كاتب الموضوع :
هدية للقلب
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
سيلاين جينيت! جلست على السجادة قرب النارالمتوهجة فى غرفة الجلوس . سيلاين جينيت . انها امرأة رائعة ، بل مثيرة يبلغ طولها ستة أقدام ذات شعر رائع وعينين واسعتين تفيضان بالحيوية . لا عجب فى أن تقول المرأتان ان ما من امرأة يمكنها أن تنافس سيلاين . لماذا تركته يا ترى ؟ بسبب رجل اخر ؟ ام من اجل وظيفتها ؟
حدقت ماريغولد الى اللهب وقلبها يخفق . مهما كان السبب ، فهو لم يجعل فلين يكرهها . لكن هل مازال يحبها ؟ لقد قال انهما الان صديقان فقط ، لكن هذا لا يعنى انه فى قرارة نفسه لا يتمنى أكثر من ذلك .
مدت يديها الباردتين الى النار لكنها ادركت ان البرد الذى تشعر به يأتى من داخلها وليس من الخارج . ربما لم يكره فلين خطيبته السابقة . لكن من المؤكد انه بات الان يكرهها هى ... كما أخذت تفكر بتعاسة . لماذا تصرفت بهذا الشكل السئ ؟ ليس من عادتها التوصل الى افتراضات خاطئة عن الناس بل الواقع ، انها على النقيض من ذلك تماما ، متسامحه الى حد الغباء. ففى كل مرة شكت فيها بوجود علاقة بين دين وتامارا ، كانت تعود فتسامحه لعدم وجود أدلة كافية . ولو لم تكن كذلك لادركت خيانته قبل وقت طويل ...أما مع فلين ...
الامر مع فلين مختلف . لامر ما يبدو تأثير هذا الرجل عليها أكبر من تأثير أى رجل آخر عرفته .
عضت شفتها بقوة ، كارهة شعورها هذا. لكنها لم تستطع التخلص من تلك الوحشة المظلمة التى اكتسحتها . أهذا هو عيد الميلاد الهادئ المسالم الذى تنشده ؟ ارادت ان تمضى بعض الوقت وحدها لكى تستعيد طاقتها. ليت نظرها لم يقع قط على هذا الكوخ ، او على فلين أو ...
أجفلها القرع على بابها الى حد خشيت معه ان تفقد توازنها وتقع فى النار . وضعت يدها على قلبها الذى أخذ يخفق بعنف ، ثم نهضت بسرعة . اخذت تعرج الى الردهة ومن ثم الى الباب الامامى وقالت بصوت خافت حذرمتوتر :- من هذا ؟
فقال صوت فلين ساخرا :- ومن غير بابا نويل ؟
فلين! فتحت الباب بارتباك ورأسها يدور , لم تتوقع ان تراه مرة أخرى وقد حيرها ما شعرت به من ألم بسبب ذلك ولكنه هنا ! أخذت تنذر نفسها بأن هذا لا يعنى شيئا ... لا شئ على الاطلا ق .
ظل فلين واقفا فى الباب ينظر اليها بثبات لحظة أو اثنتين، قبل ان يقول :- مرحبا ، يا ماريغولد . هل يمكننى أن أدخل ؟
- آه ، نعم ، طبعا .
كانت من الاضطراب بحيث لم تدرك على الاطلاق انها تركته طويلا بالباب .
عندما وقفا فى غرفة الجلوس انتبهت لذلك فقالت بسرعة :- هل احضر لك قهوة أم كاكاو؟
- قهوة من فضلك .
- هذا حسن.
شعرت بخديها يحترقان .وودت لو بامكانها ان تبتعد عنه دقائق ، لتتمالك نفسها بعيدا عن نظراته الفاحصة .
سألها بنعومة وكأن أحداث الساعة الماضية الحارقة لم تمر بهما قط :- هل أساعدك ؟
فقالت بشئ من الضعف :- لا . اجلس . لن أغيب اكثر من دقيقة .
وبعد قليل عادت تحمل الصينية مع بعض البسكويت . بدا لونها شاحبا رغم الحماسة الخفية والضيق المتوتر اللذين كانت تشعر بهما فى اعماقها .
كان فلين يجلس على الاريكة امام النار ، عندما دخلت . بدا مرتاحا للغاية وهو يضع ساقا فوق الاخرى ، وذراعاه ممدودتان خلف الوسائد . كانت جلسته تنضح بالرجولة .
- أريد فقط أن اقول اننى اسفة جدا لتوصلى الى استنتاجات خاطئة بالنسبة الى ... الى ما سمعته.
قالت هذا قبل ان تفقد توازنها وهى تضع الصينية على المنضدة الصغيرةالتى يبدو ان فلين وضعها امام الاريكة قبل ان تجلس .
- أن تصدقيننى اذن ؟
- طبعا أصدقك .
بدا جذابا للغاية مع أن وجهه ظل جامدا وقد بدا الغموض فى عينيه . وتملكتها رعشة جارفة .
قال فلين باتزان :- أدركت عندما غادرت أننى ربما توقعت أكثر مما ينبغى . فأنت كنت بين مجموعة من الناس لا تعرفينهم ، وسمعت بعض الكلام التافه من أناس جهلى . المسألة هى ...
سكت فجأة وقد توتر فكه قبل ان يعود فيقول :- حياتى الخاصة هى ... خاصة . ولا أحب ان يتحدث عنها الاخرون . فهى لا تهم احدا غيرى .
اخذت ماريغولد تفكر وهى تحدق الى وجهه الوسيم ، بهذا الجو النائى المستقل الذى يحيط به ، نوع العمل الذى يقوم به ، حيث مهارته وخبرته يشكلان الفرق بين الحياة والموت ، كل ذلك منحه جاذبية آسرة ومغناطيسية لا يمكن لامرأة ان تقاومها .
أرسلت هذه الفكرة رجفة فى كيانها وهى تحاول ان تبرر سبب انجذابها الى فلين . لم تشأ ان تنجذب اليه . انها لا تريد ان تنجذب الى اى رجل لسنوات وسنوات حتى تمحو ذكرى دين وتامارا من ذهنها .
أما فلين ، برجولته الطاغية فهو اخر رجل فى العالم عليها ان تتورط بعلاقة معه ، مهما كانت قصيرة .
مازالت غير واثقة من ان فلين مهتم بها عاطفيا ، او يكن لها أى مشاعر .ولكن فقط فيما لو ... اندفعت تقول قبل ان تجد وقتا تزن فيه كلماتها ، وتراجع ما ارادت ان توضحه :- فلين قلت اننى صدقت ما اردت ان اصدقه ؟ حسنا كنت على صواب الى حد ما .
قالت هذا بلهجة محمومة وهى تقف امامه ، ويداها مشتبكتان بشدة :- فى الواقع ، بعد ما فعله دين أشعر ان ليس بمقدورى ان اواجه ... اواجه صداقة جديدة .
|