كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
1-لصة جميلة
يالها من غلطة..غلطة فادحة!
فكل خلية من خلايا جيني تصرخ ناهية اياها عن الحراك,مسمرة قدميها في الارض,محاولة ان تردعها عن تخطي السياج المشبع بمياه الامطار الذي يفصل شرفتها عن حديقة ريتشارد مالوري اليابنية الطراز ,حديقة تكثر فيها الصخور المكسوة بالطحال ’وتتوسطها بركة تسبح فيها اسماك الشبوط الهادئة ومقصورة مكسوة باوراق الجدران.
كانت حديقة مالوري تخلو من اي عيب الا الاثار التي خلفها حذاء جيني على الحصى الرطبة, اثار شوهت الصورة التي تتميز بالاتقان.
لم تعتد جيني السطو على المنازل,حتى ملابسها لاتتلائم مع الموقف!اذ كان يجدر بها ان ترتدي ملابس سوداء ضيقة وتنتعل حذاء رياضيا خفيفا,لايحدث صريرا وعقص شعرها تحت قبعة مشدودة على راسها.
حبا بالله!لم ينتصف النهار بعد ولاتريد ان تظهر امام احد تمارا بمظهر اللصة,ولكن ان ضبطها احدهم لاقدر الله,فعليها ان تبدو كالصورة التي رسمتها لنفسها,جارة بريئة لم تتكبد عناء تبديل حذاءها او ارتداء ملابس مريحة لتقفز من فوق السياج,فسروالها الجينز الواسع وقميصها القطني الفضفاض البخس الثمن الذي يبهر العين بلونه الارجواني الفاقع،يعلنان برائتها من كل شيء الا من الذوق الرديء ، تأوهت جيني واليأس باد عليها..صحيح انها قطعت على تفسها وعدا بالا تتطوع ثانية لتنفيذ مهام مماثلة،وان من اجل صوفي،الا ان وعدها ذهب هباء.
اخذت نفسا عميقا وابعدت رغبة ملحة بالفرار سيطرت عليها..
ستسير الامور على خير مايرام،لانها درست جوانب الموضوع كافة،وعليها ان تمضي قدما من اجل صديقتها التي وقعت في مشكلة..صديقة تجدها الى جانبها كلما احتاجت لها.
اخذت نفسا عميقا من جديد ودخلت النافذة الفرنسية الطراز الى الغرفة الشاغرة.
-مرحبا!
جاء صوتها خفيضا اجش ،اشبه بنقبق ضفدع مصاب تمارابالتهاب في الحنجرة..حاولت ان تسترجع في ذهنها تفاصيل الرواية التي حاكتها مسبقا لترويها على مسمع اي شخص قد يفاجئها ..الا ان ذلك لم يمنع قلبها من الخفقان بقوة،وكأنه مجموعة طبول في اوركسترا لندن.
-هل من احد في المنزل!
|