لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات عبير > روايات عبير المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات عبير المكتوبة روايات عبير المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-06-11, 10:10 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2010
العضوية: 162960
المشاركات: 2,906
الجنس أنثى
معدل التقييم: نيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالقنيو فراولة عضو متالق
نقاط التقييم: 2759

االدولة
البلدLebanon
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
نيو فراولة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

3- حنين في الليل



غرقت موروينا في الصمت للحظة , ثم قفزت واقفة بأنفعال , غير مبالي لشعرها الذي أنحلّت عقدته وأنساب على كتفيها مثل شلال من ذهب , وصاحت بغضب:
" ولكن من أنت حتى تحدثني هكذا؟ ولماذا فتحت تلك الرزمة ؟ أنها خاصة للسيد دومنيك تريفينون , ثم بأي حق دخلت عليّ هنا؟".
" أنت التي دخلت هنا , وليس أنا , يكاد وقتك أن ينتهي , لذت أنصحك بأن تجيبي على أسئلتي ".
" لا أرغب في قول شيء , أريد التحدث الى السيد تريفينون فقط".
" أظن أنك لا تمارسين لعبة سمجة معي , وأنك حقا لا تعرفين من أنا".
جمدت موروينا في مكانها وعيناها تحدقان في وجهه بدهشة , ثم همست:
" كلا..... لا يمكن ذلك , أنت لست......".
" بل أؤكد لك , أنا دومنيك تريفينون , أنا من أطلق عليه لقب ملك كورنوول غير المتوّج , وهذه هي قلعتي".
" كلا , لا أصدق ذلك , لا يمكن أن تكون أنت دومنيك تريفينون , أنت لست كبيرا في السن".
" أهذه كلمة أطراء؟".
" كلا ....... أنها ليست كذلك , ولكن حسب ما أعتقد أن دومنيك الحقيقي هو الآن في الستينات من عمره على الأقل".
لم يندهش من قولها , بل أحنى رأسه وكأنه يوافق على ذلك, ثم قال بهدوء:
" الآن أخبريني من أنت , وماذا تريدين؟".
سيطرت على أنفعالاتها وقالت بهدوء:
" يبدو أنني قد أسأت التقدير , ليس أمامي الآن سوى الأعتذار والأنصراف , هل تسمح لي بأخذ رسومي؟".
مدت يدها نحو الرسوم لكنه تجاهل حركتها تماما , وقال:
" ليس قبل أن تشرحي الأمر , لقد تحدثنا كثيرا حين ألتقينا في الطريق , فلماذا هذا التحفظ في الكلام الآن؟ ثم تذكّري أنك جئت لتسأليني أحسانا".
" ليس منك , بل من شخص آخر , ربما هو لم يعد حيا , والدك ربما , أو ...".
" عمي , أنه الآن في غرفته في الطابق الثاني".
" أذن , هل أستطيع مقابلته رجاء؟".
" كلا , بأمكانك مناقشة أي موضوع تودينه معي , وأذا كان الأمر يتعلق بهذه الرسوم , كأن ترغبين بيعها مثلا , فأؤكد لك مقدما أنك تضيعين وقتك هباء".
" كلا , لا أنوي ذلك أطلاقا".
قالت وهي تحدق في أماكن معينة في الجدار , بدا واضحا أن رسوما ما كانت معلقة فيها فيما مضى.
وكان هو يراقبها ثم قال:
" أنت على حق , كانت هناك رسوم معلقة هنا يوما ما , وكانت أكثر قيمة من رسوماتك هذه".
" أعترف أن الرسوم هذه ليست أفضل أعمالها , لكن لها قيمتها الخاصة عندي , أو أن هذا على الأقل ما أعتقده , وألا لما حضرت الى هنا".
" لماذا , هل تناسب بيوتامعيّنة ؟ أذا كان الأمر كذلك فكان الأجدر بك أن تبذلي جهدا أكبر في رسمها".
" كلا بالطبع , لأن التي رسمتها , وهي أمي , لاورا كير سلاك , قد عاشت هنا , كان هذا البيت بيتها حين كانت فتاة , وتريفينون عائلتها , العائلة الوحيد ة لها حتى تزوجت من أبي , أوه , أعرف أنها فقدت الصلة بكم جميعا , لكن......".
" هل هي التي بعثتك ؟".
أعترضها ببرود , هزت رأسها وأبتلعت ريقها قائلة بأسى:
"لقد ماتت منذ سنوات".
" أنا آسف".
قال بلا مبالاة وكأنه يؤدي واجبا ثقيلا.
رفعت موروينا رأسها وحدقت في وجهه بغيظ, وقالت بصوت خفيض:
" أنني سعيدة لأنها لا تسمعك الآن , وأنها ليست حاضرة لكي تعرف كم هم غير أوفياء أولئك الذين أحبتهم".
" أنت سريع الحكم على الآخرين , لقد قلت أنها فقدت الصلة بنا , ألم يخطر لك يوما أن تسألي نفسك , لماذا؟ لست أدري الى أي حد حدّثتك عن حياتها نا , ولكنني أقسم أنها لم تخبرك بمدى الخراب الذي تركته هنا حين رحلت".
" أنت تكذب!".
" ولماذا الكذب؟ قد يكون ما قلته مر المذاق لكنه الحقيقة ".
ظلت موروينا تحدق فيه بدون أن تجد ما تقوله , بعد فترة صمت قصيرة , بدأ هو الكلام ثانية وسألها:
" وماذا عن أبيك , السيد روبرت الأنيق , هل هو يعرف بمجيئك الى هنا؟".
" لقد مات هو الآخر , وشقيقي مارتين أيضا , قتلا في حادث سيارة قبل أسابيع قليلة , وجميع ممتلكاتنا أنتقلت الى أبن عمه , وههذه الرسوم هي كل ما بقي لي".
" يا ألهي , أذن هذا هو الموضوع , قصة والدتك نفسها تتكرر ثانية , قبل خمسة وثلاثين عاما وجدت أمك هنا ملاذا لها , واليوم تحاولين أنت الشيء نفسه".
قال بهدوء وهو يهز رأسه , نبرة الأزدراء التي كانت في صوته , جعلت موروينا تفقد صبرها تماما , وهمّت بأن تهجم عليه وتنشب أظافرها في لحم وجهه الأسود , لكنها تمالكت نفسها وقالت:
" أنك سريع الحكم أيضا , أعترف بأنني قصدتك باحثة عن ملجأ , ولكن ليس لي بالذات بل لهذه الرسوم , فكرت بأنك ستحتفظ بها عندك حتى أعثر على مكان لنفسي , وظننت أنك لو لم تفعل هذا من أجلي , فعلى الأقل ستفعله من أجل أمي , وها أنا الآن قد أكتشفت خطأ ظني".
أطلق ضحكة قصيرة وقال:
" أذن هذا هو الأحسان الذي جئت تطلبينه , يؤسفني أن أقول أنني لا أستطيع تلبيته لك , ما يزال في هذا البيت أناس ستسبب لهم أثارة ذكرى أمك بهذه الصراح ألما كبيرا , عمي واحد منهم , وهو مريض منذ سنين , وأفضّل أن لا ينزعج بسبب هذا الموضوع".
لم تصدق ما سمعته بآذانها إلا بصعوبة , ترى ما الذي حدث هنا خلال تلك السنوات ؟ ى يمكن لشيء أن يشوّه ذكريات لاورا كير سلاك عن دومنيك تريفينون.
شعرت فجأة أنها ترتعش , وقالت وهي تخرج صوتها بصعوبة:
" لا أعرف ما الذي جرى ويجري هنا , ولكن كل ما أستطيعه هو أن أغادر حالا , وأن أعتذر عن تطفلي".
حملت حقيب الظهر من جانب المقعد وسارت نحو الباب , لكنه إبتعد عن الطاولة وإعترض طريقها قائلا بنبرة حازمة:
" أنتظري لحظة , ليس الأمر بهذه السهولة التي تتصورينها , ما الذي كنت تبغينه بالضبط من مجيئك الى هنا؟".
" كنت أبغي شيئا قليلا , أن أدع هذه الرسوم هنا , هذا كل ما كنت أبغيه , لكن يبدو أن هذا أكثر مما يمكن لغريب أن يطمع فيه".
" يا له من أستعطاف , ولكن لماذا لم تكتبي أو تخابري مقدما قبل وصولك؟ ثم هل تصورين أنني تأثرت براواياتك هذه؟ أنه لم يعد , لسوء الحظ , إيواء المشردين من إهتمامات عائلتنا , وأمك هي سبب ذلك".
" أن تصدق قصتي أو تكذبها , هذا شأنك ,ولكن ما قلته هو الحقيقة".
" هل تحاولين أقناعي بأنه لم يرد ببالك أبدا , أنه ربما ستجدين مأوى لك هنا؟".
" لا أقدر أن أنكر ذلك".
نظرت موروينا إليه , كانت نظراته غريبة , وكأن أعترافها قد أدهشه , وفكرت أن هذا كان كل ما يود سماعه منها , سارت مرة أخرى نحو الباب , لكنه لم يتحرك من طريقها , ومرت من جانبه , وما أن مدت يدها الى المقبض , حتى أنفتح الباب فجأة بقوة , فتراجعت الى الوراء خطوة وهي تطلق صيحة خوف:
" أنا آسف.........".
قال الشاب الذي دخل وهو يتأملها بنظرة قلق , ثم أضاف :
" هل صدمك الباب ؟ لم أعرف أنك تقفين وراءه , فكرت أن دوم وحده في الغرفة.....".
" الآنسة ستغادر الآن".
قال دومنيك بلهجة باردة .
" حقا؟ هذا مؤسف , هل تعيشين الى جوارنا؟".
سأل الشاب بدون أن يخفي خيبته.
" أعيش في لندن".
قالت موروينا وقد داخلها شعور بالخوف والقلق من ترك البيت في مثل هذه الليلة العاصفة , لو أستطاعت أن تقضي ليلتها هذه تحت هذا السقف , أذن لتدبرت أمرها غدا , لكنها كرهت الفكرة , ورغبت فعلا بترك هذا البيت المظلم الواسع , وهذا الرجل الذي يتمتع بأذلالها , ورغبت أن تعرف ما حدث في هذا البيت حين كانت أمها هنا.
تكلم الشاب ثانية :
" حسنا , أذا كان لا بد من ذهابك , فكوني حذرة في قيادتك , هناك شجرة واقعة على الطريق , شاهدت جاك وهو يزيحها , لكن ربما هناك أشجار أخرى أيضا".
" لا أملك سيارة , أعتقد أنه ما زالت هناك باصات في الشارع الرئيسي".
" نعم , ولكن عددها قليل , ويتأخر وصولها عادة".
تأملها الشاب طويلا , ثم نظر الى وجه دومنيك , بينما كان هذا يستمع اإلى الحوار وعلى شفتيه إبتسامة باردة , سأله الشاب:
" ما الذي يجري هنا يا دوم؟ هل تتركها حقا تسير كل هذه المسافة حتى الشارع العام في مثل هذا الليل , وفي البيت ست غرف نوم فارغة؟".
فقالت موروينا :
" أوه من فضلك , لا بد أن أعود , فعندي أشغالي".
" أذن دعيني آخذك بسيارتي".
قال بإبتسامة حنونة أدخلت الدفء إليها رغم ما يحدث , ثم أضاف:
" أين تسكنين ؟ في القلعة , في بورت فينور ؟".
" كلا , في الحقيقة أسكن مع بعض الأصدقاء , ولا داعي لأن تزعج نفسك في هذا الليل ".
" أبدا..... أبدا , قل لها يا دوم بأنها لا تسبب لنا أي أزعاج , لماذا تقف هكذا ؟ ما الذي حلّ بك ؟ هل ستتركها تخرج من البيت في مثل هذا الليل؟".
منتديات ليلاس
رفع دومنيك تريفينون حاجبيه , وقال ببرود:
" الآنسة كير سلاك قادرة على تدبير أمورها , أنها شابة ناضجة , ولا أظن أن هناك داعيا للقلق بشأنها".
" من .... آنسة كيرسلاك ؟".
" أظن أنك سمعتني جيدا , الآن أعتقد أن الوقت قد حان لأن أعرفكما ببعضكما , آنسة كيرسلاك , هذا أخي الصغير مارك".
" أظن أن عليّ , بعد أن عرفتني , ألا أنتظر منك أن تأخذني بسيارتك".
" أبدا بالعكس, سآخذك أينما تشائين........".
سارت نحو الصالون بدون كلمة أضافية , حاملة حقيبتها , ولحق بها مارك ثم سارا بأتجاه الباب الرئيسي.
قالت موروينا:
" آسفة على كل ما حدث , كنت أجهل ما جرى هنا , حتى هذا المساء حين عرفت أن هناك صدعا بين العائلتين".
قال مبتسما وهو يدير محرك السيارة :
" لا بد أنها كانت صدمة غير متوقعة لك ".
" الحقيقة أنني ما زلت أجهل تماما ما أرتكبته أمي هنا , تحدث شقيقك السيد تريفينون عن البؤس والخراب , أنني أجد صعوبة في تصديق أن كلانا كنا نتحدث عن الشخصية نفسها , كنت مجرد طفلة حين ماتت أمي , لكنني لا أتذكر أبدا أنها كانت أنسانة مدمرة , بالعكس كانت دافئة , مبدعة , محبوبة من الآخرين ".
" ربما كان ذلك أساس البلاء".
" ماذا تعني بذلك؟".
" أوه لننسالموضوع , لا فائدة من نبش الماضي , أنا آسف أذا كان دوم قد عاملك بقسوة , وأظن أنه لا يستحق لوما على ذلك , فالأمر لم يكن سهلا عليه , وأن وصولك نكأ جراحه من جديد , وبالمناسبة لماذا جئت إلى هنا ؟".
" أردت من أخيك أن يحتفظ عنده لي ببعض الرسوم".
تأملها بنظرة جانبية حادة قائلا:
" هل تعنين بعض رسوم والدتك؟".
" نعم........".
أطلق صفيرا حادا من بين شفتيه وقال:
" يا إلهي , أن هذا حقا أستفزاز , أنه أشبه بأثارة عش للنحل !".
" ولكن لماذا ؟".
سألت موروينا وعلى وجهها إبتسامة حزينة , ثم فجأة ألتفتت إليه ورفعت يدها متوسلة:
" أوه يا إلهي .....أنني آسفة , هل تستطيع أن تعود بي إلى البيت ؟".
" لماذا بحق السماء؟".
سألها مارك مستغربا , وأوقف السيارة , ففقالت:
" لقد نسيت الرسوم على مكتب شقيقك".
تأملها مارك للحظات ثم قال :
" في الحقيقة لا أنصحك بالعودة ثانية الى هناك".
" لا أحتاج إلى نصيحتك , أنا أيضا لا أود الأقتراب من ذلك البيت , لكنني أريد رسومي".
" أسمعي يا عزيزتي , سأوصلك الى المكان الذي تقصدينه , أما الرسوم فسأجلبها لك صباحا , ما رأيك؟".
هزت موروينا رأسها غير مقتنعة , وقالت:
" أفضّل أخذها الآن , لكن يبدو أنه لا خيار لي".
" " سأجلبها لك غدا صباحا , هذا أفضل , صدقيني".
قال هذا وحرّك السيارة.
" لم أكن أعرف أنني منبوذة بهذا الشكل".
" كلا , لست كذلك , ليس الذنب ذنبك......".
خيّم الصمت بينهما لفترة , ثم سألها مارك :
" هل تعرفين شيئا عن موضوع الزورق؟".
" كلا..... أي زورق؟".
" حسنا , هل سمعت أمك وهي تردد أسم الليدي لاورا؟".
" لا....... أن أسم أمي هو الليدي كيرساك , وليس.......".
" كلا...... كلا , الليدي لاورا ليس أسم شخص , وإنما هو إسم زورق , صمّمه العم نيكولا , فقد كان في البحرية, وحين عاد منها بعد الحرب أقنع والدي بتأسيس مشروع لصناعة الزوارق , وكان إسم النموذج الذي صممه للأنتاج هو الليدي لاورا , بإسم أمك , في أية حال لا أريد إزعاجك بتفاصيل هذا الموضوع".
" لم تحدثني أمي عن أي شيء من هذا القبيل , كانت تحدثني عن تريفينون وأهله دائما , كانت ذكرياتها جميعا سعيدة".
سألها مارك مستغربا:
" أهذا صحيح ؟ يبدو أنها كانت قادرة على خداع النفس أيضا".
" كيف.....؟ بالله عليك , هلا أخبرتني بما جرى هنا ....... وماذا إرتكبت أمي؟".
" آسف , أذا كانت القصة مؤلمة , لكنك تريدين معرفة الحقيقة , حسنا , حين جاءت أمك لاورا ورندر , التي أصبت فيما بعد لاورا كيرسلاك , الى تريفينون أستطاعت في وقت قصير أن تفتن الناس جميعا وتكسب حبهم ومودتهم , ومن ثم أستعمال هذه العاطفة ضدهم , أنظري مدى معرفتي بطبيعتها مع العلم أنني لم أكن قد ولدت بعد حين جاءت إلى هنا , لقد تركت تأثيرا كبيرا على كل واحد هنا , وما زلنا نعالج من آثار معاملتها تلك , نفسيا وماديا".
وهمست موروينا ..... تحدث نفسها , وهي تحدق فيه بدهشة:
" نعم نتحدث عن الشخص نفسه , لقد نشأت هنا ورافقت خطوات تأسيس مشروع الزوارق وحين هربت , تركت العم نيكولا رجلا محطما , والمشروع خرابا , هل تعرفين بأنها كانت في سبيلها الى الزواج من العم نيكولا؟".
" كلا , ظننت أن أبي هو الرجل الوحيد في حياتها".
منتديات ليلاس
هز مارك كتفيه قائلا:
" ربما كان كذلك , لكنها أرادت العم نيكولا في السلسلة أيضا , لقد أراد أن يكون الزورق ( ليدي لاورا ) هدية زواجها , يعرف الجميع هنا أنهما كانا على أبواب الزواج حين ظهر والدك على مسرح الأحداث . لقد جاء إلى هنا لقضاء عطلته , فإلتقيا , وكان يزور البيت بشكل منتظم ويلقى الترحيب من الجميع , ولم يدرك أحد أن هناك شيئا ما يجري بينهما , حتى فرا معا , وليس هذا كل ما في الأمر , فحينما ذهب العم نيكولا الى المصنع , وجد أن تصميم الزورق ( ليدي لاورا ) قد أختفى من مكتبه".
" وتعتقد أن أمي...... أوه , أنني لا أصدق".
" والعم نيكولا لم يصدق الأمر في البداية أيضا , لكنه أكتشف ذلك بعد فترة قصيرة , حين ذهب الى معرض الزوارق , وهناك شاهد زورقه نفسه ( ليدي لاورا ) , وبالطبع لم يكن يحمل الإسم نفسه إلا أنه كان زورقه , لكنه لم يستطع أن يثبت بأن هذه نسخة مزورة من زورقه , غير أن مدير المبيعات ضحك كثيرا ونصحه أن يكون أكثر حذرا حين يختار صديقاته".
" يا إلهي.... وماذا حدث بعد ذلك؟".
" أفلست الشركة , فإضطر أبي إلى بيع أراضيه ليسدد الديون , لكن ما هز العم نيكولا , هو أن كل ما جرى له إنما كان من إمرأة أحبها جدا , لذلك لا تلقين الترحاب في هذا البيت".
قالت موروينا بعد صمت طويل:
" لا أصدق ذلك ...... إنها لم تكن من هذا النوع , ويستحيل أن تعيش كل هذه السنوات بدون أن يبدر منها شيء يثبت هذا السلوك الذي تتحدث عنه , إلا إذا كنت تعتقد أن والدي كان شريكها , وإنه هو الذي دفعها إلى ما فعلت".
" في الحقيقة لا نعرف الدور الذي لعبه والدك في الأمر , لكن ما زاد الطين بلّة هو أن والدك كان خاطبا لفتاة في المنطقة , وكانت الفتاة صديقة العائلة فتصوري الفضيحة التي وقعت في منطقة صغيرة مثل هذه".
شعرت موروينا كأنها تحت وطأة كابوس ثقيل , غير أنها سيطرت على أعصابها المتوترة , وتشبثت بما تؤمن بأن والديها لا يمكن أن يرتكبا مثل هذا الفعل , وقالت بعد تردد:
" لقد فهمت كل ما حدثتني به يا مارك , وحاولت جهدي لأن أصدقه , لكن بدون جدوى , لا أستطيع أن أصدق أن المرأة التي أتذكّرها , وكذلك والدي , يرتكبان مثل هذه الفعلة , ربما أنهما أحبا بعضهما , والناس عادة ينجرفون مع عواطفهم , لكن لا يمكن أن يقدما على بيع أسرار وتصاميم شركة الزوارق , لا أظن ذلك".
" لكن الشواهد كلها أثبتت أنهما فعلا ذلك , أو على الأقل هي فعلت".
" وكيف حكمتم أن هذه الشواهد ثابتة؟ هل أتصل أحد بأمي وأستوضحها الأمر؟".
" كلا , لا أحد من العائلة رغب في التحدث إليها , أو حتى رؤيتها , ولم يسمح العم نيكولا لأي أحد أن يدخل الغرفة التي كانت تستعملها , لقد أقفلها منذ ذلك الوقت وأحتفظ بمفتاحها , وأظن أنه دخلها مرتين قبل أن يقعده المرض".
" ماذا يعاني؟".
" أصيب بجلطة قلبية , أدت إلى شلل جزئي , لكنه من حسن الحظ تغلّب عليها وما زال يعالج , أن دومنيك لم يسمح لك برؤيته لأننا لا نريد أن نجازف ونعرّضه لصدمة أخرى بعد كل هذا الزمن".
أوقف مارك السيارة إلى جانب الطريق العام وقال لها:
" والآن , قلت أنك تبقين مع بعض الأصدقاء , أكان ذلك صحيحا أو مجرد عذر لأنقاذ ماء الوجه؟".
عضّت موروينا على شفتها وقالت:
" عندي مكان أذهب إليه , سأنزل هنا , وحين أسقر سأتصل بك حتى تبعث لي بالرسوم".
" حسنا , وإنني آسف لكل ما حدث".
" أنا آسفة أيضا".
قالت ذلك ثم أنزلت حقيبتيها , وظلت تراقب السيارة حتى أختفت تماما.
سرت في جسدها قشعريرة برد وخوف , أنها الآن وحدها وعليها أن تعثر على بيت بيدي , الفتاة التي ألتقتها في موقف الباص , علّها تؤويها هذه الليلة.
أنتظرت بعض الوقت , وحين يئست من وصول الباص , وأشتدت برودة الجو , قررت الذهاب ألى بيت صديقتها مشيا , فحملت حقيبتيها وسارت.
سمعت صوت محرك سيارة فظنت أنه الباص , ورفعت يدها مؤشرة بالتوقف , لكنها تجاوزتها ووقفت على بعد قصير منها.
كانت سيارة خاصة فيها شخصان , أغلب الظن أنهما زوجان , أطلت المرأة برأسها من النافذة وصاحت بها:
" إلى أين تريدين الذهاب؟".
" إلى سانت إينا........".
" حسنا , سنأخذك إلى هناك".
نزل الزوج وعاونها في وضع الحقائب في صندوق السيارة .
في هذه اللحظة توقفت سيارة أخرى إلى جانبهم , ونزل منها سائقها وإتجه نحوهم , لكن ما أن رأته موروينا حتى أصابتها الدهشة والخوف , كان ذلك دومنيك تريفينون.
قالت متوسلة إلى السايق الذي كان قد أنتهى من وضع حقائبها في السيارة:
" لنذهب بسرعة من فضلك.....".
" ماذا حدث؟".
" لا شيء...... لا شيء , فقط أسرع".
لكن دومنيك وصل إليهم وصاح بها:
" إلى أين تفرين يا آنسة؟".
حدّقت في وجهه لحظة وقالت:
" وماذا يهمك مني؟".
تجاهلها وأخذ يتحدث إلى الزوجين المندهشين :
" آسف لما حدث , سآخذها إلى البيت".
وقبض على ذراعها بقوة , لكنها أستطاعت أن تفلت من قبضته وقالت:
" وماذا تريد مني , هل أنت مجنون؟".
وألتفتت إلى سائق السيارة , وقالت له متوسلة:
" من فضلك لا تتركني معه , لا أعرف ماذا يريد مني , أنه رجل غريب".
وبّخها دومنيك بعنف قائلا:
" كفى تصرفا مثل الصغار الحمقى , هيا إلى السيارة , ولا داعي لكل هذا المشهد السخيف".
" لن أعود إلى بيتك ثانية بعد أن طردتني".
ثم أتجهت إلى الزوجين قائلة بتوسل :
" لا أريد الذهاب معه , أنه غريب عني ولا يعرف حتى أسمي , أسألوه أذا كان يعرف أسمي".
كان الزوجان يراقبان المشهد بحيرة وأستغراب , ثم تقدّم الزوج من دومنيك قائلا:
" يبدو أن الآنسة على حق , هل تعرف أسمها؟".
" أسمها موروينا....".
قال دومنيك بهدوء وهو يبتسم , حدّقت موروينا بوجهه في دهشة , وشفتاها ترتجفان من الغضب والخوف , وسألته بحنق:
" ولكن من أين عرفت إسمي ؟ لم اخبرك به , ولم أخبر حتى مارك , كيف عرفت؟".
أنزل الرجل الحقائب من السيارة وهو يضحك , وأخذ دومتيك الحقائب وقادها من ذراعها إلى سيارته .
سارت معه شاعرة بغضب وإذلال كبيرين , وقالت له وهما في السيارة:
" لن أغفر لك هذا , أقسم أنني سأنتقم منك , وستأسف كثيرا على ما فعلته بي".
" أنني آسف الآن , آسف لأنني آخذك إلى هناك , لا لأنني أود رؤيتك في بيتنا , لكن يبدو أن لعبتك نجحت , وأن عمي يريد رؤيتك الآن".
" عمك؟ ولكنك قلت.....".
" أعرف جيدا ما قلته.....".
قاطعها وهو يخرج يده من نافذة السيارة محييا الزوجين وهما يبتعدان بسيارتهما , ثم أستمر قائلا:
" لقد أخفيت الأمر عن عمي , لكن يبدو أنك ذكية , تركت تلك الرسوم على مكتبي عن قصد , ورأتها أنيز......".
" معذرة , لقد نسيت الرسوم هناك , ولم أتركها عمدا".
" تعرفت عليك أنيز حين شاهدت الرسوم".
" لم أكن أقصد ذلك , كنت مضطربة , لقد نسيتها هناك , ألم يخبرك مارك؟".
" أوه , لقد أخبرني , يبدو أنه أفتتن بك , ربما وجدته سهل المنال بعض الشيء , لكنك ستجدينني أكثر صعوبة منه".
" أنه أكثر أدبا ولطفا منك....".
" يبدو أنك أحببته أيضا.......".
" من حسن الحظ , لا أرغب في المحاولة , وكما قلت لك لست راغبة في رؤية بيتك مرة أخرى , كم أود لو أنك جلبت تلك الرسوم معك , أذن لركتني هنا أذهب إلى سبيلي".
" هذا ما حاولت فعله , لكن رسومك اللعينة لم تعد معي , أنها الآن مع عمي وهو يريدك".
" أظن أن هذا آخر ما تريده أنت........".
" نعم في الحقيقة , لكن أنيز حين رأت الرسوم أخذتها مباشرة اليه".
" ولماذا فعلت ذلك؟".
" هل تحاولين أقناعي بأنك لم تدفعيها إلى ذلك بشكل غير مباشر؟".
" بالطبع لا , يجب أن تصدقني ....... أتمنى أن لا تسبب تلك الرسوم أي أذى له".
" كلا من حسن الحظ , لكنه يريد أن يراك".
ساد صمت طويل إلى أن قطعته موروينا قائلة:
" لا أريد رؤيته من فضلك".
" ولماذا؟ ألم تأت إل هنا لهذا السبب؟".
" لكن لم أعرف أن الأمور تجري بهذا الشكل".
" هل لأن مارك أخبرك بالقصة , فتغيرت الأمور عندك ؟ أذا كان عمي يريد رؤيتك لبرهة فأظن أن من الإنصاف تلبية طلبه".
قالت له وقد وصلا إلى البيت:
" ولكن من أين عرفت إسمي؟".
أجاب بسخرية:
" مجرد تخمين , موروينا إسم من تريفينون , ويبدو أن لاورا كيرسلاك سرقته ضمن ما سرقت".
نزلت من السيارة وسارت معه بدون كلمة.
كانت أنيز واقفة تنتظر في الصالة بلهفة , وحالما دخلت أحتضنتها قائلة:
ط أوه يا إبنة لاورا ! كيف لم أعرفك يا عزيزتي؟".
صاح دومنيك بها :
" أنيز! دعي العواطف الآن , سأقول لك بعض كلمات فيما بعد".
تركت أنيز موروينا , وقالت له:
" لم يكن من الإنصاف أن تكون إبنة السيدة لاورا هنا , بدون أن يعرف السيد نيكولا بذلك".
" حسنا لقد عرف الآن , والفضل يعود لك , فهيا خذيها إليه".
" سيراها غدا في الصباح أنه نائم الآن".
" نائم! الآنسة كير سلاك لا تستطيع الأنتظار الى الغد, فهي تريد أن تلحق بقطار الصباح الذاهب إلى لندن".
" لا يمكن فعل شيء الآن , كان متعبا وتناول حبة منومة , وهو مستغرق الآن في نومه ".
" فهمت , أذن لا داعي لأن أطلب منك تهيئة غرفة للآنسة كيرسلاك ".
" بالطبع , فغرفها جاهزة , هي الأخرى متعبة بالتأكيد ...... تعالي يا عزيزتي معي.....".
منتديات ليلاس
كانت موروينا تتمنى لو أنها نامت في مكان غير هذا البيت , لكن تعبها كان فوق طاقتها , فمشت وراء أنيز إلى الطابق الثاني , ودخلت إلى غرفة واسعة , كان الفراش مهيئا والنار في المدفأة تشيع الدف في أرجاء الغرفة , وعلى فراشها كان هناك ثوب نوم من الطراز القديم , وحين رفعته إلى وجهها , أجهشت في بكاء عنيف ,لكن أنيز أحتضنتها مرة ثانية وهي تقول:
" ـهدأي يا عزيزتي .... نامي الآن بهدوء , أنت متعبة , سيسير كل شيء على ما يرام غدا".
لكن موروينا , وهي في الفراش , فكرت أن الأمور ربما ستؤول نحو الأسوأ في الغد.

 
 

 

عرض البوم صور نيو فراولة   رد مع اقتباس
قديم 26-06-11, 11:03 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

يسلموا حبيبتى بارك الله فيكى ومشكوره كتير

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:30 PM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Sep 2006
العضوية: 11640
المشاركات: 20
الجنس أنثى
معدل التقييم: سنكرز عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
سنكرز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 


يسلمووو ع الرواايه الحلوووه

بنتظاار التكمله

 
 

 

عرض البوم صور سنكرز   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 07:15 AM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 142754
المشاركات: 55
الجنس أنثى
معدل التقييم: عطني روحي سيدي عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 18

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عطني روحي سيدي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

مررررره حلووه وين البااقي لاتطولين علينا

 
 

 

عرض البوم صور عطني روحي سيدي   رد مع اقتباس
قديم 29-06-11, 05:13 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 184360
المشاركات: 968
الجنس أنثى
معدل التقييم: فتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداعفتاة 86 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 202

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فتاة 86 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : نيو فراولة المنتدى : روايات عبير المكتوبة
افتراضي

 

يعطيكي العافية نيو فراولة
كثير حلوة منتظرينك على نار
بليز لا تطولي علينا


 
 

 

عرض البوم صور فتاة 86   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المنبوذة, high tide at midnight, روايات, روايات مكتوبة, روايات رومانسية, روايات عبير, روايات عبير المكتوبة, روايات عبير القديمة, روايات عبير القديمة المكتوبة, سارة كريفن, sara craven, عبير
facebook




جديد مواضيع قسم روايات عبير المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 09:41 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية