لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-08-11, 09:42 PM   المشاركة رقم: 31
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

4- لقاء النار بالنار
كان الطقس صباح اليوم التالى صاحيا مشرقا، عرجت ماريغولد الى النافذة واخذت تنظر الى البساط الابيض الممتد فى الخارج. تملكها الارتياح وهى ترى ان سماكة الثلج لا تزيد عن ثلاثة أو اربعة انشات .
عندما دخلت الى غرفتها مساء أمس وجدت ان حقيبة ملابسها قد سبقتها. يبدو أن ويلف أحضرها من السيارة الليلة الماضية ووضعها فى زاوية فى غرفة النوم، لكن الصندوق الذى يحتوى على أدوات الزينة لا يزال على المقعد الخلفى لسيارتها ميرتيل.
تأوهت وهى تنظر الى صورتها فى المرأة . بدا وجهها أشبه بوجه حيوان الباندا الصغير الابيض. لم يكن عليه سوى بقايا من الكحل الذى سال تحت عينيها لانها لم تمسحه بشكل صحيح بل غسلته بالماء والصابون قبل ان تصعد الى السرير.
كان كاحلها المصاب ينبض بالالم ما جعلها تصرف بأسنانها متأوهة. وفيما هى واقفة أمام مرآة الزينة انفتح الباب ودخلت برتا حاملة صينية الافطار. قالت لها ببشاشة :- آه، لقد استيقظت باكرا وتبدين مشرقة الوجه. ظننتك ستنامين حتى أوقظك بنفسى بعد حبة المنوم تلك. عندما أصبت فى ركبتى أعطانى حبة مثلها فبقيت نائمة الى منتصف النهار تقريبا. كيف حال كاحلك هذا الصباح ؟.
قالت كاذبة على أمل الا تبقى فى ضيافة فلين يوما اخر :- ليس سيئا.
- هذا جيد. والان عودى الى سريرك وتناولى فطورك. وعندما تنتهين هناك حبتان مضادتان للالام على الصينية . يرى السيد مورو أنك ستحتاجينهما.
انها تحتاجهما بكل تاكيد ، كما أخذت ماريغولد تفكر ساخرة عندما عادت الى السرير. فحتى غطاء السرير الخفيف جعلتها تشعر بالالم كما لو ان وزنه عشر أطنان.
على اى حال ساعدها الافطار الجيد مع الحبتين المضادتين للالام بالاضافة الى الحمام الساخن على الشعور بالتحسن .
لحسن حظها وجدت كريما لتنظيف الوجه فى الحمام فقامت بتنظيف بقايا الكحل عن عينيها، ثم جففت شعرها. أخرجت من حقيبتها ملابس داخلية نظيفة وكنزة وبنطلون جينز فشعرت عندئذ بتحسن أكبر مما كانت عليه عندما استيقظت من النوم .
فعلى الاقل عاد الى وجهها بعض لونه الطبيعى ، كما فكرت وهى تحدق الى انعكاس صورتها فى المرآة . تأملت هيئتها من الراس حتى القدمين ثم غادرت غرفتها بعد ساعة أو اكثر . لكنها لم تستطع أن تلبس فردة الحذاء أو الجورب فى قدمها المصابة بل وضعتهما فى الحقيبة . لكن هذا لم يسبب لها القلق ، فستعالج الامر بشكل ما ، كما صممت وهى تعيد لف قدمها بالرباط.
تمكنت من استعمال العكازين بشكل جيد وهى تخرج من الشقة الى ردهة المنزل الا انها كادت تقع وجهها عندما ظهر فلين فجأة عند عتبة احدى الغرف .
- صباح الخير .
حياها وهو يبتسم بأدب فأرغمت ماريغولد نفسها على رد التحية وهى تجاهد للتحكم فى نفسها. منذ فتحت عينيها هذا الصباح وهى تعد نفسها لهذه اللحظة، لكن ذلك لم يجعل لقاءها به اسهل على الاطلاق. كان فلين يرتدى قميصا مفتوحا عند العنق فيما الكمان مثنيان حتى الكوعين كاشفينعن ذراعين قويتين، بدا وكأنه يملأ الباب برجولته الصارخة .
ربما لم يتعمد أن يبدو مرهبا بهذا الشكل ، كما حدثت ماريغولد نفسها بصمت، لكن مظهره الوسيم ينطوى على قوة مغناطسية تجذبها بالرغم منها.
احست أن جوا من التنائى والحياد الهادئ يحيط به . ومع ذلك كان فيه ما جعل أى امرأة تتساءل أى نوع من الرجال هو حين يقع فى الحب.
تخلصتت من هذه الافكار وهى تقول بلهجة رسمية :- صباح الخير . يجب ان أشكرك مرة اخرى على الشهامة التى أظهرتها بالامس .
قال وهو يشملها بنظراته بثبات :- هذا ليس ضروريا . كيف حالك؟.
- بأحسن حال . لاحاجة حقا لان أفرض نفسى عليك أكثر من ذلك . ولكن اذا ساعدنى ويلف على أخذ أغراضى الى الكوخ ، فهذا سيكون عونا كبيرا لى .
- أنا واثق من ان بالامكان ترتيب كل شئ.
تملك ماريغولد الاستياء وشعرت بالارتباك والسخونة . لكن فلين بدا بالغ الهدوء ، فأرغمت نفسها على رسم ابتسامة اخرى على شفتيها:- شكرا هل أنتظره فى غرفتى اذن؟
- انا اعرف ان بداية تعارفنا كانت سيئة فى الامس، لكننى لا أعض فى الواقع كما تعلمين .
- ماذا ؟
تساءلت فى البداية عما اذا سمعت جيدا ما قاله . نظرت الى وجهه ورأت تألقا مقلقا فى عينيه فقالت :- لم افهم ما تعنيه .
- كلما وقع نظرك على تصبحين كقطة على صفيح ساخن . وانا واثق من ان كاحلك ليس بأحسن حال كما تقولين. فى الحقيقة لابد انك تشعرين بألم فظيع .
- ابدا ، انه ليس بهذا السوء فى الحقيقة . فقد خففت الحبوب المسكنة الكثير من معاناتى .
- حتى لو لم تكونى حفيدة ماغى حقا ، يمكنك البقاء هنا الى ان تتحسن حالتك . فلا حاجة بك ابدا الى ان تهربى كفأرة متوترة .
قال هذا وهو ينظر بحدة الى وجهها المتوهج، فجمدت مكانها وتملكها الغضب على الفور . وبما أن ماريغولد وحيدة أبويها ، فقد تعلمت منذ الصغر أن تدافع عن نفسها . لم يكن لديها أخ أو اخت تركض اليهما لنجدتها ، وهى لم تهرب قط من وضع او شخص ما . والان هذا ... هذا الغريب المتغطرس ، المغرور يعتقد أنه قادر وعالى الشأن ليكلمها بهذه الوقاحة . قالت ببرودة الثلج :- سامحنى يا سيد مورو، لكننى ظننت ان مؤهلاتك تنحصر فى مجال جراحة المخ، وليس الطب النفسى . لو كنت مكانك لاحتفظت بهواية التحليل النفسى لنفسى .
لم تعجبه لهجتها كما بدا من عينيه الضيقتين ، فزم شفتيه، لكن صوته بدا رقيقا وهو يقول :- اذن ، فانت لست خائفة منى ؟
- أنا لا أخاف من احد .
- هذا حسن جدا.
بدا فى صوته لكنه خفيفة للغاية . ولعلها لم تكن لكنة بل طريقة معينة فى لفظ الكلمات بسبب تنوع دماء اجداده.
- اذن ربما تحبين أن تتناولى القهوة معى . تحضر لى برتا دوما القهوة فى مثل هذا الوقت .
حدقت اليه بحذر . لم تشعر برغبة فى البقاء معه على الاطلاق لكنها طبعا ، لم تستطع ان تقول ذلك . وهكذا أومأت موافقة الا انها ظلت تتخذ موقف الدفاع حتى حين تنحى فلين جانبا ليدعها تدخل الغرفة .
بدا واضحا انها غرفة المطالعة فالكتب تغطى اثنين من جدرانها أما الثالث فتحتله نافذة كبيرة للغاية تطل على مرج أخضر . كانت النار مشتعلة فى مدفأة من الرخام الاسود وقد تمدد أمامها على السجادة السميكة ذلك القط الكبير . أشار فلين الى كرسى كبير منجد بالجلد أمام المكتب المصنوع من خشب الماهوغانى والمغطى بالاوراق :- تفضلى .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 16-08-11, 11:58 PM   المشاركة رقم: 32
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

أنى لها ان تشعر بالراحة بالقرب من هذا الرجل؟ كما أخذت تفكر بأسى وهى تجلس متوقعة ان يجلس هو وراء مكتبه حيث كان يعمل كما يبدو. لكنه ، بدلا من ذلك ، نظر اليها لحظة وجالت عيناه على وجهها البيضاوى وبشرتها القمحية اللون ، لتتمهلا على ملامحها الرقيقة ، قبل ان يجلس على حافة المكتب أمامها ثم يقول بهدوء:- أحب ان تمضى عيد الميلاد هنا، هل فى هذا بأس ؟.
فى هذا بأس حتما ... بل ان فيه كل البأس ... راح القط راسكال يخرخر امام دفء النيران، قبل ان يعود الى اغفاءته الراضية .
منتديات ليلاس
لعل فلين يعتبرها واحدة من حيوانات جدة ايما الشريدة ، كما فكرت ماريغولد وهى تشعر بالاسى ، خاصة بعد أن كشفت له عن السبب الذى جعلها تمضى العيد وحدها فى الكوخ . لماذا؟ لماذا أخبرته عن دين ؟ أتراه يظنها تستدر العطف بهذا القول ؟ قالت محاولة ان يبدو صوتها طبيعيا خاليا من الشعور بالمذلة :- صدقنى اننى لا استطيع ذلك . انت قلت ان لديك ضيوفا قادمين لقضاء العيد .
قال يذكرها برقة :- قلت ان ضيفا اخر لن يشكل اى فرق .
- ومع ذلك ...
- حالتك لا تسمح لك بالاقامة فى ذلم الكوخ وحدك . وأنت تعلمين ذلك .
كانت على صواب ، انه يعتبرها يتيمة مسكينة . أجبرت نفسها على الابتسام :- لا أوافقك على ذلك ، فلدى الدفء والطعام. كما اريد ان امضى عدة ايام فقط ، لآن ايما ستأتى بعد فترة على اى حال .
تمنت لو يترك المكتب ويجلس على كرسيه فهو فى جلسته هذه يبدو مرهبا بشكل مضاعف .
سألها بصوت ناعم عميق :- اذن فأنا لا استطيع أن أقنعك ؟.
- لا ، لن تستطيع .
كان جوابها من الحزم بحيث رفع حاجبيه ببطء وهو يقول بتسلية :- هذا مؤسف .
فى هذه اللحظة قرعت برتا الباب ، ثم دخلت تحمل صينية القهوة وعليها فنجان وصحنه زطبق ملئ بأنواع الكعك المعد فى المنزل ، فضلا عن أبريق القهوة الذى يتصاعد البخار منه .
- أرجوك يا برتا ان تحضرى فنجانا آخر وحليبا وسكر . هل تأخذين حليبا وسكرا؟
أومأت ماريغولد بالايجاب بسرعة ، ثم شعرت بالارتياح عندما نزل عن المكتب وجلس على كرسيه بينما خرجت برتا .
بحثت فى ذهنها عن شئ حيادى تقوله :- اذن فأنت تسكن هنا منذ عامين ؟ يبدو هذا المكان نائيا وبعيدا عن لندن .
هز كتفيه العريضتين ، فاضطربت احاسيسها للحظة قبل ان اعود فتسيطر عليها، واجاب :- هذا ما جعله جذابا فى نظرى . كان لدى بيت فى لندن ، وهو مريح للغاية الا اننى كنت ابحث عن منزل كهذا منذ بعض الوقت . وعندما قرر بيتر أن يبيعه قمت بشرائه ، وانهينا المعاملات الرسمية فى اسابيع . وبعد ان بعت الشقة فى لندن نفلت معظم الاثاث الى هنا . كان شرط بيتر الوحيد أن أهتم بماغى من اجله . كان مولعا جدا بالسيدة العجوز ، وقد فهمت السبب بعد عدة دقائق فقط من تعرفى اليها .
- انا واثقة من ان أسرة ايما لم تكن تتعمد اهمالها .
فقاطعها :- وفرى عليك أى تبرير ...
فحملقت فيه . انه أكثر الرجال الذين قابلتهم فظاظة .
عادت برتا بفنجان اخر قبل ان تفكر ماريغولد بجواب لاذع . وبينما اخذا يشربان القهوة ويأكلان الكعك ، أبقى فلين الحديث سارا سهلا بينما جلست هى واجمة . لكنها فكرت فى سرها فى ان الرجل فتح لها بيته فلا ضير من التساهل معه لعدة دقائق.
وما ان أنهت قهوتها حتى وقفت بشئ من الصعوبة ، وما لبث فلين ان وقف ايضا .
فقالت :- سأذهب اذن .شكرا لك على كل ما فعلته من اجلى .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 17-08-11, 03:33 PM   المشاركة رقم: 33
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- فلين .
- ماذا ؟
فقد قال اسمه برقة زائدة.
- اسمى هو فلين . أنت تتجنبين الكلام معى لئلا تنطقى باسمى. أليس كذلك ؟
ودت أن تطلق عليه أسماء كثيرة لو كان يعلم .
فقالت كتذبة بسرعة بينما هى تعلم أنه على حق تماما :- لا أبدا .
فمناداته بأسمه الاول فلين، يمنح هذا الوضع بعدا اخر . لأنها اذا صادفته فى ما بعد، لا سمح الله، لن تتمكن من ان تعود فتخاطبه بلقبه (السيد مورو) . كما انها بحاجة الى ان تحتفظ بمسافة بينها وبين هذا الرجل، مسافة عقلية وعاطفية و... جسدية ....
فقال يكرر كلامها بتهكم ناعم :- لا ابدا . قلت هذه الكلمة مرتين هذا الصباح، وفى كل مرة كنت تكذبين .
فحملقت فيه وقد توهج وجهها ، وشعرت بمزيج من الغيظ والشعور بالذنب :- كيف تجرؤ؟ لا يحق لك أن تتكلم معى بهذا الشكل .
- الحق يؤخذ ور يعطى. هل كنت تتشاجرين مع خطيبك السابق طوال الوقت ما جعله يهرب بهذه الطريقة ؟
- لاأصدق أننى اسمع هذا ....
فقال ببطء وبرودة ، وقد بدت لهجته مناقضة تماما لصوتها الهائج :- لان هذا لا يصلح مع الرجل الحقيقى ، يا حلوتى المحاربة الصغيرة .
ردت عليه ساخطة :- وانت رجل حقيقى أليس كذلك ؟
- آه ، نعم .
دار حول المكتب ثم وقف امامها ، وغدت عيناه الجامدتان مليئتين بالحيوية فى وجهه الاسمر ، بينما التوى فمه بأبتسامة ساخرة وهو ينظر الى هياجها :- ما أنت بحاجة اليه هو رجل حقيقى يا ماريغولد . النار يجب ان تواجه النار لئلا تموت تدريجيا وتتحول الى رماد أو أسوأ من ذلك ، تحرق نفسها وكل ما حولها . وراء كل امرأة سليطة اللسان رجل ضعيف .
انها المرة الاولى التى تشعر فيها ماريغولد بالغضب الى حد تعوزها معه الكلمات . أخذت عيناها تقذفان شررا أزرق بينما توهج وجهها غضبا . ثم حاولت ، بصمت ، ان تتمسك بالعكازين . شعرت بأنها مستعدة لدفع كل ما تملكه فى هذه اللحظة فى سبيل ان تصفع بكل قوتها وجهه المتغطرس الشامت، رغم حجمه الكبير .
استدارت عنه بغضب وتوجهت الى الباب ، لكن فلين سبقها ليفتحه لها بحركة شبه مسرحية وهو يقول بهدوء :- هل اتصل بويلف لينزل لك أمتعتك ؟.
- شكرا .
قالت هذا بحدة فالتوت شفتاه. ورأت نظرة الهزء التى لم يستطع ان يخفيها فى عينيه ، فتجاهلتها وأسرعت نحو الردهة بقدر ما أمكنها من سرعة ، ومنها الى الممر الصغير الذى يؤدى الى جناحها . فتحت الباب المؤدى الى غرفة الجلوس بأصابع مرتجفة وهى من الاستياء بحيث لم تعلم ما اذا كانت تريد ان تبكى أو تصرخ. وكادت أثناء ذلك تفقد توازنها .
لكنها لم تبك ولم تصرخ . وانما جلست تنتظر ويلف منتصبة الظهر متوهجة الوجه ، بعد ان أغلقت حقيبة ثيابها وارتدت معطفها الصوفى . يا له من رجل صعب ! انه صعب للغاية ! هى لم تطلب منه العون منذ البداية لكن عقلها قاطعها ... فقد كانت ترجو ان يوصلها الى كوخ ايما عندما صادفته فى الطريق. ولكن هذا كل شئ . لم تطلب منه المجئ الى هنا .ولم تطلب قضاء الليل . كما انها حتما لم تطلب رأيه فيها أو فى حياتها .
مضت عشر دقائق أخرى قبل ان يقرع ويلف الباب، وكانت ماريغولد قد هدأت ، ظاهريا على الاقل، اما فى داخلها فلا تزال تشعر بالغليان... وتود ان ترفس شيئا ... أو شخصا فى الواقع . كان ذلك الشخص ينتظر فى الردهة عندما تبعت ويلف الى البيت الرئيسى . وعندما تابع الرجل سيره بالحقيبة ، قالت ماريغولد لفلين بجفاء بالغ :- هل لك ان تبلغ شكرى لبرتا لاهتمامها بى ؟
- بكل تأكيد.
وتناول سترة جلدية كانت ملقاة على الكرسى، ثم فتح الباب الخارجى على اتساعه لتتمكن من الخروج .
وتابعت تقول متوترة وقد أزعجها خروجه معها ليراقبها وهى راحلة :- سأطلب من ايما أن تعيد العكازين عندما تصل .
الا ان الامر لم يكن كذلك ! فالسيارة الضخمة ذات قوة الدفع الرباعية متوقفة على طريق المنزل وقد وضعت حقيبتها على المقعد الخلفى، لكن لا أثر لويلف . وصلت ماريغولد الى السيارة وفلين خلفها . وما ان قال :- هيا دعينى أساعدك ، حتى وجدت نفسها محمولة بين ذراعيه وهو يضعها على المقعد بجوار مقعد السائق ، وذلك قبل أن تتمكن من الاحتجاج . ثم صعد هو الى مقعد السائق خلف عجلة القيادة بأعصاب باردة تماما .
- ماذا تفعل ؟
بدا صوتها حادا مرتفعا ، لكنها لم تستطع منع نفسها .
فسألها :- قلت انك تريدين الذهاب الى الكوخ . فهل غيرت رأيك ؟.
- لا. انا لم اغير رأيى. لكن ظننت ان ويلف سيأخذنى .
- لا أدرى من اخبرك بذلك . وكما أتذكر انا لم اقل شيئا سوى ان ويلف سيحضر حقيبة ثيابك الى السيارة .
- لكننى أخبرتك...
- آه ، لا حاجة لان يخبرنى احد بشئ، ماريغولد لقد سبق واتفقنا . لا تتوقعى منى أن أنتدب ويلف ليوصل ضيفتى الى مكانها الجديد بينما انا هنا . ستبقى سيارتك مع ويلف خلال هذين اليومين . لكن بما أنك لن تتمكنى من القيادة بسبب قدمك المصابة ، فلا أظن ان هناك داعيا للعجلة .
بدا ذلك منطقيا للغاية ما جعل ماريغولد تشعر وكأنها طفلة متمردة ربما كان هذا ما يريدها فلين ان تشعر به بالضبط ، كما أخذت تفكر بضيق .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 17-08-11, 04:23 PM   المشاركة رقم: 34
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

طوت السيارة المسافة عبر الوادى الى الكوخ بغميضة عين ، أو على الاقل هذا ما شعرت به . انكمشت لفكرة دخولها الى هذا المنزل المظلم الصغير الرطب مرة اخرى، لكنها لن تستطيع الاعتراف بذلك الان . بدت شمس الشتاء الباهتة مشرقة بشكل رائع فى الخارج ، هذا ما خطر لها فيما كان فلين يوقف السيارة عند البوابة الصغيرة ، ثم يسير حول السيارة ليساعدها على النزول .
قوت نفسها فى مواجهة الهواء الرطب والصقيع ، بينما فتح فلين باب الكوخ بالمفتاح . وكانت قد أعطته اياه أمس لكى يقوم ويلف بتهوئة الكوخ وتدفئته . وبدلا من رائحة الرطوبة الكريهة وجدت الردهة الصغيرة مشرقة دافئة مرحبة بالضيوف .
منتديات ليلاس
فتح لها باب غرفة الاستقبال ، واذا بها ترى أن غرفة الامس ذات الرائحة العفنة الرطبة قد تحولت الى غرفة دافئة مشرقة ، رغم انها مازالت مكتظة بالاثاث . كما ان النار تضطرم فى المدفاة . وكان هناك زهريتان تحتويات على أزهار ملونة عطرة ، أضفتا لمسة حميمة على المكان، وقد أزيحت الستائر فبدا المشهد الخارجى الابيض رائعا .
قال فلين بهدوء :- تركنا التدفئة الكهربائية تعمل ليلا نهارا مع ان ذلك يشكل ضغطا على الكهرباء لكنه ضرورى . والان اظن ان التدفئة بالنار هنا وفى غرفة النوم باتت كافية .
- هذا جميل .
لم تصدق ان جمر الحطب والازهار يمكن ان تسلغ على المكان مثل هذا السحر والفتنة . بدا كل شئ مختلفا . وفجأة ، رأت الكوخ بعينى جدة ايما فهفا قلبها الى تلك المرأة العجوز التى كافحت طويلا لتبقى فى بيتها .
عرجت الى غرفة النوم حيث وجدت مدفأة أخرى تتأجج بالنيران ، وقد أبدلت الملاءات بأخرى نظيفة ووضع غطاء مطرز رائع بلون القشدة على السرير . تمكنت ماريغولد من تمييز التصميم :- هذا الغطاء من بيتك ، اليس كذلك ؟.
قالت هذا ببطء فيما وقع نظرها على مزيد من الازهار موضوعة على منضدة الزينة وصندوق الادراج .
هز فلين كتفيه :- انه فائض عن الحاجة كما أظن كان لدى برتا فى خزانتها .
قال هذا بعدم اهتمام فسألته :- والازهار ؟.
- لدى ويلف مستنبتان يحتفظ فيهما بما تحتاجه برتا من الازهار للبيت . وهناك دوما أكثر مما نحتاجه .
لم تخدع تلك الكلمات العفوية ماريغولد . لقد نظم فلين كل هذا ، وهى شاكرة له . لكنها شعرت بالخوف من هذا السرور الذى اجتاحها . ربما كان سيفعل الاشياء نفسها لكل تائه يكتشفه فى العاصفة ، ذكرت نفسها بذلك ساخرة . فهذا لا يعنى شيئا . انه عمل حسن ... حسن لا غير وهى لا تريده ان يعنى شيئا .
- انه مختلف للغاية .
التفتت الى الوراء وكان فلين يقف خلفها مباشرة عند عتبة غرفة النوم . لكنه لم يتحرك فقالت بسرعة :- ما كان لك أن تزعج نفسك . لكننى أقدر لك هذا . بكم ادين لك ثمنا للوقود ؟
فقال برقة :- لا تكونى سخيفة .
شعرت بخفقات قلبها تتسارع ـ خفقات سريعة مذعورة جعلتها غير قادرة على التفكير بشكل مترابط. رفعت بصرها تحدق اليه ، وعادت تلح قائلة :- لكن يجب أن ادفع لك . فمن غير الممكن ان ....
مد يديه يمسك بذراعيها ثم أحنى رأسه وعانقها ... بدأ عناقه رقيقا ناعما ولم تحاول ماريغولد ان تدفعه عنها ، ما جعل عناقه يزداد قوة .
- شعرك ناعم كالحرير .
تمتم بذلك برقة ويده مشتبكة بشعرها الناعم :- كما ان لونه ساحر . لم ار قط لها مثل شعرك الرائع . هل تعرفين هذا ؟.
لم تجبه ماريغولد ... لم تستطع ان تجيبه كانت مذهولة ومضطربة تماما لهذه المشاعر التى اثارها فيها عناقة ... لم يتملكها هذا الشعور قط طوال عهدها مع دين .
أبعدها عنه قليلا وببطء ثم قال برقة :- أترين ؟ لقاء النار بالنار .
منتديات ليلاس
حدقت ماريغولد اليه وقد فقدت عيناها انبهارهما وتعبيرهما ، ما ان تجلت امامها الحقيقة بكل برودتها المرعبة . هذا الرجل لم يعجبها منذ البداية ومنذ تعارفهما لم يتبادلا أكثر من كلمات معدودة مهذبة وهى سمحت له ... لم تشأ ان تفكر بما سمحت له به .
ويبدو انه احس بما يجول فى خاطرها . لذا بدا صوته ، عندما تكلم مرة اخرى جافا يحمل لمحة من التسلية الخفية التى سمعتها عدة مرات من قبل :- لا بأس يا ما ريغولد . كان هذا مجرد عناق .
لا، لم يكن مجرد عناق كما فكرت بمذلة .... ليس بالنسبة اليها على الاقل . بل انها اكبر تجربة ناسفة للدماغ غرفتها فى حياتها وقد علمتها عن نفسها فى لحظات قليلة اكثر مما تعلمته فى سنواتها الخمس والعشرين الماضية . ولو ان شخصا أخبرها ان بامكانها ان تفقد عقلها بهذا الشكل لمجرد عناق لسخرت منه فى وجهه . لكن هذا ما حصل ... ولا ينبغى ان يحصل مرة اخرى .
- أتركنى من فضلك .
كان صوتها خافتا لكنه واضح. واستجاب فلين لطلبها على الفور .
ما الذى يفكر فيه؟ اخذت تتساءل بيأس صامت . بالامس أخبرته انها جاءت الى كوخ ايما لتداوى جراح قلبها .... واليوم ، فى اليوم التالى تماما كادت تذوب بين يديه !
- لن أقول اننى اسف لاننى عانقتك ، لاننى أردت ان افعل هذا منذ اللحظة الاولى التى رأيتك فيها على الطريق ، كما اننى أتظاهر بأننى لم الاحظ استمتاعك بذلك .
لم تنكر هذا . لا فائدة من ذلك ... كما ان ماريغولد ليست من النوع الذى يتملص من نتائج أعماله . وبدلا من ذلك رفعت ذقنها وقد ضاقت عيناها ... ثم قالت متوترة :- اريدك ان ترحل الان ، لكننى اولا أريد ان ادفع لك ثمن الحطب والفحم .
فقال بصوت خشن :- لم يكن سوى عناقا .

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 18-08-11, 01:02 AM   المشاركة رقم: 35
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

وتخلل شعره الكث بأصابعه ما أنبأ باحباط بالغ :- بين شخصين راشدين راضيين .
قالت هذا غاضبة ، كما لو انه اخبرها بأنها تأتى فى الدرجة الثانية بعد امرأة اخرى :- ما كان لذلك ان يحدث على الاطلاق . فأنا أكاد لا اعرفك .
رفع حاجبيه ساخرا وهو يشبك ذراعيه على صدره :- اسمى فلين مورو ، فى الثامنة والثلاثين من العمر ، عازب وذو عقل سليم . أهناك شئ اخر تعتبرينه هاما ؟.
- هناك الكثير .
فقال برقة بالغة :- علينا اذن أن نبحث هذا الامر فى وقت اخر .
فجأة لم يعد يبتسم .
- لا أظن ذلك .
حاولت جاهدة ان تجعل صوتها يبدو حازما رغم ان قلبها كان يذوب أتراه يهتم بها ؟ لم تستطع ان تصدق ذلك تماما . من كان بمثل نجاحه وثرائه ويتمتع بهذه القوة والنفوذ، سيفضل امرأة شقراء طويلة القامة والساقين وتشبه عارضات الازياء ... من نوع تامارا ... اما هى فطولها لا يتعدى المئة والستين سنتيمترا ، شعرها كستنائى ناعم وبشرتها يكسوها النمش فى الصيف . حتى امها لا تستطيع أن تصفها بأنها ذات جمال خلاب . لاشك انه يرغب ببعض التسلية اثناء الاجازة ، خصوصا وانها فى متناول اليد .
- لا . أمازلت مهتمة بما كان يمكن ان يحدث ؟
منتديات ليلاس
كان فى صوته سخرية ناعمة للغاية . ولم يبد عليه أى ضيق لرفضها له ما جعلها واثقة من نظريتها أكثر من اى شئ اخر . لكنها وللوهلة الاولى ، لم تفهم ما كان يشير اليه . ثم تذكرت دين . دين ، الذى لم يثر أى احساس فيها بالمقارنة مع هذا الرجل ، والذى أصبحت ذكراه الان بعيدة تماما عنها .
- لا، ابدا ....
وسكتت فجأة عندما لمعت عيناه الفضيتان تحديا . ثم عادت تتابع بحزم :- لا ، لم اعد مهتمة بما كان يمكن ان يحدث . فى الواقع ، بدأت افكر منذ بعض الوقت فى اننى كنت محظوظة لخلاصى منه .
حصل ذلك منذ عناقها فلين . وأدركت للمرة الاولى ، ما معنى ان تتجاوب مع الرجل بحميمية مشابهة . ما كانت ستشعر بذلك مع دين ولو بعد مليون سنة .
قال على الفور :- لكنه هز ثقتك بالرجال أليس كذلك ؟.
نعم ، هذا ما حصل ، وأزعجها انها لم تدرك ذلك حتى الان ايضا ، كما أخذت تفكر بضيق . وهذا السيد ( الذى يعتبر نفسه عالما بكل شئ ) سيبتهج للغاية اذا اعترفت له بأنه على صواب .
فقالت بتكلف :- اسفة اذا كانت هذه هى الطريقة الوحيدة التى تجعلك تتقبل فكرة أننى لا أريد أن أعرف عنك المزيد .
- وهكذا أنا لست على صواب ؟
تنفست بعمق ثم أجابت كاذبة :- لا ، انت لست على صواب .
ابتسم فلين واحست ماريغولد ان أبتسامته تلك عدوانية كأبتسامة سمك القرش . ثم قال بظرف :- أنا مسرور لانك لست بارعة فى الكذب يا ماريغولد . أنا حقا أكره ذلك فى المرأة . والان هناك غرفة صغيرة خلف الكوخ فى الحديقة اعتادت ماغى ان تضع فيها الدجاجات عندما ينزل المطر وقد خزن ويلف فيها من الفحم والحطب ما يكفيك لاكثر من أسبوعين . وعليك ان تبقى النار مشتعلة ليلا نهارا. أنت تعرفين كيف تشعلين النار اليس كذلك ؟
لم يكن لديها فكرة عن ذلك ، ولكنها أومأت بكبرياء :- طبعا أعرف .
نظر اليها ساخرا :- كثير من رقائق الفحم وقشور الفاكهة تنجز المهمة . وكذلك أوراق الشاى ، وهذا النوع من الاشياء . كومى هذه الاشياء وتأكدى من أن كمية الهواء التى تتخللها قليلة جدا قبل ان تشعلى النار بهذه الطريقة يبقى لديك كمية جيدة من الجمر فى الصباح .
وفكرت بلؤم ان كلامه أشبه بتعليمات لخادمة البيت . وعلى الفور شعرت بالخزى من نفسها عندما أضاف فلين يقول :- كل بقالتك موضوعة فى الخزائن والثلاجة ممتلئة ايضا ، ولكن من دون قسم التجليد مع الاسف .
- حسنا شكرا ، والان ماذا أنا ....؟
قاطعها محذرا وعيناه تلمعان :- اذا ذكرت دفع الثمن مرة اخرى فسأقبل ولكنى لن أقبل بالنقود هل فهمت ؟.
فتحت فمها لتحتج ، لكن نظرة واحدة الى عينيه أنبأتها أنه يعنى ذلك فعلا . فعادت وأقفلت فمها . ولحسن الحظ انه لن يعلم أبدا ما أثارته كلماته فى نفسها من شوق .
- خذى هذه الحبوب وتناولى حبة كل ست ساعات . لا تتناولى أكثر من ثمانى حبات كل أربع وعشرين ساعة .
منتديات ليلاس
قال هذا بهدوء وقد ارتد فجأة الى وقاره المهنى ، فيما هو يخرج من جيبه علبه حبوب مسكنه للالم :- ستخلصك هذه الحبوب من الالم الى ان يشفى كاحلك .
أومأت ، وهى تتمنى ان تذهب بسرعة فهى بحاجة الى وقت تحلل فيه مشاعرها واضطرابها البالغ . وما دام يقف هنا امامها فلا مجال لان تسيطر على مشاعرها .
اقترب منها مجددا ورفع ذقنها لينظر الى وجهها :- الى اللقاء ، يا ماريغولد .
- الى اللقاء .
وفجأة ، ولسبب غير عقلانى أدهشها، ارادت أن تتوسل اليه لكى يبقى . لكن هذا جنون كما حذرت نفسها ، متسائلة عما اذا كان سيعانقها مرة اخرى .
لكنه لم يفعل . وعندما رأته يسير نحو الباب شعرت الاستياء وراحت تتساءل عن السبب الذى منعه من معانقتها . ولكن ، هل تشعر بالجاذبية نحوه؟ لا . لا يمكن ان تسمح لنفسها بذلك . حياتها صعبة بما يكفى . اخر ما تريدة الان هو رجل معقد مثل فلين !
تبعته الى الباب الخارجى . واخذت تنظر الى ذلك الرجل الطويل الاسمر وهو يسير بخطواته الواسعة على الثلج عبر الحديقة . بدت السماء فوقهما صافية ، وقد أحالت شمس الشتاء الباهتة الثلوج الى صفائح لامعة كالماس ما جعل أثار قدميه تبدو كفجوات عميقة مثله .... واسعة .... اوسع من الحياة .
ضاقت عينا ماريغولد بسبب أشعة الشمس وراحت أفكارها تتسارع كان فلين من أولئك الاشخاص الذين يصادفهم الانسان مرة فى الحياة ... ذلك النوع الذى يبعث الحيوية والاثارة أينما ذهب . والتورط مع شخص كهذا وبأى شكل كان ، هو شئ مهلك تماما .
لقد حدثها عن اجتماع النار بالنار ، لكنه لا يعرفها فى الحقيقة . فهى مجرد فتاة عادية . كل ما ترغب فيه فى النهاية هو بيت وأسرة وحياة هادئة مع الرجل المناسب . وأكثر من أى شئ ، تريد رجلا يحبها ، يحبها وحدها رجلا يراها رائعة كما هى فلا تقفز عيناه وراء كل شقراء طويلة ذات ساقين تصلان الى ما تحت ابطيها .
نظرت الى السيارة الضخمة الفارهة وهى تبتعد، ورفعت يدها للحظة قصيرة ترد على تلويح فلين لها بيده . ولم تلحظ انها كانت تبكى الا بعد ان عادت تحجل الى البيت ، ومن ثم الى المطبخ لتعد لنفسها كوب شاى منعش .
****************************************
انتهى الفصل الرابع

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
christmas at his command, احلام, helen brooks, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية, هيلين بروكس, واحترق الجليد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:01 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية