لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-11, 01:33 AM   المشاركة رقم: 21
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بعد مرور عدة أيام ، تلقت ناتالي مكالمة هاتفية من مالك متجراً للفنون في بوستيانو ، أخبرها فيها إن المطبوعة الاثرية التي اختارتها من أجل إهدائها لأمها لمناسبة عيد ميلادها قد تم وضع إطار لها ، و أصبحت جاهزة للتسليم .
بدا النهار رائع الجمال ، و فكرت ناتالي إنها أمامها خيارين : إما أن تأخذ واحدة من السيارات الرياضية او أن تطلب من سائق جدتها أن يوصلها .
إلا ان ناتالي قررت التخلي عن كلا الخيارين و الذهاب سيراً على القدمين ، قاطعة مسافة الثمانية كيلومترات لتصل إلى البلدة ، فالرياضة مفيدة جداً لها ، كما يمكنها أيظاً أن تنعم بالسلام و الهدوء وهي في طريقها إلى هناك ، وتمتع ناظريها بالمناظر الطبيعة الرائعة الجمال .
على خلاف الطريق التي سلكتها ، كانت بوستيانو تعج بالسياح ، لكن ذلك لم يقلل من سحر الفيلات المطلية بألوان مختلفة ، و المنتشرة فوق تلالها . بعد أن استلمت اللوحة المطبوعة ، زارت متجراً للثياب بعد أن لفت نظرها عرض لقبعات كبيرة تحمي من أشعة الشمس ، و خرجت منه معتمرة قبعة واسعة زينت حاشيتها بعدد من الزهور الحمراء اللون .
منتديات ليلاس
في تلك الأثناء قررت أن ترتاح و تتجنب حرارة منتصف النهار ، فاختارت مطعماً ذا شرفة مطلة على البحر . بعد أن تجاوزت الساعة الثانية و النصف ، انطلقت عائدة إلى منزلها ، لكن ما إن قطعت ثلث المسافة تقريباً حتى انقطع رباط حذائها .
لم تكن تحمل شيئاً تستطيع ربطه بواسطته على قدميها ، وهكذا راح الحذاء يتأرجح حول كاحلها . و كأن ذلك لم يكن كافياً لإسدال غيمة على ذلك النهار الرائع ، اكتشفت ناتالي بعد قليل أن هاتفها النقال لا يعمل بسبب نقص في شحنة الطاقة ، ما منعها من الاتصال بأحدهم ليقدم لها المساعدة .
مازال أمامها أكثر من خمسة كيلومترات لتقطعها عبر ممر لم يصمم ليسير المرء عليه حافي القدمين ، لذا لم يبق لديها خيار آخر سوى المرور بصعوبة عبر الأشجار الكبيرة لتصل إلى الطريق العام . لم يكن ذلك عملاً سهلاَ ، لكنها أملت على الأقل ، أن تلتقي بشخص رقيق العاطفة ، يوقف سيارته بمحاذاتها و يعرض عليها المساعدة .
مرت حافلة سياحة أمامها ، يتبعها عدد من السيارات ، إلا أن سائقيها بدوا منشغلين بتركيز انتباههم على المنعطفات اللولبية أمامهم ، فلم يستطيعوا إبعاد نظراتهم عن الطريق لرؤية امرأة وحيدة تقف على جانبها .
مرت عشرون دقيقة ولم يحالفها الحظ بعد بتوقف سيارة بالقرب منها ، فبدأت ناتالي تمشي بتثاقل نحو البيت . إلا أنها ظلت تلتفت كلما سمعت صوت سيارة تقترب آملة ان تتوقف بقربها ، لتجد نفسها بعد ذلك وحيدة من جديد .
أخيراً ، بعد أن تخلت عن انتظار حدوث أعجوبة ما ، سمعت صوت شاحنة تبدو محملة بأشياء ثقيلة ما يجعلها تسير ببطء تقترب منها من وراء المنعطف .
خشيت ناتالي أن تمر هذه الشاحنة أيضاً بها من دون أن تتوقف أيضاً إن اكتفت برفع إبهامها بتهذيب طلباً للمساعدة ، لذلك أمسكت بقبعتها ، و لوحت بها بقوة لتجذب انتباه السائق .
أخيراً نجحت .. ها قد رآها السائق فأوقف السيارة بعد أن تجاوزها بمسافة قصيرة . اعتمرت قبعتها بسرعة ، و أمسكت المطبوعة جيداً ، و سارت قفزاً إلى حيث تقف الشاحنة ، فيما فتح السائق لها باب الشاحنة .
في تلك الأثناء ، اصبحت تسير وهي تعرج بشكل واضح ، بسبب الحرارة اللاذعة المنبعثة من الرصيف ومن الجرح الذي بات مؤلماً في قدمها اليسرى .
منتديات ليلاس
ما إن وصلت إلى الباب المفتوح قالت وهي تلهث :
(( شكراً لك ! أنت أنقذت حياتي ))
سألها السائق :
(( هل أنت متأكدة ؟ عندما التقينا من قبل راودني انطباع أنك تظنينني قاتلاً مأجوراً ))
غاص قلبها بين ضلوعها لدى سماعها ذلك الصوت . بدا شعرها ملتصقاً براسها ، و قميصها الرطبة ملتصقة بظهرها ، اما وجهها ... آه ! هي لا تريد أن تعلم كيف يبدو وجهها . يكفيها ما تشعر به من حرارة و توهج .جلس السائق بتكاسل وقد القى ذراعه فوق مقود السيارة ، أما الذراع الأخرى فألقاها على ظهر مقعد المجاور المغطى بالفينيل .
وها هو من جديد ، يرتدي بنطلون جينز أزرق قديماً ، و لا يرتدي قميصاً . صاحت به ناتالي :
(( هيه ، أنت .. ما خطبك ؟ ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-06-11, 01:34 AM   المشاركة رقم: 22
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تابعت بغضب و هي تبعد نظرها عن عضلاته المشدودة :
(( هل عليك دائماً أن تتجول مستعرضاً جسدك ؟ ))
أجابها :
(( فقط عندما أتوقع أن من ستراني ستتأثر بمنظري ))
لم يحاول مطلقاً أن يبدي أي تحفظ و هو يتأملها بنظراته المتفحصة
- حسناً ! هذا خبر جديد لك ، سيد برتولوزي . انا لست متأثرة على الإطلاق .
منتديات ليلاس
كانت هذه كذبة واضحة للعيان ، بالطبع !
جال بنظره عليها ، ثم قال معلقاً :
(( أنا أيضاً لست متاثراً . أعرف أن أولاد الملوك لا يتميزون عادة بالذكاء ، لكن حتى عديمي الذكاء منهم يعلمون أن عليهم أن ينتعلوا احذية رياضية إن قرروا التنقل سيراً على الأقدام ))
- انقطع رباط صندلي .
- الصندل لا يعتبر حذاء رياضياً
- أنا لست من النوع الذي اعتاد تسلق الجبال
- ومن أنت إذا ، ايتها الأميرة ؟
- لن اقف هنا طوال النهار ، لأصغي إليك و انت تلقي علي محاضرات . هل ستقلني إلى المنزل ، أم لا ؟
- و لأي سبب أخر تعتقدين انني توقفت هنا ؟
قالت بغضب :
(( إذاً ، اصمت وساعدني كي اصعد إلى الشاحنة ))
حاولت جاهدة أن تجد ما تتمسك به ، لكي ترفع جسدها المتعب إلى داخل الشاحنة . انحنى الرجل قليلاً ، و أطبق بيده حول رسغها ، و شدها بقوة جعلتها تسقط كالكومة على المقعد المجاور مستلقية بوجهها عليه تقريبا .
- يا إلهي !
خرجت أنفاسها من فمها كالشهيق .
علق بهدوء :
(( قليل من الشكر يكفيني ، و سأقدر لك صنيعك إن أظهرت بعض الإحترام لمرافقي ))
جلست ناتالي بإستقامة ، ثم رفعت قبعتها عن ارض الشاحنة و هي توشك أن تساله عن اي مرافق يتحدث . و سرعان ما وقع نظرها على كومة متجمعة بقربه . رأت كلباً صغيراً لا يزيد عمره عن الشهرين , و قد لفه الرجل بقميصه ، فيما راح الكلب ينظر إليها باستغراب . فقط عناية الله جنبتها السقوط عليه.
قالت وهي تحمل الكلب الصغير لتضمه إليها وتضعه تحت ذقنها :
(( آه كم أنت رائع ! ))
منتديات ليلاس
لم يستطع هذا المسكين الصغير بعظامه البارزة إلا أن يتحرك بضعف ويئن من الألم . شعرت بضلوع ذلك المخلوق المسكين حتى من فوق قماش القميص , أما ما ظهر من وبره الأسود فبدا مليئاً بالأوساخ .
أبعدت جزءً من القميص لتعاينه بصورة أوضح ، ثم نظرت إلى منقذها بنظرة منتقدة وقالت :
(( هل هذا الكلب لك ؟ ))
-ولمن هو إن لم يكن لي ؟
- إنه نحيل ومليء بالبراغيث و ربما بحشرات أخرى أيضاً . إنه أكثر حيوان مهمل رأيته في حياتي ، وهو بحاجة إلى طبيب بيطري . منذ متى تتعهد هذا المسكين؟
- منذ عدة ساعات
رماها بنظرة عاجلة ، و تابع بهدوء :
(( و إذا كان الأمر يهمك، فهو يعبث بقميصك ))
-عدة ساعات فقط ؟!
تفاجأت مما سمعته ،و اختارت أن تتجاهل ملاحظته المرحة الأخرى ، فتابعت :
(( حسناً ! لم تقل لي ذلك ؟ ))
-لأنك لم تسألي
هزت رأسها وهي تزفر بانزعاج
-حسناً ! إذاً كان هذا هو أسلوبك في الحديث ، أجبني عن سؤالي :
(( من أين حصلت عليه ؟ ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-06-11, 01:35 AM   المشاركة رقم: 23
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


تجهم وجهه ، وقال :
(( وجدته في صندوق من الكرتون في زقاق في نابولي ))
-أتقول إنك أنقذت حياته ؟
-هذه صحيح !
تنهد بقوة وتابع :
(( يبدو أن يومي هذا مخصص لالتقاط المشردين )).
ردت بسخرية :
(( يا للأمر المسلي ! ))
لامست بأنفها الكلب الصغير ،ثم مررت إصبعها على رأسه و هي تقول :
(( هل كان وحده في الصندوق ؟))
نظر إليها متعجباً للحظة قبل أن يسألها :
(( ألا يكفي كلب واحد ؟ ))
-أعتقد أنه يكفي ..
ترددت للحظة قبل أن تتابع :
(( لاحظت أنك تتحدث اللغة الإنكليزية بطلاقة واضحة ، مع مسحة من اللكنة الأميركية )).
-أهذا ما ترينه ؟
-أنت لست مستعداً لتقديم أية معلومات عنك، أليس كذلك ؟
ظهرت ابتسامة ساخرة على شفتيه ، قبل أن يجيب :
(( ما من داعِ لذلك أيتها الأميرة . فلا بد أنك سمعت من جدتك الثرية كل ما يتعلق بي ، وما يمكن أن يقال عني أيضاَ ))
-ليس كل شيء
وطبعت قبلة على الأنف الصغير الأسود ،و هي تتابع :
(( هي لا تعرف إنك تقوم بمساعدة الكلاب التائهة ))
رماها بنظرة حائرة و قال معلقاَ :
(( و هي لا تعرف أنك تركبين شاحنتي أيضا . تخيلي ما ستكون عليه ردة فعلها عندما تعرف بذلك ، أم أن هذا سيبقى سراَ بيننا نحن الاثنين ؟ ))
-بالطبع لا ! فأنا راشدة بما فيه الكفاية ، و لست بحاجة إلى طلب الموافقة على كل ما أفعله من جدتي .
أبعد نظره إلى الناحية الأخرى و أطلق زفرة استياء غير مصدق مما سمعه .
-إن كا., هذا ما تريدينه .. أيتها الأميرة !
-هذا ما أريده ! و أرجو أن تكف عن مناداتي بذلك الاسم ... اسمي ناتالي .
غرق الرجل أكثر في مقعده ، و راح يحدق أمامه من خلال الحاجب الزجاجي .
دفنت ناتالي موجة أخرى من الغضب في أعماقها ، و قالت :
(( و أنت تدعى داميانو . أهذا صحيح ؟ ))
-لا ! خطأ
صرت بقوة على أسنانها ، سألت :
(( ما اسمك إذا ؟ ))
-أتقصدين أن جدتك لم تخبرك ؟
-ما كنت لأسأل لو أنها أخبرتني ، كل ما أعرفه هو أنك من عائلة برتولوزي .
منتديات ليلاس
-في هذه الأرجاء ، هذا أكثر من كافِ.
انعطف عن الشارع العام المزدحم ، و سار عبر الطريق الخاص الطويل الذي يؤدي إلى المنطقة المطلة على البحر .
-أين تريدين أن تنزلي ؟
-أمام أبواب فيلا جدتي ، بالطبع .
رفع كتفيه بلا مبالاة و علقت :
(( ظننت أنك لا ترغبين بأن يراك أحدهم برفقة العدو ))
-أنا لا أعتبرك أبدا عدواَ ، سيد برتولوزي . بالنسبة لي ، أنت ببساطة رجل يعيش في المنزل المجاور ، ولديك استعداد كبير للشجار و القتال .
علت فمه شبه ابتسامة قبل ان يقول :
(( و أنت امرأة مزعجة و متشبثة برأيك )) .
-أنا امرأة تشعر بامتنان كبير لأنك مررت من هنا . ما كنت لأستطيع مطلقاَ العودة إلى المنزل سيراَ على قدمي .
-في المرة التالية ، اصنعي معروفاَ مع نفسك و استعملي جزءَ من ميراثك الضخم لشراء حذاء رياضي .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-06-11, 01:36 AM   المشاركة رقم: 24
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

حدقت ناتالي إليه بانزعاج ، وقالت :
(( ما الذي تعرفه عن ميراثي ؟ ))
أجاب :
(( يمكنك أن تتصوري ما أعرفه بنفسك))
وابتسم مرة ثا نية واحدة من تلك الابتسامات التي باتت معروفة لديها
-الكلام ينتشر بسرعة ، و كل شخص في هذه المنطقة يعرف أنك الحفيدة الوحيدة للسينورا وايد ، و أنها تنفق في يوم واحد ما يكفي لإطعام شعبى نابولي كله سنة كاملة المعكرونة و البندورة .
-لم أفكر إنك من الأشخاص الذين يصغون إلى الثرثرات العقيمة .
-عليك ألا تفكري بي على الإطلاق !
أخبرها بذلك ، و هو يوقف شاحنته أمام بوابة فيلا روزا موندا الحديدية المزخرفة ، و أردف متابعا :
(( جدتك ليست الشخص الوحيد الذي تتمنى لو أنني أختفي عن سطح الكرة الأرضية .اسألي أي شخص هنا و سيخبرك أنني نذير شؤم ، و أن تعرضين نفسك للخطر في التورط معي )) .
منتديات ليلاس
تجاهلت ناتالي كيف تسارعت دقات قلبها :
(( أنا لا أشعر بأي خوف منك ))
قال بنبرة سطحية :
(( عليكِ أن تخافي )) .
-شكرا على تحذيرك ، لكن إذا كنت حقاً تريد الاحتفاظ بسمعتك الرديئة ، عليك أن تتوقف عن إنقاذ الكلاب التائهة ، فهذا لا يناسب مطلقاً الصورة التي تعمل جاهداً على إظهارها
طبعت قبلة أخيرة على رأس الكلب صغير ، و وضعته بلطف قرب صاحبة الجديد ، و تحركت لتقفز إلى الطريق ، فارتطم إصبع قدمها الحافية بحافة صندوق خشبي طويل موضوع تحت المقعد .
صرخت متألمة :
(( أوه . ماذا لديك في هذا الصندوق)).
أجاب بصوت أجش تظهر فيه التسلية:
(( بندقية !لإبقاء المتجولين بعيداً عن أرضي . من الأفضل لك أن تراقبي خطواتك ؟ في المستقبل ))
-لا أصدقك !
لم يتمالك الرجل نفسه وضحك بطريقة عفوية قبل أن يقول :
(( هذه غلطة أيتها اأميرة ))
-لا أعتقد ذلك . أنا أعتبر نفسي جديرة حقاً بالحكم على الأشخاص ، و أنت لا تشكل خطراً على المجتمع كما تحاول أن تظهر .
قفزت من الشاحنة ، و أعتمرت قبعتها ، ثم وضعت اللوحة تحت ذراعيها و تابعت :
(( شكراً لك من جديد على صنيعك ، سيد برتولوزي )) .
و بينما كادت تغلق باب الشاحنة ، قال الرجل :
(( بالمناسبة .. اسمي ديميتريو )) .
ظهرت على وجهها ابتسامة كبيرة واسعة .
- ديميتريو !!
إن اسم قوي و مليء بالفخر و الكبرياء لرجل قوي و فخور جداً !
تركها تتحدث مع نفسها , و أدار المحرك منطلقاً بالشاحنة عبر الطريق الفرعية إلى حيث البوابات الصدئة لمنزله .

لم ينتظر ليتأكد أنها أصبحت بأمان داخل المنزل ، فقد أضاع ما يكفي من الوقت لأجلها فيما هناك الكثير من المسائل الملحة التي تحتاج إلى اهتمامه ، كإصلاح السقف لمِنع تسرب المياه .
عليه أن يفعل ذلك في أقرب وقت ممكن ، إن كان يريد الحفاظ على طلاء سقف غرفة النوم الرئيسية . كما يجدر به سد بعض الثقوب في الجدران , و تغير شبكة الأنابيب الداخلية ، و شبكة الأسلاك الكهربائية ... قائمة أعماله لا نهاية لها . و الأن ها هو قد أضاف إليها الاعتناء بهذا الكلب الصغير . يا إلهي ! إنه بحاجة إلى من يصلح له رأسه المتعب .
أوقف الشاحنة خارج المرآب الذي يستعمله الآن كمشغل ، ثم حمل الكلب إلى مكانه صغير مسقوف يقع بالقرب من باب المطبخ ، و وضع له وعاء صغيراً ملأه بالماء ، ثم راح يبحث عن قفص ليستعمله كمقر مؤقت له ريثما يصنع له مسكناً ملائماً في الحديقة .
منتديات ليلاس
لم ينقذ ذلك المسكين من الموت المحتم في نابولي ليتركه يهرب من أرضه .
بعد أن تأكد أن الكلب بخير ، عاد إلى الشاحنة وبدأ بتفريغ الحمولة ، بدأ بالصندوق الذي كان قد وضعه تحت المقعد المجاور المقعد السائق . إنه ليس بندقية ايتها الأميرة ! إنه رف للأواني في المطبخ .
مجرد التفكير بها دفعه للإبتسام ، و ساوره إحساس غريب لم يعد مألوفاً لديه في الفترة الأخيرة . فكر أنه عندما يكون بقربها ، لا يستطيع أن يبقى عابس الوجه . من الأفضل له أن يركز على معرفة سبب شعوره بالتسلية عندما يلتقي بها ، بدلاً من التفكير بما يشعر به نحوها .
من المحتمل أنها تظنه أحمق , لأنه جلس يراقبها ، بدلاً من أن يعرض عليها المساعدة لتنزل من الشاحنة .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 13-06-11, 01:38 AM   المشاركة رقم: 25
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

و من المحتمل أيضاً إنها تعتبره مختلفاً من الناحية الإجتماعية ، لأنه أبقى الحديث بينهما في حده الأدنى ، لكن الحقيقة ليست كما تبدو للعيان . لقد عرف العديد من النساء في حياته ، لكنها لا تشبه أية واحدة منهن ، فما من امرأة أثارت لديه أحاسيس كتلك التي تثيرها فيه هذه المرأة بالذات .
و هو لا يعرف بالتحديد كيف يمكن أن يتعامل مع تلك الأحاسيس . فعل خيراً إذ قرر عدم البوح لها بأي شيء ، و الألتزام بالصمت و الوقار ، مع أن كل خلية من خلايا جسده تثور عليه معترضة على ذلك .
و بدأ بتفريغ كومة ألواح الخشب التي وضعها في صندوق الشاحنة . كان الوقت متأخراً بعد ظهر ذلك اليوم ، و حرارة الشمس قوية إلى حد قد يصيب من يعمل في تلك الاثناء بضربة شمس ، لكنه لم يهتم لذلك مطلقاً .
استمر بالعمل حتى شعر بالإنهاك ، ظناً منه أن هذه هي الوسيلة الوحيدة ليبعدها عن أفكاره . لكن على الرغم من جهوده كلها ، بقي وجهها متشبثاً بعناد في مخيلته ، و ظلت هي تشغل أفكاره .
منتديات ليلاس
إنها من سلالة أصيلة ، تاريخا معروف لعدة أجيال . لا مجال مطلقاً للشك بذلك . لكن ما يجعلها لا تنسى لا علاقة له بنسبها أو بجمالها و نعومتها او بلباقة تصرفاتها .
إنها الطريقة التي تعاملت بها مع الجرو الصغير . قامت باحتضانه و راحت تدندن له كأنه كلب أصيل ، و لم تهتم مطلقاً للفوضى و الأوساخ التي تركها على ثيابها الأنيقة الباهضة الثمن .
عندما ذكر لها أين وجد ذلك الجرو المسكين سألته إن كان وحيداً في الصندوق . لقد كذب بطريقة ما في جوابه ، لأنه أدرك أنها ستشعر بالالم إن علمت إنه وجد ثلاثة كلاب أخرى ، و كلها ميتة .
تباً ! لقد شعر بالألم هو أيضاً . الفرق بينهما . هو أنه تعلم منذ وقت طويل جداً كيف يتعامل مع كل ما تحمله الأقدار إليه ، و هو يشك بأن تكون لها المقدرة نفسها على التعامل مع الألم .
الحقيقة ببساطة ، هي أنها أكبر بقليل من ذلك الجرو الصغير . ربما هي تننتمي إلى سلالة أفضل ، لكنها بريئة و ناعمة مثله ، و هو لا يستطيع تحمل الاعتناء بهما معاً في وقت واحد .
من الافضل له أن يبعدها نهائياً عن أفكاره و عن حياته ، و ألاّ يدعها مطلقاً تقترب منه ... لكن الكلام أسهل من الأفعال .


نـــــــــــهـــــــــــايــــــــــــــة الـــــــــــــــفــــــــــــصــــــــــــــل الــــــــثـــــــــــــالــــــــــــث

 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
catherine spencer, احلام, دار الفراشة, درس في الحب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the mediterranean husband, كاثرين سبنسر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 04:10 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية