كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
كانت المياه بارده ومنعشه,ونظيفه الى درجه ملفته للنظر.غاصت سالى بسرعه وقوه وعادت الى سطح الماء لتملأ رئتيها بالهواء وترد شعرها الذى يحجب الرؤيه عن وجهها وعينيها.كان هناك شخصان اخران فى البركه وخمسه او سته خارجها يشربون الشاى.فجأه احست بشخص يقترب منها.التفتت وراءها لتشاهد لوك يغمزها بعينه وهو يبتسم بمرح وتحد.دفعها شعور باطنى الى الغوص مره اخرى والسباحه تحت الماء نحو الجهه الاخرى من البركه. وشعرت خلال الثوانى القليله التاليه انها تمكنت من الافلات منه بنجاح.الا ان فرحتها لم تدم طويلا!فقد امسك برجلها وشدها نحو القاع البركه.وحاولت التملص,فلم تفلح.وعندما صعدا الى وجه الماء,تنفست بعمق وقالت له بصوت متقطع:
"اوه!انى اكاد..لماذا.."
قاطعها لوك مازحا وهو لا يزال ممسك بذراعها:
"الهرج والمرج!اليس هذا ما وصفت به الوضوع الذى سيكون عليه السباحه فى البركه؟"
منتديات ليلاس
حاولت سالى ان تنتقم ولكن جميع محاولتها باءت بالفشل, فتحت يدها اليمنى واخذت تضربها بقوه على سطح الماء مرسله اكبر قدر ممكن الى وجهه الضاحك والساخر,شدها نحوه ثم رفعها قليلا وقبلها.شعرت كأنها فراشه بين يديه.......وهى فتاه نحيله الى حد ما,وهو رجل قوى.....واطول مها باكثر من عشرين سنتيمترا, مما ساعده على الوقوف! اه,انه يغيظها!قبلته قصاص....واستفزاز متعمد!وعندما رفع رأسه عنها,كانت تشعر بغضب شديد ظهر جليا فى احمرار وجهها وحده نظراتها.سألته باشمئزاز وبصوت هامس تقريبا:
"الناس يرافبوننا!ألا تهتم؟"
ضحك ورد عليها بحنان وشئ من الشفقه:
"اه منك يا عصفورتى الصغيره!اين هى الغرابه او الفظاعه اذا قبل رجل زوجته؟"
ارتفت حد غضبها ولكنها ظلت محتفظه بذلك الصوت المنخفض عندما قالت له:
"هذه الفضيحه!انك تقدم لهؤلاء الاغراب مشهدا تمثيليا مجانيا.اتركنى!دعنى اذهب!"
رد عليها بهدوء بالغ:
"هل خجلك يمنعك من مشاكرتى هذه النكته,ورد القبله بمثلها؟"
تركها....فسبحت نحو الجهه الاخرى واخذت منشفها وتوجهت نحو جناحها لتكتشف ان لوك سبقها بلحظات.دخلا الغرفه دون ان يقول احدهما شيئا للاخر.ثم قررت ان تكون هى البادئه.فسألته بهدوء وهى تتجنب النظر الى عينيه الساخرتين.
"هل اذهب قبلك الى الحمام؟"
رد عليها بجمله تعمد فيهاالسخريه واثاره الاعصاب:
"مما لا شك اننى سأثير واجرح شعورك فيما لو اقترحت ذهابنا معا!"
انه لا يطاق!جهنمة!كم تتمنة ان تتمكن يوما من رد الصاع صاعين وتصدمه بشئ يقضى نهائيا على تلك النظرات الساخره الهازئه من وجهه اللعين!
ولم تعرف ماذا دفعها فى وقت لاحق الى ارتداء اجمل فساتينها وتمضيه اطول وقت ممكن فى التزيين والتبريج.وعندما دخلت غرفه الجلوس.تأملها لوك بتقدير ظاهر ثم قال لها:
"اوه,يا للاناقه!اشتم من طريقه اعداد نفسك بأنك ترغبين فى تناول العشاء خارج الفندق"
ارغمت سالى نفسها على النظر الى عينيه وردت عليه بثبات وعزيمه:
"ولما لا؟انى انوى الابتعاد قدر الامكان عن اعمالى المطبخيه خلال فتره هذه العطله القصيره"
"انا لم اتزوجك لمجرد انك طاهريه ماهره"
علقت على جملته بجفاف:
"اننا نعرف حق المعرفه سبب زواجك منى.وضوء الامل الوحيد الذى يشع فى الافق هو ان هذا الزواج لن يدوم الى الابد"
خيم صمت مطبق عليهما شعرت معه سالى بأنها تسمع دقات قلبها.كما احست بألم فى صدرها وصعوبه فى تنفسها.اما لوك فقد هز رأسه بهدوء وقال:
"انى اذكر بوضوح ابلاغك بأن هذا الاتفاق نهائى.لو اردت علاقه مؤقته لما كنت بحاجه لرباط قانونى كالزواج"
صرخت بحزن وعصبيه:
"لن تون علاقه عاديه,لن تكون!"
"متأكده الى هذه الدرجه؟وبهذه السرعه؟"
هرت رأسها غاضبه وقالت:
"انى لا اطيقك ابدا.ولا يعجبنى فيك شئ على الاطلاق فكيف يمكننا التعايش بسلام؟"
امسك بذراعها وقال لها بهدوء وسخريه:
"تعالى يا زوجتى العزيزه!سنذهب لتناول العشاء فى افخم المطاعم وارقاها,وندع المستقبل يحل هذه المشكله العويصه"
كان العشاء شهيا للغايه....ومع ذلك فان انقباضها لم يختف تماما.وفجأه,ابتسم لوك وسألها:
"ها ترقصين؟"
منتديات ليلاس
كان الوقت متأخرا,فالساعه تجاوزت الحاديه عشره ونصف.وكانت سالى تشعر بالارهاق وتتمنى لو انه يقترح العوده الى الفندق.ولكنها قررت التجاوب مع رغبته, لسبب الا لاثبات قدرتها عرى مجارته دون ضعف او وهن.وضعت فتجان القهوه على الطاوله وردت عليه بكلمه واحده وبلهجه توحى بعدم لاهتمام او الاكتراث.
كانت الموسيقى خفيفه وطيئه مما يفسح له المجال بضمها اليه.ترك يدها ليض يده على رأسها ويحنيه الى الوراء قليلا ثم يقول مازحا:
"هل قبولك محاوله لتأخير الامر المحتوم؟ان عينيك متعبتان للغايه وتبدين مستعده تماما للنوم"
توترت اعصابها ورفعت بصرها اليه قائله بانزعاج ظاهر واحتقار واضح:
"اشك فى انك ستسمح لى بالنوم!"
ثم اغمضت عينيها وسألته بعصبيه وألم فائقين:
"هل يجب على ان ادفع فائده مركبه عن ديون والدى....كل ليله؟"
خيم الصمت ثقيل بينهما وطالت فترته حتى شعرت سالى بان اعصابها المتوتره ستدفعها بين اللحظه والاخرى الى رفع صوتها عاليا احتجاجا وتمردا.رباه,مابى!سألت نفسها بحزن بالغ,وهى تلعن مره اخرى تلك الظروف التى دفعتها الى اتخاذ مثل هذا القرار المؤسف.انه يستفزها دائما للتفوه بكلمات مهينه ومخجله.وانهمرت من عينيها فجأه دموع الشفقه على النفس,فابعدت وجهها بسرعه عن نظراته الفاحصه.وما هى الا لحظات,حتى شعرت به يقودها برفق وتمها الى طاولتها حيث دفع ما عليها وحمل حقيبه يدها ووشاحها....وخرجا.
منتديات ليلاس
فتح الباب جناحهما فى الفندق مفسحا لها كعادته مجال الدخول قبله.وعندما اغلق الباب وراءه,استدارت سالى نحوه وتطلعت بعينه مباشره لتعرف ماذا يدور خلفها من افكار ومخططات,وعندما لم تتمكن من تحليل ما تخفيه نظراته من نوايا,استجمعت قواها وقالت له بشجاعه مصطنعه:
"انا لست خائفه مننك!"
انها تكذب....فجسمها يرتعش وصوتها يرتجف وعنوياتها فى الحضيض وزاد من انقباضها وتعاستها انها غير قادره على اخفاء ضعفها امامه...و...
"يجب ان تكونى خائفه منى!ففى احدى اللحظات,وصلت حده غضبى الى درجه خطره كده معها..."
ولم ينه جملته,بل تقدم منها بسرعه وامسك بكتفيها ثم....قبلها.ها هو مره اخرى يؤذيها باسلوبه الخاص....يعذبها بافضل سلاح لديه.رفعها بقوه وحملها الى غرفه النوم فيما كانت تحاول جاهده التملص منه والافلات من يديه القويتين.صرخت به بعنف وهو يعريها من ثيابها:
"انك بغيض....حقير!"
رد عليها بهدوء مثير:
"لا تنسى انك زوجتى الحبيبه انك تزوجت رجلا بكل ما فى الكلمه من معنى!انت لم تتزوجى فأرا ضعيفا عاجزا يتوسل من زوجته ما هو حق شرعى مكتسب له"
رفسته بقوه وهى تصرخ به شاتمه:
"اللعنه عليك!انك وحش فاقد الاحساس....لا يهمك سوى..."
"ان يأخذ ما يريد,ويحصل على ما يبغى!وانا اريدك يا ضغيرتى...."
وشعرت بان دفاعتها تنهار...والمهاجم يقتحم الاسوار,ولكن العدو ليس قبيحا كما صورته لنفسها من قبل....واكتشفت مشاعر اخرى تتأجج فى داخلها....ولم تعد تفكر بوعى او....
عاد شعور الازدراء والاشمئزاز بعد اكثر من ساعتين....عندما لاحظت انها مستلقيه على ذراعه فيما كان يغط فى نوم عميق.كرهته...واكثر من ذلك,كرهت جسدها الخائن لانه تجاوب مع الوحش باراده ذاتية!
|