كاتب الموضوع :
linons
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
امنية عيد الميلاد
"خلف اجمة من السرخس وقفت جستس تسترق النظر الى الامير كما تعودت في كل مرة يدخل فيها الى الغابة...حينما رأته لأول وهلة شعرت بأنها مغرمة به كثيرا ولم تكن تدرك ان بإمكان الجنيات ان يفعلن هذا لكنها كانت مختلفة عنهن ....فأحبت الامير بكل جوارحها وشعرت انها قادرة على التخلي عن عالمها من اجله
عندما كان يجوب الغابة كانت تتسلل قريبة منه الى الحد الذي يمكن لها فيه ان تمد يدها لتلمسه .....لكن الخوف كان يمنعها من الكلام وحتى هذا اليوم فإنها تخطط ان تبوح له بما في نفسها فلربما يقدم هو من جانبه على مبادرتها نفس الشعور
صفحة 3 :صيد التنين الكبير بقلم جاك رابيت
لابد ان هذه اعظم لحظة حنق مر بها في حياته.... فقد اطبق عليه حشد من مراسلي الصحف وحاصروه في مكتبه...... كان يبدو مثل اسد وقع في قبضة كلاب مسعورة ولو كان حرا لعبث بهم ولامطرهم بسلسلة من الشتائم
كانت ابنته ريفر ذات الخمسة اعوام تتعلق بساقه بيد وتمسك بالاخرى دمية من القماش ....كانت تصوب نظراتها اليه بعينين زرقاوين لامعتين مدركة تمام الادراك ان اباها قادر على تشتيت شمل هؤلاء بسرعة
كانت خصلات شعرها الاسود تلامس جبينها بنعومة.. في حين تنسدل طبقات حريريه منه حتى منتصف ظهرها .....و وضعت خدها على اصابعه الطويلة.. مستندة على فخده...... كانت تبدو صبورة مستكينه وهي في هذا السن الصغير وكان غضبه يتزايد مع توتر ظاهر في عضلاته وهو يستمع الى سيل من الاسئلة الفجة ويشعر بالرغبة في العراك
-سيد سييرا عرفنا من مصدر موثوق ان ايامك كأشهر عازب مرغوب في دنفر على وشك الوصول الى النهاية فمن هي المرأة المحظوظه؟
-سأل رايفن بحدة :"مصدر موثوق ؟ومن هو هذا؟"
-التصريح جاء من شخص ضمن مؤسستك ولقد وصلتنا المعلومات بالبريد الالكتروني
ضاقت عينا رايفن ...هذا مايفسر وجودهم اذن ! لكن من من داخل مؤسسته له الجرأة ليخبر الصحافة عبر البريد الالكتروني بمثل هذه الكذبه الوقحة ويخاطر بالتعرض لغضبه ؟ لابد ان يعرف من هو عاجلا ام اجلا وسيكون عليه تحمل ماسيوقعه به ...نظر باتجاه المصاعد اين ذهب رجال الامن بحق السماء؟ كان عليهم ان يصلوا منذ وقت طويل لابعاد هذه الزمرة الوقحة من المراسلين
حثه مراسل اخر :"هيا ايها السيد الذي لايمس لاجدوى من تجاهل مثل هذا الامر ..شخص ما من الواضح انه تمكن من وضع الطوق حول عنقك ...فمن هي التي امسكت باللجام؟"
الضحك الذي تلا ذلك جعل رايفن يشد قبضتيه ..كم يتمنى ان ينفلت على هؤللاء الحيوانات ..لسوء الحظ وبوجود ريفر الى جانبه لم يكن يجرؤ وبقى صامتا
سأل محرر اخر:"متى الزفاف؟"
"هل هي حامل؟" ألقت مراسلة شقراء ذات عينين هازئتين بالسؤال اليه انها السيدة لارك الاكثر عدوانية بين الحاضرين
-هل هذا هو سبب زواجكما؟ من هي؟انت تعرف اننا سنكتشف الامر في النهاية ...لذا من الافضل ان تقول لنا الان ..
وكأنما استدعتها اسئلة المراسلين.... فقد دخلت امرأة عبر ابواب سييرا كونسورتيوم.... وتوقفت عالقة في شعاع من الشمس كان يخترق الجدار الزجاجي للفناء ...معظم النساء اللواتي يعرفهن يرتبكن لبقعة النور المفاجئ هذه لكن ليست هذه المرأة ..فقد وقفت جامدة تماما وهي تتطلع الى ماحولها ...ذكرته بظبية تدخل الى ارض خضراء تتفحص الريح علها تشم رائحة الخطر
منتديات ليلاس
كانت المرأة رائعة الجمال ...واعترف رايفن بهذا على مضض ..طويلة ..نحيلة ..انيقة الى حد مدمر ...متميزة في ملبسها ..,وشعرها ..وزينتها ...كانت تقف بثقة غير عادية ...واضح انها ليست كالباقين ...وقد يتصور المرء ان امرأة مثل هذه لادراية لها الا بالتافه من الامور ..مثل هذه المراسلة الشقراء الممسكة يتلابيبه
لكن حتى وهو يدين هذه المرأة عرف انه مخطئ وبدلا من هذا احس بنعومة وحلاوة تشعان منها .....كانت جدته تصفها بالنوع الذي عليك الاقتران به ...هذا ماقالته ناونا قبل موتها باسبوع وأكملت "ان فتيات من هذا النوع صافيات من الداخل حيث هو المهم انتظر الى ان تجد واحدة صافيه ثم تمسك بها ولا تتركها تذهب منك ..هي التي ستكمل الحلقة "
وسرعان ما ابعدته الذكرى وهو غاضب من نفسه لاهتمامه بأوهام امرأة عجوز خرقاء..كانت جميعها اوهاما ماعدا استثناء وحيدا ندم عليه
تفحصت المرأة بدقة مكتب الاستعلامات وتركت مكانها تحت اشعه الشمس لتقطع البهو وراقبها رايفن وهو يشتم في سره
تحركت بخطوات هادئة ومتناغمه جلبت اهتمام الجميع كان جمالها وسحرها طاغيين وسواء اقر بهذا ام لا فإن نساء من هذا النوع يأسرن الرجال انهن يأخذن بمجامع القلوب مع كل تمايل للخصر وحركة لليد وحينما يمشين فإن موسيقاهن ابلغ من أي كلام وافصح من كل اغراء انها الجاذبية التي لايمكن مقاومتها بأي حال
وقفت عند منضدة مكتب الاستعلامات واصغت الى الرجل القابع وراءها وقبل ان تستدير ....احس انها جاءت لاجله والتوى فمه وبثقة تامة استدار رأسها باتجاهه ولاح شعر اسود طويل كشعر ابنته بكتله منزلقة بطيئة حول كتف واحد وتشابكت نظراتهما لون بني عسلي يتصادم مع لون اسود قاتم ولدهشته لم تتقدم ..بدلا من هذا دارت حول المراسلين الى ان وقفت خلفهم ووضعت حقيبة اوراقها قرب قدميها وطوت ذراعيها على، صدرها واسندت احدى كتفيها على عمود قريب ثم ابتسمت ....
دفع ثمنا باهظا لهذه الابتسامه ..تركيزه الذي وزعه بين المرأة والمراسلين انفلت لجزء صغير من الثانيه واتجه اليها بكل جوارحه ولم يخف ذلك على الحاضرين فاستدارو نحوها جميعا
الى جانبه سمع ريفر تلتقط انفاسها :"دادي انها هي! انها هي ! لقد جاءت لتحقيق امنيتي اسرع او ستذهب .ستطير مبتعدة "
قبل ان يستطيع ايقاف ابنته المتهورة تخلصت من قبضته واندفعت لاتنوي على شيء ولم تكترث لهذا الحشد من الحاضرين فشقت طريقها بين الاقدام بخفة وعزيمة وحدق رايفن خلفها وهو يطلق سيلا من الشتائم المكبوته اختفت عن ناظرة للحظه مخيفة ثم شاهدها تقف امام المرأة والمراسلون يحيطون بهما من كل صوب
سمع ريفر تصيح وهي ترمي نفسها على المرأة :"هاقد أتيت!"
والمدهش ان المرأة تصرفت وكانها تعرف ابنته تضحك لحماسة الطفلة وتضمها في عناق حار وسمع صوت ريفر الحاد يسأل سؤالا لكنه لم يفهم ما قالت تمام
اثنان من المراسلين فقط كانا يفصلانه عن ابنته ولم يكترث رايفن لقواعد التهذيب فوضع يدا ثقيلة على كتف كل منهما ودفعهما بقوة عن طريقه وكان اهتمام المرأة لايزال يدور حول الطفلة الصغيرة دون ان تدرك ماتسببت به من حنق له وترددت في الرد على سؤال ريفر ثم هزت رأسها ايجابا وبصيحة اغتباط لفت ريفر ذراعيها حول عنق المرأة
وقف رايفن امامهما يقاوم لابقاء صوته منخفضا ويكافح لتلطيف لهجته المميته ..لكنه لم ينجح
-ارفعي يديك عن طفلتي
استدارت ريفر لتواجهه ..تعابير وجهها مضيئة بفرح صاف لم يره من قبل
-دادي قالت لي نعم جستس ستكون مامي الجديدة
تفجرت سلسلة انوار مبهرة في وجه جي جي ورفرفت عينيها بارتباك بالتأكيد لم تسمع جيدا ماذا قالت ريفر؟
-انتظري لحظه ! انا لم ....
وغرقت كلماتها تحت سيل هادر من الاسئلة الصارخة وتراكض المراسلون من كل صوب يحفون بها بقوة
-ما اسمك ايتها السيدة ؟
-متى الزفاف؟
-اين التقيتما؟
-كيف اقنعت السيد الذي لايمس ان يتقدم اليك بهذه السرعة؟
-متى ستلدين طفلك؟
كانت جي جي قد واجهت الصحافه عدة مرات من قبل لكن ليس هكذا ابدا ..وهرعت لتبحث عن طريقه للخلاص فوقع نظرها على الرجل الواقف ازاءها مباشرة لقد قيل لها عند مكتب الاستعلام انه رايفن سييرا والد ريفر والاسمان متطابقان
كانت عيناه داكنتين حادتين كالغراب وباردتين صخريتين ذكرتاها بالغار والسواد والقسوة وكل شيء مدمر هناك شيء فيه... امر لايمكن تحديده.. تسلل الى وجدانها ليهدم كل ماحرصت على بنائه من دفاعات
ضاقت عيناه لم يكن مظهره هو الذي جذبها فهو ليس وسيما بشكل عام ولكن بالتأكيد فإن ملامح وجهه كانت تنبئ بالقوة كانت وجناته مرتفعه وذقنه مربعه وحادة اما فمه فكان عريضا محددا بشكل جيد لكن انفه كان مصابا بضربة او اثنتين وعيناه تتقدان شررا وتضجان بالمشاعر المكبوتة اما شعره الاسود فكان طويلا وذا تموجات كثيفة
ثم صدمها ...لابد انه مر بالحروب التي مرت بها ...وقاتل المعارك ذاتها وتلقى الجراح ذاتها اكان يعرف ام لا فهما متشابهان بشكل لا يفهمه سوى القليلون لهذا استطاع اختراق دفاعاتها بنظرة واحدة ..كان يعرف سبيله اليها دون صعوبة
لسوء الحظ قامت بشيء اثار روح المحارب فيه ...شيء له علاقه بابنته وهذا ماجعله خطيرا مرتين وبدلا من ان تخفف من هذه الروح استثارتها واغمضت عينيها تستجمع الطاقه التي تستلزمها المواجهه القادمة
اخذت نفسا عميقا ونظرت اليه ولم يقل كلمه فهو غير محتاج ان يقول شيئا انها تستطيع ان تشعر بالغضب ينفجر خلف تعابيره المتصلبة وعرفت انه سيكون سعيدا جدا ان يرمي بها الى المراسلين الباحثين عن شيء يلتهمونه ...ماذا يحدث بحق السماء؟
همست تشد ريفر اليها :"ارجوك"
وانتزع ابنته من بين ذراعيها ورفع الصغيرة على كتفه ثم وهي تتوقع ان يهجرها لف ذراعا ثقيله
حولها ..فشعرت بعد الصدمة بالارتياح وبدا لها انها وجدت مقاتلا نبيلا رغم كل شيء ...مقاتلا قادرا على ادارة معركتهما فيما بينهما سرا وهو يشدها اليه شق طريقه وسط الحاضرين وفي اخر لحظة تذكرت ان تلتقط حقيبة اوراقها وشكرت الله انها لم تنسها
اسرع بهما الى الطرف الابعد من البهو والمراسلون يطرحون الاسئلة بعد الاسئلة وما ان وصلو مجموعة المصاعد حتى انفرجت الابواب ونزل منها نصف دزينة من رجال الامن
شهق منهم و قال :" اسف ايها الرئيس ..لقد توقف المصعد بنا في منتصف الطريق ..وبقى الكمبيوتر يقول اننا ارتكبنا غلطة ما"
قال رايفن امرا :"تخلصوا من زوارنا "
-مامن مشكلة ...سنفعل في الحال
ادخلهما رايفن الى المصعد وقال امرا مع اقفال البابين :"الى مكتبي "
وترك المراسلين تحت رحمة رجال الامن
ولذهول جي جي استجابت جيم الى الطلب :"بالتأكيد سيد سييرا سنصل وجهتنا بعد دقيقه واحدة ..خمسه واربعون ثانية وسبعة اعشار"
سألت جي جي :"جيم ..ماذا تفعلين هنا؟"
-"قدمي نفسك ارجوك"
_هذه انا جي جي راندل
_"لحظه للتأكد
وتصاعدت سلسلة من الاصوات من مكبر الصوت ثم عادت جيم للتكلم :"اهلا بك الى سييرا كورنسورتيوم انسه راندل ,كيف كانت رحلتك؟"
تدخل رايفن :" كفى جيم ...هذا ليس وقت تبادل الحديث دون جدوى خاصة مع الة مثلك"
"خطأ تسعة عشر واربعة ....الطلب غير واضح الرجاء اعادة صياغته "
صاح رايفن مدمدما: " اصمتي ...هل هذا واضح بما يكفي ؟
"بالتأكيد سيد سييرا ...سأصمت "
وجه اهتمامه الى جي جي وحضرت نفسها لاول موجه من الهجوم
-حسن جدا حبيبتي ...ماذا تفعلين هنا ...وكيف تعرفين بامر جيم ؟هل لك علاقه بأس أس آي؟"
رددت بارتباك :" أس أس آي "
-انظمة الامان العالمية ...شركة كولتر ...فهم من اخترعوا هذه الالة الكمبيوتر
-اوه لا ...ليس لي علاقة بهم ..لقد اشترينا هذا النظام مؤخرا واعتقد انهم يستخدمون الصوت ذاته لكل برامجهم
بدا واضحا انه رضي عن اجابتها فهز رأسه :"انه مذهل والان مرة اخرى ماذا انت وماذا تفعلين هنا ؟"
-انا جي جي راندل واعمل لشركة بلاكستون انها مؤسسة صغيرة تعمل في سياتل ويملكها ماثياس
-بلاكستون ..يابن....
وصمت ونظر الى ابنته المترقبه وسأل بصوت خفيض :"هو الذي دبر هذا ...اليس كذلك؟"
تعاظم ارتباكها :"دبر ماذا؟"
-انت ...لقد تدبر امر وجودك هنا
بطريقة ما عرفت انها ستندم لو اكدت له تخمينه مع ذلك لديها عمل تنجزه عمل يصبح اكثر تعقيدا مع مرور الدقائق
-اجل هو ارسلني
تقدم رايفن نحوها اكثر كانت حركه صغيرة لا تزيد عن تغيير توازنه من قدم الى اخرى مع ذلك انكمشت غرفة المصعد واصبحت صغيرة جدا لتحتويها هي وطفلة ورجل ساخط بالقرب منها
-حسن جدا ...يمكنك العودة الى سياتل والقول لرب عملك ن ردي لم يتغير
حدقت جي جي به مذهولة لم يمض على وجودها هنا خمس عشرة دقيقه وهاهي قد نسفت اولامنية ميلاد
-تريدني ان اغادر؟
على الفور انفجرت ريفر بالدموع وتمسكت بحزام ابيها وشدته
-دادي ...لا ! لا تطردها ...جاءت لتهبني امنيتي ..لا يمكن ان تسمح لها بالرحيل
التغيير فيه كان فوريا ..واختفى الحنق من تعابيره و زحف القلق الى عينيه وصوته :" ايه امنيه حبيبتي عم تتكلمين ؟
تمسكت ريفر بدمية القماش اكثر وانتقلت بنظراتها من جي جي الى ابيها
-امنية عيد ميلادي لقد تمنيت شيئا وهاهي جستس هنا لتحقق الامنيه هي قالت هذا
-ومن هي جستس؟
اشارت ريفر الى جي جي :" هذه هي جستس ...الاتذكرها ؟انها الجنية التي يتحدث عنها الكتاب ..لقد تمنيتها وجاءت"
ابتلعت جي جي ريقها بقوة.... آه.... آوه ...لقد اتخذت الامور منحى خطيرا نحو الاسوأ
وخاطبت ريفر :" انا لست جنية حبيبتي انا انسانه حقيقية "
بدت الصغيرة بعيدة جدا عن الاقتناع لكن قبل ان تستطيع المجادلة انفرجت ابواب المصاعد وخرجت جي جي الى فسحة كبيرة فارغة واجبرت نفسها ان تستدير وتواجه رايفن :" اسمع ...واضح ان هناك نوعا من سوء الفهم وربما نجلس جميعا لحله"
أنزل رايفن ابنته الى الارض:" بالتأكيد ..سنبدأ فورا لنتمكن من اللحاق بالطائرة التي ستعود بك الى بلدتك "
وادرك غلطته لحظه بدأت ريفر بالبكاء مجددا اشار الى باب مرتفع مؤلف من قطع من الخشب كل قطعة منه تتناسب مع الاخرى وتتناسق في الالوان
-انتظريني في مكتبي
دون كلمة دفعت الباب وفتحته وتركت الاب وابنته يتكلمان وحدهما مكتبه ذكرها بطريقة ما بمكتب صهرها ومثله مثل ماثياس كان رايفن يفضل عدم وجود الالوان لكن عدا المكتبة السوداء والبيضاء التي احتلت يوما مكتب بلاكستون كان الخشب يكمل اللون القوي للجدران البيضاء والسجادة الرمادية
قبالة المنضدة لاحظت فسحة جلوس صغيرة الطاولات صنعت من الخشب المطعم ايضا من الواضح انها صممت لاستخدام رايفن الخاص
منضدة صغيرة وخزانه كتب الى جانبها خلف المنضدة هناك رسومات طفولية بالقلم تغطي الجدار الابيض تماما.... واضح ان للرجل نقطة ضعف نجو ابنته اذ سمح لها ان ترسم على جدار المكتب بين الرسومات الملونة كان يعلق صورا فوتوغرافيه وصورا متنوعة من المجلات
قطعت جي جي الغرفة لتلقي نظرة عن قرب وسط كل الرسومات الملونة وجدت مقالة عن جاك رابيت محاطة باطار ملون مع صورة لاحد كتب اختها القصصية المزينة بالصور وكان عمر المقال سنة تقريبا مقال تتذكرة جي جي جيدا
التعليق تحت الصورة يقول "جاك رابيت المؤلف والرسام المجهول هو الاول في قصص الاطفال عالميا "
وبالطبع كشفت جاك عن هويتها بوقت قصير من هذا المقال وباعت اللوحات التي ابدعتها في سبيل جمع الاموال لعملية جراحية لطفل مصاب بمرض في العظام
التقطت جي جي شفتها بين اسنانها ...لسبب ما كانت اللوحة المفضلة لديها ....وكانت تصور الجنية جستس تركب فراشة.... أجنحة الفراشة ترتفع الى فوق فتخفي جسد الجنية قليلا بينما اشعة الشمس تحول الاجنحة الى غشاء كنسيج العنكبوت كانت تفاصيل الجنية يغلب عليها اللون الفاتح وبالطبع فإن شخصيتها لم تكن محل نقاش انها جي جي
وكما استخدمت جاك زوجها الموعود موديلا للتنين استخدمت اختها كنموذج للجنيه وحين واجهتها جي جي شرحت جاك الرمز الذي رسمته املة ان تتحرر جي جي يوما وتتعلم ان تطير مثلها مثل الجنية في قصصها حسن جدا لقد قامت جي جي بكل مافي وسعها ...اول خطوة مترددة نحو تلك الحرية جاءت يوم تركت مؤسسة والدها للعلاقات العامة لتعمل في مؤسسة بلاكستون وهي الان تقوم بخطوة تشكيليه تحقيق اول امنية ميلاد
لسوء الحظ تجد نفسها الان في موقف غير مريح لاضطرارها ان تشرح لطفلة في العام الخامس من عمرها انها ليست في الواقع الجنية السحرية امر عظيم سوف تقول لريفر :"انا لست جنية حبيبتي لقد جئت ببساطة لاحقق لك امنية "
وهزت جي جي رأسها بقرف ماذا يفترض ان تفعل الان؟
انفتح باب المكتب ودخل رايفن سييرا
-سكرتيرتي تعتني بريفر ونحن نتكلم
واقفل الباب وراءة :"لدينا مشكلة"
-هذا ما اعتقده
-لقد دخل في روع ابنتي انك جنية جاءت لتحقق لها امنية ....وتصر على ان هذا ماقلته لها....فهل تمانعين في ان تشرحي لماذا فعلت شيئا مثل هذا؟"
اتسعت عينا جي جي حذرا:"هناك سوء فهم "
اشتد ضغطه على فكه لكنه ابقى صوته متمدنا كصوتها
-اجل هناك سوء فهم
وظهرت على وجهه ابتسامه لامرح فيها :"وانت تسببت فيه "
وبدا لها ان المعركة بدأت حقا ...عظيم ...رفعت ذقنها وتمسكت بموقفها "لقد جئت لاحقق لريفر امنية لكنني لم ادع ابدا انني جنية واظنها تخلط بيني وبين الجنية في كتب جاك رايت "
وتذكرت فجأة الهدية التي جاءت بها ففرقعت بإصبعيها ونظرت حولها تفتش عن حقيبتها
-مهلا لحظه لدي شيء قد يسهم في توضيح الامور
-ماذا تعنين بانك جئت لتحقيق امنيتها ؟
فتشت في حقيبتها المستندة الى احد قوائم منضدته وانحنت فوق حقيبة الاوراق وهي تقول:"ظننتك قلت انك تعرف ماثياس والامنيات "
ربما لو كانت تنظر اليه لما غفلت عنه وهو يطبق على ذراعها بيده الثقيلة ويوقفها على قدميها كان ذلك بالنسبة لها مفاجأة مثيرة للاعصاب تماما:"ماثياس ارسلك لتعطي طفلتي امنية؟"
تنفست بصعوبة واخذت تقاوم الشعور برائحته وتوتر عضلات صدره وذراعيه الطويلتين
-انه يفعل هذا يفاجئ الناس بتحقيق امنيات الميلاد و اتسعت عيناها عندما تذكرت بعد فوات الاوان سرية المشروع
كرر:"أمنية الميلاد ؟في حال لم تلاحظي ان هذا ليس اوان عيد الميلاد"
-اعتقد انه قرر ان يعطيني انطلاقه مسبقة وبدت هذه حجة ضعيفة حتى لاذنيها
-انا لا احتاج ان يعطي بلاكستون طفلتي أي شيء ...خاصة الامنيات
بحذر خلصت نفسها من قبضته وساعدها هذا ...قليلا
قالت معترفه :" اسمع ...انا لم امارس هذا العمل من قبل ابنتك هي اول مهمة لي ربما انا لم ابتدئ بداية صحيحة بالضبط"
-هل لديك فكرة عن امنيتها ماهي ؟
سؤاله احيا تلك اللحظه الرهيبة في الطابق الاسفل حينما كانت القاعة مكتظة بالمراسلين وقالت ريفر "ستكون جستس امي الجديدة"
بللت جي جي شفتيها :"أرجوك قل لي ان امنيتها ليست ماذكرته في الطابق الاسفل ...انها تريد ....اما؟"
اشتعلت عيناه مجددا وادركت انها تهجمت على غريزة الحماية عند الاب قال متهما:"لقد قلت لها ان هذا هو سبب مجيئك ابنتي الان تجلس في الغرفة الاخرى تطلق العنان لاخيلة غير واقعية حول الزفاف والنهاية الخرافية وأنت المسؤولة "
-جئت لاحقق لها امنية ...وهذا صحيح
-وايه امنية كنت ستحققينها حسب التعليمات ؟
فلتساعدها السماء ...لو كان غاضبا من قبل فسيكون شديد الغيظ حين يسمع ردها :"لست ادري"
منتديات ليلاس
-لاتدرين؟
كيف يمكن لكلمتين صغيرتين ان تبدوا مهلكتين هكذا؟
-لقد اعطاني جهاز الذاكرة اسمها وتعليمات الى هنا وتحقيق امنيتها
-دعيني اري هذا
-ليس معي ...كان على الكمبيوتر في مكان عملي....اسأل جيم كان موجودا
ارتفع حاجباه :" لكن نظام الكمبيوتر عندي لا يطلع على اسرار الذاكرة في بلاكستون"
-اوه ..صحيح .اعتقد انهما غير مرتبطين ...اليس كذلك؟
-من الافضل ان يكونا هكذا
مع ذلك لقد تعرفت جيم عليها في المصعد ..وقاومت جي جي احساسا غامرا من الحيرة ..انها بحاجة ان تفكر ..وان تحل لغز المشكلة
-اسمع انا لا افهم شيئا من هذا ...ماثياس يحقق امنيات نبيلة دون ريب ...وعن طيبة قلب ...وهو لايتعمد
-لاتعددي لي فضائل ماثياس بلاكستون اعرف ما احتاج ان اعرفه عن رب عملك ..انه ...سمسار
وجعل الكلمة تبدو كوصمة عار
-سوف يدفع أي ثمن ويذهب الى أي مدى ليحصل على مايريد حتى ولو كان يعني هذا ايذاء طفلة صغيرة
-لا ....انه "سانتا" خفي
ا
وه لقد فعلت هذا مرة اخرى ماهو سر رايفن كيف يتمكن من انتزاع الكلام منها في ملا مصلحة لها فيه ؟
-ابنتي متلهفة على ام وليس ايه ام بل ام حدث ان تكون جنية ...جنية تشبهك فكيف سيتحقق هذا لها؟
لقد نال منها بهذا السؤال:"اعتقد انه ارسلني لانني اشبه جستس واظن انني في افضل موقف لمعالجة المشكلة "
جأر بصوته :"كان من الافضل لكما معا ان تعالجا المشكلة بعدم الظهور وقبل ان يصبح خيال طفلة حلما الان تظن ان بالامكان ان تصبح الاحلام حقيقة حسن جدا ....شكرا"
تحول عنها وهو يلعن في سره :"كيف عرف ماثياس بأمنيتها ؟"
-اقترض ان شخصا ما قال له
استدار رايفن ليواجهها مرة اخرى وعيناه مليئتان بالدهشه:"من؟"
-ليست لدي فكرة ..لماثياس مصادر معلومات لاتصدق
-لابد انه كذلك حتى انني لم اعرف امنية ريفر قبل خمس دقائق
اصرت بلطف:"لابد ان شخصا ماكان يعرف ...حتى ولولم تعرف انت"
-واكتشف ماثياس ان ابنتي تريد اما ودون أي تحذير مسبق دفعك الى وسط هذاوكانت سخريته قاطعة :"كم هو لطف منه هذا"
لقد لامس وترا حساسا ...فهي لاتحب ان يتلاعب بها احد وفي هذه اللحظة شعرت وكانها
استغلت ...ذكرها ذلك بالسنوات التي عملت فيها لابيها ...سنوات طويلة مؤلمة واطرقت جي جي برأسها لابد من وجود تفسير لتصرف ماثياس هذا وفجأة احست بقبضتين صاعقتين تشدان على يدها
ارجوك ربي ...لاتدعه يوقع بي هكذا
اقترحت وهي تغالب يأسها :"ربما عرف صدفة انها امنية و ..."
قاطعها رايفن :"لا تزعجي نفسك بالتغطية عليه واجهي الامر انه يستغلك وابنتي ليصل الي كم هو نبيل"
لفت هذا اهتمامها ...ماثياس يامل بالوصول الى رايفن ؟
-وماذا يريد منك؟
-اولم يخبرك شيئا ؟
هزت رأسها نفيا
-ولا اصدق انه يستغل طفلة ليحصل على شيء دنيء مثلما استخدمني ماثياس ليس هكذا
مع ذلك ...واجتاحتها الشكوك مرة اخرى
-لنقل ان مديرك النادر هذا كان يحاول شراء بعض ممتلكاتي ...لقد رفضت طلبه في كل مرة لكن الرجل لا يستسلم
اعترفت جي جي :" انه شديد العناد"
-هكذا هو الان يستخدم اساليب اكثر قسوة ..ابنتي ...انه يحاول اجباري على الموافقه من خلالها
تقدم اليها وعيناه تعكسان تحذيرا خشنا :"انها غلطة سيندم عليها "
بطريقة ما شكت ان صهرها الشخص الوحيد الذي سيندم وكافحت لتسترد رباطة جاشها
-لن يفعل ماثياس شيئا لايذاء ابنتك ولن افعل انا قل لي كيف ستعالج الموقف مع ريفر وسافعل ..فهل يرضيك هذا؟
-انها بداية
-اذن ماذا تقترح؟
-اولا سوف تقنعين ابنتي انك لست جنية ثم تشرحين لها انك لاتستطيعين ان تحققي امنيتها ...هل تفهمين؟
-اجل
تقدم اليها مجددا ..فغمرها دفء جسمه ...الا يحس هذا الرجل بالمسافه المسموح بها بين شخصين ؟واضح ان لا
-انا احذرك آنسه راندل كوني حذرة جدا فيما تقولينه وفي حال لم تلاحظي لدي غريزة قوية لحماية ابنتي
وقفز الى لسانها الف رد ساخر لكنها عضت على كل واحد منها وردت بصوت سوي:"افهم ..ولن افعل شيئا يؤذيها"
تفرس بها لحظة اطول يقيم صدقها اخيرا هز رأسه بالايجاب
-سأدخلها الى هنا
-هل تسمح لي ان اكلمها على انفراد؟
وبدا التردد عليه واشتدت عضلاته وكأنه وحش مفترس على وشك الانقضاض :"لا تعمدي الى الاكراه في هذا انسه راندل"
-لن افعل ذلك قدر طاقتي
-من الافضل ان تأملي ان تكون طاقتك جيدة بما فيه الكفاية..
.وكررت ذلك ...بماذا كان ماثياس يفكر ؟هل فقد عقله تماما ؟وتمنت لو يكون لها وقت يكفي لتتصل به وتطالبه بتفسيير
لكنها بطريقة ما شكت في ان هذا ممكن انحنت فوق حقيبة اوراقها مجددا واخرجت كتاب جاك الذي جاءت به لريفر ..وامتنت للسماء لانها رمته في حقيبتها
انها تعتقد ان الكتاب قد يغير كل شيء
متاااااااااااااااااااابعة ممتعـــــــــــــــــــــــة
|