كاتب الموضوع :
linons
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
10-في مخبأ التنين
"كان هذا اصعب طلب يحققة الامير لكن حبه لجستس كان اكبر من أي شيء ...حتى عطشه للانتقام وببطء انزل سيفه
طلب نيمسيس من الجنية الصغيرة :"اعطني رموزي"
اعطته جستس حقيبتها ...حقيبة مكتملةماعدا غرضا واحدا
قال الوحش الكبير هادرا وانفاسه اكثر حرارة من الف شمس
"اين الهدية التي من الامير؟ الهدية التي منه ومنه وحده؟"
منتديات ليلاس
اطرقت برأسها مهزومة تنتظر ان يحل بها غضب التنين لكن الامير الشجاع خطا الى الامام وقدم سيفه قائلا:"هذا لي ...ولي وحدي ....بيدي اخرجت معدنه من منجمه العميق وبنار حقدي صهرته وشحذت نصله وغذيت روحه واذا ماصفحت عن هذه الجنية فاستخلى عن كل هذا بارادتي لانني احبها اكثر من عطشي للانتقام انها حياتي ونور عيوني وقلبي وروحي"
قال نيمسيس راعدا:"اقبل هداياك"
ولمعت عيناه الخضراوان بنور قوي واطرق برأسه الضخم و واجه جستس
:"لكن لاحقق امنيتك هناك هدية واحدة اخيرة يجب ان تقدميها "
وابدى اسنانه البيضاء الحادة:"يجب ان تعطيني اعز ماتملكين ...واذا كان اختيارك خاطئا ....ستموتين"
ص39:"صيد التنين الكبير
بقلم جاك رابيت
دخلت جي جي مكاتب بلاكستون واليأس يثقل
قالت جيم:"صباح الخير انسة راندل لديك مئة واربع عشرة رسالة"
"ماذا؟؟؟"
"اكرر ...لديك"
"سمعت ماقلته ياقطعة الخردة لكنني لا اصدق ماسمعته لقد كنت اتصل كل ساعة وكل يوم طوال اسبوع كامل ...وكنت تقولين لي ان لا وجود للرسائل"
"الغلط رقم تسعمائة وتسعة وتسعين ..هناك مغالطة ...المعلومات المعطاة حقيقية"
لزم جي جي لحظات لتترجم ماسمعت وما ان فعلت حتى علقت انفاسها بغضب:"هل تظنيني كاذبة؟"
"بالتأكيد"
رمت حقيبة اوراقها نجو منضدة مكتبها بقوة:"اوووه!!"
و انتزعت معطفها ورمته وراء حقيبتها وخرجت من الغرفة
كانت السيدة وايت سكرتيرة ماتياس تجلس خارج مكتبه ...تحرسة بشراسة التنين....تنين ! الذكرى جاءت بألم متصاعد
قالت جي جي:"صباح الخير سيدة وايت"
وتجاوزتها دون انتظار رد :"انسة راندل ...كنا قلقين عليك...أين.,,,"
وكادت تقف :"انتظري لحظة ...لايمكنك الخول الى هناك....لدى السيد بلاكستون اجتماع"
"لم يعد كذلك"
وفتحت الباب ودخلت مكتب صهرها ..لديه اجتماع..هه؟...هل مجرد تقبيل الرجل لامرأته يعد هذه الايام اجتماعا؟ وتنحنحت :انا اسفة للمقاطعة"
وفقت جاك اولا:"جي جي ! اين كنت؟ كنا قلقين عليك دونما حدود"
ولرعب جي جي الكامل ملأت عينيها الدموع لقد بكت في الايام السبعة الماضية اكثر مما بكت في سبع سنوات مجتمعة
"كنت في دنفر حيث ارسلني ماتياس "
رفع صهرها حاجبا اسودا:"كرري؟"
حاجبه المرفوع ذكرها برايفن كثيرا فبدأت تبكي بشكل جاد ..وقالت منتحبة:"لقد ارسلتني الى دنفر ...الا تذكر؟ لقد اعطتني جيم تعليماتك على جهاز الذاكرة"
امام شهقة زوجته المستنكرة قال:"لم اصدر ايه تعليمات ...لم افعل اقسم"
حاولت جي جي وقف دموعها لكن دون نجاح
"حسن جدا شخص ما فعل هذا قيل لي انني يجب ان اكون "سانتا السرية "وان اعطي ريفر امنيتها ...لكنها كانت تريد اما ...وقال رايفن انني ابتدعت كل شيء وانك ارسلتني لاسترد لوحة جاك"
استدار ماتياس لزوجته :"عم تتكلم بحق السماء؟ لا استطيع فهم شيء"
نظرت جاك اليه :"حسن جدا..انا افهم !..دنفر! رايفن!"
وصفعت ذراع زوجها:"كيف استطعت توريط اختي مع سييرا هذا ؟انه لا يعني سوى المتاعب "
تمتم يدعك ذراعه:"فلينقذني الله من هذه المرأة الحامل ومنطقها المغلوط انا لم ارسلها الى أي مكان اذا كنت تذكرين لقد امضيت الاسبوع الماضي كله وانا احاول معرفة مكان وجودها"
قاطعته جي جي :"لقد اتصلت ...ولا بد انني اتصلت الف مرة "
اخرج ماتياس علبة من درج منضدته :"هاك ...لقد وجدت من المفيد ان احتفظ بهذه خاصة في الاشهر الثمانية والنصف الاخيرة"
وبخته ساخطة :"انا لم ابك سوى مرة او مرتين "
"اجل مرة او مرتين في اليوم"
اخذت جي جي منديلا ورقيا ومسحت الدموع عن خديها:"شكرا...لقد قالت لي جيم انك غير موجود كلما اتصلت بك ...حتى انني لم استطع الوصول الى هاتف البيت"
حاولت جاك وضع يديها على خصرها :"قلت ل كان هناك شيئا خاطئا في هذه الالة ....انها تلج في القول ..وحين تحجم عن اللجاج تقول لي انت مخطئة "
صاح ماتياس بصوت راعد:"جيم؟"
"الخطأ رقم ستة وثمانية وخمسين مامن تعليمات صدرت"
تنهدت جاك"ارأيت ؟ها هي تفعل هذا مرة اخرى "
"هل اعطيت جي جي تعليمات للسفر الى دنفر وتحقيق امنية ما؟"
"بالتأكيد"
تبادل نظرة مصدومه مع زوجته:"لكن ...لماذا؟"
"خداع واجب لتحقيق هدف رئيسي "
ازداد عمق عبوس ماتياس :"أي هدف رئيسي؟"
"لتأمين امنية ريفر سييرا وكان يجب اعطاء المهمة الاولوية فوق كل التعليمات الاخرى "
"انتظري لحظة..!...كيف عرفت بأمنية ريفر سييرا "
"سييرا كونسورتيوم تمتلك جهاز جيم"
عاد ماتياس ليغوص في مقعده ..وساد صمت مطبق وهو يستوعب معاني تصريح جيم ثم قال بأسنان مطبقة:"دعيني افهم هذا .....اتقولين انك وصلت بلاكستون مع سييرا كونسورتيوم ؟الالتان موصولتان؟"
"بالتأكيد الشراكة ضرورية لتحقيق الهدف الرئيسي"
تأوهت جي جي هذا يفسر سبب تعرف جيم عليها في المصعد حين وصلت الى دنفر ...ويفسر سبب تمكن رايفن من الوصول اليها في الفندق تلك الليلة مامن شك ان جيم كانت مسؤولة عن ارسال الرسالة الالكترونية الاساسية للمراسلين عند وصولها وابقت كذلك الحارس الامني مقفلا في المصعد حتى اجتمعت كل الاطراف ! انه امر مذهل!
"واعطيت جي جي رسالة كاذبة كي تذهب الى دنفر ؟ ومنعت وصول رسائلها لنا؟"
"بالتأكيد الخداع ضروري لتحقيق...."
"الغرض الرئيسي ..اجل ....اعرف ....لكنني لا اصدق...جيم لماذا الاهتمام بحصول ريفر على امنيتها؟"
ساد صمت طويل تلاه طنين خفيف اخيرا عادت الالة لتتكلم :"جهاز جيم يحب وحدة النسل الانثى ريفر سييرا الامنية ضرورية لتأمين السعادة للوحدة الحزينة"
تأوهت جاك باكية:"اوه ...ماتياس ...هذا كثير...اكاد ابكي"
تنهد:"ولماذا لست مندهشا"
ورمى علبة المناديل نحوها ثم نظر الى جي جي:"اشرحي لي هذه الامنية "
هزت كتفيها :"لقد تمنت ريفر امنية في عيد ميلادها ....وربما لا يمكن ان تصدق ان هذه الالة تقوم كل مافي وسعها لتحقيق هذه الامنية"
غطت جاك فمها بيدها والضحك يحل محل البكاء:"أتعنين ان جيم اصبحت "سانتا "سرية كذلك ؟كم هذا جميل"
تأوه ماتياس :"جدا...وماذا كانت امنية ريفر؟لماذا هي هامة جدا"
"اولا يجب ان تعرف انها من اكبر محبي جاك رابيت "
قالت جاك"احبها لهذا اكثر فأكثر"
"هس"
وطبع قبلة على جبين زوجته ثم التفت الى جي جي:"و.....؟"
"واحبت جستس ....الى درجة انها تمنت ان تكون الجنية اما لها"
فغرت جاك فمها:"تمزحين؟"
"لا امزح ابدا"
وبدا شيء من الارتجاف في كلمات جي جي :"لقد ارسلت جيم مذكرة تقول لي فيها ان اذهب الى دنفر لتحقيق امنية ريفر ...وان اصبح امها"
سأل ماتياس:"و ذهبت؟"
قالت :"المذكرة جاءت منك او هكذا قالت جيم واهملت ذكر طبيعة الامنية "
"وكيف عرفت؟"
"لقد امضيت الاسبوع الفائت مع ريفر امثل دور امها ولقد سار الامر بصورة جيدة حقا حتى النهاية "
سأل ماتياس بصوت اجش:"وهل استغلك سييرا"
"اجل.....ولا"
وتمزق المنديل الورقي في يدها:"اعتقد انه كان استغلالا مشتركا"
تقدمت جاك منها بخفة مدهشة بالنسبة لحملها "هل انت بخير؟ ماذا جرى؟"
التوى فم جي جي بابتسامة:"كنت ستكونين فخورة بي"
تفرست جاك في وجه اختها ثم علقت انفاسها بفهم كامل:"اوه ...جيل انا اشعر بالاثارة"
قاطعها ماتياس :"جيل؟"
تأوهت جي جي :"اللعنة ...جاك ...وعدت الا تخبري احدا ! لم اغفر لامي بعد ان دعتنا جاك وجيل ....امر محرج...خاصة في مثل عمرنا"
"اسفة لقد زلق لساني"
وشدت كم جي جي :"لا زلت لم تفسري ماذا جرى؟"
"رايفن لا يؤمن بالاحلام والخيال وحين بدأت ريفر تؤمن بها من قلبها وصل الى النهاية العميقة "
"وهل امنت ريفر بأنك جنية حقا؟"
"بل اسوأ من هذا اعطيتها نسخة من اخر كتاب لك ذلك الذي رسمت فيه التنين على صورة ماتياس"
تبادلت جاك نظرة حب من زوجها:"اذكرها جيدا"
"حسن جدا ...بدأت ريفر تعمل على اساس القصة ...شيء له علاقة بهدايا لتتنين وامنيات"
"حسن جدا اذا كانت تؤمن بانك جنية فهذا يفسر كل شيء"
"ليس لي ابدا"
اتسعت عينا جاك :"جي جي الم تقرأي القصة ؟"
"لا ..لم استطع ...ليس بعد كل ماحدث"
وقطبت تسأل:"لماذا؟"
زاد غموض ابتسامة جاك:"اقرأيها اختي....عزيزتي اقرأيها وستفهمين ما كانت ريفر تحاول تحقيقه"
"لقد تركت دوللي في السيارة .هل تريدين ان اتيك بها؟"
ردت ريفربأدب :"لا ...شكرا لك"
في الاسبوعين الماضيين كانت تجيب على كل سؤال بأدب شارد امر كان يجعل اسنانه مشدودة باستمرار
"انها ليست حقيقة ..انها مجرد دمية"
اشتد ضغط فم رايفن مجددا لولا انه يعرف اكثر لشك انها تحاول ان تجعله يشعر بالذنب ...ولسوء الحظ فقد نجحت في ذلك
"من المفترض ان نذهب لنأتي بالجرو اليوم"
"حسنا"
لا حماس لا اثارة ....اين ذهبت فتاته الصغيرة؟؟ واضح الى المكان ذاته الذي ذهبت اليه احلامها واخيلتها وسأل بائسا:"هل ترغبين في التلوين الى ان يحين وقت الذهاب؟"
نظرت الى الجدار خلفها كان هناك فراغ كبير علق فيه مقال عن جاك رابيت وقالت :"لا ...شكرا لك"
"هل ترغبين في ان تقرأ لك جيم قصة؟ يمكنني ان ادير الالة قليلا"
وكانت هذه تضحية عظمى بالنسبة له
للحظة قصيرة التمع الامل في نظرتها السوداء ثم هزت رأسها :"لا ....شكرا لك ..انها ليست قصصا حقيقية انها مجرد اوهام"
اغمض عينيه وزم بفمه لايمكن ان تستمر على هذه الحال لقد ظن في البداية انها تنتقم منه لكن الامر لستمر طويلا ثم ادرك انه حين انتزع خيالهامنها اطفأ شعلتها المتوهجة واخذ بريقها اللامع
قال :"شغلي الالة "
"الالة تعمل"
"هل لديك نسخة عن قصة اصطياد التنين الكبير في ذاكرتك؟"
"بالتأكيد"
"اقرأي"
"الرجاء تحديد الطلب"
"اقرأي القصة اللعينة جيم!"
"الطلب مقبول"
وبعد سلسلة من الاصوات الغريبة بدات جيم :"في يوم من الايام كانت تعيش جنية اسمها جستس ..وتتفق كل الجنيات على شيء واحد ان جستس كانت اجمل بنت جنسها"
اغمض رايفن عينيه متذكرا الجنية التي ضمها بين ذراعية
كانت بشرتها مثل ثلج منهمر في ليلة مقمرة وشعرها الاشد حلكة من مخبأ تنينانا عيناها فأكثر سوادا من ليل بهيم ...مع ذلك فقد كانت تمتلك عاطفة متوهجة
لقد ابدعت جاك بلاكستون في وصف شقيقتها انه يمكن ان يتصورها دون جهد
كان جمالها الداخلي اكثر سطوعا من الاف الشموس المتوهجة وكان كل من يقترب منها يتهاوى امام روحها الفاتنة
وحن لها وتلهف الى ان تعود اليه مرة اخرى لقد وجد ان لديها مالا يمكن لاحد سواها ان يعطيه واستمر مصغيا الى قصة الجنية بذهول تام ولأول مرة فهم ماكانت ابنته عازمة على انجازه
لماذا لم يعرف ؟سأل نفسه يائسا ...لماذا لم يحاول ان يسأل حتى ؟ وحين انتهت القصة لم يتحرك ...لم يستطع ان يتحرك
اخيرا همس :"جيم ...اقفلي"
"بالتأكيد"
تقدم ببطء الى ابنته كانت تجلس الى منضدتها بالقرب منه كانا قريبين جسديا ولكنهما متباعدين من حيث القلب والروح لقد نسي انها ليست جسدا فقط وحاول جاهدا ان يبعدها لكن مالم يكن يدركه ان هذه الخيالات كانت جزء لا يتجزأ من تكوينها وهي التي جعلتها مميزة وربما ستكون في يوم من الايام الشعلى التي تصنع مستقبلها
ركع على ركبته امام ابنته ولفها بين ذراعيه :"انا اسف ريفر...كنت مخطئا"
"وبماذا اخطأت دادي؟"
"لقد ارتكبت غلطة حبيبتي"
"وه ستضطر الى الجلوس في السرير"
ضحك بصوت متألم :"لن تكون هذه فكرة سيئة "
ومدت يدها اشفاقا :"هل تريدني ان اجلس معك؟"
"لا....أريدك ان تساعديني"
واخذ نفسا عميقا :"الا زلت تحتفظين بهدايا التنين؟"
وتسارعت دقات قلب ابنته وغمرتها موجه من الاحاسيس المؤلمة همست ترتجف اهتياجا:"اجل"
"تعالي فلنذهب الى البيت ونأتي بها"
ومد يديه لها فتسللت اليهما تلف ذراعيه حول عنقه :"ونحن هناك سنلتقط اثمن شيء نملكه ....سنحتاج اليه لقد حان وقت ايجاد التنين والحصول على امنيتنا"
"تنين مزيف دادي؟"
"لا ريفر ...هذا تنين حقيقي ولو كنا محظوظين جدا سيعيد الينا جنيتنا"
امسك رايفن يد ابنته بحزم ودخل معها مكاتب بلاكستون ..ونظر الى ريفر بقلق غير متأكد كيف ستكون ردة فعلها في مواجهة التنين لكن عدا عن تمسكها بدميتها الى صدرها لم تظهر خوفا او توترا
تطلعت اليه وهمست :"تذكر ابي لا تقتل التنين لاننا لن نحصل على امنيتنا لو فعلت "
"ساحاول ان امنع نفسي لن افعل اعدك"
"جيد"
وقف ماتياس وهما يدخلان وم يده :"اهلا بك في وجاري"
اسند رايفن اللفافة التي جاء بها الى ساق منضدة بلاكستون وقال يرد على المصافحة:"شكرا لاستقبالنا"
"كنت متعجبا ...لم لتصور مالذي بقي بيننا من كلام لم نقله بعد"
قاوم رايفن ليحافظ على وعده:"سؤال واحد ...هل خططت لكل ما جرى منذ البداية ؟"
"اتعني الامنية ؟ارسال جي جي؟"
"اجل"
"لا....لم يكن لها دخل "
وتوقف قليلا ونظر الى رايفن بعينيه الخضراوتين اللماحتين "ولا انا كذلك"
رد رايفن نظرة بلاكستون يقيم نظرة مناوئة لاي دليل للخداع ولم يجد شيئا فهز رأسه:"اذن من نشكر لهذه الفوضى؟"
"اعتقد ان اختراع نيك كولتر يتحمل المسؤولية "
"جيم"
وتلفظ بالاسم كأنه شتيمة "لدي اختراع لك بلاكستون"
"وماهو؟"
"اشتر فأسا"
مرت لحظة تفهم كامل بين الرجلين وتلاشى التوتر
"اذن قل لي سييرا لماذا نت هنا؟"
"لابنتي طلب"
نظر ماتياس الى ريفر :"اه....تريدين رؤيتي؟"
رفعت ريفر دوللي الى الاعلى اكثر تنظر اليه من فوق رأسها وهزت رأسها بوقار:"هل انت التنين؟"
قال مبتسما:"البعض يقولون هذا فما رأيك؟"
"اظنك تشبه نيمسيس تمام"
وانتقل نظرها الى منضدته وتهلل وجهها ...السطح كله مدهون بشخصيات من كتب جاك رابيت
"انظر دادي هاهو ! اترى ....نيمسيس وهذه جستس كذلك"
نظر رايفن وحاجباه يلتقيان وهو يدرك ان "زوجته" تستلقي على سطح منضدة ماتياس ...وتمت يشد قبضتيه:"عظيم"
سأل ماتياس بمرح :"اوليست كذلك؟...لجاك نزوع شديد للهزل لقد وجدت ان هذا العمل الفني يوفر مادة نقاش جيدة "
وحول نظره الى ريفر:"حسن جد ...اخبريني لماذا جئتما"
اخرجت ريفر حقيبتها الحريرية بحذر و وضعتها على منضدته"لقد جئتك بسبع هدايا "
"وماذا تريدين في مقابلها "
"اريد امنية "
فتح الحقيبة ببطء "دعينا نرى مجئن به"
ازرار قميص ...ولاعة ...وقلادتها ومروحتها التي صنعتها مع جي جي والزجاجة الضغيرة من الثلج الذائب وكيس صغير مليء بصخر الصلصال والوحل ...واغمض رايفن عينيه ...لأول مرة فمه تماما مدى اتساع المهمة التي خصصت ريفر نفسها بها ..ذكية....متى اصبحت ابنته بهذا الذكاء؟"
انشغلت ريفر تشرح:"الازرار للحب اترى القلبين عليهما؟هذا لانني احب دادي..وهذه هي النار"
والتقطت الولاعة ثم لوحت بالمروحة "وهذه هي الريح حتى انني رسمت صورتك علها ...وهذه .."هزت زجاجة الماء"ماء من اول مرة يهطل فيها الثلج...ماء خاص...تماما كما يفترض ان يكون عندي"
التقط ماتياس الكيس الصغير :"وهذا؟"
"هذا تراب...عمره مالايحصى من ملايين السنين ولولا انه وقع من الجبل لاضطررت الى الحفر عميقا لاجده...صحيح دادي؟"
تعمد خنق الكلمة:"صحيح"
سأل ماتياس:"والقلادة؟"
"هذه فيها بعض الشعر لدادي ومامي"
رفع حاجبه لهذا وتمتم:"مامي؟...هذا تطور هام ....شيء يجب ان اعرفه سييرا؟"
قال رايفن بحده :"ابتعد عن هذا بلاكستون ....قم بواجب التنين وابعد انفك عما تبقى"
تابعت ريفر غافلة عما يجري
"ليس لدي سيف مثل الامير او سحر مثل الذي اعطته جست سلك لكن شعر كل شخص امر خاص صحيح؟لان الشعر جزء من الانسان "
كان منطقها يخلو من العيب وتمتم ماتياس بتفهم كامل :"الهدية التي لها وله وحدهما لقد قمت بعمل رائع ريفر كل شيء موجود ها لكن كي تحققي امنيتك تبقى هدية واحدة عليك ان تقدميها يجب ان تهبيني اثمن ماتملكين "
وكان هذا كلام الكتاب تماما
نظرت ريفر اليه بارتباك:"واذا اخطأت ....هل ستقتلني؟"
اكد لها ماتياس :"لن يكون خيارك خاطئا "
رفع رايف اللفافة التي جاء بها :"جاء دوري كما اعتقد"
وكشف عن لوحة جستس وهي تركب الفراشة
"اعتقد انك تسعى خلف هذه لكن لمجرد الفضول لماذا تريدها هكذا؟"
دس ماتياس يده في شعره :"انا لم اردها ابدا بل زوجتي فقط لقد وضعت في رأسها ا نجي جي يجب ان تحصل عليها وانها يتعلمها كيف تطير او شيئا من هذا "
ضحك رايفن :"اعتقد انني افهم ...كم هي بعيدة؟"
"ستعود في عيد الشكر ...ودعني اقول لك شيئا ....لست مبكرا"
اعطاه رايفن اللوحة :"الان وقد حصلت على هداياك ...بما فيها اثمن مانملك"
قاطعته ريفر:"لا دادي...ليست هذه ؟"
ضاقت عينا رايفن :"ماذا تعنين حبيبتي"
"انا احب اللوحة كثيرا لكنها ليست اثمن شيء عندي"
بكل لطف وضعت دميتها على المنضدة
صاح رايفن :"لا!"
ورفع دوللي ثم ركع قرب ابنته :"لا حبيبتي ...لا داعي ان تتخلي عن هذه"
"بلى يجب"
واخذت منه الدمية واعادتها الى منضدة ماتياس
"يجب ان اعطيها له اذا كنت اريد امنيتي"
"ليس الدمية يقطينتي...انها تعني كل شيء لك"
لامس الحزن المؤقت وجه ريفر:"انها افضل ماعندي ...لذا يجب ان اعطيها للتنين انا احب دوللي كثيرا ...لكن...لكنني اريد مامي اكثر من أي شيء اخر حتى دميتي"
"ريفر"
وتكسر صوته ولم يستطع ان يكمل
"لا بأس دادي"
ومررت اصبعها على شعر الدمية بإشارة وداع مؤثرة ثم دست يدها في جيبها واخرجت جناحين متجعدين ومدتهما الى ماتياس "لقد خاطت جدتي هذه الاجنحة لها لكن كن حذرا اذا تركتها معها "
سألها ماتياس:"احذر من ماذا؟"
"تاكد من اغلاق كل النوافذ وكل الابواب فاذا لم تقفل قد تطير دوللي بعيدا"
"سأكون حذرا"
نظرت ريفر اليه بعينين جادتين :"هل احصل على امنيتي الان؟"
أمال ماتياس رأسه ...وقلد مامر في الكتاب مجددا:"فليكن اتقبل هداياك...والان قولي لي ماهي امنيتك واذا استطعت ستكون لك"
"ارجوك ...اجعل جستس شخصا حقيقيا حتى تتزوج دادي وتصبح مامي ...نريد ان نعيش سعداء"
قال ماتياس بأسى:"اخشى ان لا استطيع اعطاءك هذا وحدها جستس تستطيع"
قالت ريفر بحزن:"وهي طارت بعيدا"
"هذا ما استطيع مساعدتك به ....لكن اولا يجب ان تعديني بشيء"
"ماذا؟"
استقرت نظرة ماتياس الشرسة على رايفن ....وقال:"يجب ان تعديني ان لا تجرحيها لانك اذا فعلت ...سأغضب كثيرا....وثقي بي....لن ترغبي في ان تغضبيني"
وبدا في كلامه مثل التنين تماما
قالت ريفر:"اعدك بهذا ...أليس كذلك دادي"
نظر رايفن الى التنين نظرة شرسة مماثلة وردد بنعومة :"صحيح....لانني احبها اكثر من عطشي للانتقام انها حياتي ونور عيوني وقلبي وحياتي"
ثلاشى غضب ماتياس وانتشرت ابتسامه على وجهه :"وانت كذلك؟اهلا بك في عالم الخيال يا صديقي ...اظنك ستجده مكانا لطيفا للعيش"
دفعت جي جي باب مكتب ماتياس :"تريد رؤيتي ايها الرئيس؟"
رد رايفن:"اجل نريد رؤيتك"
وكتمت انفاسها بصوت متألم ثم سألت :"ماذا تفعل هنا؟"
ثم رأت ريفر وقالت الصغيرة بتردد خجول :"جستس؟"
وانحنت جي جي بذهول لتضم ريفر اليها لقد ادركت للتو انها واقعة في حب الاب وابنته معا
:"انا الان جي جي فقط.....ولست جنية"
مر تعبير عجيب على وجه ريفر :"لقد نجحت .....امنيتي نجحت!"
نظرت جي جي الى رايفن تشرب منه بعطش لا يرتوي :"اية امنية؟"
هاهي ...ليس هذا صعبا تستطيع ان تتكلم ان تفكر بالرغم من حزنها الدفين
"عم تتحدث؟"
اشار الى كومة فوق منضدة ماتياس:"لقد جمعت السبع هدايا للتنين ازرار القميص للحب التراب والريح وزجاجة اول ثلج للشتاء وقلادة تحتوي شعرك وشعري"
قالت جي جي بدهشة:"هدية تحتوي شيئا من الجنية وشيئا من الامير لوحدهما"
"وهل قرأت الكتاب؟"
ونظرت اليه بعجز وحب:"وماذا عن افضل ماتملك؟"
ثم رأتها اللوحة التي اشتراها رايفن في المزاد العلني
"اوه لا ....ليس هذه رايفن انا اسفة جدا اقسم ان هذه لم تكن جزءا من خطة لاستعادتها"
"اعرف اللوحة ليست اثمن شيء لديها انظري الى منضدة بلاكستون "
ولمحت جي جي الدمية ورفعت يدا مرتجفة الى فمها وقد هجرها الكلام تماما
قالت ريفر ببساطة :"لقد طلبت امنية ؟"
"ماذا"
وتلاشى صوتها فجربت مرة اخرى:"ماكانت امنيتك؟"
"طلبت من التنين ان يحولك الى شخص حقيقي لتتزوجي دادي ةتكوني مامي وبهذا نعيش سعداء الى الابد"
اغمضت جي جي عينيها
"واعطيت دوللي للتنين"
"لا بأس في هذا ...افضل ان احصل عليك"
كانت كلماتها الحلوة تزلزل جي جي لم تستطع المقاومة فأجهشت بالبكاء ولم تلاحظ الا فيما بعد ان رايفن احتضنها بذراعيه كان بنتظر ان تستفيق من ذهولها ليأخذها معه الى بيته وبدلا من ان يكون كئيبا سيتحول بوجودها الى جنة من الالوان والشموس والاحلام
سألت مترددة :"وماذا عن مايس ؟والخيالات ؟"
لاحت على وجه ظلال قاتمة :"انا احاول الوصول الى حل معها"
"حين تكون مستعدا للكلام سأكون هنا في انتظارك"
اشتدت ذراعاه حولها دلالة عرفان بالجميل
"واعرف انك ستتفهمين"
نظرت جي جي الى منضدة ماتياس وشهقت :"وكنت على استعداد للتضحية بلوحتك"
"لسنا بحاجة الى اللوحة فلدينا جنية خاصة بنا"
"ريفر كنت مستعدة للتخلي عن دوللي"
"بطريقة ما اشك ان هذا سيكون لمدة طويلة"
"لكنها لا تعرف هذا "
نظر الى ابنته بفخر الاب:"لا ....لكنها عرفت ماهو المهم وماهو ليس مهما ....أكثر مما عرفته انا"
"والان"
"الان انت التي ستكملين الدائرة ...أيتها السيدة الجنية أنت تأخذين ماهو غير كامل وتكملينه ....لأننا من دونك لا نساوي شيئا "
قاطعته ريفر بصوت قلق:"وهل تمانعين ؟هل انت غاضبة مني؟"
هذه المرة انحنت جي جي :"غاضبة من اجل ماذا؟"
"لانك لم تعودي جنية "
ضحكت جي جي:"لا تقلقي حبيبتي سيبقى هناك دائما شيء جني صغير في داخلي"
لفهما رايفن بذراعيه :"جنية تركب فراشة "
نظرت جي جي اليه مترددة:"وهل تمانع؟"
"ليس اذا كان هنالك مكان لنا ثلاثتنا على ظهر الفراشة "
تسللت ابتسامة بطيئة الى فمها:"وانت كذلك ...رايفن؟"
"اجل....أنا"
واحترقت عيناه كالقار الاسود ! لكن بطريقة ما تلاشى السواد وقال:"أحبك سيدتي الجنية ...أنت حياتي ونور عيوني وقلبي وروحي ....فهل تتزوجيني؟هل تصبحين ام ريفر....حقيقة هذه المرة؟"
همست بصوت متكسر:"سأتزوجك واحمل اولادك واراقبهم يكبرون ثم اراقب اولاد اولادنا واولاد اولاد اولادنا ....ولا استطيع تصور أي شيء افضل من هذا ...أجل ....سيد سييرا .....سأتزوجك"
اعلنت جيم:"الامنية تحققت ....والافتراض تأكد امنياتاعياد الميلاد تتحقق دائما....نهاية البرنامج"
|