لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-11, 04:28 PM   المشاركة رقم: 36
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


5_ أي خطر أكبر ؟

وحده الصمت أجاب عن سؤاله , ناسجاً حول الأشخاص الثلاثة عش عنكبوت سام , ينذر بتهديد غير معلن . أدار الرجل رأسه قليلاً , و قال :
(( بالطبع , سنيور برتولوزي . لكنني قابلت زوجتك الجميلة بدلا منك )) .
شعر ديمتريو بشيء مألوف ولو بشكل غامض في ذلك الرجل جعله يحس بالإنزعاج و الإستياء معاً . رمى الزائر بنظرة ثاقبة , و علق قائلاً :
(( السيدة ليست زوجتي ... إنها ضيفتي . لذا دعها تأخذ كلبها , و سنتحدث بعدئذ بأي أمر تريده مني )) .
ابتسم الرجل , إلا أن ذلك لم يجعل منظره مفرحاً . تمتم و هو يتابع تحريك الكلب بعيداً عن يديها :
(( بالطبع ! تفضلي , سنيورينا . كله لك )) .
تحركت ناتالي غير واثقة , و ما أن ظهر عليها التردد , حرك الجرو بطريقة شريرة , و قال بصوت يحمل نبرة شيطانية :
(( خذيه ! ))
قال ديمتريو بصوت هادئ , من دون أن يبعد نظره لحظة عن الرجل :
(( افعلي ما يقوله لك , ناتالي ! ))
استجمعت قوتها , و أسرعت بالتقدم نحوه . أخيراً تمكنت من إمساك الجرو ما إن أسقطه الزائر من يده . تصاعد الأدرينالين في دم ديمتريو مالئاً صدره بفورة من الغضب ، لكنه قال لها :
(( و الأن , من فضلك دعينا بمفردنا , و خذي الكلب معك )).
أطاعته ناتالي , فضمت الجرو إلى صدرها , و هي ترتجف بقوة , و سارت مبتعدة . لم تعرف كيف تمكنت من الإمساك بالكلب , ناهيك عن وضع قدم أمام الأخرى لتتمكن من الخروج من الغرفة .
راقبها حتى أصبحت بعيدةً عن الأنظار و عن سماع ما سيتحدثان به , قبل أن يعيد انتباهه من جديد إلى الزائر .
-أنت تعرف اسمي , سنيور . فيما لا فكرة لدي مطلقاً عن اسمك .
أجاب الرجل :
(( كاتانسكا .. غيدو كاتانسكا ))
تجاهل ديمتريو اليد الممدودة إليه , و قال بنبرة سطحية :
(( لا فكرة لدي مطلقاً عن سبب وجودك في منزلي , سنيور كاتانسكا.لكن أقترح عليك أن تغتنم هذه الفرصة جيداً , لأنك شخص غير مرحب بعودته إلى هنا ثانية ))
منتديات ليلاس
ابتسم كاتانسكا و رفع كتفيه قبل أن يقول :
(( قد تبدل رأيك , عندما أخبرك بما أريده ))
-أشك بذلك كثيراً
-أحقاً ؟
ابتسم كاتانسكا من جديد , ثم لوى شفتيه قليلاً تحت شاربيه المتأنقتين , و تابع :
(( أنت لم تتعرف علي , أليس كذلك , ديمتريو ؟ ))
-وهل يجب أن أعرفك ؟
-حسناً ! نحن التقينا من قبل , مع أنك كنت ما تزال ولداً صغيراً في ذلك الوقت . كنت أزور جدك في مناسبات عدة , فقد كنا صديقين مقربين , و لطالما أمضيت برفقته أوقاتاً مسلية تحت ظلال تلك الشرفة في الخارج .
-بما أنك كنت صديقاً لجدي , فعدم الترحيب بك أصبح مضاعفاً , لأنني لا أشاركه ذوقه في اختيار الأصدقاء .
-آه , لا داعي لأن تشعر بالإهانة , أيها الشاب ! أنا لست مؤذياً , كما أنني أشد نزاهة مما كان عليه أوفيدو في ذلك الزمن . فأنا أعمل في تجارة الأراضي منذ سنوات عديدة , و أكثر أعمالي استثمارية في الوقت الراهن . في الواقع أنا هو الرجل الذي أتاح لجدك شراء هذا المنزل , و هذا الأمر جعله يشعر بالإمتنان لي بصورة دائمة.


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:29 PM   المشاركة رقم: 37
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


شك ديمتريو في أن يكون جده قد شعر يوماً بالإمتنان لأي مخلوق على الأرض لأجل أي شيء .
-وما سبب وجودك هنا الأن ؟
قال كاتانسكا , و هو ينظر بلا مبالاة إلى أظافره :
(( أتيت لأقدم لك عرضاً . إنني راغب في شراء هذه الملكية , و سأدفع لك مبلغاً جيداً ))
-إذاً , أنت تضيع وقتك . هذه الأملاك ليست للبيع .
ضحك كاتانسكا بنعومة و قال :
(( ولدي العزيز , كل شيء قابل للبيع عاجلاً أم عاجلاً . الأمر ببساطة يتعلق بالسعر وبقدرة الشاري على الدفع )) .
-ربما يكون ذلك صحيحاً في عالمك , لكن ليس في عالمي أنا .
تمتم كاتانسكا , و هو ينظر إلى أظافره نظرة أخيرة :
(( عنيد ! تماما ً مثل جدك , لكنك لا تملك ذكاءه , كما أرى ))
مقارنته بجده , فجرت غضب ديمتريو , لوح بطريقة مهددة , و كأنه يؤكد ما يقوله : (( أقترح عليك المغادرة هذا المكان الأن , قبل أن يصبح النقاش مزعجاً . و لكي أوضح ما قلته جيداً : أنت شخص غير مرحب به هنا سنيور كاتانسكا , لا اليوم , و لا غداً , و لا في أي يوم أخر , مطلقاً ! ))
أجابه كاتانسكا بنبرة مهدئة : (( لا داعي لأن تهددني باستعمال العنف . ديمتريو )) .
مع أنه شعر بالحذر الكافي ليتراجع خطوة إلى الوراء , قبل أن يتابع : (( على العكس مما تظنه , لا تتم الأعمال بهذه الطريقة , هذه الأيام . لكن قبل أن تصرفني و كأن ما قلته لا أهمية له , انظر حولك للحظة , و قل لي : كيف تتوقع أن ترمم هذا المكان بمفردك ؟ ))
جاهد ديمتريو للسيطرة على غضبه . رفع ذقنه و نظر إلى الثقوب في الجدران و إلى الألواح الخشبية المنزوعة , فيما تابع الرجل يقول :
-واجه الأمر بواقعيه , يا صديقي الشاب . أنت تنفق المال سدى في هذا المكان , و إن استمريت في عملك هذا , ستنزف حتى الموت . لذلك أكرر مرة ثانية : كن ذكياً , و فكر بعرضي من جديد .
- لن يحصل ذلك في حياتي هذه . و الأن , اخرج من أملاكي قبل أن أكسر أنفك .
منتديات ليلاس
-ياإلهي ! أعتقد أن جدك كان ليفخر بك في النهاية فما زال هناك أمل فيك بني .
-لكن لا أمل لك أنت , كاتانسكا لن أسمح لك بالحصول على هذا المنزل , أو على الأرض المحيطة به .
-أهذه هي كلمتك الأخيرة ؟
-إنها كلمتي الأخيرة !
-إذاً , أتمنى لك الحظ السعيد .
-لست بحاجة لأي حظ .
-جميعنا بحاجة إلى الحظ , أيها الشاب المشاكس العنيد , فالحوادث تحصل دوماً , و من يعلم أين أو متى ستحصل في المرة القادمة ؟
مرر كاتانسكا يده على عمود من الرخام قربه , و تابع :
(( قطعة أثرية جميلة , و من المؤسف أن يراه المرء يتدمر . فقد يحدث أمر سيئ يطيح بكل ما تفعله , فيذهب جهدك و عملك القاسي سدى )) .
أدرك ديمتريو من دون أي شك أن الأمر ليس مجرد فكرة محتملة , بل هو إنذار صريح .
إنه يعرف جيداً ما سيكون عليه رده فعل جده لو أنه مازال حياً . تماماً مثل أي فرد من أفراد عائلة برتولوزي : العنف , و العنف فقط . و ستظهر جثة كاتانسكا في مكان ما على الشاطئ مع رصاصة في جبهته . يستطيع ديمتريو المتابعة من حيث توقفوا , فيقاتل كما قاتلوا , كما يستطيع أن يبقى وفياً للعهد الذي قطعه على نفسه منذ أربعة عشر عاماً , فينتصر للعدالة و الحياة الشريفة . لم يتردد لحظة واحدة قي اتخاذ قراره : سوف يبقى دائماً على العهد الذي أقسم عليه !
-غادر أرضي حالاً , كاتانسكا , الأن !
لوى كاتانسكا شفتيه المتجعدتين ’ و لمس حافة قبعته الكبيرة الباهظة الثمن , و قال :
(( لا داعي لأن تشعر بالتوتر و الحنق , بني . سأغادر . لكن إن كنت أستطيع تقديم نصيحة قبل رحيلي , أقترح عليك ان تراقب ضغط دمك , و أن تتبنى نظرة أكثر إيجابية للحياة كلها بشكل عام . وداعاً ! )) .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:30 PM   المشاركة رقم: 38
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تمتمت ناتالي , و هي تجلس على الأرض بالقرب من الحاجز الذي بناه ديمتريو للكلب :
(( لا بأس , أصبحت بأمان الأن )) .
لكن من تحاول طمأنته ليس الجرو بدون أي شك , فهو نائم بين ذراعيها براحة و أمان متجاهلاً حقيقة أن حياته كانت في خطرة مرة أخرى . في المرتين , عليه أن يشكر ديمتريو على إنقاذه إياه .
تابعت بيأس :
(( الهررة تحظى عادة بتسع حيوات لا كلاب )) .
حتى صوت ثرثرتها بدأ أفضل لها من الإصغاء للنقاش الدائر في القاعة . بدا صوت الزائر مليئاً بالمكر و الدهاء رغم برودته , أما صوت ديمتريو العميق فينضح بالغضب .
-أنت صغير جداً و نحيل لتتمكن من الدفاع عن نفسك , حتى لو كنت تملك أكبر أقدام رأيتها لجرو . عليك أن تكون أذكى من ذلك , إن كنت تريد البقاء حياً . لا يمكنك الركض نحو أي شخص كان مفترضاً أنه صديقك . فهناك الكثير من الأشخاص السيئين في هذا العالم , يا صغيري !
-من الأفضل أن تبدأي باتباع نصائحك بنفسك .
قال ديمتريو ذلك بحزم , و هو يسير بخطى واسعة داخل المطبخ .
-لقد قابلتِ للتو أسوأ رجل يمكن أن تلتقي به . رجل كهذا يمكن الوثوق به بمقدار الوثوق بأفعى سامة ملتفة على عنق ضحيتها .
بحذر شديد , وضعت ناتالي الكلب على الغطاء الموضوع داخل الحاجز , كي لا تزعجه . ثم وقفت على قدميها .
-لَمِ أتى إلى هنا ؟
-الأمر أكثر أهمية , لَمِ أنت هنا ؟ ألم أطلب منكِ أن تغادري ؟
-اعتقدت ... أنك قصدت فقط أن أنتقل إلى غرفة أخرى .
قال بنبرة سطحية :
(( إذاً , أخطأت باعتقادك )) .
-لم أرغب في ترك الجرو بمفرده . ذلك الرجل شرير , ديمتريو ! كان يجب أن ترى كيف أمسك بالكلب . خشيت أن يسبب الأذى فعلاً لذلك المسكين الصغير .
-من حسن حظك أنه لم يفعل , مع أنني لا أعتقد أنه سيتورع عن إيذائه .
-هل هو صديقك ؟
تردد صوت ضحكة ديمتريو في أرجاء المكان , ضحكة مليئة بالمرارة . .
-لست بائساً إلى هذه الدرجة , لكنه يدعي أنه كان صديقاً لجدي .
شعرت ناتالي بارتجافة من البرد تسيطر عليها , فضمت ذراعيها إلى صدرها و قالت :
(( إنه شرير ! يمكنني أن أشعر بالشر ينضح منه تماماً كما ينتشر الضباب في شهر تشرين الثاني البارد )) .
-و هذا سبب كاف يدعوك للبقاء بعيداً , أليس كذلك ؟
-لست خائفا على نفسي , فالرجل أتى إلى هنا سعياً وراءك أنت .
أرادت ناتالي أن تتخلص من التوتر و القلق اللذين شعرت بهما فاقتربت منه , و مرة ثانية خاطرت بإثارة غضبه عندما وضعت يدها على ذراعه .
قالت :
(( لم أتمكن من سماع كل ما دار بينكما من حديث , لكنني فهمت أنه أطلق نوعاً من التهديد )) .
ارتجفت من الإشمئزاز و الإنزعاج و هي تتابع :
(( بدا التهديد واضحاً في صوته . و أعتقد أنه يجدر بك إبلاغ الشرطة )) .
مرة ثانية ، و بسبب ملامسة يدها , شعر ديمتريو بالتوتر يسيطر عليه .
-وماذا أقول لهم ؟ إن امرأة بالكاد تعرفني تشعر بالقلق و تخشى ألا أتمكن من الدفاع عن نفسي ؟
-حسناً ! ماذا لو كنت فعلاً غير قادر على الدفاع عن نفسك ؟ ماذا لو لم تستطع مواجهة رجل مثله ؟
منتديات ليلاس
اعترت رجفة بشرتها من جديد و هي تتابع : (( قد يبدو لك أنني ميلودرامية , لكنني أعتقد أنه لص كبير و مجرم )) .
حرك ديمتريو عينيه بطريقة مسرحية .
-توقفي عن هذا الكلام , أيتها الأميرة . أنت تخيفينني !

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:30 PM   المشاركة رقم: 39
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

-يمكنك السخرية قدر ما تشاء مما أقوله , لكنني أثق بحدسي . الرجل الذي يقدم على إخافة جرو صغير , لا يتورع عن ارتكاب أي نوع من أنواع الشر .
هذه المرة , أظهر ديمتريو نوعاً من الإستجابة لملامستها . لامس خدها بأصابعه الطويلة القوية , و هو يقول بلطف :
(( ناتالي ! اهدئي . أنت تسمحين لخيالك بالذهاب بعيداً . صحيح أن الرجل مزعج حقاً , لكنه ليس مجرماً , ولن يأتي لمطاردتي في منتصف الليل حاملاً خنجراً . إنه رجل أعمال مشهور في هذه المنطقة , و لديه سمعة يريد الحفاظ عليها , حتى لو كان رجلاً سياً )) .
-لكن .. لَمِ أتى إلى هنا ؟
-يريد أن يشتري منزلي .
-وهل ستبيعه إياه ؟
-لا !
-هل سيعمد إلى مضايقتك من جديد ؟ هل تعتقد أنه سيفعل ؟
نطقت بالسؤال و فمها يرتجف , فيما عاد الخوف الذي اعتقدت أنها سيطررت عليه ليعذبها بمرارة و قوة .
-قد يفعل
تابع ديمتريو بصوت قاسٍ كالفولاذ جعل عمودها الفقري يرتجف من التوتر :
(( مهما يكن الأمر , سأكون مستعداً له )) .
-وماذا ستفعل ؟ هل تفكر باستخدام المنطق معه ؟
لفت أصابعها حول معصمه , و هي تشعر بالارتجاف في داخلها .
-لا أريد أن تعترض للمشاكل مع رجل مثله . لا أريد أن يحدث لك أي سوء , ديمتريو .
سادت لحظة مليئة بالتوتر . لم يتحرك ديمتريو خلالها , و لم يتكلم . بعدئذ وضع يده فوق يدها و شدها إليه . ثم تمتم و هو يرميها بنظرة تلتهب بألسنة من النار الزرقاء :
(( فات الأون الأن ! أنت ما يحدث لي أيتها الأميرة , و هذا أسوأ ما يمكن أن تصل إليه الأمور )) .
في وقت سابق من هذا النهار , عندما كانا جالسين معاً بالخارج , اعتقدت ناتالي أنه سيعانقها , و شعرت بخيبة أمل كبيرة لأنه لم يفعل . أما الأن , فلم تتوقع شيئاً . فجأة أمسك بها ديمتريو , و عانقها بقوة جعلتها تنسى ما جرى بينهما من نقاش و رفض و حذر .
عانقها عناق رجل يشعر بشغف كبير و حاد , عناق أذاب عظامها بحرارته و لهيبه . لو عاشت ناتالي لتصبح عجوزاً في المئة من عمرها , فإن هذا العناق سيبقى محفوراً في ذاكرتها . استجابتها له بمثل هذا الشوق أمر لا قدرة لها على السيطرة عليه .
في هذه اللحظة بالذات , لا شيء يهمها ! كل ما تريده , هو المزيد من عناقه . تساءلت بانبهار : أهذا ما يحدث عادة لأي رجل و امرأة يواجهان الخطر ؟ مع تصاعد الشوق في داخلها , توقفت عن التبحر في تلك الأفكار الجنونية . فما الفائدة من ذلك , فأفكارها كلها مشتتة , تخضع لسيطرة عواطفها .
منتديات ليلاس
امتلأت أذناها بحفيف الريح بين الأشجار , و أدركت أنها ستصاب بالدوار , فتمسكت بقوة بقميص ديمتريو كي تحافظ على توازنها .
ابتعد ديمتريو عنها فجأة , إذا وجد أن من الحكمة أن ينقذها من نفسها و منه .
تراجع إلى الوراء , و هو ينظر إليها بعيني زائغتي النظرات , و ما إن لفته الحقيقة بواقعيتها , حتى أبعدها عنه .
تمتم :
(( تباً ! )) .
نفض يديه بقوة كأنه يريد أن يمحي أثرها عنهما .
تمسكت ناتالي بالطاولة كي لا تتعثر , و قد غادرتها تلك العواطف الجميلة الرائعة بسبب الإزدراء الذي رأته في عينيه . شدت بقبضتيها على حافة الطاولة إلى أن شعرت بالألم في روؤس أصابعها .
بدأت بالقول , و هي تشعر بخيبة الأمل :
(( ديمتريو .. ! ))
لم يسمح لها بأن تكمل كلامها . أمسكها من ذراعها , و سار بها إلى الخارج حيث أشعة الشمس الذهبية تسطع بقوة بعد ظهر ذلك اليوم , ثم أشار بحزم بيده نحو الممر الذي يوصل إلى الطريق قبل أن يقول بغضب :
(( توقفي عن التصرف كحمقاء , و ابقي بعيدة عن الجحيم الذي أعيشه فيه )) .

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:31 PM   المشاركة رقم: 40
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


لو إنه تحدث إليها بنبرته السابقة التي تظهر انزعاجه من تطفلها , لأطاعته و لربما اقتنعت أنه فعلاً يريد التخلص منها , لكن صوته العميق الذي يخفي غضباً ممزوجاً بمشاعر أقوى بكثير من انزعاجه جعلها تدرك إنه خائف عليها , و خائف منها .
شعرت ناتالي بسعادة لأنه لا يستطيع أن يظهر عدم الإهتمام الذي يحاول جاهداً أن يبديه . تخلصت ناتالي من ترددها , و قالت :
(( لا ! هناك رابط ما بيننا , ديمتريو . شعرت بذلك منذ البداية , و كذلك أنت . و هذا يجعل ما يحدث معك شأناً من شؤوني ! )) .
علق بسخرية :
(( أنت تشاهدين الكثير من المسرحيات الخيالية ! )) .
-حتى لو ما تقوله صحيحاً , فلن يغير ذلك ما أشعر به .
وضع ديمتريو يديه في جيبي بنطلونه الخلفيتين , و حدق بضيق إلى السماء الصافية .
-إن كنت ترغبين بمغامرة مسلية أثناء إجازتك الصيفية , عليك أن تبحثي عن شخص سواي في مكان أخر , فأنا لدي أعمال كثيرة بإنتظاري .
-أعرف ذلك , و سأقوم بمساعدتك لتتمكن من إنجاز ما تريد إنجازه .
-تلوثين بالتراب هاتين اليدين الناعمتين , و تكسرين هذه الأظافر المطلية بطريقة رائعة ؟
ضحك بصوت عالٍ , و فارقه كل إحساس بالسخرية و هو يتابع :
(( حسناً ! أنا أصدقك عندما أرى ذلك بأم عيني )) .
-إذاً , كن مستعداً لتغيير رأيك .
استدارت مبتعدة عنه , و أمسكت رفشاً موضوعاً قرب الحائط , ثم بدأت تجمع قطعاً من الخشب المتناثر هنا و هناك قرب المنزل , و الغضب يتفجر من كل حركة من حركاتها . انفجر ديمتريو قائلاً بنزق :
(( توقفي عن العمل ! لا يمكنك القيام بذلك ! )) .
-من يقول هذا ؟
-أنا ! أنت لست مهيأة للقيام بهذا النوع من الأعمال .
سار نحوها ليأخذ منها الرفش , لكنها سارت مبتعدة كي لا يمسك بها .
-يبدو أنك نسيت أنني حفيدة باربرا وايد !
قام ديمتريو بمحاولة ثانية , و هذه المرة تمكن من الإمساك بها , فخطف الرفش من يدها قائلاً : (( و ماذا يعني هذا ؟ )) .
-لم تصل جدتي إلى ما هي عليه الأن , لتتبوأ قمة إمبرطوريتها الإقتصادية , بالجلوس بارتياح و ترك الأخرين يقومون بالأعمال عنها . لقد سارت بثقة نحو عالم الأعمال الذي يسيطر عليه الرجال , و عملت بجهد مثل تماماً , و إن كان المجال مختلفاً .. و أنا أقول لك شيئاً هاماً ديمتريو : أنا لست مختلفة عنها مطلقاً !
-قد تظنين ذلك , لكن ...
-هذا ما أعرف جيداً ! يمكنني أن أتعلم بسرعة , كما أنني عنيدة , أواجه ما يجب القيام به من دون خجل , حتى لو كان مختلفاً عما أن معتادة عليه . علمني فقط و ستجدني ألمع النوافذ , أغسل السقوف و أطلي الجدران ...
تنهد ديمتريو و أدار عينيه الزرقاوين الجميلتين بيأس و هو يقول :
(( أنت لن ترحلي و تتركيني و شأني , أليس كذلك ؟ )) .
هزت رأسها مؤكدة كلامه :
(( لذلك من الأفضل أن تعتاد على الفكرة , و أن ترضى بها بامتنان )) .
-حسناً !
منتديات ليلاس
رفع ديمتريو كتفيه باستسلام , و أعطاها الرفش من جديد و هو يقول :
(( يمكن أن تعملي قدر ما تشائين . إذا رغبت في المتابعة بعد أن تنتهي من العمل هنا , هناك كومة من الخشب يجب أن تنقل إلى الداخل , كما لاحظت بنفسك و أنت تتجولين في المنزل )) .

نـــــــــــــــهـــــــــــــايــــــــــــــة الـــــــــــفـــــــــصـــــــل الـــــخــــــــامــــــــــــس



 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
catherine spencer, احلام, دار الفراشة, درس في الحب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the mediterranean husband, كاثرين سبنسر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:02 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية