وفى وقت متأخر قام الضيفان والضيفاهما الى غرفتيهما بعد ان تمنى كا فر
منهم للاخرين ليله هانئه ...ونسيما عليلا.ولما دخل لوك وسالى غرفتيهما نظرت اليه وهى تحاول بائسه سبر اعماقه او التكهن بخطوانه وتصرفاته التاليه.ثم قالت له:
"سأنام فى السرير المحاذى للنافذه لن لم يكن لديك اعتراض على ذلك"
لم يجبها.فنزعت قمييصها بسرعه وارتدت ثياب النوم الخفيفه قبل ان تسنح له فرضه تألمها بدقه وعنايه.فعلى الرغم مما حدث بينهما طوال الاسابيع الثلاثه الماضيه.لا تزال تشعر بانزعاج كبير وخجل مؤلم كلما حان الوقت لخلع ملابسها امامه.واستدارت نحوه ببطء وهى تقول بلهجه اقرب الى التوسل منها الى الطلب العادى:
"لو قلت لك صراحه اننى متعبه....واعانى صداعا..فهل..."
انهى جملتها وهو يتأملها برغبه واضحه:
"اتركك تنامين بمفردك ودون ازعاج؟"
ثم ابتسم وسألها بمكر:
"وهل تعانى صغيرتى حقا من وجع فى رأسها ؟"
"نعم, صدقنى!"
"تعالى الى هنا "
قالها بلهجه هادئه وناعمه ولكنها تحمل فى طياتها نبره حديديه لا تقبل الرفض او الاعتراض.اقتربت منه بخطى بطيئه وكأنها تواجه الجلاد .امسك لوك بخصله من شعرها ووضعها بتمهل وراء اذنها ثم وضع يده على خدها وراح ينظر اليها فاحصا ومحللا.وبعد لحظات تخيلها دهرا .افتر ثغره عن ابتسامه خفيفه وقال:
"مهما كانت اسباب كرهك لى,فأنا يا حبيبتى لست فاقد الاحساس الى الدرجه التى تتصورين.اختارى السرير الذى يعجبك.فمن الواضح انك تريدين النوم بمفردك وانا لن امنعك من ذلك"
ثم احنى رأسه قليلا وطبع قبله حنونه على جبينها .قومت سالى بشده رغبه قويه فى ان ترفع ذراعها وتطوق عنقه بمحبه وحنان.فدماثته ورقته اخترقا قلبها ولمسا وترا عميقا فى مشاعرها وعواطفها.وما ان استلقت على السرير ززضعت رأسها على الوساده .حتى اطفا لوك النور وتوجه الى السرير الاخر.
استيقظت سالى على اصوات اطفال صغار..ليزا تبكى والشقيان الصغيران يصرخان بفرح وحماس واضحين.نظرت الى ساعه يدها..انها السادسه!رفعت رأسها قليلا فشاهدت لوك ينتهى من ارتداء ثيابه حيته بابتسامه صادقه:
"صباح الخير ميلاد سعيد"
لا جدال اليوم ولا غضب او انقباض.انه الميلاد..يوم الهدايا والاطفال,والبهجه....."
رد عليها لوك برقه قائلا:
"كل عيد وانت بخير .ايتها الحبيبه.هل نمت جيدا؟هل زال الصداع؟"
"نعم...اوه,اسمع الصبيين كيف يضحكان ويصرخان!"
"الا تذكرين انك كنت تفعلين الشئ ذاته يا عصفورتى الصغيره؟"
واستغربت سالى!اين التهكم والسخريه فى لهجته؟اين الكلام القاسى والانتقاد اللا ذع فى حديثه؟هل بدأ يتغير ويتبدل على هذا النحو الجذرى؟قامت من السرير وسألته بهدوء:
"هل من المبكر جدا ان نذهب اليهم الان؟"
"اتصور ان انجلينا تجد صعوبه كبيره فى اصواتهم.وخاصه جيانى ولويجى الى ادنى حد ممكن .وذهابنا اليهم الان سيسعدها و.......يريحها"
"متى يسمح للصبيين بفتح الهدايا"
"ا يا سالى!هل نيت ايام طفولتك؟اولا,نتناول جميعا فط
ورنا قم نذهب للصلاه.وبعد غودتنا...نفتح الهدايا"
ردت عليه بهدوء وقد اصيبت بدهشه خفيفه:
"انا لست من مذهبك!"
نظر اليها بحنان وقال لها بجديه دمثه:
"انا لا اعلق اهميه كبرى على هذه الفوارق البسيطه والثانويه يا سالى.المهم ان نكون مؤمنين بالله عز وجل وان نصلى له بصدق واخلاص"
ركبوا جميعا السياره الكبيره وتوجهوا الى الصلاه .فرانك يقود السياره .سالى تحضتن جيانى.لوك يضع لويجى على احد ركبتيه.وانجيلينا تضم ليزا الى صدرها.
لدى عودتهم الى البيت كان الصبيان اول من غادر السياره...كل من الباب القريب اليه ,وانتظرا الكبار امام الباب وهما يرقصان فرحا وتشوقا للهدايا الجميله التى سيحصلان عليها.وبمجرد دخولهم جميعا الى البيت,شعرت سالى بأنها حقا احد افراد العائله ...وانها عادت من جديد طفله صغيره تفتح الهدايا وتراقب صديقاتها واصدقائها يفعلون الشئ نفسه بسرور وبهجه.
كانت هناك ثلاث هدايا بها...سورا جميل من فرانك وانجلينا.مجموعه من العطور ومستحضرات التجميل من الاول...زعقدا رائعا من لوك اثار اعجاب الجميع.انهمرت دموع الفرح من عينيها وهى تشكرهم فردا فردا.قبلت الطفله الصغيره ,والصبين اللذين احمر وجههما خجلا.ثم انجلينا وفرانك,ووصلت الى لوك ,وبدون اى تظاهر او ادعاء ,رفعت نفسها نحوه وقبلته بحنان وامتنان.
تلقى لوك هديه رائعه....لوحه زيتيه سياحيه تعبر المحيط فى خضم عاصفه هوجاء .وكانت انجيلينا قد امضت عده اشهر فى رسمها واعدادها على هذا النحو الرفيع والدقيق .وقالت شقيقته برقه ومحبه وهى تقدم هديتها:
"لوحه تذكرك برحلتنا من ايطايلا ايها الاخ الحبيب"
وشعرت سالى ان زوجها تأثر جدا بهذه البادره ,لأن ملامحه غرقت فى بحر من الحنان الحقيقى والانفعال المخلص .وجاء دور سالى لتقديم هديتها الى زوجها.وتذكرت على الفور الصعوبه البالغه التى واجهتها قبل ان تتمكن من التوصل الى قرار نهائى.فلماذا كان يمكنها ان تهدى رجلا يبدو تن يملك كل شئ؟وبعد بحث مرهق ,قررت ان تهديه ولاعه مذهبه من صنع احدى اشهر الشركات العالميه وعلبه مذهبه لسكائره.وحفرت على كل منهما الحرفين الالين لاسنه.
تم الاتفاق على تناول طعام الغداء فى تمام الواحده,فتركت سالى وانجلينا زوجيهما يلاعبان الصبيين وذهبتا الى المطبخ لاعداد الطعام.كانت الوجبه التى اعدتها المضيفه متنوعه وشهيه للغايه , فأثنت عليها سالى كذواقه فى االكل وكطاهيه محترفه تعد افضل المأكولات واشهاها.
وشهد اليوم التالى سابقه للايام التى تلت .
لم تكن هناك حفلان او لقلءات اجتماعيه طوال فتره وجودهما ف سيرفرز باراديز .وكشفت انجلينا لسالى ان ذلك يعود الى رغبه لوك فى تمضيه عطله عائليه هادئه .وقالت:
"اننا لا نرى بعضنا معظم ايام السنه .وعندما تسمح لنا الظروف باللقاء ,نرغب فى تمضيه الوقت بكامله مع بعضنا فقط "
كان الاولاد مبعث سرور وبهجه لسالى .وكانت تشعر مع انتهاء كل يوم بالحزن والاسف لان موعد عودتها الى سيدنى يقترب ,ولانها ولوك سيعودان بالتاكيد الى الوضع السابق من الكراهيه والمشاكسات والاستفزاز .ولاحظت باستغراب ودهشه انهما ,هلى استحاله تصديق ذلك ,لم يتبادلا كلمه قاسيه واحده وهما باستضافه انجلينا وزوجها .كما ان لياليهما مرت كالخيال وكما فى قصص الاساطير ...كان لوك يداعبها ويغازلها برقه وحنان تذيب مقاومتها وتشل اعتراضاتها وكانت تنتظر بفارغ الصبر انتهاء السهره مع انجلينا وفرانك وتوجههما الى غرفتهما .وباستثناء الليله الاولى ,فانها لم يستخدما سوى سرير واحد فيما ظل الاخر يئن حسدا وغيره .
ولما حل اليوم الثامن ولم يعد يفصلها عن موعد توجههما الى المطار الا ساعه واحده ,اخدتها انجيلينا جانبا وقالت لها بلهفه واهتمام:
"انتبهى الى اخى .واعتنى به ...فهو بحاجه لزوجه مثلك ,حنونه ومحبه ....وتتمكن من اسعاده وادخال البهجه والانشراح الى قلبه"
ثم ابتسمت وهى تنظر الى سالى بعطف ومحبه ,واضافت قائله:
"احبيه كما يستحق .ارجوك ,بل اتوسل اليك "
وعدتها سالى بذلك ...بكلمات متقطعه وصوت متحشرج وتأثر حقيقى واضح .وكان من حسن حظها ان ليزا استيقظت باكيه فهرعت امها للاهتمام بها.
انضم الاولاد الثلاثه الى والديهم فى مرافقه خالهم وزوجته الى المطار .ومع ان قطع المسافه يستغرق ساعه كامله فقد تصرفوا جميعا بهدوء ادهش الوالدين والضيفين .وفى المطار,كان الوداع مؤثرا جدا.....وكانت الدموع سيده الموقف.وشعرت سالى انها تعرف هذه العائله الطيبه منذ ثمان سنوات وليس ثمانيه ايام.انهم حقا رائعون....وتمضيه العطله معهم كانت ذروه السعاده وقمه الانشراح والسرور .وبدأت تتطلع قدما بشوق ومحبه الى اللقاءات المقبله و.......
اقلعت الطائره.فأخدت مجله وراحت تتصفحها بسرعه علها تتمكن من اخفاء دموعها والهاء نفسها عن تفكير بالايام الثمانيه الماضيه .ولم تتفوه سالى بشئ طوال الرحله القصيره الى سيدنى,باستثناء بعض الجمل المقتضبه التى كانت ترد بها سلبا او ايجابا على المضيفه.وشعرت بشئ من الارتياح عندما حطت الطائره,ولما وصلت الحقائب رفض لوك عرضها بأن تحمل احداهاحتى خارج المبنى.واما المدخل الرئيسى حيثطلب منها الانتظار قرب الحقائب كى يذهب لاحضار السياره,اخذت سالى تفكر بالمنزل الذى اصبح بيتها,وبكارلو المساعد والصديق,واخيرا بوالدها جو.اه! لو كانت المشاعر مختلفه, لكانت الامرو...
احضر لوك السياره واوفقها على بعد خطوتين من سالى ,التى تنهدت بارتياح وفتحت بابها ثم القت بنفسها على مقعدها الامامى بصمت وهدوء .وبعد ان وضع الحقائب فى صندوق السياره وجلس وراء المقود,التفت نحوها وقال محاولا الترفيه عنها:
"الى اين اوصلتلك افكارك,او بالاحرى...بماذا تفكرين؟يبدو انك مستغرقه فى تفكير حالم او حزين....حتى انك لم تتفوهى بكلمه منذ مغادرتنا بريز باين"
"كانت هدنه لا بأس بها على الاطلاق,اليس كذلك؟"
اجابها بصوت عكس بعض الشئ مكرا وتهكما اثار فجأه شعور الازدراء الذى دفنته تحت قشره رقيقه.كالنار تحت الرماد.فقد اقل:
"انا متاكد من ان اختى مقتنعه بأن زواجنا مثالى"
"ونحن .بالطبع ,نعرف ان الامر مختلف تماما"
"اسمعى يا صغيرتى!ايدك ان تطردى من رأسك هذه الخطط الشيطانيه التى بدأت تبرز بمجرد اقترابنا من البيت"
نظرت نحوه بغضب وشراسه وقالت له بحده بالغ:
"اى خطط يمكننى اعدادها يا لوك؟اننى مقيده بسلاسل اقوى من الحديد وسأظل على هذا النحو طالما اردت انت ذلك .وحتى سمحت لنفسى بمجرد التفكير فى هجرك,فان تهديدك بسحب دعمك المادى لوالدى سيشكل بالتأكيد وداعا كافيا"
وازاحت وجهها عنه بعصبيه لانها لم تعد تتحمل تلك النظرات الموعجه والملامح القاسيه .ثم تمتمت بحده وأسى:
"مسكين هذا الطفل الذى ستكون ولادته صعبه وحزينه مثلما كان الاتفاق على تكوينه...ومثل الاسلوب المتبع لتحقيق هذا الاتفاق!"
"اللعنه!اللعنه!"
سارعت سالى الى مواجهه غضبه العارم وتفسير جملتها القاسيه قائله بصوت مرتفع نسبيا:
"وما هى الفرص المتاحه اما طفل يعيش مع والدين يكرهان بعضهما؟هذه ليست الطريقه المثلى للحصول على اولاد وتربيتهم...انهم بحاجه للحب,للستقرار,للشعور بالانتماء الى عائله واحده متكامله..."
"كفىكفى,بحق السماء !هل يجب على مواجهه هذا التبيخ والتعنيف وانا فى خضم هذا البحر الهائج من السيارات والاليات والزحام ؟"
صمتت سالى رغما عنها وراحت تحدق بدون تركيز او اهتمام على الشوراع الممتده اماها وعلى المبانى المزروعه على الجانبين بشموخ وكبرياء .وما ان اوقف لوك السياره امام المنزل حتى فتحت سالى الباب وهمت بالخروج.امسك بها بقبضه فولاذيه وقال لها بنعومه خبيثه:
"لا,يا عزيزتى,ليس بهده السرعه!فقبل فراراك الى البيت ستجيبين على السؤال التالى!"
ولمعت عيناه ببريق من الغضب الهادئ الذى يبعث فيها الخوف والارتعاش.هز رأسه وهو لا يزال ممسكا بذراعها,ثم سألها:
"وما الذى يدفعك الى الاعتقاد بأن اطفالنا سوف يحرمون من الحب ...حبك وحبى؟"
"كيف ستكون ححباتهم سعيده وتبشر بالنجاح .ونحن على خصام وخلاف دائمين؟"
"ألا يمكنك تصور وقت ما نمتنع فيه عن الحرب والقتال؟"
لم يعجبها تهربه من الاجابه مباشره على سؤالها الجاد,فنظرت اليه شزرا وركضت باتجاه الباب,وما ان دخلت البيت.حتى تسمرت فى مكانها ....وقالت بصوت لا يكاد يسمع:
"امى!اميلى ....ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت والدتها احد حاجبيها وقالت:
"اعربت لك يا ابنتى العزيزه عن رغبتى فى الحضور,ها قد حضرت فلماذا الدهشه والاستغراب؟"
كانت اميلى ترتدى فستانا انيقا للغايه وقد سرحت شعرها بطريه حديثه وجذابه.ولاحظت سالى ,رما للمره الاولى فى حياتها,ان ما من وجع سبه على الاطلاق بينها وامها,وعادت الى السؤال بدون ان تلاحظ ان لوك اصبح وراءها:
"اعنى...اعنى كيف دخلت؟نحن غائبان ............ وكذلك كارلو!"
ابتسمت اميلى وقالت وهى تفتح ذراعبها لاحتصان ابنتها:
"حبيبتى سالى ! اتصلت بوالدك فأخبرتى عن موعد عودتها,فأعددت رحلتى على هذا الاساس.كان ابوك ينتظرنى فى المطار حيث اهتم بحقائبى واغارضى.ودعانى الى الغداء هناك.ثم اوصلنى الى هنا قبل ساعتين تقريبا,افرغت ما احمله من ثياب واغراض فى احدى غرف الضيوف التى اعدها لى كارلو"
ثم ازدادت ابتسامتها اتساعا وهى تنظر الى ما وراء ابنتها وتقول:
"والان,دعينى اتعرف على صهرى العزيز"
وقفت سالى صامته مذهوله.وتقدم لوك خطوتين وطوق خصر زوجته بذراعه اليسرى,فيما مد يده اليمنى ليسلم على اميلى التى قالت له:
"يمكننى ان تنادينى باسمى اميلى.ابنتى فقد تستخدم معى كلمه امى,مع اننى افضل مناداتى باميلى"
ثم نظرت اليه باعجاب واضح.واضافت:
"انك تبدو ايطاليا الى ابعد الحدود .وبما انك طويل القامه.فمن المؤكد انك تاتى من لااقاليم الشمليه"
وتطلعت حوالها الى مفروشات والاجهزه ومضت الى القول:
"ومن المؤكد ايضا انك واسع الثراء,فهذا القصر بلا شك ليس كوخا لفقير معدم او منزلا عاديا لانسان متوسط الحال"
هو لوك برأسه ثم قال لها بتهذيب وهدوء:
"تفضلى!لنذهب الى قاعه الجلوس.هل تحبين فنجانا من القهوه يا اميلى؟"
"معلقتان من البن ومعلقه من السكر"
واثناء شربهم القهوه.سألت سالى امها:
"هل كانت رحلتك موفقه؟"
"طبعا!طبعا!
"كم تتوقعين ان تطول اقامتك هنا؟"
وجهت نظره ثاقبه الى ابنتها وقالت:
"معك انتي حبيبتى؟بالضبط ما مجموعه ثمانيه ايام...خمسه الان,ثم اتوجهالى بيرث لتمضيه اسبوع بعد ذلك الى دراوين لاقضى فتره مماثله.وانوى تمضيه الايام الثلاثه الاخيره معك هنا فى سيدنى"
تذكرت سالى زوج امها الاميركى الوسيم والطيب وسألتها:
"كيف حال هانك هذه الايام"
"انه بخير,منشغل جدا,ولكنه بخير.الاعمال الضخمه تستهلك اوقات رجال الاعمال الناجحين"
ثم نظرت الى لكو فجأة وسألته:
"ما هى طبيعه عملك يا لوك؟"
رد عليها لوك بهدوء المضيف المهذب قائلا:
"املك وادير شركه للاستشاره التجاريه والتمويل"
"لا ضروره للسؤال عن مدى نجاح الشركه,فانى ارى الجواب كيفما تطلعت"
هز لوكن رأسه وهو يحاول اخفاء تبرمه.فيما اختارت سالى الابتعاد عن امها وملاحظاتها .تطلعت نحو زوجها متظاهره بالعشق والهيام.وقالت:
"حبيى,تحدث مع الوالده بينما ارى مع لوك كارلو ماذا يمكننا اعداده للعشاء .وفى المطبخ حيث كارلو بابتسامه عريضه وهى تعرب عن ارتياحها لما يقوم به قائله:
"اوه,ان رائحه الطعام شهيه ولذيذه لغايه.هل من شئ يمكننى الماعده فيه"
هز كارلو رأسه نفيا وقال:
"انت تبدين ائعه يا سالى.هل تمتعت بالعطله؟"
ردت بعنايه وهدوء :
"كانت رحله مريحه جدا.اولاد انجلينا رائعون ويدخلون الفرح الى قلوب الجميع الى الدرج"
ثم ابتسمت بحياء واضاف قائلا:
"انها...انها قويه جدا و...ط
ضحكت سالى وهى تقاطعه قائله:
"ومتسلطله جدا؟يجب ان يمضى النسان بعض الوقت معا قبل ان يعتاد على كلامها وتصرفاتها.سر النجاح معها يكمن فى عدم السماح لها. بارهابك"
بعد قليل عادت سالى الى غرفه الجلوس وقالت لوالدتها وزوجها:
"سيكون الطعام جاهزا خلال خمس دقائق"
رفعت اميلى نظرها الى ابنتها ثم ابتسمت بدماثه ووداعه قائله:
"كان لوك يخبرنى اثناء غيابك فى المطبخ تفاصيل لقائكما"
بلعت سالى ريقها بصعوبه وارغمت نفسها على العليق بارتياح مصطنع:
"اوه. من المؤكد انه حديث ممتع ومثير للاهتمام"
"ويجب ان اشترى اغراضى خلال الايام القليله .لوك ابلغنى بانه مضطر لمغادره سيدنى بضعه ايام .لذا فانه سيكون لدينا متسع من الوقت نمضيه بمفردنا نثرثر وتطلع كل منا الاخرى على اخبارها وحكاياتها"
اللعنه!فهذا يعنى ان المعلومات التى لم تتمكن اميلى من اغراء لوك باطلاعها عليها ستحاول استخلاصها من ابنتها .وهذا يعنى ان الايام المقبله سوف تكرس للاستجواب الانتقامى!ابتسمت وقالت لهما بمرح:
"العشاء جاهز!تفضلا!"