لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-11, 04:32 PM   المشاركة رقم: 41
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 



6- أمسية تحت ضوء القمر


تصور ديمتريو إنها لن تتحمل هذا العمل الشاق لأكثر من خمس عشرة دقيقة , و هذه فترة كافية لكليهما . فوجودها بالقرب منه يسبب له ارتباكاً و إلهاء لا قدرة له مطلقاً على تحملهما .
أما الأسوأ من ذلك , فهو إن وجودها في المكان غير المناسب و في الوقت غير المناسب , جعلها تقابل رجلاً لا يجدر بامرأة محترمة أن تقابله في حياتها كلها . مازال ديمتريو يتصبب عرقاً من فكرة وجودها بمفردها في تلك الغرفة مع كاتانسكا . إنه رجل بلا ضمير , لا يتردد للحظة في استغلال أي كان أو أي شيء في سبيل الوصول إلى غايته .
أدركت ناتالي ذلك أيظاً , ولو بعد حين , عندما وجدها ديمتريو تحتضن الكلب و هي جالسة على أرض المطبخ , قرب الحاجز الذي صنعه له .
بدت كلوحة زيتية رائعة الجمال , إلا أن ذلك لا يعطيه العذر ليقوم بمعانقتها . هز رأسه و هو يشعر بالإشمئزاز من نفسه . لديه ما يكفي من التعقيدات , و هو ليس بحاجة إلى التورط في علاقة عاطفية مع وريثة أميريكية .
لم تلاحظ ناتالي أنه ينظر إليها بمزاج نكد , فيما هي تستخدم الرفش بقسوة , محدثة غيمة من الغبار و هي تجمع كومة لا بأس بها من الحطام . عندما انتبهت أنه يراقبها , توقفت عن العمل , ثم وضعت قبضتها على وركها , و حدقت به بسخرية و غضب .
-هاي ! لم أعرض عليك المساعدة , كي أتولى أنا القيام بكل شيئ بينما تتسكع أنت متكاسلاً .
نفخت خصلة من شعرها لتبعدها عن وجهها , و تابعت :
(( ما رأيك في أن تقوم بعمل مفيد , فتجد لي عربة لأنقل هذا الحطام من هنا ؟ )) .
منتديات ليلاس
هي جميلة جداً , و جذابة جداً , إلا أن جاذبيتها تتخطى بكثير جمالها الخارجي و ثرائها . إنها تملك الشجاعة و الحزم و الروح العالية .
بوجود امرأة مثلها إلى جانبه , يستطيع أن ... !
أي أحمق هو ! أجفل بسبب الأفكار التي جرفته , و ما لبث أن استدار على عقبيه و سار نحو المرآب الذي يتسع لعدد من السيارات , و الذي تحتل سيارة الفراري ربع مساحته , و قد وضع عليها غطاء من القماش السميك . حول ديمتريو ما تبقى من المكان إلى مخزن لمواد البناء و المعدات التي اشتراها لهذا الهدف , بالإضافة إلى محترف صغير له . وجد عربة نقل , فوضع عليها مجرفة و قفازين سميكين , و سار بها إلى حيث تعمل ناتالي .
قال بضيق , و هو يرمي القفازين نحوها :
(( من الأفضل أن تستعملي هذين القفازين )) .
-شكراً !
اسقطت الرفش من يدها , و لبست القفازين . بدوا كبيرين بشكل مضحك , فقد ابتلعا يديها و جزءً كبيراً من ذراعيها كأنهما عملاقان كبيران . بإمكانها أن تضع كلا قدميها في واحد منهم فقط , إن رغبت بذلك , و سوف يبقى هنالك متسع أيظاً .
-يمكنك أن تغادري , عندما تنهين عملك .
قال ديمتريو ذلك , و هو يعلم أنه لو كان يملك ماضياً مختلفاً , لما تردد في التودد إليها . التقرب من ناتالي لن يحسن صورته الرديئة , بل سيبدو كأنه يرغب بالتسلق إلى المجتمعات المخملية الفاحشة الثراء في إيطاليا من خلالها .
- هل ستغادر ؟
خيبة الأمل التي ظهرت في صوتها مزقت أحشاءه . فكر بصمت : أفعل ذلك مرغماً , أيتها الأميرة .
- نعم سأغادر . علي القيام ببعض الإتصالات .
***
بعد مرور ساعتين , شارفت فترة بعد الظهر على الإنقضاء . أنهى ديمتريو عمله اليوم , و عاد عبر المنزل إلى المطبخ .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:33 PM   المشاركة رقم: 42
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


نظر إلى الباحة الخارجية متوقعاً أن ناتالي قد رحلت منذ وقت بعيد , و بدلاً من ذلك وجد أنها لا تزال تعمل و بجهد واضح . أنهت تجميع حطام البناء و وضعته في العربة , و هي الأن جاثية على ركبتيها , تنزع الأعشاب الضارة من الأرض التي كانت في ما مضى حديقة جدته .
يا إلهي .. إنها ليست امرأة عادية ! على الرغم من أن الإجهاد أخذ منها مأخذاً , إلا أنها تخلت عن القفازين , و هي تقوم بالعمل بيديها العاريتين . يبدو أنها وجدت قطعة معدنية رقيقة , استعملتها كملقط لشعرها الرائع , فعقدته في أعلى رأسها .
أصبحت قميصها مبللة بالعرق , و بدا وجهها متورداً يعلوه الغبار . شعر ديمتريو بالهزيمة , فحمل زجاجتين من عصير الأناناس من البراد , ثم أخرج الكلب من الحظيرة , و خرج للقائها . قال :
(هذا يكفي . هنالك قوانين في هذا البلد تمنع من الأعمال التعفسية . حان وقت انتهاء عملك ! )) .
لأول مرة , لم تجادله ناتالي . نهضت و هي تشعر بالألم في كاحليها , و تبعته إلى حيث ذهب ليجلس تحت ظل الشجرة , و جلست مرهقة بقربه .
فتح الزجاجة و قدمها لها :
(( تفضلي ! )) .
ردت بصوت رقيق ملؤه التعب :
(( شكراً )) .
تكور الكلب في حضنها , و لمس بأنفه الصغير ركبتها .
طرف ديمتريو بعينيه , و أبعد نظراته عنها , ثم رشف رشفة كبيرة من زجاجته , قبل أن يجرؤ على النظر من جديد نحوها قائلاً :
(( أهلاً بك , فأنت تستحقين استراحة بعد القيام بذلك العمل المجهد )) .
- كلانا نستحق بعض الراحة .
تنشق رائحتها من تلك المسافة القريبة بينهما , و هي مزيج رائع من رائحة الشامبو العطر الممتزجة برائحة الأرض المنعشة .
لو علمت ناتالي في تنظيف الحظيرة , و لم تغسل شعرها منذ أسبوع , فهو سيشعر بذلك الإنجذاب نفسه نحوها . من تراه يخدع ؟ هو لم ينس للحظة واحدة عناقها البريء , لم ينس كيف تجاوبت معه و ذابت بين ذراعيه .
يا إلهي ! إنها تشكل تهديداً له أكبر من ذلك الذي يشكله كاتانسكا .
علقت ناتالي بعد أن لاحظت تشتت أفكاره :
(( أدفع جنيهاً لمعرفة ما تفكر به )) .
رأى لطخة من الغبار على أنفها , كأنها تتوسله كي يزيلها , لكنه أدرك أنه إذا لمسها فلن ينتهي الأمر بينهما عند ذلك الحد . أجاب :
(( كنت أفكر بالخطوة التالية التي يجب علي القيام بها )) .
منتديات ليلاس
في الواقع , لم يكن ديمتريو كاذباً تماماً بإفصاحه عما يفكر به بطريقة ملتوية . جالت بنظرها عبر الحديقة و فوق الجدران العالية للفيلا , ثم هزت رأسها مستغربة , و علقت :
(( باشرت بعمل ضخم جداً في هذا المكان . هل أنت متأكد أنك قادر على إتمامه ؟ )) .
- ما كنت لأبدأ العمل لو لم أكن واثقاً من أنني قادر على إنهائه .
هزت رأسها متسائلة :
(( من الواضح أن هذا المنزل مهم جداً لك , ديمتريو . أليس كذلك ؟ لكن أليس من الأسهل بالنسبة إليك أن تبدأ العمل في مكان أخر , و في منزل أصغر حجماً ؟ )) .
- أنا لا أقوم بالأعمال السهلة ... و حتى لو فعلت , فلن أبيع هذا المنزل مطلقاً . إنه منزل جدتي . و هي كانت تعتبر كل شيء داخل سور هذه الحديقة كنزاً حقيقياً . لا بد أن قلبها كان ليتحطم لو قدر لها أن ترى المنزل اليوم , في وضعه الحالي !
- حتى لو كان الأمر كذلك , هنالك الكثير من العمل هنا . إنه مشروع ضخم . هل تخطط للقيام بكل هذا العمل بنفسك ؟ إذا كنت مصمماً على إعادة المنزل و الحديقة إلى حالتهما السابقة , أليس من الأفضل أن تستخدم عمالاً لهذا الغرض ؟
ضحك و هو يقول :
(( أنت حقاً ساذجة , ناتالي ! هل تعتقدين أنني سأجد من يرضى بالعمل لدي ؟ ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:35 PM   المشاركة رقم: 43
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


- لا بد أن تجد أشخاصاً يقدرون أنك تحاول الإحتفاظ بمنزل ذي هندسة مميزة و إعادته إلى مجده السابق .
- الحصول على تقدير الأخرين ليس على رأس اهتماماتي . السبب الرئيسي الذي يدفعني للقيام بذلك هو أن الأمر مهم بالنسبة لي , و لأنني أستطيع القيام به .
- لكن كيف يمكنك تغطية ... ؟
توقفت عن الكلام , و بدت كأنها عضت لسانها . تابعت بعد قليل :
(( أعتقد أنني لا أملك الحق كي أسألك مثل هذا السؤال )) .
- لا ! لا تملكين الحق بذلك .
لمعت عيناها الرماديتان الجميلتان من الغضب .
- حسنا ! تأكد أنني لن أرتكب مثل هذه الغلطة مرة ثانية ! لكن حتى شخص ساذج مثلي , كما تقول , يستطيع أن يعي بوضوح أن ترميم هذا المكان يحتاج إلى ثروة , فما زال أمامك الكثير من الأعمال لتقوم بها .
- هذا شأني الخاص , و ليس شأنك !
تبع شجارهما صمت مرير . تسمرت ناتالي بهدوء في مكانها لدقيقة أو أكثر , قبل أن تضع زجاجة العصير جانباً و تبعد الكلب عن حضنها .
- إذاً , سأتركك تتمتع بذلك الإنجاز بمفردك , فقد أطلت البقاء هنا بما يكفي .
-هذا ما كان يجب أن تفعليه منذ البداية .
تمتم بذلك , إلا إنه لم يشعر بالإرتياح بسبب قرارها بالرحيل , كما يفترض به أن يفعل .
وافقته بشموخ و كبرياء :
(( هذا صحيح , من دون أي شك ! ))
وقفت على قدميها و شدت بقميصها إلى الأسفل متابعة :
(( شكراً لك على ضيافتك . سأقدم خدمة لنا معاً , و لن أفرض نفسي عليك مرة ثانية )) .
- هذا أفضل !
***
سارت ناتالي بشجاعة و قوة , و ما إن وصلت إلى الطريق العام , حتى أجهشت بالبكاء . فكرت و هي تمسح دموعها المنهمرة على وجهها بغضب , انها تنتحب كما لو أنه تخلى عنها في حفلة الزفاف , بينما في الواقع , قدم لها ديمتريو العذر الأمثل لتتخلص منه .
إنه رجل صامت , متحفظ و ثائر , لا عجب مطلقاً أن الناس لا يشعرون بأي تعاطف معه . هي تدرك بالطبع أنها أخطأت بسؤاله عن أحواله المادية , لكن طريقته العدوانية في صدها جعلتها تفكر بأشياء ما كانت لتخطر في بالها من قبل .
منتديات ليلاس
يحضر ديمتريو كل مشترياته من نابولي , و هي مدينة معروفة بإزدهار الأعمال المشبوهة فيها , و حيث تنشط تجارة المخدرات و حرب العصابات في مناطق كثيرة من تلك المدينة . أهذا هو مصدر أمواله ؟ أتراه ينوي تجديد الفيلا و ترميمها من المال الذي يجنيه من المضاربة في السوق السوداء أم من تجارة سرية مشبوهة ؟
هي لا تملك أي جواب . كل ما تعرفه هو أنها تشعر باليأس و الحزن , و أن أملاً انكسر في داخلها قبل أن يحظى بفرصة كي يزهر و ينمو .
ما الذي يعجبها في شخصيته , و الذي يجذبها إليه بمثل هذه القوة ؟ أتراها تشعر أنه شريك روحها , أم أنه فاكهة محرمة تغريها إلى هذه الدرجة ؟ لم تكن ناتالي يوماً امرأة تحب اللعب بالنار , لكن الإحساس بالإثارة و الحماس ملأ حياتها منذ أن دخل إليها هذا الرجل .
فكرت فجأة : هل سيصبح عالمها صامتاً و فارغاً الأن بعد أن تخلصت من ذلك الإحساس ؟
علقت جدتها , ما إن دخلت إلى المنزل :
(( عزيزتي يبدو لي أنك لست على ما يرام ... لَمِ لا تستحمين و ترتدين ثوباً جميلاً , و تأتين معي لزيارة عائلة سانتينوس ؟ اتصلت بي مريانا منذ نصف ساعة لتدعوني إلى تناول العشاء في منزلها , فحفيدها أوغوستو أتى من فينيسيا لزيارتها . أظنك ستستمتعين بلقائه )) .
لم تستطع ناتالي تخيل نفسها و هي تمضي الأمسية متظاهرة أنها سعيدة برفقة رجل الأخر .
- شكراً جدتي , لكنني لا أستطيع الذهاب الليلة . أشعر بأنني سأتعرض لأسوأ صداع , و أفكر في النوم باكراً .
لم تكن تكذب فهي ستصاب بالصداع إن وافقت على تلك الدعوة .
تجهم وجه جدتها و قالت :
(( همم , تبدين هزيلة . و عيناك حمراوان ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:36 PM   المشاركة رقم: 44
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قالت ناتالي بسرعة :
(( ربما تعرضت لأشعة الشمس لفترة طويلة ))
لم تعد ناتالي قادرة على تحمل تفحص باربرا لها بنظراتها الثاقبة , فتابعت :
(( خرجت من المنزل اليوم أيظاً من دون اعتمار قبعة ... لا بد أنك تفكرين أن الوقت حان لأدرك أهمية ذلك عندما أتجول في هذه المنطقة . أذهبي بدوني جدتي , و سأراك عند الصباح ))
***
استغرقت ناتالي وقتاً طويلاً كي تستحم و ترتاح . ما إن خرجت من حوض الإستحمام و لبست رداءً قطنياً ناعماً , حتى فكرت في أن تطلب عشاء خفيفاً إلى غرفتها , عندئذ سمعت طرقاً خفيفاً على باب غرفتها .
قالت إحدى خادمات المنزل :
(( هناك من يطلبك على الهاتف , سنيورينا . و المتصل هو رجل )) .
افترضت ناتالي أنه والدها ! فارتمت على السرير , و أمسكت سماعة الهاتف . لم تستطع أن تفكر بأحد سواه قد يتصل بها . لكن الصوت المنساب عبر الهاتف , لا يشبه مطلقاً صوت والدها .
- ما الذي تفعلينه في هذه اللحظة , أيتها الأميرة ؟
لم يقل مرحباً أو كيف حالك .. أو أرجو ألا أكون قد أزعجتك ... أو أسف لأنني تصرفت بحماقة بعد الظهر . أغمضت عينيها و ابتسمت , و تبخرت من كيانها على الفور كل ذرة من التعب و خيبة الأمل بسبب الدفء الذي سرى في عروقها .
- مستلقية على ظهري , أحدق في السقف . و أنت , ما الذي تفعله ؟
- أحدق بإبريق من العصير الطازج , و أتمنى أن أجد من يشاركني به .
غدا صوته هامساً كأنه يحاول السيطرة عليها و هو يتابع :
(( هل ترغبين بمساعدتي بذلك ... أيظاً ؟ ))
- همم .. لست أدري !
قالت ذلك و هي تعلم جيداً أن رفضها لدعوته ليس احتمالاً وارداً على الإطلاق . على الأرجح أن هناك نساء يتمتعن بالصلابة فلا يستسلمن للمشاعر المتناقضة , كالأحمرار خجلاً أو الإرتجاف من البرد عندما يتحدثن إلى رجل شديد الجاذبية , رجل يتميز بلهجة هي مزيج من الأميريكية و الإنكليزية معاً موشاة بلكنة إيطالية , لكنها ليست واحدة منهن ...
- ماذا لو حضرت لك عشاء من حواضر البيت ؟ هل سيكون ذلك كافياً لإقناعك ؟
سيطرت عليها مشاعر بدائية عميقة ، فقالت :
(( هذا يعتمد على ما ستقدمه . هل علي أن أرتدي ثياباً رسمية ؟ أقصد ... ))
قال بصوت هامس , جعل الدماء تضج في أذنيها :
(( لا ! يمكنك المجىء كما أنت .. بثياب النوم إذا أردت . إنها مناسبة عادية ))
بالنسبة إليها , لا شيئ يتعلق بديمتريو برتولوزي يمكن اعتباره عادياً . فهو وسيم جداً , جذاب جداً , و فكرة مشاركته العشاء تجعل قلبها يخفق بسرعة .
ضغطت بقبضة يدها على قلبها الذي تسارعت دقاته و قالت :
(( في أي وقت ؟ ))
- كم تحتاجين من الوقت لتستعدي ؟
نظرت إلى الساعة الموضوعة قرب سريرها فإذا هي قد تجاوزت السادسة بعشر دقائق .
قالت :
(( أحتاج إلى ساعة من الوقت ))
منتديات ليلاس
كذبت ! فهي تستطيع أن تصبح جاهزة في غضون خمس دقائق .
قال ديمتريو :
(( أراك عند الساعة السابعة إذاً ! ))
و أنهى الإتصال .
لم يقل وداعاً , و مع هذا , قررت ناتالي أن ذلك فأل حسن .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:37 PM   المشاركة رقم: 45
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


إعترض طريقها في اللحظة التي خرجت فيها من أبواب فيلا جدتها إلى الطريق . ظهر من بين الظلال خلسة , فأجفلت و صرخت من الصدمة .
- أسف ! لم أقصد أن أخيفك .
- حسنا ! لقد أخفتني , سواء أردت ذلك أم لا .
اتسعت عيناها و التمعتا رغم الظلام الحالك , و قالت متابعة :
(( ماذا تفعل هنا في الخارج ؟ ظننتك تعمل على تحضير العشاء الذي وعدتني به ! ))
منتديات ليلاس
- الظلام شديد في الخارج
ضحكت بإرتياح , فبدا صوتها كشلال من الفضة :
(( و ماذا في ذلك ؟ لا أظنني سأتوه في هذه الطريق ))
أمسك معصمها بنعومة , فشعر بتسارع نبضها الناتج عن الخوف .
رفع كتفيه قائلاً :
(( ربما ! لكنني معتاد على مرافقة صديقتي عندما أدعوها لملاقاتي , و لا أتوقع منها أن تأتي بمفردها , و مادمت لا أستطيع الوصول إلى الباب الأمامي في فيلا جدتك لأعلن عن نفسي بصراحة , و جدت أن الخيار الثاني هو الأفضل ))
ما قاله هو جزء من الحقيقة فقط , و قد ساقه لها بلباقة كافية كي لا تطرح المزيد من الأسئلة , لكنه في الواقع لن يخدع نفسه . حضور كاتانسكا المزعج بعد الظهر , و التهديد المبطن الذي أطلقه , أزعجا ديمتريو أكثر مما يستطيع الإعتراف به .
قالت :
(( كنت لتشعر بالأمان لو أنك أتيت من الباب الرئيسي الليلة , فجدتي ليست في الفيلا ))
- لست خائفاً من جدتك . أنا مستعد لمواجهة غضبها في أي وقت من الأوقات , إن رغبت أنت بذلك . أنا أتجنب مواجهتها لأنني لا أريد أن أسبب لك الإحراج . هذا كل ما في الأمر .
أمالت ناتالي رأسها إلى جهة واحدة ثم قالت :
(( أنت لن تسبب لي أي إحراج ديمتريو , لكن ربما من الأفضل أن نبقى الأمر سراً بيننا . لا جدوى من إثارة تعليقات غير ضرورية ))
- إن كنا سنلتقي بصورة مستمرة , إذا يبدو أننا لا نستطيع البقاء بعيداً عن بعضنا البعض , سنحتاج إلى وسيلة أكثر ملاءمة للقاء . ما الذي ستكون عليه ردة فعل جدتك , برأيك , إن أقمت ممراً بين ممتلكاتي و ممتلكاتها ؟
لا بد أنه يمزح ! لكن ناتالي تمسكت بالفكرة بحماس و فرح .
- لا فكرة لدي مطلقاً . أقترح أن تباشر بالعمل , فالأراضي واسعة جداً , و من المحتمل أنها لن تلاحظ ذلك .
- ماذا إن فعلت ؟
مالت نحوه و هي تبتسم له ابتسامة ساحرة , و قالت :
(( من الأفضل لك أحياناً أن تطلب العفو من أن تطلب الإذن للقيام بعمل ))
أوشك ديمتريو على الرد , و فجأة عكر هدوء ذلك المساء صوت نباح كلب ضعيف . شعرت ناتالي بالتوتر و سألته :
(( أهذا صوت الجرو ؟ ))
- يبدو إنه كذلك
- يا إلهي ! ماذا لو تبعك وضل طريقه ؟
- لا مجال لذلك ! تركته محجوزاً في الحظيرة في المطبخ . إنه فقط يعلمنا إنه غير راضٍ عن تركه بمفرده .
- ربما استطاع الهرب . هيا ديمتريو ! لنتأكد أنه بخير
أمسكت بيده , محاولة أن تشده للسير على الطريق , لكن محاولتها ذهبت سدى إذ قرر أن يقاوم , لكن ما تقوله منطقي , فالجرو ما زال صغيراً جداً و قد يتمكن من الخروج من بين الحواجز التي بناه له .
ما إن دخلا إلى مطبخ , وجد ديمتريو أن كل شيء ما زال كما تركه , و أن الكلب مازال في حظيرته , حيث تركه تماماً .
نظرت ناتالي إلى الجرو الصغير , فلاحظت عينيه الحزينتين , و أذنيه المتدليتين , لكنها أطمأنت أنه مازال بأمان .
قال ديمتريو :
(( أرأيت ؟ كما قلت تماماً , الجرو بخير ))
- حسناً ! كيف لي أن أعلم ؟
سارت نحو الحظيرة , و حملت الجرو فوق ذراعيها .
- بصراحة , يبدو هذا المسكين حزين جداً . أعتقد أنه يفتقدك . هل تذكرت أن تقدم له العشاء ؟
- مباشرة بعد رحيلك أيتها الأميرة . أكل كل ما أحضرته له فوضعت له المزيد من الطعام . قبل أن تسألي . سأخذه غداً إلى عيادة الطب البيطري في بوستيانو .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
catherine spencer, احلام, دار الفراشة, درس في الحب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the mediterranean husband, كاثرين سبنسر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:08 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية