".
" بالتأكيد , هيا".
قال مارك , وهو يمد يده اليها , ثم سألها:
كيف وجدت بورت فينور ؟ أنها شبه مهجورة في هذا الوقت من السنة".
قبل أن تجيبه موروينا , دخلت الى المكتب أمرأة أخرى , كانت قصيرة ونحيفة , ترتدي ثوبا ورديا من الصوف , وقد سرحت شعرها الى الخلف بعناية , لم تشاهدها موروينا من قبل , لكنها حدست أنها باربارة أنجلس , وهي الأخرى عرفتها , أذ أنها حالما وقع نظرها عليها , ضيّقت ما بين عينيها الزرقاوين , وتأملتها طويلا وقد أحمرت وجنتيها , ثم قالت:
" صديقة جديدة لمارك؟".
وقبل أن يتكلم مارك أجابها دومنيك :
" كلا , يا باربارة , دعيني أعرفكما ببعضكما , هذه موروينا كيرسلاك , صديقة نيكولا الشابة , والتي ستقضي معنا بعض الوقت , موروينا , هذه باربارة أنجلس , سكرتيرة الشركة , وصديقة مقربة جدا".
كانت يد باربارة باردة وهي تصافح موروينا قائلة:
" أوه يا عزيزتي , يا للسعادة ! أدخل هذه الغرفة فأجد لاورا كيرسلاك واقفة فيها بعد كل هذه السنين , أنها مفاجأة بصراحة , الشعر .... والبنية".
ثم أستدارت الى الرجلين وقالت وهي تبتسم:
" بالله عليكما لا تقفا هكذا مرتبكين , لقد حدث ما حدث قبل سنين , وألتفتت الى موروينا قائلة بحماس:
" أعرف والدتك جيدا , لكننا أنقطعنا عن بعضنا طوال هذه الأعوام , كيف هي الآن؟".
" ماتت وأنا في الثامنة من عمري , أما والدي وشقيقي فقد قتلا في حادث سيارة في بداية هذا العام ".
" وطبيعي جدا , أنك جئت الى تريفينون باحثة عن ملجأ ".
قالت ذلك وكان صوتها دافئا وشفوقا , ثم ضحكت ضحكة خفيفة وهي تقول:
" يا للسماء , كيف يعيد التاريخ نفسه!".
أحست موروينا بحرارة شديدة في الغرفة , وأن ياقة قميصها الضيقة تكاد تخنقها , ألتفتت الى مارك وقالت بنبرة متوسلة:
" مارك , لا بد أن أعود الى البيت".
قالت باربارة بلطف:
" حسنا , سنتحدث طويلا هذا المساء , هل أخبرك نيكولا بأننا سنجري مباراتنا الأسبوعية في الشطرنج؟ لم يخبرك؟ يبدو أنه يريد أن يفاجئك بذلك , وسنرتب قريبا أيضا حفلة صغيرة للترحيب بعودة أبنة لاورا الى البيت".
ردت موروينا :
" سيكون ذلك جميلا , وسأكون شاكرة".
منتديات ليلاس
أستعادت موروينا هدوء أعصابها حين أضحت خارج المكتب , وشعرت بحيويتها وهي تسير الى جانب مارك الذي تأبط ذراعها , وخلفها كانت باربارة أنجلس تتحدث مع دومنيك وتضحك , خمنت موروينا أنها موضوع حديثهما بدون شك , قالت لمارك:
" قابلت اليوم صديقة لك , تدعى بيدي , تملك مخزنا للفخاريات في سانتا أينا".
" أوه , حقا ؟ كيف هي الآن؟".
" كانت تبدو سعيدة".
أجابته موروينا , ثم سكتت للحظا , وقالت ثانية:
" هل سببت لك أرباكا في عملك ؟ أخبروني في الأستعلامات أنك كنت في أجتماع".
" أبدا , كان مجرد أجتماع روتيني".
فتح لها باب السيارة فصعدت , ثم صعد هو الآخر , ألتفتت موروينا الى الوراء , فلمحت دومنيك واقفا أمام المكتب والى جانبه باربارة , لوح لها بيده مودعا , فردت عليه بأشارة مماثلة , ثم أستوت في جلستها.
" أهدأي , يكفي أنفعالا".
قال لها نيكولا في البيت , لكن موروينا أنفجرت فيه صائحة:
" أهدأ ....... كيف؟ لم أر في حياتي أذلالا مثل هذا , لقد ضبطني في مكتبه وأنا أبحث في الملفات , ولم يعطني أية فرصة حتى أوضح له الأمر".
قال نيكولا وهو يحاول تهدئتها:
"صدقيني أن الأمر ليس بهذه الأهمية , سأشرحه له بنفسي , لا تهتمي".
" كيف لا أهتم؟ أما كان من الأفضل لو طلبت من غيري القيام بهذا العمل , أم أنك أردت أ تحشرني في هذا الموقف المحرج فقط؟".
" كلا يا صغيرتي , ليس الأمر كذلك , أنا أحتاج الى هذا الملف , ولم أسأل دومنيك لأنني كنت أشك أنه سينفذ طلبي".
" كان بأمكانك تكليف شخص آخر.....".
" أعذريني يا صغيرتي , دعيني أوضح لك الأمر , لقد كلفتك لأنك ستكونين الحجر الذي سألقيه في بركة ماء راكدة , حتى أحركها".

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:23 PM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

حدقت موروينا في وجهه طويلا , بدون أن تفهم ما الذي يعنيه:
" ماذا تعني بكلامك هذا؟".
" دومنيك سيخبر باربارة أنجلس بالأمر , وباربارة ستثير هذا الموضوع علنا بدون شك , وآنذاك نستطيع كشف الحقائق".
أتسعت عينا موروينا من الدهشة , وهي تحدق في وجهه بأستغراب , وقالت:
" أتعني أن باربارة هي التي سرقت التصاميم وباعتها؟".
أسند نيكولا ظهره الى الكرسي , وألقى برأسه الى الوراء وأغمض عينيه , وقد بدا متعبا , ثم قال بصوت أشبه بالهمس:
" هذا ما أعتقده".
" ولماذا لم تكاشفها بالأمر طيلة هذه السنين ؟".
" لا برهان لكي أثبت ذلك".
" ولكن لماذا أقدمت باربارة على تلك القلعة ؟ ثم لماذا أتهمت أمي بذلك؟".
" لأنها كانت تغار منها , كانت لاورا محبوبة أكثر منها , بالأضافة الى ذلك كانت باربارة تحب والدك , وتأمل الزواج منه".
أخفت موروينا وجهها بين راحتيها , وهتفت:
" أوه يا ألهي , هكذا أذن.........".
" نعم , هكذا.......".
" وكيف عرفت أن باربارة هي التي فعلت ذلك؟".
" من أشياء كثيرة منها أنها كانت متلهفة بشكل غير طبيعي على التقرب منها ومساعدتنا , وقد مولتنا بالمال لأدامة المشروع حين ساءت أمورنا , بالأضافة الى ما قاله الرجل لي في معرض الزوارق , أن أكون أكثر حذرا في أختيار صديقاتي".
" ولماذا تركت أمي المسكينة تتحمل تبعات جريمة , هي بريئة منها؟".
" لم يكن الأمر بالسهولة التي تتصورينها , تعرفين أنني عطفت حتى على باربارة وفهمت جدا وضعها النفسي آنذاك والذي دفعها الى فعل ما فعلت , هنا نقطة أخرى أريد توضيحها لك , بعد تلك الحادثة أصبحنا أنا وباربارة قريبين جدا من بعضنا , وكنت آمل أنه مع تزايد أقترابنا , ستعترف بما فعلت بفعل عاطفتها نحوي , لكن مع الأسف طال أنتظاري حتى الآن".
" وهل تبادلها العاطفة يا نيكولا؟".
" كيف تنمو العاطفة في جو تنعدم فيه الثقة؟".
تجمعت الدموع مآقي موروينا , وقالت بحسرة:
" يا لها من خسارة حياة بل حياتين!".
أبتسم نيكولا وهو يتأمل وجه موروينا الحزين:
" لكنني لم أمت بعد , ولا باربارة أيضا , ما زلنا مستمرين في لعبتنا , والحقيقة أنها تلعب بذكاء , لكنني واثق أنها ستخسر هذه المرة".
ثم رفع الملف من فوق المكتب وفتحه قائلا وهو يقربه من وجه موروينا:
" أما في الوقت الحاضر , فسأجدد علاقتي بحبي الآخر".
تأملت موروينا الرسوم والأرقام على صفحة الملف , ثم سألت :
" زورق آخر؟".
أومأ نيكولا بالأيجاب قائلا:
" نعم , زورق آخر , لكن هذا سيعبر المحيطات , وسيتحدث الناس عنه كما يتحدثون عن البواخر العظيمة , وسأسميه ( ليدي موروينا)".
" أوه!".
هتفت موروينا وهي تضغط براحتيها على خدبها الملتهبتين , ثم قالت:
" ولكن هكذا دعاني دومنيك حين وجدني في مكتبه , ليدي موروينا!".
أطلق نيكولا ضحكة قصيرة وقال:
" هل دعاك هكذا؟ أن أبن أخي ليس غبيا , أذن لقد عرف أنني سأسترد هذا الملف".
" ولماذا سميته موروينا؟ أعرف أن هذا أسم شائع هنا , ولكن......".
" هكذا أخترت هذا الأسم , ربما لأشجع نفسي على العمل ".
" لا غرابة في ذلك أطلاقا".
قال دومنيك وهو واقف في با الغرفة , تراجعت موروينا فجأة وأسندت ظهرها الى الكرسي , كرد فعل على ظهوره المفاجىء , تقدم دومنيك منهما ورفع حاجبيه مندهشا وهو ينظر الى عمه وقال:
" ما هذا يا نيكولا ؟ قصة أخرى من قصص العائلة؟".
" بل أنها قصة الماضي والحاضر والمستقبل كما آمل".
نظر دومنيك الى الملف وقال ساخرا:
" تكلّف أناسا غرباء لأنجاز مهماتك , لماذا كل هذا الحذر ؟".
أجابه نيكولا وهو يهز كتفيه:
" لدي أسبابي بدون شك".
" حسنا , لا أريد أن أسألك عن هذه الأسباب , ولكنك حشرت الآنسة كيرسلاك في موقف محرج ظهر هذا اليوم".
" أنها سامحتني , وأظن أنها ستسامحك أيضا مع الأيام , ولكن لماذا هذه الشكليات ؟ أن أسمها موروينا , ألا تتذكر ذلك؟".
" من حسن الحظ أنني لا أنسى الأشياء بسهولة".
قال دومنيك بشيء من السخرية , رفعت موروينا وجهها اليه , وقالت بثقة:
" يبدو أن اسمي ينكأ جرحا قديما لديك يا سيد دومنيك".
" كلا يا آنسة كيرسلاك , لا تحاولي تفسير بهذا الشكل".
أستمرا في عملهما بصمت في ما تبقى من عصر ذلك اليوم , لم تستطع موروينا أن تستشف ما يجول في ذهن نيكولا وهو منكب على رسومه وأرقامه , بينما جلست هي الى مكتبها تدوّن بعض الملاحظات التي طلبها منها نيكولا وذهنها منشغل في أمور أخرى , تفكر فيما أذا كان دومنيك يحاول أستغلال وضعها في تريفينون للحصول على متعة عابرة منها, وأحست بالألم يعتصر قلبها حين تذكّرت غاي ومعاملته لها , تعرف أنها جميلة وذات جاذبية , لذا ليس من المستبعد أن ما يطمح اليه دومنيك ه علاقة عابرة سرعان ما تنتهي حين ينتهي هو من نيل ما يريده , وأعترفت بألم لنفسها بأنها تحبه , غير أن هذا يجب أن يبقى سرا في هذا البيت المليء بالأسرار , ثم قالت لنفسها بحسرة: ( أهذا ما كان ينقصني ؟ أن أقع في حب من يعاملني بكل هذه القسوة والأذلال.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 04-07-11, 01:24 PM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

أنتهت من أفكارها على صوت نيكولا , يقول بصوت مفاجىءء:
" سأتناول العشاء هذا اليوم في الطابق الأسفل".
أبتسمت وقالت:
" يبدو أنك قررت العودة الى الحياة الطبيعية".
" نعم , يكفي جمودا , علي الآن أن أهتم بتدبير أموري".
" ولكنك بدأت بذلك فعلا حين أرسلتني الى حوض الزوارق".
" أجل , كانت تلك البداية , والآن أذهبي الى أنيز , وبشّريها بالأمر , أظن أنها ذكرت شيئا عن بط مشوي , فلنحتفل اليوم بمناسبة عودتي الى الحياة الطبيعية".
كان صوته طبيعيا وهادئا , غير أنها لم تنخدع به , فسألته:
" ما الذي تخطط له يا نيكولا؟".
" ستعرفين ذلك قريبا".
أجابها ثم أنكب على أوراقه ثانية , غير أنه بعد لحظات من الصمت عد وقال لها:
" والآن , يا عزيزتي , أذهبي وهيئي نفسك للمساء".
أستقبلت أنيز النبأ وفسّرته بأن هناك حفلة ستقام في المساء.
كانت جالسة في المطبخ تقشّر التفاح , وقالت:
" سأطلب من زاك , أن ينظف الأواني الفضية".
" لا حاجة لزاك , أنا سأساعدك في ذلك".
" كلا , أكون شاكرة لو نظفت لي التفاح فقط".
دفعت أنيز بسلة التفاح والسكين اليها , ثم قالت لها:
" لا تنسي أن تغيري هذا البنطال القديم , ألبسي شيئا آخر , ستحضر كارين الى الحفلة حتما , وهي عادة تلبس ثيابا أنيقة".
" عندي فستان طويل سألبسه".
" لماذا تدعين ضيفتنا تتعبنا نفسها بالعمل يا أنيز؟".
كان ذلك دومنيك واقفا في باب المطبخ , ثم تقدّم ووقف أمامهما , وقال لموروينا:
" أريد التحدث معك على أنفراد يا آنسة كيرسلاك".
نهضت موروينا وتبعته الى مكتبه , وهناك سألته:
" تفضل , ماذا تريد؟".
" هل تعرفين لماذا يريد عمي أن يتناول عشاء الليلة في الطابق الأرضي؟".
هزت موروينا رأسها وقالت:
" هل هناك سبب معين لذلك؟".
حدّق في وجهها مقطبا جبينه ومضيّقا ما بين عينيه.
" كل ما يتفوّه به نيكولا , أو يفعله هذه الأيام , أنما لغاية معينة".
" ماذا تقصد؟".
" أنه يهييء نفسه لفتح الجروح القديمة , وأنت السبب في ذلك".
" أظن أنك تغالي في تقدير دوري في الأمور , يا سيد دومنيك".
" كلا , أنك بريئة من كونك عشيقة لرجل عجوز , ولكنك ما زلت تعملين لتحقيق الهدف الذي خططت له".
منتديات ليلاس
أرادت أن تقول له , بأنه مخطىء في ظنونه , وأنها لم تعد تهتم من ناحيتها بأي غاية أو هدف , ولم تعد تهمها سمعة أمها , أن لاورا نفسها لم تعط لهذا الأمر أهمية كبيرة , كانت غايتها سعادة نيكولا وراحته , وربما قدرت أنها أذا ما أبتعدت عن طريقه , فأنه وباربارة سيصلان الى نقطة ألتقاء.
" لا أعتقد أنك فهمت الأمر على وجهه الصحيح".
قالت موروينا , لكنه قاطعها قبل أن تكمل حديثها:
" فهمت جيدا , تريدين أثارة موضوع قديم وطرحه على بساط البحث بشكل علني , بدون أن تهتمي بالذي سيتضرر من عملك هذا ".
( كارين أنجلس؟ ) سألت نفسها , ( أهي من يقلق بشأنها ؟ ) قالت له:
" لا أستطيع فعل شيء".
أجاب بضحكة قصيرة وساخرة:
" تظهرين الوداعة والبراءة , وتخفين قسوة بالغة , يا ليدي موروينا".
" لا تنادني كذلك من فضلك".
" ولم لا , أذا كانت هي الحقيقة؟".
سار ووقف قربها حتى تلامس جسدهما , فشعرت موروينا أن عظامها تذوب وتتحول الى سائل ملتهب , ونظر اليها قائلا بصوت حنون ملؤه التحذير:
" موروينا , دعي هذا الأمر جانبا الآن".
" أنني آسفة ".
" ستأسفين على ذلك حتما".
أستدارت وهي تعض شفتها حتى أحست بطعم الدم على لسانها , سارت بهدوء الى خارج الغرفة وأغلقت الباب , ثم صعدت السلالم راكضة الى غرفتها , ألقت بنفسها على الفراش , وبكت حتى أحست أن الدموع قد جفت في عينيها.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنبوذة, high tide at midnight, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير القديمة المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:00 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية