كاتب الموضوع :
سلافه الشرقاوي
المنتدى :
القصص المكتمله من وحي قلم الاعضاء
الفصل الخامس
جلست على الكرسي الموضوع لها امام المنضدة ورفعت عينيها لترى ثلاثة رجال امامها رجل في منتصف الخمسينات وجهه بشوش ويبتسم لها مشجعا والاخران من الشباب ظنت انهما لا يتعديان الخامس والتالتين من العمر
احدهما ملامحة جامدة ووجهة عابس ظنت انه لابد من انه غاضب من شيء ما والاخر يتفحصها بدقة شديدة من اخمص قدميها الى قمة راسها تنبهت على صوت الرجل كبير السن : عليكى السلام يا بنيتي.
ارتاحت مبدئيا فمن الواضح ان هذا الرجل عطوف ورقيق ومن سيتخذ القرار هنا فهو الاكبر سنا جلست مرتاحة و نجحت في ازالة التوتر عنها واخذت تجاوب على الاسئلة بهدوء وتأنى و ثقة ايضا فستفوز بالوظيفة حتما فعينان هذا الرجل تشجعنها باستمرار وتطمئنها سألها عن امكانية الرجل سفرها الى الخارج في بعض الاوقات اذا احتاجتها الشركة لإبرام عقود واتفاقيات مع شركات دولية
ترددت وهى في حيرة ماذا تفعل نظرت الية: لن استطيع الاجابة الان فلابد من اخذ موافقة ولى امرى فهذا الشرط
لم يكتب بالإعلان
سألها الرجل الغاضب (ياسين) بسخرية : أقرئت الاعلان جيدا يا انسة؟
نظرت الية مستفهمة وعيناها تسالة ماذا يقصد التفت الى الرجل الكبير وهو يقول الن تستطيعي ان تقرري الان فانتي من احسن ما قابلت اليوم ومهارتك وشهادتك وسنك مناسب ايضا للوظيفة
همت بالرد علية ولكن قاطعها هذا الرجل ثانية وهو يقول بسخرية وحدة :لا تشغلي بالك يا انسة فلن تشغلي هذه الوظيفة
استشاطت غضبا: بالله، ولماذا لن اشغلها؟
_ لان الوظيفة للرجال فقط.
_ لم لا تكتبوا ذلك بالإعلان؟
_ لهذا سالتك من قبل اقرئت الاعلان ؟
ارتعدت اطرافها غضبا وفتحت الجريدة على الاعلان وقراته بصوت مسموع للنهاية
رفهت عيناها الية وهى تقطر منها السخرية وناولته الجريدة :اظن اننى غير مخطئة فلا يوجد ذكر لهذا الشرط فى الاعلان واظن ايضا ان من الوقاحة ان تقاطع رئيسك بهذا الشكل وهو يتكلم وتفرض رايك على جميع الحضور
نظر الى الجريدة وقرا الاعلان سريعا وجز على أسنانه من الصدمة لما في الجريدة ولما قالته ايضا
وقال والغضب يعصف بأوصاله :المسئول عن الاعلان اخطأ ناسف لإزعاجك
قالت وصوتها يعلو: ماذا اخطأ وماذا استفيد من خطائه ؟
عاد الى سخريته المريرة وقال وهو يلوى شفتيه : وماذا خسرتى؟
_ خسرت وقتي ومجهودي في النزول والمجيئ الى هنا
ثم دفت الارض بقدمها وهى تقول :لا اعلم للان لم تتدخل فيما لا يعنيك بينما السيد المسئول هنا موافق
صاح غاضبا بوجهها : انا من يقرر هنا ووقف امامها ونظر الى عينيها الغاضبتان بعينين اكثر غضيا وقوة
وقال بصوت منخفض: وانا قررت انكى لا تصلحين.
وغادر الغرفة بغطرسة وهدوء وخلفها وراؤه واقعة في بئر من الحيرة وواصلة الى قمة الغضب.
********************
دخل الى المكتب وهو يغلى ويفور من الغضب كيف لفتاه صغيرة مثلها ان تصرخ بوجهه و تسخر منة ايضا كيف جرؤت على فعل ذلك معه هو من يهابه الرجال والاعلان كيف نشر هكذا توعد السيدة عبير في ذهنه وعند جلوسه على المكتب دق لها جرس الاستدعاء وهو يقول لها بصوت غاضب ان تأتى
دخلت الى المكتب مترقبة ما به لم الغضب يملئ صوته هكذا لقد عملت معه من ثلاث سنوات لم تراه غاضبا هكذا من قبل قال بصوت منخفض ولكن غاضب : اجلسى
جلست وهى محتاره ماذا يحدث كان واقف ينظر من نافذة المكتب ومدير لها ظهرة وعاقد يدية خلفة
تكلم ببطيء وهو يصر على أسنانه : الديك الجريدة التي نشرنا بها الاعلان ؟
_ نعم سيدى
_ اتى بها وإقراءيه
قامت واتت بالجريدة وقرات الاعلان و نظرت بدهشة له
_ الم اضيف على المخطوط شرط من احد الشروط الهامة بل اكثرهم اهمية لم غافلتيه عمدا عبير؟
_ لا سيدى لم اغفله لقد بعثت الورقة عن طريق الفاكس للجريدة كما سيادتك مضيت عليها حتى التعديل مكتوب بخط
يدك وتستطيع ان تتأكد بنفسك سيدى
تنهد بضيق : حسنا عبير اتصلى بالجريدة وقولي لهم ان يمتنعوا عن نشر الاعلان وابلغي السيد عبد العزيز ان لا يختار احد مما تقدموا فلدى شخص بالفعل لهذه الوظيفة لكى ان تنصرفي
انصرفت من المكتب وهو يفكر هل يستطيع ان يقنعه بقبول الوظيفة ام سيخذله كعادته.
************************
دخل الى البيت وهو يقفز فرحا :نور .........نور انى احمل لكى اخبار سارة
نور اين انتى؟
أجابته وهى تخرج من غرفة المكتب : انا هنا عمر.
امسك بيديها واجبرها على ان تلف وتدور معه
__ما بك لم كل هذا الفرح الذى يعتريك؟
__ باركي لي باركي لي لقد ربحت المناقصة .
صرخت فرحا وهى تحتضنه :مبروك مبرو ك يا عمر الف مبروك حبيبي
__ نور لقد مت من الجوع واريد ان اتغدى
ضحكت وهى تقول : نعم انا اعرفك جيدا عندما تفرح تحس بالجوع انتظر قليلا ريثما اعد الطعام
جلسا الى المائدة ليتناولا الطعام وعمر يحكى لها عن التوتر الذى مر به خلال اليوم
_ اه لقد تذكرت ماذا فعلتي اليوم في مقابلتك اغفري لي الفرحة أنستني
تحشرج صوتها وابتلعت الطعام بصعوبة : لم افعل شيء انا لست مناسبة لها
__ لم
صمتت قليلا ثم قالت :لقد تشاجرت مع المدير وحتى لو مواصفاتي تسمح لي انال الوظيفة لن يوظفني الان
__ نور أجننتي؟ لم تشاجرت معه اضايقك بشيء؟
سردت له ما حدث بينها وبين الرجل الغاضب صغير السن وانه بعد مغادرته للغرفة ان الاستاذ عبد العزيز
( الرجل كبير السن ) افهمها انه هو مجرد مديرا للشئون القانونية وان الذى غادر لتوه هو المدير التنفيذي
وهو من له الحق في تعيينها
رد عمر وهو يضحك : حسنا لا تحزني يا صغيرتي انها بالفعل لا تلائمك فلن اسمح لكى بالابتعاد عنى الى انت تتزوجي واطمئن عليك .
__ عمر لم اعد صغيرة لتقلق على هكذا
__ نور انتى من تبق لي من عائلتي ومن حقي ان اموت خوفا عليك.
__ ولكنك تعلم ان امور الزواج هذه لا تشغل تفكيري فانا لا أريد ان اتركك .
__ وانا ايضا صغيرتي ولكن لابد من انكى في يوم من الايام ستؤسسين حياة خاصة بكى.
نظرت الية وهى يبدو على وجهها عدم الاقتناع بفكرة انها ستتركه يوم ما .
الفصل السادس
في احد الأحياء الراقية داخل احد القصور العريقة الباقية من الزمن الفائت جالس ليتناول طعام الغداء على مائدة فخمة كبيرة نسبيا لا يجلس عليها سواه هو وامه وبقية الاماكن فارغة ليست المائدة فقط ولكن القصر ايضا فارغ يبعث بالكأبة والملل وخاصة بعد سفر اخته فهو الان يعد الرجل الكبير للعائلة الصغيرة المكونة من امه واخاه فأختاه تزوجتا وذهبت كل منهما مع زوجها واحدة سافرت مع زوجها والاخرى اسست مسكنا اخر لها مما ادى الى فضاء القصر وبالرغم من الحاح امه على اختة الاخرى التي لم تغادر البلاد بان يسكنا معهم فيه فهو كبير ويتسع للجميع الا ان زوجها لم يوافق
لكن امه لم ترضخ لهذا فقد اسست لكل منهما جناح بالقصر لتسكنا به عندما تأتيان فحلمها ان يتجمع ابنائها جميعا حولها
ابتسم عند تذكر وجه اخية الصغير الضاحك دائما الرافع لشعار لا تبالى وخذ الحياة ببساطة فهو يتناول أموره ببساطة شديدة وسخرية شديدة ايضا فكر قليلا لا يتذكر ان أخاه غضب مرة من شيء حدث او حزن على فقدان شيء
والمرة الوحيدة التي شاهده يبكى يوم وفاة والدهما فأخاه كان مرتبط بشدة بوالده و كان اباه ايضا يتعامل معه باختلاف عنهم وعلى الرغم من صارمة وشدة اباه الا ان يوسف من كان يستطيع ان يجعله يضحك بشدة ووجهة يشرق من السعادة والفرح
لوى شفتيه وهو يعقد حاجباه للمقارنة بينة وبين أخاه فهو عابس صارم واخاه مبتسم يشرق بالسعادة دائما
انتبه على صوت اخاه و وجهه الضاحك :السلام عليكم
يا اهل الدار ، كيف حالكم؟
انحنى ليقبل راس امه ورفع عينية بابتسامة لأخية
ردت امه: عليكم السلام، نحن بخير والحمد لله .
الن تأتى قبل موعد الغداء ؟
__ اذا اتى في الموعد لن يبقى يوسف يا اماه
__ نعم اذا اتيت في موعدي سأغير اسمى واصبح شخص اخر
يا اخى العزيز لم نقيد انفسنا بهذه المواعيد والتقاليد القديمة فلنتحرر من كل شيء يفسد سعادتنا .
لوى شفتيه بسخرية : نعم لا نتقيد بشيء ونستهتر بكل شيء ولا نعمل و نبقى عاطلين الى ما شاء الله ونحيا كالأطفال كما
تفعل انت
احمر وجهة الاخير ونظر الى اسفل: ياسين انا لا افرض عليك شيء ولكنى اريد ان افعل ما يحلو لى
__ نعم لتفعل ما يحلو لك. قام غضبا
__ الن تكمل غدائك بنى؟
__ لقد شبعت بالفعل امى ، اسمحي لي فلدي بعض الاعمال اريد ان انتهى منها
رمق اخيه بنظرة سريعة غاضبة وهو ينصرف الى غرفة مكتبه
نظرت الية بنظرة تعلوها مسحة من الغضب : الن تعقل ابدا ستبقى كذلك دائما ، لما تغضب اخاك
__ امى انا لم اغضبه فهو غاضب دائما وابدا انا لا اتذكر انى رايته يضحك في حياتي مطلقا وانا لا اطلب منه أي شيء
لقد طلبت ان افعل ما يحلو لى
__ يوسف لست صغيرا الان واخاك يتولى امور العائلة كلها وانت بدل من ان تتحمل معه بعضا من الهموم بل تزيد علية
لا تريد ان تعمل ولا تريد ان تستقر مثل باقي الخلق واسلوبك هذا غير صحيح لقد بلغت من العمر لتستقر وتصبح كسائر الناس لابد لك ان تكبر وتتحمل المسئولية معه ولو قليلا
__ حاضر امى سأفعل ما يرضيك
__ افعل ما يرضى اخاك فهو يريد مصلحتك ومصلحتنا جميعا ولا تغضبة ارجوك
__ لكى ما تريدي اماه.
******************
جالس ليفكر في امر اخاه ، الن يستطيع يوم من الايام ان يعتمد عليه حتى لو قليلا فابسط الاشياء لا يستطيع ان يكلفه بها
انه يريد ان يلقى بعض من همومه الى اخاه فكل شيء فوق اكتافه واحمال العمل والشركة اصبحت ثقيلة عليه وهو وحيدا
ماذا يفعل معه أسيرضى ان يعمل معه وخاصة انه محتاج الية في الوقت القادم .
تنبه الى صوت طرقات على الباب
__ هل تسمح لي بالدخول؟
__ طبعا تفضل ليس من عادتك ان تأتى لغرفة المكتب ؟ اتريد شيئا؟
__ لا بل جئت للاطمئنان عليك واريد ان اعلم لم غضبت منى ؟ فانت تعلم انى لا احب ان اغضبك.
__لم اغضب يوسف فلست طفلا صغيرا لأغضب.
ولكنى مستاء من تصرفاتك الطفولية لقد كبرت الان وانا اريد الاعتماد عليك و لو قليلا ، ولكنى لا اجدك بجانبي في الوقت الذى اريد مساعدتك.
__ سأفعل ما استطيع لمساعدتك
__ حسنا سأدخل بصلب الموضوع لم لا تأتى للعمل بالشركة فهي شركتنا ورثناها عن ابانا ولك الحق ان تعمل بها وتباشر ميراثك وخاصة انى احتاجك هذه الايام لقد نشرت اعلان في الجريدة لأطلب تخصصك ولكنى لم اجد احدا مناسبا او يحمل المواصفات المطلوبة انا اريدك انت تشغل هذه الوظيفة ولتعلم لن توظف كمدير بل كعضو قانونيا تابع لمكتبي فبرغم كل شيء تفعله فانت متفوق دائما في دراستك وانا احتاج احد اثق به لإبرام عقود مهمه مع احدى الشركات الاجنبية واعتقد انى لن اجد احسن منك لذلك
ستصبح المسئول عن المعاملات القانونية الخاصة بمكتبي يعنى ستعمل تحت امرتي مباشرة ومن حقك ايضا ان تتعلم اصول العمل وتصبح مديرا في الشركة احد الايام صدقني يوسف اذا اثبت جدارتك فسأضعك في منصب مهم جدا بالشركة
ارجو ان لا تخذلني
__ لك ما تريد اخى ، سأفعل ما باستطاعتي
نبذة مختصرة عن عائلة ياسين
الاب محمود صالح ........... توفى منذ 8 سنوات احد رجال الاعمال الكبار المعروفين شخصيته حديدية ورثها عنة اكبر أبناؤه اسس احدى الشركات الكبرى للمقاولات وتركها باخر أيامه لابنة الاكبر ليديرها.
الام السيدة نوارة ام عطوف وحنون تحب ابنائها بشدة والاقرب لقلبها ياسين فهي تهتم به لأنها تشعر بانه لا يعش حياته بسعادة ولا يتهني بشبابه مثل باقي الشباب جيله
ياسين الابن الاكبر فى العائلة واخذنا عنة فكرة سابقه علاقته بأخواته عاديه ولكن الاقرب الى قلبة اخته الصغيرة نهى
نادين الابنة الكبرى فى العائلة فى32 من عمرها متزوجة من ابن عمها (احمد) مسافرة معه للخارج فهو يعمل بالسلك الدبلوماسي للبلاد ويتنقل من بلد الى اخرى لديها ولد( اسلام) عمره 9 سنوات وابنتان ( اسراء واسماء) عمرهما 6 سنوات.
نهى الابنة الصغرى للعائلة في 27 من عمرها متزوجة من صديق مقرب لياسين (عمرو ) تسكن فى احد احياء القاهرة الكبرى بعد رفض زوجها للإقامة معهم بالقصر لديها ابنة (يمنى) عمرها سبع سنوات .
يوسف الابن الصغر في العائلة في 24 من العمر خريج من سنتين من كلية الحقوق جامعة القاهرة لا يعمل لن يريد الاستمتاع بحياته شقى جميل الملامح وسيم ويمتلك خفة دم لا حدود لها وعندما يضحك يضاء وجهه وتظهر غمازتاه المشهور بهما فهو كالأطفال جميل ومحبب للناس .
*******************
زفرت بالضيق وهى تستمع لضحكات صديقتها المقربة يصدح من الهاتف ليملئ المكان
قالت لها : لا اعلم لم تضحكي هكذا لا شيء يستحق كل هذا المرح
ردت علياء وهى لاتزال تضحك : الموقف سخيف فعلا ولكنى اتخيل شكلك وانتى غاضبة فانا اعرفك جيدا تتحولين الي شخص اخر وتصبحين مثل الوحوش المذكورة بقصص الاطفال
ردت بسخرية : هاهاها ظريفة حضرتك
__ ماذا فعلتي مع هذا الجلف ؟
تنهدت بعصبية :لم يعطيني فرصة لأفعل شيء انصرف بغرور حسبي الله علية .
انطلقت ضحكتها ثانية : لقد جاء اليوم الذى اسمعك تتحسبين على احد
ردت بضيق : انتهى الموضوع ارجوكى توقفي عن الضحك.
اخبريني ما الذى جعلك تنصرفين اليوم بهذه الطريقة لا افهم موقفك الصراحة
ردت بضيق :لقد احسست ان الجو خانق فجأة وان لا امل فيما نفعله
__ أهذا بسبب ما قلته لكى عن عمر ؟
__ نور انتى تعرفين انى سأنتظر عمر مهما طالت المدة وكلامك الان معناه انه لا امل من الانتظار
__ لا لم اقل ذلك ولكنني اوضح الصورة لكى حتى لا تتعبين من كثرة التفكير
__ خلاص نور انى سأنتظره شئت ام ابيت فانا احبه ولا اتمنى احد غيره.
__ الن تأتى لتجلسي معي قليلا فلنقض السهرة معا
__ لن استطيع اليوم انشاء الله مرة اخرى
اغلقت الهاتف مع صديقتها وهى تفكر في موقف علياء فلأول مرة ترفض علياء دعوتها فهي لطالما تستجيب لتأتى حتى تنتهز الفرصة لترى عمر ولكن اليوم فهي تتصرف بطريقة غير طبيعية فكرت قليلا لتتبلور في عقلها فكرة ذهبت لتنفيذها.
الفصل السابع
طرقت باب غرفة اخاها واطلت براسها للداخل : عمر أيمكنني الدخول ؟
__ طبعا حبيبتي تفضلي .
__ منذ الغداء وانت مختفى فجئت اسال عليك
__ لا شيء ولكنى كنت مشغولا قليلا ارتب اوراق العمل الجديد
بالمناسبة مع من كنتي تتحدثين على الهاتف منذ قليل ؟
ابتسمت : انها علياء كنت اثرثر معها عن الذى حدث معي اليوم
سألها مستفسرا: هل بها شيء ؟ سمعتك دون قصد منى انها ذهبت دون اجراء المقابلة
اتمنى ان لا اكون اتطفل على خصوصيتكما
رسمت ابتسامه واسعة على شفتيها: يا أخي لا تطفل ولا شيء ولكنها تعبت فجأة لذلك انصرفت
سألها واللهفة تملئ صوته : تعبة ما بها ؟ أأصابها شيء؟
__لا مجرد تعب عادى
نظرت الية طويلا والمودة تملئ عينيها ثم سالته: لم تريد الابتعاد اذن وانت تتلهف على اخبارها هكذا
عمر انت توقف حياتك بسببي
__ اسمعي نور
__ لا اسمعني انت عمر كل ما اتمناه ان اراك سعيد والامر الان لا ينم عن سعادتك اطلاقا وانا اشعر أنني السبب في عدم سعادتك فانا اقف في طريقك
رد سريعا : لا واللهي لا دخل لكى بهذا
__ اذن ما الامر ؟ لم انت متردد في اتخاذ القرار البيت موجود وانا احتاج لاحد بجانبي فانت مشغول وانا اشعر بالوحدة
وانت لابد من انك ستتزوج يوم وانا ارحب بما تريدها زوجة لك فهي اعز صديقة لي فلم يتبقى لي في الدنيا غيركما انتما الاثنان واريد ان اركما معا لجانبي وتحيوا بسعادة اجبني لم الانتظار؟
__ماذا تريديني ان افعل نور ، انا انتظر لتستقر امور العمل
__ اذن ستعيش في الانتظار لان العمل سيقضى على حياتك كلها
والعمل يزدهر كما قلت لي اليوم من الممكن ان تتقدم لطلب يدها واكتفى بالخطوبة الى ان تنتهى من العمل الجديد ثم
يتم الزفاف بإذن الله
__ أنتي مرتبه كل شيء هز راسة اذن رتبي لي موعد مع اهل صديقتك.
صرخت فرحة وهى تحتضنه وتفكر في رد فعل علياء عند سماع الخبر
***********************
رن الهاتف بإزعاج متواصل وانقطع ثم عاد ليرن من جديد
خرجت من دورة المياه مسرعة للرد قائلة : السلام عليكم
جاءها صوت أنثوى : وعليكم السلام الاستاذة نور محمد .......
__ نعم انه انا
__ لديك مقابلة في الشركة ........ للمقولات غدا الساعة العاشرة صباح
__ لم المقابلة؟
__ لا اعلم ما على الا الابلاغ عن الموعد
__ حسنا سآتي في الموعد شكرا لإبلاغي
فكرت قليلا الم يعلن هذا الجلف في وجهها انها لا تصلح للوظيفة استغربت قليلا ثم قالت لنفسها لما اشغل بالى سأعرف غدا
تذكرت علياء وانها لابد من اخبرها بقرار عمر اتصلت بها
__ السلام عليكم كيف حاك خالتي؟
الطرف الاخر ( ام علياء) : وعليكم السلام اهلين حبيبتي الحمد لله كيف حالك انت؟ لم لا تأتين الينا لقد اشتقنا لكى كثيرا
__ الحمد لله يا خالة لم تأتيني الفرصة لأمر عليكم وانا ايضا اشتقت لكى كثيرا علياء موجودة؟
__ نعم انتظري سانديها لكى
علياء تعالى نور على الهاتف
ردت بصوت مرح : اهلين نور كيف أصبحت اليوم ؟
_ بخير الحمد لله كيفك أنت؟ اتمنى ان تكوني تحسنت عن البارحة
_ نور الا تزالين لا تعرفيني الى الان انا اتخلص من الحزن بسهولة
_ حسنا بما انكى طيبة وبخير والف صحة ما رايك ان نتقابل اليوم ونتناول الغداء في الخارج
فعمر لن يأتي اليوم على الغداء وانا كما تعرفين لا احب تناول الطعام لوحدي
_ اممممم . سأخذ رأى أمي انتظري.
انتظرتها وهى تفكر لم تسال على عمر كعادتها ولم لن يأتي لتناول الغداء اذن ما توصلت الية البارحة من ان علياء ستبتعد عن عمر كان صحيح
انتشلها صوت صديقتها من افكارها : أمي وافقت شرط ان تأتى معي بعد الغداء لنتناول الشاي معها
ضحكت نور: حسنا ابلغي خالتي أنني اقبل دعوة الشاي
__ ما رايك اذن لتقضى معي السهرة وتقولي لعمر ان يمر لاصطحابك في الليل
__ هذه فكرة جيدة ، حسنا سامر عليك بعد ساعة على الاكثر ، انى اريد ان اتسوق وشراء بعض الثياب اتمنى ان تكوني جاهزة سنذهب لنتجول في احد الاسواق ثم نتناول الغداء في المطعم المفضل لدى وعلى حسابي
__ امرك مريب لم كل هذا الاسراف والبذخ ؟
__ ما قصدك ، طول عمرى مسرفة ام لكى رأى اخر
__ لا واللهي فانت كريمة دائما امزح معكى
__ ولكن توجد مناسبة بالفعل فلدى اخبار جيدة سأبلغها لكى على الغداء
__ حسنا سأنتظرك على احر من الجمر
اغلقت مع صديقتها وذهبت لتجهز وترتدى ملابسها
****************
رن هاتفه الشخصي فنظر الي الشاشة وابتسم ثم التقطه ليرد
__ اهلا بصديقي الصدوق كيف حالك يا رجل ؟ ولم كل هذه الغيبة الطويلة ؟
رد علية صوت ضاحك بمرح : الحمد لله انا بخير ولا تعاتبني فانت الاخر لا تسأل ولا كأننا عشنا لفترة مع بعض اكثر من الاخوان
__ انت اكثر من اخ وتعلم ذلك جيدا
وتعلم ايضا حجم مسئولياتي الان وكم انا مشغول
خبرني عن احوالك واحوال اسرتك
__ بخير والحمد لله لقد رزقت بولد اخر
__ ما شاء الله متى هذا الخبر السعيد
__ من شهر
__ المعذرة يا أخي فانا مدين لك بهذه
__ لا توجد مشكلة صديقي
__ ابلغني كم صار عدد صغارك الان ؟
__ ثلاثة الله اكبر عليهم
ضحك ياسين: لا تخف فلن احسدهم
__ اعلم يا صديقي فانت مضرب عن الحياة
__ ياسر لا تبدأ ارجوك
__ حسنا حسنا ما رايك ان نتقابل لتناول الغداء؟
__ موافق طبعا لنتقابل في ...........
__ أما زلت تفضل ذلك المطعم
__ نعم فهو المفضل لدى ، اعطني نصف ساعة سأوافيك هناك
__ حسنا سلام.
*******************
وهما تتجولان بأحد الاسواق الشهيرة
__انظري لهذا الفستان كم هو رائع
__ ولكنه عاري اكتر من اللازم ، لم تبحثين عن فستان للسهرة؟
__ نور أنسيتي ان حفل زفاف صديقتنا سارة قريب
__ آها لقد نسيت بالفعل من الجيد انك ذكرتيني
__ انه بعد اسبوع من الان ، ولابد لنا من لبس فاخر لحضوره وانت تعلمي ان عائلة سارة من العائلات المرموقة
وحفلاتهم يحضرها صفوة المجتمع ولابد لنا من فساتين تليق بهذا الحفل
__ ولكن يا علياء الفستان عاري جدا
__ اصلا انا اختره لكى فهذا اللون لا يلائمني
__ انا لا أريده فهو لا يلائمني انا الاخرى
__ لماذا سيكون رائعا عليك فلونه مناسب لبشرتك وقصته ستبرز جسدك الرائع
__ لا انه لا يعجبني
__ حسنا تعالى لنرى شيئا اخر
دخلتا الى متجر اخر وبداتا تبحثان عن الفساتين التي تلائمهما وظلتا تبحثان من متجر الى اخر
__ نور انظري الى هذا
نظرت اليها نور : انه بالفعل جميل ورقيق ومحتشم الى حد ما ولونه جميل ايضا
__ اذن ادخلي لتقيسي واراه عليك وانا سأبحث عن شيئا لي
__ حسنا
*************************
بعد ان انتهيا من التسوق ذهبتا لتناول الغداء وهما محملتان بالأكياس
__ ساقاي تؤلماني بشدة لقد تجولنا كثيرا اليوم
__ نعم وانا اتضور جوعا نور لم تشترى كل هذه الملابس الرسمية؟
__ ممم هذا هو احد الاخبار الجيدة
لقد اتصلوا بي من الشركة وابلغوني ان لدى مقابلة اخرى غدا ولذا اعتقد أنني لو اجتزت هذه المقابلة سأفوز بالوظيفة
__ تهاني لكى نور فانتي تستحقينها ، ولكن اليس ذلك الشاب قال انكى لا تلائمينها
__ هذا هو الغامض ، من الممكن انه ليس الوحيد الذى يتخذ القرار عموما سأعلم غدا
__ لم تركضين وراء الوظيفة فانت مرتاحة ماديا وعمر لا يتركك تحتاجين لشيء
__ الموضوع لا يتعلق بالماديات ولكنه معنوي لابد لي من فعل شيء مفيد لي وللأخرين غير أنني اريد تحقيق طموحي
واصبح فردا عاملا بالمجتمع
__ آها شعارات اتحاد الطلبة التي لازلت ترددينها من ايام الجامعة لكى التوفيق فى الوظيفة
ما باقي الاخبار الجيدة؟
__ ممم ، حسنا الخبر الاخر لا يخصني انما يخص عمر لقد قرر ان يتزوج
__ ماذا (صرخت بوجهها )
__ تمهلي لأقل كل ما لدى ، لقد قرر ان يتزوج ويريد ان تحددي له موعد مع والدتك واخاكى كي يتقدم لكم
اتسعت عيناها من الصدمة وظلت صامته
__ علياء ما بكى؟ لم لا تردين على ؟
__ نور سأسلك سؤال واحد واريد ان تجاوبيني علية بصراحة شديدة
أأنت من فرضتي على عمر ان يأتي ليخطبني؟
ضحكت نور :عمر ليس طفلا صغيرا لأفرض علية اهم قرار بحياته ، ولكنى تكلمت معه لأنى كنت اعلم انه يؤجل الموضوع بسببي وحتى لا اشعر انى عائق بسعادتكما
__ يعنى هذا انه بالفعل يريد ان يتزوجني
__ نعم حبيبتي بكامل قواه العقلية يريدك زوجه له ، أمطمئنه انتى الان؟
__ اريد ان اصرخ بكل قوتي
ضحكت نور بشدة: تماسكي فأننا في وسط مطعم فاخر
__ لذلك تعزميني على الغداء
__ نعم فانا فرحة جدا بكما وموضوع الوظيفة أفرحني اكثر
__ شكرا جزيلا يا صديقتي العزيزة فانا احبك كثيرا
_ وانا احبك ايضا واتمنى ان تأتى للعيش معنا في اقرب وقت ممكن
احمر وجهه علياء خجلا وهى تهمس : انشاء الله
*********************
تكلمت معها اكثر من مرة ولا جواب اضطرت ان ترفع عينيها من قائمة الطعام لتنظر اليها وهى تنادى
نور..................... نور
وجدتها نظراتها مجمدة على مكان ما ولا تتحرك رتبت على يدها وهزتها بلطف ما بكى لم لا تردين ولم كل هذا الغضب الصادر من عينيك
تكلمت وهى تصر على اسنانها :انظري الى ورائك ببطيء و حاولي الا تلفتي الانتباه
نظرت ورائها :حسنا ماذا يوجد؟ وحش من وحوش الغابة ام ماذا؟
اجابتها بنفاذ صبر : الرجل ذو البدلة الرمادية هو ذاك الجلف الذى صرخ في وجهى
__ ماذا هذا القمر هو ذلك الجلف لا اصدقك
فهو جميل جدا وبه كل مقومات الرجل المهذب بحق
قالت مستهزئة: رجل مهذب انه لا يمت للتهذيب بصلة
__ انا مستغربه جدا
__ اشعر بالكره ناحيته
__ نور لا تشغلي بالك به ولا تنظري اليه وتذكري الوظيفة انكى من الممكن ان تقبلي فلا تشترى غضبة شكله من الرجال الاقوياء
__ اذن قومي لنتناول الغداء في مكان اخر فلقد ضقت بهذا المكان
بعد ان وقفت جلست مرة اخرى
سالتها علياء وهى واقفه : لم جلستي مرة اخرى؟ الن نذهب؟
__ لا فان انصرفنا الان ابد لنا من المرور بجانبه وانا لا اريده ان يراني
__ ما هذه الورطة ،لم لا تريدي ان يراك؟
لا افهمك نور ، لم تعطين الموضوع كل هذه الأهمية
ارتاحي لقد جلس معطينا ظهره
__ خلاص علياء سننصرف فانا لا أستطيع ان اكل هنا لقدت فقدت شهيتي للطعام اصلا
قاما لتنصرفا من المطعم
******************
بعد ان استقرا في طاولتهما
__ ها ياسين ما اخبارك ؟ واخبار نواره هانم ؟واخواتك؟
__ أمي بخير والحمد لله هي وبقية العائلة ، اما عن اخباري فلا جديد بها غير اخبار العمل وانا اعلم جيدا انك لن تريد ان تسمعها
__ صحيح بمناسبة العمل ،لقد قرات اعلان بالجريدة تطلبون به عضو قانونيا فاستغربت اليس هذا تخصص يوسف
__ نعم
__ اذن لم لا يعمل هو بدلا من الغريب
__هذا ما سيحدث بإذن الله بعد ان نشرت الاعلان ضغطت علية ليقبل بالوظيفة
فانت تعلم يوسف لا يريد ان يتقيد بشيء
__ الى الان يفكر بتلك الطريقة
__ بل العن ، لم يكبر اطلاقا
__لا تبتئس يا صديقي سوف يكبر مع الايام والمسئولية
__ حسنا اطلب انت الطعام وانا سأذهب الى دورة المياه
انت تعلم ما أريده طبعا
__ طبعا يا صديقي
قام من مجلسه وفى حركة سريعة دار على قدميه ليذهب الى دورة المياه عند مرور نور من جانبه فاصطدمت به بشدة فأغمضت عينيها وكادت ان تسقط الا ان يدين قويتين امسكتا بخصرها بشده حتى لا تقع
فتحت عينيها ببطيء لتستوعب ما يحدث ولترى من الشهم الذى انقذها لتصدم بشدة فقد كان وجهه قريب منها جدا وهو اخر وجه تريد ان تراه امامها
|