5- البرقية المفاجئة
أنحنى كارلوس واضعا ذراعه حول كتفي صوفيا وقال باللغة الأسبانية:
" عندما أفكر أنني لم أعانقك من قبل أرى الأمر مذهلا !".
حاولت صوفيا أن تقول بلهجة غير مبالية وباللغة الأنكليزية:
" لكنك عانقتني مرتين حتى الآن , ي كارلوس".
أنتفض مندهشا وقال:
" مرّتان؟".
" تقريبا! مرة في المصعد في برشلونة , كما كنت على وشك أن تعانقني , عندما تعثرت في الطريق , ليلة دعيتنا الى العشاء".
بدأ يضحك ويشد قبضته ويقول:
" وهربت في هذا المساء , أليس كذلك ؟ لكن , في ما يتعلق بعناق المصعد , فلم يكن سوى تحية صداقة , أما اليوم , فبالعكس .....".
أغمضت صوفيا عينيها , وفي هذه اللحظة بالذات , سمعت الحوافر تقرقع على الطريق , وبعد لحظات ظهر بغل وعلى ظهره فلاح راح ينظر إليهما بفضول ظاهر , لم يكن وحيدا وكان يلحق به شابان على ظهر بغلين , حياهم كارلوس , ثم أدار المحرك وقال:
" هناك من يعيش في هذه المنطقة , كما ترين".
غابت الشمس وحل الغسق وغاب السحر عن الهضبة , فجأة شعرت صوفيا بالخجل لأنها تجاوزت حدود مخيّلتها وشكّت بنية كارلوس.
وعلى الطريق بدأت المزارع البيضاء تبرز , سألت صوفيا :
" هل ما زالت السيدة ماك كينلي في زيارة أبناء عمك؟".
" كلا , لقد عادت الى أسكتلندا , وماري لويز في زيارة بعض الأصدقاء في الوقت الحاضر لكنك ستتفقين مع الآخرين بسرعة".
" هذا ما أريده ".
" لا شك بالأمر أبدا".
بعد قليل خفّف كارلوس سرعته ثم توقّف بين ركيزتين عاليتين كتب عليهما ( مزرعة كوبريل ) هذه المزرعة هي أيضا مركز للضيافة , وتبعد مسافة طويلة عن الطريق العام , من الخارج كانت تبدو قلعة حصينة , النوافذ مزيّنة بقضبان الحديد السميك , والباب الكثيف مزيّن بمسامير ضخمة من الحديد المصقول.
هز كارلوس الجرس , وفي الحال أنفتح باب صغير وسط الباب الكثيف , وأنحنى الخادم أمام صوفيا قبل أن يشرح لكارلوس أن الجميع ذهبوا الى روندا لحضور حفلة عرس وأنهم سيعودون عما قريب .
وفي هذا الوقت كانت صوفيا تنظر حولها بفرح ودهشة , وسط المساحة الرخامية سبيل يهدر قرب شجرة تين ضخمة تحتل زاوية بكاملها , ومن الزاوية الأخرى سلم يصل الى رواق شاسع وفيه أبواب عديدة لغرف عديدة .
وبعد فترة قصيرة تقدمت من صوفيا خادمة شابة ودلّتها الى غرفتها في آخر الرواق , بينما أختفى كارلوس في الطرف المعاكس.
عندما خرجت صوفيا من غرفتها وهي تشعر بأرتياح وأنتعاش , رأت التينة مزيّنة بالقناديل المضاءة , الأضواء تشع في الزوايا الأربع للساحة , وتحت الشجرة مدت طاولة كبيرة , وقرب السبيل يثرثر الأولاد بلباس أنيق.
ولما رأى الأولاد صوفيا تهبط السلالم , سكتوا في الحال , وشاهدت صوفيا حينئذ كارلوس وهو يتحدث مع رجل أكبر سنا , فقال:
" دعيني أقدم لك أبن عمي هيلاريو!".
قال الماركيز وهو يشد على يدها :
" أنا سعيد أن أستقبلك في كوبريل , يا آنسة , وأتمنى لك أقامة ممتعة بيننا , طلبت مني زوجتي أن أعتذر منك لأنها لن تراك الآن , فهي مرهقة بعد هذا الحفل الذي حضرناه في روندا , أنت تعرفين أنها حامل , على ما أظن".
" نعم , أخبرني كارلوس بالأمر".
كان هيلاريو متوسط القامة وقويا , شعره كستنائي ووجهه أسمر وذو تعبير صادق لا يتمتع بالنبل الأسباني حسب ما تصورته صوفيا , ومن السهل أعتباره فلاحا وصيادا.
الأولاد عددهم ستة , أربعة صبيان وبنتان , كانوا يقفون في الصف بأنتظار أن يقدمهم الوالد الى المربية الجديدة .
فقال لها كارلوس بتهكم بعد أن قام الوالد بالتعريف المتّبع:
" ليسوا دائما هكذا , أنتظري قليللا قبل أن تعتبريهم في عداد المؤدبين".
وبعد العشاء , ذهب الصغار الى النوم بسرعة , بينما بقي الكبيران في زاوية يلعبان الشطرنج.
قال الماركيز :
" للأسف , أنا مضطر الى العودة غدا الى سيفيل , وأنت , يا كارلوس ؟ ما هي مشاريعك ؟ هل تنوي البقاء هنا بعض الوقت؟".
لم يرد عليه في الحال , فحبست صوفيا أنفاسها , وأخيرا قال:
" بأمكاني البقاء بضعة أيام , ربما حتى الأسبوع المقبل........".
" عظيم جدا".
فجأة سأل كارلوس:
" هل تركبين الخيل يا صوفيا ؟".
" كلا , أنا آسفة جدا".
" أن ركوب الخيل يسمح بزيارة أماكن عديدة بعيدة ومنزوية وأحيانا قيادة سيارة الجيب تساعد على ذلك".
نهض وأطفأ الأضواء والقناديل ولم تعد الساحة مضاءة إلا بنور القمر , ولما عاد نحوها تساءلت صوفيا أذا كان ينوي أكمال الحديث الذي قطعه وصول الرجال الثلاثة على ظهر البغال , لكنه قال بصوت عادي :
" النهار كان طويلا , ومن الأفضل لك أن تذهبي الى الفراش ".
هل يجب أن تشعر بخيبة أو بأرتياح لأنه لم يعانقها?
نهضت من مقعدها وسألته:
" بأي ساعة يجب أن أستيقظ صباح الغد؟".
" باكرا على ما أظن , لكن لا تقلقي لهذا الأمر , أذا كنت نائمة , فستوقظك الخادمة في الوقت المناسب لتناول فطور الصباح , تصبحين على خير يا صوفيا".
" تصبح على خير , يا كارلوس".
منتديات ليلاس
أستيقظت صوفيا في الصباح على صوت الأجراس , فقفزت من سريرها لتلقي نظرة من النافذة , رأت قطيع ماعز يرعى قريبا من التلة , وصاحب القطيع يغني أغنية شعبية , أتتكأت صوفيا على درابزين الشرفة وراحت تصغي بفرح الى الأغنية الصاعدة في سكينة الصباح , هنا قلب أسبانيا!
فجأة سمعت صهيلا وصوت حوافر , فظهر كارلوس تحت الشرفة يمتطي حصانا أسود رائعا , ويعتمر قبعة قش عريضة , رمادية اللون , وبالصدفة , رفع عينيه نحو الشرفة , ولما رأى صوفيا , خلع قبعته وقال:
" صباح الخير , أستيقظت باكرا جدا".
" صباح الخير , أستيقظت على صوت أجراس الماعز".
تذكّرت في الحال أن قميص نومها خفيف وشفّاف فقد حاكتها لها عمتها من قماش الكتان الناعم وزيّنتها بتخريم أنيق , وهذا اللباس لا يصلح لأرتدائه والتحدث مع رجل مثل كارلوس! لكن فات الأوان, ومن الأفضل أن تتظاهر كأن شيئا لم يكن.....
أنتظرت حتى أبتعد نحو التلال لتدخل الى غرفتها , ولشدة دهشتها لم يلاحظ كارلوس خفة ملابسها , آه , لم تعد تعرفه..
نظرت الى المرآة وتساءلت : (ألست جذابة كفاية , في هذه القميص العنكبوتية , وهذا الشعر المشعث المنسدل بحرية على كتفي , وهذين الخدين الورديين .......؟)
هل يتصرف بلا مبالاة , فقط لمجرد الملاطفة والرقة؟ كيف تفسّر هذا التغيّر المفاجىء من قبل رجل أراد منذ فترة أغراءها؟
وفي الأيام التالية كان كارلوس يتصرف معها في غاية الأدب ال درجة اللامبالاة , كما لو كانت شقيقته أو فتاة بسن العاشرة , هل كانت تحلم عندما فجأت تعبير وجهه الشفوف قبل وصول الرجال الثلاثة على بغالهم؟
وبعد يومين , أصطحبها كارلوس مع الأولاد الى روندا , فأعجبت بهذه المدينة القديمة الجميلة , ذات المناظر اللابة , والبيوت البيضاء والكنائس العالية المبنية على أطراف الصخور الشاهقة , فبياض البيوت وسواد الدرابزين في الشرفات ولون القرميد , كلها تشكّل لوحة متناسقة.
وعرفت صوفيا أن روندا مليئة بالحلبات والميادين القديمة , لكن لم يكن يهمها كثيرا أن تكون هذه المدينة مهد مصارعة الثيران , فكانت تفضّل زيارة السوق حيث تتصاعد رائحة التوابل والبهارات , المختلطة برائحة الزيت والياسمين والأمواج , أشترى كارلوس من السوق كيس زعفران لزوجة أحد أصدقائه الأنكليز بسعر زهيد جدا , فأهداه البائع بعض الملبس الصغير المعطر بالنعناع.
ولما مروا أمام بائع الخبز والحلوى , أشترى كارلوس للأولاد كيسا كبيرا بداخله خبزا بشكل الأسهم , وتذكّر الأسهم التي يغرزها مصارع الثيران في كتفي الثور.
وفي يوم آخر , ذهبوا الى ( البورغو ) وهي قرية صغيرة لا ذكر لها على الخريطة , وهناك رأت صوفيا للمرة الأولى ( التولدوس ) وهي خيام مبنيّة من نبات الحلفاء التي يصنع منها الورق عادة , ومعلّقة فوق الشارع , من سقف الى آخر محدثة أماكن ظل , يجلس تحتها القرويون على مقاعد من القش ويثرثرون , وبدى مرور الأجانب , يسكتون وينظرون اليهم بعيون فضولية وثقيلة.
منتديات ليلاس
القرية المفضلة لكارلوس كانت مونتجاك , حيث المنازل البيضاء تندرج على سفوح التلال حتى ساحة صغيرة ظليلة , وعلى أحد جوانب الساحة يوجد معمل لكورينزو , أشترى كارلوس الكثير منها لأصدقائه الأنكليز , وعلى الطرقات المرصوفة حملت النساء على رؤوسهن دلاء في طريقهن الى النبع لغسل الملابس.
وبعد زيارة مونتجاك , توجهوا الى غابة سنديان ليتناولوا الطعام في الهواء الطلق , كانت الطاهية قد أحضرت سلة ضخمة مليئة بالطعام الجيد واللذيذ لكن كارلوس كانت له نظرة خاصة جدا في كيفية تحضير الطعام في الهواء الطلق وبعد قليل أنتشرت رائحة ذكية من البصل والخبز المغمس بزيت الزيتون ودغدغت أنف صوفيا , فقالت جوانا:
" تقول الخادمة أنه من المخجل أكل الخبز والزيت , لأن ذلك خاص بالفقراء".
أجاب كارلوس وهو يقطع شرائح البندورة :
" هذا دليل نقص ببساطة , ما هو طيب بحد ذاته طيب للجميع , أغنياء كانوا أم فقراء".
كانت صوفيا تتأمل حالمة , فأشتبكت نظراتهما , فقال كارلوس:
" أتريدين مشاركتي في وجبتي , يا صوفيا؟".
" هل تكفي لأثنين؟".
" أكثر مما يجب".
مرّ قطيع بقر أسود قربهم يرافقه راعيان يركبان حصانين رماديين , وشعرت صوفيا بأفتتنان لأنشودة الألوان الرائعة : العشب اليابس الذهبي , جذوع الشجر البرتقالية , الأوراق الخضراء والرمادية , السماء الزرقاء فوق رؤوسهم , هذه هي السعادة , لن تنسى أبدا هذا المكان...
أحد الفرسان عاد الى الوراء وحيّاها , كان ينظر اليها بحدة ودفء مما جعلها تعود الى الواقع , أما كارلوس فلم يعد ينظر اليها هكذا..... في كل حال , ما أن أنتهى الغداء , حتى تمدد من دون كلمة ليأخذ القيلولة.
تفرّق الأولاد يلعبون , وبقيت صوفيا جالسة على كرسي صغير منخفض , تتأمل حالمة القمم البعيدة المحجوبة بضباب شفاف , نام كارلوس فأدارت نظرها بأتجاهه , ولما رأته ممددا بأهمال وثقة كالأولاد , شعرت فجأة برغبة كبيرة في أن تتمدد قربه وتضع رأسها في تجويف كتفه , وكم هو جميل لو أنه يضمّها بذراعيه لتنام قربه....
( العيش مع الحبيبة في الهواء الطلق هي الحياة الكاملة والحرية).
فجأة قطع الصمت دوي محرك , فأستيقظ كارلوس وجلس , وبشكل شاحنة ضخمة تبرز أسبانيا العصرية في عنف من هذا الأطار الهادىء , الغريب من الزمن.
ستتذكر صوفيا دائما رحلتها في مغارة ( بيلتيا ) الواقعة فوق قرية بناوجان , لا تشبه هذه المغارة تلك التي رأتها في نيرخا عندما تشاجرت مع مايك وجاء كارلوس ليبحث عنها ....... أما هنا , فلا وجود لمقهى , أو لدكان سياحي أو لمرآب واسع.
وللوصول الى هذه المغارة كان عليها أن تسلك طريقا متعرجا يصل الى سلالم محفورة في الصخر , سياج حديدي يسد فتحة داخل الصخرة , وأمام المدخل يجلس أسباني راح ينظر اليهما من بعيد مبتسما وقال:
" آه , هذا أنت يا دون كارلوس ! مضت دهور على زيارتك الأخيرة!".
منتديات ليلاس
صافحه كارلوس بشدة وقدم له صوفيا التي عرفت أن جد الرجل أكتشف هذه المغارة عام 1905 , ولما كان كارلوس صغيرا , زار المغارة عشرات المرات ويعرف المكان عن ظهر قلب , أعطاهما الحارس القناديل المضاءة بالغاز وتركهما يتجولان داخلها وحدهما من دون أن يضطر لمساعدتهما كدليل سياحي.
سحرت صوفيا بالرسوم الصخرية , أحداها كانت تمثل بغلا وأخرى عنزة ذات القرون الضخمة , والأكثر أدهاشا تلك التي تمثل سمكة كبيرة طولها متر وربع المتر , وحيث كانت القبة الصخرية يوداء , , هناك كان أسلافنا القادامى يشعلون النار.....
ولما وصلت صوفيا الى الحجرة التالية , شعرت بصدمة لرؤية هاوية عميقة.
" عمقها ستون مترا , هبطت فيها مرة بواسطة حبل طويل".
زعقت صوفيا وصرحت:
" هذا كلام غير صحيح......".
" بلى , صدقيني ".
" آه , لن أهبط فيها مهما كلف الأمر".
رفع كارلوس المصباح ونظر الى صوفيا بأمعان , ثم أمسك يدها ببطء وقال:
" لا شك أن هذه الهاوية كانت تستعمل من قبل أسلافنا لرمي النفايت ..... هيا , لنخرج من هنا".
أطلقت صوفيا زفرة أرتياح كبيرة عندما خرجت الى الهواء الطلق.
قال لها كارلوس :
" لو كنت مكانك , يا صوفيا لرفضت زيارة الكهوف من الآن فصاعدا , لو كنت أعرف أنك تخافين الأماكن المقفلة , لما جئت بك الى هنا".
" أنا آسفة , هذه حماقة من قبلي , لقد..... شعرت فجأة أن السقف سينهار على رأسي".
" لا شك انك كنت تعانين خوفا شنيعا , يدك كانت رطبة وباردة , لا ضرورة للشعور بالخجل أمام أمر كهذا , فأنت تخفين أحاسيسك وهذا كبت رهيب".
وبرغم تفهم كارلوس ولطفه , كانت صوفيا تخشى أن تكون قد خفت شأنا بنظره ..... لا شك أنها أعطته نظرة مخيفة وجبانة.....
وفي روندا ألتقت صوفيا للمرة الأولى بأنطونيا , عندما كانت تتأمل منظر مضيق جبال غوادالفين , كانت الفتاة السمراء ترتدي سروالا أبيض وقميصا أصفر وحقيبة يد بيضاء معلّقة بكتفها , وكانت نظارتاها تلمعان تحت أشعة الشمس عندما هتفت :
" كارلوس!".
" مرحبا , أنطونيا! كيف حالك؟".
تكلم معها باللغة الأنكليزية فأجابته:
" كنت ضجرة حتى الموت..... وأنت جئت في الوقت المناسب! هل ستبقى هنا وقتا طويلا ؟ لا تقل لي أنك عائد في الغد؟"
" لا , لا , سأبقى هنا بضعة أيام , صوفيا , أقدم لك أنطونيا يوبيرا , صديقة طفولتي".
تصافحت الفتاتان وشعرت صوفيا أن أنطونيا كانت تفضل لو ألتقت كارلوس من دونها ومن دون الأولاد المتعلقين بأذيالها.
" خلال كل الوقت الذي أمضيته هنا , كان المنزل مليئا بالأعمام والخالات فضجرت حتى الموت , رحلوا الآن وعاد أبي ينغمس من جديد في الكتب , تعال ودعني ألهو يا كارلوس , متى بأمكانك تناول العشاء عندنا؟".
أخرجت مفكرتها وقالت:
" أنا مأخوذة مساء اليوم وفي الغد أيضا.... نهار الجمعة , هل هذا ممكن؟".
" نعم , لكنني أفضّل أن أكلّم لويزا بالأمر , لعلعا قامت بمشاريع أخرى , سأرسل لك كلمة بهذا المعنى".
قطّبت أنطونيا حاجبيها وقالت:
" صحيح , الهاتف لا وجود له في المزرعة , كيف بأمكان الماركيز وعائلته أن يعيشوا من دون هاتف؟".
" أنها الوسيلة الوحيدة لهيلاريو أن يستريح ويسترخي عندما يريد الهرب من كثرة أعماله , في كل حال , البرقيات تصل بسرعة بواسطة ساع خاص".
" أنني أشعر بالشفقة على لويزا المقطوعة عن العالم , وعن الأصدقاء......".
وفي طريق العودة شرح كارلوس لصوفيا قائلا:
" والد أنطونيا دبلوماسي متقاعد , أنه يكرّس وقته الآن في مجموعة الكتب المجلّدة".