لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-09-11, 01:16 AM   المشاركة رقم: 61
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Sep 2010
العضوية: 193433
المشاركات: 692
الجنس أنثى
معدل التقييم: فداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداعفداني الكون0 عضو على طريق الابداع
نقاط التقييم: 420

االدولة
البلدKuwait
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
فداني الكون0 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

يعطيج العافيه

 
 

 

عرض البوم صور فداني الكون0   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 02:27 AM   المشاركة رقم: 62
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

شكرا لك حبيبتى واتمنى تعجبك الرواية

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 03-09-11, 02:29 AM   المشاركة رقم: 63
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

ارتجفت الكلمة على فمها . ورغم انها كانت واثقة من أنها لم تفضح نفسها، الا أنها كانت واعية الى عينيه الفضيتين .
وقال برقة :- تعالى .
- لا ، اريدك أن تدرك أنه لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل . نحن نعيش حياتين مختلفتين . نحن مختلفان . لاشئ يجمع بيننا والافضل ان ننهى كل شئ بيننا الان ...
سار اليها ووصل بخطوتين ، واتزعها عن الاريكة ليضمها بين ذراعية ... وفجأة أظهر لها مشاعر محمومة لم تراها منه من قبل .
وجدت نفسها تتشبث به . وخلال ثوان كان كل منهما قد ضاع فى الاخر .
جاء صوته منخفضا وهو يتمتم :- أنت تجعليننى مجنونا بك . هل تدركين هذا ؟.
كان جوابها أن ضغطت بيديها على صدره الصلب ، فيما أردف :- أريد ان نكون دوما معا ، لا يبقى مكان لشئ عدانا نحن الاثنين فى ذهنك وقلبك . أريد ان أتزوجك ...
تراقصت هذه الكلمات فى الجو ، وارتعشت كقطرات المطر البلورية العالقة فى خيوط العنكبوت الواهية .
- ماذا ؟
ابتعدت عنه قليلا وهى تحدق اليه ذاهلة :- ماذا قلت؟.
- أريدك أن تكونى زوجتى .
منتديات ليلاس
رقت نظراته الصارمة فانحبست أنفاسها فى حلقها فيما أضاف :- انا أوافقك الرأى على أننا لا يمكن أن نستمر بهذا الشكل ، لاسيما ان ذلك يوشك على ان يفقدنى عقلى . تقولين ان حياتينا مختلفتان ، فلنعالج اذن ذلك فتصبح حياتنا واحدة معا . يمكنك ان تتابعى عملك ، كما يمكنك ان تجعلى الكوخ استديو لعملك اذا شئت ، حيث يمكنك العمل بهدوء من دون أن يقاطعك أحد حين أكون فى لندن . وعندما أحضر الى البيت سنمضى من الوقت معا قدر ما نستطيع .
لقد فكر فى كل شئ ، كما خطر لماريغولد . لابد أنه يفكر بهذا الامر منذ بعض الوقت .
تمتمت بضعف ك- ولكن ... لكنك لم تقل شيئا من قبل .
- أنت أوضحت تماما أن على ان أتقرب منك بكل رفق وانا تفهمت الامر بعد كل ما عانيته. لكنك على صواب فى شئ واحد ، يا ماريغولد ... انا فى الثامنة والثلاثين من العمر . كان على ان أخبرك بنيتى بالزواج منك بعد أيام من تعارفنا . أعترف بذلك . لكنك لم تكونى مستعدة لهذا الامر ...
ولمس جبهتها بخفة باصبعه .
-0 فلين ...
وتلاشى صوتها وهى تنظر الى عينيه المضيئتين اللتين أصبحتا كحبتى لؤلؤ لامعتين :- هل أنت ... واثق ؟.
- كما قلت أنت ، أمضيت وقتا كافيا لاعرف ماذا اريد ومن أريد . لكننى لم أطلب من أمرأة قط ان تتزوجنى .
ما عدا سيلاين . خطرت لها هذه الفكرة لحظة قبل ان تدفعها بعيدا . لا يمكنها ان تحلل هذا الرجل المعقد البالغ الذكاء ، لكن ها هو يقدم لها أكثر مما تحلم به ، كما أنها تحبه الى حد انها لا تعلم كيف كانت ستعيش من دونه . أما الان فلم تعد مضطرة لذلك .
سألها بهدوء :- ما هو جوابك ؟ فكرى جيدا قبل ان تتكلمى . ولكن ثمة أمر مؤكد ، وهو اننى لن أدعك تخرجينى من حياتك ، كما ان صبرى فرغ. واريد ان اذيع بيانا على كل تافه مدع ، مثل خطيبك السابق ، انك لى .
بيان للرجال الاخرين ؟ هل هو مجنون ؟ هل يتصور حقا انهم يقفون امام بابها بالصف ؟ فقالت برقة وفمها يرتعش :- يبدو وكأن لا خيار سوى ان أقول نعم . لكننى لا أفهم ...
قطع كلامها بعناق طويل محموم ولم يتركها الا بعد ان اخذت ترتجف :- ما الذى لا تفهمينه؟
- لماذا تريدنى ؟
سألته هذا بصدق مؤثر ، فلامس وجنتها برفق بالغ :- اذن ، سأجعلك تفهمين .
قال هذا بصوت أبح وعيناه تحدثانها بأكثر مما يمكن للكلمات ان تقوله ثم أضاف :- لكن الوقت ليس مناسبا الان .
نظر الى ساعته وتابع يقول :- تبا، على ان اذهب . كان فى نيتى ان امر فقط لزيارة قصيرة لاوضح لك امرا ، لكن لم يعد لدى وقت الان . على ان أذهب. سأتصل بك هاتفيا ، اتفقنا ؟ سأتصل فى الصباح قبل ذهابك الى العمل . لا بأس .
- نعم ، لا بأس .
وتملكها الارتباك ، لكنه بدأ يسير نحو الباب وقد بدت عليه اللهفة للخروج :- هل أنت ذاهب الان الى المستشفى؟
سألته وهى تعلم الجواب مسبقا . فقد لاحظت من قبل التعبير الذى ارتسم على وجهه عندما كان مشغولا جدا بحالة الصبى ... لابد ان لديه حالة طارئة ، وكأن جزءا منه أصبح الان فى غرفة العمليات .
- نعم
عانقها مرة اخرى طويلا وبعنف :- لكننى سأتصل بك صباحا .
هذا يعنى أنه سيبقى على الارجح فى غرفة العمليات حتى ساعات الصباح الاولى . لابد ان الحالة خطيرة ولا يمكن لها ان تنتظر ، ولاشك ان وضع المريض خطير الان ليجرى فلين العملية .
قالت له بسرعة لتسهل عليه الامر :-اذهب .
ثم ولاول مرة ، وقفت على رؤوس أصابعها لتعانقه ، فضمها اليه مرة اخرى قبل ان يخرج وهو يقفل معطفه .
بعد ذهابه ظلت لدقيقة كاملة مستندة الى الباب الامامى وهى تنظر بذهول الى ردهتها الصغيرة . كان طلب فلين الزواج منها الامر الاكثر غرابة ومازالت لا تستطيع استيعابه .
منتديات ليلاس
ماريغولد مورو ... طرفت بعينيها ووضعت يدها على قلبها الذى راح يخفق بعنف ، فلين يريدها ان تكون زوجته .
سارت الى المطبخ حيث أعدت لنفسها فنجان قهوة حملته الى غرفة الجلوس . لم تستطع أن تأكل شيئا ... ليس الان ، فقد شعرت باثارة بالغة . آه ، فلين ... فلين ... وابتدأت ضخامة الامر تتضح لها . الزواج ! بدا الامر فى غاية البساطة حين كان هنا يعانقها ، اما الان فراحت تتساءل لما طلب منها ان تتزوجه فى هذه الليلةبالذات . اتراها أرغمته على عرض الزواج عليها بهذا الموقف الذى اتخذته الليلة ، فضلا عن سلوكها معه فى الاشهر الاخيرة ؟ اذا كان الامر كذلك فهذا نوع من الابتزاز، مع انها لم تفكر فى ذلك لحظة واحدة . فى الواقع لم يخطر ببالها قط ان فلين سيطلب منها يوما ان تصبح زوجته .
أبعدت شعرها عن وجهها المتوهج ، ثم أغمضت عينيها بشدة لحظة أو اثنتين وهى تتصارع مع افكارها الصاخبة المضطربة ، وكلما زاد صراعها زادت شكوكها القديمة ومخاوفها .
هل قال لها فلين انه يحبها ؟ عادت تفكر فى تلك الدقائق المشحونة التى عاشاها ، وذهنها يبحث بلهفة عما يطمئنه . لا ، لم يقل . لكن الطريقة التى نظر بها اليها أعلنت ذلك بوضوح ، اليس كذلك ؟
أو ... وسألها صوت خفى فى أعماقها متفحصا ... هل لانها كانت تريد ... أو تشعر بحاجة الى ان تصدق ، رأت ذلك اعلانا ؟
وبعد دقائق اخذ رأسها يدور . سكبت لنفسها كوبا اخر من القهوة السوداء والثقيلة ، لكن ذلك لم يهدئ روعها أو يطمئنها.
كانت بحاجة الى ابعاد تفكيرها عن الامر لعدة دقائق ، فمدت يدها الى التلفزيون . وعندما ظهرت الصورة على الشاشة الصغيرة استندت الى الوسائد الناعمة خلفها على الاريكة .
لم تستطع ان تتذكر تفاصيل البرنامج المعروض... لابد انها كانت فى شبه غيبوبة أثناء عرضه... لكن حواسها تنبهت عند تقديم الفقرة التالية :- الليلة موعدنا مع مناسبة فى عالم الازياء ... ومضى الحديث بهذا الشكل لحظة أو أكثر ، لكن ماريغولد ما لبثت ان جلست منتصبة عندما قال المذيع :- من القادمات عصر هذا اليوم سيلاين جينيت التى أعلنت حديثا تقاعدها . ثم عرضت بشكل مختصر صورة لسيلاين الباسمة وهى تخرج من المطار . لكن الرجل الطويل الاسمر الذى كان يحيط خصرها بذراعه هو الذى لفت نظر ماريغولد .
فلين ! رفعت ماريغولد يديها تغطى فمها ، وضغطتهما بشدة عليه وهى تحدق ، من دونان تفهم ، الى الشاشة قبل ان تتغير الصورة .
عصر هذا اليوم ، هذا ما قاله المذيع . كانت سيلاين هنا ، فى لندن ومع فلين .
- لا. آه ، لا .
بدا صوتها كالانين ، وسمعت ماريغولد نفسها بشئ من الاشمئزاز لكنها لا تستطيع ان تفعل شيئا حيال الالم والصدمة اللذين تملكاها.
هل كان فلين هناك الليلة ؟ مع سيلاين فى هذا المهرجان ؟ واقفلت التلفزيون ورأسها يدور . كانت فى الواقع قد شجعته ليتركها ، ظنا منها انه ذاهب الى المستشفى .
منتديات ليلاس
شعرت بأنها تكاد تتقيأ ما جعلها تتنفس بعمق مرات عدة لتسيطر على الغثيان الذى أصابها . كيف يمكنه ان يفعل ذلك بها ؟ ان يكذب عليها بهذا الشكل ؟ كيف يمكنه ان يعرض عليها الزواج ثم يذهب مباشرة الى امرأة اخرى ، الى سيلاين ؟ واخذت تسير جيئة وذهابا وهى تحاول ان تفكر فى ما عليها ان تفعله . ها هو التاريخ يعيد نفسه كما يبدو . هل الخطأ فيها هى ؟ لابد ان الامر كذلك، وان فيها ما يجعل الرجال يظنونها غبية .
ولكن ... اليس ثمة احتمال بأن تكون قد أساءت فهم الامر ؟ ربما ... ربما ذهب فلين لاستقبال سيلاين فى المطار نظرا لصداقتهما القديمة هذا ممكن .
أدركت أنها كالغريق تتمسك بقشة .... بأى شئ مهما كان واهيا ولكنها لم تستطع منع نفسها من ذلك . ماذا لو ان فلين أخبرها الحقيقة وكان فى المستشفى الليلة؟ اذا استقبلها فى المطار عصر اليوم ، فلا يعنى هذا بالضرورة أنه سيبقى معها خلال الاحتفال فى المساء .
ولكن كيف يمكنها ان تتأكد من ذلك ؟
ستتصل ببرتا علها تعرف منها شيئا ، مدت يدها الى سماعة الهاتف وطلبت رقم منطقة شروبشاير . وما ان انفتح الخط فى الطرف الثانى حتى ادركت انه كان بأمكانها ان تطلب المستشفى ، اذ لعل فلين طلب من برتا ان تنكر وجوده مع سيلاين .
فكرت ماريغولد بسرعة ، ثم قالت :- برتا ؟ انا ماريغولد . اتصلت لاتحدث مع فلين لكننى تذكرت لتوى أنه مع سيلاين ، اليس كذلك ؟ لقد نسيت . لقد أمضيت يوما متعبا فى العمل وتفكيرى غير مستقيم .
- لابأس فى ذلك يا عزيزتى .
لم تنكر ذلك . لم تنكر ذلك .
- سأتصل به على هاتفه الخلوى لاحقا . انا مستعجلة وداعا
قالت الجملة الاخيرة قبل ان تبدأ برتا بالثرثرة وهكذا وضعت السماعة قبل ان تنتظر جواب برتا ، ثم جلست تحدق الى السماعة ببلادة انها تكرهه ... انها تكرهه حقا.
نظرت الى رقم هاتف شقته فى لندن ، ثم ادارته ببطء . على الطرف الاخر لم تسمع سوى المجيب الالى . لكنها توقعت ذلك فراحت تتكلم بوضوح واختصار :- فلين ؟ انا ماريغولد . ارجو ان تكون قد امضيت سهرة ممتعة مع سيلاين . آه، ثمة امر اخر .انا لن اتزوجك حتى لةو كنت اخر رجل فى العالم . ولمعلوماتك انا لم أثق بك قط ، ولهذا لا تظن انك خدعتنى ولو لحظة واحدة لا اريد ان اراك أو اسمع عنك شيئا مرة اخرى وداعا.
وضعت السماعة . وازاحت خصلة شعر عن عينيها ثم انفجرت بالبكاء
******************************
نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 04-09-11, 03:34 AM   المشاركة رقم: 64
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

9- اللعبة الخطرة
لم تعلم ماريغولد فى أى وقت متأخر من الليل تمكنت من ان تستغرق فى النوم وذلك بعد ان بكت حتى جفت دموعها. لاشك أن ذلك حصل بعد منتصف الليل،فقدىكانت مرهقة عقليا ، وجسديا ، ونفسيا. ومع ذلك بقيت تتقلب مدة بدت لها دهرا قبل أن تستغرق فى نوم مزعج.
راح جرس الهاتف يرن ليعيدها الى اليقظة، لكن الامر استغرق بعض الوقت الى ان استيقظت اخيرا . جلست فى سريرها ثم مدت يدها الى السماعة وهى تحاول ان تركز عينيها الغائمتين على المنبة قرب السرير. انها الخامسة صباحا!
عندما نطق صوت رجل غاضب باسمها بعنف، عادت الصور الى ذهنها وتذكرت فلين وسيلاين !
- ما الذى تعنيه الرسالة على المجيب الالى ؟
بدا صوته من الغضب كما لم تسمعه قط من قبل . وحاولت بلهفة ان تستجمع أفكارها فردت :- لابد ان الامر واضح تماما.
استطاعت اخيرا ان تتكلم بشئ من الذكاء ، فيما قلبها يكاد يقفز الى حلقها لسماع صوته.
- هل تعلمين بأمر سيلاين؟
طرفت بعينيها غير قادرة على ان تصدق أذنيها . حتى انه لا يحاول انكار الامر!وجعلها هذا اكثر جنونا من ذى قبل ، فقالت بصوت بارد كالثلج :- مرة أخرى أظن ان الامر واضح .
فزمجر بعنف :- ما هذا الكلام اذن عن قضاء سهرة ممتعة وأننى أخدعك؟
لم تسمعه قط من قبل يتحدث بهذه اللهجة القاسية حتى يوم راح يعنفها ظنا منه انها ايما .ويبدو ان افتضاح أمرة بهذا الشكل لم يعجبه فقالت تذكره بحزم :- أنا قلت انك لم تخدعنى .
فقال بخشونة :- كما أنك قلت انك لا تريدين ان ترينى او تسمعى عنى شيئا مرة اخرى . وذلك بعد ساعات من وعدك لى بأن تتزوجينى. ما الامر اذا؟ ولا تقولى ان الامر واضح لانه ليس كذلك، انا مستيقظ منذ اربع وعشرين ساعة وليس لدى مزاج للالاعيب ، يا ماريغولد .
الاعيب ؟ أتراه يظن هذه لعبة منها؟ قالت وهى تحاول منع صوتها من الارتجاف :- قلت لى انك ستكون فى المستشفى الليلة الماضية.
- حسنا؟
- ورايت فى التلفزيون سيلاين تصل الى لندن ، وكنت انت معها. وبرتا قالت انك كنت معها الليلة الماضية .
حسنا ، قالت برتا ذلك بطريقة ما .
- انتظرى لحظة ، هل قلت انك تعلمين بأمر سيلاين ؟
ردت ماريغولد بلهجة لاذعة مرة :- نعم. كان هناكبرنامج عن الازياء.
- وأنت تظنين ان سيلاين شاركت فى البرنامج الليلة الماضية؟
وسكت لحظة صغيرة ثم قال بصوت أصبح ناعما باردا:- اتصلت ببرتا لتعلمى ان كنت مع سيلاين أثناء ذلك؟ هل هذا صحيح؟
- نعم .
شعرت بأن ثمة خطأ ما. وتملكها احساس بقرب وقوع كارثة.
-كان بأمكانك ان تتصلى بى على هاتفى الخلوى أو تتصلى بالمستشفى اذا أردت ان تتحدثى الى بشكل مباشر ، يا ماريغولد.
- لكنك.. لكنك لم تكن فى المستشفى .
سألها بنفس الصوت الهادئ الذى ارسل قشعريرة توقع المتاعب فى جسدها كله :- هل سألت قبل ان تتحدثى الى برتا؟
- لا.
- لم أكن أستحق منك اتصالا هاتفيا اذن.
- هذا ليس صحيح . قالت هذا باحتجاج خافت فقال :- الى جهنم بقولك هذا .
- ظننت ...
- أنا اعرف ما ظننت يا ماريغولد . كنت واثقة من أننى أضيع الوقت مع سيلاين الليلة الماضية وهكذا اتصلت ببرتا للتحقق من الامر . تبا لى كم كنت أحمق ! ظننت ان بأمكانى ان اجعلك تحبيننى كما أحبك، لكنك لم تمنحينى فرصة ابدا، عدا عن التجاذب بيننا لاأظن أنك تكنين لى حتى شعور بالمودة .
- فلين هذا غير صحيح .
انكارها الصادق لم يؤثر فيه على الاطلاق :- أنت صدقت أننى أعرض عليك الزواج ثم أخرج لامضى الليلة مع امرأة اخرى.
الازدراء الواضح فى صوته أصاب ماريغولد فى الصميم ، فهو يقول الحقيقة . ماذا يمكنها ان تقول وماذا يمكنها ان تفعل لتصحح ما فعلته؟ لقد صدقت الان أن فلين كان فى المستشفى الليلة الماضية ولم يكن مع سيلاين .
ثم أثبت خطأها عندما قال بمرارة :-أنا كنت مع سيلاين الليلة الماضية يا ماريغولد وقد تركتها فى الرابعة هذا الصباح . انها فى قسم العناية الفائقة ، بعد ان اجريت لها عملية ازالة ورم من مخها بحجم كرة الغولف. وعندما تستعيد وعيها ، هذا اذا استعادت وعيها، قد تضطر لان تتعلم كيف تسير وتتكلم مرة اخرى. وربما تصاب بالعمى أو أسوأ من ذلك . كان يجب ان تجرى لها هذه العملية قبل اسابيع، لكن أحد أدعياء الطب ، الذى راجعته ، لم ير أيا من دلائل الورم فقال لها انها تعانى من مرض الشقيقة بسبب الاجهاد.
وجمدت ماريغولد من الرعب.
- جاءت لترانى أمس لاخذ رأيى. وأدركت ان على ان اجرى العملية على الفور وذلك بعد الفحوصات التى أجريتها عند العصر. لكن لم يعلم أى منا مدى سوء حالتها الا بعد ان فتحنا الجمجمة .
وكان الندم والخزى يخنقان صوتها.
- لم يبق ما يقال. كنت أخدع نفسى طوال الوقت وأقنعها بأن هناك شيئا حقيقيا بيننا.
- لا، ارجوك . اصغ الى . انا لم أفهم ...
- لا، أنت لم تفهمى . لكننى لست مهما بنظرك لتبذلى أى جهد للفهم، أليس كذلك؟ اذا ظننتأننى من الذين يتصرفون بهذا الشكل، أذن ليس هناك أمل . حاولت أن اريك شخصيتى الحقيقية فى الاشهر الماضية يا ماريغولد. أردتك أن تعرفينى من الداخل . لست رجلا كاملا ، لكننى أيضا لست رجلا تافها كما تظنين.
- لم أعتبرك كذلك ، يا فلين ، لم اعتبرك كذلك.
وراحت تجهش بالبكاء لكن يبدو أن هذا ايضا لم يؤثر فيه.
- سيكون عليك أن تثقى بشخص ما ، فى وقت ما يا ماريغولد ، لكننى لن أكون هذا الشخص.
أنه يعنى ذلك ، لقد فقدته . وتملكها الغثيان.
- وداعا ، يا ماريغولد .
واستقرت السماعة مكانها بهدوء بالغ .
******
كانت الايام القليلة التالية هى الاسوأ فى حياة ماريغولد . فقد أمضت الساعات وهى تعمل بصورة آلية من دون توقف . لكن عند عودتها الىبيتها، كانت تغرق فى وحشة شقتها ، ولا تجد مسكنا لالم الشعور بالذنب وتقريع الذات المر.
حاولت ان ترفع السماعة لتتصل بفلين مرارا كل ليلة لكنها كانت تعود دوما فتضعها من دون أن تجرى الاتصال . ماذا يمكنها ان تقول ، على أى حال؟ لقد تخلت عنه بأسوأ طريقة ممكنة ، بحيث أصبحت العودة الى الوراء مستحيلة . حتى انها لم تمنحه الفرصة للدفاع عن نفسه قبل ان تتصرف بذلك الشكل. لابد انه عاد فى ذلك الوقت الى بيته من المستشفى مرهقا ومستنزفا عقليا وعاطفيا، واذا به يتلقى التحية من رسالتها الهاتفية تلك . فاذا قالت الان انها تحبه لن يصدقها أبدا فهى ، بكل تأكيد ، لم تتصرف كأمرأة محبة.
لقد استحقت كراهيته واحتقاره، كما استحقت كل الالم والندم اللذين تعانى منهما.
موجة اتهام الذات هذه استمرت حتى نهاية الاسبوع ، الا ان أمرين حدثا وأخرجا ماريغولد من بأسها . وكان الاول مسببا للثانى.
عند التاسعة والنصف من صباح السبت ، كان يوما باردا لكن الجو صاح ، سمعت ماريغولد قرعا على بابها فسارت اليه لتفتحه، واذا بها تجد دين عند العتبة وفى يده باقة زهور ضخمة . وقبل ان تقول شيئا بادرها بسرعة :- جئت لاسألك ان كان بامكاننا ان نبقى صديقين ، صديقين فقط لم أكذب عليك عندما قلت اننى افتقدتك يا دى ، ولا أريد لعلاقتنا ان تنتهى بهذا الشكل . أعلم أنك أصبحت على علاقة بشخص آخر وأنا لا ألومك ، ولكننى أحب أن نبقى على اتصال مع بعضنا البعض ، حيث نلتقى معا لنشرب القهوة ونتحدث كصديقين . مارأيك؟
نظرت اليه ذاهلة وهى ترى فى نظراته الرغبة الصادقة فى الصلح. واذا بها تنفجر فى البكاء ، ما ادهشهما معا.
بعد أن شربا القهوة وأكلا بعض الخبز المحمص ، وجدت ماريغولد نفسها فى وضع غير عادى ! اذ راحت تبكى على كتف دين ، فيما أخذ خطيبها السابق يشجعها على ملاحقة رجل آخر: لو وجدت بصيص أمل ضئيلا فى ان نعود الى بعضنا البعض لما قلت هذا . ولكن ليس هناك أى فرصة ، اليس كذلك؟.
هزت ماريغولد رأسها فأضاف :- كما أننى أشعر بشئ من المسؤولية لعدم ثقتك بفلين. لو لم أتصرف بذلك الشكل المستهتر ، لما فقدت أنت ثقتك بالرجال هكذا.
بالرغم من اعتراف دين بذلك ، الا انه توقع منها أن تنكر أنه هو الملوم لكنها قالت بحزم :- هذا حسن ، ينبغى عليك هذا .
- نعم، هذا صحيح .
وانهى قهوته. وعاد يقول :- اذهبى وقابليه . تحدثى اليه وجها لوجه. أخبريه بشعورك حتى لو اقتضى الامر أن تعفرى وجهك بالتراب ، والا ستمضين حياتك وأنت تتساءلين ان كانت الامور ستصطلح بينكما لو أنك حاولت ذلك على الاقل .
حدقت ماريغولد اليه . لقد جاءت التعزية من أغرب الطرق ومن مصدر لم تتوقعه أبدا.
وعندما خرج دين أخذت حماما ساخنا ، وبقيت لفترة طويلة فى الماء المعطر بينما راحت تفكر فى كل ما قالاه . واذا استطاع شخص جميل وسطحى وأنانى مثل دين ، أن يصحح مسار العلاقة بينهما كما فعل هذا الصباح ، من المؤكد ان بامكانها القيام بشئ مماثل مع فلين. حسنا ، قد يحقرها فلين وينزلها الى اسفل السافلين بلسانه الساخر. ولكن ماذا يهم ؟ اذا حدث ذلك فهى تستحقه . لن يجديها التمسك بالكرامة نفعا بعد التعاسة التى عانتها فى الايام الاخيرة ستفعل اى شئ ... أى شئ لكى تريه مدى أسفها .
أثناء ذلك الاتصال الهاتفى الاخير العاصف ، قال انه يحبها وهى صدقته . أتراه مازال يحبها؟ أتراها لم تدمر كل شئ؟ حتى لو كانت سيلاين حبه الاول ، فهذا لم يعد يهمها . لقد عرض عليها هى الزواج منذ عدة ليال. ما يعنى أنه يخطط لمستقبلهما معا .
اتصلت ماريغولد بالمستشفى مرات عدة لتسأل عن سيلاين . لكنها كانت تتلقى فى كل مرة الجواب المعتاد( حالة الانسة جينيت مستقرة بالقدر المتوقع لها) وفى اليومين الماضيين لم تعد تتصل على الاطلاق. لكن خطرت لها فكرة ذات مرة وهى خارجة من الحمام ، فرفعت سماعة الهاتف وأدارت رقم فلين فى شروبشاير وعندما سمعت صوت برتا اخذت نفسا عميقا :- برتا ؟ انا ماريغولد . اتصل لاسأل عن حالة سيلاين .
- اه ، مرحبا يا عزيزتى.
ادركت من صوت برتا انها لاتعرف شيئا عن انفصالهما، وبدا ذلك واضحا عندما سألتها برتا بحيرة :- ولكن لماذا لا تسألينه بنفسك يا عزيزتى؟
- انه مشغول للغاية .
- حسنا، انت لست بحاجة الى ان تخبرينى ! سيصاب فلين بالمرض اذا ما استمر على هذا الحال ، لكن حالة سيلاين الان تتحسن بشكل يبعث على الامل بحيث يمكنه ان يرتاح قليلا . انها تتحسن شيئا فشيئا ، يا عزيزتى. تمكنت من البقاء مستيقظة لمدة اطول بالامس ، كما انها استعادت قدرتها على الكلام تقريبا . من حسن الحظ ان نظرها لم يتأثر ، اليس كذلك ؟ اظن ان هذا ما كان يقلق السيد مورو أكثر من أى شئ اخر .
وضعت ماريغولد السماعة بعد ذلك بدقائق ، وهى ترتجف من الاثارة حالة سيلاين لا بأس بها وحسب قول برتا ، فلين واثق من انه ازال الورم كله وهى تتحسن يوما بعد يوم.
ستذهب الى شقته حالما ترتدى ثيابها . عليها ان تراه الان ، اليوم عليها ان تجعله يفهم انها تحبه . تحبه حقا . وستترك له القرار بعد ذلك، فاذا لم يستطع ان يصفح عنها ...ولم تجرؤ على التفكير فى ذلك خوفا من العودة الى ما كانت عليه فى الايام الاخيرة . عليها ان تتحلى بالشجاعة الان .
مشطت شعرها الحريرى اللامع الذى يصل الى كتفيها، ووقفت فترة تتأمل محتويات خزانة ملابسها . عليها ان تبدو أنيقة ولكن ليس الى حد كبير . جذابة بالغة الانوثة ولكن ليس بوضوح بالغ .
وأخيرا اختارت بنطلونا أنيقا بنى اللون مع حذائها البنى وكنزة من الكشمير بيضاء غالية الثمن . فهذه الكنزة تجعلها دوما تشعر بالرضا عن نفسها . بعدئذ ، زينت وجهها فقط بكريم الاساس لكى تخفى شحوبها . ووضعت الكحل حول عينيها.
لم تكن بامكانها ان تنافس سيلاين من حيث الجمال، كما أخذت تفكر برزانة، ولن تحاول . هذا ما هى عليه ، مئة وستون سنتيمترا من الطول ، بنية الشعر زرقاء العينين وغبية الى اقصى حد كما أثبتت تصرفاتها منذ أيام . هل سيقبل فلين ان يكلمها؟ اغمضت عينيها بشدة وطلبت من الله ان يمدها بالقوة.
*******
توقفت السيارة امام المستشفى الخاص فى بقعة من الارض رائعة الجمال بخضرتها وزينتها. تنفست ماريغولد بعمق مرات عدة لكى تتمكن من التحكم بضربات قلبها العنيفة. كانت قد ذهبت الى شقة فلين اولا ، وعندما لم تسمع جوابا ، افترضت انه فى المستشفى. من المحتمل الا يكون هنا الان كما ذكرت نفسها متوترة الاعصاب ، لكن لابد ان يأتى عاجلا ام اجلا .
بعد ان دفعت اجرة السيارة . نصبت قامتها تحت سترتها البنية اللون ثم سارت مباشرة الى الباب الخارجى الذى انفتح تلقائيا عند اقترابها منه سارت مباشرة الى حيث كانت موظفة الاستقبال الرائعة الاناقة تنتظر بابتسامة مشرقة لتقول بعذوبة :- هل يمكننى ان أساعدك؟
فقالت ماريغولد بحزم :- أود ان اتكلم الى السيد مورو ... السيد فلين مورو.
- هل لديك موعد؟
- لا ، ليس لدى موعد؟
- اذن ، انا حقا اسفة للغاية ولكن ...
فقالت ماريغولد بسرعة :- انا لست من مرضى السيد مورو أنا صديقه له . كما انى واثقة من انه سيرغب فى رؤيتى عندما يعلم اننى هنا .
أصبحت تكذب بشكل أفضل الان . كما فكرت ماريغولد بشئ من التوتر . لان الموظفة صدقت هذه الكذبة بسهولة .
قالت موظفة الاستقبال :- سكرتيرة السيد مورو متغيبة اليوم، لكننى سأرى ان كنت استطيع ان اتصل به . فى الحقيقة لست واثقة مما اذا كان فى المستشفى .
آه، نعم .. كما اخذت ماريغولد تفكر غير مصدقة. اذا كان فلين يعتبرها كاذبة فاشلة، فعليه ان يستمع الى هذه المرأة .
- من يريده ؟
- الانسة فلاور.
- تفضلى بالجلوس يا انسة فلاور وسأرى ما يمكننى القيام به .
واشارت موظفة الاستقبال بيدها المطلية الاظافر نحو ارئك تبنية اللون بعيدة نوعا ما ، فلم يعد لدى ماريغولد من خيار سوى ان تبتسم بأدب وطاعة .
رأت المرأة تتكلم فى الهاتف ، لكنها كانت ابعد من ان تسمع ما تقوله، رغم ان عينيها اللوزتين المثقلتين بالكحل نظرتا الى ناحيتها أكثر من مرة . وعندما وضعت الموظفة السماعة ، رن جرس هاتف أخر بجانبها فعادت تستغرق فى حديث اخر .
نظرت ماريغولد حولها ، محاولة الا تظهر قلقها. قد لا تتمكن النقود من شراء الصحة لكنها تجعل المريض يحظى بعناية واهتمام فائقين فى هذا المستشفى الفخم . كانت تعلم ان فلين يعمل ايضا فى مستشفى عام كما يعمل فى هذا المستشفى الخاص ، ولا بد ان المكانين يبدوان كعالمين مختلفين وفجأة ، جف حلقها ذعرا، ما كان لها ان تأتى ! انها غلطة كبرى . سيلاين ملائمة هذا العالم اكثر منها بكثير. والان . وتلك المرأة مريضة ، لابد ان فلين يأمل فى ان يعودا الى بعضهما البعض مرة اخرى.
- مرحبا يا ماريغولد.

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
قديم 04-09-11, 03:36 AM   المشاركة رقم: 65
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: Oct 2007
العضوية: 46839
المشاركات: 2,235
الجنس أنثى
معدل التقييم: هدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عاليهدية للقلب عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 757

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
هدية للقلب غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : هدية للقلب المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

لاول مرة فى حياتها عرفت ما يكون عليه شعور المرء حين يتوقف قلبه عن الخفقان. سمعت ذلك الصوت العميق الهادئ من خلف كتفها اليسرى ، فاستدارت بسرعة كادت ان تقع معها عن الاريكة ، ثم قفزت واقفة بطريقة أبعد ما تكون عن الهدوء :- فلين ! أنا ... انا لم اسمعك.
أرجع الى الخلف خصلة شاردة من شعره وهى اشارة بطيئة تدل على ان جو الهدوء حوله كان متعمدا:- قالت صوفيا انك تسألين عنى.
بدا رائعا . انه وسيم كما هو دوما ، وجاذبيته القوية تشهد بانه خطر لكن مسحة رمادية على بشرته السمراء كانت تنبئ عن ارهاق بالغ كما ان فمه لم يكن صارما فقط بل متوترا ايضا. وخطرت ببالها فكرة مفاجئة فقالت بسرعة :- سيلاين ؟ انها بخير . قالت برتا انها تتحسن .
- سيلاين بخير.
كان يرتدى قميصا باهت الزرقة وقد دس يديه فى جيبى بنطلونه، فيما تدلت ربطة عنقه الى احد الجوانب، كعادتها غالبا. شعرت نحوه بفيض من الحب ما جعلها تشعر برغبة فى البكاء. لكنها بدلا من ذلك ، سألته وهى ترتعش :-اسفة لانى ازعجتك هنا لكن كان على ان اتحدث اليك ... قالت موظفة الاستقبال انها لاتدرى ان كنت هنا ام لا.
هز كتفيه العريضتين :- كانت اياما مرهقة . ازدحام السير كان خانقا بينما انا مجبر على الانتقال بين المستشفيين.
أومأت برأسها . هذا هو السبب اذن فى ما يبدو عليه من انهاك؟ مرت لحظة . لحظة جنونية تسشاءلت فيها عما اذا كان سبب هذا الانهاك ، تفكيره الدائم بها!
ضاقت عيناهقليلا تتمهلان على شعرها الحريرى لحظة قبل ان يرى بنطلونها الانيق والكنزة الكشمير المحكمة على جسمها . فقال :- يبدو انك فى طريقك لتناول الغداء فى مكان ما . هل من خدمة تريدينها منى ؟
مرت لحظة فكرت فيها بالهروب بسبب عدم اكتراثه وبرودته. لكن الطريقة التى كان يقف بها ، ويداه منقبضتان ككرتين فى جيبه، جعلتها تثبت فى مكانها ثم تقول بهدوء من دون ان يرتجف صوتها :- أنا لست خارجة لتناول الغداء ، بل جئت لاراك .
- لماذا ؟
اذا لم يكن الان فلن يكون ابدا . فقالت بوضوح تام :- لكى أخبرك أننى أحبك .
- أذهبى الى بيتك يا ماريغولد .
لكنها رأت ومضة حزن فى عينيه ولمحة الم فى وجهه . فقالت :- ليس قبل ان أتأكد من أنك تفهم ما اشعر به . اذا تركتنى وابتعدت عنى الان فسألحق بك . أنا لست خائفة من أن أسبب مشهدا عاطفيا غاضبا فى المستشفى .
رأت عينيه تتسعان للحظة ، ثم اخذ ذراعها وهو يقول بخشونة :- هذه سخافة . ولكن اذا كنت مصرة فمن الافضل ان تأتى الى مكتبى . أنت هنا فى مستشفى فهل على ان اذكرك بذلك؟
بدا مكتبه فخما يطل على مروج خضراء واشجار باسقة .لكن ماريغولد لم تكترث لتلك المناظر. أغلق فلين الباب وسار مباشرة الى مكتبه حيث جثم على حافته ثم أشار اليها بالجلوس على احدى كراسى الزائرين أمامه . قال :- لدى اجتماع بعد وقت قصير ، ولذا يمكننى ان امنحك خمس دقائق فقط.
كان صوتا باردا لرجل غريب ... صوتا من دون مشاعر .
تجاهلت المقعد ثم سارت مباشرة لتقف امامه . كانت من القرب منه بحيث استطاعت ان ترى ظل لحيته النابتة، رغم ان الوقت كان منتصف النهار فقط . لمست وجهه بخفة، ومع انه لم يحرك عضلة واحدة الا انها عرفت أنه متوتر وقالت بلطف :- أنت بحاجة الى شفرة جديدة للحلاقة .
تبع كلماتها صمت اخذ يهتز ببطء . وكأنما الجو مشحون بتيار كهربائى. بقى فلين جامدا تماما وهو يقول :- انا مستيقظ منذ الثانية صباحا. ظهرت مضاعفات لدى احدى المرضى فجئت على عجل . لدى الة حلاقة كهربائية فى مكتبى، سأستعملها فيما بعد.
وضعت ذراعيها حول عنقه . وقالت بهدوء :- فلين ، اصفح عنى أرجوك . انا احبك من أعماق قلبى . ارجوك ان تتزوجنى.
شعرت به وقد بدأ يرتجف، لكن صوته كان منضبطا تماما وهو يقول :- لست مضطرة لان تفعلى هذا ، يا ماريغولد . انا رجل ناضج ويمكننى ان اتحمل الرفض.
مد يديه يزيح ذراعيها من حول رقبته، لكنها تعلقت به بشدة حتى كادت تخنقه.
اسمعنى.
قالت هذا بغضب بالغ وقد امتلأ قلبها بالامل فجأة لانها اصبحت واثقة الان من انه مازال يحبها:- انا احبك . لقد احببتك منذ البداية تقريبا . لكننى لم اجرؤ على الاعتراف بذلك حتى لنفسى. فقد كان الوقت مبكرا جدا لاقبل بعلاقة جديدة بعد انفصالى عن دين . لكن ذلك لم يكن السبب الحقيقى. خشيت ان تسبب لى الالم بطريقة لم يكن دين ابدا ليستطيعها ابدا . هذا هو الامر.
- الامر . مرة اخرى.
كان يحاول ان يتهكم. لكنه لم يكن تهكما . وكلاهما يعلمان ذلك.
- وسمعت ذلك الحديث عن الفتاة التى مازلت تحبها . تلك الجميلة التى هى دوما فى الخلفية. وبهذا تحققت أسوأ مخاوفى . ثم تبين لى انها ليست امرأة عادية فقط ، وانما سيلاين جينيت، احدى اجمل نساء العالم واستطعت أن افهم انه لايمكن لامرأة فى العالم ان تقارن بها. وظننت انك كنت تنتظر ان ترغب فيك مرة اخرى.
- ترغب فى مرة اخرى؟
لم تكن يداه تحاولان الان ان تبعدا يديها عن رقبته، بل راحتا تثبتانهما :- ماريغولد ... أنا من فسخ الخطوبة وليس سيلاين. ادركت اننى احبها كأخت لى ، كصديقة حميمة ، وبعد فترة من الوقت ادركت هى ايضا ان ذلك ليس كافيا ، واننا اذا تزوجنا فسيشقى احدنا الاخر.
لماذا لم تفكر من قبل فى احتمال ان يكون فلين هو من انهى الخطوبة؟ لانها كانت تحبه كثيرا جدا .
- كنت غيورة .
همست بذلك وعيناها تلمعان بالدموع ثم أردفت :- كما اننى لم اثق بك. اننى لا استحق فرصة اخرى.
انزلق عن مكتبه وجذبها اليه ثم راح يعانقها حتى دار راسها لفرط البهجة :- احبك يا ماريغولد فلاور . وسأحبك دوما. احببتك حتى عندما ظننت انك لاتحبيننى ولا تريديننى وكان ذلك يعذبنى ببطء . لم يتملكنى مثل هذا الشعور من قبل لقد عشت ثمان وثلاثين سنة من دون ان اعرف ما هو الحب الحقيقى حتى عرفتك . هل تصدقين هذا؟
- نعم . نعم ، اصدقك .
كانت عيناها تتألقان وهما تنظران اليه من خلف دموعها فيما راحت يداه تلامسان شعرها الناعم .
- لم أعرف من قبل ما الذى ابحث عنه فى المرأة حتى رأيتك واذا بكل شئ ينكشف فى لحظة من الزمن. فعرفت انك كل ما اريده هل هذا مفهوم ، يا حبيبتى؟
- لا ادرى.
ولم تكن ماريغولد تعرف شيئا وهى قريبة منه بهذا الشكل . ما عدا انها لاتريد ان تكون فى اى مكان اخر طوال حياتها.
- لقد حاربتنى فى كل لحظة كما لو انى أنا العدو، فيما حاولت جاهدا ان اريك اننا خلقنا لبعضنا البعض لكنك لم تذعنى.
جعلها تبدو شجاعة تقريبا ، كما فكرت ماريغولد باسف فى حين كانت مشوشة ومضطربة وخائفة... خائفة من مشاعرها ، ومن الرغبة التى تشعر بها كلما لمسها.
- اسألينى مرة اخرى
- ماذا؟
ابتعد عنها ببطء لينظر الى وجهها المشع ، وجاء صوته رقيقا اجش وهو يقول :- اسألينى مرة اخرى ان اتزوجك . وقبل ان تفعلى اريدك ان تعلمى أن زواجنا سيكون رباطا دائما والى الابد . وعندما اقول نعم ، لن اعود عن كلمتى ولن اتراجع ، يا ماريغولد فلاور. مهما يحدث ستبقين لى.
- فلين مورو ، هل تتزوجنى ؟
سألته برقة وهى تحيط وجهه بيديها وكأنها تقدم له كل الحب الذى بقلبها ثم أضافت :- هل ستكون زوجى ووالد أطفالى ؟ هل لك ان تكبر فى السن معى وتنظر الى أحفادنا وهم يلعبون فى أيام الصيف الحلوة ؟ وهل ستبقى دوما حبيبى؟
فقال بصوت خشن :- نعم .
وغرقا فى عناق حميم .
**************
تمــــــــــت بحمد الله
اتمنى لكم قرأة ممتعة وشكرا

 
 

 

عرض البوم صور هدية للقلب   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
christmas at his command, احلام, helen brooks, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومنسية, هيلين بروكس, واحترق الجليد
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية