كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
4_ هل تبحث عني ؟
اسمي ديمتريو !
كلمتان فقط ، و ضعتا حداً لأي فكرة قد تراود ناتالي بتجاهله .
أتراها تستطيع تجاهله ، على أي حال ؟ و هل يسهل نسيان رجل وسيم مثله ، يحوط به الغموض و الخطورة ؟ كما أن وجود كلب تائه ضمن ذلك الغموض كله ، لا يساعد في جعلها محصنة كي لا تقع في شباكه .
استيقظت ناتالي في صباح اليوم التالي على صوت مطرقة قادم من المنزل المجاور ، يصلها عبر أبواب غرفة نومها المفتوحة .
تساءلت ما الذي يجعل هذ الرجل مميزاً ، فمما بدا لها حتى اليوم ، هو أنه غير ملتزم بعمل ما ، يعيد بناء تلك الفيلا على الرغم من ذلك الخراب الذي يسودها .
أما شاحنته ، فعلى الرغم من أنها تقوم بمهامها ، لكنها قديمة جداً .
استنتجت ناتالي أنه يسافر كثيراً ، أو أنه مثقف جداً ، دلها على ذلك طلاقته في التحدث باللغة الإنكليزية . لكن جسده القوي يدل على أنه عاش حياة تتطلب عملاً جسدياً قاسياً .
ربما حصل على تلك البنية الجسدية القوية وهو في السجن ، حيث عمل و هو مقيد بالسلاسل في النهار ، و درس اللغة الإنكليزية في الليل .
آه ، مهلك! و بخت نفسها بشدة لتفكيرها هذا . إنها ليست أفضل من أي شخص أخر ، فهي تفترض الأسوأ عنه
لاحظت جدتها انشغال بالها و هما تتناولان الفطور ، فقالت :
(( تبدين شاردة الذهن تماماً ، عزيزتي )) .
فكرت ناتالي للحظة ، ثم قررت أن لا جدوى من إخفاء الأسرار ، فقالت :
(( حدث أمر ما البارحة ! ))
- أعرف . أوصلك ذلك الرجل برتولوزي من البلدة إلى المنزل .
- وهذا أمر لا يسعدك مطلقاً ، أليس كذلك ؟
- بالطبع ، هذا لا يسعدني . فبالإضافة إلى غرابة اللقاء بينك و بين ذلك الرجل ، فأنت مازلت شابة جداً ، ومن الخطورة أن تقضي وقتاً بمفردك مع رجل مثله .
- إنني في الخامسة و العشرين ، حباً بالله ! أنا كبيرة بما فيه الكفاية .
- و مع ذلك ، أنت مازلت طفلة عندما يتعلق الأمر بذلك المخلوق برتولوزي . العمر ليس مجرد عدد يقل أو يكثر من السنوات ، ناتالي . إنه يعتمد على مدى الخبرة في الحياة . بالنسبة لهذا الرجل ، فإن خبرته في الحياة أمر لا يرغب أحد بمعرفته ، أما أنت فلا خبرة لديك على الإطلاق .
منتديات ليلاس
التقت نظراتها بنظرات جدتها الثابتة ، و من دون أن يرمش لها جفن ، قالت ناتالي :
(( ليس عليك الموافقة على كل شخص أرافقه جدتي ، لكنني أطلب منك أن تحترمي حقوقي باختيار أصدقائي من دون أن تتأكدي من أسمائهم )).
ظهر على وجه باربرا إعجاب لم تستطع إخفاءه .
- حسناً ! أنت تذكرينني بنفسي عندما كنت في العشرينات من عمري .كنت أعمل المستحيل لأقوم بما أريد القيام به ، ولم أبالِ مطلقاَ بالصعاب التي كانت تعترض طريقي .
ابتسمت ناتالي مظهرة حبها الكبير للمرأة الوحيدة التي اعتبرتها بطلتها على الدوام .
- كنت واثقة من أنك ستنظرين إلى الأمور من وجهة نظري .
- لا تتوقعي مني أن أدعو الرجل إلى العشاء في أي وقت قريب . و ... حباً بالله ! تمسكي بقليل من الحكمة في تصرفاتكِ . معاملة الرجل بشيء من المجاملة أمر ، و الوقوع في غرامه أمر مختلف تماماً .
- في الحقيقة ، أنا واقعة في حب كلبه لا في حبه هو .
- لم أكن أعلم أن لديه كلباً .
|