كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
حدقت ناتالي إليه بانزعاج ، وقالت :
(( ما الذي تعرفه عن ميراثي ؟ ))
أجاب :
(( يمكنك أن تتصوري ما أعرفه بنفسك))
وابتسم مرة ثا نية واحدة من تلك الابتسامات التي باتت معروفة لديها
-الكلام ينتشر بسرعة ، و كل شخص في هذه المنطقة يعرف أنك الحفيدة الوحيدة للسينورا وايد ، و أنها تنفق في يوم واحد ما يكفي لإطعام شعبى نابولي كله سنة كاملة المعكرونة و البندورة .
-لم أفكر إنك من الأشخاص الذين يصغون إلى الثرثرات العقيمة .
-عليك ألا تفكري بي على الإطلاق !
أخبرها بذلك ، و هو يوقف شاحنته أمام بوابة فيلا روزا موندا الحديدية المزخرفة ، و أردف متابعا :
(( جدتك ليست الشخص الوحيد الذي تتمنى لو أنني أختفي عن سطح الكرة الأرضية .اسألي أي شخص هنا و سيخبرك أنني نذير شؤم ، و أن تعرضين نفسك للخطر في التورط معي )) .
منتديات ليلاس
تجاهلت ناتالي كيف تسارعت دقات قلبها :
(( أنا لا أشعر بأي خوف منك ))
قال بنبرة سطحية :
(( عليكِ أن تخافي )) .
-شكرا على تحذيرك ، لكن إذا كنت حقاً تريد الاحتفاظ بسمعتك الرديئة ، عليك أن تتوقف عن إنقاذ الكلاب التائهة ، فهذا لا يناسب مطلقاً الصورة التي تعمل جاهداً على إظهارها
طبعت قبلة أخيرة على رأس الكلب صغير ، و وضعته بلطف قرب صاحبة الجديد ، و تحركت لتقفز إلى الطريق ، فارتطم إصبع قدمها الحافية بحافة صندوق خشبي طويل موضوع تحت المقعد .
صرخت متألمة :
(( أوه . ماذا لديك في هذا الصندوق)).
أجاب بصوت أجش تظهر فيه التسلية:
(( بندقية !لإبقاء المتجولين بعيداً عن أرضي . من الأفضل لك أن تراقبي خطواتك ؟ في المستقبل ))
-لا أصدقك !
لم يتمالك الرجل نفسه وضحك بطريقة عفوية قبل أن يقول :
(( هذه غلطة أيتها اأميرة ))
-لا أعتقد ذلك . أنا أعتبر نفسي جديرة حقاً بالحكم على الأشخاص ، و أنت لا تشكل خطراً على المجتمع كما تحاول أن تظهر .
قفزت من الشاحنة ، و أعتمرت قبعتها ، ثم وضعت اللوحة تحت ذراعيها و تابعت :
(( شكراً لك من جديد على صنيعك ، سيد برتولوزي )) .
و بينما كادت تغلق باب الشاحنة ، قال الرجل :
(( بالمناسبة .. اسمي ديميتريو )) .
ظهرت على وجهها ابتسامة كبيرة واسعة .
- ديميتريو !!
إن اسم قوي و مليء بالفخر و الكبرياء لرجل قوي و فخور جداً !
تركها تتحدث مع نفسها , و أدار المحرك منطلقاً بالشاحنة عبر الطريق الفرعية إلى حيث البوابات الصدئة لمنزله .
لم ينتظر ليتأكد أنها أصبحت بأمان داخل المنزل ، فقد أضاع ما يكفي من الوقت لأجلها فيما هناك الكثير من المسائل الملحة التي تحتاج إلى اهتمامه ، كإصلاح السقف لمِنع تسرب المياه .
عليه أن يفعل ذلك في أقرب وقت ممكن ، إن كان يريد الحفاظ على طلاء سقف غرفة النوم الرئيسية . كما يجدر به سد بعض الثقوب في الجدران , و تغير شبكة الأنابيب الداخلية ، و شبكة الأسلاك الكهربائية ... قائمة أعماله لا نهاية لها . و الأن ها هو قد أضاف إليها الاعتناء بهذا الكلب الصغير . يا إلهي ! إنه بحاجة إلى من يصلح له رأسه المتعب .
أوقف الشاحنة خارج المرآب الذي يستعمله الآن كمشغل ، ثم حمل الكلب إلى مكانه صغير مسقوف يقع بالقرب من باب المطبخ ، و وضع له وعاء صغيراً ملأه بالماء ، ثم راح يبحث عن قفص ليستعمله كمقر مؤقت له ريثما يصنع له مسكناً ملائماً في الحديقة .
منتديات ليلاس
لم ينقذ ذلك المسكين من الموت المحتم في نابولي ليتركه يهرب من أرضه .
بعد أن تأكد أن الكلب بخير ، عاد إلى الشاحنة وبدأ بتفريغ الحمولة ، بدأ بالصندوق الذي كان قد وضعه تحت المقعد المجاور المقعد السائق . إنه ليس بندقية ايتها الأميرة ! إنه رف للأواني في المطبخ .
مجرد التفكير بها دفعه للإبتسام ، و ساوره إحساس غريب لم يعد مألوفاً لديه في الفترة الأخيرة . فكر أنه عندما يكون بقربها ، لا يستطيع أن يبقى عابس الوجه . من الأفضل له أن يركز على معرفة سبب شعوره بالتسلية عندما يلتقي بها ، بدلاً من التفكير بما يشعر به نحوها .
من المحتمل أنها تظنه أحمق , لأنه جلس يراقبها ، بدلاً من أن يعرض عليها المساعدة لتنزل من الشاحنة .
|