بجِهه ثـآنيه
بأوتيل فخـَم ولطيف . .
ندآ وهي واقفه عند باب غرفة نايف : ما سأل عني عزّام ؟
نايف وهو يرتب اغراضه بالشنطه : لـا , وبعدين ليش يسأل يعني ؟
ندا تقلّب عيونها : مالك دخـل . . وترآ عادي شفيها اذا سأل قريب بيصير خطيبي . .
نايف يناظرها بشويش : بلا كلام فاضي , توه ماصار شي اكيد يعني لا تطيرين باحلامك لبعيد
ندا بإنفعال : نايف اكرمنا بسكوتك , وبعدين ليش مايصير شي , هو يحب وحده ثانيه مثلا ؟
نايف : ..................
ندا بقهر : نايفووه لا تلعب باعصابي , هو يحب وحده غيري ؟!
نايف يتأفف : وانا شدراني يعني
ندا وهي تروح : اجل لا تفّتي على كيفك . . .
ابتسم نايف ابتسامه خفيفه , وترك شنطته وجلس عالسرير وهو يتذَكر نظرات عزّام لـ صِبا لما كانوا بالحفله . .
نايف بنفسه : غريب امرك مع اني عارف انك مستحيل تحب بنت , بس يعني لا غـاب القط العب يا فـآر !
8 ونص الليل
بغرفة صِبا . .
كـانت نايمه بفرآشها المـَلكي , بس شكلها مو مرتـاحه بالنومـَه . .
صِبا بهمس وهي نايمه : لـا تزيدها . . لا تزيد السرعه . . لـا لـا !
وفزّت بسرعه وفتحت عيونها بقوّه وهي مرعووبه من اللي شافته !
حطّت يدها على قلبها اللي كان يدق بسرعـَه وتحس انّه بيطلع من مكانه
ناظرت حولها تبي تتأكد هي وين بالظبط , وارتاحت اول ما عرفت أنه كان مجرّد حِلم . .
رجـَعت انسدحـَت بشويش , وصارعتها دموعهـا بحزن وانزلـَت على خدها الناعم . .
" افف , وش جابك بعقلي الحين "
دآيم يراودها هالحلم اللي عـاشته , ومستحيل تقدر تنســى أي جزء من اللي الحادث صار ذاك اليوم .
وغاصت بذاكرتها
" كـآنوا راجعين هي وخطيبهـا حمـَد من الملاهـي . .
وكـان حمد توّه شـاري سيارته الجديده " فيرآري سودآ " ومبسوط فيهـا موت .
صِبا وهي تناظر من الشباك السياره اللي جـايه : يـآآي حموودي شوف هالسياره سريعه
حمد مبوّز : لـآ والله ! يعني شقصدك سيارتي موب سريعه ؟
صِبا تبوسه على خدّه بلطـآفه : لا حبيبي مو قصدي كِذا
حمد خـآق : تتحديني اسوق اسرع منّه ؟
صِبا بضحكه خقّه : ههههه توّني راجعه من الملاهي مابي استقبل هبـال اكثر
ناظرها بوسـآمه وهو يبتسم , وسـَكر فتحه الفيرآري اللي كانت فوق وربط حزآمه وقـآل : يا خوّافه , اربطي حزامك وخلينا نشوف مين احلـى الملاهي والا انـا !
ابتسمت له وربطت حزآمها وبدآ سياقته بجنون
وصـآر اللي صـآر . .
توّفـى حمد على طول بعد الحادث وصبا جتّها ضربه قويه على راسها من اليسـار فصـارت ما تقدر تتحكّم بحركـَة رجولهـآ .
ومن بعـَد هالحادث وهي للـآن تحلم بهالموقف ومو قـادره تنسـآه ابد . "
حسّت على حالها انها بدت تصيح وبلعت ريقها بشويش وتعوّذت من ابليس .
بهاللّحظـآت اندق بـاب الغرفه . .
صِبا بغصه : مين ؟
جيمس : آسف طال عمرك بس سمعت صوت وحبيت اتأكد اذا تحتاجين شي .
صِبا بحزن : ادخـل ابغـآك
دخـل جيمس بهدوء واستغرب من إناره الغرفه الهاديه ووقف جنب السرير وينتظرها تأمره بأي لحظه . .
لكن صِبا ظلّت ساكته وتناظر السقف وهي منسدحـَه
تنحنح جيمس بشويش بعد ما طـال السكوت .
صِبا بصوت مبحوح : اذا ضاق خلقك وش احسن مكـان بتروح لـَه ؟
جيمس بهدوء : اي مكان تتمنينه طـال عمرك
لفّت عليه بشويش وناظرته من فوق لتحت
صِبا بابتسامه والضيقه باين عليهـا : تتذكر لمـا اول مرّه قابلتني ؟
استغرب جيمس سؤالها وقـال : اي اكيد
صِبا بضحكه : يووه كنت اكرهك , داايم تفتّن علّي عند ابوي لما اطلع مع حمـَد
ابتسم مجـامله لها وهو حـاس انها ودها تنفجر من الضيقه وقـامت تدوّر اي شي يخليها تلهـَى عن الموضوع الاسـآسي . .
جيمس بحنان : تبغين آخذك للبحر ترتاحين شوي ؟
صِبا ناظرته ودمعت عيونهـا : ايه , بس لا تعلّم ابوي لـأنه المدربه بتجي بالليل وانا مالي نفس لهـا
جيمس : اوك
ابتسم لهـا وعطـاها منديل تمسح دموعهـا . .
" جيمس : 27 سنه , البودي قارد الشخصي حق صِبا , المـاني الجنسيه
وضّفه محمد بالبدايه لما كان عمره 23 جـاسوس عند صِبا عشان يوصّل اخبارها له
ومن بعـَد موت حمد , حس انه من الطبيعي يحط لبنته حارس لـأنها صارت ما تقدر تدافع عن نفسها , وبحكم بـُنيـَه جيمس الجسميه اللي تساعده على هالوظيفه اختـاره محمّد بسهوله "
وبعـَد ما هـَدت شوي , جتهـا الخـادمه وساعدتهـا بلبسهـا
وطلـَعت من البيت مع جيمس بدون محد يدري . .
وبفتره مو طويله وصـَلوا للشـاطئ .
نزّل جيمس صِبا من السياره وجلّسها على كرسيهـا الطبي
قال وهو يفتح صندوق السيـاره : الجو بـارد شوي بطلّع لك لحـاف . .
صِبا تتنهد وتناظر البحر : اوكِ
وحط جيمس اللحـاف اللي طلّعه على رجول صِبا ودفعهـا الى ان وصلوا عالرمـل وبدت صِبا تشّم ريحه البحر السـآحره .
جلست تناظر النـاس القليل اللي حولهـا
واحد جـاي مع اصحـابه ينبسط , والا جـاي لحاله يرمي على البحر همومه , والا جـاي مع حبيبته يغيّرون جوو . .
حسّت بالانكسـار لـأن وحدَتها وروتين حياتها ما يتغيّر ابد ودايم جالسه على هالكرسي المُمل , وناظرت بالرمل اللي تحتها وتمنّت تغمس رجولهـا فيه وتحس بدفـآه , لكـن للـأسف ما تقدر
بدت خصـلات شعرها الناعمه تتحرك مع النسيم الخفيف , فنْزلت دموعها الذبلانه على وجههـآ
جيمس بهمس وهو يناظرها : اجيب لك مناديل من السياره ؟
صِبا وهي تحاول تمسح وجهها بيدها : ايه
ورآح جيمس للسيـاره .
بنـَفس الجهه من البحـَر
كـان عزّام يتمـَشى عالرمل لحاله , ومبسووط آخر حد لـأنه محمد ابو صِبا وافق عالتعـاقد بين الشركتين .
عزّام بابتسامه وهو يكلم نفسه : امممم شلون اقابلهـا ؟ اروح بيتهم اسوي نفسي ابغـى اكلم ابوها !
قاطعه صوت موبـايله
عزّام طنّقر : هـا !
فهد : ها بوجهك , قول نعم يا حمـار
عزّام : هههه استغفر الله شوف مين يتكلم , وش تبي ؟
فهد : فاضي والا ؟
-اخلص علينا وش تبي
فهد يبوّز: اليوم فيه سهـره مع القمر " نيرا " تجي والا ؟
عزّام : ديسكو مرا ثانيه ؟
فهد خاق : آه يا قلبي يا نيرا , تقول سربراايز لك خصيصا . .
عزّام بابتسامه : مدري اراجع نفسي واعطيك خبر
- دق عليّ بدري عشان اذا رحت تمر معاي نكشخ بسيارتك
- ابوو المصلحه يا شييخ , ورا ما تقول لـأبوك يشتري لك زيها وتفكّني
- هههههه يعني لازم تذكرني انهم معاقبيني هالسنه
- هههههه ماعلينا , شوي وارد لك خبر , يالله فارق
فهد خـآق : يالبييه انت بس , الله معك ياحلوو
دخّل عزّام جواله وهو يضحك على فهد المجنون . .
" فهد : ولد تاجر مو شويه بألمانيا , يحب الوناسه والهبال , هو الولد الوحيد بين 3 بنات , ومسوي لـأهله بلاوي ودايم يعاقبه ابوه على دشارته المعتاده
طويل ومعضّل , عيونه سودا لكن يحب يلبس عدسات ملوّنه مع انه عنده قصر نظر ويلبس نظارات
صديق عزّام من 5 سنوات "
بهاللحظات وهو يكمّل مشيـَه لمـَح عزّام صِبا !
ناظرها يتأكد اذا هي والا , واول ما تأكد ابتسم وراح لهـا
عزّام وهو يمشي صوبهـا وشاق الكـشره : صِبا والا ؟
رفعت راسهـا بشويش وناظرته بضيقه وقالت : هلـا
عزّام يمد يده ويسلم : هلـا فيك اخبارك
صِبا بابتسامه هاديه : بخير وانت ؟
عزّام " اكيد بخير دامي شفتك " : الحمد لله تمام
" ناظر حولها وقال " جايه لحالك ؟
صِبا تتنهّد بضيق : اي . .
حس عزّام انها متضايقه فقال بشويش : عسى ما شر شكلك كنتي تبكين
ناظرته بسرعه وهي تتصنّع الابتسامه وقالت : لالا ابد بس دخل تراب بعيوني
عزّام يبتسم لهـا : اشوآ , عاد توني كنت راجع من ابوك , حلوه هالصدفه شفتكم مع بعض بنفس اليوم
ابتسمت له بشويش وما ردت وجلست تناظر البحر . .
" افف ليش ما تتكلّم , شكلي جيت بوقت غلط , احس لو بنطق اي كلمه زياده بتصفقني طراق ههههه "
عزّام وهو يجي من ورآها ويدفّها بشويش عالرمل : امممم تعالي اوريك البحر من جهه ثانيه , شكلك متمـَلله مراا
صِبا بشويش : لا تشغل بالك مافيني شي . .
عزّام يمد بوزه : اجل ما يصير امشي معك حبتين ونتعرف اكثر ؟
صِبا بابتسامه عذآب : ههه , اوك . .
ومشوا شوي بعيد عن المكان اللي كانت صِبا فيه وهم ساكتين ويناظرون الناس . .
صِبا بقلبها وهي تناظر جوالها " خليني اسكر جوالي لا يتصل علّي ابوي ويخليني ارجع اتدرب , احسن شي انه عزّام جا بوقته ومره وحده افتكيت من جيمس اللي بيجلس يفتّن عند ابوي ويقوله اني كنت زعلانه "
عزّام بهمس : خلّص شحن آيفونك ؟
صِبا بابتسامه وهي ترقّعها : لـا بس فيه وحده قرقه تتصل علّي وانا ما ابغـى اكلّمها
عزّام : اهـا . .
صِبا وهي تلتفت عليه : سووري شكلك تعـَبت , ترى الكرسي اتوماتيكي اقدر اخليه يمشي لحـاله . .
عزّام بلطف : افـاا وش دعوه , وبعدين مين قال اني تعـَبت بالعكس مبسووط
ابتسمت صِبا وما تدري ليش حسّت انه من جد مبسوط وهو يدفعها !
فجأه بدت الدنيا تمطر بشويش . .
عزّام وهو يناظر السما : شكلها بتصير قوّيه , تبغين ندخل الكوفي القريب ؟
صِبا ارتبكت " اذا دخلناه بيلقاني جيمس ويرجعني للبيت " : لالا ما احبّه , خلنا نروح مكان بعيد عن هنا اخاف يقوآ الموج
عزّام استغرب : على راحتك " وابتسم " شركتي قريبه من هنا تبغين نروح لهـا ؟
صِبا انبسطت : اوك مافي مشكله
وافق عزّام بسرعه لـأنه المطر بدا يقوآ وما انتبه انه صِبا تبغـَى تبعّد عن اهلها كأنها بتنحـآش !