كاتب الموضوع :
حكايتي: نسخة معدلة
المنتدى :
مدونتي
اليوم: الخميس,,,, 7-6-2012 م
الزمان: الحادية عشرة و33 دقيقة ليلاً
المكان: غرفتي - فراشي
.
.
.
.
كنت جالسة في فراشي أغالب النوم عندما سمعت اهتزازاً خفيفاً في الناحية الأخرى من غرفتي... انه هاتف أختي التي تغط في نوم عميق ولا نية لها للنهوض على ما يبدو.... تجاهلت الرنين بدوري وقلت في نفسي : من هذا المزعج؟؟
لم تكن سوى دقائق قليلة عندما دخلت أمي الغرفة...لترى من منا مستيقظة نحن الاثنتين..وعندما وجدتني أنظر اليها أخبرتني أنها ستخرج ووالدي لبيت جدي المريض...لان عمي اتصل قبل قليل وطلب والدي فوراً...
أوصيتها أن تجعلني على اطلاع بما يحدث... وأوصتني بأخوتي النائمين...ثم غادرتْ...
بقيت متسمرة في مكاني أحاول ترتيب الأمور في راسي واستيعاب ما حدث...
إذن كان عمي من يرن منذ قليل على هاتف أختي...فعلى ما يبدو أن هاتف والدي كان بالوضع الصامت...
ولكن لمَ خرجت أمي مع والدي هذه المرة؟
جدي كبير في السن... مريض منذ فترة وحاله يتحسن حيناً ويتدنى أحياناً كثيرة...
اعتدنا قلة كلامه وملازمته فراشه..
اعتدنا هذه الاتصالات [ الـ غير ملائمة في وقتها] والتي تخبر والدي [ الأكبر سناً بين اخوانه ] بضرورة حضوره لان جدي لم يعد يأكل وبحاجة ملحة للمستشفى..... أو أنه لا يستطيع الذهاب للحمام لوحده[ أعزكم الله ]...أو أنه لايستطيع الوضوء وأداء صلواته... وغيرها الكثير من الظروف الطارئة...التي لم تكن لتستدعي خروج والدتي...
ما الذي اختلف هذه المرة؟؟!!!
بقيت الهواجس والأفكار تأتي وتروح في رأسي...ولم يعد لسلطان النوم أي وجود .... ثم استطعت بطريقة ما التفكير بأشياء أخرى لا تمت بصلة لما حدث...
حتى كان ذاك الاتصال الذي أيقظني من غفوتي الفكرية...
نظرت لهاتفي...الساعة الواحدة بعد منتصف الليل... والمتصل هو : أمي.....
لم يكن لي من بد لأعرف ما حصل.... فصوت أمي الباكي وكلماتها ... قطعت الشك باليقين...
" جدك عطاكي عمره "...
إن لله وإنا اليه راجعون
رحمك الله جدي وأسكنك فسيح جنانه....
اللهم اغفر له واعفه عنه واجعل قبره روضةً من رياض الجنة ولا تجعلها حفرةً من حفر النار..
اللهم احشره مع النبيين والصدقين والصالحين....
اللهــــم .. آنسه في وحدته ، و آنسه في وحشته ، و آنسه في غربته
اللهــــم .. اجعله في بطن القبر مطمئناً ، و عند قيام الأشهاد آمناً ، و بجود رضوانك واثقاً ،
و إلى أعلى علو درجاتك سابقاً
اللهم آمين,,,آمين,,,آمين
|