كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
فبعد عشر سنوات من المنافسة الضارية،في ميدان عمله،اصطبغت مشاعره بالغشاوة..الا ان جيني حركت فيه شيئا ظن انه دفنه في مكان عميق بعيدا عن عينيها الساحرتين..حركت قلبه الميت،فتشرع ابوابه المقفلة منذ زمن طويل،املا ان تكون بريئة بقدر مايبدو عليها فيعثر على مفاتيحه في مكانها على المنضدة.
كيف له ان يصدق ذلك وقد رأها بام عينيه تدفع حقيبة يدها تحت الطاولة متذرعة بحجج واهية للعودة الى غرفته؟
قال لها فجأة قبل ان تتاح لها فرصة لتعد لائحة الحاجيات:
-في الواقع كنت محقة من البداية..فليس من اللائق ان ادعوك للعشاء واطلب منك ان تعديه بنفسك.
علاوة على ذلك اظن ان هيكتور سيظهر في اي لحظة ويستحسن ان نطلب طعاما جاهزا!
-لاداعي لذلك..لدي صينية لازانيا في الثلاجة.
-حقا؟
وقع ريتش في حيرة من امره..اليس من المفترض ان بعده عن طريقها؟
-قالت امي انها ستمر لزيارتي هذا المساء.
-اهي طالبة كلية الأدب الكلاسيكي عينها؟
-ليس لدي الا ام واحدة.
-طبعا..وماذا عن والدك؟
كان يريد ان يجمع اكبر قدر من المعلومات عنها،ليتمكن من تحديد سبب قيامها بذلك.
-ليس لدي اب.
-آسف..
وندم في قرارة نفسه على طرحه هذا السؤال،
-لاعليك..باتت ظاهرة الام الوحيدة رائجة هذه الأيام..لكن امي سبقت عصرها.
-اذن هل ستجازف وتتناول اللازانيا؟
-ولم لا؟
فبعد كل المجازفات التي عرفها خلال النهار لن يزيد طعامها من مآسيه..
-المجازفة تضفي على الحياة القليل من الرونق.
-ساذهب لجلبها!
-ماذا لوجاءت والدتك هذا المساء؟.
-لااظنها ستفعل ..فهي في لندن تلقي محاضرة عن بعض القضايا النسائية.
-وتطالب بحقوق النساء؟
-ينبغي على احدهم القيام بذلك.ولكن ان فاجأتني بزيارتها سأعد لها شيئا خفيفا.
-كم انت عمليه!هل تحتاجين للمساعدة؟
-كلا!يمكنني ان احمل الصينية ..ولكنني افكر بأن اعد طبقا من السلطة مع صلصة لذيذة..ولكن..
-ماذا؟
-احتاج الى ليمون للصلصة..ولا اظن..
للحظات خلت خيل اليه انه شك بنواياها البريئة ،غير انها تتلاعب بعواطفه ولاتستحق ابدا عطفه،فقال لها وهو يعرف ردها مسبقا:
-ان لم عثري عليه في برادي فهذا يعني انه نفذ من عندي.
-عليك ان تذهب للمتجر لشراء بعض منه لوسمحت.
-يمكنني ان افعل ذلك.
بذل جهدا بالغا ليكبح نيران غضبه،وهو يعي تماما ماتحاول ان تفعله.
-اتريدين شيئا اخر؟
-ربما القليل من الزيتون الاسود والخبز المحمص.
-حسنا لن اغيب طويلا.
-لاداعي للعجلة..فاللازانيا تحتاج لنصف ساعة في الفرن على الاقل!
تملتكه رغبة ليمسك بها ويهزها بعنف لتعرف انه ليس مغفلا الى هذه الدرجة..الا انها قال بنبرة رقيقة:
-يمكننا ان نتناول الطعام في الحديقة.
-فكرة رائعة,,فأنا احب حديقتك كثيرا..
حملت الصينية من شقتها الى شقته ووضعتها في الفرن لتتمكن من انجاز مهمتها قبل عودته.
لم يجد ريتشارد شيئا يستوجب العجلة..فاشترى الزيتون والخبز والفريز والقليل من الكريما المخفوقة،اذ يحق للمحكوم عليه ان يطالب بوجبة كاملة.
لقد حاول وبذل قصارى جهده لئلا يقول لها صراحة انه علم بنواياها ,كان بوسعه ان يماطلها اكثر ويرفض مغادرة شقته،بدت الفكرة مغرية هذا الصباح اذ لم يكن عليه سوى ان يلهيها متظاهرا بوقوعه ضحية خداعها ليتمكن بعدئذ من استغلالها ليكتشف هوية محرضها.
لكن عناقهما ولد في احشائه مشاعر جامحة،وبات عاجزا عن تنفيذ خطته،ويخشى ان يطارده طيف عينيها الخضراوين الى الابد.
ليته وضع لها حدا من البداية،ومنعها من الاقتراب بشكل قاطع من اقراصه!..لكن توقه الشديد لمعرفة هوية مرسلها كان اقوى من اي شيء.
فتحت جيني الدرج لتجد نفسها امام مجموعة من الاقراص،يحمل كل واحد منهما ملصقا بمحتوياته.
لوكانت تضمر الشر لشعرت بالأمتنان الشديد له لألصاقه بطاقة تعريف على برامجه التجريبية..
ادخلت جيني القرص في خاسوبها لتنسخه ثم دخلت الى المطبخ لتخرج الخضار من البراد..الخس..الجرجير..واذ بها تقع على كيس من الليمون الحامض..فخطر لها ان تدعي امامه انها عثرت عليه لاحقا،غير انها حذرت نفسها من مغبة القيام بذلك.
وضعت الخضار في سلة،ثم عادت لتتأكد من ان عملية النسخ تمت،فارسلت الملف الى صوفي عبر البريد واسرعت الى شقة مالوري لترجع القرص والمفتاح مكانه.
عند عودته كانت صينية اللازانيا قد بدأت تنضج وجيني منهكة في تقطيع الخضار.
-احسنت اختيار التوقيت.
|