كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
شعرت سالى بخيبه امل قويه لم تتمكن من تفسيرها او تحليلها.كانت تتطلع الى عشاء تلك الليله بالذات.امله ان تكون سهرتهما كسابقاتها الثلاه ان ام تكن افضل من حيث ابداء تقدير للطعام وطريقه اعداده...وتبادل لاحاديث معها باسلوب ممتع وبعيد عن النعقيدات او الشاكسات.ارغمت نفسها على الابتسام وقالت:
"اعتقد ان هذه الوليمه ستقتصر علينا نحن يا كارلو!"
"لقن نسيت طبعا يا سال اننى مجاز هذه الليله.لنه يوم اللقاء مع الزملاء القدامى ولكنى على اتم الاستعداد اذا اردت"
رفضت سالى العرض اللطيف بدون تردد:
"لن اسمح بذلك ابدا .سأنهى اعداد العشاء بمفردى.وعندما يبرد الطعام اضعه فى الثلاجه ونعيد تسخينه مساء الغج باذن الله"
"ولكنك سون تناولين العشاء غدا خارج البيت.اليس كذلك؟"
طي يمكنها ان تنسى؟ففى اليوم التالى يقيم والدها حفله عشاء كبرى وهى ستتولى مهمه اعداد الطعام.هزت بكتفيها وقالت باسمه:
"لا بأس,سأضع الاطعمه كلها فى حجره التبريد ونأكلها بعد الغد"
غادر كارلو المنزل بعد الخامسه بقلبل وفى الخامسه والنصف رن جرس الهاتف فهبت سالى من مكانها امله فى ان تسمع لوك يقول اها انه ات على الفور.وشعرت بغصه فى حلقها عندما سمعت كارميلا اورتيغا تقول انها لم تجد لوك فى المكتب وانها مضطر للتحدث معه على الفور.
قالت لها سالى بتهذيب بأن لوك سيعود فى وقت متأخر وانها مستعده لابلاغه اى رساله تريد كارميلا توجيهها اليه.لافضت كارميلا ذلك قائله ان بامكانها الانتظار لحين اجتماعها بلوك فى وقت لاحق من ذلك المساء.
اعادت سالى السماعه بغضب ظاهر.اعمال هامه تستدعى تأخره عن العوده الى بيته!رفعت سماعه الهاتف فجأه واتصلت بوالدها:
"مرحبا با ابى.انى مسروره جدا لوجودك فى البيت.اعددت اليوم اشهى والذ طعام فى العالم وليس هناك احد اتناوله معه.جهز المائده وستجدنى عندك خلال فتره وجيزه جدا"
واعادت سماعه الهاتف الى مكانها دون ان تفسح المجال لوالدها كى يعترض او يرفض...او حتى ان يشكرها على عرضها السخى.وبدأت على الفور فى اعادا ما يجب حمله معها الى شقه والدها.خلال خمس عشره دقيقه كانت تفرغ محتوابات العلب المتعدد التى احضرتها معها.سألها والدها مازحا:
""وما هى مناسبه تكريمى على هذا النحو؟انه ليس عيد ميلادى,وكذلك فان..."
"لا تسألنى عن السبب اجلس وتمتع بهذا العشاء الرائع"
"يمكننى ان احزر.اتصل لوك فى اللحظه الاخيره وقال انه لن يحضر للعشاء"
"صحيح تماما"
نظر اليها جو متأملا ومتفحصا ثم سألها بجديه وقلق:
"هل وقع الشجار الاول بينكما؟"
"لاولماذا تظن ذلك؟"
اه لو يعرف كم من مره تشاجرا وتجادلا!وهزت كتفيها ببروده وهى تضيف بهدوء لا يصدق:
"انت تعرف ولعى وتعلقى بالطبخ واعداد الاطعمه الشهيه.والليله هى اجازه كارلو الاسبوعيه.امضيت عده ساعات وانا عد هذه الماكولات الطيبه ثم وجدت ان ما من احد سيشاطرنى التمتع بها.فاتصلت بك على الفور"
ضحك جو وقال لها بارتياح:
"اقنعتنى!لنأكل!"
مر الوقت بسرعه وخما ياكلان ويتبادلان شتى انواع الحديث.وكانت الساعه قد تجاوزت العاشره بقليل عندما انتهت من غسل الصحون والاطباق واصبحن جاهزه للعوده.ولدى عودتها شعرت سالى بشئ من الانزعاج لانها لم تترك رساله لزوجها عن مكان وجودها او موعد رجوعها.وعندما لم تجد سياره لوك فى مكانها المعتاد,دخلت القاعه الرئيسيه وهى تحس بمزيج من الالم والانقباض لانه لم يعد بعد الى البيت.
اعدات الاغراض الى امكنها فى المطبخ ثم اعدت فنجانا من القهوه وذهبت الى غرفه الجلوس لتشرب قهوتها وتشاهد الحفله الموسيقيه التى يبثها التفزيون فى مثل تلك الساعه.
"تنتظرين عودتى بفارغ الصبر يا زوجتى العزيزه؟"
استدارت بسرعه نحو المصدر ذلك الصوت الساخر وهى على وشك البدء بهجوم اتهامى غاضب.ولكنها تمالكت اعصابها وقالت له بعدم اكتراث:
"لا.ابدا!"
"برنامج جيد؟"
"للغايه!"
"وهل تشاهدينه منذ فتره طويله؟"
كان هناك شئ فى صوته يحذرها من المراوغه.لا يمكنخ ابدا ان يعرف انها لم تكن فى البيت طوال الوقت...مل لم يكن قد حاول الاتصال بها هاتفيا.ازاحت خصله من الشعر عن وجهها وتطلعت اليه بدون خوف او رجل قائله:
"منذ اقل من عشرين دقيقه,هل تمتعت بعشائك فى الخارج؟"
حاولت سالى ان تكون نبرده صوتها عاديه وبعديه كل البعد عن الانفعال والعصبيه.الا انه بدا واضحا انها لم تفلح,فقد رفع حاجبه ورد عليها بهدوء مماثل:
"هل افهم منك انك تخفين عنى شيئا يا صغيرتى؟"
اعادت سالى نظرها الىالشاشه الضغيره وقالت:
"انك تتخيل اشياء لا وجود لها.انا لا يهمنى على الاطلاق اين تمضى امسياتك ومع من تمضيها"
لم تسمع خطواته على السجاد الناعمه.ولكن سمعته يقول لها وقد اصبح فجأه وراءها مباشره:
""امسيتى.يا عزيزتى,اقتصرت على الاعمال التجاريه"
"طبعا,طبعا! ولكن كارميلا المحت الى امور اخرى عندما اتصلت بالبيت بعد ان فشلت فى ايجادك بالمكتب ولافضت الانسه الكريمه ان تترك لك اى رساله معى لانها قالت انها ستبلغك اياها شخصيا اثناء تناولكما العشاء"
"اشتم من كلامك..وفى المره المقبله عندما تقرر عدم الحضور الى البيت فى موعد العشاء,اخبرنى مسبقا كيلا امضى الساعات الطوال من وقتى ف اعداد طعام لن تأكله"
"وما هى المناسبه الاطباق الشهيه واللذيذه التى حرمت نفسى منها هذه الليله؟"
""لا شئ خاصا لك!"
ثم تطلعت فيه بتحد واضافت:
"انى ذاهبه الى النوم"
وقف امامها مانعا اياها من التقدم وقال بهدوء:
"لا.ليس بهذه العجله.كارميلا يا سالى هى محاسبه قديره للغايه.اننا نعمل معا بين الحين والاخر.وعندما لا نتمكن من الاجتماع خلال الساعات العمل التقليديه,نتفق عاده على اللفاء حوال طاوله عشاء"
ثم مد يده الى شعرها مداعبا واضاف:
"لا ضروره للغيره على الاطلاق"
"عن اى غيره تتحدث؟انا لا اشعر بالغيره بتاتا!يمكنك تنازل العشاء مع مئه امرأه فى مئه مناسبه ومئه ليله.كل ما فى الامر اننى افضل عدم اللقاء معهن او مواجهتهن"
"تعنين اننى يجب ان اتصرف بسريه تامه,اليس كذلك؟"
امسك بيدها التى ارتفعت نحو وجهه بقوه وقال بهدوء وهو يشدها اليه:
"لا يا صغيرتى الحاده الطباع!والا,اخبرينى اين كنت عندما حاولت الاتصال بك مرتين هذا المساء؟"
عملت جاهده لافلات من قبضته لكنها لم تتمكن,فقالت له بغضب واضح:
"رأيت ان من مؤسف جدا رمى الطعام او وضعه فى الثلاجه بعد ان عملت ساعات لاعداده,فاتصلت بأبى واخذت المأكولات الى شقته حيث تناولنا العشاء معا.لماذا تسأل ها تصورت مثلا اننى كنت على موعد مع رجل اخر؟"
"انك احيانا تطلقين العنان للسانك بدون وعى او تفكير,ليكن واضحا تماما اننى لو شعرت يوما بأنك..."
ومع انه توقف عن متابعه تحذيره,احست برعشه الخوف تسرى فى عظامها,ثم افلتها فجأه بعد ان حدق بها طويلا,وقال لها:
"اذهبى الى الفرش يا سالى,سألحق بك بعد قليل"
صعدت الدرج عدوا ثم هرعت الى الحمام حيث اخذت حماما باردا والقت بنفسها على السرير وقد صممت على النوم باسرع وقت ممكن.ولكن النعاس لم يداعب عينيها قبل فتره طويله من الرقاد والتفكير والانقباض.ولما دخل لوك الغرفه,تظاهرت بانها تغط فى النم عميق وقد توترت اعصابها لمجرد التفكير بما سيقدم عليه خلال لحظات,وعندما تأكد لها انه لم يحاول شيئا بل نام على الفور,شعرت بعاده فائقهوراحه نفسيه كبيره.ولكن جسمها الخائف كانت له رغبات مختلفه....... فتألمت.....وظلت مستيقظه بضع ساعات قبل ان يحميها الارهاق والتعب على الاستسلام لنوم عميق.
|