كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
6- أمسية تحت ضوء القمر
تصور ديمتريو إنها لن تتحمل هذا العمل الشاق لأكثر من خمس عشرة دقيقة , و هذه فترة كافية لكليهما . فوجودها بالقرب منه يسبب له ارتباكاً و إلهاء لا قدرة له مطلقاً على تحملهما .
أما الأسوأ من ذلك , فهو إن وجودها في المكان غير المناسب و في الوقت غير المناسب , جعلها تقابل رجلاً لا يجدر بامرأة محترمة أن تقابله في حياتها كلها . مازال ديمتريو يتصبب عرقاً من فكرة وجودها بمفردها في تلك الغرفة مع كاتانسكا . إنه رجل بلا ضمير , لا يتردد للحظة في استغلال أي كان أو أي شيء في سبيل الوصول إلى غايته .
أدركت ناتالي ذلك أيظاً , ولو بعد حين , عندما وجدها ديمتريو تحتضن الكلب و هي جالسة على أرض المطبخ , قرب الحاجز الذي صنعه له .
بدت كلوحة زيتية رائعة الجمال , إلا أن ذلك لا يعطيه العذر ليقوم بمعانقتها . هز رأسه و هو يشعر بالإشمئزاز من نفسه . لديه ما يكفي من التعقيدات , و هو ليس بحاجة إلى التورط في علاقة عاطفية مع وريثة أميريكية .
لم تلاحظ ناتالي أنه ينظر إليها بمزاج نكد , فيما هي تستخدم الرفش بقسوة , محدثة غيمة من الغبار و هي تجمع كومة لا بأس بها من الحطام . عندما انتبهت أنه يراقبها , توقفت عن العمل , ثم وضعت قبضتها على وركها , و حدقت به بسخرية و غضب .
-هاي ! لم أعرض عليك المساعدة , كي أتولى أنا القيام بكل شيئ بينما تتسكع أنت متكاسلاً .
نفخت خصلة من شعرها لتبعدها عن وجهها , و تابعت :
(( ما رأيك في أن تقوم بعمل مفيد , فتجد لي عربة لأنقل هذا الحطام من هنا ؟ )) .
منتديات ليلاس
هي جميلة جداً , و جذابة جداً , إلا أن جاذبيتها تتخطى بكثير جمالها الخارجي و ثرائها . إنها تملك الشجاعة و الحزم و الروح العالية .
بوجود امرأة مثلها إلى جانبه , يستطيع أن ... !
أي أحمق هو ! أجفل بسبب الأفكار التي جرفته , و ما لبث أن استدار على عقبيه و سار نحو المرآب الذي يتسع لعدد من السيارات , و الذي تحتل سيارة الفراري ربع مساحته , و قد وضع عليها غطاء من القماش السميك . حول ديمتريو ما تبقى من المكان إلى مخزن لمواد البناء و المعدات التي اشتراها لهذا الهدف , بالإضافة إلى محترف صغير له . وجد عربة نقل , فوضع عليها مجرفة و قفازين سميكين , و سار بها إلى حيث تعمل ناتالي .
قال بضيق , و هو يرمي القفازين نحوها :
(( من الأفضل أن تستعملي هذين القفازين )) .
-شكراً !
اسقطت الرفش من يدها , و لبست القفازين . بدوا كبيرين بشكل مضحك , فقد ابتلعا يديها و جزءً كبيراً من ذراعيها كأنهما عملاقان كبيران . بإمكانها أن تضع كلا قدميها في واحد منهم فقط , إن رغبت بذلك , و سوف يبقى هنالك متسع أيظاً .
-يمكنك أن تغادري , عندما تنهين عملك .
قال ديمتريو ذلك , و هو يعلم أنه لو كان يملك ماضياً مختلفاً , لما تردد في التودد إليها . التقرب من ناتالي لن يحسن صورته الرديئة , بل سيبدو كأنه يرغب بالتسلق إلى المجتمعات المخملية الفاحشة الثراء في إيطاليا من خلالها .
- هل ستغادر ؟
خيبة الأمل التي ظهرت في صوتها مزقت أحشاءه . فكر بصمت : أفعل ذلك مرغماً , أيتها الأميرة .
- نعم سأغادر . علي القيام ببعض الإتصالات .
***
بعد مرور ساعتين , شارفت فترة بعد الظهر على الإنقضاء . أنهى ديمتريو عمله اليوم , و عاد عبر المنزل إلى المطبخ .
|