كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
استيقظت سالى فى اليوم التالى وكانت رائحه القهوه الطازجه تعبق فى الغرفه,ممتزجه برائحه الفطور الشهى.
فى اللحظات الاولى لم تكن سالى متأكده مما يحيط بها.ثم تذكرت الحقيقه الساطعه واستعادت بعضا من تفاصيلها.رفعت نفسها ببطء واستدارت الى الناحيه الاخرى من السرير,الا ان لوك لم يكن هناك.تطلعت بساعه يدها فاكتشفت ان الوقت تعدى العاشره,وسرها انها تمكنت من النوم حتى هذه الساعه,على الرغم من اقتناعها الثابت بأن مثل هذه الراحه المحمومه ستكون امرا مستحيلا.
خرجت من السرير بهدوء ثم توجهت فورا الى الحمام حيث امض وقتا طويلا تحت الماء البارد.انها بدايه طيبه ومنعشه لنهار لن يعكره سوى التفكير بما سيجلبه الليل من الم وعذاب نفسيين وعندما تضطر لمواجهه لوك مره اخرى فى غرفه النوم.سرحت شعرها ببساطه وقررت عدم استخدام اى من مجموعه مستحضرات التجميل الضخمه التى حملتها معها من سيدنى,ثم رفعت رأسها بشموخ واخذت نفسا عميقا وتوجهت بعزم وثبات نحو المطبخ الصغير الملحق بالجناح الضخم.
منتديات ليلاس
ابتسم لها لوك على الفور ابتسامه عريضه وحنونه وحياها بكلمات رقيقه ومهذبه ,وكانت النظره السريعه التى وجهتها سالى نحوه كافيه لتسارع نبضها ودقات قلبهابنسبه خطره,كان يرتدى سروالا رماديا وقميصا زرقاء,مما اضفى عليه جاذبيه ورجلوه لا يمكن تجاهلها.لا,انه مجرد انفعال ناجم عن توتر الاعصاب!يجب عليها ان تحاول التصرف بشكا طبيعى!ردت عليه بكلمات مماثله الى حد ما ثم سألته:
"هل اصب لك فنجانا من القهوه؟"
"نعم,ارجوك.انى بحاجه الى قليل من القهوه الان"
لم تتمكن من استخلاص الكثير من تلك اللهجه العاديه والنبره الطبيعيه اللتين لم تعتد عليهما من قبل.ولكنها لما عادت ومعها القهوه,وجدته يطفئ الطباخ الكهربائى ويضع محتويات مقلاته الضخمه فى صحنين.انها كميه كبيره فى صحنها لا يمكنها ابدا ان تأكلها بكاملها.
"انى لست جائعه الى هذا الحد"
تطلع فيها وقال لها وهو يجلس على احد الكرسين:
"اجلسى يا سالى,وتناولى فطورك"
احمر وجهها قليلا.اللعنه! الا يمكنه ان يدعها وشانها!لماذا يصر على افساد نهارها!
"من المؤكد انك ستعطينى حريه اختيار الكميه التى يمكننى اكلها؟"
نظر اليها مرتبكا وكأنها فاجأته بهذا السؤال غير الضرورى,وقال:
"ان كنت مصره على مجادلتى فعلى الاقب انتظرى حتى اكمل فطورى"
سألته بدلال مصطنع:
"لماذا؟الا تعرف التصرف بشكل طبيعى اذا كانت معدتك فارغه؟"
تأملها بعينين ساخرتين كلها حيويه ورغبه ونشاط ,وقال لها ببرود:
"ان كنت تعنين الليله الماضيه,فان جملتك ليست فى مكانها الصحيح,هل كنت تتوقعين قبله محتشمه وعفيفه لا اكثر؟"
ردت على نظاته الحاده بصعوبه:
"لم تكن بحاجه لان تتصرف بمثل ذلك الاسلوب الحيوانى المقرف!
رفع احد حاجبيه بتهكم وقال لها بلهجه بارده:
"انت اعترفت لى بأن لديك خبره فى هذا المجال,ثم حاربتنى كاحدى الساحرات المشاكسات.لو كنت اعلم بأنك حقا بريئه الى هذه الدرجه,لتصرفت بتعومه ورقه ولما استخدمت ذلك الاسلوب الهجومى القاسى"
"اعذرنى ان لم اتمكن من تصديق كلامك!"
"كان من الممكن ان يكون الوضع اسوأ بكثير"
قالها بلهجه توحى بأنها تحمل تهديدا مباشرا,فشعرت سالى بارتعاش قوى يهز جسدها وضلوعها.ارادت ان تذهب بعيدا عن هذا الرجل الكريه الساخر,ولو لعشر دقائق فقط,فقالت له:
"سأشرب القهوه على الشرفه"
"انصحك بأن تأكلى شيئا,السفر بمعده فارغه سيزعجك كثيرا"
تطلعت فيه بسرعه وسألته بتردد ولهفه:
"هل تعنى......اننا لن نبقى هنا بضعه ايام؟"
"وماذا كنت تتصورين اننى سأفعل يا زوجتى العزيزه؟ احملك الى غرفهه النوم واقفل الباب علينا اربعه ايام كامله نمضيها فى الحب؟"
وابتسم بخبث وتابع كلامه قائلا:
"انى ارى من احمرار خديك بأن هذا بالضبط ما كنت تفكرين به.لا تغر الشيطان الموجود بداخلى يا عصفورتى,لقد حاولت اكثر من مره ان تثيرينى وتفقدينى صبرى واكتشفت ان النتائج لم تكن محببه على الاطلاق"
ثم تنهد قليلا وقال لها بتململ واضح:
"اذهبى واشربى قهوتك ستجدين حرديه الصباح على الطاوله,الكلمه المطبوعه ستكون بلا شك افضل من صحبتى ورفقتى"
|