لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-06-11, 04:41 PM   المشاركة رقم: 46
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

قبلت ناتالي أذني الجرو , و حفت خدها برأسه و هي تقول :
(( لقد عانيت من بداية صعبة جداً , يا قطعة الحلوى , لكن الحياة ستصبح أسهل و أجمل من الأن فصاعداً ))
فكر ديمتريو : إن الحياة رائعة جداً بالنسبة إليه الأن , و أنت تضمينه إليك بهذه الطريقة !
حاول جاهداً أن يجعل صوته يبدو عادياً , و هو يقول :
(( يؤلمني جداً أن أقاطع لقاء عاطفياً كهذا , لكن إذا كنت تحرصين على البقاء ثوبك نظيفاً . يجب أن نخرج الكلب إلى الحديقة لقضاء حاجته ))
- سأخذه بنفسي .
- لا !
حمل كوبين و إبريق العصير و تابع :
(( سنذهب معاً . و سنشرب العصير تحت ضوء القمر المكتمل , و نحن نجلس على قمة المنحدر الصخري ... على فكرة أيتها الأميرة , أرفض أن تنادي كلباً أملكه " قطعة الحلوى " ))
- حسناً ! بم ترغب أن أناديه , إذاً ؟
منتديات ليلاس
أمسك بمصباح يدوي كبير عن سطح البراد , ثم قال و هو يصوب ضوء المصباح إلى ممر حجري يصل بين المطبخ و زاوية الحديقة الخلفية :
(( لا أدري ... ما الخطأ في تسميته مات . أو مانفي مات على سبيل المثال , فالأسم له رنة خاصة به ما رأيك بذلك ؟ ))
- رأيي هو أنك فعلاً بحاجة إلى مساعدة بشكل خطر جداً .
ضحكت و هي تمسك بالكوبين اللذين كانا في خطر الإنزلاق من يده . و تابعت :
(( ما رأيك بإسم أمير أو نبيل أو ملك ؟ ))
- لأجل هذه الكومة من الفرو ؟ لا بد أنك تمزحين !
تشاجرا بطريقة ودية طول الطريق , و وصلا إلى اتفاق عندما اقتربا من الجدار الذي يفصل بين الحديقة و المنحدر , فاعتمدا اسم بيبو كحل يرضيهما معاً . وجه ديمتريو ضوء المصباح اليدوي ليسطع نوره على نتوء صخري يمتد على مساحة واسعة , و ركز الضوء على مقعد حجري قديم مواجه للبحر .
- إجلسي على المعقد هناك , و سأسكب العصير ثم أنضم إليك .
اجتازت ناتالي الطريق عبر الأعشاب البرية , و مررت راحة يدها على المقعد الذي ما يزال دافئاً بسبب حرارة شمس النهار .
قالت بصوت كهديل الحمام :
(( آه , كم هذا رائع ! ))
نظرت إليه بدلال و تابعت :
(( قل لي إنك رتبت هذا المكان لي ))
- أخشى أن هذه ليست الحقيقة . هذا هو المكان الخاص و المميز لجدتي . غالباً ما كانت تأتي إلى هنا لتراقب غروب الشمس أو إطلالة القمر , فكرت أنك سوف تستمتعين بهذا المنظر الرائع أنت أيظاً .
ظهرت إبتسامة على وجهها , ثم ضمت تنورتها الواسعة ذات اللون الزهري إليها كأنها بتلات زهرة , و قالت تمازحه :
(( أنت على حق ))
كل ذرة من تصرفها الأنيق يعلن أنها سليلة أسرة عريقة , كأنها ملكة على عرشها . انضم ديمتريو إليها , ليجلس قربها على المقعد .
- يسعدني أن المكان أعجبك .
رشفت رشفة صغيرة من كوبها قبل أن تقول و قد أصبحت تعابير وجهها حازمة فجأة :


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 04:41 PM   المشاركة رقم: 47
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

(( شكراً لك على دعوتي للحضور إلى هنا , ديمتريو . أشعر بإعتزاز كبير لأنني أشاركك في هذا المكان الرائع ))
مرة ثانية , اجتاحت كيانه المشاعر الصادقة , لتسيطر عليه و تمنعه حتى عن الكلام . فسحرها و تصرفاتها النبيلة هي غاية في الكمال . لا بد أن جدته كانت لتحبها و كأنها حفيدتها .
- هذا من دواعي سروري , أيتها الأميرة .
تنهدت ناتالي بإرتياح , و رفعت رأسها لتحدق بالنجوم .
- أحب رائحة الحدائق في الليل , لا سيما تلك المزروعة بالياسمين و الليمون .
لم تسمع تعليقاً على ما قالته , فمالت بنظرها إليه قائلة :
(( لَمِ لا نتناول العشاء هنا في الخارج ؟ المكان رومنسي جداً , و بإمكاننا أن نستعمل سطح الجدار كطاولة ))
- رومنسي ؟! يا إلهي ! هنالك سحليات و أفاعٍ تعيش في تصدعات الجدار , من دون أن أذكر العناكب ...
صرخت بصوت ناعم قبل أن تقول :
(( أكره العناكب , أما بالنسبة للأفاعي ... ))
ارتجفت من الإنزعاج قبل أن تتابع :
(( هل تدرك أنني تسلقت ذلك الجدار من قبل , و جلست عليه لأكثر من خمس دقائق , و كنت أرتدي بنطلوناً قصيراً ؟ حصل ذلك يوم وجدتني أسرق المياه من مطبخك ))
- أعرف ذلك !
لم يدرك ديمتريو أن ذراعه امتدت و التفت حول كتفيها :
(( ربما ستصبحين أكثر حذراً في المستقبل , فتكفي عن المخاطرة بنفسك ))
شعر بحرارة جسدها , و تنشقت حواسه عبير عطرها . ثم أنزلقت يده نحو خصرها , فأصبحت غير قادرة على التنفس , إلا أنا تركته يضمها إليه أكثر .
شعرا بالإنسجام معاً بقوة فاقت توقعاتهما , فالإنجذاب المتبادل بينهما بدا أقوى من أي كلام . هكذا تحول النقاش بينهما إلى صمت مليء بالمشاعر اللطيفة الممتزجة بإحساس الصداقة التي تجمعهما حتى الأن .
تظاهر ديمتريو أنه منشغل بمراقبة الجرو و هو يقفز ملاحقاً فراشة , لكنه في الواقع كان يراقبها بانتباه شديد . قالت , من دون أن تنظر إليه :
(( جنيه أخر من أجل أفكارك , ديمتريو . ما الذي تفكر فيه هذه المرة ؟ ))
- أفكر بك , أيتها الأميرة .
منتديات ليلاس
تنهدت مبتعدة عنه :
(( هذا ما ظننته . أنت نادم لأنك طلبت مني الحضور أليس كذلك ؟ ))
هل هذا ما يحدث ؟ قال بصراحة :
(( أجل ! ))
- إذاً لَمِ دعوتني ؟
- لم أستطع إلا أن أفعل .
- و الأن ها أنا هنا , و أنت لا تعرف ما الذي عليك أن تفعله .
رفع حاجبيه , و نظر إلى البحر الأزرق الغارق في الظلمة , متمنياً لو أنه يستطيع مقاومة مشاعره نحوها .
- أعتقد أنك تعرفين ما الذي أحب أن أفعله .
- هذا ما أفكر به أيظاً . لذلك بدلاً من مقاومة ما نشعر به , لَمِ لا نستسلم لمشاعرنا ؟
قفز ديمتريو عن المقعد كأن حشرة سامة لسعته , ثم سار بخطوات واسعة نحو الجدار .
- لأننا سنكون مجنونين إن فكرنا حتى بالأمر .
لَمِ يتحدثان عن مشاعرهما بمثل هذا الغموض , فيما يدرك كلاهما كم هما منجذبان إلى بعضهما البعض ؟
قالت ناتالي :
(( لا يمكنك أن تسمي ذلك جنوناً ))
- في حالتنا , هذا جنون مطبق . عائلتك .. عائلتي ... ! نحن ننتمي إلى عالمين مختلفين , ناتالي . وجدتك ...!
نهضت من مكانها , و سارت إلى حيث يقف . أمسكت بكوبه , و وضعته قرب كوبها على الجدار , ثم قالت بنعومة و هي تلف ذراعها حول عنقه :
(( ديمتريو , لا علاقة مطلقاً لجدتي بالأمر . الأمر يتعلق بي و بك فقط , لذلك من فضلك توقف عن البحث عن أعذار , و عانقني )) .

نــــــــهـــــــــــايــــــــــــــة الفصل الـــــــــــــســــــــــــادس


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:37 PM   المشاركة رقم: 48
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 


7- لا تبعدني عنك !


قال و هو يبتعد عنها :
(( هذا لن يحصل ! إنه أسوأ أمر يكنني القيام به ))
مع ذلك , عانقها ما إن إقتربت منه , أحاط بوجهها بيديه و ضمها إلى صدره بشغف كبير , مفجراَ في داخلها عاطفة و شوقاً لا حدود لهما . لفهما الشغف المتبادل بغمامة كثيفة من المشاعر , نقلتهما إلى عالم ساحر لا يعرف الزمان و لا المكان و لا اللغات أو الفروقات الإجتماعية . عالم لا يعترف بالحواجز و المسافات ... لا يعترف إلا بالمشاعر الجياشة و الأحاسيس المضطرمة .
عناقه المليء بالشغف جعلها تنسى كل ما يتعلق بالأفاعي و السحليات و العناكب , إذا لم تعد تشعر إلا به و بقربه منها .
كم يسهل عليها أن تغرق في أعماق عينيه الزرقاوين , و أن تذوب بين ذراعيه ؟
شعرت أن حياتها باتت معلقة بهذا الرجل . لم تراودها مثل هذه الأحاسيس من قبل تجاه رجل , و لم تظن يوماً أنها سوف تشعر بها . لكن ماذا لو فكر ديمتريو بالتلاعب بمشاعرها ثم تخلى عنها لاحقاً ؟
رفعت وجهها و قالت :
(( ديمتريو , هناك أمر يجب أن أخبرك به , قبل أن تتطور الأمور بيننا ))
قال بصوت أجش :
(( ماذا ؟ هل أخفتك أيتها الأميرة ؟ ))
- لا , مطلقاً ! لكن , أنا ...أنا ...
التصقت الكلمات في حلقها رافضة أن تنطلق .
ابتلعت غصة بصعوبة , و حاولت من جديد . فلتقل ما تريد قوله بسرعة قبل أن تفقد شجاعتها .
- أنا عذراء و لم أسمح لرجل قبلك بمعانقتي , لكنني أشعر أنك أنت الرجل الذي انتظرته طيلة حياتي !
انفجرت الكلمات الأخيرة من فمها كأنها طلقة مدفع . استغرق ديمتريو بعض الوقت كي يتمكن من استيعاب ما تعنيه , بدليل أنه جمد في مكانه دون حراك . أصبح هادئاً جداً , كأنه أصيب بصدمة قوية . بعدئذ , أبعد يديه عنها بهدوء مطلق ثم قال :
(( هذه مشكلة كبيرة جداً بالنسبة لي , أيتها الأميرة . أتعرض للكثير من المشاكل , لهذا يجب أن نتوقف عن عناقنا هذا الأن و إلى الأبد ))
تذمرت قائلة :
(( لا ! أنا لم أقصدك ذلك .. إنما ... ))
منتديات ليلاس
أبعدها ديمتريو عنه بسرعة , حتى إنها كادت تقع بسبب إرتجاف ساقيها .
قاطعها بنبرة ملؤها التوتر و الغضب :
(( مهما يكن الأمر , لدي ما يكفي من الأزمات و المشاكل , من دون أن أضيف إلى لائحتي خطيئة إغواء أميرة أميريكية ))
قالت و هي تمسح دمعتها :
(( آه , ديمتريو ! لا تبعدني عنك ! ))
- حاولي أن تقولي هذا الكلام للرجل المناسب الذي تختارينه شريكاً لحياتك لا لرجل مثلي .
- ماذا لو كنت أنت الرجل المناسب ؟
تردد صدى ضحكته في الليل , ضحكة قاسية و ساخرة معاً .
- بالطبع , أنا لست ذلك الرجل , أيتها الأميرة . و لن أكون كذلك ولو بعد مليون سنة !
قالت ناتالي بإصرار : (( و كيف تعرف ذلك ؟ ديمتريو , أعتقد أنني وقعت في حبك .. هذا ما شعرت به في اللحظة التي دخلت فيها إلي حياتي ))
يا إله السموات ! إن كانت تسعى إلى إبعاده فقد نجحت في ذلك بدون أي شك بعد أن تفوهت هذه الكلمات بصوت عالٍ ! لكن الحقيقة سيف ذو حدين , و إعترافها هذا لم يعد سراً بعد ما باحت به في البداية .


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:38 PM   المشاركة رقم: 49
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

بدا بوضوح أنا أصابته بالدهشة من جديد . و على الفور أشاح ديمتريو ببصره جانباً , و هز رأسه منزعجاً . بعد قليل أغمض عينيه , و زفر أنفاساً متقطعة و حادة .
أخيراً نظر إليها و قال :
(( أنت لا تعرفين عما تتحدثين . يمكنني أن أعد على يد واحدة عدد الساعات التي أمضيناها معاً . نحن لا نعرف بعضنا لأيام , أو أسابيع , أو شهر , أيتها الأميرة , لكن لساعات فقط ! كيق يمكن بحق السماء أن تغرمي برجل في ذلك الوقت القصير , لا سيما إذا كان الرجل مثلي ؟ ))
- لا تحتاج المرأة إلا إلى دقائق فقط لتنظر إلى قلبها و ترى الحقيقة في داخله .
أطلق ديمتريو شتيمة و ابتعد عنها قليلاً . توقف لفترة قصيرة ليرميها بتعليق من وراء كتفيه قبل أن يتوجه إلى المنزل :
(( ألم تسمعي كلمة واحدة مما قلته ؟ قلت لك سابقاً : أنا و أنت أشبه بالزيت و الماء , مهما حاولت أن تمزجيهما فإنهما لن يمتزجا ))
راقبته ناتالي و هو يغادر المكان و قد غمرها اليأس , و ملأ الحزن قلبها . و كأنما الكلب الصغير شعر بخيبة أملها , فوضع قائمتيه الأماميتين على ركبتيها متذمراً . انحنت و حملته بين ذراعيها , ثم دفنت وجهها في جسمه الصغير الدافئ .
همست :
(( أنا لا أصدقه , و لا أهتم لما قاله , فأنا مغرمة بكما معاً , و لا أستطيع إنكار ذلك ))
رفع الجرو رأسه , و راح يلعق وجهها بحماس . فكرت ناتالي أنه على الأقل لا يعتقد أنها مجنونة .
أطلق ديمتريو شتيمة غاضبة , و هو يدخل إلى المطبخ . شعر بأنفاسه تتسارع و بجسده يتصبب عرقاً كأنه كان يركض في الماراثون . ما الذي دهاه بحق السماء , كي يسمح للأمور بأن تتطور بينهما لتصل إلى درجة الخطر ؟ مع ذلك , فكر , مبرراً لنفسه , أن أي رجل تجري الدماء في عروقه سوف يتأثر بجمالها و سحرها .
طرف بعينيه ما إن سقطت قطرات من العرق على وجهه . كل ذرة فيها , من رأسها حتى أخمص قدميها , رائعة بما يكفي لجعل الرجل يحيد عن صوابه , حتى لو كان ناسكاً . و ديمتريو برتولوزي هو أبعد ما يكون عن الناسك .
كل ما فعلته بدا صادقاً إلى درجة جعلت مشاعره تفيض شوقاً إليها , ديمتريو ليس معتاداً على مثل ذلك الصدق و مثل تلك البراءة , لا فكرة لديه مطلقاً عن كيفية التعامل مع هذا الوضع , كل ما قام به هو إنه ركض بعيداً عنها بكل ما أوتي من قوة .
لكن المشكلة هي أن الرجل لا يستطيع الإستمرار في الهروب من نفسه . ففي نهاية السباق سيجد أن المشاكل مازلت وراءه تماماً , و إنه لا يستطيع الهروب منها , فعاجلاً أم آجلاً عليه مواجهتها .
سمع خطواتها المترددة تقترب منه عبر الحديقة , ما جعله يدرك أن المواجهة ستكون قريبة , و قريبة جداً .
بالطبع لن ترضى ناتالي بأن تختفي في الظلام و تتركه بسلام . لا بد أنه أحمق كبير إن ظن إنها ستفعل ذلك . خنق تنهيدة في صدره , قبل أن يستدير لمواجهتها .
منتديات ليلاس
قالت بصوت حزين :
(( أحضرت بيبو إلى المنزل . لا أعتقد أنك تريده أن يبقى في الخارج , لكن ... هذا هو السبب الوحيد لوجودي هنا , فأنا أعلم أنك تريدني أن أرحل ))
اعتصر قلبه ألماً و إشفاقاً عليها بسبب الحزن الذي نضح في صوتها .
نعم , هو يريدها أن ترحل , لكن ما يريده بإلحاح أكبر هو أن يبقيها هنا بقربهِ ... ليس فقط من أجل معانقتها .. يريد أن يجعلها تبتسم و أن يسمع ضحكتها , يريد أن يمتع عينيه برؤيتها عبر الطاولة , فيتحدث إليها و يعرف المزيد عنها و هما يتشاركان العشاء البسيط الذي قرر إعداده .. حتى أنه يريد أن يشاركها بذكريات من حياته , و هذا أمر لم يشعر به مطلقاً من قبل .
مع ذلك , و من أجل مصلحتهما معاً , فإن التخلص منها هو أفضل حل .
لم يعرف ديمتريو كيف انتهى به الأمر ليقول :
(( يمكنك أنت أيظاً البقاء . عليك أن تأكلي , و هنا لدي الطعام كاف لنا نحن الإثنين ))
لمست بطرف لسانها شفتها العليا بتوتر , و قالت :
(( أنت فقط تحاول أن تبدو مهذباً ))


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
قديم 27-06-11, 10:39 PM   المشاركة رقم: 50
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري

البيانات
التسجيل: Apr 2009
العضوية: 141319
المشاركات: 11,659
الجنس أنثى
معدل التقييم: اماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميعاماريج عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 12376

االدولة
البلدSyria
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اماريج غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اماريج المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

- حسناً ! لم لا أيتها الأميرة ؟ الأخلاق الحسنة ليست حكراً على الأولاد الأثرياء فقط , كما تعلمين .
تورد خدا ناتالي من الإرتباك , و ردت بسرعة :
(( لم أقصد ما فهمته من كلامي ))
- إذاً , توقفي عن الإلتصاق بحاجب الباب . إدخلي و إشربي كوباً من العصير بينما أحضر وجبة العشاء .
اقتربت منه و هي تنظر إليه بقلق , كأنه طلب منها القيام بعمل مشين .
- أيمكنك أن تطهو ؟
- نعم
سار نحو البراد و أحضر زجاجة أخرى من العصير , سكب كوباً و قدمه لها قبل أن يسكب كوباً أخر لنفسه و هو يقول :
(( لم يفاجئك ذلك ؟ ))
- لأن معظم الرجال الذين أعرفهم لا يستطيعون أن يسخنوا الماء . ما الذي تحضره ؟
- المعكرونة بالكاربونارا على طريق برتولوزي . هذا الطبق ليس منتشراً في هذه الأرجاء , لكن ...
قطع كلامه و انشغل بإحضار المواد اللازمة من البراد و من خزانة الطعام التي بناها في مدخل قديم في المطبخ
لم تفهم ما قصده , فقالت :
(( لكن , أهذا هو الطبق الوحيد الذي تجيد تحضيره ؟ ))
جمع ديمتريو المكونات التي يحتاج إليها لتحضير الطبق الرئيسي : بيض , شرائح من اللحم المدخن , جبنة بيكورينو , رغيف من الخبز و المعكرونة الطازجة الذي أحضرها هذا الصباح من متجر في بوستيانو , أما البندورة فقد اشتراها من بائع للخضار و هو في طريق عودته .
قال متفاخراً بنفسه :
(( لا ! على الإطلاق . أنا إيطالي , فكيف يمكنني ألا أطهو بطريقة جيدة ))
تركت ناتالي الكلب ليركض على هواه في المطبخ , و جلست على أحد المقاعد في الجانب المقابل من الطاولة و أمسكت كوبها بين يديها .
- صحيح إنك إيطالي , لكن كما ذكرت لك من قبل , هناك لهجة أميريكية واضحة في لغتك. فما سر ذلك ؟
- أمي أميريكية الأصل . قابلت والدي عندما أتت في زيارة إلى إيطاليا , و تزوجا في غضون شهر واحد . بعد موته , عادت إلى الولايات المتحدة و أخذتني معها , كنت في االرابعة من عمري حينذاك .
اتسعت عيناها الرمادتيان الجميلتان من خيبة الأمل .
- يا له من أمر مأساوي بالنسبة إليها ! أن تصبح أرملة و هي ما تزال شابة , و أن تكبر أنت بدون والدك .
عدل ديمتريو حرارة النار تحت مقلاة من الحديد الصلب , و سكب في داخلها مقداراً من زيت الزيتون , و بينما كان الزيت يسخن ، قطع اللحم المدخن و فصاً من الثوم مستخدماً سكيناً قديماً .
منتديات ليلاس
قال وهو يضع الثوم و اللحم في المقلاة :
(( في عالمك أنت , ربما , لكن ليس في عالمي . توفي والدي في قتال مع عصابة من المجرمين , قتل في وسط الشارع في وضح النهار , و يمكنني أن أراهن أن أمي لم تذرف دمعة واحدة عليه . و مما علمته في ما بعد , كان زواجهما أقرب إلى الجحيم , فهي لم تشعر بالأمان مطلقاً هنا ))
- يمكنني أن أفهم لما غادرت , إذا . و أفترض أيظاً إنها أرادت أن تضع مسافة بينك و بين تلك الأحداث المريعة – أرادت بداية جديدة , و هذا ما وجدته .
قام بخفق البيض في الوعاء عميق , ثم أضاف إليه الجبنة المبروشة و طحن فوقه البهار بنشاط كبير مبالغ فيه , تابع بضيق :
(( لسوء الحظ , لم أكن جزءً من تلك البداية . مرري لي وعاء الملح , من فضلك ))
- ما الذي تقصده بقولك إنك لم تكن جزءً من تلك البداية ؟
أعطته ناتالي وعاء الملح , ثم حدقت به , و قد علا وجهها تجهم خفيف .
- لا تقل لي إنها تخلت عنك ؟!


 
 

 

عرض البوم صور اماريج   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
catherine spencer, احلام, دار الفراشة, درس في الحب, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, روايات رومانسية مترجمة, the mediterranean husband, كاثرين سبنسر
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:39 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية