كاتب الموضوع :
رباب فؤاد
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
الساعة الثالثة: (الحادية عشرة صباحاً)
الشقيقتان متورطتان في الفستان، وفي التحكم بإبرة الخياطة الدقيقة.
الساعة الرابعة: (الثانية عشرة ظهراً)
الفستان لا يزال واسعاً وكأنما يزيد التوتر من فقدان العروس لوزنها.
الساعة الخامسة: (الواحدة ظهراً)
ما زالت الشقيقتان تحاولان في يأس.
الساعة السادسة: (الثانية ظهراً)
تنهدت الشقيقتان في إرتياح حينما ارتدت العروس الفستان للمرة العاشرة هذا الصباح، وتأكدت من أنه عاد إلى سابق عهده "زي الكحكة عليها". وحانت منها التفاتة إلى ساعة الحائط لتجدها تشير إلى الثانية ظهراً فهتفت في ارتياع وهي تجري لخلع الفستان ـ"معاد الكوافيرة".
خرجت الشقيقتان في سرعة إلى الشارع واستوقفتا أول سيارة أجرة لتقلهما إلى محل مصففة الشعر قبل أن يفوتهما الموعد.
الساعة السابعة: (الثالثة عصراً)
المصففة تجفف شعر العروس التي تعطس في قوة مرة، ثم مرة، ثم مرات. فهرعت إليها شقيقتها وجست جبهتها قبل أن تقول في سرعة _"باين عليها نزلة برد دي ولا إيه؟ إيديكي متلجة وخدودك نار. هو دا وقته بس؟"
الساعة الثامنة: (الرابعة عصراً)
الأخت الكبرى تذهب إلى البيت مسرعة لإحضار ملابسها ودواء للبرد، و"أي حاجة تتاكل...إحنا ما فطرناش".
الساعة التاسعة: (الخامسة عصراً)
العروس لا تزال تعاني من البرد وتحاول أن تأكل شيئاً مع شقيقتها.
الساعة العاشرة: (السادسة مساءً)
العروس ترتدي فستانها الأبيض والمصففة تضع اللمسات الأخيرة على زينتها وشعرها في انتظار وصول العريس.
الساعة السادسة والنصف...العريس لا يزال على المحور ويجاهد للوصول إلى مقر الكوافيرة.
الساعة السابعة إلا الربع...عادت العروس إلى مشاعر القلق والبرودة تقتل أطرافها لأن عريسها لم يعد يجيب اتصالاتها. (اهدي يا عروسة لا تخسي والفستان يوسع تاني...إحنا ما صدقنا ظبطناه)
ولكن مهلاً...إنها ضوضاء سيارات الزفة..."أكيد وصل وعشان كدا ما بيردش عليا".
وفجأة...تحولت البرودة القاتلة إلى احمرار وخجل حينما أطل عريسها بوجهه وأناقته، ورائحة عطره المميز تسبقه، وتأملها بحب قائلاً ـ"آسف حبيبتي...إتأخرت عليكي. لو حكيتلك العشر ساعات اللي فاتوا دول واللي حصل فيهم مش حتصدقي".
تأبطت ذراعه وهي تكتم ضحكتها قائلة ـ"ما تخافش حاصدق أي حاجة. بعد اللي شفته النهاردة أنا كمان...أي حاجة ممكن تحصل".
وأخيراً...وصل الزوجان إلى قاعة الزفاف وسط زغاريد الأهل والأحباب وفلاش كاميرات التصوير وموسيقى الزفاف التقليدية.
والغريب أن أي منهما لم يكن يشعر بأنه في غير محله...وكأنهما وُلدا لأجل هذه اللحظة بالذات...كي يبتسما ويرقصا ويسعدا بزفافهما.
أه...وهاهو المأذون..."كنت فين يا شيخ؟ مستنيينك من بدري".
والآن بعد عقد القران، ووسط صخب الحفل الرائع، ألا تعتقدون أن العشر ساعات الماضية مرت كالدهر على العروس وشقيقتها المسكينة، وعلى العريس أيضاً؟
هل كانت عصبية اللحظات الأخيرة؟
أياً كانت...زفاف سعيد للعروسين
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.
|