المنتدى :
الارشيف
كلمة حب من فضلك!
كلمة حب من فضلك ..!!
(في ضوء قصة معبرة)
تقدم إليها، وافقت ووافق أهلها وتم الاتفاق على كل شي وتم عقد القِران على بركة الله وسنة رسوله
في اللقاء الأول بعد العقد
- الشاب: اشقت إليكِ كثيرا
- الفتاة : اشتاقت لك العافية
- الشاب:
بدأ يتحدث وهي تستمع وقليلا ما كانت تتحدث .. بحكم الحياء وأنهما في أول الطريق ولابد من الخجل الذي يعرقل أحيانا بعض المستحبات والمفترض القيام به في أي شأن كان.
بعد بضعة أيام وفي لقاء آخر
- الشاب: اشتقت إليك كثيرا كثيرا
- الفتاة : اشتاقت لك العافية
- الشاب:
صمت خيم قليلا عليهما ..
- الشاب: أنا .. أنا أحبكِ
- الفتاة : .. حبتك العافية .. !!
- الشاب:
- الشاب: هل تحبيني؟
- الفتاة : .. نعم
- الشاب: إذاً لماذا لا تقولينها وتسمعيني إياها؟
- الفتاة : أخجل ..
- الشاب : لا بأس .. إن شاء الله أسمعها منكِ كثيرا لاحقا ..
بقيا على هذا الحال كل مدة الخطوبة والتي كانت تقريبا 5 أشهر ..
حوار الشاب مع صديقه
- الشاب: اوووووف .. يا بو أحمد .. تعبان والله تعبان
- أبو أحمد: ليش عسى ما شر؟ لا تقولي إن حال خطيبتك ما تغير؟
- الشاب: إي والله ما تغير ..
- أبو أحمد: لا تحاتي يا خوي .. إن شاء الله بعد الزواج تتغير وتسمع منها أحلى وأجمل الكلمات
- الشاب: صدقني في مشكلة مو قادر أفهمها .. الحين لنا خمس شهور يا بو أحمد .. والوضع مثل ما هو، ومو معقولة كل ما قلت لها مشتاق لك تقولي اشتاقت لك العافية!! .. هذي تقولها حق خالتها وإلا بنت الجيران وإلا صديقتها في الجامعة .. مو حق زوجها المتلهف لها كل دقيقة وثانية وما يصدق على الله متى يجي الويك إند على شان يشوفها ..
- أبو أحمد: طيب بسألك كم سؤال بس قولي الصدق على شان يمكن نتوصل إلى حل لهالمشكلة بعد معرفة أسبابها
- الشاب: تفضل بس لا تطول بالموضوع لأني ما أسهر كثير وإنت عارف
- أبو أحمد: قد مرة قالت لك أحبك من نفسها وبدون ما تشحذ هالكلمة أو تقولها قبلها؟
- الشاب: لا
- أبو أحمد: قد مرة قالت لك طيب مشتاقه لك واجد من دون ما تبادرها إنت بكلمات الشوق؟
- الشاب: مرة وحده بس .. وقالتها كذا: مشتاقين لكم ! ومدري هي تقصدني بعد وإلا تقصد القبيلة الكريمه
- أبو أحمد: هل تشك إنها ما تحبك ومو متقبله حبك لها مثلا أو تظن إنها مغصوبة عليك مثلا؟
- الشاب: لا والله أبدا .. في بقية الأمور عال العال ولكن في هالنقطة وتبادل المشاعر .. صفر ! يعني مو معقولة أشحذ منها الكلمات الحلوة والمشاعر وكلمات الحب! مو معقولة أغيب عنها أحيانا أسبوعين ما نشوف بعض وما يجيني إتصال مفاجئ من دون ميعاد أسمع فيه كلمة: اشتقت لك أو وحشتني !
- أبو أحمد: أتوقع البيئة اللي عاشتها قاسية جدا وما فيها هالأمور أبدا !!
- الشاب: والله يا أبو أحمد أنا مكسور .. وقلبي جريح .. وأحبها حب كبير .. بس حبها الجاف يعذب ويقهر في ذات الوقت .. وخصوصا لما أجلس في الديوانية مع ربعي اللي خبرك توهم خاطبين معاي .. وتسمع سواليفهم عن خطيباتهم لما يقولون لك خطيبتي أرسلت لي توها كلمات تخليني أطير .. والثاني يقول خطيبته كتبت فيه شعر في الشوق وهي مسافره عنه أسبوع بس! والثالث كل شوي تجي له إتصال ويطلع بره وهو متشقق من الفرحه وطاير في السما .. وأنا لا حس ولا خبر .. وزين لو إتصلت كل أسبوعين مرة! وأنا اللي أتصل وأبادر في كل مرة!
- أبو أحمد: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
- الشاب: الله يرحم والديك خلني أروح تأخرت .. وتعبان وأبي أرتاح .. وبعدين نتقابل ونشوف شنو هالحل لهالحالة هذي .. والله ما أحس إني خاطب يا بو أحمد
- أبو أحمد: هونها وتهون يا خوي .. وتوكل على الله الحين ومن أصبح أفلح .. وفي أمان الله.
تم تحديد موعد الزواج، والأمل الذي يتعلق به الشاب في أن تتغير زوجته كبير ولكن عليه أن أيصبر أكثر ويتحمل، وكان كثيرا ما يتخيل خيالات واسعة وذات بعد نظر ويرى بها نفسه وهو يعيش حياة العاشقين مع بعضهم البعض ويتبادلان الحب المشروع المرغوب الضروري في كل أمر من أمور الدنيا والتي يقول فيه الإمام الصادق حفيد رسول الله: مالدين إلا الحب > بما مضمونه.
والحب قولا لا يقل عنه فعلا، وهو يؤمن بأن الكلمة لها تأثير، مهما كان عدد حروفها ومهما كان معناها، إلا أن لها تأثير ولها ردة فعل ولها مشروع كامل، بحيث كلما سمت في العالي خلقا ومعنى ورفعة، كلما سما معها ما يتعلق بها نحو الرقي والرفعة. والعكس صحيح، كلما إنحطت كلما إنحط معها ما يتعلق بها.
بعد الزواج ببضعة أشهر
- أبو أحمد: (على الهاتف) .. وينك يا خوي من زمان عنك .. يعني لازم يختفي كل معرس عن ربعه! .. بسك عسل بسك .. شوية بصل مع ربعك يا الظالم
- الشاب: هلا أبو أحمد الغالي .. لا والله يا خوك . مشغول .. ومهموم .. لا عسل ولا بطيخ !!
- أبو أحمد: ليش يا أخوي .. وش صاير بعد؟
- الشاب: خويك عطشان حب .. عطشاااااان ومصدوم
- أبو أحمد: عاد وين أحصل لك الحين هالحزة محل عصيرات أشتري لك ..
- الشاب: مو وقته هالمسخرة هذي يا أبو أحمد الله يرحم والديك
- أبو أحمد: لا لا يا أخوي .. حاشاك أتمسخر عليك .. بس يعني فاجئتني بهالكلمه (عطشان حب مرة وحده) .. وإنت عريس جديد المفروض غرقان الحين في العسل وبعدك ما كملت 6 شهور!
- الشاب: إيه والله عطشان .. وبنت الناس مو راضية تتعلم ومو راضية تفهم حاجتي لسماع كلمات الحُب منها مباشرة من القلب للقلب .. بنت الناس قامت تعتمد على مبادراتي .. متى ما نطقت بكلام الحب والشوق والغزل .. نطقت! ولو سكت شهر .. سكتت!
- أبو أحمد: يعني إنت المفتاح وهي المكينه وكل ما شغلتها اشتغلت؟
- الشاب: بالضبط .. وبطلت بعد أشحذ منها الكلام وأسألها مثل أول: تحبيني؟ مشتاقة لي؟ أنا وحشتك؟ خلاص .. عافت النفس وصارت عندي ردة فعل قوية وأحس أحيانا لساني مربوط ...
- أبو أحمد: ما تنلام والله وإنت اللي طرت معاها في السما مثل ما طار قيس مع ليلى .. وعنتر وعبله .. وأغرقتها في أيام الخطوبة بالكلام الحلو ورشيتها رش بكلانشكوف الحب والغرام
- الشاب: وهذا اللي مسبب لي أزمة نفسية يا أبو أحمد .. وهذه الصدمة اللي أخاف يجي يوم بعد ما أقدر أقول لها أي كلمه حلوة حتى لو الحب زاد وكبر لأن لكل فعل ردة فعل وأخشى أن يكون ردة الفعل هالمرة قوية عليها وعلينا وأصير جاف وقاسي في نظرها ونظر نفسي وتذبل وردة الحب وتبقى العلاقة في فتور دائم!
- أبو أحمد: لا لا ما أظن يصير كذا .. قلبك كبير وإنت عاطفي ورومانسي .. وما أظنك تبخل عليها حتى لو بخلت عليك أو كانت باردة في مشاعرها وبليدة عاطفيا
- الشاب: يا أبو أحمد .. ما أظن هذا برود عاطفي .. هذا أكبر من كذا رغم إنها تحبني بأفعالها ولا أنكر، ورغم طيبة قلبها وتدينها وحسن أخلاقها .. بس كلمة حلوة منها ما أسمع إلا مثل ما قلت لك .. يا أشحذها يا أشغلها بكلمة مني أبادرها فيها ... وإذا ما تجيك الكلمة من القلب وبنفسها .. يصير ما لها طعم .. صح؟؟؟
- أبو أحمد: صح يا خوي .. والله العظيم صح .. بس إلى متى يعني تبقى عطشان وشريكتك ما تسقيك مما رزقها الله؟
- الشاب: هي تقول إصبر علي والخجل شوي شوي يروح ..
- أبو أحمد: من ضجك قالت كذا؟ معقولة خجل خمس شهور في الخطوبة ومثلها بعد الزواج ولسه في خجل يمنعها من إنها تنطق بكلمات حلوة لزوجها وتغرقه في بحرها؟
- الشاب: هذا كلامها .. وأنا مو مقتنع .. وأقول إنها هي تعاني من مشكلة .. والله أعلم شنو يسمونها المتخصصون في مثل هالعلوم.
- أبو أحمد: هونها وتهون .. ما دام هي تحبك وإنت تحبها .. فإن شاء الله ما في مشكلة .. وصبر نفسك واسقيها ولا تعطشها .. فتصيرون اثنينكم في صحراء قاحلة وعطاشى والموارد بعيدة ... (أبو أحمد يغني الأغنية القديمه ): عطاشى عطاشى والموارد بعيدة
- الشاب: هذا اللي خايف منه .. وهذا اللي قلت عليه بخصوص ردة الفعل اللي ما أظمنها ..
- أبو أحمد: لا إن شاء الله الأمور طيبه .. بس لا تبخل عليها وعلمها وفهمها وخبرها بحاجتك وهي شوي شوي تتغير
في السنة الرابعة لهما
الزوجة: أحبك يا زوجي العزيز يا أبو عيالي .. الله يخلينا لبعض طول العمر
الزوج: وأنا بعد
بعد أيام سافر الزوج لرحلة عمل استغرقت 15 يوما
- الزوجة: ألو
- الزوج: ألو هلا
- الزوجة: هلا حبيبي .. الحمد لله على السلامة .. ما إتصلت لما وصلت!
- الزوج: توني ما أخذت نفسي .. وكنت ناوي بدز لج مسج أخبرج إني وصلت
- الزوجة: الحمد لله على السلامة والبيت مظلم بدونك
- الزوج: الله يسلمج
بعد ثلاث أيام من السفر
- الزوج: ألو
- الزوجة: ألو .. هلا حبيبي .. شلونك عساك بخير؟
- الزوج: الحمد لله طيب وبخير .. شلونكم؟
- الزوجة: كلنا بخير وناقصتنا شوفتك يالغالي .. واحشني كثيييير
- الزوج: الله يسلمج
* وهكذا أصبحت العلاقة وتحولت، وانعكست الآية، وما كان يخشاه الزوج حدث بالفعل.
عاد الزوج من السفر قبل خمس دقائق
- الزوجة: هلا هلا بالغالي .. تحتضنه وتقول له: وحشتني وحشتني ومشتاقه لك
- الزوج: اشتاقت لك العافية والله يسلمج .. !!
بعد شهر من عودته من السفر
- الزوجة ترسل رسالة مسج لزوجها وهو في الديوانية مع ربعه كالعادة: < حبيبي .. جيب معاك ملح وشامبو أحمر ومكرونه قودي ورهش >
الزوج يلبي الطلبات ويقرأ كل ما في الرسالة إلا " حبيبي " وكأنها مكتوبة بالحبر السري ... !!
وتستمر المسجات بشتى أنواعها من الزوجة إلى زوجها بألطف وأجمل العبارات التي لطالما كان يحلم أن يسمعها في ذلك الزمان الذي كان أحوج لها من الآن:
أصبحت الكلمات الجميلة لا طعم لها إلا ما ندر وفي قليل من المناسبات .. لم يعد يشعر بحاجة ماسه لها رغم أنه لا يزال يحبها وعلى يقين من أنها تحبه كذلك إلا أنه لا يجد أية رغبة لديه في أن يتغزل بها كالسابق أو يكتب فيها القصائد أو يناديها كما كان بـ يا غالية أو يا حبيبتي أو يا عسل وغيرها من الكلمات الجميلة التي كل روح بحاجة لها حتى أرواح الشياطين!
يقرأ المسجات وما احتوته من أجمل الكلمات فلا تهتز مشاعره لما فيها من كلمات الحب إلا أن قلبه يتنهّد دائما كلما قرأ أو سمع منها ما كان يأمله آنذاك وكأن قلبه يسأل: تو الناس!! .. وين هالطلة الحلوة من زمان؟ وين كنتي يا زوجتي؟ في أي عالم؟
يسمع منها أحيانا كلمات حلوة وجها لوجه، فلا يستطيع أن يرد إلا ما كانت هي تقوله له آنذاك مثل: الله يسلمك - حبتك العافية - اشتاقت لك السلامة - .. وكلما أمسك بالقلم ليكتب بيتا غزليا .. تأتي جميع الصور التي يمكن أن يتغزل بها إلا صورة زوجته فلا يكتب فيها إلا الوفاء والاخلاص وبقية الغزل والوصف يكتبه في امرأة أخرى يراها على الشاطئ تتغزل به وتغرقه في محيط حبها .. وحتى على الورقة لا يستطيع قلمه بأنامله أن يكتب لزوجته " أحبك " أو " وحشتيني " رغم أنه يحبها ويشتاق إليها ... ولا يستطيع كذلك أن يريها ما يكتبه كالسابق وأن ما يكتبه لا يتجاوز بيتين وفي كل سنتين بيت! بعدما كان يكتب قصائدا فيها كل أسبوع!
في السنة الخامسة
الزوجة: يا أم خالد .. تعبت مع هالريّال .. كلش صاير صخرة .. ما يقولي أي كلمات حلوة .. !!
أم خالد: شدعوة .. ليش عاد هالبخل؟ الكلمة ببلاش .. وهو يقول يحبج ويموت فيج
الزوجة: إيه صحيح يحبني بس مدري .. تغير وااااجد .. أخاف في باله وحده ثانية ويعطيها كلمات الحب وتاركني !!
أم خالد: والله هالرياييل ما لهم أمان .. ويقدر يحب أربعة ويوزع عليهم كل وحده حسب هواه!
الزوجة: لا .. فال الله ولا فالج .. أربعة عاد؟
أم خالد: انتبهي بس تعطينه فرصه .. وخلج خوش آدمية معاه ولا تخلينه يحتاج لغيرج
الزوجة: والله مو مقصره معاه ..
أم خالد: أنا قلت لج .. يالله مع السلامة
الزوجة: مع السلامة
* وتبدأ الزوجة رحلة البحث عن سبب هذا التغير .. وكلما فتحت سيرة مشابهه في مجالس النساء في حضورها، سرحت بعيدا تتأمل من حولها وتسأل لماذا هذا الجفاء؟ لماذا هذا البخل؟ لماذا الحرمان من كلام الحب؟
ولكنها لم تتجرأ يوما أن تسأله كما كان يسألها: لماذا لا تقولين لي كلام الحب من نفسك ومن تلقاء نفسك ومن قلبك مباشرة من دون مبادرة مني؟
فكم تذكرت هي هذا السؤال وأرادت أن تسأل ولكن خشيت أن يفتح لها فوهة بركان يحرق بحممه البركانية كل شي ويقع منزلها على رأسها .. ربما لأنها علمت بأنها هي تمثل جزء كبير من السبب والمشكلة ولكنها تتكبر على هذا ولا تريد أن تعترف به حتى لأقرب الناس إليها.
مضت السنون على حياتهما تحت سقف الوفاء وفوق بحر الحب، رغم ملوحة بحر الحب بينهما والتي هي بين كل المحبين، إلا أن الله يرعاهما بفضله وكذلك قربهما من خالقهما واحترامهما لبعضهما البعض أسس قواعد العلاقة بينهما بأسس متينة وقوية لا تزلزلها العواصف والزلازل وقنابل الشياطين الإنسية والجنية.
إلا أن الآية أصبحت مقلوبة - كما يُعبر اللغويون - كون الحال عكس ما كانا عليه في أيام الخطوبة وفي الأشهر الأولى من الزواج، حيث كان الزوج حينئذٍ يغدق على زوجته بأروع وأجمل الكلمات يوميا وبمبادرة منه ودون تردد أو عناء في النطق، وكان يجر الكلمة الحلوة من زوجته جرا وسحباً بالحيل والمبادرات وشحذها شحذا في غالب الأحيان!
والآن، العكس حاصل، والزوجة باتت هي التي تغدق على الزوج وزوجها لا يرد عليها إلا بما كانت تفعل هي، وأحيانا يبادر ولكن على مضض وبلسان جاف .. وثقل لسانه عن قول كلمات الحب فيها والتغزل فيها بمناسبة أو بدون، وكلما أرادت أن تسمع منه كلمة حب كان عليها أن " تقوم بتشغيل جهازه العاطفي " ليقوم بإصدار الأوامر لجهاز القلب لإصدار كلمة " حب وغرام وشوق " فيطلب من خادم القلب " اللسان " لكي ينقلها إلى زوجته! وعملية طويلة ومعقدة ولا تضمن الزوجة > دائما < أن تتلقاها في موعدها حيث في بعض الأحيان تتأخر عليها لتنام الزوجة بعد طول إنتظار لطلبها والكلمة لم تصل إليها بعد!
فباتت الزوجة الآن تعيش حالة الذي يسقي شجرة يشك في حياتها - وهذا دور الشيطان هنا طبعا - وتشعر بإحباط وواقعة في حيرة حيث أن الشيطان الرجيم والنفس الأمارة بالسوء لا شك أنهما يستغلان مثل هذه الأوضاع بين الزوجين ليقوما بالتفرقة بينهما وملئ الفلاغ العاطفي بالشك والإحباط .. فالزوجة في حيرة شديدة، هل يحبها زوجها أم لا! هل هنالك فائدة من مواصلة إغراق الزوج في كلمات الحب أم لا فائدة من هذا وعليها أن تفعل مثله، متى ما قال لها كلمة حلوة، بادلته بمثلها .. لا زيادة ولا نقصان! فحيو بأحسن منها أو ردوها !!
وهي في حاجة لكلمة حلوة منه وتقول له في " سرها " كلما نظرت إليه: كلمة حلوة من فضلك !
وهو لا يسمع بهذا الطلب ولا يكترث فيما لو حرمته من كلمة حلوة أو قالتها له مع عدم الجزم بأن قولها لا يؤثر فيه لأنه ما دام يحبها فإنه لابد وأن تكون كلمة الحب من الحبيب ذات تأثير ولكن الأمر ليس بالتأثير من عدمه ولكنه في قوته وضعفه
في مثل هذه القصة التي حافظ فيها الطرفان على حبهما لبعضهما البعض، ولكن قد أطلق عليه " ردة فعل " قوية بسبب ما سبقها من صدمات عاطفية قوية سببت هذا الأمر للزوج بغير قصد للإنتقام أو رد الاعتبار أو العناد وإنما (ربما) هي ردة فعل خارجة عن إرادته استسلم لقوتها وضعف عن جهادها والتغلب عليها ليعود إلى سابق عهده بعد أن تجاوزت هي مرحلة الصمت والاتكالية العاطفية إتجاه زوجها وأصبحت مثله في سابق عهده تبادر وتلطف الأجواء وتغدق عليه بين الفينة والأخرى بأجمل كلمات الحب وهو قد أخذ دورها السابق في بعض ما كانت تقوم به وتقوله وكأنهما تبادلا المواقع بالتمام.
هو الآن يبحث عن حل، وهي كذلك تحلم ليل نهار بأن تعود إليها تلك الأيام التي كانت تسمع منه كلاما جميلا يلون حياتها بأجمل الألوان ولكنها لا تزال تكابر عن كونها سبب أو جزء من السبب الذي أدى إلى خمول عواطف زوجها وتبلد مشاعره وجمودها أمامها وكلما أرادت كلمة حلوة طلبتها في السر لا في العلن قائلة: كلمة حلوة من فضلك .. ولكنه لم يعد يسمع بقلبه هذا الطلب السري للغاية! وبالتالي في كل مرة عليها أن " تستل " منه الكلمة كما يستل المحارب سيفه في وسط المعركة وتقوم بتشغيل عواطفه بمبادرة منها لكي تسمع منه كلمة حلوة وإن كانت أقل قوة مما تتلفظ به هي وإن كان على مضض أو استحياء أو جفاف.
‹‹قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : قول الرجل للمرأة إني أحبك لا يذهب من قلبها أبداً››
مما رآآآآق لي >>
|