كاتب الموضوع :
اماريج
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
احتاج ديمتريو إلى بعض الوقت كي يجيب , إذ فكر إنه يجب أن يبدو ذليلاً , خائفاً و متواضعاً .
- الآلاف , سنيور . كنت على حق في ما قلته سابقاً . لقد كلفني الأمر أكثر بكثير مما توقعت , و ما زلت أحتاج إلى الكثير لأتمكن من ترميم الفيلا .
- الآلاف ليست مشكلة بالنسبة لي , بني . من جهة أخرى أنا رجل منطقي , و أنا متأكد من إننا نستطيع الوصول إلى اتفاق . كيف يبدو لك ذلك ؟ تابع كاتانسكا حديثه شارحاً أن المبلغ سيتضاعف بعد مرور ثلاثين يوماً , و سيصبح ثلاثة أضعاف بعد مرور ستين يوماً , و أدرك ديمتريو أن هذا ابتزاز واضح و وقح .
أنهى الرجل حديثه قائلاً :
(( و بالطبع , هناك مسألة صغيرة تتعلق بالضمان . أنت تفهم ذلك بالطبع لأنك بحاجة إلى رهن شيئ ما لدي كضمانة للمبلغ الذي سأقرضك إياه ))
- ما رأيك بالشاحنة ؟
- ما رأيك بالفيلا ؟
أيها المرابي ! كم من المساكين عملت على ابتزازهم , و تركتهم بدون أي فلس ؟ و كم من الأشخاص دفعتهم إلى الإنتحار ؟
- لا أستطيع المخاطرة بفقدان الفيلا .
أخبره كاتانسكا :
(( سبق لك أن فعلت ذلك , ديمتريو . ما الذي سيحدث عندما يبدأ الدائنون بملاحقتك ؟ ))
كاد ديمتريو يصاب بالإختناق بسبب المجهود الذي يبذله . بدا حزيناً جداً و هو يجيب :
(( لديك وجهة نظر صحيحة ))
ثم تابع في سره : ليتني استطيع الإمساك بآلة حادة بما في الكفاية , لأغرزها مباشرة في قلبك الجشع .
- لا تدع الحزن يسيطر عليك .
لوح كاتانسكا إلى النادل ليلفت انتباهه , و طلب فنجانين من القهوة , ثم تابع محدثاً ديمتريو :
(( إنها ليست نهاية العالم . اسمع يا صديقي ! سأفعل ما هو أكثر من إقراضك المال , سأعرفك على أشخاص يقدمون لك المعدات و العمال أيضاً , و سيتم الأمر على خير ما يرام في النهاية .. ))
بالطبع ! سيتم ذلك من أجل مصلحتك . بعد هذه المحادثة غدا ديمتريو أكثر تصميماً على تحطيم ذلك اللعين من خلال لعبته نفسها . وقع الإتفاق معه , ذلك الإتفاق الذي حدث أن كاتانسكا يحمله في حقيبته .
قال :
(( لو لم أكن أعرفك جيداً , لاعتقدت إنك أتيت إلى هنا مستعداً للقيام بذلك ))
و دفع الورقة باتجاهه عبر الطاولة .
- أنا دائماً مستعد لتقديم خدماتي عندما يحتاج أي شخص إلى المساعدة .
ابتسم كاتانسكا بفخر و اعتزاز قبل أن يتابع :
(( سوف أتصل بك كل ثلاثة أو أربعة أيام , لأرى كيف تجرى الأمور معك . فأن أحب أن ألاحق مشاريعي ))
و هكذا قام بالإتصال به عدة مرات منذ ذلك الوقت , لينظم لقاءات وجهاً لوجه مع ديمتريو : لقاءات كان هذا الأخير يرغب كثيراً في تجنبها , لكن عمله يقضي بالتقاط أية معلومات يمكنه الحصول عليها و تمريرها إلى روسو و مساعديه . حتى الآن لم يعرف ديمتريو إن كان ما قدمه لهم مفيداً أم لا , و هو لا يهتم لذلك . جل ما يريده هو الإنتهاء من ذلك العمل , و هو يبذل قصارى جهده للوصول إلى ذلك .
منتديات ليلاس
و لكي يستطيع الإستمرار , حرص على إبقاء يومين في الأسبوع بدون عمل , كي يتمكن من التخلص من البضاعة التي يرسلها إليه كاتانسكا , و يستبدلها بتلك التي يحتفظ بها في المرآب . في تلك الأيام بالتحديد , كان يجد عذراً لناتالي لتبقى بعيدة , لإنه لم يجد طريقة لتفسير ذلك التصرف غير العقلاني من قبله . لكن ناقوس الخطر بدأ يقرع في حياته مؤخراً , و بات يشعر كأنه يرقص فوق حافة حادة ؛ تلك اللقاءات المشبوهة , أولئك الأشخاص الأشرار الذين يروحون و يجيئون على أرضه , و قذارة هذه العملية برمتها , حيث يقوم بالتجسس و ممارسة أعمال أشبه بأعمال جده ... إن الأمور تزداد صعوبة , لإنه لم يعد قادراً على إخفاء استياءه و نفوره .
يدرك ديمتريو أن ما يقوم به أمر خطر , فعندما ينظر في عيني كاتانسكا الخبيثتين يجمد الدم في عروقه للحظة . الرجل ليس أحمق , و لا بد إنه سيصبح عدواً شرساً جداً إن لم تنجح الخطة . أما الوجه الإيجابي للمسألة فهو إنه لم تبق سوى بضعة أيام قبل أن ينتهي دوره في الخطة .
فتحت الأبواب الفرنسية من جديد , و سمع الصوت الخشن نفسه يقول :
(( هاي برتولوزي ! هل قررت أن تخبرنا ماذا تريدنا أن نفعل هنا , أم تريدنا أن نحزم أغراضنا و نرحل ؟ ))
شعر أن قابليته للجدال قد استنفدت فجأة فقال :
(( هيا .. إرحل بسرعة ! خذ فريق عملك معك , و لا تزعج نفسك بالعودة إلى هنا ثانية )) .
نــــــــهــــــــايــــــــة الــــــــفــــــــصــــــــل الــــــــتــــــــاســــــــــع
|