لم يصدق اذنيه فبدأ يغمغم و يتكلم بسرعه وبغير وضوح.ثم هدأ قليلا قال لها بصوت أجش:
"سالى,اصر على معرفه..."
وتوقف عن اكمال جملته لدى سماعه جرس الباب فأغتنمت سالى الفرصه وهرعت نحو المخل فتحت الباب لتجد لوك واقفا كالطود الشامخ يبتسم ويهز برأسه محييا وفى تلك الاونه احست بأن وادها يقترب من الدخل لاهثا كانت لحظه جنون حقيقى وجاء رد فعلعا مناسبا مؤاتيا اذ رحبت بالضيف الطويل القامه قائله:
"اهلا حبيبى ؟انك مبكر قليلا اليس كذلك؟"
ثم رفعت نفسها وطوقته بذراعيها ...لوك لم يدهش او يتردد لحظه واحده الم تكن فكرته هو بأن يتصرفا كعاشقين كيلا يظن والدها بأنها تتزوج لوك لانقاذه من ورطته الماليه؟طوقها بذراعيه القويتين وعانقها بطريقه توحى بأنها فعلا عاشقان دخل لوك وقال لوالدها فيما كان يقفل الباب وراءه:
"اعتقد اننا مدينان لك بأيضاح فورى ومفصل"
احست سالى بشعور غريب يتفاعل بسرعه مذلهله وكأن الغرفه ومن فيها جزء من كابوس مزعج لابد ان ينتهى قريبا ولاحظت بذراعه وخما يسيران نحو غرفه الاستقبال وسمعت نفسها تتمتم قائله:
"حاولت اطلاعه.."
قاطعه بلهجه هادئه وصوت حالم:
"انا متاكد من ذلك يا صغيرتى ولكن بما اننى الان هنا فسوف اطلعه بنفسى"
احنى رأسه قليلا وقبلها على جبينها بحنان ثم نظر الى والدها مبتسما وقال مازحا:
"يجب ان اعترف لك بصراحه اننى شخصيا اشعر بشئ من الارتباك والذهول نتيجه للسرعه التى اتخذنا بها قرارنا"
اعترفت سالى لنفسها بصمت وبسرعه انه كان مقنعا الى حد كبير ولاحظت انه تمكن بكلمات قليله ومخلصه على مايبدو من ازاله معظم مخاوف والدها وشكوكه ثمسمعته يأمرها برقه وتهذيب قائلا:
"والان يا عصفورتى اذهبى وارتدى ثياب السهره فيما اتحدث انا مع والدك"
لم تنتظر سالى ثانيه بل توجهت الى غرفتها هاربه مما قيل او سيقال بين الرجلين ولم تستفيق من كابوسها المزعج الا بعدما وصلت الى غرفه نومها واغلقت الباب وراءها ورمت بنفسها على السرير وهى تدفن رأسها بين وسادتين الناعمتين ماذا فعلت؟كيف ارغمت نفسها على عناقه لدى وصوله؟و..مضت الذقائق متكاسله متثاقله وسالى مستلقيه على سريرها تفكر فى هذا التصرف او ذاك وفى هذه الجمله تلك هل مضت خمس دقائق او عشر او ثلاثون دقيقه!وسمعت طرقه خفيفه على الباب فقامت من السرير وقالت وهى تتظاهر بالسرور:
"اخبر لوك اننى لن اتاخر سوف.."
توقفت عن متابعه جملتها عندما سمعت صوت الباب وهو يفتح فاستدارت بسرعه نحو الجانب الاخر للغرفه ثم سمعت صوت اغلاق الباب ارتاحت كثيرا ولكن لبضع ثوان فقت شعرت بيدين قويتيت تمسكان بكتفيها وتدير انها نحو الباب وسمعت لوك يشتم بصوت هادئ
"العنه ماذا حدث بينكما قبل وصولى؟"
ردت عليه بصوت مرتعش اذ ان وجوده المفاجئ هكذا داخل غرفتها ارعبها وانزعها:
"لا شئ كنت اتوقع رد فعل غاضبا من ابى الا انك وصلت وتوقفنا عن متابعه الحديث"
ثم رفعت رأسها بانزعاج وقالت له محتجه ومعترضه:
"لا يمكنك ان تدخل غرفه نومى هكذا!"
"اذا كان وجودى هنا يقلق احاساسك مشاعرك فسأفتح الباب بمجرد ارتدائك ثياب السهره"
ارتفع حاجبها استغرابا وكأنها لا تصدق ما تسمع وقالت غاضبه:
"انى ارفض ان تكون هنا عندما ابدل ثيابى"
"لماذا؟انت لست عاريه تحت هذه الثياب الحريريه!وانا متاكد من ان ثيابك الدخليه تغطيك بما فيه كفايه..قطعا اكثر من ثياب البحر الضيقه التى سعدت بمشاهدتها فى اللقاء الاول!"
"اغرب عن وجهى!"
قالتها بعصبيه بالغه وثوت اقرب الى الهمس منه الى النبره العاديه ضحك لوك وقال لها:
"بدلى ثيابك حالا يا سالى والا اضطررت لمساعدتك بنفسى"
ثم سار نحو خزانه الملابس وفتح بابها على مصرعيه وراح يتأمل ثيابها المعلقه بترتيب وتنظيم ظاهرين وبعد بضع لحظات سحب عباءه حريريه زرقاء ومد يده نحوها قائلا بلهجه الامر الذى لا يقبل اعتراضا:
"ارتدى هذه !انها تناسب عينيك!"
واجهته بنظره تحد تمرد فيها كانت دموع الاستياء والانقباض تملأعينيها ولم اقترب منها قليلا اخذت العباءه من يده بسرعه وغضب وهى تشعر بأنها تكره هذا الرجل المتغطرس والفظ وقالت له:
"انك متوحش!وذو اخلاق منحطه ايضا!"
خلعت ثيابها بسرعه فائقه بعد ان ادارت له ظهرها ثم ادخلت رأسها فى العباءه وشدتها بحد وعصبيه ولما مدت يديها لتزرير العباءه من الخف شعرت بأنه سبقها الى ذلك فاطلقت تنهيده غاضبه وساخطه حذرها لوك بهدوء قائلا:
"مهلا يا صغيرتى مهلا!تذكرى ان عليك النزول الان وانت تتظاهرين بالسرور والبهجه,والا فان عناقنا الذى اجدنا تمثيله الى درجه الاقناع سيذهب سدى"
عرفت سالى ان لوك محق فيما يقوله ولكن تلك المعرفه لم تخفف شيئا من سخطها الحاد اعدت نفسها بسرعه فيما كان الصمن مخيما عليهما بصوره تامه ثم نظرت اليه بتحد قائله:
"انى مستعده"
"لا يمكن لاى انسان يراك الان او يتصور ان يصدق انك توصلت الى مثل هذه النتيجه الرائعه خلال اقل من عشر دقائق!ستنمى لوالدك ليله سعيده ثم نذهب"
قست ملامحه قليلا عندما انتبه الى الرعشه الخافته على شفتيها فقال بلهجه تجمع بين الامر والرقه بينما كان يأخذ ذراعها ويفتح الباب:
"يمكنك اللجوء الى عصبيه النساء وتصرفاتهن العاطفيه عندما نصبح فى الخارج بمأمن من سمع والدك وبصره الان ابتسمى!"
تمكنت سالى بعد لحظات معدوده من السيطره على مشاعرها وضبط اعصابها وعندما دخلا قاعه الاستقبال كانت ابتساكتها تبدو حقيقيه ونابعه من قلب عاشق وعاطفه عارمه وتألمت بصمت!انها تستحق جائزه كبرى بالتمثيل!العين تضحك والقلب يبكى!اقتربت من والدها وقبلته على جبينه ثم قالت:
"تصبح على خير يا ابى ايقظنى قبل ذهابك الى العمل غدا صباحا سوف نتناول فطورا لذيذا ونتحدث"
سمعت لوك يتمتم شيئا لوالدها قبل ان يبدأواياها الخروج من المنزل وقفت قرب سيارته الفخمه صامته بينما كان هو يفتح الباب ثم يغلقه بعد ان تأكد من جلوسها بسلام وراحه دخل السياره بدوره ولكنه لم يبدأ بتشغيل المحرك فورا بل اخرج صندوق مجوهرات صغيرا قائلا لها بهدوء:
"يدك ,من فضلك!"
لم تحرك ساكنا.فما كان منه الا ان امسكها من معصمها وفتح يدها ثم البسها خاتم الماس.سحبت سالى يدها دون ان تنظر الى الخاتم وقالت بحده:
"لا اريد خاتما منك"
"تأخرت كثيرا لتغيير رأيك يا صغيرتى!"
"رباه!انى بالتأكيد مجنونه!"
لم يعلق لوك على ملاحظتها الغاضبه بل قال لها بلهجه جاده:
"بدون مساعده سيضطر والدك الى التخلى عن عمله وشقته وسيارته.اجتماعيا سيصبح منبوذا..سينبذه حتى اوئك الذين يعتبرون من الاصدقاء المقربين!"
ازعجتها كثيرا تلك الصوره القاتمه التى رسمها لها وقالت له بهدوء حزين:
"انك لست افضل من ذلك المرابى الذى طلب من لحم الرجل مقابل استدانته بعض المال لكن تأكد جدا يا لوك اندريتى انه لولا والدى لكان يسعدنى كثيرا ان اقول لك اذهب الى الجحيم!"
"هل تتصرفي دائما بهذا الشكل الرافض والسلبى مع جميع الرجال؟"
"معك انت فقط"
"يا للعجب!ولكن لماذا؟"
"تعجب ما شئت لا يهمنى!"
ضحك بمكر فزاد غضبها واحمر وجهها فقال لها:
"اوه,انك شابه عصبيه للغايه"
"وانت الشيطان بعينه!"
"يبدو انك تحبين تكرار هذا القول لى"
ثم مد يده الى مفتاح السياره وادار المحرك وهو يقول:
"ربما ساعدك العشاء على تحسين مزاجك"
لم تعلق سالى بشئ على الفور بل راحت تحلل شخصيه هذا الرجل وللحظه وجيزه شعرت بانها نادمه على تصرفتها القاسيه معه .فمهما كانت شخصيته او اساليبه فانه يفى بحصته فى الفقه المعقوده بينهما وهى تمهيد الطريق اما عوده والدها الى وضعه المالى الطبيعي وها هو الان يهديها خاتم خطوبه كيلا يحرج موقفها عندما تشاهد معه هذه الليله وفجأه قررت ان تتحدث معه بلهجه طبيعيه وعاديه فقالت له بهدوء:
"الايام القليله الماضيه لم تكن سهله جدا بالنسبه الى فقد بدا دائما ان الكلمه االخيره هى لك وانك تحصل على ما تريد بدون ان تاخذ الاخرين بعين الاعتبار"
ابتسم ابتسامه خفيفه ولكنها بريئه ولا تحمل اى سخريه وام تهكم على غير عاتده وقال:
"هذا يغضبك ويثيرك,اليس كذلك؟"
"بشكل لا يطاق!اريد ان اصرخ واثور فى وجه القدر لانه يعاكسنى ويؤذينى"
"فى وجهى انا على ما اظن لانى تجرأت على التلاعب بقدرك ومصيرك وتحويل النتيجه لصالحى"
"صحيح"
امضيا بقيه الطريق الى المطعم صامتين ولما جلسا الى المائده وتركت له حريه اختيار الانواع التى يريدها من المأكولات غير عابئه بما سيطلبه وبما ستأكل
"الا توجد فى هذه اللائحه اى انواع تحبينها؟"
"الحقيقه اننى لست جائعه كثير"
"لوطلبت منك ان ترقصى معى فانك بالتاكيد سترفضين!"
قالها ساخره فيها الكثير من التحدى قبلت سالى التحدى بدون ان تدرى السبب الحقيقى لذلك وقالت:
"لا ,ابدا,,فأنا احب الرقص ولكنى اخشى..ان تكون هذه الموسيقى عصريه جدا بالنسبه اليك"
"انا ازال فى السابعه والثلاثين من عمرى يا عصفورتى الصغيره ولم تبعدنى اعمالى كثيرا عن نسايره العصر بما فى ذلك احداث انواع الرقص واكثؤها جنونا"
ابتسمت سالى مره اخرى وسألته بتهذيب فيما اكنت تسبقه الى حلبه الرقص:
"حقا؟"
اثار لوك دهشتها واستغرابها عندما بدا فعلا انه مطلع على كافه الرقصات الحديثه ويرقص بطريقه طبيعيعه رائعه وليس على اساس عرض المواهب فتره قصيره لم تعد سالى تعتبره عدوا....وبدأت تستمتع بوقتها.وعندما تحولت الموسيقى من انغام صاخبه الى انغام هادئه وحامله ابتسمت له وهزت برأسها شاكره واستدارت نحو الطاولتهما بغيه الفرار من الرقصات التليه ولكنه امسك بزراعها وشدها نحوه ولما تطلعت فيه شاهدت تلك النظره الساخره الماكره فى عينيه السوداوين وشعرت بأن لا مفر من البقاء,طوق خصرها بذراعه وامسك يدها اليمنى بيده اليسرى بدون ان يقول شئ.غمرها شعور غريب لت تعرف سبب ,واحست بان نبضات قلبها تتسارع وانفاسها تتقطع.يا للسخريه!انها قطعا لا تحب الرجل..با لنها حتى لا تطيقه!فلماذا اذن هذا الهاث وهذا الذوبان!
وبما انه لم يحدثها بشئ,اخذت تجول بانظلرها على رواد ذلك المطعم الرقاى الذى يقع فى قلب المدينه وفجأه اتسعت عيناها قليلا عندما شاهدت شانتريل بايكرسفليد ولكنها فتحتهما اكثر عندما لاحظت ان رفيقها لم يكن سوى فيليبّكانا يهرولان بسرعه وهما يتبعان النادل المسؤول الى الطاوله الوحيده التى لا تزال شاغره وعندما اقتربا قليلا,حاولت سالى التطلع نحو زاويه اخى ولكن شانتريل انتبهت لوجود لوك فنادته باسمه ضاحكه بكسل دفع سالى الى عض شفتها حنقا وغضبا.
"مرحبا ايها الرجل الزئبقى المتملص!انك لم تقبل ايا من دعواتى المتكرره خلال الاسابيع القليله الماضيه"
لم تكن شانتريل قد شاهدت سالى بعد ,الا ان فيليب رأها واحمر وجهه غضبا وغيره وفى هذه اللحظه بالذات كان لوك يرد شانتريل بأسلوب غير مشجع:
"كنت منشغلا كثير هذه الاسام"
"يبدو ذلك واضحا الى حد كبير يا لوك"
لم يعلق لوك بشئ على الفور فسألتخ بغنع:
:ما رأيك فى الاسبوع المقبل ايها الحبيب؟"
ثم استدارت بسرعه لمعرفه رفيقته فى تلك السهره وشهقت بقوه واستغراباّ ودهشه وهى تقول:
"رباه!سالى بالينغر"
ارغمت سالى نفسها على الاحتفاظ باكبر قدر من الهدوء وبروده الاعصاب وحيتها بايجاز ثم فعلت الشئ ذاته مع فيليب وسمعت شانتريل تسأل لوك بحشريه تكاد تقتلها:
"اوه,هل انتما تحتفلان بشراكه جديده او ما شابه؟"
تطلعت سالى نحو اندريتى فلاحظت ابتسامه ساخره تعلو وجهه وهو يجيب شانتريل بلهجه جافه:
"يمكنك تسميتها كذلك"
اقتربت من شانتريل ووضعت على ذراعه بدلال مصطنع وسألته:
"وتفضل الاحتفال بمفردك؟"
"سالى وانا لم نعتقد انه من الضرورى دعوه احد اخر لمشاركتنا هذا الاحتفال"
"سالى؟"
قالتها باسلوب يوحى بانها استغربت جدا ذكر اسمها فى مناسبه كهذه وثم مضت فى تساؤلها قائله:
"سالى؟وهل لوجودها اى اهميه او مغزى؟"
شعرت سالى بأنها على وشك ان تصرخ غضبا واحتجاجا .ولاحظ لوك بريق سخط والاستعداد للمواجهة القويه فى عينيها والاحمرار المتزايد فى خديها غمد يده وامسد يديها ومتعمدا تشابك اصابع اليدين برفق وحنان,وابتسم لها ابتسامه رقيقه ومحبه لدرجه اذهلتها,ثم قال:
:بالطبع.ويمكنك تقديم تهانيك وتمانيك الطيب...لانى قررت التخلى عن العزوبيه لصالح الزواج!"
شهقت شانتريل استغرابا وقالت بصوت مرتفع:
"هل انتما مخطوبان؟لبعضكما؟"
هز لوك رأسه علامه موافقه وشعت عيناه ببريق ماكر عندما شاهد احمرار الخجل والغضب معا يغطى وجه سالى واصرت شانتريل على متابعه الاستجواب بقله حياه ووقحة فسألته:
"والزواج؟هل هو فى العام المقبل ,على ما اعتقد؟"
رد عليها لوك بصوت هادئ دون ان يبعد نظراته لحظه عن وجهه سالى:
"بعد الغد!لقد قررنا اننا غير قادرين على الانتظار طويلا...اليس ذلك صحيحا يا محبوبتى؟"
سأل سالى بغنع وحنان,فردت بكلمه واحده لم تؤكد فيها او تنف ما قاله بصدد عدم القدره على الانتظار اما شانتريل التى ازدادت حده غضبها المكتوم ,فقد عقدت جبينهاوقالت بسخريه لم تحاول اخفاءها:
"سالى غير مخلصه على لاطلاق!حتى ايام خلت,كان فيليب يعتقد انه هو الرجل السعيد,عيب عليك يا سالى لتضليله على هذا النحو!"
عندها لم تعد سالى قادره على التحكم باعصابها فردت عليها لكن هدوء مصطنع:
"انا لم اضلل فيليب فى اى وقت من الاوقات.اما اذا كان يتصور امورا مختلفه فان اللوم يقع عليه وليس على"
اتسعت عينا شانتريل وقالت بلهجه تعمت فيها المكر والخداع:
"حقا!ان المسكين يشعر بالحسره وبأسى يسحق قلبه نتيجه للطريقه التى رميته بها جانيا!"
شعرت سالى بان عينا لوك تتأملانها بتمهل ودقه,وكان الغضب قد بلغ منها عندئذ حدا كبيرا.تمالكت اعصابها قليلا وقالت لشانتريل بخبث ومكر مماثلين متعمده التظاهر بالرقه والنعومه:
"لا شك ان صحبتك له ستشفيه سريعا,يا عزيزتى!"
"من المؤكد اننى لن احاول منعه من..من الاستشفاء,ايتها الحبيبه!واكنى بالتأكيد مستاءه منك كثيرا لانك سلبت هذا الرجل الرائع..لوك اندريتى من اما عينى.كنت افضل كثيرا ان يكون هو من نصيبى انا"
نظرت سالى نحو لوك فأزعجتها فيه تلك النظرات الساخره التى عكيت شعورا بالترفيع والتسليه لما يسمعه من هاتين الفتاتين المتحمستين ,واحست يالى برغبه قويه لصفعه وازاله تلك الملامح الخبيثه الماكره عن وجهه الباسم.
"سوف نذهب الى طاولتنا
قالتها شانتريل لفيليب ثم تطلعت نحو لوك وقالت بجديه مصطنعه:
"الحقيقه يا لوك,ان سالى ليست جديره بما فيه كفايه لتكون...شريكتك,فى اى حال حين تشعر بأنك غير سعيد او مرتاح او مكتف...
وتعمدت انهاء جملتها عند هذا الحد وبهذا اللهجه الاستفزازيه المثيره,قبل ان تمسك بزراع فيليب وتقوده نحو الطاوله الشاغره ,وفى تلك الاثناء كانت سالى تغلى شخطا وغضبا,ثم قالت:
"افضل العوده الى البيت ,ان لم يكن لديك مانع"
تأمل ملامحها الغاضبه والحانقه بسرعه وقال مبتسما:
"سيكون من الحكمه بمكان الا تدعى فراشه المجتمع المخملى هذه تزعجك او تثيرك"
"اعذرنى لانى لا ملك موهبه السخريه والتهكم مثلك!"
"لا يمكن للمرء ان يحقق ان انجازات ناجحه ما لم يكن قادرا على اكتشاف نقط الضعف لدى الاخرين"
"ان لم تكن راغبا فى ايصالى الى البيت فأسأخد سياره تاكسى"
قررت انها لم تعد قادره على البقاء فى ذلك المكان لحظه واحده,,وكانت مشاعرها انذاك مزيجا مزعجا من الحنق والغضب والازدراء استدارت بسرعه نحو الباب وبدأت تمشى غير عابثه او مهتمه بما اذا كان يتبعها ام لا,وعندما وصلت الى باب المطعم,خرجت مسرعه ونزلت الدرج ثم اشارت الى احدى سيارات التاكسى,فخفف السائق من سرعته ,وتوقف امام المدخل ,ولما همت بفتح الباب الخلفى شعرت بيد قويه تمسك بكتفها وسمعت لوك يقول لها بهدوء:
"الافضل ان تنتظرى قليلا"
ثم انحنى بعض الشئ وطلب من السائق الانصراف,رد بكلمات لم تفهمها سالى الواقفه على بعد خطوتيت ,ولكنها سمعت لوك يضحك ويجيبه بالايطاليه,تطلعت نحو السائق بحثا عن ركاب اخرين,انفجرت غاضبه وسألت لوك بحده:لما فعلت ذلك؟ماذا قولت الى السائق؟"
"شرحت له ببساطه وايجاز ان استقلاليتك هذه كانت نتيجه لشجار بسيط بين حبيبين"
ثم امسك بذراعها وبدأ يسير نحو سيارته وهو يقول:
" ليست لدى اى نيه على الاطلاق للسماح لك بالذهاب وحدك الى البيت,وبخاصه فى مثل هذا الوقت المتأخر"
"انك حقير!"
"فى نهايه الامر,لن تعودى قادره على ايجاد مواصفات جديده تطلقينها على" قالها ببروده اعصاب اثارتها وازعجتها ومما زاد فى غضبها ان جميع المحاولان التى قامت بها للافلات من قبضته الفولاذيه باءت بالفشل.
"انك ايضا عديم الاحساس مع الاخرينو...وخال من العاطفه!"
ابتسم وكأنها تسليه او ترفه عنه,ثم فتح الباب قال لها امرأ:
"ادخلى يا سالى"
دخلت سالى مشمئزه من لجهه التسلط والتملك التى اوحى بها صوته ونبرته,اغلق الباب ثم استدار حول السياره ليفتح بابه ويجلس وراء المقود,وقبل ان يدير المحرك,تطلع نحوها وقد تحولت نظرات السخريه والتهكم الى جديه ورصانه وقال:
"سيتم زواجنا فى الواحده من بعد ظهر الجمعه ويتبع ذلك غداء فى بيتى,وسوف يقتصر الحضور على والدك وكارلو...بالاضافه الينا نحن طبعا"
فردت سالى بابتسامه ساخره وقالت له,فيما كان يدير المحرك وينطلق بسيارته نحو المنزل:
"ما اجمل ذلك حقا!امل ان يتم عقد القراّن فى مكتب القاضى المدنى المسؤول,لاننى لا انوى ابدا ارتداء ثياب الزفاف التقليديه,كذلك فان تلقى الزواج مباركه كنيسه سيكون مدعاه لسخريه لا تصدق"
"سيتم فى مكتب القاضى المدنى,ونذهب فور انتهاء المراسم الى المطار لنستقل الطائره المتوجهه الى اوكلاند"
"ولماذا؟الست تبالغ كثيرا فى تمثيلك دور الزوج العاشق الذى يأخد عروسته فى رحله تسمى شهر العسل"
لم يعجبه كثيرا استفسارها الذى يعكس استياء واضحا وتهكمها الذى يوحى بلا مبالاه وعدم الامتنان ,فقل لها شارحا بهدوء:
ضحكت بصوت عال وانهت عنه جملته بسخريه لاذعه:
"فى مكان بعيدا جدا لئلا اتمكن من الفرار والعوده الى ابى؟"
" انصحك بعد اعداد اة مخططات من هذا القبيل, انا رجل ذو نفوذ ولن يطول الوقت قبل العثور عليك اينما كنت"
"كى اوجه مصيرا اسوء من الموت؟هناك قوانين تحمى النساء من مضايقات الرجال"
"كنت افكر بامور اكثر حذقا ومكرا واشد ايلاما"
حولت نظرها بقرف بعيد اعنه وقررت عدم الاستمرار فى هذا الحوار الذى لن ينجم عنه سوى المزيد من الغضب والحزن والتعاسه,وامضت الفتره التى استغرقتها وصولهما الى منزلها فو صمت مطبق.وعندما اوقف لوك سيارته اما المبنى ال1ى يضم شقه والدها مدت سالى يدها بسرعه لتفتح الباب ,فأمسك بذراعها قائلا:
"لماذا تريدين الذهاب بهذه السرعه؟ هل انت خائفه من اننى سأنقض عليك يا سالى بالينغر؟"
"لا.ليس قبل الزاواج.مع انك بعده ستحاول بلا شك اللجوء الى القوه...وربما الى الاغتصاب!"
تمتم لوك بكلمات غير واضحه عرفت سالى انها شتائم وسباب ,ثم شد بقبضته كثيرا على ذراعها حتى صرخت من الام ,وقال لها بغضب وعصبيه:
" تتصرفين احيانا بطيش وتهور كالنساء المشاكسات.انصحك بلجم لسانك الغبى والا اخرسته"
امتلأت عيناه السوداوان بغضب ساطع.فشدها نحوه بسرعه وضم رأسها بين يديه بقوه وعندما رفع عنها بع اكثر من دقيقتين وافلتها من بين يديه الحديديتين ابتعدت عنه بسرعه وجلست تحدق فيه وقد اغرورفت عيناها بدموع الحزن والخجل.ارتفعت يدها المرتجفه الى فمها ثم ارتفعت اليدان معا الى شعرها لتعيده قدر الامكان الى وضعه الطبيعى السابق ,ارادت يائسه ان تحول نظرها عنه ولكنها لم تتمكن,وكأن قوه غريبه سمرتها فى مكان واحد...عيناه!
"رباه!لماذا تحدقين بى هكذا؟لم افعل شيئا,سوى معانقتك!"
استجمعت سالى قواها وردت عليه بصوت مرتعش:
"اشعر وكأنك عبثت بمشاعرى ودست على كرامتى"
"انت بدأت الاستفزاز"
كانت نبرته غاضبه فشعرت بانها فشلت وهزمت.ابعدت نظرها عنه واخذت تحدق فى الفراغ.ثم قالت له بحزن واسى وهى تفتح الباب بنفسها:
"اذا كنت تنوى بهجومك هذا اثبات تفوقك.فانك بلا شك قد فزت بالجوله الاولى"
لم تشعر بأن لوك خرج من السياره ولحق بها الى الجانب الاخر الا عندما وضع يده على ذراعها وهى تهم بولوج المدخل الرئيسى للمبنى.ووقالت لها بلهجه صارممه:
"سأوصلك الى باب الشقه"
"لا داع لان توكن بمثل هذه الشهامه والنبل فأنا قادره تماما على الاعتناء بنفسى والوصول بأمان الى بيتى"
ابتسم برفق ولكنه امتنع عن توجيه اى كلمه او ملاحظه,بل ضغط الزر الخاص باحضار المصعد.وفى تلك اللحظات المعدوده التى سبقت وصولها الى الطابق الخامس,اخذت سالى تحارب مزيجا مزعجا من المشاعر المتضاربه بين الخوف والادراك...بين الغضب والتفهم.وشعرت بجسمها يرتجف قليلا...لوك ليس رجلا يمكن تجاهله بنجاح او سهوله.وهو ايضا رجل لم يلتق مثله من قبل. فتوقف المصعد ففتح لوك بابه مفسحا فى المجال للخروج.ثم تبعها قائلا:
"المفتاح ,من فضلك!"
نظرت اليه مستغربه وقالت:
"يمكنك العوده الان...انى اعنى ما اقول"
رد عليها وهو ياخذ مفتاح الشقه من يدها المرتعشه ويضعه فى القفل:
"سأعود عندما اطمأن الى دخولك البيت"
فتح الباب فلم تتمكن الا ان تسأله بتبرم:
"وهل انت راض الان؟"
"ليس تماما"
كانت مرهقه نفسيا الى درجه كبيره ولم تتمكن معها من مقاومته عندما ضمها الى صدره اغمضت عينيها لحبس الدموع التى تهدد بالانهمار بين لحظه واخرى.
ستلجأالى هذه الدموع الغاضبه بعد ان تصل بامان الى غرفتها وتستلقى على سريرها لتريح نفسيتها وجسمها المتعبين.