كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
3 - من أنت ؟
أكلت ماريغولد الشطيرة المحمصة وشربت فنجان الكاكاو اللذين أحضرتهما لها برتا بعد خروج فلين بدقائق. استسلمت للنوم على الفور. لا شك أن حبتى الدواء اللتين أعطاهما لها فلين قد ساعدتاها على الاسترخاء .
استيقظت فى ما بعد على همهمة أصوات خارج الغرفة . فتحت عينيها الذاهلتين، وللحظة لم تدرك أين هى . حدقت الى اللهب المشتعل فى المدفأة الحجرية الضخمة ، الا أن وخزة الالم فى كاحلها ذكرتها بما حدث.
منتديات ليلاس
سحبت جسمها الى الوراء لتجلس على الاريكة ، وسوت قدمها على الوسادة ما زاد من شعورها بوخزات الالم . بعدئذ سوت كنزتها الصوفية وعدلت الحزام فى بنطلونها الجينز. وما لبث أن انفتح الباب ...
بدت الغرفة شبه مظلمة اذ لم يكن ينيرها سوى مصباح قائم فى احدى الزوايا، منافسا وهج نيران المدفأةالضخمة . وعندما أضئ المصباح الرئيسي طرفت ماريغولد بجفنيها كأنها طائر صغير مجفل، وهى تنظر الى فلين والرجل الاخر :- سيسرك أن تعلمى أن ميرتيل بخير وقد أصبحت الان فى الكاراج.
قال فلين هذا بهدوء فيما كان الرجلان يسيران نحو الاريكة :- هذا ويلف بالمناسبة . وهذه يا ويلف الانسة جونز حفيدة ماغى .
- لكنها ليست الانسة جونز .
كان زوج برتا رجلا صغير الجسم وردى البشرة ذا عينين صغيرتين راحتا تحدقان الى ماريغولد بتشوش واضح .
- ماذا ؟
- انها ليست المرأة التى ذهبت الى المقهى ذلك اليوم برفقة الفتى المغرور صديقها الذى أقام الدنيا وأقعدها من أجل المبلغ الذى طلبه ارثر ثمنا للوجبة التى تناولاها
قال ويلف هذا بحيرة بالغة غير مدرك أنه يسبب لماريغولد أتعس لحظة عرفتها فى حياتها .
- يمكننى أن أوضح الامر و ...
قاطع فلين صوتها المحموم بصوته البارد كالثلج :- ربما تحبين أن تعرفينا بنفسك اذن؟
أخذت ماريغولد نفسا عميقا وهى تفكر أنها لولا حبها لوالديها لكرهتهما لانهما أطلقا عليها اسما يسبب لها الاحراج دوما . فقالت بصوت مرتجف:- اسمى ماريغولد ... ماريغولد فلاور .
- أنت تمزحين .
تمنت لو انها تمزح فعلا ... تمنت لو تستطيع أن تدعى أن اسمها تامارا جيمس مثلا . قالت بتعاسة بينما راح فلين ينظر اليها بجمود تام :- لا اسمى هو ماريغولد فلاور حقا . امى ... حسنا انها غريبة الاطوار قليلا وعندما تزوجت من أبى وعائلته فلاور ، وهو يعنى الزهرة ثم انجبت طفلة أطلقت على اسم ماريغولد أى القطيفة وهكذا اصبح اسمى ماريغولد فلاور أى زهرة القطيفة . وقد ارتاح أبى لاننى لست ولدا لانها كانت ستسمينى ( غرومويل ) وهى زهرة جميلة زرقاء كانت أمى حينذاك تزرعها فى حديقتها ...
تلاشى صوت ماريغولد فقد أنبأتها نظرات ويلف الجامدة انه يظنها تهذى. أما فلين فبدتا جادتين للغاية ، وكانتا تخترقان رأسها كالليزر.
- أنا مسرورة بالتعرف اليك ، وشكرا لعنايتك بسيارتى .
ومدت يدها الى ويلف فانحنى يصافحها ثم تراجع الى الخلف وكأنه خائف أن تعضه .
قال فلين عابسا من دون أن يحول نظراته عن وجه ماريغولد المتوهج :- هل لك أن تتركنا وحدنا يا ويلف ، واخبر برتا بأننى لا أريد أى مقاطعة.
لم يكن ويلف بحاجة الى كلمة اخرى لينطلق من الغرفة كالرصاصة . بينما شعرت ماريغولد بأنها تحسده من كل قلبها . نظرت الى الباب وهو ينغلق ثم رفعت عينيها الى فلين . كان لا يزال واقفا بجمود تام ونظرانه مركزة عليها ما جعلها تشعر وكأنها حشرة زحفت لتوها من تحت حجر .
فتمتمت بسرعة قبل أن يقول شيئا:- حاولت أن أخبرك بذلك مرات عدة .
- تبا لمحاولاتك !
- لكننى فعلت ذلك حقا !
منتديات ليلاس
وحملقت فيه . قد لا يكون الهجوم أحسن وسائل الدفاع دوما ولكن هذا كل ما لديها الان :- لكنك كنت تتفجر غضبا على الطريق فلم تتح لى فرصة لأفتح فمى للرد
- هل تعنين أن الذنب ذنبى؟ أنت أخبرتنى كومة من الاكاذيب وتركتنى اعتقد أنك شخص اخر لتتملقينى وتشقى طريقك الى بيتى بادعاء كاذب ...
- أنا لم أتملق لاشق طريقى الى بيتك . فأنا لم أشأ القدوم الى بيتك اطلاقا اذا كنت تتذكر لكنك لم تقبل رفضى هذا . على اى حال ، سأدفع لك أجرة هذه الليلة وثمن الحطب والفحم . ويمكننى أن أذهب الى الكوخ الان فى الحال .
قالت هذا بغضب بالغ، وحاولت ان تنهض واقفة لكنها عادت فسقطت على الاريكة بصرخة صغيرة مختنقة وقد التوى وجهها ألما .
- ابقى هادئة بحق الله!
صرخ بها مرة اخرى . لكن يبدو انه سرعان ما ندم على ذلك اذ رأته يغمض عينيه لحظة قبل ان يأخذ نفسا عميقا ثم يزفر بخشونة ليقول بهدوء :- ابقى هادئة.
وضاقت عيناه ببرودة وتقلص وجهه وكأنه يحاول السيطرة على اعصابة .
|