كاتب الموضوع :
تمارااا
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
الا انها اسرعت تسحب يدها من يده آملة ان تتمكن من استجماع افكارها ان قطعت صلة الوصل بينهما.
ثم رفعت نظارتها الى اعلى انفها كما اعتادت ان تفعل.
في تلك اللحظة غاب عن ذهن ريتشارد انها تبحث في خزانته عن مفتاح مكتبه الأضافي،ووجد نفسه يتساءل عما ستفعله بيدها لو لم تستعملها لتثبيت تلك النظارة..
ترى مالذي تخفيه خلفها؟
لم يجد من طريقة افضل لمعرفة ذلك سوى ان ينتزعها منها،متجاهلا سخطها ويضعها بعيدا عن متناولها،فيتأكد بنفسه انها لاتستخدمها كوسيلة للتنكر فحسب.
وعلى الرغم من انه تأكد من انها تعاني ضعف النظر،الا انه لم يعيدها لها على الفور،بل فتح درج مكتبه واخذ منه منديلا،ثم راح ينظف العدستين الواحدة تلو الآخرى.بتأن شديد عله يتمكن من رؤسة عينيها عن كثب..
بدا اللون الرمادي المعدني طاغيا في انعكاس نور حجرة ملابسه الخافت،لكن اللون الاخضر يلمع ببريق غريب لمحه في الصباح.
منتديات ليلاس
وحرك فيه مشاعر لم يألفها من قبل،لكنه اخمدها بسرعة..مشاعر شبيهة بتلك التي ساورته وهو يتأمل مفاتن جسدها البارزة تحت قميصها الطويل الفضفاض.
ماذا لوكان هذا قناع يخفي غايتها الحقيقية؟ من هي جيني لوتور الحقيقية،المختبئة خلف هذه الملابس المختارة بعناية،اوهذه النظارات الكبيرة،عليه ان يجد حل لتساؤولاته مهما كلف الأمر!
اعاد النظارات الى مكانها وهو يقول:
-كانت متسخة!
لامست يده خديها المتوهجين فيما اشتبكت انامله بشعرها الحريري المتدلي فوق اذنيها ،فاختلطت مشاعرهما ولم يعد يعي من منهما يرتعش اكثر..
صحيح ان مايشاع عنه ليس صحيحا بكامله،لكنها تسللت الى غرفته مرتين ولن يدعها تفلت دون عقاب.
اخفض راسه قليلا ودس اصابعه في شعرها ليمسك بها لئلا تتمكن من الافلات من يديه،ثم عانقها.
والغريب انها لم تقاومه اوتصرخ استهجانا او تصفعه لوقاحته!بل دنت منه تحثه على احتضانها اكثر.
ابعد ريتشارد رأسه قليلا ليتمكن من رؤية عينيها وقراءة افكارها,,
اما هي فبقيت ساكنة لاتتحرك وكأنها خشى ان تفقد سحر تلك اللحظة..ولكنها مالبثت ان اطلقت تنهيدة وفتحت عينيها فأذا بهما خضراوين صافيتنين.
ادرك ريتشارد تلك اللحظة انه سبر اغوار شخصية تلك المرأة واخترق دفاعاتها كلها فغمرته البهجة لحظة وكأنه عثر على منجم ذهب عند طرف قوس قزح..لقد اسر جوهر هذه المرأة في عناق واحد!.
وعادت الحقيقة تتجلى اما عينيه..اتراه هو من وقع اسيرها؟
وهل القناع التي تسلحت به مجروس ليخترقه..ام تراه بدا يفقد صوابه؟فصرخ قائلا
-هذا غير حقيقي كما تعلمين!
فتحت فمها لترد ولكن لسانها خيب ظنها فتنخنحت وحاولت من جديد:
-ماذا؟
-لاتستخدمي النظارات كوسسيلة حماية ..فالرجال لايلتفتون الى الفتيات اللواتي يضعن نظارات ولكن انصحك ان تفكري في ذلك قبل ان تتسللي الى غرفتي ثانية.
اخذت المشاعر القوية تتخبط داخل جيني..ليتها لم ترجع الى شقته مرة اخري!
احست بنيران الشوق تتحول الى نيران الغضب وتملكتها رغبة ملحة بالتعبير عن رأيها فيه بصراحة..لكن عقلها حذرها من مغبة القبام بذلك،ففضلت الانصياع للأشارات والألتزام بالصمت لانه الوحيد الذي لم يخذلها ابدا.
ولكن كيف علم بأمر النظارات؟
سألها فجأة بحدة:
-هل انتهيت من تفتيش اغراضي واحذيتي؟.
اجابته على عجل وهي تبتعد:
-أجل.
املت الا يقرأ افكارها وصرخت:
-كلا!
فأجابها بخشونة:
-ارجو ان تستقري على رأي.
لكنه مالبث ان ندم على خشونته اذ خشي ان تجفل وتلوذ بالفرار قبل ان يتمكن من رفع النقاب عن اسرارها كلها.
-لقد اخفتني..لم اكن اتوقع ان..قالت السيدة انك ذاهب في رحلة.
-بدلت رايي..قد اسافر غدا..لكن ارجو ان تكوني قد انتهيت من التفتيش
وأضاف:
-اكره ان اعود الى منزلي واجد هيكتور مستقر في درج جواربي.
-لم أجده فيه..من الافضل ان انصرف.
-كلا.
منتديات ليلاس
ومد يده وامسك معصمها قبل ان تخطو خطوة واحدة،وتابع يقول:
-ارجو ان تتابعب عملك وتتجاهلي وجودي كليا.
اجابته فيما اخذ صدرها يعلو ويهبط بسرعة كبيرة:
-من الصعب علي القيام بذلك لأنك جعلتني اشعر بحضورك بسكل قوي.
-لاتنسي انها شقتي وانت من دخل اليها بدون استئذان.
-لكن السيدة فيغيس دعتني للدخول.
-وهل كان امامها خيار اخر؟.
تابع يقول:
-اذا اردت البحث في غرفتي فأسرعي ..ولكن ان انتهيت فأرجو ان تعذريني لاني اريد تبديل ملابسي.
وافلت معصمها في الحال،وخلع سترته والقاها جانبا..ويعد ان افرغ جيوب سرواله..وضع محفظته ومفاتيحه على المنضدة وبدأ يفك ازرار قميصه..وحين هم بأخراجه من تحت سرواله لاحظ انها تسمرت في مكانها تتفرس به.
فقال لها:
-يمكنك البقاء لتتفرجي علي،ولكن سبق ولمحت إلي انك لن تري شيئا جديدا.
لم تستطع ان تتصور في تلك اللحظة الطريقة الملائمة لمعالجة الموضوع،الا انها عازمة على الا تستسلم،مهما كلف الامر ،لأن المسالة هنا لم تعد تقتصر على انقاذ صوفي،بل اصبحت شخصية.
ياله من متعجرف يخال ان نظرة واحدة منه تكفي لترتمي بين احضانه..!
اعادت الكتب لمكانها مخنية الرأس وقد خطر لها انه لم يكن الوحيد الذي اساء التصرف!
في لم ترد له الأساءة ولم تساله حتى عما يحسب نفسه فاعلا؟اوتصفعه على وجهه!
على اي حال كان ريتشارد مالوري يثبت انه على مستوى الشائعات،ولايفترض بها ان تتوقع منه تصرفا افضل.لعلها تفاجات به يغازل فتاة مثلها لاترتدي ملابس مثيرة اوتشجععه على التودد اليها.
|